حكم الاحتفال برأس السنه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أنه من باب الحرص والتحذير بمناسبة قرب أعياد النصارى الكريسماس ورأس السنة الميلادية . نرى أن الكثير من المسلمين يقومون بالأحتفال وتهنئة البعض بهذا العيد وحتى لو كان عن طريق المزح والمجاملة .
أنقل إليكم فتوى فضيلة الشيخ / محمد بن عثيمين عن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم نقلا من كتاب الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ( ص 306 - 308 )
ما حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وغير ذلك ?
تهنئة المسيحيين والصواب أن نقول ( النصارى ) لأن كلمة ( المسيحيين ) تضفي الشرعية على دينهم ، أي أنهم ينتسبون للمسيح عيسى ابن مريم ، ومن المعلوم أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قد بشر بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
فإذا كفر هؤلاء بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ، لأنهم ردوا بشارته التي بشرهم بها ، ولهذا نصفهم بما وصفهم الله به في الكتاب ، ووصفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة ، ووصفهم به علماء المسلمين بهذا الوصف أنهم ( نصارى ) فنقول : إن النصارى إذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ابن مريم .
ولكنهم يقولون : إن عيسى ابن مريم بشرنا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد ، والذي جاء اسمه محمد ، فنحن ننتظر أحمد ، أما محمد فليس الذي بشر به عيسى ، فما الجواب على هذا التلبيس ؟
الجواب : أن نقول أن الله سبحانه وتعالى قال ( فلما جاءهم بالبينات ) وجاء فعل ماض دل على أن هذا الرسول قد جاء ، وهل جاءهم أحد غير محمد عليه الصلاة والسلام بعد عيسى ؟
أبدا ما جاءهم بعد عيسى إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا كان واجبا عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبعيسى أيضا ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله ) فلا يتم إيماننا إلا بالإيمان بعيسى عليه الصلاة والسلام ، أنه عبد الله ورسوله ، فلا نقول كما قالت النصارى : إنه ابن الله ، ولا أنه إله ، ولا نقول كما قالت اليهود : إنه كاذب ، وليس برسول من عند الله ، لكننا نقول : إن عيسى أرسل إلى قومه ، وأن شريعة عيسى وغيره من النبيين نسخت بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما تهنئة النصارى أو اليهود بأعيادهم فحرام باتفاق أهل العلم كما ذكر ذلك
ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ، وإليك نص كلامه
قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله ، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل " ا.هـ .
والله أعلم .