هذه رساله وصلتني بالإيميل:
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث النبي صلى الله علية وسلم (( من حسن اسلام المرء تركة مالا يعنية )) حديث مشهور رواه الترمذي و غيره و صححه الألباني في مشكاة المصابيح ، وهو حديث صحيح بشواهده كما ذكر اهل العلم؛ حتى قيل: إن هذا الحديث من جوامع الكلم، قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله : ( هذا الكلام الجامع للمعاني الكثيرة الجليلة في الألفاظ القليلة (وهو كذلك؛ لأن الإنسان إذا أخذ بهذا الحديث النافع الجامع الشامل وطبقه في حياته، وجد الخير الكثير .
أحبتي في الله تعالى: إن من الأدب الرفيع الذي ينبغي لكل واحد منا أن يتحلى به , و يجعله لباسا يقيه من ظلمات التكلف في معرفة ما لا طائل منه, و لا نفع فيه, أن يترك ما لا يعنيه لا في أمور دينه و لا دنياه, و سيكون ذلك حفظا كبيرا لوقته الثمين, و أسلم لدينه القويم, و أفضل لتقصيره الفادح في اتباع ما أوجبه الله عليه , فلو تدخل كل واحد منا في أمور الناس التي لا تعنيه لنصب.
ونذكر مصداقاً لهذا الحديث قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101].
ولَعَلّ القصة التي نزلت هذه الآية من أجلها معلومة، ففي البخاري وفي غيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الصحابة الكرام طالباً منهم أن يسألوه، فمن كان لديه أمر فليسأل، فقام أحد الصحابة وهو عبد الله بن حذافة السهمي ، وقال: { يا رسول الله! من أبي؟ قال أبوك حذافة}، فعاد عبد الله بن حذافة إلى أمه، فعنفته تعنيفاً شديداً، وقالت: ما رأيت أعق منك! إنا كنا في جاهلية، أرأيت لو قارفت ما قارف أهل الجاهلية، أتفضحني على رءوس الملأ؟!
وفي بعض الروايات: {أن رجلين قال أحدهم: يا رسول الله! من أبي؟ قال: أبوك سالم مولى شيبة، وقال الآخر: يا رسول الله! من أبي؟ قال: أبوك حذافة ، ثم تألم وغضب غضباً شديداً، حتى قام عمر وقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، حتى سكن غضبه صلى الله عليه وسلم وألمه }.
فكان ينبغي في مثل هذا الموقف أن يسأل الرسول عن أمر ينفع الناس، فهو لا يأتي إلا بخير صلى الله عليه وسلم، فكان الأولى أن يُفتَح باب من أبواب الخير للمسلمين، ولكنه سئل عن شيء آخر فقيل له: من أبي؟ فصحح له رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه، فما الذي استفاد هو أو غيره من هذا السؤال.
القصة الثانية
بعض الناس يكترثون جدا لعيوب الآخرين و ينسون انفسهم تمامآ
قال الشاعر:
ارى كل انسان يرى عيب غيره . . . .ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وقال آخر:
عاجز الرأي مضياع لفرصتـه . . . . . .حتى اذا فات امراً عاتب القدرا
ومطروفة عيناه عن عيب غيره . . . . فان بان عيب من أخيه تبصرا..
((من راقب الناس مات هماً))
لذلك اعتني بنفسك أولا وأخيرا
وتأمل لهذه القصة:
انتقل رجل مع زوجته الى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الاول وبينما يتناولان وجبة الافطار قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما : انظر يا عزيزي . ان غسيل جارتنا ليس نظيفا .. لابد انها تشتري مسحوقا رخيصا....
ودأبت الزوجة على القاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها .. وقالت لزوجها : انظر .. لقد تعلمت اخيرا كيف تغسل ..
فأجاب الزوج : عزيزتي لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها .. !!!
((أصلح عيوبك قبل أن تصلح عيوب الاخرين))
&&&
اللهم اشغلنا بذكرك وتسبيحك وحمدك وشكرك
وتكبيرك وتهليلك وتوقيرك ومديحك وتمجيدك
وتعظيمك واستغفارك وعبادتك
وطاعاتك وفي مرضاتك دوماً أبداً
اللهم اشغلنا واكفنا عن كل شئ بقرآنك وتهليلك
وذكرك وتوحيدك وتسبيحك وحمدك وشكرك
ولك الحمد والشكر عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك