صحيفة قوون...
قطع ناديا الهلال والمريخ سنوات في الاحتراف ولكن للاسف خطوات التطور في إدارة هذا الملف تبقى محلك سر وتسير زحفا على البطون لتعكس التفكير الإداري المحدود وتغييب الرأي الفني .. حيث اصبح هذا الملف مضروبا منذ فترة طويلة دون ان يشعر بذلك المسؤولين عن الناديين والذين يهدرون الملايين دون رقيب اوحسيب..
واعود لاكتب عن صفقات اللاعبين المحترفين بعد مداخلة في برنامج الرياضة باذاعة البيت السوداني اف ام مع الزميل محمدين بالامس .. حيث دار الحديث عن سلبيات بالجملة رافقت العملية وتستحق فعلا ان نتحدث عنها باستمرار مالم ينصلح الحال وتدخل التجربة مرحلة مختلفة لنشعر ان عندنا كرة تستحق ان يسيل لها كل هذا الحبر ..
ويوم امس اكمل المريخ تعاقده مع الحارس المصري عصام الحضري الذي يخوض تجربته الاحترافية الثانية بعد هروبه السابق الى نادي سيون السويسري .. ولايختلف اثنان ربما على قيمة الحضري الفنية فهو كان عنصرا مهما في تحقيق امجاد الكرة المصرية الاخيرة بالفوز بكأس افريقيا ثلاث مرات متتالية ولكن من حقنا ان نسأل إدارة المريخ حول امكانية نجاح الحارس العملاق وتقديم كل ماعنده للمريخ في ظل حالة التخبط التي تغلف كرتنا ودورينا ..
تعود الحضري على اجواء خاصة في الدوري المصري وايضا السويسري الذي خاض فيه تجربة مع نادي سيون عنوانها الانضباط والنظام والاقامة في افخم الفنادق مع وجود برنامج واضح ومحدد من قبل ناديه .. اضافة الى اجواء العمل الاعلامي والاعلانات التي ظل يقوم بها وهو متواجد في مصر مع الاهلي وبعده الاسماعيلي قبل الرحيل للزمالك ..
وصفقة الحضري تؤكد بالفعل ان إدارة نادي المريخ تكرر في اخطاءها لانها تنظر دائما الى نصف الكوب فقط ولاتتطلع اليه كاملا لتستفيد من اخفاقات الماضي حيث كان بامكانها ان تتعاقد مع لاعبين مغمورين قيمتهم الفنية كبيرة ليكون المريخ واحدا من الاندية المصدرة وليس المستهلكة فقط ..
المصيبة الاكبر ان من يدير ملف الاحتراف في نادي المريخ هو واحدا من انجح رجال الاعمال في السودان وهو جمال الوالي والذي لم يوظف حنكته وخبرته في إدارة الاموال بالتعامل الصحيح مع التعاقدات على مستوى اللاعبين المحترفين لان مجموع ماصرفه الوالي على اللاعبين المحترفين منذ قدومه للرئاسة في 2003 يعد بالمليارات ولم تكن مدخولاته من بيعهم الا ملاليم ..
ولم تكن الاستفادة الفنية ايضا على قدر التطلعات والطموحات لان اللاعبين المحترفين لم ياسهموا في حصول ناديي الهلال والمريخ على اي بطولة خارجية وهذا يعد فشلا ذريعا بلاشك ليؤكد ان المراجعة مطلوبة في طريقة الاختيار للاعبين المحترفين والتي تعتمد على مزاجية الاداريين ..
تحدثنا كثيرا عن فشل اللاعبين العرب في الاحتراف بالسودان والتجارب السابقة خير مثال بداية من المغربي الزنزون ومرور بعلاء الزهرة المتواجد معنا في قطر حاليا والذي اشتكى مر الشكوى من التخبط والعشوائية التي تدار بها الكرة السودانية على مستوى الاتحاد والاندية ..
واخيرا كانت صفقات اللاعبين التوانسة المضروبة بالمريخ الموسم الماضي خير مثال على عدم قدرة اللاعبين العرب بالتأقلم على اجواء الكرة السودانية .. وسينضم الحضري الى هذه المجموعة فلن يخلو اسبوع دون ان يسافر فيه الحارس العملاق الى القاهرة للقيام بالاعلانات والمشاركة في البرامج التلفزيونية ومتابعة البزنس الخاص به ..
اذا السيناريو القادم هو كثرة سفرات الحضري الى القاهرة والصدام المتوقع بينه والادارة وصحافتنا لتكون النتيجة النهائية الفشل بسبب الاجواء المحيطة .. ليكون ملف الاحتراف المضروب سببا في نهاية الموسم المأساوية ..
تمر الايام ونحن ندور في ذات الحلقة المفرغة .. حالة من الفوضى والتخبط والعشوائية ..