كبوشية إصالة التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كبوشية التاريخ المبهر والواقع المحزن الذي نسعي لتغييره
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورتسجيل دخول الاعضاءدخولالتسجيل
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عادل عثمان مصطفي
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
أبوبكر الرازي
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
ود عدلان
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
كمال الحاج احمد
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
حسن دينار
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
أبوعزة
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
النعمان نورالدائم
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
ودالعمدة
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
ام شفيف محمد حامد
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
بنت محجوب البشير
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_rcapمقالات علمية...وما اهل به لغير الله Voting_barمقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
شعراء الاغاني السودانية
سـمــك ..لـبـن ..تـمـــــر هـنــــــدى
وين الشباب
الموسوعة العالمية للشعر العربي.. الشعر الفصيح
شعراء الحقيبة... توثيق شامل
فـــن الـكــاريـكـاتـيـــــر
تـعـالـــوا اخــدزا لـيـــكـم عــرضـــه
وقفات مع عباقرة اهل المسادير ؟؟
اغانى واغانى
الشعر الشعبي والدوبيت والمسادير
المواضيع الأكثر شعبية
كلمات اغاني الفنان محمد النصري
الشعر الشعبي والدوبيت والمسادير
شعراء الاغاني السودانية
الرقم الاكثر تكراراً في القرآن الكريم
وقفات مع عباقرة اهل المسادير ؟؟
شعراء الحقيبة... توثيق شامل
اجمل ماقيل عن التسامح والعفو (المسامح كريم)
السيرة الذاتية للفنلن محمد وردي
وقفات مع عباقرة اهل النم والدوبيت
اخترنا لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المواضيع الأخيرة
» قرية جبل أم علي
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالسبت أغسطس 18, 2018 5:13 pm من طرف متوكل هاشم عثمان العوض

» Do you know what is family
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 17, 2018 9:26 pm من طرف متوكل هاشم عثمان العوض

»  مرحبا بالاخ متوكل هاشم
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 17, 2018 9:08 pm من طرف متوكل هاشم عثمان العوض

» موسوعة غناء الحقيبة عوض محمد بابكز
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 20, 2015 1:19 pm من طرف عادل عثمان مصطفي

» الجرجير يخفض من الإصابة بسرطان الرئة والقولون
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 04, 2015 7:57 am من طرف عادل عثمان مصطفي

» من أجمل ما قرأت (منوعات)
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالأحد أغسطس 30, 2015 8:07 pm من طرف عادل عثمان مصطفي

» عجائب الاخبار........1
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 14, 2015 5:06 pm من طرف عادل عثمان مصطفي

» مقالات متنوعة عن الاسرة والمجتمع
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالخميس أغسطس 13, 2015 7:51 am من طرف عادل عثمان مصطفي

» الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في الأرضِ// أبوشوك
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالخميس يوليو 23, 2015 12:38 pm من طرف عادل عثمان مصطفي

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 81 بتاريخ الإثنين يونيو 04, 2018 5:24 am
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 491 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مشمش فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 16444 مساهمة في هذا المنتدى في 2721 موضوع
سجل معنا

للتسجيل اضغط هـنـا


 

 مقالات علمية...وما اهل به لغير الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عادل عثمان مصطفي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
عادل عثمان مصطفي


عدد المساهمات : 6481
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
العمر : 66
الموقع : كانبرا - استراليا

مقالات علمية...وما اهل به لغير الله Empty
مُساهمةموضوع: مقالات علمية...وما اهل به لغير الله   مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالخميس مايو 29, 2014 10:03 am

من الآيات المتفقة في المضمون والمختلفة في بعض الألفاظ، الآيات الأربع التالية :



الأولى: قوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم} (البقرة:173).

الثانية: قوله سبحانه: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} (المائدة:3).

الثالثة: قوله عز وجل: {قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم} (الأنعام:145).

الرابعة: قوله عز من قائل: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم} (النحل:115).

هذه الآيات الأربع يتعلق بها أسئلة أربعة، هي وفق التالي:

السؤال الأول: لماذا قُدِّم المجرور (به) في آية البقرة في قوله سبحانه: {وما أهل به لغير الله}، وأُخِّر في الآيات الثلاث الأُخَر، في قوله سبحانه: {وما أهل لغير الله به}؟

السؤال الثاني: لماذا خُتمت آية الأنعام بقوله تعالى: {فإن ربك غفور رحيم}، بينما ختمت الآيات الأُخر بقوله عز وجل: {فإن الله غفور رحيم}؟

السؤال الثالث: لماذا زِيْدَ في آية المائدة جملة من المحرمات على المحرمات الأربعة التي ذُكِرت في الآيات الثلاث الأُخر؟

السؤال الرابع: لماذا خُصت آية المائدة بقوله سبحانه: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم}، وليس هذا في الآيات الثلاث الأُخر؟

الجواب على هذه الأسئلة هو موضوع هذه السطور .



جواب السؤال الأول: أن من عادة العرب في كلامها أن تقدم الأهم، قال سيبويه: "كأنهم يقدمون الذي هو أهم لهم، وهم ببيانه أعنى"، وآية البقرة قد تقدم قبلها قوله سبحانه: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا} (البقرة:168)، وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} (البقرة:172)، فذكر سبحانه لعباده ما أباحه لهم، ووسعه عليهم من الطيبات، وأكده بقوله: {إنما}، المفيدة للحصر، ثم أمرهم سبحانه بشكر نعمته. فلما تحصَّل في هذه الآية ما أشير إليه من تأكيد هذا المحرم، ناسبه تقديم المضمر المجرور في قوله: {وما أهل به لغير الله}؛ ليكون الكلام بتقديم المجرور يفيد التأكيد ، ولم يكن تأخير المجرور ليفيد هذا المعنى، ولا يناسب ما تقدمه، فجرى الكلام في آية البقرة على أسلوب من البلاغة ملحوظ في آخره وأوله.

ولما كانت هذه المعاني المشار إليها في آية سورة البقرة غير موجودة في الآيات الثلاث الأُخر، فقد تأخر الضمير المجرور إلى محله الذي هو موضعه؛ إذ لم يقصد هذا القصد، ولم يكن ليلائمه التقديم.



جواب السؤال الثاني: أن كل موضع يوجب اختصاص اللفظ الذي ذُكر فيه، فأما آية البقرة؛ فلأنه لما قال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} (البقرة:172)، كان بما قدمه مثبتاً عليهم إلهيته؛ لأن الإله هو الذي تحق له العبادة، بما له من النعمة، فلما قَدَّم ذكر ما رزقهم منها، وطالبهم بشكرها، أتبعه بقوله: {إن كنتم إياه تعبدون}، وختم الآية التالية بأن قال: {إن الله غفور رحيم}، أي: إن من أنعم عليكم غاية النعمة، واستحق بها غاية التعبد والتذلل، هو الذي يغفر لكم عند الضرورة تناوُلَ ما حرم عليكم حال الاختيار، رحمة بكم .

وكذلك آية النحل مبنية على مثل هذا؛ لأن أولها: {فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون} (النحل:114)، فكان مشبهاً ما تقدم ذكره في آية البقرة، فقال: {فإن الله غفور رحيم} (النحل:115).

وأما آية الأنعام، فقد تقدمها ذكر أصناف ما خلقه الله تعالى لتربية الأجسام، وذلك قوله سبحانه: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها} (الأنعام:141)، فذكر الثمار والحَبَّ، وأتبعه بذكر الحيوان من الإبل والبقر والغنم، وخصَّ هذا الموضع بذكر (الرب)؛ لأن (الرب) هو القائم بمصالح المربوب، فكان هذا أليق بهذا المكان.



جواب السؤالين الثالث والرابع: لما كانت آية المائدة من آخر ما نزل من القرآن، فقد ورد فيها استيفاء ما حكم سبحانه بتحريمه، وإلحاقه بالميتة، والدم، ولحم الخنزير،، وأعقب الكلام بقوله: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم} (المائدة:3)؛ تتميماً لبيان حال المضطر ومظنة الاضطرار زيادة على ما ورد في الآيات الأُخر؛ ليرتفع ما عسى أن يكون باقياً فيها من إجمال أو إشكال؛ وليجري مع قوله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم} (المائدة:3).

هذا، وقد ذكر الرازي كلاماً يتعلق بالسور الأربع التي وردت فيها هذه الآيات الأربع من المفيد ذكره، قال رحمه الله: "هذه السور الأربعة دالة على حصر المحرمات في هذه الأربع، سورتان مكيتان، وسورتان مدنيتان، فإن سورة البقرة مدنية. وسورة المائدة من آخر ما أنزل الله تعالى بالمدينة، فمن أنكر حصر التحريم في هذه الأربع إلا ما خصه الإجماع والدلائل القاطعة كان في محل أن يخشى عليه؛ لأن هذه السورة دلت على أن حصر المحرمات في هذه الأربع كان شرعاً ثابتاً في أول أمر مكة وآخرها، وأول المدينة وآخرها، وأنه تعالى أعاد هذا البيان في هذه السور الأربع قطعاً للأعذار، وإزالة للشبهة". والذي يُفهم من كلام الرازي أن الغرض من تكرار هذه الآيات، إنما هو التأكيد على الأحكام التي تضمنتها، وقطع العذر على من يريد أن يعتذر بعدم التزامها.

والملاحظ من هذه التوجيهات التي ذكرها العلماء أنها قائمة انطلاقاً من اعتبارات عدة، منها: تقديم ما هو أهم؛ تأكيداً له . ومنها: مراعاة السياق الذي وردت فيه هذه الآية أو تلك . ومنها: النظر في وقت نزول الآية، والبناء عليه. وكل ذلك اجتهاد ونظر، وإعمال للرأي والفكر، قد يكون صواباً، وقد لا يكون كذلك، لكنه على كل حال يفتح آفاقاً لفهم النص القرآني، ويعين على تفهم أوجه الفرق بين الآيات المتشابهة في ألفاظها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://الهوتميل abouhind1982@hotmail.com
عادل عثمان مصطفي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
عادل عثمان مصطفي


عدد المساهمات : 6481
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
العمر : 66
الموقع : كانبرا - استراليا

مقالات علمية...وما اهل به لغير الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات علمية...وما اهل به لغير الله   مقالات علمية...وما اهل به لغير الله I_icon_minitimeالخميس مايو 29, 2014 10:13 am



مقاصد سورة الرعد :-
........................


سورة الرعد هي السورة الثالثة عشرة في القرآن، وعدد آياتها ثلاث وأربعون آية، وهي سورة مدينة كما نُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من التابعين، إلا قوله تعالى: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة..} (الرعد:31)، فقالوا: إنها مكية. وقال النسفي: هي مدنية في قول عكرمة والحسن وقتادة، ولم يستثنِ شيئاً. وذهب بعضهم إلى أن السورة مكية، قال سيد قطب رحمه الله: "إن افتتاح السورة، وطبيعة الموضوعات التي تعالجها، وكثيراً من التوجيهات فيها.. كل أولئك يدل دلالة واضحة على أن السورة مكية، وليست مدنية، كما جاء في بعض الروايات والمصاحف، وأنها نزلت في فترة اشتد فيها الإعراض والتكذيب والتحدي من المشركين".



تسميتها:-
.............




ورد تسمية هذه السورة في كلام السلف؛ وذلك يدل على أنها مسماة بذلك من عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يختلفوا في اسمها، وإنما سميت بإضافتها إلى {الرعد}، لورود ذكر {الرعد} فيها بقوله تعالى: {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} (الرعد:13).



فضل السورة:-
................




روى الترمذي، والنسائي، والحاكم، وغيرهم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق، قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك)، قال الترمذي: حديث غريب.

وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قالوا - يعني المشركين - للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان كما تقول، فأرنا أشياخنا الأُول من الموتى، وافتح لنا هذه الجبال، جبال مكة التي قد ضمتنا، فنزلت: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض} الآية.




مقاصد السورة:-
..................




تبدأ سورة الرعد بقضية عامة من قضايا العقيدة: قضية الوحي بهذا الكتاب، والحق الذي اشتمل عليه، وتلك هي قاعدة بقية القضايا، من توحيد لله، والإيمان بالبعث، والعمل صالح في الحياة. فكلها متفرعة عن الإيمان بأن الآمر بهذا هو الله، وأن هذا القرآن وحي من عنده سبحانه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا على وجه الإجمال، أما على وجه التفصيل، فقد تضمنت السورة المقاصد التالية:

- بينت السورة أن هذا القرآن عميق التأثير في النفس البشرية، حتى لتكاد تسير به الجبال، وتُقطَّع به الأرض، ويُكلم به الموتى؛ لما فيه من سلطان وقوة ودفعة وحيوية.

- أكدت السورة أن هذا الكتاب هو وحده الحق؛ وأن الإعراض عنه، والتكذيب به، والتحدي، وبطء الاستجابة، ووعورة الطريق.. كلها لا تغير شيئاً من تلك الحقيقة الكبرى، طبيعة المواجهة التي كان المشركون يتحدون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتحدون بها هذا القرآن.

- التوجيه الرباني لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجهر في مواجهة الإعراض والتكذيب، والتحدي، وبطء الاستجابة، ووعورة الطريق بالحق الذي معه كاملاً؛ وهو أنه لا إله إلا الله، ولا رب إلا الله، ولا معبود إلا الله، وأن الله هو الواحد القهار، وأن الناس مردودون إليه، فإما إلى جنة، وإما إلى نار. وكل هذه الحقائق كان ينكرها المشركون، ويتحدون الرسول فيها.

- كشفت السورة لأصحاب الدعوة إلى الله عن طبيعة منهج هذه الدعوة، وأن عليهم أن يجهروا بالحقائق الأساسية في هذا الدين، وألا يخفوا منها شيئاً، وألا يؤجلوا منها شيئاً. وفي مقدمة هذه الحقائق: أنه لا ألوهية ولا ربوبية إلا لله، ومن ثم فلا دينونة، ولا طاعة، ولا خضوع، ولا اتباع إلا لله. فهذه الحقيقة الأساسية يجب أن تُعلن أيًّا كانت المعارضة والتحدي؛ وأيًّا كان الإعراض من المكذبين والتولي؛ وأيًّا كانت وعورة الطريق وأخطارها.

- أظهرت السورة أن المنهج القرآني في الدعوة يجمع بين الحديث عن كتاب الله المتلو، وهو هذا القرآن، وبين كتاب الكون المفتوح؛ بما فيه من دلائل شاهدة بسلطان الله وتقديره وتدبيره. كما يضم إلى هذين الكتابين سجل التاريخ البشري، وما يحفظه من دلائل ناطقة بالسلطان والتقدير والتدبير أيضاً. ويواجه البشرية بهذا كله، ويأخذ عليها أقطارها جميعاً؛ وهو يخاطب حسها وقلبها وعقلها جميعاً.

- أوضحت السورة بجلاء نماذج من طبيعة النبوة والرسالة؛ وحدود النبي والرسول؛ لتخليص العقول والأفكار من رواسب الوثنيات كلها؛ وتحريرها من تلك الأساطير التي أفسدت عقائد أهل الكتاب من قبل؛ وردتها إلى الوثنية بأوهامها وأساطيرها! .



- بينت السورة أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلام إنما هي البلاغ، وأن أمر هذا الدين ليس إليه هو، ومآل هذه الدعوة ليس من اختصاصه! إنما عليه البلاغ، وليس عليه هداية الناس، فالله وحده هو الذي يملك الهداية، سواء حقق الله بعض وعده له من مصير القوم، أو أدركه الأجل قبل تحقيق وعد الله، فهذا أو ذاك لا يغير من طبيعة مهمته. فالبلاغ يظل هو قاعدة عمل الرسول، ويظل كذلك قاعدة عمل الدعاة لهذا الدين بعده .



- أرشدت السورة الدعاة أن ليس لهم أن يستعجلوا النتائج والمصائر، وأن ليس لهم أن يستعجلوا هداية الناس، ولا أن يستبطئوا وعد الله للمهتدين ووعيده للمكذبين، إنما عليهم البلاغ فحسب، أما حساب الناس في الدنيا، أو في الآخرة، فهذا ليس من شأن العباد، إنما هو من شأن رب العباد!

- قررت السورة كلمة الفصل في العلاقة بين اتجاه الإنسان وحركته، وبين تحديد مآله ومصيره؛ وبينت أن مشيئة الله به إنما تتحقق من خلال حركته في هذه الحياة؛ وذلك مع تقرير أن كل حدث إنما يقع ويتحقق بقدر من الله خاص.



- قررت السورة سُنَّة اجتماعية، وهي أن مشيئة الله في تغيير حال قوم، إنما تجري وتنفذ من خلال حركة هؤلاء القوم أنفسهم، وتغيير اتجاهها وسلوكها تغييراً شعوريًّا وعمليًّا، فإذا غيَّر القوم ما بأنفسهم اتجاهاً وعملاً غير الله حالهم، وَفْق ما غيروا هم من أنفسهم. فإذا اقتضى حالهم أن يريد الله بهم السوء، مضت إرادته، ولم يقف لها أحد، ولم يعصمهم من الله شيء، ولم يجدوا لهم من دونه ولياً ولا نصيراً. فأما إذا هم استجابوا لربهم، وغيروا ما بأنفسهم بهذه الاستجابة، فإن الله يريد بهم الحسنى، ويحقق لهم هذه الحسنى في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما جميعاً، فإذا هم لم يستجيبوا، أراد بهم السوء، وكان لهم سوء الحساب، ولم تغن عنهم فدية، إذا جاءوه غير مستجيبين يوم الحساب.



- قررت السورة حقيقة مهمة، وهي أن الله سبحانه يقضي بالهدى لمن ينيب إليه؛ وهذه الحقيقة تدل على أنه سبحانه إنما يضل من لا ينيب، ومن لا يستجيب، ولا يضل منيباً، ولا مستجيباً؛ وذلك وفق وعده سبحانه في قوله: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} (العنكبوت:69)، فهذه الهداية وذلك الإضلال هما مقتضى مشيئته سبحانه بالعباد، هذه المشيئة التي تجري وتتحقق من خلال تغيير العباد ما بأنفسهم، والاتجاه إلى الاستجابة، أو الإعراض.

- بينت السورة أنه سبحانه لو شاء لخلق الناس باستعداد واحد للهدى، أو لقهرهم على الهدى، ولكنه سبحانه شاء أن يخلقهم مستعدين للهدى، أو للضلال، {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} (الإنسان:3)، {وهديناه النجدين} (البلد:10)؛ ولم يشأ بعد ذلك أن يقهرهم على الهدى، ولا أن يقهرهم على الضلال! إنما جعل مشيئته بهم تجري من خلال استجابتهم، أو عدم استجابتهم لدلائل الهدى، وموجبات الإيمان.



- قررت السورة كلمة الفصل في دلالة الكفر وعدم الاستجابة لهذا الحق الذي جاء به هذا الدين، على فساد الكينونة البشرية، وتعطل أجهزة الاستقبال الفطرية فيها، واختلال طبيعتها، وخروجها عن سواء السبيل.



- بيان أن الذين لا يستجيبون للحق الذي جاءهم به القرآن، هم بشهادة الله سبحانه عميٌ، وصمٌّ، وبكمٌ في الظلمات، وأنهم لا يتفكرون، ولا يعقلون. وأن الذين يستجيبون له هم أولو الألباب، وهؤلاء تطمئن قلوبهم بذكر الله، وتتصل بما هي عارفة له، ومصطلحة عليه بفطرتها السليمة، فتسكن، وتستريح.

- أرشدت السورة إلى أن ثمة علاقة وثيقة بين الفساد الذي يصيب حياة البشر في هذه الأرض، وبين ذلك العمى عن الحق الذي جاء من عند الله لهداية البشر إلى الحق وإلى صراط مستقيم.

- بينت السورة أن الذين لا يستجيبون لعهد الله، ولا يعلمون الحق الذي جاء من عنده ، هم الذين يفسدون في الأرض؛ كما أن الذين يعلمون أنه الحق، ويستجيبون له، هم الذين يصلحون في الأرض، وتزكو بهم الحياة.



- قررت السورة بكل وضوح أن حياة الناس لا تصلح إلا بأن يتولى قيادتها المبصرون أولو الألباب، الذين يعلمون أن ما أنزل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الحق، ومن ثم يوفون بعهد الله، ويعبدونه وحده، ويدينون له وحده، ولا يتلقون عن غيره، ولا يتبعون إلا أمره ونهيه، ومن ثم يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم، فيخافون أن يقع منهم ما نهى عنه، ويخافون سوء الحساب، فيجعلون الآخرة في حسابهم في كل حركة؛ ويصبرون على الاستقامة على عهد الله ذاك بكل تكاليف الاستقامة؛ ويقيمون الصلاة؛ وينفقون مما رزقهم الله سراً وعلانية؛ ويدفعون السوء والفساد في الأرض بالصلاح والإحسان.



- بينت السورة أن المسلم يرفض - بحكم إيمانه بالله، وعلمه بأن ما أنزل على محمد هو الحق - كل منهج للحياة غير منهج الله؛ ومجرد الاعتراف بشرعية منهج، أو وضع، أو حكمٍ من صنع غير الله، هو بذاته مناقض لمنهج الله؛ فالإسلام لله هو توحيد الدينونة له دون سواه.



هذه بعض المقاصد البارزة التي قررتها هذه السورة، وهي بالتأكيد تتضمن مقاصد غير ما ذكرنا، تتبين من خلال التأمل في السورة، والوقوف على مراميها السامية، ومقاصدها الجليلة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://الهوتميل abouhind1982@hotmail.com
 
مقالات علمية...وما اهل به لغير الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقالات علمية...جمع القران في عهد ابي بكر رضي الله عنه
»  مقالات علمية..فيكشف ما تدعون ان شاء....الاية
» (ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا) رؤية علمية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كبوشية إصالة التاريخ  :: المنتدي الإسلامي :: تفسير وعلوم القرآن الكريم-
انتقل الى: