الابنة الفاضلة الكريمة / نسرين - ام شفيف الروح
الموضوع جميل وشيق وانا عندي مساهمة اري انها تصب في نفس الموضوع
فأرجو ان تنال رضاك ورضي الجميع .
خاصه
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم اعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروراً على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإذا تركوهم وما أرادو هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري وفي لفظ (مثل المدهن): أي المحابي والمداهن، والمراد به من يضيع الحقوق ولايغير المنكر.
وفي لفظ للبخاري (فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذوا فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم)
المعنى الإجمالي
يشبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع بأفراده بأناس ركبوا سفينة فاقتسموا الأمكنة فيها فصار نصيب بعضهم أعلاها ونصيب آخرين أسفلها.
فالسفينة هي: ( المجتمع - القرية – البلدة ) والناس فيه قسمان بالنسبة لما نهى الله عنه وحرمه:
الأول: قائم في حدود الله أي منكر لها حريص على منعها وإزالتها وتطهير المجتمع منها.
الثاني: واقع ومنغمس فيها، فإن لم يكن كذلك فهو مداهن فيها راضِ بانتشارها أو ساكت على الفاعلين فلا يغير ولايطهر.
وإن السفينة لن تصل إلى بر الأمان إلا بمنع من يقوم بنقرها وتخريبها وتعطيل سيرها ، وكذلك المجتمع لن يحافظ على أمته وإستقراره وتقدمه إلا بتشجيع المصلحين والأخذ علي أيدي المخربين والمفسدين.
فوائد الحديث
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على واستخدام طريقة مفيدة للتعليم والتربية وهي ضرب الأمثال بالشيء المحسوس لفهم وتقريب الشيء المعقول، وكما قيل: بالمثال يتضح المقال.
وهذه هي طريقة القرآن : قال تعالى(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) البقرة (17) ، فهذا مثل ضربة الله عن المنافقين.
وهكذا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمن مثل النخلة) رواه الطبراني ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات) رواه مسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم استخدم أساليب عدة في التعليم والتربية وبهذا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد سبق علماء التربية في تحديد أساليب التعليم وطرق التدريس وهم في حقيقة الأمر منه يغرفون
__________________
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون