أضواء على الحضارة السودانية 2

 أضواء على الحضارة السودانية 2 
 

نشره في 2009/4/9 

أضواء على الحضارة السودانية

تقديم/ محمد عبدالكريم عبدالله :
مرحباً بكم هذه الحلقة أرحب بضيفي .
دكتـور/ جعفر ميرغني أستاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارات السودان .
المقـدم :
سنتناول البيئة ام الثقافة والتقارب البيئي وإلى أي مدى أدى هذا التقارب إلى وجود حضارة مشتركة أو سمات وقواسم مشتركة أدت إلى تشابه كبير بين الأقطار الخاصة والداخلة في إطار الحضارة السودانية .
السـيد/ جعفر ميرغني :
فكرة الأقطار ليست فكرتنا وإنما هي فكرة مطروحة من قديم من قبل الإغريق والكتاب العرب المسلمين في العصر العباسي الأول وأنو البلدان من الصين إلى المحيط الأطلسي فيما بين المدارين سموها الأقطار السودانية ونحن فضلنا أن نسميها الأقطار المدارية وحققنا في لبحلقتين الماضيتين الناقل الذي أوجد التواصل بين أطراف هذه ، مع وجود التنوع الحضاري قواسم مشتركة مثلما بين الغرب الأقطار الأوروبية بينها قواسم مشتركة وتحدثنا عن المدى الحضاري داخل هذه القواسم وخارجها ك حضارة لها مدى تنتنقل فيه الآن تحقيقياً لما تحدثنا عنه من قبل أنو الثقافة ضد البيئة وأنو الحضارة ماهي إلا نمو ثقافي والخيار البيئي مهم جداً في إيجاد القواسم المشتركة التي سميناها لوو تفكرنا فيهذه الأقطار المدارية معناها محصورة بين مداري الجدي والسرطان أو مطيفة بالمدار المدار هو النقطة التي لا تتجازوها شمالاً ولا جنوباً في تنقلها بين الشتاء والصيف شمس الصيف في الجنوب وشمس الشتاء في الشمال في نقطة تصلها في أقصى الشمال وتصلها الكورة الأرضية حولها وهذا يسمى مدار السرطان ونقطة في أقصى الجنوب وتسمى مدار الجدي مدار السرطان بالنسبة جنوب أسوان بقليل هذا المدار السرطاني مدار الجدي في دولة جنوب أفريقيا محصورة بين المدارين أو هي شمال قليل من مدار السرطان وجنوب قليل من مدار الجدي هذه هي المساحة التي تتحرك فيها الشمس ظاهرياً بين الشتاء والصيف فهي الأقطار الدافئة قياساً بالنسبة للأقطار التي شمال مدار السرطان ومن الجنوب مدار الجدي تلك الأقطار الباردة إذن هذه الأقطار أول القواسم المشتركة بينها هو تقارب مناخي هي أقطار دافئة ليست أقطار جليد هي أقطار الشمس الساطعة هي أقطار الأمطار الصيفية هذا القرب المناخي بيوجد قرب في الخيار السكني والمعيشي والملبسي لأنو هذه الأشياء يفرضها الخيارالمناخي قبل أن تتواصل هذه الأقطار بالواصلات سوا كان سفن أو أبل وغيرها ويكون هذا التواصل بسبب الحاجة إلى التجارة قبل أن يكون هذا كان هناك تقارب مناخي بينها أوجد سمات بينها دون تواصل نضيف إلى هذا التقارب الفطري الذي أوجده المناخ المتقارب أنو هذه الأقطار تواصلت فيما بينها تواصلت عبر أسباب الناقل البري والبحري لحاجة التجارة فهذا التواصل كذلك اوجد مزيج من التقارب الثقافي بمعنى أنو حصل لقاح ثقافي أقطار المنطقة الوسطى من العالم وهي محل جزيرة العرب وما حولهاكانت هي الأقدم في مضمار الحضارة لأنو حصل لقاح ثقافي بين التجرية الآسيوية المنقولة عبر حضارة الفرات والتجربة الأفريقية المنقولة عبر حضارة وادي النيل والتجربة الأوروبية المنقولة عبر حضارة الأغريق وتتبادل هذه فيما بينها ولذلك صار هناك نمو ثقافي وحضاري نفس الشيء هذه المنظومة المدارية لأنها تواصلت من قديم عبر السفن وعبر الناقل البري حصل لقاح ثقافي هذا اللقاح الثقافي أدى إلى طفرة حضارية ولذلك أقدم الحضارات الإنسانية هي في بلاد الرافدين ايضاً موجودة في الأقطار المدارية حضارة الصين حضارة الهند وحضارة الأنكس في المكسيك هذه حضارات قديمة جداً بالنسبة للحضارات في الأقطار الباردة جداً شمالاً وجنوباً .
المقـدم :
حضارت سادت ثم بادت إلى أي مدى يمكن أن تباد الحضارة نهائياً وكيف تكون العلائق ما بين الثقافة والحضارة والتأثيرات الخاصة بها في إطار موضوع الحضارة السودانية .
السـيد/ جعفر ميرغني :
حضارت سادت ثم بادت هذا حديث مهم جداً وكلمة فضفاضة يطلقها الناس لكن الواقع ما الذي يبيد عطاء حضاري مثلاً الخط الهيلوغلوفي قريباً جداً كان كتابته غير معروفة لأنه هُجر هذا عطاء حضاري امحى من ذاكرة الإنسانية حتى جددته الإنسانية من جديد إذا كان البلد المعين فيه حضارة معينة ما تعرض للغزو وبالتالي فرض معطيات حضارية أجنبية بالقوة عليه يكون هناك تواصل حضاري بين الأجيال القديمة في هذا البلد والأجيال الأحدث جيل بعد جيل على شريط أنو يوجد الناقل للتواصل أنت تنتقل عبر المسافة وعبر الزمن التناقل عبر المسافة بالوسيط الناقل التناقل عبر الزمن بالتدوين والرواية إذا كانت الرواية لم تنقط والتدوين متصل والتجربة نفسها البناء ينقل تجربة اليوم بالبناء في البلدان التي ظلت محتفظة بنوع من الإستقلالية لا تبيد الحضارة لكن تتجدد وكل ما جدت في وجه من الوجوه كانت عبارة عن تركيب الحادث مع الماضي تركيب جديد مع الماضي وطفرة حضارية مستقلبية في البلدان التي تعرضت لغزو قدري نتسأل عن هذا الغزو إذا كان الغازي بعتبر نفسه هو أرفع مستوى ثقافي من المغزو فأنه سيعمل على محو وإبادة حضارته مثلما ما حدث في أمريكا اللاتينية هي المنطقة الدافئة من الأمريكتين بلدان جنوب الولايات المتحدة إلى المكسيك إلى البرازيل هذه البلدان كانت فيها حضارة رفيعة جداً وقديمة جداً لما وصلو الأسبان إلى هذه الأماكن تعاملو مع هؤلا الناس على انهم متخلفين وكل الذي ارادوه منه أن يسلبو ثرواتهم دمروا المعابد والأهرامات بقصد نهب الذهب والثروة وأخذ الذهب لا على أنه تراث حضاري أخذ لأنه سبب للثراء مثلما عمل فرلينيي وهو إيطالي في حملة إسماعيل باشا ودخل السودان وكان طبيب للحكمدار التركي في الخرطوم عام 1832 لما قضى خدمته وأراد أن يرجع إلى بلاده قال للحكمدار أنو هذه الإهرامات فيها ذهب كثير جداً وهو يريد أن يدمر الإهرامات حتى يحصل على الذهب فهذا الحاكم التركي لم يوافقه الرأي بل ساعده أمده الدنميت الناسف نسف الإهرامات بالمدافع حتى يحصل على الذهب حصل في بعضهل على مصوغات ذهبية للأسف باعها في أوروبا على أساس انها عطاء حضاري تراثي توضع في المتاحف صهر الذهب وباعهأنو معدن فقط إذن البلدان التي لم تتعرض لغزو أو حتى تعرضت لغزو من جهات أقل درجة في مضمار الحضارة الترك الجدد لبادين الغزو التتري النا لما اتحدثوا عن تدمير الحضارة يتحدثون عن الغزو التتري لكن فيه بعض الظلم للغزو التتري الغزو التتري دمر لما كان جاهل لكن كان معترف بجهله لما وصل إلى البلدان الإسلامية سرعان ما اعتنقوا الإسلام وسرعان ما اقاموا المباني والحدائق لما وصلوا الصين كناس متخلفين لكن عندهم القوة والصبر اعطو الدول التي انهارت فيها الحضارة وضعفت اعطاوها قوة جديدة وصارو مصدر للدفع الجديد مثلما ما فعل المماليك الشراكسة في مصر المماليك هؤلا جاءو من بلاد الترك لكن لما حكمو حصلت طفرة في العطاء الفكري والمؤلفات وغيرها إذا كان الإنسان من مستوى حضاري أدنى هو يعترف بالحضارة التي دخل عليها ويحاول أن يكتسبها مثلما فعلو العثمانيين لما جاءو غازين إلى البلاد سرعان ما طفرت الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الفارسية الإسلامية ل أوجدو حضارة إسلامية أوروبية في شرق أوروبا البلدان التي لم تتعرض إلى غزو أو تعرضت إلى غزو أدنى حضارياً وثقافياً الماضي لا يباد ولا يمحى بل يلغي بظلاله على الحاضر هذا الأمر كان يحدث في السودان ذو الحدود الجغرافية السياسية المعروفة الآن دائماً يكون نزاع جنوبي شمالي وأنو الشمال متقدم في مضمار الحضارة والجنوب متخلف لكن شأن كل حضارة تخلد إلى الراحة والثروات الأولية التي كان يتاجر فيها العالم القديم موجودة في الجنوب فكان دائماً يتغلب الجنوب على الشمال عسكرياً ويتغلب الشمال على الحنوب حضارياً وثقافياً ولذلك ظلت الحضارة السودانية محتفظة بلونيتها وبقوتها الدافعة للأمام هذا لة تتدبرناوه في الهند والصين والسودان في الأقطار المدارية نجده لكن في أمريكا اللاتينية قد لا نجده لكن الحضارة الصينية لم تمحى بفعل التتر الحضارة الهندية لم تمحى بفعل الآريين الحضارة السودانية لم تمحى بسبب التنازع لكن الحضارة المكسيكية القديمة والحضارة الأمريكية الجنوبية القديمة للأسف مُحيت بسبب فعل الغازي الأوروبي مثلما مُحيت الحضارة في الجنوب الأفريقي ونحن نتحدث عن الأقطار المدارية الأن في بلاد الزمبيزي في جنوب أفريقيا توجد أثار لكن لمن الأثار وكيف كانت وهل لها أثر على الأفريقي المعاصر الآن هذا مُحي تماماً لأنو عمد الغرب إلى تغريب المواطن الأفريقي إلى جعل المواطن الأفريقي غربياً هذا ما فعله الغرب مثلاً أقطار مثل فرنسا لأنو تؤمن بأنو ما يسود في فرنسا ينبغي أن يسود في العالم بسبب مبادئ الثورة الفرنسية وهي المساواه والمساواه عندهم في العلم لكن العلم عندهم هو العلم الفرنسي إذن في الأقطار المدارية من المحيط الأطلسي إلى الصين لازال ظلال الماضي موجودة في الحاضر جينات الماضي هي التي يولد على أساسها الحاضر ثم يكتسب اللحم والدم.
المقـدم :
ما يتعلق بالتشابه في التواصل بين هذه المجتعات التي يربطها قاسم مشترك واحد.
السـيد/ جعفر ميرغني :
التوصل الحسي بانتقال البشر من مكان إلى مكان وأوجبه حال المعيشة والبئية الإقتصاد والتجارة أوجدت تطوير ناقل والناقل كان سبب أرتباط بين أقصى مشارق هذه البلاد وأقصى مغاربها وظاهر في رحلة أبن بطوطة الذي سافر من سواحل المحيط الأطلسي إلى سواحل بحر الصين في الشرق لكن تجد في رحلته التناقل بين المحيط الأطلسي غرباً وبحر الصين شرقاً كان طريق سالك الأمر الآخر التناقل عبر المعلمين وأكتساب الخبرة من بلد إلى بلد المعلم ينتقل من بلد إلى بلد ولذلك كانت فكرة الرحلة في طلب العلم شرط أساسي في الزمن الماضي ونجد صدى هذه الرحلة العلمية في مكتسباتهم العلمية الثقافية لو ذهبت غلى مسلمي الصين وسألت ميف كانت بدايات الإسلام في الصين بتجد شيء طريف أقول ليك الإسلام أول ما دخل الصين في حياة النبي محمدوهذا حديث مدهش جداً لأنو الذي يقرأ التاريخ العربي الإسلامي المدون والمتأثر بالحوليات السياسية يعرف أنو الإسلام وصل إلى الهند والصين عبر قتيبة ابن مسلم الذي فتح أطراف الصين من الغرب لكن الصينين يتكلمون عن دخول الإسلام إلى الصين بنقل التاجر الذي نقل الإسلام من مكة إلى شواطئ الصين الجنوبية الشرقية لكن قبل التاجر الذي نقل الإسلام التاجر العربي وهذا يربط ببعض الصحابة مثل سعيد أبن العاص صحابة كانو تجار ويتاجرون في الحرير وكان الإنسان ينبغي أن يفكر في هذا إذا كان سعيد أبن العاص يتاجر في الحرير والحرير لا يأتي إلا من الصين وإذا كان القرآن يتحدث عن المنشأت كالبحر في الأعلام وهذا الوصف ينطبق على السفن التي تبحر في بحر الهند وبحر الصين ومن زمن سابق أنو هناك تواصل بين أسواق جزيرة العرب وأسواق بحر الصين وأنو التجارة تنقل الخبرات فهم يقولون التاجر العربي انتقل من مكة إلى الصين ونقل علم جديد وبنى مسجد ويقولون غير ذلك أنو قبل أن يذهب الإسلام إلى المدينة إمبراطور الصين تسامع عن ظهور دعوة جديدةفي مكة وأرسل وفداً من الصينيين وأنو الوفد الصيني التقى بالنبي محمد واستمع للإسلام هذا مكتوب في المدونات الصينية استمع إلى أفكار ومبادئ الإسلام وإلى عقيدة الإسلام ونقل هذا راساً إلى الصين وإمبراطور الصين هذا الحديث لا ندري حقيقة تفاصيله ودقته لكن منطقياً سليم إذا كان التاجر مثل سعيد أبن العاص كان ينتقل بين مكة والصين من أجل تجارة الحرير وهذا التاجر جاء بظاهرة جديدة التجار العرب بنو مسجد لأبد لإمبراطور الصين أن يتسأل عن هذا الذي حدث ما الذي جرى ولأبد أن يرسل وفد إلى منبع هذا الفكر بل الزاهد نفسه المتعطش للمعرفة لأبد أن ينتقل بنفسه وإذا كان هذه الأشياء وصلتنا من طرف واحد المعلومة الصينية مثلاًوماعندنا إلا المصادر الصينية للتدقيق والتحري عن صوابها عندنا معلومة مشابهة جداً ومدونة في تاريخ الصحافة المعروف هي معلومة سلمان الفارسي ونشأ ناسك في المعابد الإيرانية الفارسية القديمةثم أحتك بالرهبان الذين جاءو من جزيرة العرب إلى بلاد إيران ومن النساك الرهبان النصارى تعرف على أنو هناك أفكار روحية فتاقت نفسه إليها فأنتقل من فارس راساً إلى بلاد الشام ليتتلمذ على الرهبان النصارى ومن بلاد الشام تسامع بالدعوة الإسلامية وهي في مهدها في مكة فأنتقل إلى هناك ليصادف النبي محمد في المدينة انتقال الأفكار الروحية البوزية الكنفوشية النصرانية اليهودية هذه الأفكار الروحية المتعلمون المتعطشون للمعرفة ينتقلون مستخدمين نفس الناقل الذي ينقل أسباب التجارة وعروضها والدليل على أنو كان في تواصل بين المعلمين هو انتقال فن الكتابة من حوض البحر الأحمر إلى الهند .
المقـدم :
الفكر الحضاري والبُعد الحضاري وعلاقاته فيما يتعلق بموضع حلقة اليوم البيئة ام الثقافة ونحن في إطار الحضارات وأخذها من بعضها البعض وتأثراتها التي ذكرتها في الجزء الفاءت من هذه الحلقة .
السـيد/ جعفرميرغني :
وصلنا منعطف جيد جداًًًًًًًًًًًًًً في الحديث أنو الأساس الذي يوجد الخيار الثقافي الأول ين هذه الأقطار يدل على أنو معطيات متقاربة هي أقطار مدارية مناخ متقارب الأمر الآخر أنو بعد ماهي فطرياً متقاربة في الإطار السياسي في تقاربها البيئ الذي خلقه سبحان الله وتعالى حدث تناقل بينها تجاري وهذا جعل البشر يتقابلون وبتقابل البشر تناقلت التجربة أمر آخر في المستوى الإنساني والمستوى العلمي والتعليمي هذه المجتمات حصل تقارب بينها بالتناقل بين المعلمين وهم يدونون ويمنهجون ما يدونون وينقلون ما يدونون ممنهجاً إلى واقعه حصل هذا التقارب بين الأقطار بالموجبات الثلاث مناخ متقارب أوجد خيار ثقافي أولي متقارب تناقل عبر الناقل الإقتصادي أوجد تلاقي وتلاقح وتقارب في التجربة الأمر الثالث انتقال الذين يدونون ويمنهجون ويدرسون وهم المعلمون ولهم بضاعتهم الخاصة والتجار لهم بضاعتهم الخاصة إذن شبكات التواصل المقتدر هذا في العطاء الحضاري واختبرناه اولاً وقلنا هذه العطاءات الحضارات اول ما يلفت النظر فيها البًعد الروحي انها حضارات كان البُعد الروحي فيها هام جداً كلها بلاد ديانات وتنسك وزهد وعبادة قوية وبلاد طهر من الطين إلى المحيط الأطلسي ونسميها أرض صدق وكانت أرض عدالة من قديم ولأنها أرض عدالة كانت أرض بُعد عن العدوان الذي ذكرناه الآن صرنا إلى تفسير ظاهرة أنو لم تخرج جيوش غازية من هذه الأقطار المدارية إلى ما سواها من الأقطار الباردة والعكس تماماً هو الذي حدث لها أرض صدق نقدتر التشابه والتنوع لما نقول في تشابه معناه مافي تماثل 100% لكن في تنوع عبر أشياء متشابهة والأشياء التي تعكس الحضارة هي الفكر والفنون والعمارة لو فكرنا في العمارة بنجد أنو العمارة متقاربة في هذه الأقطار من مشارقها إلى مغاربها علي سيبل المثال دخلت بيوت في كوريا والصين والبلاد العربية بتجد محل الضيافة الديوان بتجده مكان مخصص في كل بيت وفكرة الديوان هي مترتبة على أنو هذه الأقطار عرفت من قديم قيمة التواصل والتلاقي بينها فهذه قيمة فكرية وظاهرة معمارية في البيوت لو أخذنا ظاهرة الفنون بنجد من الصين إلى المحيط الأطلسي السلم الموسيقي سلم خماسي والمعزوفات متقاربة لو أخذنا العقاريات والطب والعطريات نجد أنو هذه الأطار سبقت قديماً إلى التقدم في مضمار الطب ومعرفة الصيدلة العطرية هذه كانت من أسباب التناقل بين بلد وآخر هؤلا العلماء الذين يدرسون النباتات عرفو في هذا المضمار .
المقـدم :
التلاقح الثقافي إلى أي مدى يؤثر الأخذ بالقديم في ظلال الماضي على الحاضر .
السـيد/ جعفر ميرغني :
هذا موجود لا في الحديث وحده بل في كل مستويات التعامل الفكري والحضاري والثقافي الماضي خيم بظلاله على هذه الأقطار في أنو لازالت هذه الأقطار الوداعة السياسية ليست أقطار عدوانية هذه الأقطار المدارية ليست هي المسؤولة عن الحرب العالمية الأولى ولا عن الحرب العالمية الثانية ولا عن ظاهرة الإستعمار التي سادت العالم وأدت إلى ظلم شديد جداً في العالم ولا هي المسؤولة من الطريق المسدود التي وصل إليها الاقتصاد العالمي والاقتصاد العالمي وصل إلى طريق مسدود هذا القلق في الدوائر الغربية في أمريكا وأوروبا الغربية نحن نراها بلاد ثرية وغنية ولكن هي مدركة إلى الخطر الذي يتهددها اقتصادياً عما قريب مثلما ترى إنسان موفورالصحة والعافية وتعجب به بظاهر ما تراهوهو يدرك أنه مصاب بداء السرطان الاقتصاد العالمي وصل إلى طريق مسدود لا علاج لها إلا بالرجوع إلى القيم والحقائق التي أوجدت الإذدهار في الماضي لكن القيم تتحدث عن شيء قد لا يؤمن بهم من في ايديهم التفوق الاقتصادي القيم تتحدث عن موازين العدالة الدقيقة التي تؤدي إلى الإذدهار (ولو أنو أهل القرى أمنو واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والآرض لكن كذبوا فأخذناهم) أمنو واتقوا بالعدالة والخلق القويم حتى لو كان لا يؤمن بالله لكن مشى على أساس تلك العدالة هذا كافي في أنو يقيم إذدهار وهذه الأقطار المدارية والتي سميت في الماضي أقطار سودانية السمؤ الروحي كان موجود بين المعلمين في كل هذه الأقطار والتبشير به في شعوبها وأفراز العدالة في هذه الشعوب ومن قديم الزمان تقاسمت بينها الثروات حتى الناقل نفسه كان متقاسم السفن الصينية تبحر في بحر الصين ولا تبحر فيه إلا السفن الصينية حتى السفن التي تأتي من الهند ترفؤ إلى ميناء عدن ولا تتدخل البحر الأحمر مباشرة لأبد أن تنتقل بسفن إما عربية أو سودانية من ميناء عدن إلى داخل البحر الأحمر كانت هذه الأقطار تدير منظومتين اقتصاديتين آسيوية وأفريقية إدارة عادلة وفيها كثيرة من الإذدهار إذدهارهم بإستغنايهم بعضهم ببعض عن الشمال البارد ومع ذلك هاجروا مع الشمال البارد لكن العدالة مختلة في الشمال البارد لأنو كان هنالك باستمرار جشع إلى أنو ما وصلت إليه لأبد ان تسيطر عليه أصبح هناك عالمان عالم مذدهر اقتصادياً وتقنياً وعالم كسيح ما يسمى بالأقطار النامية وبلدان العالم الثالث وهي بلدان العالم النامي وهي نفسها بلدان العالم المتخلف وهي ما سميناه الأقطار المدارية .
المقـدم :
ماهي خلاصة الحديث .
السـيد/ جعفر ميرغني :
هذا الحديث متصل بأحاديث الحلقات الماضية خرجنا من إطار السودان المعروف عالمياً سياسياً ومحدود بحدود جعرافية سياسية إلى منظومة ما كان يسمى في القديم الأقطار الإسلامية ونحن لمصلحة الحديث سميناها الأقطار المدارية والقواسم الحضارية المشتركة بينها وهذا مدى حضاري واسع جداً فيه تقارب ولذلك الحضارة لا تدرس داخل بلد واحد ولكن تدرس على نطاق العالم بعد الفراغ من هذا سنخرج إلى العطاء الإنساني الحضاري ككل والهدف من ذلك النظر إلى المحاضر بفكر حتى تكون النظرة صادقة ودقيقة ونحن حينما درسنا الحضارة السودانية في مضاميرها المختلفة هذا مضمار لأبد أن ندرسها فيه وهي تتفاعل حركة التناقل الإنساني كانت مستمرة بين بين المشرق والمغرب من بلاد الصين إلى بلاد المحيط الأطلسي وهذا يؤثر على الواقع الحضاري السوداني بمعنى السوان المعروف أثراً بالغاً .