تتردد على ألسنة الناس كثيراً هذه الكلمة ..
" فلان محظوظ "
وخصوصاً أولئك الفاشلين الذين يعلقون فشلهم بسبب قلة حظهم .. ويتهمون الناجحين بحظهم الوافر ..
هنا أقف لحظة حول الحظ ..
هل الحظ .. بمعناه المتشبث في أفهامنا صحيح ..؟
ومن هو المحظوظ .. وما هي مفاهيم ومعاني الحظ ..؟
الحظ .. هو النصيب والجد .. ويقال فلان محظوظ وحظيظ ووحظي ..
وأحظ .. صار ذا حظ ..
والحظ .. ورد في القرآن بمعنى النصيب ( للذكر مثل حظ الأنثيين ).
ويطلق على البخت .. يقال فلان محظوظ .. ذو بخت ..
وكما قال الشاعر المعلوط بن بدل القريعي :
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى .... ولكن أحاظٍ قسمت ، وجدود
ويقال .. حظ في السحاب .. وعقل في التراب !
وقد قال تعالى عن الكفار : " يريد أن لا يجعل لهم حظاً في الآخرة .."
ووصف القوم قارون بأنه " ذو حظِ عظيم "
لكن برأيكم .. من هو صاحب الحظ العظيم ..؟؟
بحثت في كتاب الله ، ولم أجد إلا شخصاً واحداً وصفه تعالى بـ ذو حظِ عظيم ..
إنه صاحب القلب الكبير .. الذي يعفو عمن أخطأ عليه .. ويصبر على أذى إخوانه ..
إنه الرجل الذي تنقلب عداوته .. إلى صداقة حميمة ..
إنه الذي لا يحمل الحقد والحسد ولو تكالبت عليه الشدائد .. وتتابعت عليه النكبات ..
لكن الله وصفه قبل ذلك .. بالصبر !
يقول عز من قائل عليماً ..
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة .. ادفع بالتي هي أحسن .. فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ..
وما يلقاها إلا الذين صبروا .. وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم "
إن أولئك المحظوظين .. هم فعلاً من غسلوا قلوبهم من الأدران والأحقاد .. فقد تكفل الله تعالى لهم بوابل من البخت .. وهو العظيم ..
ولكن أين هم في زماننا ..
وأين نحن من موقف يعلمنا الكثير ..
حين قال عليه الصلاة والسلام لمن حاربه عشرات السنين .. وهو مطرق رأسه تواضعاً ..
اذهبوا فأنتم الطلقاء ..!