عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: مقالات متنوعة عن الاسرة والمجتمع الأربعاء أغسطس 12, 2015 7:03 pm | |
| كذب الأطفال ظاهرة قد تتفاقم لتصل إلى حد المشكلة المزمنة التي قد تستعصي على الحل، لكن بداية نشير أنه من المهم عندما نناقش لجوء طفل دون سن التكليف للكذب أن نتساءل أولاً عن الدوافع التي جعلته يكذب؟ وكذلك عن كيفية التعامل مع ذلك الكذب من المحيطين؟ وماذا إذا تكرر الكذب؟
• تلعب القدوة دورًا مهمًّا، فإذا سمع الطفل من والديه أقوالاً، وتبين له فيما بعد كذبهما، أصبح الكذب شيئًا عاديًّا في نظره، واستخدمه بنفس طريقة والديه؛ لذلك على كل مربٍّ ألا يكذب على أطفاله بحجة إسكاتهم من بكاء، أو تسكينهم من غضب، أو ترغيبهم في أمر .. فإنه إن يفعل ذلك يكون قد عوَّدهم بطريق الإيحاء، والمحاكاة، والقدوة السيئة على أقبح العادات وأسوأ الأخلاق ألا وهو «الكذب»، فضلا عن أنهم يفقدون الثقة بأقوال المربي، ويضعف جانب التأثر بنصائحه وعواطفه. يضاف إلى ذلك وجوب اتصاف الكبار المحيطين بالطفل بالصدق بأنواعه فلا غش ولا كذب ولا تجسس ولا اختلاق أعذار ولا تفادي للمواقف. وكذلك يتحتم وجوب احترام الصادق وتقديره، مع مراعاتنا للعوامل التي تشجع الطفل على الكذب ومحاولة تلاشيها وإبعادها، وخاصة في المدرسة حين يجتمع مع رفاقه وأصدقائه، وكذلك غضب المدرس وصراخه بالطفل مما يدفعه لتغطية خطئه بالكذب.
ومن أخطاء المدارس أحياناً عرض بعض الأعمال في المعارض على أنها من أعمال التلاميذ وتبرير ذلك، بأن جزءاً منها من أعمال التلاميذ. ويكون الواقع أن ما قام به التلاميذ من التفاهة بحيث لا يبرر عرضه على أنه من عملهم. والتلاميذ يشعرون عادة في قرارة أنفسهم بهذا، وبالتالي يتعودون الكذب والتساهل فيه وذلك عن طريق المثال والممارسة الذاتية.
• من المهم جداً توضيح الأمور للطفل يشكل جلي، وأنه حتى ولو رأى كباراً يكذبون، فإن هذا السلوك خاطئ، ولا يجوز، مع ذكر بعض القصص والأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تتناول مثل هذا الموضوع بأسلوب مبسط يتناسب مع مستوى الطفل ومرحلته العمرية .
• يجب تفهيم الطفل أن تغيير الحقائق يسمّى «كذبًا» وهو أمر لا يحبه الله، ولا يحبه الناس، ويجعل الإنسان بعيدًا عن الله وعن الناس؛ لذا فلا يجب فعله، وبالتالي يتم إقناعه لماذا الخطأ خطأ.
• ينبغي الاتفاق مع الطفل على أنه سيقول الصدق دائمًا دون خوف من أي شيء، ويمكن دعم ذلك بالقصص التي أثّر فيها الصدق إيجابًا وحمى أصحابها أكثر مما لو كذبوا.
• لا نطلب من الأطفال أن يشهدوا ضد أنفسهم، أو أن نطلب منهم الاعتراف بأخطائهم، وبدلاً من ذلك يجب جمع الحقائق من مصادر أخرى، ووضع القرارات بناءً على هذه الحقائق.
• محاولة فتح حوار مباشر وبسيط مع الطفل لمعرفة آماله وأحلامه، ورؤيته لتحقيق بعض هذه الأحلام، وإشعاره من خلال هذا الحوار بقيمته، وتدعيم ثقته بنفسه، وبأن عدم وجود هذا الأمر أو غيره من وسائل ترفيه أو كماليات لا يضيره ولا ينقصه، بل إن الله تعالى خلق الناس وميز بينهم في القدرات والإمكانات .. وغير ذلك من أمور تشعر الطفل بقيمته الذاتية، وأهميته، وتزيل منه أي إحساس بالنقص قد يستشعره لسبب أو لآخر، وذلك بأسلوب يسير مبسط ، مطعم بالقصص الهادفة، وبعض الطرائف المناسبة .
• واجه الطفل بطريقة إيجابية: بمعنى لا تطلق لفظ «أنت كاذب» أو تنقده مباشرة، لأن مثل هذا الأسلوب يدفعه إلى الانتقام، ويقلل من تقديره لنفسه، ولكن بدلاً من ذلك تقول بكل هدوء: أنا أعرف أن الذي تقول غير صحيح، والكذب غير مفيد، ودعنا ننظر في الموضوع .
• استخدم أسلوب التأديب المناسب: ينبغي أن يعرف الأبناء شيئين: أننا نفخر بهم إذا أخبرونا الصدق. وأن الكذب يترتب عليه مضاعفة العقوبة، التي من الأفضل أن تكون بالحرمان من شيء يحبه الطفل لفترة محدودة، وأن نحجم عن علاج ظاهرة الكذب في ذاته بالضرب أو السخرية أو التشهير.
• الابتعاد عن استعمال العقاب الذي يبدو أن الطفل يعفى منه لو دافع عن نفسه بأسلوب الكذب، لأن الأطفال سوف يكذبون حتى يوفروا على أنفسهم إهانات الكبار . • لا ينبغي في الأحوال العادية إيقاع العقوبة على الطفل بعد اعترافه بذنبه، فالاعتراف له قدسيته واحترامه. ومن شأن إيقاع العقاب على الطفل في هذه الحالة، أن يقلل من قيمة الصدق ومكانته في نظره، وأما مَن يصر على الإنكار فلا ينبغي أن نلح في استجوابه لأن هذا نتيجته الاسترسال في الكذب والتفنن فيه.
• يمكن الاتفاق مع الطفل الكذوب على أنه لو ذكر الصدق دائمًا سيحصل على مكافأة، وأن يضع لنفسه جدولاً أسبوعيًّا يضع فيه علامات على الأيام التي التزم فيها بالصدق .. وعلى قدر العلامات تكون المكافأة. وعليك أن تأخذ أقواله بشيء من الثقة والتقدير، وحاذر أن تظهر أمامه بمظهر الشك أو التردد سواء في حديثك أو حركاتك.
• حذار من عدم تناسب العمل الذي يكلف به الطفل مع مقدرته، مما يضطره إلى استعمال الحيل للتخلص من الظهور بمظهر العجز، وكذلك عدم تناسب البيئة مع مستوى الطفل، كوجود طفل فقير في وسط غني، أو طفل غبي بين أذكياء.
• إذا كان الأطفال يكذبون في أحيان كثيرة لتغطية نقص يشعرون به، فعلينا أن نكثر لهم من الرحلات والهوايات .. فكل هذه تعطيهم آفاق حقيقية يظهروا فيها ويتحدثون عنها، مع عدم الإكثار من مشاهدة الأشرطة الخيالية والخرافية، وإنما الاستزادة من القصص المفيدة والواقعية.
• يجب أن نتجنب الظروف التي تشجع على الكذب.. فمثلاً: إذا كان لدينا طالب نعهد فيه هذه الخصلة، فلا نجعله المصدر الوحيد للشهادة في حادثة ما، لأن هذا يعطيه فرصة الانطلاق في عادة الكذب وتثبيتها بالتكرار والتمرن، وزيادة على ذلك فلا يصح أن يعطى الكاذب فرصة الإفلات بكذبة دون أن نكشفه، لأن النجاح في الإفلات بالكذب له لذة خاصة تشجع على تثبيته واقترافه مرة أخرى، بل تشجع أيضاً على الاسترسال في سلسلة من الأكاذيب المقصودة التي تصدر عن نفس هادئة مطمئنة.
• البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك فرحا بذلك .. فقد يبدو في أحد مواقف الطفل التي يكذب فيها ما يثير إعجاب الوالدين أو ضحكهما، فيعزز هذا الاستحسان لديه الاتجاه نحو الكذب ليحظى بإعجاب الآخرين.
• الالتزام بالوفاء لما يُوعد به الطفل .. فالطفل لا يفرق بين الخبر والإنشاء، وقد لا يقدر عذر الوالدين في عدم وفائهما بما وعداه به، ويعد ذلك كذبا منهما.
• تذكر دائما .. الأطفال ذوو خيال عريض وكبير؛ صحيح أن هذا يكون مع الأطفال الأصغر سنًّا، وأنه عند بلوغ السادسة المفروض أن يصبح لدى الطفل قدرة على التفرقة بين الواقع والخيال؛ ولكن هذا لا يمنع أن يلجأ إلى التأليف الذي نسميه «كذبًا».
من أسباب اعتياد الطفل للكذب
أما الطفل الذي يعتاد الكذب، فهو ذلك الطفل الذي لا يشعر بحب والديه ولا بدفء العلاقة بينه وبينهما، ويشعر بأنهما حين يعاقبانه ينتقمان منه. وهو ذلك الطفل الذي لا يفهم أسباب المنع وأسباب الرفض لما يطلب منه. وهو ذلك الطفل الذي يشعر دائما بالقهر والذلة في التعامل وعدم التقدير لمشاعره أو احترامها. وهو ذلك الطفل الذي يشعر بالملاحقة الدائمة، والتركيز على كل كبيرة وصغيرة في حياته. وهو ذلك الطفل الذي يملى عليه دائما ما يفعل دون ترك فرصة كي يبادر هو نفسه بالكف عن ارتكاب الخطأ، وحينما يخطئ نتتبع أخطاءه ونتعقبها، ولا نترك له مساحة للتراجع عنها من تلقاء نفسه. وهو ذلك الطفل الذي يواجه دائما بسؤال مباشر مستفز: أأنت الذي فعلت هذا أو ذاك؟. وهو ذلك الطفل الذي نكثر من عتابه ولومه على أخطائه مهما كانت بسيطة. وهو ذلك الطفل الذي يتهم صراحة بالكذب أو يطلق عليه هذه الصفة. كل هذا هو الذي ينشئ طفلاً يعاني من الكذب فضلاً عن الاضطرابات النفسية التي تلحقه. د. خالد سعد النجار | |
|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: مقالات متنوعة عن الاسرة والمجتمع الخميس أغسطس 13, 2015 7:51 am | |
| امتلاك قلب الزوج هو هدف كل زوجة تنشد حياة زوجية سعيدة، وهو الشغل الشاغل لمن تتمنى الحب والاستقرار العائلي، والمطبخ ركن أساسي من الحياة الزوجية، ومملكة الزوجة الخاصة، والطبخ من أشهر أسلحتها للاستحواذ على أعجاب زوجها بل وعائلتها، فبالأطباق الشهية لذيذة المذاق تستطيع الزوجة أن تسعد زوجها وعائلتها، وتجذبهم للجلوس على مائدتها المنزلية، حيث يجمعهم الدفء العائلي الذي تفتقده أشهر المطاعم مهما قدمت من أكلات نادرة ومتميزة.
إن الطهي مهارة وفن يكسب المرأة الكثير بتعلمه، فهو مساحة تميُّز للمرأة وتشعرها بروعة ومتعة دورها في الأسرة، وهو شكل من أشكال تعبيرها عن حبها ورعايتها لأفراد أسرتها، كما أنه استعراض لمهارتها في تحويل الأفكار والخبرات إلى أكلات شهية، بل إن البعض يرى أن جودة الطعام ولذته إنما ترتبط بالعاطفة والرغبة في إسعاد الغير، خاصة وأن العلماء قد اكتشفوا أن مركز الرغبة في الإنسان موجود في منطقة تسمى تحت المهاد بالمخ ، وقد لا تكون صدفة أنها نفس المنطقة التي تتحكم في شهية الإنسان للطعام والشراب.
إليك عزيزتي الزوجة • الرجال عادة عندهم ولع شخصي بتذوق الطعام من يد زوجاتهم، ولا يثقون بأي أيد غريبة تعد الطعام كالخدم ونحوهم، فاحرصي على أن تجهزي بيديك لزوجك وأسرتك ما لذ وطاب، فرائحة الطهي في البيت عند حضور الزوج من العمل أسرع نفاذا إلى قلبه من أبلغ كلمات الحب في العالم.
• استعيني بالله عز وجل في أمرك كله، وابدئي إعداد الوجبات دائماً بالتسمية لجلب البركة في الطعام، وعند تذوق الطعام اذكري الله، ورددي: «بسم الله، ما شاء الله، اللهم بارك لنا في طعامنا»، واعلمي أن نية صالحة مع تعب وجهد، تحول العادة لعبادة، وتجني من ورائها أجرا كبيرا بإذن الله تعالى.
• الرجل مغرم بالزوجة التي تقدم الوجبات وترافقها الابتسامة، فالابتسامة تجعل الطعام ألذ حتى وإن كان بسيطا، أما لغة الشكوى من طول الوقوف في المطبخ والمعاناة المستمرة مع الأولاد .. لن تثمر سوى شهية فاترة، حتى ولو كان الطعام مما لذ وطاب.
• حذار من أن يستبد الجوع بزوجك، أو تقديم الأكل له شديد السخونة، حيث يذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من أنواع الطعام، وكذلك ما يشمه من روائح، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو الطعام مما يزيد من معاناته إذا تأخر الأكل أو طالت فترة انتظاره، وصدقت العربية الأصيلة (أم إمامة بنت الحارث) حين قالت لبنتها ناصحة: «فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة».
• كوني عصرية وتقيدي بكل ما ينصح به خبراء التغذية، بل وتخلصي من كل الأفكار القديمة الخاطئة، وخصوصا وصفات الطعام الدسمة جدا ثقيلة الهضم .. اهتمي بإعداد الوجبات البسيطة والخفيفة، مع المحافظة على التنوع الغذائي والتوازن بين عناصره ليناسب كل أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم واحتياجاتهم، ولا يفوتك حسن اختيار الألوان الجذابة وطريقة التقديم الأنيقة، فالعين تأكل قبل الفم.
• طوري نفسك وحاولي أن تخرجي عن النمطية في إعداد الوجبات التقليدية مستعينة بأشهر كتب الطهي العصرية وبرامج الطهي التلفازية المتنوعة، فالطهي علم له حساباته وفن له أسراره، وليس مسألة صدفة أو «نفس» كما يقول البعض .. إنه مقادير معينة تخلط بطريقة مرتبة مع درجة حرارة ملائمة، كل هذا يدعمه صبر كبير من الطاهية، ومراقبة للطعام دون ضجر أو تسرع.
• في بداية الحياة الزوجية من الأفضل أن تكوني حذرة وتتبعي لغة « جس النبض» كما يقال .. تعرفي تدريجياً على ما مزاج زوجك وما يحبه من أكلات ووصفات .. يمكنك ابتداء الاعتماد على الوصفات البسيطة التي تجيدينها، وإذا لم تكوني محترفة للطهي فحاولي اختصار الجهد باستخدام – مثلا- صدور الدجاج الجاهزة بدلا من " خلي " الدجاج الكامل الذي يحتاج لمهارة في نزع عظامه، وبعض المكونات نصف تجهيز، وذلك لتقليص فترة الطهي بالإضافة لعدم الحاجة إلى مهارة عالية في التنظيف والتجهيز.
• حذار أن تجعلي أفراد الأسرة حقل تجارب، لذلك فأوقات الفراغ -وخاصة الأجازات الصيفية- فرصة غنية مسبقة لكي تتعلمي فنون الطهي من الوالدة أو الصديقات، فمن الصعب الإحساس بالفشل خاصة أمام من نحبهم، وكي لا يكون لدى زوجك ما يحمله على عتابك بسبب وبدون سبب، أو تكوني مدعاة للسخرية أو التندر من أهله وأقاربه. ومن الأهمية بمكان اهتمام الفتاة قبل الزواج - مهما كانت ظروف دراستها أو عملها – بإجادة الطهي، وعمل أنواع الوصفات المختلفة، وأن تحاول جاهدة إتقان مهارات إدارة المنزل حتى تتقرب إلى زوجها عمليا بفعل ما يحبه، وتدخل بذلك البهجة على قلبه بتفانيها في إسعاده بشتى الطرق.
إن الحياة أدوار، والسر في استقرار حياة الزوجين أن يعرف كل طرف الدور المنوط به، وفي الدورات التدريبية المكثفة الحل لمن فاتها تعلم مهارات الطبخ وإدارة شئون البيت في فترة صباها، كي تكون جديرة بالمسئولية التي ستلقى فوق عاتقها، خاصة وأنه في بداية الحياة الزوجية يكون كل طرف غريبا عن الآخر وفي مرحلة استكشاف لصاحبه، والظهور بمظهر الفشل في مثل هذه المرحلة لا يكون لصالح أي طرف، مهما اكتسب من خبرات بعد ذلك.
• كثير من الرجال يراودهم الحنين إلى طبخات أمهاتهم، وقد يأخذ هذا الحنين شكل النكاية في الزوجات اللاتي لسن بمستوى وبراعة الأمهات في الطبخ، فحاولي أن تتقبلي الأمر بشيء من المرونة والتفاهم، ولا تظهري نوازع الغيرة العمياء من حماتك، خاصة إذا عرفت أن خلايا التذوق في اللسان تبلغ ذروتها في مرحلتي الطفولة والمراهقة، ثم تقل بنسبة 10 % في مرحلة الرجولة المتقدمة والكهولة. لذلك فإن ما يتناوله المرء في مراهقته المبكرة يظل عالقا على لسانه وفي ذهنه وقلبه على أنه الألذ، وهو ما يفسر تفضيل الأزواج لطعام أمهاتهم على طعام زوجاتهم. إن نمط ونظام الزوج الغذائي ليس وليد لحظة، بل هو مرحلة كبيرة من العمر تمتد من أول يوم استهل فيه صارخا، لذا فالتغيير ربما يكون عسيرا، والأولى هو أن تدخلي عالمه وعاداته التي نشأ عليها، وهذا لن يكون إلا بالانخراط في جو أسرته التي نشأ بين أحضانها، ومحاوله التعرف على كل الأصناف التي تروق له، وطريقة إعدادها سواء من الأم أو الأخت، فلكل عائلة خصوصية غذائية وأسلوب خاص بها، وسعادتك منوطة بالتأقلم معها.
• نحن نأكل لكي نعيش، لا نعيش لكي نأكل .. لا تجعلي من الطعام قضيتك الأسرية الوحيدة فتوليها كل اهتمام وإنفاق وبذخ، فما عال من اقتصد، والله لا يحب المسرفين، والإسلام لا يحض على ضيق العيش والتقشف، قال تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف:32] ولكنه في الوقت ذاته لا يريد أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ وطاب، يركنون إلى الدنيا ولذَّاتها .. إن الرجال الذين ينغمسون في التشبع والامتلاء، ولا هم لهم إلا الحديث عن الجديد في وسائل الطهي وفنون التلذذ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة، ولا ترشحهم هممهم لبناءٍ أو تضحية، وقديما قال الأحنف بن قيس رحمة الله عليه: «جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصّـافاً لفرجه وبطنه» [سير أعلام النبلاء]، و «التخمة تذهب الفطنة» كما يقولون.
• لا توجد صعوبة مطلقا في التنسيق والتوازن بين مظهرك الشخصي وشئون الطبخ .. إن رائحة الثوم والبصل في ثيابك الملطخة ببقايا الصلصة والزيت لن تشفع لها الوجبات الشهية التي حضرتها لزوجك، فالرجل يعشق بعينه غالبا، وقديما قالوا «لا يشم منك إلا أطيب ريح، ولا تقع عيناه منك على قبيح»، ومن اعتبرت الزوج أو الزواج بابا مفتوحا لها للجنة سوف توازن بين كل هذه الأمور، وتحرص كل الحرص على رضا زوجها، بدون أن يطغى جانب على الآخر. وما أجمل قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك» [صحيح الجامع: 1509]
وأخيرا تبقى قضية «الطبخ» أحد الركائز المهمة في بناء البيت السعيد، فإذا كانت الزوجة تجيد إعداد الطعام لزوجها العائد من يوم عمل متعب وشاق، فهذا ينعكس بالطبع إيجابا على حالته المزاجية، ويساعده على استعادة حيويته، وينعش روح الدعابة لديه، ويخرجه من عناء يوم العمل الطويل؛ والعكس صحيح فإذا كانت الزوجة تعد طعاما أقرب للمحنة منه إلى المنحة فلا تلومن إلا نفسها إذا وجدت من زوجها نشوزا أو إعراضا ، نتيجة إحساسه بالفشل في الاختيار، واختلافه عن أقرانه سعداء الحظ بزوجات ناجحات، وقد تترك هذه المشكلة في نفسه ندبة لا تداويها كل مطاعم الدنيا حتى ولو وجد يسارا في الذهاب إليها. د. خالد سعد النجار
| |
|