]أصول المعرفة الإسلامية : القرآن الكريم
1---القرآن اساس مصادر المعرفة الاسلامية :
1.1. تعريف القرآن الكريم[
القران لغة من قرا يقرا قراءة و تقول قرأنا و قرأنا بمعنى يتلو تلاوة بدليل قوله تعالى : { فاذا قرأناه فاتبع قرأنه }.
اصطلاحا هو كلام الله لفظا ومعنى نزل به الروح الامين (جبريل عليه السلام) ليكون دستورا للناس يهتدون به و حجة للرسول على صدق رسالته و هو المدون بين دفتي المصحف المبدوء بسورة الفاتحة و المختوم بسورة الناس و المتعبد بتلاوته و المعجز بسورة منه و المنقول الينا بالتواصل جيلا بعد جيل محفوظا من اي تغيير او تبديل مصداقا لقوله تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر و إنا لحافظون
مصادر المعرفة
تعتمد المعرفة في الاسلام على مصدرين اساسيين اولهما الوحي الالهي و ثانيهما الوجود الكوني و يسميان ايضا الكتاب المستور و الكتاب المنظور حيث يتضمن الاول اخبارا بعالم الغيب محجوب عن رؤيتنا و عن ملاحظاتنا و عن اكتشافاتنا و لا يمكن الاطلاع عليه الا من خلال اخبار الوحي الذي ياتينا عبر الرسالات السماوية و الرسل و الانبياء
و الثاني هو العالم الذي نعيش فيه عالم الشهادة و الحضور و نوجد فيه منذ الولادة و نتواصل معه من خلال مداركنا الحسية التي تعمل بمهارات التأمل و الملاحظة و التجربة و الاكتشاف ثم تحقيق المعرفةطبيعة المعرفة[
تتراكب المعرفة في المنظومة الاسلامية في ثلاثة جوانب :
العلم الفطري : و هو ذلك العلم الذي اودعه الله تعالى في فطرة الانسان و غرائزه لكي يكون مؤهلا لعيش الحياة على هذه الارض و يتعلق بما يصدر عن الانسان من استجابة و افعال تلقائية دون ان يعلمه احد اياها و كذلك يتعلق بالمسلمات العقلية و الحسية التي يترتب عنها نظام الكون كترتيب الاسباب على المسببات و النتائج على المقدمات.
علم النبوة : و هو ذلك العلم الذي انزله الله في كتبه للناس او ما يصدر عن رسل الله مما يراد به التشريع و هو علم توجيهي للانسان يتمم دور الفطرة و العقل الانساني من جهة و يعلم الانسان ان يسلك في حياته خير المسالك و ان يختار افضل الاختيارات ليكون فائزا بحياة طيبة في الدنيا و مؤهلا لنيل رضا الله و حبه في الدنيا و في الآخرة.
المعرفة الاكتسابية : و هي معرفة مزدوجة في التلقي منها ما يكتسب عن طريق الوحي الالهي و توجيهاته و منها ما يكتسب عن طريق التفاعل مع الحياة و تجاربه و تراكم معارفها لدى الانسان قال تعالى : { و الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيء و جعل لكم السمع و الابصار و الافئدة لعلكم تشكرون
-مقاصد القرآن الكريم :
لقد أنزل الله القرآن لتحقيق مقاصد عليا في حياة الناس من أهمها :
1.2. هداية الناس الى الحق و الخير
و يعني ذلك تعريف الانسان بخالقه و ربه اولا ثم اجابته على التساؤلات البديهية الكبرى التي تبين للانسان مصدر وجوده و الغاية التي لاجلها وُجد و ماذا عليه ان يفعل في هذه الحياة و ما هو المصير الذي ينتظره بعد الموت كما يبين للانسان التنظيمات و التشريعات التي تتناسب مع هذا المقصد لتساعد الانسان على نهج طريق الحق و امتلاك معياره و السمو الى فعل كل ما هو خير قال تعالى : { ان هذا القرأن
يهدي للتي هي أقوم }.
2.2
معجزة خالدة و متجددة :
و تعني ان القران في حد ذاته قد تحدى الانسان و اعجزهم على ان ياتوا بمثله لغرض افحامهم حتى يصدقوا به و بالرسول الذي نزل عليه و تجلى الاعجاز في مواطن مختلفة كالاعجاز اللغوي و البياني و الاعجاز الغيبي و الاعجاز التشريعي و الاعجاز
العلمي الذي اهتم به المتاخرون كثيرا
3]. ذكر مبارك يتلى
]و هو الحث على تلاوة القرآن الكريم و تدبره و محاولة فهم المراد من كلام الله ليكون القرآن بالنسبة للمؤمن ذكرا و رفيقا و مؤنسا و مستشارا و طبيبا لامراض النفس و احزانه و همومه قال تعالى : { ألا بذكر الله تطمئن القلوب }.
[4.2. شرعة و منهاج :
و المراد بذلك أن القرآن نزل لتنظيم حياة الناس أفرادا و جماعات و للتوفيق بين المصالح الخاصة و العامة وفق حكمة إلهية عالمة بتركيبة الانسان الغريزية و بنزواته و ميولاته مما لا يعلمه الانسان نفسه كما ترتب المعارف الضرورية في الجانب العقائدي و العبادي و التعاملي ترتيبا محكما ليس فيه إفراط او تفريط قائم على الشمولية و التوازن و العدل و اليسر وفق مقدور الانسان.