أضواء على الحضارة السودانية 6

 أضواء على الحضارة السودانية 6 
 

نشر 2009/4/26 

أضواء على الحضارة السودانية

تقديم/ محمد عبدالكريم عبدالله :
أرحب بضيفي .
الأسـتاذ/ جعفر ميرغني الأسـتاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارة السودان .
المقـدم :
سنواصل الحديث عن القرب بين الحضارات في العطاء المادي الملموس وتناولنا نقطة نظم وشرائع ومعتقدات في هذه الحضارات ووضعنا أجندة كنا سنتناول فيها الفنون والموسيقى والأسباب المعنية في ذلك من مؤلفات في مجال الطب العسكري والعمارة اعطيناها حيز في هذا المجال الآن هل سندخل في عنوان جديد ام أن هناك حديث متبقي مما سردناه سابقاً .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نحن نعزز فكرة بدأنا منذ حلقات وهي أنو الأقدمون كانو يسمونه الأقطار السودانية أو أثيوبيا عند الأغريق أو بلاد السودان عند الجاحظ هي البلدان الدافئة المحصورة بين المدارين مدار السرطان ومدار الجدي تحرك الشمس شمالاً وجنوباً شتاء وصيف تأخذ المسافة بين المدارين فهذه هي الأقطار السودانية عند الأقدمين لا يجمع فقط بينها انها محيطة بين المدارين أو انها محصورة بينهما بل هي البلدان الدافئة وبالتالي المناخات متقاربة وبيئة للمعيشة متقاربة إبتكارات إنسانية متقاربة هذا القرب الفطري الذي أوجده الطقس والمناخ في هذه البلدان الدافئة انضاف إليه التواصل بينها لأسباب تجارية والسعي للتواصل استدعى ترويض الناقل البري من الحيوانات وصناعة الناقل البحري على هذا الأساس هذه الأقطار السودانية تقاربت فيما بينها تقارباً شديداً في هذا المضمار الآن ونحن في هذا الموضوع منذ بضعة حلقات نعزز التقارب لأننا انتهينا إلى هذه الأقطار التي سماها الأقدمون بلاد السودان وهي الآن تشمل السود فهذه البلدان فيها الملونون أو السود الأقدمون اراحو انفسهم سمو أهل الشمال البارد الحمران أو البيضان وأهل الجنوب الدافئ السودان بغض النظر عن تفاوت مقدار السواد نحن عزفنا ووجدنا العالم عزف في هذه البلدان عن أن تكون السمه بصفة العنصر أو البشرة إلى أن تكون هذه السمه بتعريف هذه البلدان عُرفا ايضاً للأسف من الشمال البارد بأنها بلدان العالم النامي دول العالم الثالث .
المقـدم :
ذكرت عبارة القرب الفطري هل هو خلاف القرب الجغرافي .
السـيد/ جعفر ميرغني :
كلمة الفطرة معناها الخلقة القرب الفطري ربنا خلق هذه الأقطار في هذه المنطقة في بيئة متقاربة كلمة الفطرة بتختصر لنا أشياء كثيرة لا نريد القرب الجغرافي قد يعني المسافة القرب الجغرافي مصطلح لو ذكرناه الاتجاهات واحدة او متقاربة لكن القرب الفطري في أصل خلقة الكون تكوين الكون هناك تقارب من جميع النواحي هذه الأقطار سميت من الشمال البارد بلدان العالم الثالث أو النامي أو الفقيرة هذه البلدان اجتمعت كوكبة كبيرة منها في منتصف القرن العشرين وفي اندونسيا وبدو مؤتمر سموه مؤتمر دول عدم الإنحياز وفي ذلك الوقت قالو لا ينحازون إلى المعسكر الشرقيولا ينحازون للمعسكر الغربي العالم كان ممزق بين الأمريكان والاتحاد السوفيتي أو ين الغرب حلف الأطلسي وحلف وارسو أو بين الكتلة الاشتراكية في ذلك الزمان والكتلة الرأسماليةفهذه الأقطار أثرت انها تعيش في سلام وتوجد لنفسها السلام قالت نحن غير منحازين للغرب وغير منحازين للشرق يريدون أن يغضبو الغرب بإنحيازهم للشرق ولا أن يغضبو الشرق بإنحيازهم للغرب والكتاب تنبؤ إلى أنو أنتهت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي بين معسكره وبين أمريكا ستجد هذه الدول مواجهة بمشاكلها للأسف هذه الدول سمت مجموعتها بأسم سلبي عدم الإنحياز لم تعرف نفسها بصفة موجودة فيها عرفت نفسها بصفة غير موجودة فيها وهذا ليس بتعريف الآن نحن الذي نناقشه اليوم هو أمر يدخل في لب الفكر الإنساني بالنسبة لهذه الأقطار وبالنسبة للعالم ككل وطالما هو داخل في لب الفكر هو داخل في موضوع حديثنا حتى نتفهم هذا الموضوع بصورة أجود نحن نغور في التاريخ الاجتماعي ونأتي إلى الحاضر رحلة متواصلة جيئة وذهاب المقدمة على طولها تبدو مهمة لأنو الموضوع الذي نتناوله فيه بعض الجدة لذلك في حلقة نكرر الحضارات المعنية هي أنواع الحضارة الموجودة أو في هذا المدى الحضاري المتقارب في طبيعته لنعزز هذا التقارب بدأنا نتفقد أوجه التقارب والصلات قديماً وحديثاً ونتفقده في الصفات التي تبرز السمه لشخصية الأمة وهذا يبرز في أمور حديثنا في حلقة بعد حلقة حتى وقفنا على أبواب الحديث عن الطب والعطارة والصيدلة والموسيقى هذه الأشياء تناولنا أطرافاً منها .
المقـدم :
الموسيى وأثرها وكيف كانت تتشكل وهل هي سودانية بحتة ونحن نتحدث عن المدى الخاص بالحضارة السودانية والإنسان ربغم أختلاف اللغات والعادات والتقاليد قد تلتقي في قواسم مشتركة وقد تفترق ولكن الإنسان مزاجه يتقبل الموسيقى المعروفة بالموسيقى الخماسية في هذا الإطار .
السـيد/ جعفر ميرغني :
هذه الموسيقى قبل التفكير في خماسيتها هي تشكل عنصر أساسي في المزاج الموجود في هذه الأقطار لأحظه الأقدمون وبعضهم يقولون بفطرتهم عندهم إبقاع داخلي موزون جداً ولا يستطيعون مقاومة الموسيقى والطرب ولكن ليس وحدهم من شرق آسيا إلى بلاد الهند الموسيقى في كل عصر من العصور بألوانها المختلفة وبغض النظر عن الموضوع الذي تعزف من أجله سوا كان مدني في الحياة اليومية أو دنيوي أو أخروي مربوط بالأشياء الروحية شكلت وضع أساسي في هذه الحضارات على اختلافها ولأنها دخلت في الحياة الروحيو بالنسبة لهم مثلاً في الهند في المعابد وبعتقدو النغم عنصر أساسي .
المقـدم :
الأثار الخاصة بالموسيقى في إطار الحضارة السودانية قرباً وبعداً وقد ذكرت قبل أن دخول الحضارات لها أثار كبيرة فيما يتعلق بالأشياء قد تتمتن وتتقوى قرباً من أواسط الحضارات أو المدن وقد تضعف وتقل رويداً رويداً وتشابه الحضارات المتاخمة لها هل الموسيقى التي نتحدث عنها فيما يتعلق بفنون الموسيقى في الحضارة السودانية تأثرت بمداها ومحيطها الخاص بها فيما يتعلق بلون الغناء والرقص الموسيقى لم تكن غناء فقط وإنما هناك طقوس الآن في السودان بجزء من تلك الحضارة السودانية هنالك شواهد كثيرة لاستعمال الموسيقى فيال تنبيه والفروسية .
السـيد/ ميرغني جعفر :
بين توظيف الموسيقى الغاية وبين بدايات الموسيقى المنطلق يعني الموسيقى بين المنطلق والغاية المنطلق هناك أبجديات تحكم الموسيقى أبجديات السلم نفسه هو من شئيين أول شيء تقاطيع نغمات الإنسان نفسه في كلامه لا ينطق الكلام بدون سكتات وبدون أنفاس لأبن ادم سكتات في خلال حديثه ويضغط على حرف ولا يضغط على حرف وهذه تختلف من قطر إلى قطر هذا الشيء الموجود في الكلام العادي يحكم بشدة أبعاد الألحان للمجتمع التنغيم العادي للكلام يحكم حكماً قوياً الخيارات الطبيعية للألحان في المجتمع الأمر الآخر الموسيقى في مستوى صوت مودى الموسيقى في موستوى لوجيك هذا يقوله الأوربيين هذا منطق ذهني مثل الكلام أنت بتفكر في جملة ثم تلقي الجملة على لسانك كذلك الموسيقى تعيئ اللحن في عقلك ثم تلقي أصواتك على آلة على مستوى العقل وعلى المستوى الموسيقي الأصح أنت تؤسس الجملة نوحياً وحججياً على على أساس منطق في ذهنك ما يسمى بالتأليف الموسيقي لكن التأليف الموسيقي بالمنطق نحن الآن فوق التأليف الموسيقي والعزف الموسيقي قبل أن تكون هناك معزوفان موسيقية له كلام والكلام له تقاطيع وقبل أن تكون مؤلفات موسيقية هناك أشياء تحكم عقل الإنسان الذي يؤلف في هذا الدور ما يحكم العقل معطيات الطبيعة أمامه نمور وضباع وعصافير فإذا كانت البيئة متقاربة بحيواناتها ورياحها وطقسها هذا يوحي للإنسان بخواطر متقاربة إذن هناك خلفية فطرية للعقل الذي ينطلق منه التأليف قبل أن يولد التأليف . 
المقـدم :
البيئة المتقاربة تعني ماذا وعكسها البيئة المتباعدة .
السـيد/ جعفر ميرغني :
البيئة المتقاربة مثلاً فس خط الأستواء نفس الأشجار والنباتات وتيارات المياه لو انتقلت إلى الأسكيمو ستة أشهر جليد متجمد وهناك تسمع أصوات الدب وصوت الدب ثقيل وعميق هذا أمر قبل أن تكون هناك موسيقي هناك عناصر تحكم فطرة الإنسان فهي متقاربةمن شرق آسيا إلى المحيط الأطلسي إلى أمريكا الوسطى هذه العناصر متقاربة صحيح بعضها يفقد وبعضها يوجد قد تجد الطاوؤس في بلد ولا تجده في بلد آخرلكن أصوات الطاوؤس قريبة من صوت الغرنوق نحن أمام أصوات متقاربة يصلح لبحث في فلسفة الموسيقى محكوم بشيئن تقاطيع نغمات الأصوات في الكلام العادي وكذلك البيئة التي تحكم الخيال وبدوره يتحكم في التاريخ والخيال متقارب لأنو البيئة متقاربة لو ذهبنا إلى فن الرسم لو لاحظنا اللوحات الموجودة في أوروبا بنجد أنو هناك خفوض في الألوان اللوحات المرسومة في الجنوب حيث الشمي فاقعة بتشعر أنو في إضاءة في اللوحة بصدق نقل ماهو موجود في البيئة الألون في أوروبا غامغة فيما حولها نحن في بيئة ممكن تنبئ بوجود خيار موسيقي متقارب ولذلك لا قاربة في أنو الموسيقى الكورية تشبه شبه قاتل الموسيقى السودانية في سلالمها وألحانها إنضاف إلى هذا العنر أنو الناس تناقلت مع السفن والتجارة الأفريقيون ذهبوا إلى شرق آسيا والآسيويون جاءو إلى البحار الأفريقية وبالتالي الذي عند أبتكار وتطوير ويريد أن يدرس الموسيقى لا شك أن قدامى الموسيقين درسوا الموسيقى في حوض البحر الأحمر والعكس لأنو المعلمون يتحركون هذا أمر هام ينبغي مثلما تنتقل الديانة وينتقل الفكر وينتقل الطب تتناقل الأبجدية الكتابية فما الذي يمنع الموسيقى تنتقل نحن أمام تيارات موسيقية متقاربة في التأليف وفي أسلوب العزف حتى في الآلات نفسها التي يعزف عليها على ذلك يكون يكون التقارب بعد هذا نحن ندرس التنوع في داخل هذا التقارب ولذلك لا قرابة أن توجد السلالم السباعية وهي معقدة لكن نحن لسنا في تعقيدها الآن في الخماسي والسباعي مكن تؤلف موسيقى جبارة لكن نحن الآن في أنو النغمات الداخلة في السباعي وهي نغمات ثقيلة بعض الشيء وتؤدي إلى أصوات غير مألوفة في شمال وادي النيل تأثرو بالموسيقى الشرقية وتسمى الشرقية لأنها بدأت من فارس وامتزجت بالدراسات الأوروبية وأصبح اللحن السباعي موجود في شمال وادي النيل لكن قد لا تجد المستمع هنا لا يطرب إليه لكن قد يطرب إلى أغاني صعيد مصر وقد يطرب الإنسان في صعيد مصر إلى الأغاني السودانية لأنو مازال يعيش في مناخ سوداني .
المقـدم :
تناولنا في الحلقة الفائتة موضوع يتعلق بالطب نعود إليه فيما يتعلق بهذه المنطقة في العطاء الحضاري في الأقطار السودانية عرفت هذه المنطقة بعادات وتقاليد ونباتات خاصة بأهلها هل هناك أي مميزات فيما يتعلق في مجال العطريات والطب والصيدلة ميز هذه المنطقة عن غيرها .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نعم حتى نربط الحديث القريب بالأقرب الموسيقى في عالم الطب هذه الآن اتجه إليها الإنسان للأسف الذي سبق إليه الفكر الإنساني في إدخال الموسيقى في العلاج كان موجود هنا ولكن في الآخر لما أصبح غير علمي ونسي تدوينه أصبح خرافي وإسطوري وفي النهاية أصبح فيه إيمان بشعوذة لو أخذنا ظاهرة الزار وأصبح اليوم غير مقبول كممارسة اجتماعية لأنها قائمة على الشعوذة والجهل لكن كيف كانت البداية هما يرو أنو الذي يجعل الإنسان إنساناً وليس نبات أو جماد أنو جنين الإنسان يتكون من عنصرين عنصر بشري وعنصر روحي وهذا قريب من الموجود في الفكر في السودان في العهد المروي كما تعكسه اللوحات المرسومة في المعابد نفس الفكرة لأنو يرمز للجنين بزهرة من فوقها كائن صغير يشبه الإنسان في حجم النحلة وهذا يرمز للروح وفي قديم الزمان في أذهانهم عنصر بشري وعنصر روحي كانوا يكتفو بالأم وتمثل الشقين الأم والأب لأنو كلاهما لا يضيف إلا عنصر بشري للآخر في عملية اللقاح الطبيعية العنصر الروحي يأتي من خارج الأب ومن خارج الأم هذه فكرتهم لما يمرض هذا الكائن هل المرض في البعد الروحي ام في البعد الجسدي إذا كان في البعد الجسدي يعالج بالعقاقير المعروفة إذا كان البعد الروحي الطبيب القديم حاول أن ينفذ إلى هذا البعد الروحي وسيلته للنفوذ كانت هي تقييد الجسد والمخاطبة مع الروح مباشرة مثل ما يفعل الطبيب النفساني الآن يجلس المريض في جلسة نفسية ويقول له أسترخي ويريده أن يغيب عن وجوده كجسد مادي ويسترسل بذهنه ويحكي حكايته وأن دعى الحال الطبيب ينومه تنويم مغنطسيس حتى يغيب وجهه الجسدي تماماً ويتخاطب مع دواخله النفسية هذا أردا أن يخرج الدواخل النفسية لا علاقة لها مع التنويم المغنطيسي والتنويم المغنطيسي قديم وموجود في السودان حاول أن يستخرج الدواخل عن طريق العزف الموسيقي تكون هستريا وتكون لا شعور وفجاءة يقف ويخاطبه بطلباته وفي هذه الهستريا يكون تصور نفسه فارس أو تصور نفسة امرأة إذا كان رجل حسب الحال وفي هذه اللحظة ينطق لو نظرنا إليها من هذه الزاوية كانت خطوة متقدمة في الطب النفساني ولم تترجم علمياً وظلت تتناقلها الأوساط غير المتعلمة إلى أن وقعت فريسة للشعوذة وانتهى أمرها ورجع العالم من جديد يتحدث عن قيمة الصوتيات والموجات الصوتية في التعرف على الجسد والروح معاً وهذا أمر هام يربط الموسيقى بالعلاج ولذلك الموسيقى كانت تمارس في المعابد القديمة .
المقـدم :
كانت مشاعة تمارس بين عامة الشعب .
السـيد/ جعفر ميرغني :
كانت مشاعة في كل المعابد عامة الشعب يأتي الموسيقى حتى يتعلم المبرزون من أبنائه يخرجون عازفين هناك وظيفة محتاج إليها لعازف المعبد هذه الموسيقى الروحية أظهر شيء في الهند إلى الآن الموسيقى في الهند فيها البُعد الروحي حتى الرقص فيه البُعد الروحي الراقصة الهندية لا تتجرد من ملابسها لأن الموسيقى خرجت من بيت المعبد الراقص أو الراقصة يعبر للموسيقى التي فيها تعبير عقلاني الراقص هنا وفي كثير من الأقطار الأفريقية يعبر تعبير جسماني مع الإيقاع ويحرك مواقع مختلفة من جسده ليبرز براعته في الرقص ولين الجدس إذا كانت امرأة وهنا الراقصه كانت تتجرد من الملابس إلا القليل لأنو الهدف أن ينظر المتفرج إلى كل أجزاء الجسد كيف هي متجاوبة مع العزف وهذا رقص حسي وذاك رقص روحي تلبس ملابسها لأنها تحس بتعابير وجهها وأصابعها وحركتها لأنو مربوطة بطقوس معبدية حتى في التقاليد اليهودية وفي المعبد اليهودي القديم المنسوب إلى سيدنا سليمان يتحدثو عن المعزوفات الآن العزف في الكنسية موجود وفي المسجد الإسلامي اختفى هذا الأثر تماماً .
المقـدم :
العطريات والطب والصيدلة وقد قرنت الحديث بالموسيقى في الجزء السابق .
السـيد/ جعفر ميرغني :
ندخل في العطريات كأننا دالفين من باب الروح والصوت الموسيقي إلى الجسد والتعامل بالعقار المشروب أو المأكول وهذا نتقرب إليه بعطريات تستخدم في الطب وعطريات لها أثر نفسي وروحي وهي أنواع البخور وكان يشكل سلعة هامة من عروض تجارة البحار الدافئة والأقطار الافئة إلى العالم كله والبخور من أشجار مختلفة له مؤثرات روحية كبيرة جداً مثلاً الزار له بخور معلوم وفي العبادات كان بستخدم البخور حتى أنو يوزن النفس والمزاج بتقبل الترانيم لكن هناك بخور يستخدم للأستنشاق مثل القرض وهذا علاج حسي البخور فيه بُعدين حسي وروحي ونباتات البخور موجودة أما في أفريقيا الشرقية وأما في بلاد جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وتجارة البخرو كانت تجارة جبارة جداً وإلى الآن العطور الزيتية المستخرجة من أنواع هذه الأخشاب تشكل عنصر هام في عروض تجارة البلدان الدافئة الآسيوية او الأوروبية إلى جانب البخور توجد نباتات عطرية تعالج أمراض مختلفة وهذه النباتات العطرية موجودة في البيئات الحارة والجافة لأنو الأروما وهي العطر بتكون في الطبقة السطحية جداً من أوراق النباتات العطرية أو الأزهار ولو في أحد عنده جهنمية أو نبات مزهر كل ما يظمأ النبات يخرج زهور أكثر البلدان الممطرة طول العام تخرج نباتات ضخمة وأزهار ضخمة مثلاً الورد الإنجليزي في أثيوبيا أضخم أنواع الورد الإنجليزي موجود لأنو الأمطار قرابة أحدى عشر شهر لكن لا تشم لها رائحة لأنو كل الأروما غُسلت بماء المطر نفس الزهرة في السودان ضامرة بعض الشيء لكن كلها عطر البلدان الدافئة لإيجاد النباتات العطرية والنباتات مثل القرفة والسنمكة العطرية طبيعية بتنبت والإنسان يتعرف على القيمة الطبية لنبات بعد نبات تقدم إنسان هذه البلدان التي تنبت فيها النباتات العطرية الطبيعية تقدم في معرفه الصيدلة والكينين التي يستخدم في علاج الملاريا لحاء شجر في أندونسيا وإلى الآن النباتات العطرية هي النباتات الرائجة جداً وأخشى على زوالها في السودان لأنو المشاريع الزراعية القطع الجائر أصبح يقضي عليها مثل ما قضت على الويكة طعام البامية المسحون المجففة وكانت تنبت برياً في السودان الآن السنمكة والحرجل كثير من هذه النباتات كنت أسافر بشارع التحدي الذي يربط الخرطوم بالشمال والشمال الشرقي كان الشارع يمر على النيل الآن الشارع متباعد عن النيل ما بين عشرة إلى عشرين كيلو متر ويشق أماكن كانت برية للنباتات الطبيعية في أول أيامه كان ملئ بنبات الحنظل اللآن بدأ يختفي الحنظل والمشاريع الزراعية قضت على النباتات الطبيعية فلابد من إيجاد أماكن خاصة لأستزراع هذه النباتات وإلا سيفقد السودان هذه سلعة تقدمت المعرف الصيدلية والطبية ولو ذهبت إلي الصين بتجد الصيدلية نفسها أو محل العطريات في أواني لا تتعرض للغبار هنالك أشياء مثل صناديق البريد بتجد أدراجها مغلقة وكا درج عليه ورقة مكتوب عليه نوع المعلبات الموجود عليها مثل الصيدليات الحديثة رأيت في المتاحف في شرق آسيا تختلف عن الصيدليات الحديثة في نقاء المادة وجودة حفظها حتى لا تفقد عناصرها وهؤلا كانو يسافرون في رحلات بعيدة ممكن طبيب صيني يسافر إلى أفريقيا للحصول على بعض العطريات والعكس طبيب أفريقي يسافر إلى الهند أو الصين للحصول على العطريات فالمعارف الحديثة هي وليدة المعارف الصيدلية القديمة وهي إنتاح العطاء الطبي الفكري لهذه البلدان الدافئة .
المقـدم :
ذكرت بعض الأسماء هل هذه هي مجمل الأسماء فيما دار عن الحضارة السودانية ام أن هناك أسماء أخرى من النباتات والعطريات ولماذا لم تتقدم وتصبح هذه الأماكن عالمية في العطارة ولماذا انحسرت واندثرت .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نحن نضئ في هذا الركن يوجد شيء والهدف من البرنامج غير المعرفة المباشرة التي يتلقاها الإنسان من كل حلقة فتق أذهان الدارسين إلى مواضيع بحثية متعمقة في كل كل عنوان من العناوين التي نسيرها وقد يصلح كل عنوان منها إلى مدخل لبحث مطول الصيدلية كانت تسمى العطارة والصيدلي يسمى العطار والسبب في قلة التقدم ساكن البلاد الباردة لما دار حول رأس الرجاء الصالح ووصل إلى بحر الهند الذي يسمى المحيط الهندي وكان الهدف إلى وصول مراكز إنتاج هذه الأشياء السلعة التجارية الهامة جداً لما وصل لم يرى موازين العدالة في أن يأخذ بالثمن ويعطي بالثمن فكر في أنو يأخذ بلا مقابل وفكر في أن يدمر الإنسان الموجود هنا فأول ما بدأ به تدمير الأساطيل التجارية لم يعد لبلد من هذه البلدان أي أسطول تجاري صارت البحار كله بحار تبحر فيها سفن غربية وأوروبية ثم تمادى هذا الجشع وبعضهم أكل بعض مثلاً بريطانيا أكلت أسبانيا والبرتغال وصارت سيدة البحار ولم تقبل بريطانيا قط أن تكون هناك قوة في البحار أكبر منها فإذا أنا عزلت عن وسيلة المواصلات والنقل ضربت الصنعة ضرباً كبيراً وضربت التجارة ضربة كبيرة وقطع التواصل الذي به يكون التقدم في الإنتاج والتطور وإذا منعت من أنتج وأصدر وصار يأخذ نباتاتي العطرية وينتجها ويحتفظ بسعر الإنتاج عنده كيف لي أن أتقدم .
المقـدم :
مضمون الحلقة .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نحن نتلمس أوجه الشبه في هذا التطور الحضاري الذي فيه تنوع كبير وتقارب كبير في الغطاء الفكري الحضاري الإنساني من أفريقيا إلى جنوب آسيا إلى شرق آسيا ونضيف إليه أمريكا الوسطى وللأسف ظلت حضارتها القديمة مجهولة لأنو قضى عليها الأسبان وأصبح عسير قراءة أمريكا الوسطى وهي داخلة في ذات المدى الحضاري .