ذكريات من الماضي

اذكر وانا طالب بمدرسة كبوشية الاولية كان هنالك منازل للمعلمين المتزوجين حول المدرسة شرقا وجنوبا , وجاء الي كبوشية تيمان عطبرة واحيوا حفلات بكبوشية وكانوا نازلين في احد المنازل شرق المدرسة وفعلا كانوا بتشابهو لدرجة شديدة جدا . كذلك في زواج الاستاذ الفاضل /الامين موسي جانقي ونحن طلبة بالمدرسة الوسطي جاءت فرقة موسيقي الجيش واحيوا حفلة موسيقية في غاية الروعة . كذلك لفترات متتالية كان ايضا يحضر لكبوشية الفنان المرحوم / بابكر ود السافل لان له صداقة بالمرحوم ميرغني عبدالرحيم ( شيخ العرب ) بالحماداب. هذا بالاضافة للفنان الشيخ عباس كنزي الذي يعتبر ابن المنطقة ودة طبعا قبل ظهور محجوب شنيبو وود السيمت ولاتنسوا ان علي شنيبو ايضا كان فنان قبل اخيه محجوب . والاخ صديق شنيبو كان فنان المدرسة الوسطي. اما الفترة التي كان فيها عبدالعزيز محمد داؤد في كبوشية فلم يكن وقتها يغني بل كان محولجي بمحطة كبوشية .....هذا شيئ من ذاكرة التاريخ .

كانت لنا ايام ، هل تعتقد الاخ عادل ان يعود ذلك الزمان الجميل انا لا اعتقد ذلك لان المسئوليات زادت والزمن صار صعب فلا اعتقد اننا سنذهب الى حفلة فى الحماداب او الكجيك او البجراوية او القلعة فى نص الليل ونحن نضاحك ضوء القمر مع تلك الرمال العجيبة ، حيث كان الواحد فينا بعد ان يخرج من المنزل فى نص الليل لايعرف اين مكان الحفلة بل يذهب ويتربص بى صوت الغناء الى ان يدله على مكانها ، ولا اعتقد كذلك اننا سوف نعوم فى الميجر مرة اخرى او نشق سوق الاربعاء دون هم او غم او غربة وانا اخشى على نفسى ان اكون نسيت هذه الاشياء من عوامة وركوب حمير واشياء كثيرة ، على العموم الاخ عادل لا تبخل علينا بالذكريات وان كانت تقلقنا وتحرك الشوق الخامد فينا للبلد والصحبة والنيل والنخل والمخالى والقفف وعيدان الحطب وسقف الجريد والخرج والسرج واللباب والحوامة فى الرماضة والتحدى بالمشى على الرصيف اطول فترة ، انها اشياء لن تنسى ولن تخرج الا مع اخر نفس
تقبل مرورى وتعقيبى
ودمت بخير

الشكر العميق لك اخي ود عدلان من علي البعد وحقيقة ذكريات الماضي تحرك فينا اشياء كثيرة وتصيبنا بغصة في الحلق ما بتتبلع . لكن تظل هي الشيئ الوحيد الذي يسامرنا في وهج الغربة المرة والله انا ما عارف لولا هذا المنتدي ما عارف الواحد كان يعمل شنو ؟ الشكر لك مرة اخري اخي فانت الانسان الوحيد الذي يدفعني للكتابة عن الماضي . بس انا خايف ناس تانين يزعلوا مني....العذر لكل من اصابته كلماتي ببعض الرزاز..................

مافى زعل بين الاخوان فكلنا فى شوق الى سردك الرائع عن الماضى ونحن منتظرين وان كان هذا يؤجج فينا جمر الشوق
دمت واسرتك بخير ورجعتم سالمين غانمين

اذكر في السبعينات زارنا احد اقاربنا من الخرطوم وبعد ان قضي معنا فترة تحركنا سويا نحو محطة كبوشية لوداعه عندما يستقل القطار ومن المعلوم ان كل من تردد علي العمل بالمحطة تجده كتب اسمه علي جدران المحطة ولو سمحت لكم الظروف وزرتم المحطة فستجدون اسماء كثيرة جدا لعمال كانوا يعملون سابقا بالمحطة , فاراد قريبي هذا وهو- حسن فتح الله - رحمه الله ان يكتب اسمه , فما كان من المسئول في شباك التذاكر الا وان منعه من كتابة اسمه متذرعا بان الذين كتبوا اسماءهم كانوا فيما مضي عمالا وموظفين بالمحطة ولكن برغم ذلك فقد كتب اسمه . ولا زلت حينما اجد سانحة حين زيارتي لكبوشية اذهب وانظر لتلك الذكريات الجميلة ...

لا انسي تلك الزيارة التي كان يقوم بها صاحب العاب القوي المعروف في تلك الفترة ( حيدر قطامي ) للمنطقة ويقوم بجر عربة الدكتور خالد بواسطة اسنانه بعد ربطها بحبل وكذلك يرقد علي الارض ويوضع حجر الطاحونة علي صدره ويقوم احد الناس بتكسير الحجر بمرزبة كبيرة

رحم الله حيدر حسين ( قطامة ) فهو من الشخصيات المشهورة بمدينة ود مدني وكان رجلاً خفيف الظل .. لا زمنا حيدر قطامة طيلة فترة طفولتنا وصبانا وكنا مولعين بالعروض التي يقدمها بالمدارس والساحات العامة وفي ساحة المولد فقد كان بطلاً من أبطال كمال الأجسام ومن خلال هذه المساحة نريد ان نتناول هذه التجربة الفريدة علي مستوي السودان ولا أظنني شاهدت عروضاً شبيهة بالتي كان يقدمها حيدر قطامة (شمسون الجبار) .
إتصف حيدر قطامه بحسن الخلق وطيب المعشر وطول البال والإبتسامة وكان بسيطاً.

من العبارات التي لا زلت أذكرها همبرسي ييي يا التي كنا نرددها خلفه عندما يقدم علي عمل جبار ، فاجأني بها طفل صغير تحدثت اليه قبل يومين وكان والده قد ركبه المراجيح في المولد فسمع الأطفال يرددونها فحفظها وقالها لي في التلفون !! كنت مسروراً بتلك الكلمة التي لم أكن أعرف لها معني من قبل غير انها صيغة تشجيع.

أرجعتني تلك الكلمة الي ذكريات الطفولة وأضحكتني وظللت أرددها في البيت فسألني أبنائي عن هذه اللقطة البارعة فقلت لهم سمعتها هكذا وظلوا يرددونها في سرور.

لاشك انكم تحتفظون ببعض من قفشات حيدر قطامة فهيا اتحفونا ببعضِ من ذكريات علنا نعيش في اسرار الماضي الحريف.