فن كبوشية..يغزو العاصمة القومية!!!

فن كبوشية..يغزو العاصمة القومية!!!
الأربعاء, 18 آب/أغسطس 2010 15:04 دكتور هشام محمد عباس
أرسل إلى صديق طباعة PDF
عند السفر من عطبرة إلى الخرطوم لاشك أن المسافر في هذه الرحلة سوف يعبر التاريخ لأنه سيمر باهرامات البجراوية ومنطقة كبوشية العريقة العاصمة الوطنية الأولي للسودان.. وأثار البجراوية يسميها أهل المنطقة المحليين (الطربيل) وهي تقع في منتصف المسافة بين قرية أم علي وقرية كبوشية (تقريباً)وهي محاذية لقرية قدو شرقاً، وغرب النيل أمام كبوشية توجد قرية (قوز بدر) وقد ارتبطت كل القرى حول كبوشية بها سواء كان هذا الارتباط ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي أو تعليمي فانعكس تأثيرها علي قري الكناوين وقلعة الشايقيه والكبوشاب وديم القراي وقوز الحاج وتميد حاج الطاهر والمسيكتاب حتى قرى غرب النيل مثل كلي وقوز الحاج وبقروسي وجوير سلمان والمغاوير حتى المتمة ويعتبر سوق الأربعاء بكبوشية هو الجامع لسكان هذه المناطق.. وذكر المؤرخ السوداني المرحوم حسن نجيلة في كتابه الرائد ملامح من المجتمع السوداني عنواناً أثار انتباهي حيث كتب تحت عنوان كبير(فن كبوشية يغزوا العاصمة القومية) والمعروف أن هذا الكتاب يؤرخ لأهم الاحداث في فترة العشرينات والثلاثنيات في السودان في القرن الماضي وقد وصل( نجيلة) إلى أن أغنية الحقيبة انتقلت إلى أم درمان من كبوشية.. فامدرمان في تلكم الفترة كانت تعرف اشعار(الطمبارة) وهى نغمات الطمبور المنبعثة في حناجر فنانين تخصصوا في هذا النوع من الأداء وليس لها علاقة بالة الطمبور، وماكانت أم درمان تعرف سوى الدوبيت ، وبأسلوبه الادبى الجذاب في سرد التاريخ يكتب... في حوالي عام 1900م جاء إلى الخرطوم من كبوشية فتى أنيق وسيم ، وسامته تلفت الأنظار، اسمر اللون ، على خديه وشمان صغيران( درب طير ) تضاعفان من وسامته على مفهوم الوسامة آنذاك ، مربوع القامة ليس باليدين ولا الهزيل ، يلبس قميصاً يتدلى إلى مابعد الركبتين قليلاً ويتلفح بتوب أنيق ، ملابسه دائماً نظيفة بيضاء ، مهذب حلو الحديث ، رقيق الطبع ، شديد الحياء في غير تصنع ولاغرو فوالده من رجال الدين والعلم المعروفين في كبوشية ومن حملة القرآن الكريم ، يفد اليه الطلاب من اماكن بعيدة ليحفظوا عليه القرآن الكريم ، وقد تلقى هذا الفتى الوسيم الأنيق القرآن من خلوة والده ثم عشق الغناء إذ كان يتمتع بصوت يأخذ بمجامع القلوب .. واسم هذا الفتى ( محمد ود الفكي) .
جاء إلى أم درمان يحمل فناً جديداً وصوتاً أخاذاً متحملاً في سبيل ذلك نقمة والده الذى كبر عليه أن يسمع أن ابنه صار مغنياً رغم انه يزاول بيع الخضار في سوق الخرطوم ، و لم يكن الغناء في تلكم الفترة وسيلة للرزق.. وقد ابتدع ودالفكى الرميات التى تسبق غناء الحقيبة وذلك دون اللجوء إلى أسلوب ( الطمبارة) ، واستطاع ودالفكي من خلال الحفلات التى أقامها بأم درمان أن يؤثر على شعراء الأغنية فتغيرت الاتجاهات الشعرية لإبراهيم العبادى ويوسف حسب الله الذى كان يسمى بسلطان العاشقين وابوعثمان جقود ومحمد ود الرضي ومحمد على بدري وعمر محمد على وغيرهم ممن صاروا أساطين فن الحقيبة وقد كان ابن كبوشية ودالفكى مدرستهم الأولى التى جددت مفاهيمهم لشعر الأغنية
لقد وجد الفنان محمد احمد سرور الشهرة لأنه صار يغنى بأسلوب ودالفكي واشتهر العبادى شاعراً في أم درمان لأن ودالفكي غنى له..رغم أن كثيراً من الباحثين يؤرخون لميلاد أغنية الحقيبة في العام 1920م في حفل زواج التاجر المعروف في تلكم الفترة في أم درمان ( بشير الشيخ) عندما غنى سرور بدون (طنابرة) ، لكن كما هو واضح من هذا السرد فان ودالفكي هو الذى أعطى هذا النوع الجديد من الغناء لفنانى أم درمان ، ولايمكن أن نذكره دون ان نذكر صديقه الشاعر حسن سالم وهو من اشعر شعراء كبوشية مع انه كان أمياً لايقرأ ولايكتب وكان يعمل في صناعة سروج السروج الجمال وكان ودالفكى في بداياته الفنية في أم درمان يردد اشعاره.. وجاء بعدهما ومن كبوشية أيضاً الفنان عبدالله الماحي حيث ذكر أنه قدم الى أم درمان عام 1918م ولم يجد فيها من الفنانين غير(ودالفكى) الذى يعتبر أستاذاً له وبالتالي يعتبر ودالفكي أستاذ كل من جاء بعد ذلك من الفنانين مثل سرور وكرومه والأمين برهان ومن جاء بعدهم ..
تشاء الأقدار أن يعتزل (ودالفكى) الغناء وهو في قمة شهرته عام 1920م بعد أن وضع تاريخ البداية لأغنية الحقيبة في السودان التى استمرت حتى العام 1940 حيث بدأت بعد ذلك مرحلة الغناء الوترى برواده المعروفين منذ عبدالحميد يوسف والكاشف وحسن عطية واحمد المصطفي وحتى اليوم ..

والله معلومات قيمة
ونأمل منك المزيد

شكرا لك اخي النعمان علي المرور

نعم هى كبوشية وكم افتخرنا بها وبتاريخها امام كثير من الناس وخاصة زملائننا فى الجامعات من الولايات الاخرى وكنا نقول لهم من لايعرف كبوشية ليس لديه صلة بالفن السودانى لانه المنبع الاول الذى انطلق منه الفن السودانى
مشكور جدا جدا الاخ حسن على المعلومات القيمة

Thank you my brother on the traffic and posts beautiful thank you

شكرا لك اخي ود عدلان وجزاك الله كل خير (نعم كلنا بنفتخر بي تاريحها امام الناس

ارض الحضاره وارض المحنه (كبوش

عزيزي حسن جزاك الله خيرا فقد ادلت بدلوك حول هذا الموضوع وان شاء الله اشاركك فيه قريبا ...في امان الله

تسلم اخي عادل عثمان علي مرورك واهتمامك بي تاريخ كبوشيه

شكرا لك على الموضوع فمثل هؤلاء الرجال لا يكونوا الامن ارض كبوشية
كما اشكرك شكرا خاصا لان هذا العلاق الشامخ كشموخ اهرامات البجراوية هو جدي
فالف رحمة له

لك كل الود والاحترام اختي ام مازن علي المشاركه والمرور