أضواء على الحضارة السودانية 7

أضواء على الحضارة السودانية 7 
 

نشر 2009/5/9 

أضواء على الحضارة السودانية

تقديم/ محمد عبدالكريم عبدالله :
أرحب بضيفي .
دكتـور/ جعفر ميرغني – أستاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارة السودان.
المقـدم :
أين نحن الآن من الحضارة السودانية .
السـيد/ جعفر ميراغني :
تركنا المستمع الكريم ونحن تحدثنا عن حضارات آسيا الجنوبية والشرقية والوسطى والجنوبية وصلة هذه الأقطار من الصين شرقاً إلى الهند صلة هذه الأقطار بأفريقيا عموماً وبالأقطار السودانية وفي التصنيف سميناها بالأقطار المدارية لأنها تحيط بمداري الجدي والسرطان وقارنا وقلنا الثقافة هي بنت البيئة وهي حجر الأساس في الحضارة بما أن البيئات متقاربة مفترض أن نجد أسباب أو عناصر ثقافية متقاربة ودللنا على ذلك ثم انتقلنا إلى مقارنات وهذا كله في ماضيه الحضاري ربطنا آسيا الجنوبية والشرقية بأفريقيا ربطاً محكماً خاصة ببلاد الأقطار السودانية الممتة من الصومال شرقاً إلى السنغال غرباً .
المقـدم :
دراسة الحضارة هي ليست للماضي فقط وإنما لأبد من نظرة لربط الواقع والمستقبل بالماضي فيما يتعلق بالحضارة ونحن في إطار الحضارة السوادنية ماذا الغى الأمس عن الحاضر .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نحن لا نعنى بالحضارة قاصرين على الماضي فقط حتى المستقبل الحضاري للعالم مما يعنينا ويهمنا كلمة الحضارة أرتبطت في أذهان الدارسين بالتاريخ الحضارة الإسلامية يخطر على بالنا أن هذا يدرسه أستاذ تاريخ إلا إذا قلنا الحضارة الغربية يخطر ببال المستمع الحاضر والماضي وقد ربطوا ربطاً موصولاً بين ماضيهم وحاضرهم افترضوا هذه الحضارة حلقات متصلة مع بعضها من أيام الأغريق القدامى والرومان إلى أوروبا الحديثة ومن هذه العقيدة المترسخة في الأذهان والمغذى بذاكرة حية في التاريخ الأوروبي استطاع الأوروبيون أن يفيدو من حضارة الأمس في واقع اليوم ولاتزال حضارتهم القديمة نابضة تحيى في عروقهم الدارس مسرحيات شكسبير يجد النقاد قد ربطوا بينها وبين مسرحيات الأغريق القدامى ومسرح شكسبير أين هو منالمسرح المعاصر الموسيقى الكلاسيكية مربوطة بالموسيقى الحديثة والموسقى الكلاسيكية مربوطة بالدراسات القديمة نجحت أوروبا في أن تجعل من تجربتها حلقات متصلة يفيد بعضها من بعض هذا الذي نفتقر إليه في واقعنا الحضاري الأقطار من المغرب غرباً إلى الصين شرقاً هذه الأقطار كانت مربوطة تجارياً واقتصادياً وثقافياً وحضارياً بعضها يستمد من بعض قد تدهش حين ترى ظاهرة مثلاً إذا ذهبت إلى الهند تجد حكم المماليك في مصر تجد حكم الماليك أي إبتكار ثقافي في أي موقع من الرقع الجغرافية الممتدة من آسيا الشرقية إلى أوروبا الغربية أي حدث يصل بالبريد الآن نريد ان نبحث عن ما إذا كان هذا الماضي يؤثر على الحاضر وإذا كنا نريد أن نفتش على هذا لأبد أن نسأل انفسنا سؤال كيف ظلت ذاكرة التاريخ حية في أوروبا ، منذ القرن الثالث عشر الميلادي استطاعت دول الشمال البارد والأقطار الأوروبية أنها تستكشف العالم واستطاعت ان تصل إلى الجنوب الدافئ عن غير الطرق التقليدية القديمة ليس عن طريق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج لكن بالدوران حول أفريقيا وبالدوران حول العالم من أوروبا إلى شرق آسيا مباشرة ثم الحاجة إلى قطع هذه المسافات الطويلة في زمن قصير هي التي ولدت وسائل الإتصال الحديثة السفن البخارية وقبل أختراع السفن البخارية مجرد أن وصل الرجل الأوروبي إلى المحيط الهندي والبحار الدافئة وكان العالم يتاجر بين الجنوب والشمال في تبادل متوازن وعادل أول فكرة من أفكار الأوروبين أن تسيطر على الأرض التي وصلتها حتى تعطي بالثمن وتأخذ بلا ثمن عاى أيام الأستعمار البريطاني كانت بريطانيا تأتينا منها الأشياء بالثمن لكن تأخذ ما شاءت من خيرات السودان بلا ثمن الأخشاب والحديد الخام وغير الخام حتى الناس يأخذونهم بلا ثمن ويرحلوهم إلى مزارع القطن في الولايات المتحدة وتأتينا الأشياء بالثمن المرتفع الأمر الآخر فكرو في أنو أن لا يكون هناك في العالم ناقل دولي إلا الناقل الأوروبي ولذلك بالمدافع والهجمات الحربية دمرت الأساطيل الأوروبية كل السفت التجارية الصينية والهندية والعربية والأفريقية وصار البحر مخافة لا تبحر سفينة في البحر إلا سفينة غربية بين الجنوب الدافئ والشمال البارد دخلوا إلى البحر الأحمر إلى قناة السويس دخل الأسطول البرتغالي لتدمير الأسطول المصري وضربو سواكن عام 1540 البرتغاليين تغلغلو في البحر الأحمر إلى السويس وتغلغلو في الخليج وفجاءة من كان سيد البحار أصبح في نظرهم قرصان إذا أبحرت من الخليج إلى الهند أو من البحر الأحمر إلى الهند أصحاب السفن الأصغر حجماً نسبياً من الكبيرة أصبح حكمهم حكم القراصنة المهربين وعانى أصحاب السفن في الخليج من الهجمات البرتغالية إذا الناقل أصبح في يد الغرب وإذا كانت مراكز الإنتاج في الجنوب أصبحت في يد الغرب معناها الاقتصاد العالمي جميعه أصبح بيد الدول الأوروبية وإذا كان الاقتصاد العالمي بيد الدول الأوروبية والإتصال بيد الدول الأوروبية فلذلك أصبح كل قُطر من هذه الأقطار مفتوح له نافذة من الغرب وإلى الغرب بدأت عملية صياغة التاريخ من جديد وكان في عملية إنتاج غزير للكتابات وأصبح كلمة أكتشف في الكتب تعني أول من عرف الأوروبيين مثلاً صموئل بيكر اكتشف منابع النيل لمن أكتشفها الأسماء التي دونها بيكر كلها أسماء عربية لما وصل الكنغو ايضاً يكتب كلمات عربية .
المقـدم :
مجموعة من الأوروبيين بدو كتابة التاريخ من جديد في عصرنا الحديث هنالك أصوات تنادي بكتابة التاريخ من جديد بضياغة جديدة للعودة إلى الجذور .
السـيد/ جعفر ميرغني :
المقوله الأوروبية من يملك التاريخ يملك العالم وسكان هذه الديار التي نحن منها قعد بهم ما قعد لم يحاولوا قط أن يملكوا ولا جزئية من التاريخ استسلموا إستسلام تام للمناهح الغربية والدراسات الغربية لتعرفهم بتاريخ العالم ولذلك نحاول ان نربط الماضي بالحاضر مثلاً الأخبار المهيمنة على العالم قضية السلام في جنوب السودان من كل العالم أقرأ كل الصحف لمدة مئة يوم مضت تجد أربعة أقطار فقط يتكرر أسمها أمريكا وبريطانيا وفرنسا والنرويج في العالم كم دولة توجد والأمم المتحدة كم دولة توجد ولماذا هؤلا فقط هم المعنيون ولماذ هؤلا الدول المانحة ولماذ نخطو برضاهم نحن السودانيين ولماذا مغيبة الدول الأخرى عن طاولة المفاوضات ولها إستثمارات في السودان كل هذا لأنو أصبحنا نفكر تلقائياً فيما نفكر فيه وإلى الآن إذا محتاجين ننشئ حدائق نلجأ إلى الغرب بالرغم من أنو لدينا بستنة لها عمر من الزمان وأروع البستنة في آسيا لكن لا نفكر في إستجلاب خبرة ، تاريخ السودان القديم رُبط بتاريخ مصر القديم وتاريخ الحبشة القديم رُبط بتاريخ اليمن القديم ولا خلاف في ذلك لكن لا توجد دراسات تربط تاريخ السودان القديم بتاريخ الحبشة القديم ونحن بلد متجاور لها أثيوبيا لا تدرس في السودان والسودان لا يدررس في أثيوبيا لا في التاريج ولا الجغرافيا دعونا إلى أن يكون هناك مجلس وندوة وسمنار ومؤتمر بين كل هذه الأقطار المدارية كان ينبغي أن تجلس وتوفق أوضاعها العلمية وتتعرف على بعضها البعض .
المقـدم :
حدثنا عن النتاقضات التي طرأت من جرأ ما ذكرت فهنالك تقارب بيينا وبين الدول الأوروربية رغم البعد الجغرافي وهناك تباعد بين الدول رغم القرب والجوار الجغرافي .
السـيد/ جعفر ميرغني :
رغم البُعد الجغرافي والنفسي بيننا وبين أوروبا هناك تقارب ورغم البُعد الجغرافي والنفسي نجد أن هذا البُعد لأنو غاب بعضنا من بعض لأنو هذه الغيبة بسسب تدخل شبكة اقتصاد ثالث بين اقتصاديين أثنين كان يتواصلان ويصنعان واقعً حضارياً في تنوعه وهذا الواقع الحضاري الموروث آن الأوان أن يستكشف وان يدرسلا دراسة تاريخية يدرس بعرضه على مرآة الواقع الجغرافي والبيئ وماذا يمكن أن نفيد من تجربة الماضي في صنع الحاضر المذدهر حتى الأمس القريب سوق شندي كانو سوق الحبش وحتى إيطاليا لما أحتلت سواحل الحبشة واستقرت أول ما فكرو يربطو خط سكة حديد من ميناء مصوع إلى كسلا والهدف أن ترتبط مصوع بامدرمان تجارياً ولما مدت السكة حديد من بورتسودان إلى الخرطوم إلى كوستي إلى الابيض الخطة موجودة إلى الآن والهدف أن تمد هذه السكك الحديدية إلى الكميرون ونيجريا ومن الدراسات السابقة خط سكة حديد يربط ما بين مدينة الكاب والقاهرة وهذا الخط للترويج له أُلف كتاب ضخم وهذا الكتبا من أثرى المراجع العالمية في دراسات الواقع البيئ والجغرافيا حتى تكون هناك قناعة وحملة لجمع الأموال لبناء هذا الخط بين الدولالأوروبية وكل هذه الخُطط لمد طرق برية عابرة في القارة الأفريقية توقفت بعد أن شُرع فيهاعندما علم الحاكم الأوروبي أنه منسحب من أفريقيا والواقع أنو النتيجة أصبحت الطرق ممتدة في كل قُطر من الساحل تربط السودان بساحله طرق مصر كلها تربط مصر السكك الحديدية المصرية تمتد أسوان إلى اسكندرية والسكك الحديدية السوانية تمتد من حلفا إلى داخل القُطر حتى بيننا وبين مصر مشروع السكك الحديدية الكان مُخطط من القرن التاسع عشر إلى الآن لم يمد ولن يمد لأنو إنعدام الخط القاري العابر معناه الأسواق الأفريقية خارج أفريقيا الأقطار الأفريقية تتاجر مع الدول الأوروبية وبضائع أسواق الأقطار الأفريقية تذهب إلى أوروبا الأسواق الأفريقية موجودة في أوروبا ليس فر أفريقيا سوق جامعة إنعدام السوق معناه أنت إلى الآن لم تحقق أستقلالك الاقتصادي وإذا ما حققت أستقلالك الاقتصادي أنت مدين للآخر مع حرص الآخر على أن تظل مدين له ولذلك الدول التي كانت مستعمرة في الماضي لاتزال تلاحق مستعمراتها بالهيمنة الاقتصادية ولاترضى أن تذهب هذه المستعمرات إلى غيرها حتى التاريخ الاستعماري بالنسبة لأوروبا ذاكرتهم حية وكل إنسان عارف حدوده الولايات المتحدة تدخل العراق لكن لن تدخل سوريا لأنو كانت مستمرة فرنسياً فرنسا أحتجت على التصرفات الفردية لكن في حقيقة الأمر لو تفكرنا أنو كل هذه المستعمرات أنعتقت بعد الحرب العالمية الثانية لأنو بعد الحرب أوروبا التي كانت مستعمرة لم تعد قادرة على إدارة شئون نفسها الولايات المتحدة وفقت أوضاع أوروبا الاقتصادية لأنو أوروبا أنهارت بعد الحرب العالمية الثانية ولذلك الذي لايستطيع أن يقوم اقتصاده داخلياً كيف له أن يقوم إدارة في أقاصي الأرض فكان تلقائياً لأبد من الإستجابة لحركات التحرير حقق الاستقلال الاقتصادي وبقي هكذا حتى تسترد أوروبا أنفاسها ، حقيقة الاقتصاد الأوروبي والأمريكي يعاني اليوم من أزمة حادة جداً وهذه الأزمة تطره للبحث عن نشطة والنشطة تطلب فيما طلبت فيه بالأمس والإذدهار يأتي من البلاد التي كانت مستعمرة ولكن لا يذكر أن ما يأتي من هذه الأقطار هو يحي أوروبا هذه الأقطار الأوروبية هي الدول المانحة .
المقـدم :
نجد المستعمر تحديداً في الدول الأفريقية وبعض الدول شق ورسم حدود دولية لا تتوافق مع الحدود الحضارية وأدى إلى وجود إلى وقوع نزاعات كبيرة بين الدول فيما يتعلق بترسيم الحدود الأمر الذي حد كثيراً من التواصل للحضارات أدى إلى نزاعات قبلية أدت إلى تنافر أكثر مما هو تألف بين الحضارات وأوجد واقع صعب أن يلتئم شمله قريباً .
السـيد/ جعفر ميرغني :
وسيظل هذا الواقع موجود طيلة ما ظلت المرجعية العليا في أمر الحدود هي الخطة الاستعمارية والدول الاستعمارية هي محكمة العدل الدولية التي يحتكم إليها في الحدود لكن من الذي انشأها وأين توجد وعلى أي أساس تحتكم وأي القوانين المؤثرة في أحكامها .
المقـدم :
لماذا لم يراعى في تقسيم الحدود الجغرافية السياسية التقسيم الحضاري لها .
السـيد/ جعفر ميرغني : 
ما رُعي في تقسيم الحدود الجغرافية التقسيم الحضاري لأن أوروبا لم تعترف بحضارة غير حضارتها وهم احكمو بناؤهم لا تعنيهم أن تضيع الحضارة السودانية أو الهندية أو الصينية لأن الحضارة تروج وتسوق إذا أنا في ثقافتي أرتدي جلابية وهو يريد أن يبيع الملابس الأوروبية طيلة ما ثقافتي موجودة في داخلي لاتجد الملابي الأوروبية سوقها هو يريدني أن أكل القمح وإذا كانت حضارتي حضارة الذرة والدخن لايجد القمح سبيل داخل البلد وإذا وجد القمح سبيل داخل البلد لا يزرع هنا يرزع هناك ويباع هنا فلذلك الفكر الزراعي يوجه بطريقة أو بأخرى الحدود رسمت واقتسموا أفريقيا جغرافياً لا شعوبياً لم يقتسموا الشعوب وإنما اقتسموا الأرض يغض النظر عن التداخل وعدم التداخل والتحكم في الحدود نفسها صار لا يدخل هذا إلى هنا وهناك إلا باللوائح والقوانين المشتقة من اللوائح والقوانين الأوروبية مثلاً الرعاه يتحركون في الخريف وكان البشايريون يتحروكون بين نهر عطبرة وحلايب الآن ترست الحدود وأغلقت وحكم على هذا النوع من البشر الذي يرعى بأنو تموت حيواناته لأنو لا يستطيع يحولها في الوسم المعين في الموضع المعين داخلياً المشايخ يعقدو جلسة ويحددو فيها المسارات التي يسير فيها هذا ويسير فيها ذاك لكن لأنو نحن لا نستفيد من عطائنا الثقافي ليست هناك حكرة بين الأقطار الأوروبية لترسم الحدودو كما رسمت لكن نحتاج إلى حكرة ما تفتح له الحدودمما لأبد لنا العيش فيه بعض الدول أغلقت حدودها في وجه التاجر وفي وجه المريض الذي يريد أن يتعالج وعاد سلباً عليها لأنو التحكم سياسياً وتكتشف بعد قليل أنها فقدت ملايين الدولارات بسبب هذا الأغلاق غير الحكيم فنحن محتاجين إلى حكرة الملوك الأقدمون قبل الغزو الأوروبي كانو يعرفون هذا لم يكن مفهوم الحدود نفسه محتاج إلى إعادة نظر لترسم من حيث ترسم لكن مفهوم الحدود هو محتاج إلى إعادة نظر بمعنى هذه أرضي لا تدخلها أنت حتى عدم دخولي يترتب عليه ضرري أن لا استطيع أن أرى هذا الضر نحن الآن متوقفون أيام وشهور في نقطة أبيي وهؤلا راعاه بقر من الدينكا والمسيرية وأيام الجفاف يتحركون جنوباً .
المقـدم :
المسارات التي وجدت .
السـيد/ جعفر ميرغني :
وجدتها طبيعة الأرض الجغرافية ولا ينبغي أن تغلق الطريق لما قامت الدولة الإسلامية وأمتدت من إيران إلى مصر سيطرة على منطقة الشرق الأوسط في خطاب الخليفة عمر أبن الخطاب إلى ولاته وهو يعلم سيطر على ممرات التجارة الرئيسية بين الجنوب الدافئ والشمال البارد قال له (وأن مر غير مسلم بسلعة محرمة في الإسلام من خارج أرض الإسلام إلى بقعة أخرى فلا تمنعه وعشره) ذكرت هذا لأنو الي أجحف بالأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم وعيشنا في هذا الأضطراب هو أن بعض الذين تحكمو وسيطرو على الدول لم تكن عندهم قناعة بالعدالة العالمية أرادو أن يأخذو بدون مقابل ويبيعو بالثمن الباهظ واورثونا هذا الفكر أنو كل إنسان يغلق حدوده في وجه الآخر .
المقـدم :
المؤجز المختصر .
السـيد/ جعفر ميرغني :
العدالة الاقتصادية مختلة في العالم وأختلال العدالة الاقتصادية في العالم بين الجنوب الدافئ والشمال البارد هو السبب في كل هذا القلق الذي تعيشه البشرية اليوم ولازالت البشرية تعيش القلق مادامت العدالة مختلة والعدالة أختلت عمداً تاريخ سابق حتى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بسبب عهد الاستعمار ولما خرج الاستعمار أورثنا خلل لم نعد قادرين على الخروج معه لأننا إلى لم نستدرك خيالنا العالمي وتصورنا للعالم كما كان بالأمس إذا تصورنا خيالنا العالمي كما كان بالأمس وعوفنا القسمة الطبيعية للعالم هي بين أقطار باردة وأقطار دافئة والأقطار الباردة عارفة بمصالحها يقية أن تعرف الأقطار الدافئة مصالحها وهي إلى الآن تتجمع تجمع باهت دول عدم الإنحياز فينبغي أن تغير هذا الأسم وتسمي نفسها الدول الدافئة والدول المدارية وينبغي أن تضع خطة إستراتيجية محكمة مشتركة للتعامل مع الشمال البارد مثلاً دول البترول لها خطة بتجتمع وهذه حكرة بترولية والحكرة البترولية تحدد الأسعار والأنصبة كل دولة نصيبها كم نحن نحتاج إلى حكرة اقتصادية من الصين إلى أمريكا اللاتينية حتى نعرف على أي خطة أسس التبادل التجاري بين الشمال البارد والجنوب الدافئ خطة تجنب الجنوب الدافئ الفقر الذي يعود عليه بالفوضة والقلق وتجنب الشمال البارد الإفلاس الذي يعود عليه بالقلق والعدوانية نحن محتاجون لحكرة لرسم شبكة اقتصادية معافى .
المـقدم :
إلى ماذا يرمى هذا في ظلال الحضارة السودانية موضوع هذا البرنامج .
السـيد/ جعفر ميرغني :
الحضارة أساسها الاقتصاد والمعيشة أنت متندني حضارياً طيلة ما أنت متدني اقتصادياً نحن أثرياء بماضينا بمعني أنو ماضينا الحضاري ثري جداً وواقعنا الحضاري متدني وماضينا الاقتصادي كان منتعش وحاضرنا الاقتصاددي وضيع جداً في العالم .
المقـدم :
هل من رسالة للباحثين والمعنين بأمر الدراسات السودانية والمختصين في إطار الحضارة السودانية .
السـيد/ جعفر ميرغني :
وجهناها بالطول والعرض داخل السودان وخارجه ولازلنا نوجه هذه الرسالة لأبد من دراسة الماضي يستعان بها على تبين الواقع المعاش والحاضر المعاش ولأبد أن يتذكر الناس في هذه النواحي من الدنيا أن العالم لا يقتصر الوجود عليهم وعلى الدول الأوروبية ينظروا إلى تعداد الدول في هيئة الأمم المتحدة وينظروا في حجم مشاركة هذه الدول في السوق العالمي .