عندما قام النمرود بإلقاء سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار ، سمعت بهذا الخبر نملة ، فكرت هذه النملة في نفسها :
ما العمل ؟ ....
وكيف أستطيع أن أساعد خليل الله ؟ ....
لا يجب عليّ أن أقف مكتوفة اليدين !! ، فإن الله سيسألني يوم القيامة .
ذهبت تلك النملة وصنعت من العيدان الصغيرة وعاءً محكماً ، ثم اتجهت إلى البحيرة وقامت بملئه بالماء ، وحملته بشقِّ الأنفس على ظهرها ، واتجهت باتجاه مكان النار التي أشعلها النمرود .
وفي طريقها التقى بها غراب ، سألها الغراب مستغرباً :
الغراب : إلى أين أيتها النملة ؟
النملة : إلى مدينة النمرود .
الغراب : وما هذا الذي تحملينه , وتتعثرين في حمله ؟
النملة : إنه وعاء ماء .
الغراب : ولماذا الماء ؟
النملة : ألم تسمع أن النمرود لعنه الله أوقد ناراً عظيمة لإحراق خليل الله إبراهيم عليه السلام ؟
الغراب : لا لم أسمع ، ولكن لم أفهم ما علاقة حملك للماء بذلك ؟
النملة : أريد أن أساهم في إطفاء هذه النار .
الغراب ( ساخراً ) : هل تعتقدين يا غبية أنك تستطيعين بهذا الوعاء الصغير إطفاء نارٍ كبيرة كنار النمرود .
النملة : أعلم أنني لن أستطيع إطفاء النار ، فهي خارج طاقتي وتحمّلي ، ولكن أفعل ذلك لسببين .
الغراب : وما هما ؟
النملة : الأول : أني حددت هدفي ، فأنا أعلم ما أريد ، فلست من النوع المتخاذل الذي يرضى بالواقع السيء ، ولو كان خارج قدرتي .
الغراب : والثاني !!
النملة : حتى أعذر نفسي أمام ربِّي ، أني رأيت خليله يحترق ولم أفعل شيئاً ، فأنا أقوم بما أستطيع ،
فلم أتعوّد أن أكون على هامش الحياة .
سخر الغراب منها وتابع طريقه ضاحكاً ، أما النملة الصادقة فاستمرت نحو نار النمرود ،
مملوءة بالعزيمة والإيمان .
الفوائد المستمدة من القصة :
1) اعمل مهما كانت قدراتك أو إمكاناتك ضعيفة ، فالمهم أن تعمل .
2) لا ترضى بواقعٍ سيء ، بل دائماً كن ساعياً لزيادة حسنه ولإنقاص سوءه .
3) حدِّد أهدافك ، وما تريد ، ولا تعشْ متخبِّطاً تائهاً لا تعرف ما تريد ، وما تعمل .
4) لا تسمع لمن يريد أن يثبط همتك ، بل امضِ في نشاطك ، ولا تتأثر بهم ، فهم فاشلون
يريدون فشلك .
5) اعلم أن الله سيسألك عن عملك في الدنيا ، وماذا حققت في حياتك ، وهل عملت في الدعوة إليه ، وهل حاولت تغيير المنكر في واقعك ، سواءً في نفسك أو أهلك أو أصدقائك أو مجتمعك
أو في عالمك .
{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون }
منقووووووول