د. يحيى : سنقلل تكلفة الانترنت ...ولا نريد وجود مصطلح (الشبكة طشت)
كاتب الموضوع
رسالة
أبوبكر الرازي المدير العام
عدد المساهمات : 1008 تاريخ التسجيل : 29/07/2009 الموقع : جامعة شندي - مركز تقنية المعلومات
موضوع: د. يحيى : سنقلل تكلفة الانترنت ...ولا نريد وجود مصطلح (الشبكة طشت) السبت يوليو 03, 2010 11:12 pm
د. يحيى : سنقلل تكلفة الانترنت ...ولا نريد وجود مصطلح (الشبكة طشت)
د. يحيى عبد الله محمد حمد : وزير الاتصالات وتقانة المعلومات بعد أدائه القسم، ذهبنا إليه في مطلع الأسبوع الجاري لإجراء حوار فوجدناه خارجاً من محاضرة كان يلقيها بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، ووجدنا مكتبه يتوافد إليه طالبو العلم من تلاميذه.. (وروى لنا أحد العاملين أن الدكتور ليس لديه سائق، ويوم أداء القسم في القصر حضر إلى الجامعة لإلقاء محاضرته وبعد المحاضرة ركب سيارته للذهاب إلى القصر لأداء القسم، فقال له أحد السائقين أنت وزير سأوصلك حتى القصر وأعيدك، لا يمكن أن تسوق وحدك، فرفض وعندما تدخل الزملاء وافق وقال وصلني ولا تنتظرني فسأعود لوحدي)، وقال د. يحيى لآخر لحظة إنه لم يكن يحلم ولا من طموحه أن يصبح وزيراً، ولكنه كان يحلم بأن يقوم كيان يرعى تقانة المعلومات بالسودان، وأضاف لا أميل للسياسة وسأعمل مع زملائي لنقدم شيئاً تقنياً وليس سياسياً.. وأكد أن التقانة الألكترونية لن تكون بديلاً للعامل أو الموظف أو أنها تغني عن خدماته التي يقدمها للمواطنين كما يعتقد البعض، بل إنها ستكون له معيناً وتخفف عنه الأعباء.
*ملامح عن السيرة الذاتية؟ - من مواليد القاهرة سنة 1968م، وأصل والدي من القولد بالولاية الشمالية وكان يعمل بالخارجية المصرية بعد أن نال السودان الاستقلال، درست جميع المراحل الدراسية في السودان وامتحنت شهادة مصرية سنة 1986م بالخرطوم، وكنت أول الشهادة تخصص ثم التحقت بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتخرجت في كلية هندسة الحاسوب، بعد التخرج عملت في شركة مصرية لمدة ثلاثة أشهر ولكنني فضلت أن أبدأ حياتي العملية داخل الوطن، فعدت وعملت بكلية كمبيوتر مان لمدة سبعة شهور، ثم التحقت بجامعة السودان كمساعد تدريس عام 1993م، وابتعثتني جامعة السودان لنيل درجة الماجستير من جامعة لمرك بارلندا ونلت الماجستير سنة 1996م، ثم أكملت الدكتوراة في جامعة السودان سنة 2002 م، وعملت رئيس قسم الحاسوب بجامعة السودان من 1993- 1994م، ثم رئيس قسم الهندسة الألكترونية 1998 - 1999م، ثم أنشأت مركز الحاسوب 1999م بجامعة السودان، ثم أسند لي إنشاء كلية الحاسوب وتقانة المعلومات 2002م، ثم عدت لمركز الحاسوب عام 2007م وعملي كله منذ التخرج بجامعة السودان مساعد تدريس وحتى أستاذ مشارك الآن، متزوج وزوجتي محاضرة بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، وأب لولد وبنت.
*وما هي خبراتك العلمية والعملية؟ - نحن كأول جيل درس علوم حاسوب بالخارج، نعتبر محظوظين لأننا وجدنا فرصاً جيدة لأن ننطلق في العمل التقني، سواء في جامعة السودان أو حتى في مؤسسات الدولة، فقد طورت نظام امتحانات الشهادة السودانية منذ 1993م لاستخراج شهادات الطلاب، ثم شاركنا في إعلان النتائج العامة للقبول وهي النتائج التي تظهر عن طريق النت ثم طورناها لتظهر عن طريق SMS وهذا عمل يدي، إضافة للعمل الاستشاري، وبخلاف التدريس والنشاطات داخل الجامعة نلنا خبرات متراكمة في مجال تصميم الشبكات وتأمين الشبكات ونظم التشغيل في جميع مناحي العمل، ويعود الفضل لأستأذنا الكبير بروفيسور عز الدين مدير الجامعة السابق، فقد كان يقسمنا لمجموعات لكي نعمل بالجهات الاستشارية في السودان، ومن أشهرها وزارة التربية والداخلية والخارجية وعدد من الوزارات التي كنت عضو لجان استشارية فيها، إذا كانت دائمة أو مؤقتة، وآخر مشروع عملت به مشروع شبكة الجامعات السودانية ويعمل على ربط شبكات الجامعات السودانية.
*تعرف باسم يحيى امتياز، من أين جاء هذا اللقب؟ - في الحقيقة هذا اللقب أطلقه عليَّ زملائي في الجامعة بالقاهرة عندما حصلت على الامتياز في النتيجة، فقد كنت أول سوداني يحصل على هذه النتيجة في تلك الكلية وقتها، لذلك كانوا ينادونني بهذا الاسم في فترة الدراسة، وعندما أكملت الماجستير في 11 شهراً وطلعت أول الدفعة في أيرلندا، صار الزملاء بجامعة السودان يطلقون عليَّ نفس الاسم .
*ما هي نشاطاتك السياسية، والى أي حزب تنتمي أو تميل؟ - إطلاقاً ليس لي نشاطات سياسية ولا ميول سياسية، ولا أنتمي الى أي حزب، وحتى في الأسرة ليس هناك من لديه علاقة بالأحزاب السياسية، فنحن أسرة ملتزمة وتقنيون.
*هل كنت على علم بتعيينك وزيراً بوزارة الاتصالات وتقانة المعلومات؟ - إطلاقاً، فقد فوجئت بتعييني وزيراً في نفس يوم التشكيل بعد صلاة العشاء، وكنت نائماً حينها.
*هل كنت تتوقع أن تصبح وزيراً؟ - أبداً ولا أحلم.. ولا من طموحي أن أصبح وزيراً، صراحة كان طموحي مع طلابي في الجامعة وتقديم مشاريع بيدي، ولكن كنا نحلم كثيراً بأن تقوم وزارة لنا، فنحن كتقنيي معلومات مثل اللقطاء، لا توجد وزارة ترعانا واجتهدنا بأن يوجد كيان يرعى تقانة المعلومات بالسودان، وعندما قبلت التكليف لأن بعض الأحلام التي كنت أحلم بها زمان عن تقانة المعلومات، أحاول أن أنفذ فيها شيئاً بعون الله سبحانه وتعالى وعون زملائي، لأن العمل جماعي ويجب أن نقدم شيئاً تقنياً وليس سياسياً.
*أنت لم تعلم بتعيينك في الوزارة ولم تتوقع ذلك، إذن كيف تم تكليفك حسب اعتقادك؟ - كما تعلمين الوزارة جديدة وكانت جزءاً من وزارة الإعلام، والآن أفردوا وزارة كاملة للاتصالات وتقانة المعلومات، ويبدو أنه كان هناك بحث عن شخص متخصص في هذا المجال، وربنا وفق الأخوان بأن يسألوا عن شخص دلاهم عليَّ، ولكن لم تكن لديَّ فكرة ولم أقدم لمنصب، ومن الممكن أن تكون القيادة اتصلت بإدارة الجامعة وأخذت مباركة المدير، لأن مركز الحاسوب بجامعة السودان لديه نشاطات ملموسة، ونحسب أنهم قالوا نأخذ هذه التجربة ونعممها، وأن نقفز بالحكومة الألكترونية خطوات للأمام.
*وصفت بالحزم والصرامة في اتخاذ القرارات في فترات عملك بجامعة السودان وفقاً لأقوال العاملين، هل تعتقد أن مثل هذه الصفات تجدي بالعمل الوزاري والسياسي؟ - عادة تكون للشخص خطة، وفي سبيل تنفيذ هذه الخطة يحاول أن يكون حازماً لكسب الوقت، والحكومة الألكترونية هي مجموعة من التطبيقات والخدمات مقدمة للمواطنين، وهذه الخدمات وضعت بخطة زمنية محددة فإذا حدث حياد عن هذا الأمر يجب اتخاذ إجراء أليس كذلك، وأنا بصفتي مدير مركز حاسوب ما كنت اتخذه يكون دائماً مع منسوبي المركز حتى يتعود الشباب علي أن المشاريع لديها أزمنة ويجب الالتزام بالحضور والانصراف والواجبات المعتادة.. والخ، وأحسب أن هذا شيء أساسي، وسأواصل في طريقتي، لأنه تم فقط الانتقال من مرحلة تنفيذية الى مرحلة تخطيطية أكثر، ونأمل من الجهات التي سنتابع معها العمل تطبيق هذا الأمر.
بماذا خرجت من أول اجتماع لك بمجلس الوزراء؟ - حقيقة الاجتماعات الأولى كما يعلم الناس، أداء القسم زائد التعريف العام بالوزارة وأهدافها.. الخ، والاطلاع على المراسيم المختلفة والمرجعيات التي يعمل بها، وأنا لا اعتبر نفسي حضرت مجلس وزراء فيه خطوات تنفيذية، فقد كان اللقاء عن السياسة العامة للحكومة والخطوط العريضة والترحيب بالوزراء الجدد.
*هل تعتقد أن استحداث وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، نقلة.. وما هي إيجابيات فصلها عن الإعلام والاتصالات؟ - بالتأكيد نقلة كبيرة، فنحن تأخرنا كثيراً في هذا الأمر وكان يمكن أن ينفذ منذ عشر سنوات، والحمد لله تمكنا من إنشائها، وهي وزارة مهمة ومهمة جداً والنقلة في الحكومة الألكترونية تحتاج لمثل هذه القوة من هذه الوزارات، وتقانة المعلومة كانت تابعة للمركز القومي للمعلومات تحت مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء لديه مشغوليات كثيرة، فوجود جهة مختصة في السودان تتابع هذا الأمر مهم، والانتقال للحكومة الألكترونية ليس بالأمر السهل، وهناك عمل جيد قام به الأخوان في المركز القومي للمعلومات لإعادة هندسة الإجراءات وتوظيفها ووضع المواصفات والمقاييس، وهذه الأشياء تحتاج فقط لجهة كي تتابعها، فالوزارة مهمة للتنسيق مع هذه الوزارات لكي تقدم خدمات عن طريق البنية التحتية الموجودة والعمل على تنميتها واستثمار الأماكن الشحيحة فيها.
*الهيئة القومية للاتصالات ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات ما هي اختصاصات كل منهما؟ - الوزارة لأنها وزارة إتحادية للاتصالات وتقانة المعلومات، فهي تشرف على الهيئة، وطبعاً أي هيئة يوجد كيان يشرف عليها في ديوان العمل في الدولة، فالمرسوم الآن حدد بأن وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات تحتها هيئة الاتصالات والمركز القومي للمعلومات في الهيكل، لكن الهيئة وحدها كما يعلم الجميع تؤدي واجبها على أكمل وجه بقيادة أستاذنا القدير دكتور عز الدين كامل، وخلال المرحلة القادمة سنتابع من الناحية الإتحادية، ولكن تفاصيل العمل وإتقانه في مجال الاتصال، من اختصاص الهيئة القومية للاتصالات، فهي تقوم بدور جيد، أما المركز القومي للمعلومات يحتاج لمزيد من الدعم، فهو تخصصنا وإن شاء الله نتحرك ببرامج الحكومة الألكترونية الى الأمام، وننظر الى مجالات تقانة المعلومات التي تأخرت والسياسات المتأخرة وندفعها الى الأمام.
كيف تقيِّم واقع تقنية المعلومات والاتصالات في البلاد؟ - في مجال الاتصالات خطينا خطوات جادة وجيدة جداً يلمسها أي مواطن من خلال شركات الاتصال العاملة في السودان، ولكن في تقانة المعلومات رغم وجود عدد جيد من الخريجين المتمكنين، لكن واقع صناعة البرمجيات في السودان تدهور كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحنا نستورد برمجيات من جهات كثيرة، وهذا لم يكن حلمنا طالما أننا خرَّجنا خريجين جيدين، وهم أنفسهم يعملون بالخارج ويقودون العمل التقني به وسنعمل على توطين صناعة البرمجيات بصورة أفضل، والقصة ليست برامج فقط، فهي منظومة كاملة من إجراءت زائد استعداد لحكومة ألكترونية، زائد دعم سياسي ومالي لهذه النظم حتى تصل للمواطن بصورة، والوضع ليس بالكارثي، ولكنه يحتاج لمزيد من الجهد.. ونريد أن نعمم نموذج الشهادة السودانية ليتمكن المواطن من التقديم للأراضي بالنت، ويعرف المواطن صحته بالنت، وشهادة البحث وغيرها، لذلك يجب على كل وزارة أن تكون مستعدة ومؤسساتها مستعدة، لكي نقدم الدعم التقني لتقدم هذا العمل، وأؤكد للعاملين بأن التقنية الألكترونية لن تكون بديلاً للعامل أو الموظف، أو أنها تغني عن خدماته التي يقدمها للمواطنين كما يعتقد البعض، بل إنها تكون له معيناً وتخفف عنه بعض الأعباء.
ً ما هي الخطة المستقبلية للوزارة؟ - مازال الوقت مبكراً، لأن الوزارة جديدة ومازلنا نتحدث عن المقر، ولكن المؤسسات التابعة للوزارة تعمل الآن ولديهم خطط واضحة ينفذون فيها ونحن سنبني عليها، بالإضافة الى الربط مع الوزارات الإتحادية المختلفة، ويجب أن ننسق مع كل الوزارات ونرى النماذج التي يمكن أن نطور فيها، وعملنا سيكون تقنياً لتطوير النظم، ونحن لن نبدأ من الصفر، فكل وزارة لديها نظمها وإدارة تقنية موجودة فيها، ولديها بنية تحتية جيدة ومعظمها يعمل بها طلابنا، فنحتاج فقط لتنسيق عالٍ جداً حتى نقدم خدمات، فنحن نقدم خدمة ونجاح وزارتنا ينعكس على الوزارات الأخرى، على سبيل المثال عندما نذهب لوزارة التعليم ونوحد نظمها، نجعل لها نوافذ ألكترونية للدخول لها، هذا نجاح لوزارة التربية، وأنا أساعد فقط هذه الوزارة.. وقس عليها بقية الوزارات، وأحسب أن المرحلة القادمة تحتاج الى جهد أكبر، لأننا لا نريد بناء نظم لوزارتنا، بل لكل الوزارات الموجودة إذا كانت إتحادية أو ولائية، وإن شاء الله نحسب أن يوفر لنا ربنا سبحانه وتعالى مجموعة جيدة نستطيع من خلالها توفير المتطلبات، ونضع خطة واضحة ونبدأ في تنفيذ معالمها في فترة محدودة، وقبل نهاية العام تظهر ملامحها.
*ما هي التحديات التي تواجهكم في المرحلة المقبلة؟ - التحديات كثيرة بالنسبة لنا كوزارة ناشئة بأرجلها، بالإضافة الى أن عمل الوزارة تنسيقي مع وزارات أخرى وتقدم لها خدمات، وبالتالي استعداد تلك الوزارات لتقديم خدمات الحكومة الألكترونية يتطلب إعادة هندسة عديد من الإجراءات، فنحن لا نريد نقل إجراءات تقليدية قديمة لإجراءات رقمية، لذلك اذا لم تكن الوزارة مستعدة، فإن وزارة التقانة لن تستطيع أن تقدم لها شيئاً، فيجب أن تضع الوزارة خطتها لنبدأ بنقل برامجها الواحد تلو الآخر، لأن صناعة البرمجيات ليست صعبة في السودان فقط، بل في جميع العالم.. ومن السهل بناء شبكة، ولكن الصعب تطبيق نظام معين في الشبكة، لأن التطبيق يحتاج لكل القاعدة العريضة للموظفين أن يكونوا مواكبين ليدخلوا بياناتهم.
*كيف تنظر للاتصالات وتقانة المعلومات بعد مرحلة الإستفتاء؟ - نسعى للعمل في إنجاح الانترنت كما نجحنا في التلفونات، ونريد أن نقلل تكلفته حتى تصل للمواطنين بطريقة أرخص، لأن هذه هي البوابة التي يمكن بها الدخول، وسنسعى الى ربط الجهات الحكومية ومؤسساتها بشبكات يعتمد عليها، ولا نريد وجود مصطلحات (الشبكة طشت)، فالآن توجد شبكات تحتاج الى زيادة، لأن الاعتماد عليها زاد، ويجب تأمينها بصورة أفضل، لأن المهددات تزيد بزيادة الإقبال عليها، وولايات الجنوب في الربط هي جزء أصيل من ربطنا مع دول الجوار، وبالتالي انسياب الألياف الضوئية في تلك المناطق يؤدي الى تواصل بصورة أفضل ليس في الجنوب فقط، بل حتى في غرب السودان، لذلك نريد أن نصل لكل المناطق حتى لا يكون الوصول لمنطقة دون أخرى، ويجب أن نضع نقاطاً في كل المناطق ونقدم خدمة للمواطنين.
نقلا عن آخر لحظة..
د. يحيى : سنقلل تكلفة الانترنت ...ولا نريد وجود مصطلح (الشبكة طشت)