قال ابن سعد حدثنا الواقدي حدثني الوليد بن مسلم عن منبر بن عبيد الله الدوسي قال أسلم زوج أم شريك الدوسية وهو أبو العكر فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة ومع دوس حين هاجروا, قالت أم شريك فجائني أهل أبي العكر, فقالوا لعلك على دينه قلت أي والله إني لعلى دينه, قالوا لا جرم لنعذبنك عذابا شديدا فارتحلوا بي على جمل ثفال شر ركابهم وأغلظها يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة من ماء حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون نزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام فقالوا لي في اليوم الثالث اتركي ما أنت عليه قالت فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد قالت فوالله إني لعلى ذلك وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع فذهبت أنظر فإذا هو بين السماء والأرض ثم دلي إلي الثالثة فشريت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي. قالت فخرجوا فنظروا فقالوا من أين لك هذا قلت من عند الله رزقا رزقنيه الله فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأداواهم فوجدوها موكاة لم تحل . فقالوا نشهد أن ربك هو ربنا وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإسلام فأسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانو يعرفون فضلي عليهم