الدخن: ( إيــــلان) Millet
يعتبر الدخن كأحسن بديل للنشويات، خصوصا القمح، بتركيبه المعدني، الذي يشمل الفوسفور والمنغنيز والمغنيزيوم. والمعروف عن الدخن أنه غني بالأملاح المعدنية والبروتينات، وهو غذاء المصابين بالسكري وبهشاشة العظام بامتياز. ويمتاز الدخن باجتماع الأملاح والألياف الغذائية، وهي الميزة التي تجعله مادة غذائية علاجية للأمراض التي تظهر نتيجة نقص في استهلاك المعادن والألياف على حد سواء، وهذا النقص هو الذي يميز النظام الغذائي الحديث، من حيث يعيش أكثر الناس حاليا على الأكلات السريعة التحضير والمصبرات وكثير من الحلويات التي تفتقر لألياف الخشبية والفايتمينات.
وقاية الجهاز الدموي
رغم كل ما يقال عن الخرطال من مميزات صحية تخص وقاية القلب والجهاز الدموي لأنه يحتوي على مكونات مضادة لأكسدة تحول دون تحول الكوليستيرول، فإن الدخن لا يخلو من أهمية فيما يخص أمراض القلب والشرايين، وهذه الخاصية تعزى إلى النسبة العالية من المغنيزيوم التي يحتوي عليها الدخن، وقد نشرت بعض النتائج حول دور الدخن في الحد من الربو وآلام الرأس الحادة. وقد بينا أهمية المغنيزيوم في خفض الضغط الدموي وحفظ القلب من السكتة لدى الأشخاص المصابين بأمراض ترتبط بالقلب والشرايين. ويلعب النياسين أو فايتمين B3 الموجود في الدخن دورا هاما في خفض الكوليستيورل الدموي. ولنعطي بعض الأرقام لنزكي هذه الأهمية الغذائية، فكمية 100 غرام من الدخن أو كوب كبير الحجم تحتوي على ثلث الكمية اليومية التي يحتاجها الجسم من المغنيزيوم.
إصلاح وترميم كل الأنسجة
نعلم أن الفوسفور يلعب الدور الأساسي في كل خلايا الجسم، وبما أن الدخن يحتوي على كمية هائلة من هذا المعدن، فإن الدخن يساعد على إصلاح وترميم كل الأنسجة، بما في ذلك العظام، نظرا للتركيب العدني الذي يدخل من ضمنه الفوسفور بنسبة عالية. ولنذكر أن الفوسفور يدخل في بنية المركبات الحيوية التي بدونها لا يتحرك الاستقلاب، ومنها مركب الأدينوزين ثلاثي الفوسفاط ATP، ومنها كذلك الحمضيات النووية، ويدخل الفوسفور في كل البنيات التي توجد فيها الفوسفوليبيدات، ومنها الأغشية لكل الخلايا. واحتياج الجسم لهذا العنصر لا يمكن الاستغناء عنه، ويمكن أن يتم تزويد الجسم بالفوسفور باستهلاك الدخن، من حيث تغطي كمية 100 غرام ما يعادل ربع ما يحتاجه الجسم من فوسفور.
ويدخل المغنيزيوم كعامل أساسي في 300 أنزيم، منها الأنزيمات التي تدخل في استقلاب الكلوكوز، وكذلك تمثيل الأنسولين، وهو ما يجعل الدخن يساعد على ضبط تركيز السكر في الدم، وبذلك فاستبدال القمح بالدخن في النظام الغذائي الخاص بالمصابين بالسكري من النوعين، يمكن أن يحد من ارتفاع السكر بالدم. وربما أكثر لما يكون مع الشعير والخرطال.
الحد من تكون الحصى بالمرارة
إن استهلاك المواد الغذائية الغنية بالألياف الخشبية الغير قابلة للتخمر أو الغير قابلة للذوبان، وهي الألياف الموجودة بالدخن، يساعد النساء على الحد من تكون الحصى بالمرارة. وقد بينا هذه الخاصية بالنسبة للألياف الغذائية، ويمكن الرجوع إلى الفقرة المخصصة لذلك. والألياف الخشبية ترتبط بالصفراء المنحذرة من المرارة، ولا تتركها تعود إلى المرارة، فيلجأ الكبد إلى استقلاب الكوليستيرول ليفرز الصفراء، وبهذا الإفراز يمكن خفض الكوليستيورل من جهة، ومنع تكون الحصى من جهة أخرى. وهناك عامل آخر يساعد على الحد من تكون الحصى، وهو سرعة مرور الأغذية بالجهاز الهضمي ولإفراغ، وهي الخاصية الأساسية للألياف الخشبية.
الحد من الربو عند الأطفال
يساعد استهلاك الدخن على الحد من الربو عند الأطفال الصغار بأكثر من خمسين بالمائة، ويكون التحسن أكثر إذا اجتمع الدخن مع السمك. ومن المعلوم أن المصابين بالربو الحساسية يجب عليهم استهلاك الحبوب كاملة، واستبدال النشويات كالقمح والحنطة بالحبوب الغنية بالألياف الخشبية، ومنها الخرطال والدخن وبعض الحبوب الأخرى الغنية بالزيوت كالكتان والسمسم والحبة السوداء.
ونحن نرجع السبب الرئيسي لارتفاع نسبة المصابين بالربو في البلدان الغربية إلى النظام الغذائي ونمط العيش، وعدم استهلاك الحبوب الغنية بالألياف الخشبية مثل الكتان والسمسم والحبة السوداء والجرجير، واستهلاك الخبز الأبيض أو الدقيق الأبيض بدون نخالة، وانتهاج النظام الأحادي كالوجبات السريعة والحلويات. ولعل خفض الكمية اليومية من الحبوب الكاملة، هو الذي أدى إلى جل الأمراض وليس الربو فحسب.
الليكنان والحد من أمراض القلب Lignan
يحتوي الدخن وكثير من الحبوب الأخرى على مكون الليكنان الذي يعتبر من المواد الهرمونية النباتية phytonutrients والتي تحولها البكتيريا النافعة في القولون إلى عبر التخمر إلى ليكنانات في الثدي، ومنها مركب الأنتيرولكتون الذي يحمي من سرطان الثدي وسرطانات أخرى مرتبطة بالهورمونات ويحمي كذلك من أمراض القلب والشرايين. وتوجد هذه الألياف كذلك في الحبوب الكاملة والجوز والكتان والجرجير والسمسم والشاي.
ومن المعلوم أن النساء تعاني من الكوليستيرول وارتفاع الضغط خصوصا بعد سن اليأس، ويكون ذلك أشد وأكثر بالنسبة للنساء اللاتي من يتناولن حبوب منع الحمل. وتتعرض النساء بسهولة لأمراض القلب والشرايين في هذا السن، وقد يستفدن من الدخن للحد من هذه الأعراض إذا ما تناولنه يوميا مع أي وجبة وبكمية معقولة حوالي 60 إلى 100 غرام في اليوم، وطبعا فهذه المواد تدخل في التغذية وليس التداوي بالأعشاب، ولا يشكل استهلاك الدخن بكثرة أي خطر على الجسم ومن أراد أن يستهلك أكثر فليفعل.
والدخن يفيد في هشاشة العظام والأنيميا نظرا لتركيبه المعدني، وكذلك بعض المكونات الأخرى التي تساعد على ترميم الخلايا، ومنها الخلايا العظمية، ويساعد الأشخاص المصابين بكسور في العظام و هشاشة أو تسوس على الحد من تدهور العظام تحت هذه الأعراض.