أضواء علي الحضارة السودانية 3

 أضواء علي الحضارة السودانية 3 
 

نشر 2009/4/9 

أضواء علي الحضارة السودانية

تقديم/ محمد عبدالكريم عبدالله :
اهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة أرحب بضيفي.
دكتـور/ جعفر ميرغني أستاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارة السودان .
المقـدم :
سنتاول الحضارة السودانية خارج نطاق السودان وذلك من خلال الأثر المتبادل بينها وبين حضارات الأقطار الواقعة في إقليم حوض البحر الأحمر ولكن وصلاً لما دار في الحلقة الفائتة تحدثنا عن الأثر السوداني في مصر عبر أثره الحضاري وما تبع ذلك من أحداث تستدعي التوقف واستطاع دكتور جعفر ميرغني أن يحصل على نص خاص من احدى الصحف الإنجليزية وتم التحدث عنه في الحلقة الفائتة ما المتبقي في هذا الإطار وهذا الصياغ .
السـيد/ حعفر ميرغني :
الحلقة الماضية كان مقال منشور في التايمز يوم 28- فبراير هو أثر معلومة جديدة بالنسبة للتاريخ وأثبت أثبات أثر هليلوغلوفي قديم أن السودان كان قوة النيل العظمى منذ زمن سحيق وأسترسلنا في هذا وحللناه وبينى أن السودان من ناحية إسترتيجية كان ينظر على مصر على أنها هي خط الدفاع الثاني بالنسبة لأفريقيا لأنو خط الدفاع الأول كان فلسطين القارات الثلاثة كان تبادل وفي ذات الوقت كانت غيرة فقد يأتي الغازي من آسيا إلى أوروبا أوأفريقيا أو من أوروبا إلى آسيا أو أفريقيا ذهب غازي من أفريقيا إلى آسيا أو أوروبا الحال كان مطامع الضن وبناء الإمبراطوريات إما من آسيا وإما من أوروبا يعني تبني إمبراطورية إلى خارج نطاق القارة التي أنت منها هذا كان صنيع آسيوي أو أوروبي وفي هذا هذا الصدد أقول آسيا الغربية والشمالية وأوروبا أو الشمال البارد والجنوب الدافئ ما عُهد على الجنوب الدافئ أنو يتجاوز نطاق القارة التي ينتمي إليها لضم أراضي في القارة الأخرى ولكن الشمال البارد وجائز لظروف الطقس كان دائماً يتطاول إلى احتلال أراضي خارج نطاق قارته وداخل نطاق قارة أخرىلأنو الأوروبيون سعو إلى التوسع في آسيا وفي أفريقيا وآسيا سعت في التوسع في أفريقيا لكن أفريقيا ما سعت قط إلى التوسع في أوروبا القريبة من شواطئها ولا في آسيا نحن نعرف أنو أحياناً الدولة القائمة في مصر من أيام الفراعنة أحياناً بتسعى إلى أن تضم أطراف الشام والحجاز إلى نطاقها جزيرة العرب أحسن أحوالها كما يقوا الإنجليز أنو تكون لأهلها لكن هي ملتقى الطرق ونسبتها إلى آسيا جغرافياً لا تنفي أناه شركة بين القارات الثلاثة وأن لأفريقيا السهم الأوفر في الوجود السكاني والحضاري في جزيرة العرب هذا الحديث نحن نقوله على ثقة ولكن لما نجي لجزيرة العرب سنظهر الأبعاد الأفريقية لجزيرة العرب القديمة نحن الآن في مصر وتحدثنا عن الجيوش السودانية ما دخلت مصر إلا مساندة للحق المصري ودفاعاً عن الحق السوداني لأنو مصر والسودان من أفريقيا والمناهضة دائماً كانتفي وجه غازي قادم من أحدى القارتين الآخريين واعتقد بطبيعة الحال مثل هذا الحديث يقودنا إلى فكرين الفكر الإستراتيجي السوداني بكل ما تعنيه الإستراتيجية من أبعادها الإقتصادية والأمنية العسكرية .
المقـدم :
من خلال الأجندة التي وضعتها الحضارة السودانية في خارج نطاق السودان المعروف اليوم بموقعه الجغرافي ومساحته الحالية كم يساوي بالنسبة للسودان التاريخ القديم المعروف والعلائق بينهما هل يمكن أن يكون السودان الحالي هو نفس السودان القديم ورث المساحات الشاسعة وأختزن الحضارة وأصبح صاحبها الآن .
السـيد/ جعفر ميرغني :
مساحة السودان أن لم تنقص لم تزد اليوم أطراف السودان تناقصت حتى عام 1820 يوم أنطلقت الحملة التركية المصرية على السودان كان نقطة الحدود أسوان الشلال الأول وأين الآن حدود السودان الشمالي مع أسوان نحن نعرف ونسلم اليوم أنو ماهو شمال وادي حلفا إلى أسواد داخل الحدود السياسية المصرية في التاريخ حتى عام 1820 حدود مصر الجنوبية أسوان وهذا موضح في الكتب المصرية وحتى في الكُتب المصرية التي كتبت لحظة انطلاق الفتح الثاني وقبل ذلك ومثبت في الخرائط الأوروبية بالون الأحمر الحدود وكان لا يتجاوز أسوان إنسان إلا بجواز سفر إلى داخل السودان صحيح أن الدول العثمانية التي حكمت مصر في ذلك الوقت منذ 1917 وأحتلت أجزاء من السودان مثل ميناء سواكن وأحتلت مصوع من بلاد الحبشة وعمدت إلى احتلال المنطقة الواقعة بين الشلالين الأول والثاني هذه الولاية من أقدم وأهم الولايات السودانية وكانت تسمى ولاية الجبل وولاية الباب وولاية الحدود احتلها العثمانيون وكان للعثمانين والي في مصر باشا إلى أيام محمد على باشا لكن السلطان العثماني لم يدخل الأرض السودانية في ذلك الوقت بين الشلالين وهو احتلها لم يدخلها تحت حكم الوالي في مصر أقام عليهاكاشف وهذا الكاشف يتبع راساً للباب العالي في القسطنطينية لم يكن مسؤولاً لدى الوالي التركي في القاهرة كان مسؤولاً مباشرة لدى السلطان كأنها ولاية مستقلة واحتلوها لأسباب إستراتيجية وهم عارفين انها خارج نطاق ولاية مصر المعروفة من أيام الرومان هذا في صدد أنو الأرض ضاقت أو وسعت والآرض ضاقت والسودان كان واسع الحدود وذكرت أنو في العهد الفرعوني كانت كلمة فرعون نفسها تطلق على من يحكم وادي النيل ولكن أحياناً الفرعون يكون من الجنوب أو من العناصر الكوشية السودانية واحياناً من الوجه البحري واحياناً من صعيد مصر إذن الحديث عن السودان بحدوده الحالية في عمق التاريخ يحتاج إلى مراجعة ينبغي أن نتحدث عن في عمق التاريخ عن وادي النيل ومن يحكم وادي النيل ولما ذهبت مصر نهائي إلى قوة أجنبية من ايام أحتلال الأشوريين لها في القرن السابع وصارت خاضة لدول أما آسيوية أو أوروبية حتى القرن العشرين منذ ذلك الحين والرؤية السودانية أنو هذه أرض سودانية إذا ما كانت أرض مستقلة فهي أرض سودانية ولذلك حالة الحرب كانت قائمة والنوبة لما تحاربوا مع عمر بن العاص وعبدالله بن أبي السرح لم يقبلوا أن يوقعوا اتفاقية صلح ومصر تحت حكم العرب المسلمين قبلوا فقط اتفاقية هدنة يعني إيقاف حالة القتال لكن الحرب قائمة وهذا أوقع خلاف كبير بين الفقهاء المسلمين في أنو كيف يتعاملون مع أرض النوبة هل هي دار حرب ام دار سلام فهي معاهدة قليلة النظير في المعاهدات التي عقدتها الدولة الإسلامية وفي أي وقت ممكن تلقى الهدنة وبعض الفقهاء المسلمين كتبوا عنها أنو الهدنة متى شاء السلطان أن يلغيها ألغاها وتدور الحرب من جديد السودان ضاقت مساحته جداً وأخشى أن تضيق أكثر .
المقـدم :
ما الذي نود أن نطرحه خارج نطاق السودان الحالي عبر حضارة سودانية .
السـيد/ جعفر ميرغني :
تحدثنا عن الإستراتيجية السودانية الواقع الداخلي هو الذي يفرض الخيار الإستراتيجي في الفكر سوا كان الإقتصادي أو السياسي ونبهنا كانت كيف تدار هذه البلاد الشايعة وكانت هي ممالك ضغرى متحدة تحت ملك حاكم إقليم ولكن ملك الملوك وأنو الداعي للاتحاد لم يكن الفتح بالقوة يعني ملك الملوك لم يقد حروب حتى فتح أركان السودان ووحدها الداعي للتوحد كان عصب الإقتصاد التجارة الداخلية والخارجية والتجارة تحتاج إلى تأمين الطرق وتامين الطرق يحتاج من أقصى الأعماق إلى موانئ التصدير البرية والبحرية ينبغي أن تكون الطرق أمنة لكن هذه الطرق تخترق أقاليم شاسعة فأدرك ملوك هؤلا الأقاليم فائدته من التجارة وقيمته ي تأمين قيمة التجارة في حياتهم وإحتياج التجارة إلى ما يوفرونه من الأمن فاقامو هذا الاتحاد فيما بينهم اقتصاد عصبة التجارة يحتاج إلى أمرين قد يبدو في بادي الحديث كلام فيهما متناقض يحتاج إلى قوة عسكرية ضاربة مهابة وفي ذات الوقت يحتاج إلى سلام دائم حالة الأمن التي يوفرها أمران القوة العسكرية التي يهابها العدو وفي ذات الوقت الحنكة السياسية التي تسعى دائماً إلى السلام كثير من الناس قد يظن أنو السعي للسلام ضعيف لكن العقلاء يعلمون أنك تسعى إلى السلام من مركز قوة دايمة وهذا السلام يحقق أغراضك وهذا لا تفهمه إستراتيجيات أخرى بعض الناس إذا توفر في يدهم سلاح فلا سلام لمن حوله وهؤلا دائماً يكسبون معارك ويخسرون اقتصاد ولذلك نضرب المثل في القوة والسعي للسلام النبي سليمان عليه السلام ما استخدم الجيش كل قضاياع يحلها بالسلام على خلاف حال أبيه داؤد الذي أسس المملكة داؤد قاد معارك كثيرة لكن سليمان كان يتفادى يرفض الحرب ويلجأ للمفاوضات ولذلك كان يقال سليمان المسالم بين يدي فقرة تتحدث عن كوش وهو أسم السودان القديم وتصف كوش بصفتين أنها دبلوماسية تحت النخاع وانها قوية الشوكة والنص يقول ( الأرض التي في أنهار كوش المرسلة رسلاً في البحر وقوراب من البردي على وجه مياه) هذه دبلوماسية ترسل رسلاً بحراً وبراً في البحر المالح والنيل لكن في ذات الوقت يصفها أمة طويلة وجرداء شعب مخوف منذ كان أمة فصاعداً أمة قوة وشدة ودوس قد خلقت أرضها الأنهار عندما ترتفع الرأية على الجبال تنظرون وعندما يضرب بالبوق تسمعون هذه صفة السودان القديم وكلمة دوس بمعنى القتال ، الحرب العالمية الثانية المانيا أنتهت نهائياً لكن المنتصر خرج ممزق اقتصادياً بريطانين احتاجت إلى برمجة من الولايات المتحدة لتبني اقتصادها من جديد الحرب تخرب الاقتصاد فطالما عصب الدولة الاقتصاد الدولة حريصة جداً على أمرين على قوة ضاربة وعلى التزام أن تعطي اولوية للتفاوض الدبلوماسي والدبلوماسية والسلام .
المقـدم :
تغلب مسار الثقافةف والدبلوماسة في الحضارة السودانية في صياغ إطار الحضارة السودانية مرده إلى ماذا .
السـيد/ جعفر ميرغني :
مرده أنهم عرفوا أن الحياة رغدة والمسثمرة والاقتصادية تحتاج إلى استقرارأخر ما تحتاج إليه هو الحرب لكن الاستقرار حينما يتحقق يتحاج إلى حراسة جهز جيشك القويحتي يخاف العدو لكن استخدم الدبلوماسية حتى الاستقرار يتحقق إذا تحقق الاستقرار تحقق المكاسب اليابن اليوم من ناحية اقتصادية واليابان أمس من ناحية عسكرية اليوم هي قوية جداً من ناحية اقتصادية وكسبت الضغط على كل شيء .
المقـدم :
هل هذايعني أن الحضارة السودانية التي تغلب اللجؤ إلى الحوار والدبلوماسية لم تتعرض إلى حروب داخلية إلى عدم استقرار وكانت متوحدة على طول مدارها تعرضت إلى حروب داخلية ومتى تتعرض لحروب داخلية لما الوضع الداخلي يصبح مهدد للاستقرار الذي بدوره هو العامل الأوفر في تحقيق مكتسبات الاقتصادية لما تتفكك الدولة ويتناحر الأمراء فيما بينهم بالتالي تتخرب طرق التجارة ولما تتخرب طرق التجارة ينهار الاقتصاد ولما ينهارالاقتصاد هنا تقع الحرب الفعلية مثل ما حدث في أيام سنار الهدف من الحرب إعادة التماسك وهيبة السلطة المركزية والاقليمية أول ما يتحقق التماسك وبناء هيبة السلطة لا يعود هناك فتوحات يعني صاحب الإقليم الأقوى الذي أصبح ملك الملوك لا يسعى إلى إلغاء الوجود الحقيقي من الملوك الإقليمين كانت فيدرالية بمعنى الكلمة ومتروك لهم القوانين لا يستطيع غازياً فاتحاً لأنو الفرق كالأتي الذي يستمر في الحرب هدفه أنو المركز هو الذي يعين الولاه لكن الذي يحارب حى يعترف الجميع بالاتحاد سيترك لكا إقليم أن يقرر سياسياً في أمره وأن يقرر سياسياً في الأمر العام ملك الملوك كان له مجلس من هؤلا الملوك لا يقضي شيئاً إلا بمشورتهم ولذلك الحرب تقوم إما لإعادة توحيد الداخل وإما لمواجهة الغزو الذي لأبد من مواجهته كل الغزاة لما دخلوا مصر يرسلون حملة للجنوب ولذلك معروف هدفهم توسعي إلا الدولة الفاطمية الشيء الثاني كل الغزاة داخلين من أرض آسيوية أو أوروبية فعلى أفريقا أن تحمي الزيمار وإلا أفريقيا ستضيع نهباً إما لآسيا كما حدث أيام الاستعمار أوروبا لما وجدت فرصة أنها تحتل شبر أفريقيا لم تقف حتى أحتلت أفريقا كلها ومعروف أنو الغازي من قارة أخرى إما قاتل أو مقتول .
المقـدم :
نتحدث عن أثر السودان في المشاريع الاقتصادية المصرية منذ القدم وفي أي الجوانب أثر هذا الأثر تأثيراً كبيراً .
السـيد/ جعفر ميرغني : 
بداية أذكر بانو أبو التاريخ الأغريقي اليوناني في كتابه الكبير في التاريخ كذك المؤرخون اليونانيون القدامى دائماً يتفقون في أنو مصر في الأصل هي مستوطنة سودانياً قبل أن يدخل عليها شعوب أخرى من الغرب والشرق والشمال وهيرودتس ذهب للتدليل على حديثة بظاهرة جغرافية فيزيائية على أنو قالو هو مصر كلها بعد الدلتا محاطة بجبلين من جبل المقطم إلى سوان في حجار جيرية إلى أن تصل القرنيت عند أسوان فهو كان بعتقد أنو في خليج البحر الأبيض المتوسط ممتد داخل الأراضي المصرية الصالحة للزراعة ودلل على ذلك وقال في صعيد مصر الأعلى هو في الجبال البعيدة من النيل يجد قواقع لا تكون إلا البحار المالحة فكانو هذا البحر الحليج الممتد من الشمال إلى الجنوب نظير البحر الأحمر الممتد من جهة العرب وخليج عدن إلى الشمال أين ذهب هذا البحر الذي كان موجود قال أنو ترسبات الطمي من النيل تدفن هذا الخليج شيئاً فشئياً طبيعة الحال لما الخليج كان موجود أرض مصر غير موجودة من الناحية الشمالية الأرض بدأت تزيد من الناحية الجنوبية لأنها أرض زراعية سموها أرض الكنانة وكنانة في اللغة العربية معناها أخضر داكن فأرض الكنانة إما الأرض المزروعة وإما الأرض ذات التربة السوداء وفي اللغة المصرية القديمة بسموها حمية ومعناها السوداء ولسواد أرضها وهي من ترسبات حوض النيل ولذلك هي أرض خصبة وصالحة للزراعة النيل وهو منحدر من الجنوب إلى الشمال بطبيعة الحاليرسب طين من الجنوب إلى الشمال وبطبيعة الحال ساكنو الجنوب يمتد عمرانهم مع أمتداد الأراضي الزراعية ولذلك قال الوجود السوداني أقدم كا ما الطين رسب الأراضي أمتد عليه السودانيون زراعة حتى إذا صارت أرض واسعة وقطراً كبيراً جاء المهاجرون من أنحاء أخرى لم يكونوا يجيؤ لو ما النيل رسب هذه الأراضي ولذلك معنى مقولتنا مصر هبة النيل مش لأنها معتمدة على النيل في الري والشراب أرضها هبة من النيل هذا البساط الأسود الذي تقوم عليه زراعة مصر ومدائن مصر وحضارة مصر هو هبة من النيل فهذا يدل على قدم الإستئطان السوداني في مصر ذكرنا في الحلقة الماضية فتوحات الملوك أنو فتوحات السودانية جاءت مترتبة في أعقاب حال فوضى داخلية في مصر وترتبت على الفوضى الداخلية في مصر السلطة المركزية والإقليمية وبالتالي تحرك الغاز الإحتلالي لإحتلال مصروهذا ما لا يطيقه الموجود في الجنوب أن يكون غازي من خارج القارة على أرض مصر ولذلك كان التحرك السوداني كله لطرد هذا الغازي يمكن أن تقرأ ماذا فعل الأشوريون بمصر حين دخلوها وماذا فعلوا السودانيون بمصر حين دخلوها طردو الأشوريون منها الأشوريون دخلوا مصر وخربوها ودخل السودانيون مصر في كل مرة يدل الغزي من آسيا أو أوروبا تجده يخرب يدمر ينهب هذا القادم عليك من غير ثقافتك ومن غير قارتك وقارتك لا تعني شيء بالنسبة له ثقافتك تذكره بوجوده الأجنبي وأول ما يفكر فيه أن يدمر هذه الثقافة وهذه الحضارة حتى ينفي النسبة والوجود لما حكمو مصر غيرو حتى أسماء المدن المصرية أعطوها أسماء يونانية حتى يمحى التاريخ لكن الداخل من السودان يعتقد أنو هذا تاريخ واحد مشترك في وادي النيل ولذلك يعيد ترميم المعبد .
المقـدم :
يمكن ان نقول أنه يتحرك في المدى الحضاري .
السـيد/ جعفر ميرغني :
المدى الحضاري نفسه يتحرك في المدى الحضاري ولذلك يعيد ترميم ما خربه الغازي من خارج مصر وأفريقا وهذا أثر سوداني في مصر أضف إلى ما بنوه إبتداً لكن مشاريع الزراعة المصرية الفرعون السوداني رصف كل المدن المصرية كان النيل لما يفيض يطلعوا في الجبال ولم ينزل النيل ينزلوا من الجبال فرصف المدن بمعنى أنو عملحولها جسور واقية وأدى إلى استمرار الحياة داخل المدينة مع استمرار الفيض للسودان أثر كبير في المشاريع المصرية منذ أن كان السودان وإلى اليوم مطالب مصر الزراعية ومطالب مصر المائية كانت على العين والرأس لم يفكر سوداني قط في يوم من الأيام أن يستغل هذا النيل الجاري من الجنوب إلى الشمال ضد الإرادة المصرية وضد الاقتصاد المصري قبل بناء السد العالي كان في اتفاقية لو السودان أخر أو قدم فتح خزاناته ثلاثة أيام فقط يخرب الموسم الزراعي في مصر كله لكن هذا لم يحدث ولن يحدث قط المشاريع الزراعية المصرية جعلت مصر تقيم مشاريع مائية داخل السودان ولم يخطر على بال السودان قط أنو يقف في وجه هذه المشاريع غرقت حضارة سودانية بكاملها صحيح هي كانت داخل الحدود السياسية المصرية شمال وادي حلفا لكنها من البُعد الثقافي والحضاري حضارة نوبية سودانية غرقت بكلمها بسبب بحيرة السد العالي ومن داخل الأراضي السياسية السودانية حسب التقاسيم العالمية الحديثة غرقت كذلك أرض السودان دفع غالي من أجل إقامة السد العالي وهو صمام الأملن للزراعة المصرية منذ زمن الفراعنة وإلى اليوم ماعاة السودان لمشاريع الزراعة المصرية الزراعة بالنسبة للاقتصاد المصري زراعة نيلية تعني الكثير ومن الثابت في الإستراتيجية السودانية وجود مصر قوية .
المقـدم :
هل الحضارة تتوقف عند الحودو الجغرافية ام أن المدى الحضاري والحدود الحضارية بتحتلف اختلافاً كبيراً عن الحدود الجغرافية .
السـيد/ جعفر ميرغني :
المدى الحضاري يختلف اختلافاً كبيراً عن حدود الأقطار السياسية أفريقيا كلها مدى حضاري واحد وأوروبا كلها مدى حضاري واحد وداخل هذا المدى الحضاري هناك أجناس داخل هذا الجنس الكبير أنت في أوروبا تلمس تنوع وهذا التنوع ربما أدى إلى تنافر أحياناً لكن في النهاية الأوروبيون كلهم استشعروا أنهم هم شيء واحد أمام العالم الآخر كذلك آسيا وعندما أفكر في آسيا أفكر في آسيا قسمين آسيا الشمالية والغربية وآسيا الجنوبية والشرقية والحاحظ اعترها أمتداد طبيعي للسودان التي تضم من الصين وجنوب شرق آسيا إلى الهند هذه لونية مختلفة في تصانيف حتى تصانيف البشرة هم مصنفين بين السود لا يصنفونهم ِبيض فنحن لو أخذنا الألوان ليس من الجيد أن يصنف الإنسان بلونه لكن البشرية تصنف لو أخذنا الألوان آسيا الشمالية والغربية شأنها شأن أوروبا هي بلاد البِيض الآن أوروبا الشرقية كلها مهاجرة من وسط غرب آسيا المجريون والفلنلديون هم مهاجرون من بلاد الترك المدى الحضاري هو حتى لو الأقطار تنافرت فيما بينها سياسياً تجدها متقاربة حضارياً وثقافياً والمدى الحضاري لو أخذت إنسان في مدى الحضارة والرقي في الحد الأدني بدوي غير متحضر لو طورته إلى إنسان مدني معقد الفكر بتجد أنو سيصل إلى نهايات التي أنتهى إليها نظيره في كل صقع من الأصقاع لو جبت من أرض البجا شخص ومن أرض الفور شخص ومن أرض النوبة شخص ومن الجنوب شخصأخذت عينة وتابعت الإنسان من ما بدأ بسيط جداً إلى أن دخل المدينة وحياته تقدمت بتجد الظاهرة التي ترأها في سودان اليوم كل المدن ثقافة واحدة المدن هي الأسمنت الاحم وهي القمة في الرقي والتطور الثقافي والحضاري في كل مرحلة من مراحل عمر الأمة لكن الآن في جاليات من خارج السودان استقرت في السودان منذ القرن التاسع عشر لكن تجدهم مختلفين رغم أنو في تشابه كبير مثلاً في لبس الحداد تجد السودانيون يلبسون الثوب الأبيض أما المصريون وخاصة الأقباط يلبسون الأسود لكن إذا ذهبت إلى أوروبا بتجد كل شيء مختلف الرجل البسيط في أوروبا لما يتطور ويصل حد المدينة يشابه المدن الأوروبية .
المقـدم:
الإنسان المدقق والناظر نظرة بتأني إلى الحضارة السودانية فيما يتعلق بحديث اليوم السودان بموقعه الجغرافي الحالي ومصر بموقعها الجغرافي الحالي لا يجد أنسب شيء يعبر عنه إلا كما قلت وادي النيل .
السـيد/ جعفر ميرغني :
أسلم كلمة وادي النيل أو حوض وادي النيل الآن أفريقية مصر هي التي ينبغي أن يتسأل عنها الناس كثيراً كاتب سنغالي كتب في الأربعينات يبين عراقة الحضارة المصرية القديمة كحضارة أفريقية هي درجة متقدم في تسلسل مدى حضاري واحد مصر تقدمت كثيراً لقربها من قلب العالم لكن هي حضارة أفريقية تقدمت .
المقـدم :
في مصطلحات الحديثة نجد هذه المنطقة متنازعة ما بين العلاقات العربية العربية وعلاقاتها الأفريقية الأفريقية وعلاقاتها العربية الأفريقية .
السـيد/ جعفر ميرغني :
لنطرح نسبة العرب على قارات العالم الثلاثة الجغرافية تنسب جزية العرب إلى آسيا ومن الخطأ الظن أنو بلاد العرب وجزيرة العرب مفهوم واحد لكن بلاد العرب أوسع نطاقاً من جزيرة العرب نسبة العرب وجزيرة العرب إلى آسيا من الذي نسبها ومن الذي سلم بها نحن في أفريقيا لم نشارك في هذه التسمية العرب كان يسمون مكة سوق الحبشة الخليج معروف وصلته بشرق أفريقيا اليمن معروفة صلتها بالحبشة الوشائج الأفريقية بجزيرة العرب أقوى من وشائج أي أمة أخرى بجزيرة العرب ولذلك أحسن أقوالها نقول هي منطقة وسطى بين قارات العالم الثلاثة الجاحظ كتب فخر السودان كله واحد من أهدافنا الرئيسية أثبات أفريقية العرب الحدود الإسلامية أمتدت من قلب آسيا إلى أسبانيا لكن هذا مدى سياسي وحضاري للإسلام لكن ليس كله مدى حضاري للعرب بدليل أنو آسيا أحتضنت الإسلام واحتفظت بحضاراتها القديمة في الجمهورية الإسلامية الإيراينة اللسان الرسمي اللسان الفارسي الدولة العثمانية انتصرت باللغة التركية على اللغة العربية أصبحت حضارته إسلامية تركية لا إسلامية عربية الإسلام يلغي الإنسان لكن الإنسان من الرقي الموجود في أرثه يشكل أوروبا لأخظناها أنو بعد ثمانية قرون وبعد ما تحدثت أسبانيا باللغة العربية والكنيسة ترجمة الإنجيل للغة العربية أصدرت قوانين صارمة جداً بتحريم الكلام باللغة العربية بينما أفريقيا إلى هذا اليوم ظلت الثقافة العربية وحدها تنداح وتتسع على حساب وفي وجه أقوى الحضارات الغربيية لأنو أوروبا الآن هي إما ثقافة فرنسية أو إنجليزية أو ثقافة عربية فاللغة العربية وأخواتها الأفريقيات الآن تتحدى الزحف المنظم المدروس من اللغتين الفرنسية والآسيوية من ناحية مدى حضاري هل ننسب العرب إلى أفريقيا ام إلى غير أفريقيا أنا على قناعة بأنو العرب ينبغي أنو ينسبوا إلى أفريقيا.
المقـدم :
محتويات حلقة اليوم .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نتحدث اليوم عن سودانية مصر لا اقصد بسودانية مصرأنو سودان اليوم المعروف هو صاحب مصر لكن السودان بالمعنى العريض الممتد من المحيط الأطلسي إلى جنوب آسيا والأثر المتبادل بين الحضارة المصرية والحضارة السودانية .
المقـدم :
وهذا الأثر الذي تناولناه في الحضارة السودانية تناولنا فيه العديد من الأثار خاصة في المشاريع الحضارية منذ القِدم .
السـيد/ جعفر ميرغني :
دور السودان في هذه المشاريع وفي نعش هذه المشاريع بارز جداً وقلنا هذا إيمان المصريين والسودانيين أنو هذا مدى حضاري الفاتح من الجنوب من السودان إلى مصر يقابل بالتهليل والترحاب إلى أن يصل الوجه البحري مشارف شمال القاهرة لأنو الغازي من آسيا أو أوروبا غالباً يكون متمركز هناك قريباً من مداه الطبيعي وسكان مصر الوسطى ومصر العليا يشعرون أن هذا مساند أكثر من غازي وما من عادة أفريقيا الطمع في أراضي الآخرين النجاشي لما فتح الحبشة لم يضمها إلى أراضيه .