| موت فنانين | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
جحا عضو مشارك
عدد المساهمات : 49 تاريخ التسجيل : 28/10/2010
| موضوع: موت فنانين الأربعاء مارس 16, 2011 11:58 pm | |
| [وانا اشرد بذاكرتي نحو الفنون والفنانين في بلادى منذ اواخر الثماننيات من القرن الفات وانا اتلمس دروب اختيار الكلمات والاغاني وكنت اذهب الي اتحاد الفنانين بامدرمان وكان رئيس الاتحاد انذاك الاستاذ احمد المصطفي وعلي ميرغني وكان الاتحاد يضج بالفنانين من ذوى المقامات الكبيرة امثال سيد خليفة والعاقب محمد الحسن وكانوا امثال الاساتذه زيدان وعركي و عبدالقادر سالم وصلاح مصطفي هم من فناني الوسط اى لاكبار ولا صغار هم في كامل شبابهم وفتوتهم وانا استرجع تلك الايام في اواخر العا1989م فضلت اتذكرهم واتذكر كل من خطفتهم يد المنون وجدت العدد هائل من ناحية العدد وجودة مايقدمه الفنان ويكاد تكون سنة الحياة اخزت مجموعة كبيرة اذكر منهم 1 عبد العزيز العميرى 2 محمد حسنين 3 احمد المصطفي 4 خضر بشير 5 سيد خليفة 6 صديق الكحلاوى 7 هاشم ميرغني 8 ميرغني المون 9 ابراهيم ابوديه 10 خوجلي عثمان 11 عبد الدافع عثمان 12 التاج مصطفي 13 محمد احمد عوض 14 احمد الجابرى 15 حسن خاليفة العطبراوى 16 خليل اسماعيل 17 عبدالمنع الخالدى 18 عمر البنا 20 عثمان حسين 21 صلاح محمد عيسي 22 مصطفي سيد احمد 23 ابراهيم عوض 24 احمد ربشة 25 العاقب محمد الحسن 26 عبدالعظيم حركة 27 حسن عطية 28 التاج مصطفي 29 بادى محمد الطيب 30 والصغير الشاب قدوره كم الاجساد التي كانت تسرى الساحة الثقافية والابداعية وتسكب من الفنون والابداع والكلمات انا لله وانا الية راجعون | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الجمعة مارس 18, 2011 8:06 pm | |
| pm
[size=24]الفنان عثمان حسين من قامات الفن السوداني. وهو صاحب تجربة غنية في الغناء والشعر. وسجلت سيرته في تاريخ الفن السوداني بأحرف ناصعة. عثمان حسين محمد التوم هو الاسم الكامل للفنان عثمان حسين الذي ولد في قرية «مقاشي» في أقصى شمال السودان، والدته فاطمة الحسن كرار، وعند بلوغه سن الخامسة من العمر، وكعادة أهل السودان، ألحقوه بخلوة الشيخ محمد احمد ود الفقير، لكنه لم يدرس فيها سوى عامين حتى انتقل إلى الخرطوم ملتحقاً مع الأسرة بوالده الذي كان يعمل في مصلحة الزراعة. على أعتاب تخطيط العاصمة آنذاك استغلت الأسرة سكنا في ديم التعايشة ليلتحق الطفل عثمان مرة أخرى بخلوة الشيخ محمد احمد ولينتقل بعد عام ونصف العام الى مدرسة الديم شرق الأولية التي اكمل فيها سنوات دراسته الأولى لكنه لم يوفق في الدخول الى المدارس الوسطى التي تفضل التلاميذ الحاصلين على معدل جيد، فعثمان لم يكن يحب مادة الرياضيات وشغلته هواية كرة القدم التي كان مولعاً بها. وبعثه والده لتعلم صنعة يتكسب منها عيشاً، فاتجه لتعلم حياكة الملابس «الخياطة» في دكان محمد صالح زهري باشا جوار نادي العمال الكائن الآن في وسط الخرطوم. لكن الصبي الخياط استهوته مسألة أخرى جعلته يدمن التسكع بين مقهى العيلفون ليستمع للأغنيات التي ظهرت حينها لفناني السودان أمثال كرومة الكروان، وسرور، وخليل فرح عبر راديو المقهى والاسطوانات.
ولم ينس عثمان تلك الأغنية التي ظل متأثراً بها لفترة طويلة وهي قصيدة عمر بن ابي ربيعة «أعبدة.. ماينسى مودتك القلب» التي سجلها خليل فرح في اسطوانة.. وتطورت العلاقة في ما بينه وعامل المقهى الذي يدير الاسطوانات لرواد المقهى، ليتمادى عثمان في طلب السماع للاسطوانات “عزة” لخليل فرح، وأغنية «وين مثلك في علاك ياالساكن جبال التاكا» للفنانة عائشة موسى الفلاتية، واغنية بصوت اسماعيل عبدالمعين وهي «قابلتو مع البياح»..
كتب نشأت الامام ونسرين النمر ذات يوم هذه المادة الجميلة وفاءا للفنان عثمان حسين واليوم ودع هذه الفانية استاذنا المغفور له عثمان حسين ونعيد هذه المادة تطرب الانسان الحان الكروان لانها جزء من الطبيعة ويطربه عثمان حسين لانه جزء من انفعالاته ومن تكوينه .عثمان حسين فنان يصفى الكلام ويغربله وينقيه ويتأمل فيه، يبثه من لواعجه وخلجاته "يتونس" مع الحروف يداعبها ويهدهدها ويغضب منها ويقبلها وينام ليراها اطيافاً تتراقص ثم يصبح على لحن.. وجداننا هذا وطربنا وشجننا واحلامنا اشياء لا تنفك عن صدقنا الذي عبر عنه عثمان حسين، تجربة اساسها الموهبة والعكوف والاخلاص، تجربة تمتد في تفاصيل الشخصية السودانية لتنحت في اغوارها وتعطيها بعدها وسموقها وتكللها بغار الزهو.
لكل شعب رموز ولكل امة هامات وهامتنا التي نفاخر بها هي الاستاذ الموسيقار عثمان حسين وقد تحدث لنا عنه كبار الموسيقيين، تحدثوا عن ابداعه الاصيل واضافاته الثرة في اللحن واختيار الكلمات والتطريب وما رووا لنا ظمأ، فمازال النبع عميقاً وتقدمت وزارة الشؤون الثقافية خطوة بتكريمه يوم الأربعاء الماضي فشكرناها واكبرنا صنيعها ودعونا لها بالتوفيق ولكن ليعلم الجميع ان عثمان حسين كرمته كل نبضات قلوب العاشقين البسطاء كرمه "كل طاير مرتحل عبر البحر قاصد الأهل"..
رائد التجديد
الاستاذ الدكتور محمد وردي ينصب عثمان حسين رائداً للاغنية الحديثة ويقول كلنا تأثرنا به! ويواصل عن تفرد تجربة عثمان حسين الموسيقية قائلاً ان عثمان حسين هو رائد التجديد في موسيقى الاغنية السودانية وهو الذي بدأ التأليف الموسيقي وقدم اجمل الاغنيات منذ الاربعينات وكلنا تأثرنا بموسيقى عثمان حسين وهو مدرسة فنية استثنائية تستحق ان تجري حولها الدراسات العلمية الجادة لتستفيد منها كل الأجيال.
بصمة خاصة
الفنان شرحبيل احمد ذكر بأنه يستمع ويستمتع باغنيات عثمان حسين منذ المرحلة الابتدائية ويقول:
لفت نظري اختلاف موسيقاه وهو رائد من رواد الموسيقى السودانية اذ انه صاحب تجارب جميلة استفادت منها جميع الاجيال التي تتابعت من بعده وامتاز عثمان بثنائيته مع الشاعر حسين بارزعة التي افرزت اغنيات جميلة واعتمد عثمان اللزمات الموسيقية المختلفة مما اثرى الساحة الفنية بطابع جديد وتجربة متفردة وذلك باشاعته للونية جديدة فاغنيات مثل الفراش الحائر وعدد آخر من الاغنيات الخفيفة والسماعية الطويلة..
التلحين المقطعي
الموسيقار الكبير الماحي سليمان يتناول علاقة عثمان ومدى تأثره بالمدرسة الرومانسية المصرية ويقول :
عثمان حسين الفترة التي بدأ فيها كانت قمة الرومانسية في الوطن العربي والتي امتدت للسودان عبر تيارات عديدة وتزامن وجود عمالقة في مصر ـ محمد عبد الوهاب وعبد الحليم وام كلثوم وفي السودان احمد المصطفى ـ حسن عطية والرواد الذين جاءوا بعد الحقيبة وهناك تلاقح ثقافي حدث بين المدرستين وعبر عدد من الوسائط مثل الاسطوانات ـ الراديو وهذا التأثر نقل التجارب المصرية فيما يعرف بالمقدمات الموسيقية؛ فقديماً كان الكورس هو سيد الموقف وهذه المقدمات تأثر بها عثمان ووردي وسيد خليفة. وعثمان امتاز بأن لديه المقدمات الموسيقية الطويلة مثل محراب النيل ـ قصتنا هذه الخاصية كانت تجعل من عثمان حسين مؤلفاً موسيقىاً مثل عبد الوهاب لكنه حصر نفسه في الاغاني فقط وعثمان لديه من الامكانات ما يؤهله لتلحين الاوبريت والموشحات.
وتميز عثمان بأنه اهتم بالتلحين المقطعي كمثال "كل طائر مرتحل عبر البحر قاصد الاهل" و"عاهدتني انك تكون مخلص في حبي". ونلاحظ هنا ان اكتمال الجملة يعطي معنى كاملاً وهذه خاصية جميلة عند عثمان حسين تريح المتلقي ونحن في السودان لدينا خاصية الاشباع الفني.
تفرد محراب النيل
ويتفق الدكتور الفاتح حسين مع الاستاذ الماحي في اثر الفترة التي ظهر فيها عثمان حسين على الحانه اذ يذكر:
عثمان هرم فني شامخ وهو من جيل محظوظ فمع ظهورهم كان هناك تنافس كبير في الالحان وهم جاءوا بعد الرعيل الأول واستفادوا من ارث الكاشف واحمد المصطفى وعند ظهور الآلات الموسيقية اصبحت هناك اللزمة والمقدمة الموسيقية والحانه جاءت قوية لذا لازالت تعيش في وجدان المستمعين واغنية "محراب النيل" فيها تطوير موسيقي باذخ واهتم فيها بوضع الحان لكلمات الشعر والذي فعله عثمان في ذلك الوقت كان تفرداً ولازال عثمان صاحب مدرسة خاصة.
بصمته لا تخطئها الأذن
ونواصل حديثنا حول موسيقي ولحن عثمان حسين ويذكر لنا الفنان سيف الجامعة في قوله ان عثمان مدرسة موسيقية خاصة جداً واذا كان في السودان طبقات للملحنين فلا يمكن تجاوز عثمان حسين .. وتجربة استاذنا عثمان متأثرة بالتجربة المصرية وخاصة محمد عبدالوهاب ..وعثمان حسين وضع لنا بصمات لا تخطؤها الاذن . وتراكيب فنية بعيدة ومتخفية من ناحية مهنية لا يمكن تكرارها ..
اغنياته تنافس بعضها
اما الموسيقار محمدية فيتناول تنافس اغنيات عثمان بعضها لبعض ويقول : عثمان يعتبر قامة فنية ورجلا ذا بصمات واضحة في الاغنية السودانية وتحمل مسؤوليته الفنية كاملة في زمن عصيب ويعتبر رائداً من رواد التجديد والاضافات الجميلة فاغنيات مثل الفراش الحائر - شجن -القبلة السكري- تعد تحفاً في مسيرة الاغنية السودانية واهم ما يميزه ان اعماله تنافس بعضها وهذا نادر فتيرمومتر الاغنيات لدى الفنان الواحد يتفاوت فنجد له عملا في القمة وآخر خصماً عليه لكنه لم يكن كذلك.
الاحساس اللحني للكلمات
ويلمح الفنان محمد ميرغني لتدرج عثمان في الالحان وعن العبقرية اللحنية لعثمان اذ يقول الاستاذ محمد: عثمان يعتبر من اعظم الملحنين ويتميز بالاختيار الجيد للشعر ويلاحظ تدرجه منذ البداية في اغنيات مثل "حارم وصلي مالك"، ثم المحطة المهمة "الفراش الحائر" والتي كانت قنبلة لحنية.
وايضاً اغنية "محراب النيل" تعتبر محطة مهمة يجب الوقوف عليها وهي عربية فصحى واستطاع فيها ان يصور معنى انسياب المياه واستعملت فيها آلة القانون مما اعطى زخارف والواناً جميلة في عدة مواضع.
وايضاً تفرد عثمان في الالحان الرشيقة مثل : "لا تسلني" - "انت لي" وكان يهتم بوضع المفردة بما يتناسب معها من لحن أى انه يعطي الكلمة احساحسها اللحني. ?{{? ماذا قالوا عن الراحل المقيم عثمان حسين؟ الأستاذ سيد هارون وزير الثقافة والأعلام بولاية الخرطوم كان في مقدمة الذين جاءوا إلى منزل العزاء من الرسميين الأستاذ سيد هارون وزير الثقافة والأعلام بولاية الخرطوم كان يبكي في صمت ويغالب دموعه التي غافلته وانحدرت لترسم خطاً من الأسى على وجنتيه قال لي رحم الله الفنان الإنسان عثمان حسين فقد شكل وجدان الشعب السوداني وطنيا وعاطفيا وهو من آخر القناديل المضيئة في درب الفن والتي بقيت من جيل العمالقة وبفقده يمر شريط الذكريات ويطوف على أرواح جميع العمالقة من أهل الفن الذين رحلوا وسبقوه لدار الخلود كرومة وسرور احمد المصطفى ... ويواصل الأستاذ سيد هارون حديثه لـ (أخبار اليوم) وحاله لوعة توشح وجهه.. فقد عثمان حسين فقد امة لقد كان حلو المعشر عفيف اللسان لم تخرج منه كلمة جرحت إنسانا قط وسيظل حزننا عليه مقيم وباقٍ إنها إرادة الله له الرحمة والغفران البروفسور علي شمو رئيس المجلس القومي للصحافة هناك وعلى جانب من الصيوان العزاء يجلس سارح في البعيد وكأنه عاد بذاكرته إلى شهر فبراير عام 1955م حين التقى لأول مرة بالفنان عثمان حسين في استوديوهات الإذاعة وحينها كان البروف شمو يخطو أول خطواته في طريق الإذاعة والمايكرفون قال بروف علي شمو: إن الفقيد الكبير يمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ الأغنية السودانية وكان ـ رحمه الله ـ مدرسة قائمة بذاتها لا يشبهها احد متميز في أدائه وألحانه وهو ملحن ممتاز وموسيقي جيد متوحد ومتفرد في هذا الضرب من الفنون رغم إن ساحة الغناء في السودان بها الكثير من الغناء الجيد إلا أن غناء عثمان حسين لا يشبه ما قدمه الآخرون فان صوته ذات لونية خاصة به وهو أطول الفنانين عمرا في ساحة الغناء دخل الإذاعة نهاية الأربعينات وصلتي به لم تكن صلة فنان ومذيع بل كانت أرقى من ذلك متميزة كتميزه إنسانا وفناناً وهو من أحسن الذين أدوا غناء الحقيبة «زدني في هجراني »وأضاف إليها من روحه ونفسه. الأستاذ علي مهدي رئيس اتحاد المهن التمثيلية قال:منذ فترة توطدت علاقتي بالأستاذ عثمان حسين حيث كنت أزوره بشكل خاص في المنزل ونتحدث عن أشياء كثيرة فهو إنسان له تفاصيل في البسمة والضحكة «وحكاي» كأهله الشايقية ولا تمل الحديث معه وله علاقات اجتماعية واسعة واذكر عندما حضر الشاعر الكبير حسين بازرعة من السعودية أصر على زيارته في مدينة بورتسودان. واذكر عندما أجريت معه حوار في إذاعة اف ام 100 وكان مقدر لهذه الحلقة ساعة واحدة ولكن استمرت الحلقة أكثر من ساعتين وقد تعرفت على الأستاذ عثمان حسين في الفترة الأخيرة أكثر وكنت اطلب منه حكاية أغنياته وكان ينتقي الكلمة بعناية مما يدل على علمه ومعرفته وتعلقه بالأدب والشعر ويعد هذا الفقد فقد للأمة وهو واحد من الرموز المتميزة التي ساهمت في وجدان هذه الأمة وبرحيله اليوم نكون قد أغلقنا صفحته كإنسان ولكن عمله وتجاربه ستظل خالدة. الأستاذ عبد القادر سالم رئيس اتحاد الفنانين قال: فقدت البلاد هرم إبداعي كبير أثرى وجدان هذا الشعب بروائع الأعمال الجديدة المبتكرة حيث أتى بمدرسة الرومانسية في الغناء السوداني وتجلى إنتاجه الغزير في فترة الستينات فهو الذي أجاد تقديم الأغاني الكبيرة وتوصف مدرسته ـ مدرسة الرومانسية ـ في الموسيقى السودانية وقد غنى الرائع للحب والمحبة والقيم الإنسانية والوطن حيث غنى أغنية (شجن ـ وغرد الفجر وعشرة الأيام ـ ولا وحبك ـ ومحراب النيل )للتجاني يوسف بشير وغنى للوطن أغنية «أفديك بروحي» ، كان عثمان حسين شخصية عبقرية في مجال الغناء والموسيقى ويعتبر من مؤسسي اتحاد المهن الموسيقية والذي بدأ بنقابة إلى اتحاد فنانين ثم إلى اتحاد المهن الموسيقية ورحم الله الفنان عثمان حسين واسكنه فسيح جناته ولأهله ومعجبيه الصبر والسلوان. الأستاذ عادل محي الدين موسيقار قال كنت اصغر عازف كمان في فرقته الموسيقية منذ العام (1985- 1995) حيث ترك فيها الغناء وكان عثمان يحمل كل معاني الإنسانية وصدوق ، واذكر انه عندما كان يخرج للحفلات العامة ويطلب منه الجمهور أغنية فانه يحرص على تلبية طلبات الجمهور وكان لا ينظر للماديات وكنت اسميه ««النيل الأبيض»» الموسيقار محمدية قال بكل أسى والدموع تملئ عينيه لقد رحل الرفيق الذي علمنا كيف يكون الغناء ويختار الكلمة الهادفة الرصينة وكيف نتعامل مع الآخرين ونوظف هذا الفن لخدمة الوطن وأهله وأحبابه ورحل الرفيق الذي ملئ حياتنا بغناء جميل ورصين ونسأل له الرحمة وان يعوضنا من يقوم بمقامه العظيم وقال انه في الأسابيع الماضية رحل عن دنيانا الشعراء مصطفى سند ومحي الدين فارس ومحجوب باشري وقال لقد عملت مع الفنان عثمان حسين أكثر من 30 عاما. المطربة سميرة دنيا عثمان حسين كان الأب لنا جميعا وهو حبيب لكل قلوب الشعب السوداني كان مدرسة متفردة تعلمنا منها الكثير ، كنا نستفيد من توجيهاته وحبه وعشقه للفن الأصيل ، وكنت استمتع عندما استمع لصوته العذب وهو يردد أغنياته الخالدة اسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين ويلهم أولاده ولصحابه الصبر. الفنانة عابدة الشيخ حضرت في مقدمة الحضور وهي في حالة أسى بالغ: اليوم فقدنا ركن من أركان الفن السوداني وقيادة مسيرة الفن بالبلاد العملاق عثمان حسين ولدينا معه لحن لم يكتمل حتى الآن للصادق الشيخ بعنوان «سيرة الحب» وقد قمنا بتسجيل نصف هذا العمل وان شاء الله سوف نواصل فيه في الأيام القادمة. ـ علاقتي بالراحل قديمة جدا و هو تربطه علاقات وثيقة بناس الحلفايا مع بشير عباس وأسماء حمزة و... ـ زرته قبل مرضه ولم أتمكن من زيارته في مرضه الأخير كان الراحل قائدا ورائدا من رواد الحركة الفنية بالبلاد ، التواضع شيمته والبسمة لا تفارق وجهه لا يشكو يوما من المرض وكان دائما يطمئن معجبيه وزملائه بأنه بخير. الفنانة سمية حسن: الراحل ركن مهم من أركان الثقافة في البلد والكلام حول مآثره يطول إذا كتبنا مجلدات لم نستطيع أن نوفي ولو جزءاً قليل من إبداعه الذي ملأ الدنيا رحمه الله بقدر ما أعطى والهم اله وذويه حسن العزاء وحقيقة الحسرة والعبرة عليه تطعن في الحلق وقد تفاجأنا بنبأ وفاته وكنا نتمنى من قلوبنا أن يتماثل للشفاء ويواصل المسيرة التي بدأها في الارتقاء بالأغنية السودانية والخروج بها من المحلية إلى العالمية وهي تحمل الاصالة السودانية . المطرب الجيلاني الواثق: قال :إن العملاق عثمان حسين تربطني به الجيرة.. نحن نسكن بحي واحد وهو رجل مواصل لأهله وجيرانه وفيه دلالات حقيقية على كل مكونات الفنان فهو اخو أخوان ونعم الأخ والأب وهو فقد للحركة الفنية الإبداعية في السودان رمز وهرم وهو الذي أعطى الأغنية السودانية تطور ونقلة كبيرة وخرج بها من التقليد والرتابة في فترة ما بعد الحقيبة وجعل الأغنية السودانية ذات وزن موسيقي مميز، حقيقة العملاق عثمان حسين فقد لا يعوض مع احترامي لكل الوسط الفني وقد أضاف إضافات حقيقية ملموسة للأغنية وسوف تظل أغنياته التي أثرى بها مكتبات الإذاعة والتلفزيون باقية للأبد وراسخة في أذن وقلب المستمع السوداني رحمه الله المبدع أبوعفان رحمة واسعة. ?{{? ماذا قال عامة الشعب عنه وعن فنه جاره يدعى محمد قال : إن الراحل كان نعم الجار كان بشوشاً متواضعاً رغم شهرته يشاركنا في آلامنا وأفراحنا ويتفقد أحوالنا إذا غبنا عن نظره ولو لمدة يوم واحد كان صبورا على المرض لا يشتكي دائما يحمد الله ويشكره ، في أيامه الأخيرة تدهورت صحته إلا انه كان متماسكا وعند ما نراه جوار بوابة منزله نجده دائما ترتسم على وجهه علامات الفرحة وطوال سنين جيرتي معه لم أجده يوماً حزيناً إحدى المعزيات وتدعى صالحة على قالت إن العملاق: كان نعم الأخ يتفقد أهله وأقربائه ويحرص حرص شديد على مواصلة الأرحام. خضر احمد أبو بكر تفاجأ بخبر وفاة الفنان عثمان حسين وتأسف جدا لهذا الخبر ولرحيله وقال ووجهه يكسوه الأسى والحزن لا أحدا حتى الآن يعرف حجم الفن الرائع والرفيع الذي قدمه الفنان عثمان حسين لجمهوره الكبير خاصة والشعب السوداني عامة . وأضاف إن عثمان حسين يعتبر بحق هرم للأغنية السودانية لا ينافسه إلا وردي وأكد إن رحيل الفنان العظيم سيترك فجوة كبيرة في مسيرة الغناء السوداني وان لن تكون هناك أغنيات بمستوى الفن الراقي الذي قدمه عثمان حسين لحنا واداءا وكلمة وأشاد بتغطية التلفزيون في الفترة الأخيرة إلى أغاني الفنان الراحل عثمان حسين . الأستاذ علي ميرغني ـ سائق قال: إنها ليست مصادفة أن تجدني من أكثر العاشقين ««للأستاذ »»كما نطلق عليه ، الفنان عثمان احفظ أغانيه كلها إذا لم أبالغ وكل أغنية اعتبرها تحكي عن أحد تجاربي ومواقفي وواقعي الذي أعيشه وكل كلمة ، في أغنيات الفنان عثمان حسين هذه إحساس كامل وقصة كاملة ولا اكذب لوقلت إنني املك كل إصدارات أغنياته فأضاف الأستاذ علي ـ حقيقة أنا لا ارتاح إلا بعد استماعي إلى أغنيات عثمان حسين خاصة أغنية «لا وحبك» والتي اعتبرها كقسم أطبقه في حياتي خاصة مقطع « لا وحبك لن تكون أبدا نهاية » فيا ابنتي إن عشق عثمان حسين يعتبر عشقاً للحياة وللحب ومن لم يذق الحب على طريقة أغنيات عثمان حسين فهو لم يذق الحب أبدا. وكفاية انه يغني «يا ربيع الدنيا» التي هي الأمل الذي يطل من كلمات هذه الأغنية الرائعة فانا من هذا المنطلق أطالب اتحاد الغناء والفنانين بتكريم عثمان حسين وتخليد ذكراه رغم انه خالد بأغانيه. عائشة رمضان ـ طالبة أدمعت عيناها عندما بدأت حديثها عن الفنان عثمان حسين ووصفته بالعظيم وتمنت لو أن أيامه امتدت قليلا ليزيد عطاءه وقالت لن عثمان حسين مدرسة فريدة لم ولن تتكرر في ظل انعدام الفن الأصيل وظهور جيل من الفنانين والفنانات غير مسؤولين ولا يحترمون ذوق المواطن السوداني ..وقالت عائشة: لا يخلو موبايلي من أغنيات الفنان عثمان حسين وكثير من الأغنيات الرائعة لم اكتشفها إلا مؤخرا وهي تضاهي أغنيات هاني شاكر وعمرو دياب وبها معاني تتجسد في تجارب كل شخص وهي تعلمنا الصبر في العلاقات العاطفية حتي لا نفقد الأمل في المستقبل. أزهري احمد ـ معلم قال: إن أجمل ما قيل من شعر سوداني ولحن هي أغنيات عثمان حسين وان هذه الأغنيات ستعيش لأجيال وأجيال وستخلد وتقلد ولكنها ستبقى فن أصيل قدمه في تجلي ونكران ذات وأتحف به كل من استمع إليه وقال إن كثيرون هم أمثال عثمان حسين عاشوا وماتوا في صمت ولم يجدوا ما يستحقونه من تكريم مناسب لا من الدولة ولا من الشعب..؟! إبتدر الحديث الشاعر والكاتب الصحفي السر قدور قائلاً : كانَ الفَنان عُثمَان حُسين آخر الفنانينَ الكبار في الجيلِ الثاني ..لأن الجيل الأول تمثلَ في جيلِ الفنان سرور وكان الجيل الثاني يضُم الفنانين أحمد المصطفى وحسن عطية وإبراهيم الكاشف وهُم جميعهم قد رحلوا وكان عُثمان حسين آخر الراحلين من هذا الجيل ..!
والفنان عُثمان صاحب صوت وأداءٍ متميز لا يشبه أي وأحدِ من أبناءِ جيله ..ولا مثيل له لا في القديم ولا في الجديد!!
ويواصل الأُستاذ قدور بالقول .. عُثمان كان صاحب فضلِ في تطوير فنِ التلحينِ ، وصاحب تأثيرِ ليس على الذين أتوا من بعده أو عاصروه فحسب ولكن حتى على الذين سبقوه أيضاً .. أي أنه كان له تاثير بما أبدع على من سبقوه ..!!
وهو أُستاذ مدرسة الغناء الرومانسي والرومانسية (ثورة) فهو بالثورة الرومانسية التي قام بها نقل الغناء السوداني من مرحلةِ الي مرحلةِ يمكن تسميتها بمرحلة عُثمان حسين التي بدأت فعلاً في الفترة من العام 1949م و1950م وخاصةً بعد لحّن عثمان حسين اُغنية (الفراش الحائر) الذي يعتبر نقلة في إسلوب الغناء والتلحين في السودان .. كما انه إختار لهذه الثورة الفنية نماذج من الشعر الغنائي لم تكن معروفة من قبل وتعاون بصورة كبيرةِ ومهمة مع (حسب الترتيب) قرشي محمد حسن وصلاح أحمد محمد صالح ورفيق رحلته الشاعر الكبير حسين بازرعة الذي كوّن مع عثمان حسين ثنائياً كان له فضل التجديد في مسار الأغنية السودانية كما إنه قدّم بصوتهِ روائع من أشعارِ عددِ من المبدعين نذكر منهم السر دوليب وعوض أحمد خليفة ومحمد يوسف موسى ومع كل هؤلاء كان عثمان حسين قمة في التجديد وهو الفنان الذي بدأ منذ بداياته على قمة الفن وظل محافظاً على هذه القمة وسيظل عشاق الفن يحافظون له على هذه المكانة التي إستحقها بابداعهِ رحمه الله ..!
أما رئيس مجلس إدارة قناة هارموني الفضائية المخرج معتصم الجعيلي فقد تحدث بصوت يملؤه ( الشجن) وقال ( تظل الإهرامات على مدي عهود الإنسانية باقية أما الجسد فلسنا سوى بشر ستفنى أجسادنا لا محالة !! لذا فإنني أسال الله أن يتغمد (هرمنا) الفنان عُثمان حسين برحمته ولكن لانه ( هرم) فسيظل أبداً باقياً بيننا وإن رحل جسده فما سطّرهُ عثمان حسين من الحانِ وأغنيات سيظل يشكَل وجدان أُمة .. ولعمري فإن الأُمم هي التي تبقى !!
وسيظل عثمان حسين دائماً بيننا نرتشف من رحيق إبداعه لنمد به أجيالنا القادمة ..!
فليغفر لهُ الله ويرحمهُ وإني لجدِ ( حزين) وآسف على رحيلهِ .. ولكننا بشر وهذا هو حالنا ..و( إنا لله وإنّا اليه راجعون ) ..
وبحزن بالغ إستفاض الأُستاذ زين العابدين أحمد الصحفي بمكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة متحدثا عن الراحل المقيم حيث قال : كان الفنان عثمان حسين عبقري زمانه .. وهو الفنان الذى إنتهج طوال تاريخه خطاً مستقيماً حافظاً لنفسهِ مكانة خاصة ومميزة فى خارطة الغناء السودانى والانسانى ..!
وهو فنان له قاعدة عريضة من المعجبين بفنهِ والحانه النادرة ، كما إنه شكّل خلال فترة زمنية طويلة ثنائياً متفرداً مع الشاعر المبدع حسين بازرعة قدما خلالها درر من الأُغنيات الخالدة .
كما كان الفنان عثمان حسين صادقاً فى تعاملهِ مع الآخرين وإختار منذ اليوم الأول لدخوله عالم الغناءِ أن يترك مساحة بينه وبين الآاخرين على المستويين الفني والإجتماعى وقد أرجع البعض هذه السياسة إلى طبيعته ، بالرغم من انهُ إنسان ودود ولكنه خجول بعض الشئ ولا يحب الصدامات أو المواجهات ، الإ أن البعض من المقربين إليه يؤكدون أن عثمان حسين رجل اجتماعي من الدرجة الاُولى.. ولكنه يختار مجالاته وأصدقائه وفق رؤية نفسية محددة ، ولكن هذا لايمنع أن يقال عنه انه كان متحفظاً فى كثير من الأحيان تجاه كثير من الأشياءِ ، ولذلك نادرأً ماتجد الصحف مجالاً للحديثِ عن حياته الشخصية أو أن تجد الإشاعات منفذاً للترويج عن حياته العامة والخاصة ..!!
وكان الفنان عُثمان حسين غيوراً على أعماله بشكلِ كبير ولديه إعتقادِ جازم بأن كل من يغنى له لن يستطع ان يوصّل اعماله بالشكلِ الذى يرغبُه هُو وحتى إن بلغَ احدهم أعلى مراتب التقليد فسيخونه الإحساس الذى يقدم بها عثمان حسين أُغنياته .
وآخيراً .. كان الرجل طيباً متواضعاً جذابأً فى حديثه ومقلاً فى تصريحاته الصحفية ، وحتى إرتباطه بالأجهزة الإعلامية كان فيها كثير من الإلتزام وذلك عندما يطلب فقط ولكنه لم يبحث عنها حتى ولو طال غيابه عن الساحة سنيناً عدداً !!
رَحم الله الفنان عُثمان حسين بقدرما قدم وأعطى لشعبنا تراثاً ثرّاً.. سيكون سنداً لأبناءِ هذا الشعب
العظيم الى الأبد .
ومن جانبه أسهب المستشار الإعلامي الأٍُستاذ عبد الملك النعيم في توصيف الراحل المقيم الفنان العملاق عُثمان حسين معتبراً إياه من اروع الذين غنوا للوطنِ وللجمالِ وللطبيعةِ وللحبِ وللشجنِ وقال : لعل وأحدة من أجمل روائع عُثمان حسين جاءت تحملُ إسم (شجن) ووأصل بالقولِ : لقد تفتحت أعيننا وآذاننا على انغامِ والحانِ الفنان الراحل عُثمان حسين الذي كان يختار كلماته بعنايةِ ويبحثُ لها عن الإلحان التي تناسبها ، مما جعل أغانيه خالدةً تغنى بها أكثر من خمسة أجيال منذ اوائل الستينات والى يومنا هذا ، فليس غريب ان يردد شباب اليوم من ناشئة الفنانين أغاني الراحل عثمان حسين وايضاً من الذين يتغنون بأغنيه كانوا يطمحون لأن يكونوا جزءً من ذاك العملاق !!
وقد كان الراحل حريصاً أن يتغنى لفاطحلةِ الشعراء وأن يتعامل مع عمالقةِ الموسيقى السودانية ليُضيف إليها بدوره لحناً وأداءاً جعلها راسخةً في وجدانِ من يتذوقون اللحن السوداني.
وفي الخاطرِ أغُنياته التي تغنَى بها للشعراءِ بازرعة والسر دوليب ولغيرهم .. وغنى للوطن رائعته المشهورة التي يقول مطلعها ( أُفّديك بالروحِ ياموطني) وقد ترجم هذه الكلمات الي واقع قد عاشه بالفعل اذ لم يغادر السودان الإ في رحلات فنية لرفع إسم الوطن عالياً..!
وبفقده فقد السودان أحد عمالقة فنهِ.. ولكن العزاء انهُ قد تركَ إرثاً موسيقياً لا يمكن تجاوزه وقد كان مدرسة قائمةً بذاتها ..نسأل الله له الرحمة والمغفرة ..
أمّا الأُستاذة رُقية عبد القادر مُحمّد مدير مكتب حزب الأُمّة بالقاهرة فقد إبتدرت حديثها بالقول : ( عُثمان حسين كان فناني المُفضّل ) !!
وأردفت قائلة ً ( نتمنى للفنانين عبد الكريم الكابلي ومُحمّد وردي طولة العمر بإذن الله ولكن في ظني أن كُلّ ماهو جميل قد إنتهى في السودان فعُثمان حسين كان أهم ركنِ من أركان الفنٍ السوداني .. وممن شكّلوا وجمّلوا وجدان الشعب السوداني .. ونحن الأن نتعامل مع الفن من خلال أُغنياته.. ولانتعامل مع أُغنيات العصر الحديث ولم نستطع أن نستوعب الغناءِ الجديد !!
فقد ترك جيل عثمان حسين والشفيع وحقبته في دواخلنا ووحدهم الذين يثيرون كوامن الدهشة والجمال في أرواحنا منذ فترات شبابنا الأُولى وحتى الأن !!
بل إن أجمل فترات حياتنا فنياَ شكّلها عُثمان حسين بفنهِ الراقي الساحر ..!
وهو فقدُ كبير دون شكِ فقد لعبِ الرجُل دوراً كبيراً في تشكيل خارطة الغناء الوطني والعاطفي والإنساني والثقافي لان كلماته والحانه حملت كُل هذه القِيِم .. وبالفعلِ كان رمزاً عظيماَ على الرُغم من توقفهِ لزمانِ عن الغناءِ الإ أن وجوده كان مبعثاَ للفرح والطمأنينة بشخصه الرائع .. نرجو له واسع المغفرةِ والرحمة ..
وبدموع الحسرة تحدث الشاعر بكري النعيم واصفاَ عثمان حسين بأنه قيمة فنية ولحن سوداني خالد قال إنه سيظل خالدا في وجدان أُمّته .. فعثمان كان حقيقة نقطة مُضئية وعلامة بارزة في مسيرة الغناء السوداني .
وواصل قائلا : إننا إذ ننعيه اليومَ للشعب السوداني وقبيلة الفنانين والأدباء والشعراء فنحنُ ننعي فنان قلّ الزمان أن يجودَ بمثلهِ بسهولة .. وأردف التعازي الحّارة نبعثُ بها لرفيق دربه الشاعر حسين بازرعة وكل الذين شاركوه في مسيرته الفنية لحناً وحرفاً وموسيقى ..!!
توفى إلى رحمة مولاه يوم السبت الموافق 7 يونيو 2008م . لقد كان الفقيد الراحل علما من أعلام الفن السودانى الراقى و الأصيل و أسهم بفنه و خلقه فى ارساء مدرسة جديدة للغناء امتدت زهاء الأربعة عقود من الابداع و الانجاز المتواصل و اثرى الساحة الفنية بالعديد من الأغانى و الروائع الخالدة . الأ رحم الله الفقيد و أدخله فسيح جناته و أمطر عليه شئابيب رحمته مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا و ألهم الله أسرته الكريمة الصبر و السلوان | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الجمعة مارس 18, 2011 8:16 pm | |
| تمر هذه الأيام الذكرى العاشرة لرحيل عميد الغناء السودانى ونقيب الفنانين المتوج على مر الأجيال الأستاذ أحمد المصطفى الذى رحل عنا بجسده فى 1999
الراحل المقيم أحمد المصطفى هو من الرواد مؤسسى ما عرفت بالأغنية الحديثة التى دخلت فيها أوركسترا الآلات الموسيقية ، خلافاً لما قبلها ما عرفت بأغنية الحقيبة كان من أوائل الذين غنوا عبر الإذاعة السودانية (هنا أم درمان) التى بدأت بثها فى 1940 و أحيائه حفلاتها الجماهيرية بميدان سينما برمبل بأم درمان (ميدان البوستة حالياً) واكبت بدايته فى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى .. أوج نضال الحركة الوطنية مع تأسيس مؤتمر الخريجين فى 1938 و أهم فترات الكفاح فى الأربعينيات فكان له دوره فى صياغة الوجدان السودانى و توحيده .. وإذكاء الروح الوطنية عرف عنه سمو و كرم الأخلاق و السلوك الحميد فوضع معياراً عالياَ للفنانين وكان مفخرة لكل أهل الفن .. بل لكل أهل السودان .. فنال حب الجميع فتغنوا بأغانيه ورددوها وذاع صداها و صيته فى كل ربوع السودان بل و عرفته شعوب أهل الجوار وهى تستمع إلى أسلوب غنائه المتفرد و هو يغنى بهدؤ حد الوقار يشبه شخصيته وإتزانه و العجيب أن من هذا الهدؤ تخرج عواصف الإبداع ألحانا تهز المشاعر فيطرب الناس و يتمايلوا و يرقصوا مع أنغام السامبا .. فى حياتى .. حياتى أحبك أنت .. و طرباً راقصاً فى زاهى فى خدره .. و بنت النيل أحب النيل يا جميل .. وكأن بينهم ظبية المسالمة الفى الخمايل حالمة .. و الوسيم القلبى رادو .. ويا سميرى المرسوم فى ضميرى ... و يستمعون إليه فى سموه وهو يتسآل .. ماذا آآمل .. حيران ببكى وأمل .. فيك يا مصر أسباب آذايا.. وفى السودان همى و عزايا .. سفرى السبب لى أذايا ..
ويغنى لأحد شعراء المهجر إيليا أبو ماضى .. وطن النجوم وكأنه يتنبأ بهجرات واسعة لأبناء السودان فى مشارق ومغارب الأرض و من ضمنها أمريكا حيث هاجر إيليا أبو ماضى .. وكأنه يغنى لهم و يعطيهم رسالة .. عندما غنى .. نحن فى السودان بنهوى أوطانا وإن رحلنا بعيد بنطرى خلانا ..... نسأل الله الرحمة والمغفرة لأحمد المصطفى .. وأن يقيه عذاب النار .. و أن ينعم عليه بالدرجات العلا من جنان الفردوس | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الجمعة مارس 18, 2011 8:18 pm | |
| أحمد المصطفي* نشأ في قرية الدبيبة . حفظ القران و جوده و انشد المدائح النبوية و الابتهالات الدينية . ترك الدبيبة متجها الي الخرطوم في بداية الاربعينات حيث ربطته اواصر الصداقة مع الوسط الادبى و الثقافى فى الخرطوم و خاصة اسرة ابو العلا و الشاعر سعد ابو العلا . اشاد به كرومة و اعجب به سرور و قدم ثلاثتهم اسكتش غنائي صور سينمائيا كان يتم تقديمه بدور العرض السينمائية بالخرطوم اواسط الاربعينات . اتي احمد المصطفي باسلوب فني جديد و مدرسة حديث اعتمدت ايقاعات جديدة يختلف عن الحقيبة لكنه يتغذي منها . الفنان احمد المصطفى كان دقيقا فى اختيار كلماته و الحانه مما جعل اعماله خالدة و تتناقلها الاجيال .. استطاع ان يكسب حب و تقدير جمهوره لاكثر من خمسين عاما و يعود ذلك الي دفء و جمال ادائه و دماثة اخلاقة التى جمعت الناس حوله و جعلته رمزا للفن الاصيل الراقى .
من اغانيه ذات الالحان المتطورة و الجديدة سفري السبب لي عناي و ما احلي ساعات اللقاء و نحن في السودان . قام بتوظيف الالات الغربية مثل الساكسفون و الفلوت و الكلارنيت و البيكلو فى العديد من اعماله الفنيةالشاعر الذى إرتبط بأغانى أحمد المصطفى هو الشاعر حسن عوض أبو العلا وليس سعد أبوالعلا وهما أبناء عمومه وبدأ الأول كتابة الشعر بعد إصابته بكسر بالسلسه الفقريه بمنطقة الرقبه والشلل الرباعى لأطرافه الأربعة وذلك إثر توقيت خاطئ فى القفز مع علو الموج على شاطئ الاسكندريه فى أيام الحرب العالميه الثانيه أثناء فترة إجازة حسن بعد أن أكمل دراسته الثانويه بمصر وفى إنتظار ظهور النتائج لمعرفة مكان قبوله للمرحلة الجامعيه بمصر أو إنجلترا وكان منافسه وليم عطيه إبن إدوارد عطيه وهو أستاذ كبير بكمبردج أو لندن فى السبعينيات وكان حسن طالباً متفوقاً ومبرزاً وجاء قدومه للإسكندريه تلبية لرغبة إبن عمه سعد والذى كان يُدير أعمال شركات أبوالعلا بمصر وطلب من حسن مرافقته لقضاء جزء من الاجازة بالاسكندريه وذلك قبل عودتهم للسودان ... وكانت أولى محاولات حسن هى قصيدة( سفرى) وكان يحكى فيها حاله مثلما كانت أغنياته الباقيه مثل غرام قلبين ووين ياناس حبيب الروح وقربو يحنن ولاحت بشائر العيد وأنا الوحيد حيران وأيام وليالى وحرام يازازا وأعتقد أن زازا هى محبوبته التى تغنى من أجلها وغالباً هى إبنة عمه .... جاءت محاولة حسن الأولى فى شكل رساله أرسلها مع سائقه لأحمد فى الشركه وكان حسن مبتدئاً فقام باشكاتب الشركه وإسمه على قيلى وهو أكثر ضلاعة بالعربيه بعمل القافيه وإعادة صياغة الكلمات وترتيبها فى صورة الأغنيه الحاليه وقام أحمد بتلحينها وتقديمها فى نفس اليوم فى حفل على المسرح القومى بأمدرمان ولحُسن الصدف طلب المرحوم خانجى والذى كان وقتها ميراً للاذاعه طلب من أحمد تسجيلها على جهاز تسجيل جديد وصل للاذاعه فى ذلك الوقت .... ولما أثارته الكلمات فى إعادة ذكرى الحادثة الأليمه وسط أهل حسن ...طلبوا من أحمد وقف التغنى بها ....وتركها أحمد قرابة السنه ...إلى أن جاء مامون بحيرى وسعد أبوالعلا من لندن وفى لقائهم بأحمد وسؤالهم عن أحوال حسن ومعرفة قصة القصيده الأولى وصدى سماعها عند العامه وأهل حسن ..طلب مأمون وسعد من أحمد سماع الأغنيه وكان التسجيل الوحيد الباقى لها هو على جهاز خانجى الذى كان يرددها يومياً إلى أن حفظها عن ظهر قلب ....طلب الأخيران من أحمد مواصلة تلحين كل كلمات حسن مستقبلا وتعهدا أن يقوما بدورهما بإقناع أهل حسن بأن المخرج لحسن من محنته هو فى كتابة الشعر والذى سيدخل به عضواً فاعلاً فى المجتمع ... وهنا كانت قصة حسن وأحمد وذاك القصد النبيل الذى أفرز هذا الكم الهائل من القصائد الخالده الباقيه حتى يومنا هذا ...
هاهي الذكري السادسة** لرحيل عميد الفن السوداني قد مرت علي عجل ... فكان تاريخ الثلاثين من أكتوبرمن عام 1999م يحمل في سجلاته توقيع العميد بالرحيل مستجيباً لنداء الرفيق الأعلي .. وأهل السودان وبما جبلوا عليه من تراث الوفاء لرموزه المبدعة في شتي المجالات وبمختلف سحناتهم وإنتماءاتهم وقبائلهم وأعراقهم وبرغم تعقيدات ثقافاتهم المحلية العديدة فأننا نراهم متفقين علي أن فن الغناء السوداني قد عمل علي توحيد أمزجتهم المعروفة بالتقلب الكثيف. وكرمز إبداعي ورقم إجتماعي ضخم فإن الراحل المقيم أحمد المصطفي قد قام بترسيخ أجمل مفردات الغناء الذي كتبه العديد من الشعراء في وجدان هذا الشعب ، ذلك .. أن أحمد المصطفي وبإبتسامته الجاذبة الولوفة تجعلنا نحترم ونقدر ونثمن هذا الإرث الغنائي عالي التطريب منذ فتحت الإذاعة السودانية في بدايات أربعينيات القرن العشرين أجهزة صوتها لينطلق صوت أحمد المصطفي عبر الأثير ، ليعبر الفيافي وليخترق ريف بلادنا وسهولها ووديانها الواسعة .. ليخاطب خيال هذا الشعب بحلو الغناء الذي يبعث علي حب الوطن: نحن في السودان ... نهوي أوطانا وإن رحلنا بعيد .. نطري خلانا فقد ظل أحمد المصطفي وطوال مسيرته الفنية التي تجاوزت نصف القرن من الزمان يغرد ويغرد ويشجي ونطرب له ، فقد عاش العشاق أزمنة ترقب جميلة وهم يرددون عبر المذياع: القربو يحنن ... والبعدو يجنن الهين ولين .. وديع وحنين... شغل بالي هواه هوايا.. وشوفتو دوايا جميل بس آية.. حكايتو حكاية... شغل بالي نعم .. من منا لم يعش نداوة هذا اللحن بمفرداته البسيطة وبموسيقاه الراقصة ، كنا والله نرددها ونحن في عمر الطفولة الباكرة نجري ونلعب وننطط ، ونترنم بها ( القربو يحنن والبعدو يجنن).
وفنان في مثل قامة أحمد المصطفي .. حري بنا أن نعيد تدارس مسيرته ونعقد لها المنتديات ويشارك فيها المختصون من أهل الموسيقي والتأليف ومن شعراء الأغنية ، لأن كل أغنيات أحمد المصطفى تحكي حكايات وحكايات.. وتسرد تاريخ جميل من فن الغناء السوداني الحديث ، لأن أحمد المصطفي قد صبر وصبر وصبر وإجتهد إلي أن أحدث نقلة عالية المقام في مسيرة الأغنية فجعل للإنية وللفنان السوداني قيمة ومعني ومبني ومكانة رفيعة في المجتمع. فقد تعامل عميد الفن مع العديد من الشعراء ، إلا أن الراحل (الجاغريو) وهو المكتشف الأول لموهبة إبن أخته أحمد المصطفي بقرية الدبيبة بشرق النيل الأزرق ببحري قد كان له القدح المعلا في إيصال الأغنية الطروبة عبر صوت مطربنا ذي البحة المميزة والمحببة حقا في كل غنائه.. فإنهمرت مفردات وألحان الجاغريو التي كم كان أحمد يخاطب بها أبناء شعبه: بنت النيل بكل زخم جمال ظبية المسالمة بأم درمان التاريخ ...ياحبيبي أنا فرحان .. فرحان بيك .. اريت يدوم هنانا .. وقد قيلت بمناسبة زواج مطربنا .. والهادية راضية أنا مابخونها .. وهي تحكي عن دحض الإشاعة التي إنتشرت عن زواج ثاني لمبدعنا .. فكان لابد أن يعبر عنها الجاغريو شعرا ولحنا لتموت الإشاعة في مهدها ( حسب الروايات القديمة). وكيف ننسي الوسيم القلبي رادو .. الجمال حاز إنفرادو ، تلك الرائعة التي كتبها المعلق الرياضي الأكثر شهرة وإبن بيت المال الراحل طه حمدتو .. صاحب أرقي التعليقات لمباريات كرة القدم منذ خمسينيات القرن الماضي. غير أن الإنحياز لقضايا الشعب والوطن والتعبير عن اشواق أهل السودان في نيل الحرية من ربقة الإستعمار قد كان من أوجب إهتمامات العميد ، فهاهو في عز سطوة الإستعمار يأتي من القاهرة بنصين وطنيين كتبهما الشاعر الراحل الضخم عبدالمنعم عبدالحي الذي ترك السودان وهو طفل صغير لينشأ ويترعرع مع أخيه الأكبر بقاهرة المعز إلي أن فارق الدنيا في ذات عام رحيل أحمد المصطفي 1999م ، حيث ظل العميد برغم رقابة قلم المخابرات البريطانية بالخرطوم ينشد للشعب: أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي.... قد وفتاي يحطم قيد حبسي.. وأخرج للملأ في ثوب عرسي... وأهمس والوري يعلن همسي... فيا سودانُ إذ ما النفس هانت... أقدم للفداء روحي بنفسي فترددها الجماهير وتتناقلها الألسن .. ليردفها العميد بالأخري: لي غرام وأماني .. في شموخك ومجدك.. عشت يا سوداني. وتستمر المسيرة ويجمع أحمد المصطفي كل أهل الفن ليؤسس مع زملائه المبدعين من مطربين وموسيقيين إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ، ويجتهد عميد فننا ليرسي دعائم هذا الصرح العتيد علي ضفاف نيل أم درمان الخالد ( دار إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ) ، ليشمخ أحمد المصطفي أكثر وأكثر أمام أعين زملائه وأمام كل أجهزة الإعلام في بلادنا. ونحن إذ نعيد القليل والقليل جداً من ملامح مسيرة هذا الرقم الإبداعي الضخم ( أحمد المصطفي) فإننا لازلنا نجزم بأن عميدنا كان يمثل لنا كل إرث أهل السودان وتسامح أبنائه عبر القرون الماضية، فقد كنا نري في أحمد المصطفي كل صفات شعب السودان الجميلة برغم تقاطعات بعض الظروف البالغة القسوة التي سادت حياة شعبنا الإجتماعية بماتركته من عادات سالبة ، إلا أننا نظل علي يقين بأن ذات القيم الإجتماعية الجميلة ستعود وتسود حتما ذات يوم بذات ألقها وإشراقها الرائع . ونختتم هنا برائعة عميد الفن الراحل والذي لن ننساه ما حيينا .. فهو الذي كان ينشد بها لنا دوماً: ( حاولت أنساك ... وقلبي زاد في جروحو .. وريني كيف ... الحي بودع روحو ) ونسأل الله الرحمة والمغفرة لعميد فننا. *منقول | |
|
| |
جحا عضو مشارك
عدد المساهمات : 49 تاريخ التسجيل : 28/10/2010
| موضوع: رد: موت فنانين السبت مارس 19, 2011 5:10 pm | |
| يديك العافية اخي عادل واصل سردك لكل مبدعيي بلادى كمل كمل | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 10:46 am | |
|
«بالرغم من مرور الايام والشهور وتعاقب السنوات مازلت استفيق في مثل هذا اليوم من كل عام بغصة في الحلق وبحزن لا ادري له سببا، ثم لا البث ان اعي انه يوم فراقنا، فكل تلك السنوات التي تساقطت ما استطاعت ان تزحزحك من اعماقي، فأنا يا حبيبي مازلت احبك كما كنت قبل رحيلك عني، بل اكثر بكثير، فمازالت رائحتك ملء المكان وحبك ملء الفؤاد يا حنين، ومازلت اشتاق اليك واحتاجك يا حبيبي». ٭ توقيع فى دفتر الاحزان خطته انامل الدكتورة ذكريات عثمان الشفيع، وهى تجتر ذكرياتها مع والدها الفنان الراحل فى الذكرى الحادية والعشرين للرحيل بعد أربعين عاماً من الغناء الجميل، بدأها بشندي عام 1946م، واختتمها بوفاته فى عام 1987م. ٭ شكل عثمان الشفيع ثنائية خالدة في تاريخ الفن السوداني، ثنائية متفردة بلونية جديدة ومختلفة مع الشاعر محمد عوض الكريم القرشي، وقدما معا للمستمع السودانى أجمل الاقصائد والالحان والاغانى التى مازالت الاجيال الجديدة ترددها وتحتفى بها، وهى فى دهشة وذهول من هذا الابداع العظيم، وبحسب ابنته المهندسة معزة فقد قالت ان والدها كان يحمل معزة كبيرة للشاعر ود القرشى، وكانا كالتوأم مع حب عظيم ومودة خاصة، وقالت ان والدها يوم الزواج والحنة على ارجله انتفض فجأة منزعجا وكانت تلك اللحظة التى فارق فيها ود القرشى الحياة. ٭ وتميز عثمان الشفيع من الناحية الابداعية بالصوت الجميل العذب الذى يصعب ان يتكرر، وظهرت نزعاته الادبية باكرا، اما من الناحية الانسانية فقد كان كريما وشهما ويحب كل الناس، ويحبه كل الناس لدماثة اخلاقه وطيبته. ٭ وعثمان الشفيع تذكرته الإذاعة السودانية عبر خدمتها المتخصصة، حيث بثت له اذاعة «البيت السودانى» اخيرا «أغنيات من ذهب» وافردت له اذاعة «ذاكرة الامة» مساحة واسعة، وخصصت له برمجة يوم الثلاثاء الماضى وبثت له اغانى لم تبث من قبل من كنوز مكتبة الاذاعة مثل «نجوم وازهار» و«فراق» وغيرها، وضمت استديوهاتها ابنته الدكتورة ذكريات وابن رفيق دربه حامد محمد عوض الكريم القرشى واصدقاءه عبد العظيم سليمان والفاضل احمد وسليمان بخيت فى فترة مفتوحة ضمت سهام العمرابى وعوض الله دبورة وعباس جعفر. وبحسب مدير ذاكرة الامة عوض احمدانى فإن الشفيع بدا الغناء كثلاثى فى محيط مدينة شندى وما جاورها، وقابل في رحلة الى دنقلا في محطة كريمة مبارك المغربي وعلاء الدين حمزة حاملا عوده، فعرفا انه مغنٍ فنادياه وعرفاه بنفسيهما واستمعا اليه، واعجب به المغربي واعطاه اغنية (الباسم الفتان) اولى اغنياته، وكان اول تعامل فني مع الشاعر القرشى فى اغنية «يا فتاتي» التي وصلته قبل ان يلتقي به وقال احمداني ايضا ان الشفيع رفض اداء نشيدين جاء بهما الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله لثورة مايو، وقال انه فنان قومي يغنى للوطن وكل السودانيين معا. ٭ وسيرة الشفيع العطرة كما حكاها الباحث والمؤرخ الزميل الصحافى الاستاذ صلاح عبد الحفيظ، بدأت بالميلاد فى عام 1923م بمدينة شندي، والتحق الشفيع بالكتاب، وظهرت مقدراته الغنائية فى سن العاشرة بصورة أوضح، وظل يغنى لاصدقائه وابناء منطقته. ٭ بدا الشفيع باغانى الرواد الأوائل لفن الحقيبة، وتغنى بأغاني كرومة وسرور والأمين برهان بعد وفاة والده التاجر بسوق شندي، وعمل بمهنة الحياكة وصار ترزيا بمدينة شندى. ٭ وارتبط ظهوره باصدقائه محمد شيخ العرب وعثمان ود شيخنا، واصبح معروفاً وسط أهل شندي وضواحيها. وأتته الفرصة والمصادفة التي انتظرها كثيراً بعد أن تغنى فى احدى الحفلات بدنقلا احتفاءً بزواج أحد أقارب صديقه محمد شيخ العرب في عام 1948م، حيث التقى بالشاعر مبارك المغربي الذي أعطاه أغنية «الباسم الفتان أحييت خيالي» فكانت أولى أغنياته. ٭ وثنائية عثمان الشفيع مع الشاعر محمد عوض الكريم القرشي لن تتكرر، فقد بدأت العلاقة حين غنى الشفيع أغنية «عيد الكواكب»، فسعى لمقابلة شاعرها، فعلم أنه بالأبيض، فكان سفره لها ولقاؤه بالشاعر ود القرشي.
٭ وكان نتاج الثنائية أغاني «رب الفن»، «رب الوداعة»، «رب الجمال»، «رب العز» وغيرها.
جريدة الصحافة
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 10:48 am | |
| ولد الراحل المقيم الفنان عثمان الشفيع عام 1924 بمدينة شندى بدا تعليمه بالخلوة كسائر جيله بخلوة اولاد حاج جابر ومن ثم المرحلة الاولية وانتقل ليعمل مع ابيه فى دكانه بالسوق لمساعدته وحوجته له .
نشأ فى بيئة دينيه حيث كان يسمع المدائح النبوية من والده وتلاوة للقران بامتلاكه لصوت جميل الشىء الذى كان دافعا له وسببا خفيا لاحترافه الغناء لاحقا فهو قد بدأ كمادح صفير من مداح الطريقة الختمية ومؤذنا فى جامع حوش ودبانقا.
ويقول عثمان الشفيع فى مذكراته : ( ان قصتى الحقيقية مع الفن والغناء بدأت مع الحياكة الذى جذبته فعملت بعد ذالك ترزى وكان الغناء السايد يومئذ غناء الحقيبة وكنت احفظ تلك الاغانى فور سماعها لها وكان لى زميل يدعى صالح شيخ العرب وكان ترزيا ايضا نعمل فى مكان واحد وكنا نتبارى فى الغناء وكنت اعامل مكنة الخياطة كأنها اله موسيقية حيث احركها بقدمى بصورة ايقاعية مع ترديدى لغناء الحقيبة. انتشر خبرى كفنان فى شندى وكان الناس يطلبون منى الغناء فى افراحهم الخاصة واحيانا كان يستعين بى فنانى شندى الفى الساحة لاعمل معهم -كورس)
ظل الفنان الشفيع يغنى حتى عام 1943 ولكن فى افتتاح الاذاعة عام 1940 حدث له تطور فنى هام وذالك بسماعه لاغانى عمالقة الفن انذالك احمد المصطفى وحسن عطيه والكاشف عبر الاذاعة واخذذ يردد اغانيهم ويحفظها وبدا يغنى الاغانى الحديثه وكان دافعا له ان يتعلم العزف على العود حيث ساعده خاله فى توفير ثمن العود وكان عبارة 175 قرشا وتعلم مبادئ العزف على العود والنوته الموسيقية بواسطة شخص يدعى الزين بابكر ا وبعد فترة اصبح يجيد العزف عليه وكان سببا فى احترافه الغناء.
فى رحلة بالباخرة الى كريمة التقى بالشاعر مبارك المغربى والموسيقار وعازف الكمان وقتها علاء الدين حمزة وطلبا منه الغناء بعد مشاهدته يحمل العود فغنى لهما اغنيى الكاشف -الشال منام عنيى - واعجب به الشاعر مبارك المغربى ووعده بارسال اغنية له وكانت قصيدة يجارى فيها الفنان الكاشف فى اغنيته الشال منام عينى وهى اغنية الباسم الفتان .
بعد احترافه الغناء الحديث اول حفل غنى فيه كان بنادى خريجى كريمة .وفى نفس العام جاء للخرطوم لزيارة صديقه صلاح الجمل الذى اصطحبه الى الاذاعة فغنى اغنية الباسم الفتان عبر المايكرفون عام 1943 وبعدها عاد للخرطوم بدعوة من نادى الخرجين بامدرمان ليشارك فى حفل يحيه كبار المطربين . غنى فى الحفل اغانى الباسم الفتان- حيتو ما حيانى- يافتاى اين شخصك اين رسمك. وكان وقتها لا يعرف الشاعر ودالقرشى بل يسمع به ولكن عبر بعض ابناء شندى العاملين بالتجارة واللذين يسافرون الى الابيض كانوا سبببا فى علاقته مع الشاعر ودالقرشى وتحولت الى صداقة عميقة بينهما وكونا ثنائيا مميزا وظهرت عبرها اجمل الاغانى ومن اميز الاغانى التى تغنى بعا الشفيع لود القرشى الذى كان يسمى بالارباب- رب الجمال- رب الشعور- رب المحاسن-رب الفن- رب السعادة -رب الوداعه-رب الدلال- واخرى .
وهكذا يمكننا القول ان مشواره مع ودالقرشى انتج ما يمكن تسميته بالينبوع العذب الصافى الذى امتزج فيه سمو التعبير الراقى بلاداء واللحن ومشواره مع ود القرشى اعطى رصيد فنى للغناء السودانى .
يحكى الراحل المقيم الفنان الشفيع فى ذكرياته عن ودالقرشى حيث يقول( توفى ودالقرشى عام 1969 فى نفس اللحظة التى كنت احتفل بيها بزواجى حيث اجتابنى اكتئاب غريب قبل وفاته بدقائق رغم بعد المسافة بين الخرطوم والابيض وبكيت بكاءا شديدا وتركت الحفل ولكن الاهل وبعض الصحاب اوهمونى بعدم صدق الخبر وان ود الفرشى لم يمت الا اننى عرفت اخيرا خبر وفاته وهكذا كانت عمق الترابط بيننا رحمة الله عليه)
انتاج الشفيع الفنى اهم ما يميز تجربته الاتى
ان قمة مجده كانت فى الاغانى الوطنية وكانت مرحلة المطالبة بالاستقلال وخروج المستعمروكانت اغانيه الوطنية تقوم بدور فى اذكاء المشاعر الوطنية منها الاناشيد =المؤتمر-للعلا - صرخة روت دمى- واخى النصر للكتل اللجائعة-وطن الجدود-ام ضفاير قودى الرسن- بل تعداه الى خارج حدود السودان وذالك بمشاركته مع بعض الفنانين فى الترفيه على الجنود السودانيين فى ارتريا وغيرها ابان الحرب العالمية الثانية.
له كم هائل من الاغانى تعدى المائة والثلاثون اغنية وقد شاركه عدد من الملحنين منهم محمد عبدالكريم القرشى- برعى محمد دفع الله- علاء الدين حمزه يمتلك صوتا جميلا واحساسا صادقا ويتدرج صوته تحت فصيلة الاصوات الرجالية الحاده >كما يتميز بمدى صوتى واسع ونفس طويل وتمكن فى الاداء. احساسه بالكلمة المغناه عمق عنده التعبير والاداء ويرجع الى علاقته بالشاعر ودالقرشى.
الا رحم الله الشاعر ودالقرشى والفنان عثمان الشفيع و انزل السكينه على قبريهما .
وكان الراحل المقيم مدرسة نهل منها العديد من الفنانيناللذين يتربعوا على عرش الغناء الان وقد كانت تربطه علاقة قوية مع الراحل المقيم الفنان خوجلى عثمان رحمة الله عليه فلقد كان يصفه باستاذه.
.............................................................. ( منقول - سودانيس اون لاين 2003))
--------------------------------------------------------------------------------
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأحد مارس 20, 2011 11:12 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 10:56 am | |
| ذكري وفاة سلطان الطرب / عبد العزيز محمد داؤود --------------------------------------------------------------------------------
كيف الحياة غير ليمك ؟
أ.د. محمد عبد الله الريح ذكرى وفاة الفنان الراحل .4/8/1984
(1)
الأكبر من إبو داؤود هو قلبه … ألم يسعنا كلنا ؟ إهداءإلى إسرة الفنان الراحل .. إلى محبى فنه .. إلى الشعب السودانى الذى جلس على النجيلة وتغنى مع أبو داؤود .عندما يتهاوى جدار الصمتْ وتَخْرجْ الكلمات وتصيرُ أشعاراً ، تهبط على أوتار يعزفها برعى محمد دفع الله عندما تصير الأشعار ألحاناً تجرى لمستقرِّ لها عند حنجرةِ أبو داؤود يمتلئُ الكونُ غناءً وتخضرُّ الصحارى اليابساتْ وتهبط فى روابينا الأفراحْ ويتمدَّدُ الوقتُ فى شراييننا عندها ندركُ أن أبو داؤود يغنِّى .غير ليمك ْ كيف الحياةْ ..ذات يومٍ سرحتُ بعيداً .. وأنا أمتطى صهوة نغماتٍ خالداتٍ كان يردِّدُها أبو داؤود : يا أنَّة المجروُح يا الروحْ حياتَك روحْ الحبْ فيكْ ياجميلْ معنىَ الجمال مَشَرُوحْ بنهاية كلمة ” مشروح:” ينطلق فعلٌ ما .. شرارةٌ ما .. تغمر الإحساس تتطلب رد فعلٍ من نوعٍ ما .. شئ فى تكوينك الوجدانى يتفاعل مع عشرات المؤثرات الموسيقية والصوتية وينتجُ عن هذا طربٌ هائل .. لا يمكن قياسه .. بمقدار ما للحب لهيب فى الجوف / زى الزناد مقدوح/ مِنُّو الجبابرة تلين ../ كل شئ يلين فى تلك الحظة .. يترك الجماد هيئته ويتحوَّل الى سائل .. يرتدى السائل غلالة شفافةً فيتحول الى بخار .. نستنشقه داخل رئاتنا وخلايانا .. وهكذا يتحوَّل الطربُ الخارجىُّ الى طرب داخلى .. سالتُ صديقي ونحن نستمع الى اغانى مسجلة لأبوداؤود: هل تعتقد أنه سياْتى فنان مثل أبوداؤود ؟ • رد : • ربما فى التطريب .. شئ يقارب ولكن فى قوة الصوت والأداء لا اعتقد .. أبو داؤود ظاهرة طبيعية لا تتكرر ، وأذكر ايضاً أنه قال لى :_ • أبوداؤود مجموعة مؤثرات كثيرة .. بسطة فى الجسم ، حضور دائم ، بديهة حاضرة ، إنشاد ، غناء ، مديح ، ترنيم ، دندنة، عبور غير محدود بزمان أو مكان نحو الاخرين ..إبن مليون نكتة حفرت مفارقاتها فى ذاكرة الشعب السوداني .. أبو داؤود كبريته تحفظ الإيقاع ، تكرار كل هذا مرة أخرى مستحيل .. ربما يكون فى هذا الفنان شئ من أبو داؤود .. وفى ذلك أيضاً ، فهو إذن مفرَّق على عدد كبير من الفنانين والمبدعين .. أما لماذا ساْلته ذلك السؤال .. فلأننى طيلة هذه السنوات وهذا العمر وأنا منشغل بلغز صوت أبو داؤود .. وبالنسبة لى تماماً كما ذكرت .. فهو ظاهرة طبيعية .. يأتى الخريف ..يزحف الشتاء .. يطل الصيف .. يأتى صوت أبو داؤود كإحدى نعم الخالق جل شأنه التى أنعم بها على عبد من عباده .
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأحد مارس 20, 2011 11:13 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 11:01 am | |
| --------------------------------------------------------------------------------
كيف الحياة غير ليمك ؟
أ.د. محمد عبد الله الريح ذكرى وفاة الفنان الراحل .4/8/1984
(4)
ثم إنطلق أبوداؤود يغنى الشعر لعبيد عبد الرحمن صفوة جمالك صافية كالماء على البلور ينعم صباحك خير ويسعد مساك النور وقد بان على القوم أنهم لم يسمعوا صوتاً كهذامن قبل وظهر الإستحسان على وجه الخليفة الواثق ومضى أبو داؤود ليصدح : نور من جبينكْ لآحْ لا نور شموسْ لا بدور فقْتَ المعاكْ فى الجيلْ فقْتَ المعاكَ فى الدورْ والأمر الذى أذهل القوم وأسكرهم أن صوت أبو داؤود كان يتموج ويرتفع وينخفض وهو ينقرش على الكبريتة إلا إنه كان ساكناً سكون جبل احد .. وكأنه يأتى على مجرى . وتغـــــنى وكأنها لا تغنى من سكون الأوصال وهى تجيدُ وعندما وصل أبو داؤود الى : وعذابي لو سراك طبعاً أكون مسرور .. وصل الطرب باسحاق الموصلي قمته فقال مخاطباً الخليفة الواثق : _ بلى يا مولاى .. احسن فأوفى .. يسرنا ما يسرك ويغضبنا ما يغضبك حتى ولو كان فى ذلك عذابنا فقال الخليفة : - وأيم الله إننا لم نسمع مثل هذا فى هذه الأرجاء .. وإننى أعلم الناس بالشعر وببحوره وبفنونه .. ما فاتنى منه حسن إلا وقفت عنده وما عرض على جزل إلا تمعنت فيه ولكن مثل هذا الغناء ما ظننت أننى ملاقيه .. واصل .. واصل .. وبنقرشة من كبريتة أبو داؤود عبد العزيز بن محمد نقر برعى على العود فى مقام لم يسمعه أحد من أهل السامرا .. فغنى أبوداؤود من شعر عمر البنا : يا زهرة الروض الظليـــل جانى طيبِك مع النسيـــم العليلْ زاد وجدِي ونوم عينى أصبح قليل ْ يا زهــــرة طيبك جانــي ليل ْ اقلــــق راحتي وحار بي الدليلْ إمتــــى اراك مع الخــليلْ أجلـس أمامكم خاضع ذلـيل قال إسحاق : ما سمعت هذا الصوت إلا وظننت أن الحيطان والابواب والسقوف وكل ما فى المجلس يجيبه ويغنى معه من حسن صوته حتى خلت أننى أسمع أعضائى وثيابى تجاوبه وبقيت مبهوتاً لا أستطيع الكلام ولا الحركة لما خالط قلبى من اللذة التى غيبتنى عن الوجود .. هل فى هذه الدنيا غناء مثل هذا ونحن لم نسمع به ولم نعرفه ؟ وإستمر أبو داؤود يصدح ويغنى برائعة الشاعر حسين عثمان منصور وبرعى يعزف .. والقوم قد سكروا طرباً وهم يتمايلون مع : أيُّها العشَّــــاق دارت كأسكُم يَوْم جئنا نصطلى مـن ناركُــمْ وصدَىَ الناى وضفاف الغدير تترنم حُمْرة فى الخدِّ آذاها العبيرْ تتظلم قصةٌ فى العين والصمت المثير يتكلم تلك ليلة يا صاحبى لو جلست أحكى وقائعها لما إنتهيت فلم يكن قبلها قبل ولا بعدها بعد .. أذهل فيها أبو داؤود عبدالعزيز بن محمد جميع من كان فى مجلس الخليفة الواثق بن المعتصم والذى أمر أن يبقينا عنده أياماً بل شهوراً وهو يستزيد من ذلك الغناء والطرب الأصيل وأبو داؤود لا يبخل عليه فأقام رواقاً باسمه ظل باقياً حتى دخول هولاكو إلى بغداد عام 1257م وهزيمته للخليفة المستعصم آخر خلفاء الدولة العباسية ..• نحن معشر المنشغلين بهموم الرصد والتدوين ننحنى للدهشة الاولى , (نسردب ) للثانية حتى إذا جاءت نقيض الأولى إتسعت حدقات العيون ونحن نصيح : “ما معقول !!!”.. هذا ” الما معقول” ..هو الذى ظل يحدد ملامح تلك الدهشة الأبدية وأنا اتأمل فن أبو داؤود كظاهرة طبيعية لا تتكرر . وكما قلت من قبل كانت فى بيتنا شجرة ليمون وشجرة جوافة وشجرة حناء .. فى كل عام كان الخريف ينثر على أوراقها شوقه وحزنه .. وما بين غصن وغصن كان الخنفس الكدندار ذو اللون المعدنى الأخضر يتحرك وأنا أرقبه مبللاً بالندى فأستنشق رائحة وعبقاً إرتبط بصوت أبو داؤود وهو يغنى : زرعوك فى قلبى يا مَنْ كسانى شجونْ ورووك من دمَىِّ يا اللادن العرجـونْ فصرت عندما أشم تلك الرائحة .. تدق على ابواب ذاكرتى تلك الاغنية معلنة موسم الدخول فى أشواق عميقة : يا الباســم الهادى نـورك سطع هادى مـاذا اقـــول ؟ فى سناااااااك بيكا الدلال عادي شايقانـــى فيك بسمة سمحة ومليحة لــــونْ عاجبانى فيك قامـــــةْ ساحرانى فيك عيون ومن قمة ذلك الوجد وتلك الأشواق يرتفع صوت أبو داؤود مؤكداً هيهاتْ أسلو هواكْ يا حبيبى اسلو هواك ْ مهما أعترانى جنُونْ أنا لى لقاك صادي لو فى الخيال راضي وشئ من تهدئة اللعب والإمساك بالمشاعر حتى لا تهرب من فضاء اللحن والنغم : خصمى هواك .. يا وديع والسؤال الأزلي (القفلة) من يا ترى القاضى؟ كيف تستدعي حاسة الشم كل هذا ؟ هذا هو “الما معقول ” فى علاقتي بفن أبوداؤود . إن الفن الحقيقى هو الذى يجعلك تفسر العالم والطبيعة من خلاله .. هو الذى يجعلك ترى الأشياء المتنافرة تجذب بعضها لتحدد معك وأنت سابح فى محراب الدهشة وأنت تردد: “ما معقول “. فإذا خطر بذهنك لحن أو نغم وانت تقف فى إنتظار “البص” فأعلم إن هناك خيطاً غير مرئي يجمع مكونات هذه اللحطة ببعضها. ولكي أحكي ما سأحكيه اليوم إلى واقع آخر تذوب فيه الحقيقة المجردة داخل غلالات من الحلم الشفاف .. ذلك الحلم الذى نقبله فى إطار قوى اللاوعى .. حيث أن تلك المنطقة لها إعتباراتها الخاصة بها . إذ كيف تتداخل الأصوات والصور لتخلق واقعاً خارج نطاق المحسوسات المألوفة؟ وهذا بالضبط ما حدث لى ذات يوم من ايام شهر أغسطس عام 1977 وانا فى بلاد طيرها “عجمى” . فى تلك الأيام كنت ملتحقاً بالدراسات العليا بجامعة تورنتو الكندية .. وكان علينا اكمال ذلك العمل الجليل الذى قام به البروفيسور بيترسون والذى درس أحد اكبر الوعول فى أمريكا الشمالية والمسمى بالأيل أو العلند أو الموس بالإنجليزية MOOSE والذى أشير إليه هنا بالوعل .. وهو ينتشر فى ولاية ألاسكا الامريكية واوروبا القطبية وسيبيريا . ولاية ألاسكا .. اكبر ولاية امريكية حتى أنك إذا وضعتها داخل امريكا لامتدت من فلوريدا الى كاليفورنيا . كانت فى السابق جزءاً من املاك روسيا القيصرية إلا أن القيصر باعها عام 1867 بسبعة ملايين دولار “دولارات معدودات ” .. واليوم فإن دخل ألاسكا من البترول والثروات الطبيعية فى اليوم الواحد يفوق المبلغ الذى بيعت به . انضمت لإتحاد الولايات المتحدة الامريكية فى الثالث من يناير 1959 . الرحلة من مطار تورنتو الى مطار انكوردج عاصمة ولاية ألاسكا يمر عبر البرارى الكندية فى ولايات منيتوبا وساسكتشوان والبرتا وكولومبيا البريطانية حيث تحط رحالك فى مطار فانكوفر ثم تمتطى صهوة طائرة أخرى الى أنكوردج .. تلك التى بتنا فيها ليلة الثانى عشر من أغسطس . وصولنا الى ألاسكا كان فى عز الصيف .. درجة الحرارة كانت لا تزيد على درجتين مئويتين .. وبينما كنت ” أكتكت ” من البرد كان أهلها من الإسكيمو يتصببون عرقاً (بس العرق دا لقوه وين ما عارف ) وأنا شخص بنفع معاى أى شئ إلا البرد , وقد كنت قد كتبت للأخ حسن أبشر الطيب عندما كان مستشاراً ثقافياً بواشنطون أشكو له حالي من برد تورنتو التى تقع على خط أونتاريو الثلجى ونشرت تلك الرسالة بمجلة “أضواء ” التى كان يصدرها مكتبة .. وعندما جاء المرحوم الأستاذ عثمان حسن أحمد وتسلم مهام المستشارية واصل إصدارها وكانت ترسل لنا .. وكان مما ذكرته فى تلك الرسالة أن قلت له أننى طيلة ذلك الوقت كنت أظن أن شنبي من الصوف الخالص وأنه سيقيني من البرد فاكتشفت انه 65% صوف و35% بولستر ومبالغة فى تصوير البرد كنت أصف ذلك بأن كل شئ يتجمد حتى الكلام كان يتجمد ويسقط كقطع الثلج وكنا نجمع تلك القطع لنسخنها على “الطوة” لنعرف عماذا كنا نتحدث .. والآن فإن الأقدار تقذف بى الى ألاسكا حيث تصل درجة الحرارة أحيانأً فى الشتاء الى 62 درجة تحت الصفر ” الصفر تشوفو فوووق !!” حتى أن بعض العلماء كانوا يقترحون أن نجعل من المنطقة القطبية ثلاجة لعموم البشر تحفظ فيها كميات من اللحوم والخضروات والبقوليات حتى إذا داهمت البشرية مجاعة مفاجئة لجأت لتلك الثلاجة الطبيعية . إن ألاسكا تقع فى نهاية الدنيا فى مقابل بداية الدنيا من الناحية الأخرىفهناك مدينة ديوميد الكبرى وتقع فى روسيا وديوميد الصغرى وتقع فى أمريكا ويقع بينهما خط التوقيت الدولى , ففى ديوميد الصغرى فى أمريكا يكون الوقت مثلاً الساعة الواحدة ظهراً من يوم السبت بينما تكون فى ديوميد الكبرى فى روسيا الساعة الواحدة ظهراً يوم الاحد .. تصور أن العبور من يوم السبت الى يوم الأحد لا يستغرق إلا دقيقة وكذلك العبور من الأحد الى السبت . الأمور تقع على حدود فاصلة فهنا يقف المستقبل وجهاً لوجه مع الماضي بينما أنا أقف بينهما ممثلاً للحاضر . الطريق من مدينة أنكوردج الى المحمية أو الحظيرة الطبيعية حيث توجد تلك الوعول .. يبدأ من نقطة ويتلاشى فى الأفق يقف على نهايته جبل ماكنلي .. أعلى قمة فى أمريكا الشمالية (أكثر من 20 ألف قدم )هنا على القمة تتلاقح الرياح والثلوج وتنجب سهولاً بيضاء لانهائية . وأنا هنا القادم من أرض قمرها أسخن من شمس الاسكا أحمل أمتعتى على ظهرى وبها أجهزة لاستقبال الاشارات من تلك الوعول وكان الذين سبقونا قد وضعوها على أعناقها .. وما علينا الا الاستماع لتلك النبضات ورصدها وتدوينها وجمع عينات من ” البعر” والمخلفات الحيوانية فى أكياس بلاستكية وذلك لأخذها للمعمل لقياس المحتوى المائى والخيارات الغذائية.. وفوق ذلك أجتر من ذاكرتى من وقت لآخر ذلك المخزون الهائل من أغانى أبو داؤود.. فلا شئ ينعش النفس ويبعث الدفء غيرها. هناك شئ غريب يحدث لى أحياناً وأظنه يحدث لكم . ألا يصادف أن تصح من نومك وبقايا لحن أو أغنية تتردد على لسانك اليوم كله؟ أهو نوع من النشاط الإنصرافى Displacement Activity نلجأ اليه بطريقة لا إرادية لتخفيف ضغط نفسى؟ ربما. وحينما ترامت الجبال وراء الخضرة الطاغية والمستنقع نصف المتجمد أيقنت أننا وصلنا فمثل هذه المستنقعات تصلح مرتعاً للوعول وظباء الكاريبو بقرونها المتشعبة .. بينما إنخفضت السحب الركامية كالعهن المنفوش فجعلت السماء وردة كالدهان بفعل شمس ألاسكا فى هذا الوقت من السنة . زهور الأقحوان والداليا تنمو على ذلك البساط الأخضر .. زهرة تدثرت ببقايا ثلج .. فى الصباح نفضته عن بتلاتها , شهقت فى الظهيرة , ثم ماتت .. رحلة قصيرة جداً لكنها حافلة بالمغامرة والجسارة .. من رحم تلك الأزهار فى يوم ما يولد فصل الربيع .. أم أن الربيع فى هذه الأرجاء هو خاطر يمر ببال الأشجار ؟ تلك التى تطرح أوراقها وتنتظر الشتاء وهى عارية ؟ ولكن عندما ذبلت تلك الزهرة وهى تبدأ رحلة الاختفاء كان هناك صوت أبو داؤود يخرج من مخبئة يواسيني ويعزي آلاف الأزهار فى فراشها : أينعت ْفى الروضِ زهرةْ وإكتستْ سحراً ونضرةْ وبدت تزهُو جمالاً فاحَ منهُ الطيبُ نشرا فهى للنفسِ أمانٌ وهى للإلهامِ سحرا أينعتْ لكــنْ أراها ذبلتْ فى ناظــريا أينعَتْ لكــِنْ أراها تندبُ القطــر النديا أينعتْ لكــِن أراها ساقَهــا الموتُ فتيا ذبلت فى الروضِ زهْرَةْ كل شئ هنا يومض لحظة ثم ينطفئ .. ويخيم ظلام يمتد إلى شهور فى زمن الشتاء .. وبالقرب من حيث أقف وعلى جذع شجرة أسلمت الروح قبل أعوام كان هنالك الصقر الأصلع .. يحمل وقاحة الدنيا كلها فى عينيه كان يحدجنى بنظرات (عقدتنى) .. صقر على شاكلته فى بلادى يهرب منى ولا يقف ليتمعن فى وجهي وقد ظنت لبرهة أنه سيحط ليأكل من رأسي .. أهل بلادى أيها الصقر الأصلع يسلون (أمان) قلب أى طائر ويزرعون مكانه رعباً لا نهائياً .. تخافهم جميع الحيوانات وتخشى بأسهم حتى الصقور أمثالك ..ولكنى أراك وقد إنفردت بي فى بلاد طيرها “عجمي” .. ونداء خفى يدفعنى أن أصرخ فى وجهه بأن الطيور على أشكالها تقع حتى أغيظك .. هذا الطائر هو جزء من إيكولوجية الوعل وظباء الكاريبو والدب الأسود .. يعيشون على هذه الحافة القطبية قبل مجئ الإنسان .. مائة وسبعون ألفاً من هذه الظباء تهاجر فى بداية شهر أبريل قاطعة مسافة 360 ميلاً نحو المحمية القطبية وتتبعها الذئاب والصقور والدببة .. ألم يتسلل الى أذنك صوت أبو داؤود وهو يغنى : غــزال البر يا راحلْ حرام ٌمن بعدك الساحلْ أنا المنّ حالى ما سائلْ أنا المني الفؤاد مضنِى أنا المنّي الدمع سايل أعاني عذابِي الهائل أخذ منّي الفؤاد مأخذّ ونالْ منّي الهوى نائلْ غزال البر يا راحلْ وهكذا ترحل تلك الظباء والوعول الى حيث الدفء والعشب ” وطبع الريم أصلو نافر”. أمامى يستريح هذا الوعل على مملكة الماء .. نصفه يغوص داخل المستنقع والنصف الآخر يرقب ما يحدث على السطح .. وهو يقضم الأعشاب المائية فهذا هو الزمن الذى ينمي فيه طبقات من الشحم يكتنزها لموسم الشتاء .. وهذا زمن الإشتهاء .. فيرسل إشارات العشق خواراً فى الهواء فتلتقطها الإناث.. وهن يخفين الرغبة تحت التهام مستمر للأعشاب.. خواره الفطرى ينبه مجموعة من الذكور فترفع رؤوسها بينما تتحرك أنثى لفيفة كانت تقضم الأوراق تحت السفح وكأنها تبحث عن الذى أرسل شهقة العشق الأولى فى هذه الأرجاء . إناث الوعل تمر عليهم فترة الطمث الشهرى كل 22يوماً والتوقيت يسبق كل شئ فالأجنة تقضى فترة الشتاء داخل الأرحام فى فترة حمل قد تتجاوز الثمانية أشهر ولا تولد إلا فى الربيع حيث الدفء والعشب متوفر والذئاب أقل جوعاً . الصراع الذى ينشب بين الذكور حين تشتبك بقرونها الشجرية الضخمة يضمن للإناث تلقيحاً من الأقوى الذى يحفظ إستمرار أقوى الصفات الوراثية وإنكسار الأنوثة تحت وطئة هى التى تجعل إستمرارالنوع وعدم إنقراضه ممكناً فى وجه الصيادين والبندقجية وتجار الجلود والفراء .. الإحصائيات تقول أن السويد وحدها قد قتلت عام 1970 من تلك الوعول 150الفاً.. فى هذا الوقت أحسست برغبة فى مشاركة أبو داؤود الغناء: أوتذكرينَ صَغِيرتى أو رُبَّما لا تذكرينْ الخمسة الأعوامُ قد مرّتْ وما زال الحنينْ الشوقُ والأحلامُ مازالتْ تؤرقُ والسنينْ أم كان حباً ياتُرَىَ أم كان وهم الواهمينْ هل كان حباً لاهياً أم كان شيئاً فى اليقينْ هل كنت تعنينَ الــــذي ما تدَّعين مازلتُ أذكر خصلة عربيدةً فوق الجبين مازلتُ أقرأُ فى السطورِ فأستبينُ البعض أو لا أستبينْ والعطرُ والأنسامُ يغمرني بفيضِ الياسمينْ منديلك المنقوشُ جانبه أو تذكــرينْ ما كان قَصْدِى أنْ أَبُوحَ فربما لا تذكــــرين رائعة الشاعر الرقيق عوض حسن أحمد وعبقرية برعى محمد دفع الله جسدها أبو داؤود فى بيت واحد : ما زلت أذكر خصلة عربيدةً فوق الجبين وأنا ما زلت أذكر كيف كان ذلك الوعل يجرى فتفر المسافات من امامه.. ليلحق بأنثى تحرك أذنيها يميناً وشمالاً كخصلة من الشعر ..”المساير” كصيحة من صيحات الخمسينات .. وهى فى فرارها تتركنى أنا وصديقى أبو داؤود نقف على حافة العتاب : جميلْ وصف جمالكْ يحيِّر الشوادي غزالْ نفرتَ مِنِّي وعَمَلْتَ قلبي وادي تجِدْنِي لو أقبِّل خدودك النوادي أذوب من اللطافةْ ويذُوبْ معاى فؤادي يا ناسْ محبوبي ساكت قصد عنادي فى هذه الأثناء تحركت السحب الركامية وبقية من نهار إختفت فى ظلال جبال ماكنلى الشاهقة وفى ذلك الفضاء الرمادي تختفى ملامح الوجوه ولكن الوعول التى إنتقلت إلى خارج المستنقع رسمت أجسادها بوضوح وهى تشتبك فى عراك يخيل إليك إنه يحتاج الى قرار من الأمم المتحدة لفض الاشتباك .. وكانت تتحرك يميناً وشمالاً فتعمل الأعشاب والأوراق حسابها ولا أحد يتدخل .. وفجأة يطل دب أسود يقف على رجليه جاذباً جسده الضخم الى فوق وكأنه كنج كونج الذى كنا نراه فى سينما كردفان .. ويتوقف كل شئ .. ويفض الإشتباك وكأن صوتاً خفياً سرى وسط المقاتلين .. وهبط سكون عميق وغطى كل المكان.. كان يفصلنا عن الدب مستنقع وطريق ينشطر نحو السفح وحارس يحمل بندقية يطلق منها طلقات صوتية فى الهواء لتخيف ذلك الدب إذا دعا الحال ووقف الزملاء كل فى مكانه يدونون .. الوقت هنا يتغير سريعاً وجميع الكائنات مشغولة بقضية البقاء وحفظ النوع .. والأقوى من تلك الظروف الصعبة هو النوع ولهذا فإن بيئة ألاسكا من أغنى البيئات الطبيعية , فى نهاية الربيع تسبح أسماك السالمون عكس التيار متحدية النهر لتضع بيضها ثم بعد ذلك تموت .. فقد إنتهت مهمتها .. طيور البفن تعشعش على حواف الجبال ثم تندفع ملقية بنفسها فى البحر لتحصل على الأسماك وهناك أيضاً شياه الدال والتى تعيش على الجبال متسلقة الصخور ببراعة تحسد عليها . وهناك الذئب الرمادي الذى كاد أن ينقرض فى جميع الولايات ما عدا ولاية منيسوتا والا سكا وهناك 8000 ذئب .. تتبع قطعان الكاريبو والوعل ولكنها تظفر فقط بالصغير أو العجوز أو المعاق وبذلك تحافظ على النوع خالياً من المورثات الضعيفة . يتحرك الوعل بجسمه الضخم الذى يتراوح طوله من الرأس الى الذيل بين مترين ونصف الى ثلاثة أمتار ووزن يتجاوز ال 800كليو جرام ويحمل على رأسه تلك القرون المخملية المغطاة بشعر قصير كالقطيفة التى يصل طولها الى مترين .. عندما تسقط تنمو مكانها قرون جديدة أكبر حجماً واشد قوة . ومن وسط تلك السحب الركامية ومن فجوة بين طيات السحاب يغمر المكان ضوء مفاجئ من شمس أغسطس تلك التى ظلت ملازمة لنا وكأن المغيب لا ياتى .. هل إستمعت الى أبو داؤود وهو يغنى “فلق الصباح”؟. رائعة ذلك المبدع الفذ خليل فرح ” فلق الصباح” كانت تشكل لنا معضلة كان يحمل همومها الفنان الشاعر أحمد الفرجونى.. فهو أول من نبه إليها .. الفرجونى بحسه المرهف كان يتأمل ذلك الشعر الانسيابى :فلق الصباح قول لي أهو نورك لاح …خلَّي ياخفيف الروحْ.. هُوَّ هذا نداكْ أم ندى الأزهار ْ ** من جنان رضوان أصلكْ لذا كل ربيع فصـــلك أتنفــس فوح تتنـفس ناسْ ورياض وبحارْ بالنسبة للفرجونى فإن الطريقة التى تغنى بها هذه الأغنية لا تتماشى مع كلماتها الرقيقة – المستعطفة المتأملة المتسائلة : أنت روضة وليك زهرةْ ولا كوكب وليك بهـرةْ الطريقة التى إنطلق معشر المغنين يقدمون بها أغنية فلق الصباح جردت الأغنية من محتواها النغمى الرقيق ووضعت مكانه مارشاً عسكرياً .. ولهذا كانت محاولة الفنان الفرجونى الناجحة فى “تطرية ” و”تليين” و”مزينة” تلك الأغنية حتى جاءتنا طرية تتثنى مصورة لوجدان الخليل والذى قصد أن يتسلل الى وعينا السياسى من خلال وجداننا العاطفى ..الوحيد الذى كان قد فطن الى هذه الحقيقة هو أبو داؤود بفطرته الفنية السليمة دون أن يخوض فى تنظير لها .. يرق صوت أبو داؤود حتى يكاد يلامس رقة الأطفال وهو يغنى :فى لهيبك بشوف ساحل ْ كالفراشة بجيك راحلْ يا لطيف الطـــيف قول لى أعمل كيفْ مع اللعـب بالنار ** إنتى روضة وليك زهرةْ ولا كوكب وليك بهرةْ ضمّخوك للجبينْ زعفران وعبيرْ إنت نار فى بهارْ ** ما عرفنا عدوك ذاهل ولا لسه غلام جاهلْ متهللْ طــــيفْ الشتاء عندك صيف اللعب بالنار ** صبغ الخــدين حمرةْ بعد ساعة بشوف صفرة الاصــفرار ده كتير أخجلوك يا أميـــر ولا نمت نهـــار فلق الصباح نورْ لنحور الغيد صورْ يا صباح النـــورْ على العـيون الحورْ والخديد الحـــارْ ثم يقف بنا أبو داؤود على مربط الفرس وهو يقودنا : عزة قومى كفاك نومكْ وكفانا دلال يومــكْ إنتي يا الكبــرتوك البنات فاتوك فى القطار الطارْ والتفت وأجد زملائى طلاب الدراسات العليا وقد فاتوني راجعين الى ذلك الكوخ الخشبى الذى كنا نقيم فيه تحت ضيافة سلطات المحمية الطبيعية .. وصوت أبوداؤود يتردد فى أذني وهو يغنى من كلمات ديمترى البازار: بتنّى فــى الترتيلْ ما عرفنا ليهو مثيل يا ناس لى حبيّبْ “تصغير حبيب “ أنا فى غرامُو كتيلْ يا صاحبى .. هذا حديث لا ينتهى .. رحم الله أبوداؤود عبد العزيز بن محمد أشهر مغنيى الدولة الأموية والعباسية ودولة الأندلس والفاطميين والتركية والمهدية والاستقلال وعصر الانترنت .. __________________
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأحد مارس 20, 2011 11:14 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 11:06 am | |
| رحيل الفنان الذري / ابراهيم عوض ذلك العملاق
الفنان الذري إبراهيم عوض إلى رحمة الله انتقل إلى رحمة الله الفنان الأستاذ إبراهيم عوض الساعة الرابعة الثلاثاء يوم 23/5/2006م ألا رحم الله الفنان الاستاذ ابراهيم عوض واسكنه فسيح جناته والهم الجميع الصبر وحسن العزاء
ينظر إلى ابراهيم عوض كرمز وعلم مهم في تاريخ السودان الموسيقي والفني الحديث. والفقيد، الذي وافاه الأجل المحتوم ، بعد مشوار طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ77 عاما، أمضى جلّ حياته يرفد وجدان السودانيين بالغناء الجديد، حتى اطلقوا عليه لقب «الفنان الذري».ويعتبر النقاد أن ابراهيم عوض، الذي تزامن ظهوره في عام 1953 مع اتفاقية الحكم الذاتي للسودانيين، وقدم أغنية «ابسمي يا أيامي»، قد اختار مدخلا ذكيا في علاقته بالجمهور في مرحلة مهمة من تاريخ البلاد. ومن يومها ظل رمزا مهما طوال مرحلة كاملة من مراحل تجديد الغناء السودانى منذ آخر الأربعينات وأول الخمسينات من القرن الماضي. وشكل مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الريح ثنائيا متفردا في الغناء: عبد الرحمن الريح يكتب الشعر ويلحن وابراهيم عوض يغني، ثم دخل على الخط في ما بعد الشاعر الطاهر ابراهيم، ثم الشاعر الرقيق محجوب سراج والملحن السنى الضوي، وابراهيم الرشيد والموسيقار عبد اللطيف خضر (ود الحاوي)، والشاعر سيف الدسوقي. ويعتبر النقاد الفنيون أيضا أن ابراهيم عوض هو أستاذ ورائد لجيل، بل أجيال، من المطربين السودانيين، يأتي في مقدمتهم المطرب الفنان محمد وردي. ويتفق النقاد على أن طريقة أداء عوض هي مطلوبات تلك المرحلة الجديدة «الاربعينات والخمسينات». وابراهيم عوض، الذي برع في إدخال الإيقاعات الراقصة والسريعة واستفاد من الموسيقى الشعبية للشعوب الأخرى، ترك لمكتبة الغناء أكثر من 150 اغنية، اشهرها و«فارقيهو دربي» و«عزيز دنيايا»، و«مين قساك مين قسى قلبك» و«راخصني ما مغليني»، «لو داير تسيبنا جرب وانت سيبنا» و«قلبك حجر» و«المصير« و«يا جمال دنيانا» و«تذكار عزيز» و« ويا زمن».
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأحد مارس 20, 2011 11:15 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 11:10 am | |
| ذكري في وفاة رائد الفن السوداني الحديث / ابراهيم الكاشف - له الرحمة بانصرام هذا العام يكون قد مضى على رحيل الفنان الكبير ابراهيم الكاشف اربعون عاما،لكنه مازال طازجا ،غناؤه يدخل الوجدان الجمعى لهذه الامة و(يطوى جناحينو يطير بينا ) بدا الكاشف حيث يجب ان يبدا ، حيث النقطة اشترعها هو للغناء الحديث ، كانت تلك البداية ، بداية لمعارك حامية ، بين اهل القديم وبينه ، من اولئك الذين حاولوا الى كبحه واجهاض مشروعه الحداثى او التحديثى ، لكنه خرج بنهاية الامر منتصرا للحداثة والتغيير الفنى ، وخرج متوجا على عرش الغناء الحديث ، وظل على قمته بلا منافس حقيقى ، فى ذلك الحين اذا علمنا انه كان ( نجارا ) واميا فى ذات الوقت ، لم يدخل من باب المدرسة قط ، لكنه استطاع ان ( يدق كل مسامير الغناء الحديث ببراعة لا مثيل لها ) دقها اوتادا ابدية لا تصدأ ولا تتزحزح الكاشف ، يا له من مغن لن تجود بمثله الايام ، ربما فى زمان ما ، لكنه سرمد ، واكسير لحونه ما يزال الشجرة التى يرتاد ظلها من يشتغلون بالتلحين ، فهو( جب) الموسيقى الذى كلما نهلت منه ازداد عمقا وبات ماؤه اكثر عذوبة ، فلكم تغنى كل من شاء ان يصل الى بوابة اللحن والكلم الذى لا يضاهى عمقا ،واللحن السهل الممتنع ، يدخل الى القلب حتى ان جاء عبر صوت فنان اخر ، حين تستمع الى الكحلاوى فانت لا شك مستطعما حلاوة اللحن وسهولة الاداء(وداعا روضتى الغنا ) على سبيل المثال ، حكى لى احد اصدقاء الكاشف والكحلاوى ( انهما كانا صديقين ، وان الكاشف قال للكحلاوى ، لو مت قبلك تغنى الاغنية دى ساعة التشييع ، ولو انا مت قبالك بغنيها ليك يا كحلاوى ، وقالوا ان الكاشف يوم تشييعه كان الكحلاوى لحظة ان وضعوا الجسد على حافة القبر بدا بالغناء الباكى لتلك الاغنية) واضاف الصديق ( تبدو تلك الاغنية كانها مرثية للكاشف ) غنى الكاشف للعديد من الشعراء (خالد ابو الروس ، عبيد عبد الرحمن ، السر قدور ، حميد ابو عشر ، خليل فرح ، المساح ) يلفت النظر فى الكلمات التى يختارها الفنان الكاشف انها رصينة ، وذات حدس عال فى البقاء كالماس لا تتغير مدلولاتها ولا يعتريها الوهن ، تتناسب وكل مقام ومكان وزمان ، فله حدس ظل يقظا فى اختيار الكلمات بلا ادنى شك يحيلك الى صرامة معرفية بلا حدود صابحنى دايما مبتسم اشوف جمالك وفتنتك اتجلى فى وكت الضحى تجد العليل نعنش صحا الصاحى دون خمر انتشى يا صادح البال يارشا بقلبى افعل ما تشا والكون وراك طايع مشى وها نحن نمشى فى اثر تلك العبقرية الغنائية ،او فى سياق اخر تجده (حسبما زعم عم السر ان عبيد عبد الرحمن لم يركب طائرة فى حياته لكنه كتب رحلة بين طيات السحاب ، اورد ذلك فى ندوة انعقدت فى مركز عبد الكريم ميرغنى العام 2005 ربما فى شهر نوفمبر منه ) لكن تلك الاغنية تدخل معك كلما دخلت الى جوف الطائرة تتمثل الكاشف وهو يهدى روعك ان كنت تخاف الطيران ياحبيبى قلبى حاب رحلة بين طيات السحاب بختنا انت وانا يابختنا ويا بختنا بمطرب وفنان كالكاشف ، فلم تكن الدراما فى ذلك الحين كما مؤثرا على الحياة باى قدر لكنه استوحى مشهدا دراميا خالدا حين تستمع الى اغنية (الجمعة فى شمبات ) ترى كم ان الشاعر عبقرى وان الكاشف اكثر عبقرية فى صياغة اللحن جداول المية كابه نسايم البشر هابه كل زول مفتون بزولو عيون لعيون محاربة شفاه لى شفاه مقاربة خليهم يقولو زى ما الناس يقولو حلات الجمعة يوما وحلو شمبات مقيلو لاحظ ( الماء منسابا ) ويدوزن ذلك فى الموسيقى ، ولنا ان نكتشف من خلال هذه الكلمات ( المكان ) لدى الكاشف ، المكان الجغرافى ، فهو مكان تم اختياره بعناية فائقة ، لكل ماهو جميل (روضة ، نضار ، شمبات ، طيات السحاب ، شلال) مشهد جغرافى يعج بالحياة والامل ، وحبيب حاضر دائما وحتى فى غيابه يرجوه ان يكتب له، لانه يعانى الحاصل بى انا شوق وحنين واقيم الليل اهات وانين وهو دوما مهموم بذلك الحبيب ، مشغول (مشغول فكرى حاير مشطوب انشطاب )لكن حبيبه يبدو دائما عنيد ، ويحيله الى الحيرة ( يا محيرنى ومتحير ، انا عمرى غرامك انت وغرامك عمرو قصير ) والكاشف لم يشذ عن القاعدة التى انتجت مجايليه من حيث تذكير الحبيب ، فهو ـ الحبيب ـ صغير ، اسمر جميل ، محجوب لا يتم توصيفه الا عبر ذلك الحجاب (وحجبوه حاسدينى ، بقوا بينو مابينى ، لا ادرى ما ذنبى المنعوه من قربى ابعدوه عن قربى وابو لا يبارحوه لكنه فى مقام اخر هو نفس هذا المحجوب ، لكن اعلى درجة ، واسمى مقاما انت بدر السما فى صفاك قل لى من عينى من خفاك حبيبى متى وفاك ؟ لكنه فى تجل اخر يتلامس معه ( نقلة نوعية ) حيث من الحجب والخيال الى واقع ملموس والحب البان فى لمسة ايد يقول شيخنا الجميل السر احمد قدور شاعر هذه الاغنية ان( الكاشف جيتو فى ورشة الوزارة ، وزارة الاعلام ، وحفظتو الاغنية دى ، مشينا عشان نسجلا فى الاذاعة ، قالو لا يمكن ، ليه ؟ قالو ليهو انت لقيتا وين عشان تلمس ايدا) الكلمة لدى الكاشف لا تنفصل عن اللحن ،فهما صنوان ،فالكلمة تحيلك الى النغم والعكس صحيح ، فانت لا يمكن ان تتخيل (الربى والسهل او جداول الموية ) بدون اللحن الذى لم يفارق الكلمة ، تنساب الكلمات كما اللحن ، وهنا يقول شيخنا الجليل السر قدور (لمن كان الكاشف بلحن فى رسايل ، سال قال ايه يعنى ربى ؟ فقلنالو المكان المرتفع ، فقال خلاص اللحن يجى عالى ،اذكر جلوووووسنا على الرباااااا كان الكلمة فيها صدى ) احيانا ينتابنى غرور وانا استمع الى هذا المغنى المطرب الفنان واحس انه يغنى لى وحدى ، احس اننى تلك المحبوبة الاثيرة لديه ، لذلك تابعته منذ اليفاعة منذ ان كانت ( الشاغلين فؤادى) بالرق ، الى ان غنى اخر اغنياته ، الفته وحفظته مقطعا مقطعا ، وحرفا حرفا ،وجلست الى قرنائه عم السر قدور متعه الله بالصحة والعافية ، فهو من يحفظ الى حد كبير سر هذا العبقرى ، الذى كان له شرف ادخال الاوركسترا الى فضاء الغناء السودانى وكثيرا ما يعترينى الحزن لحظة ان يغنى فنان ما من الشباب اغنية لهذا الهرم الشامخ ولا يحسن اخراج الكلمة او التدقيق فى نطقها ، ليس لان الكاشف مجرد (فنان ) لكنه قامة علينا احترام فنها ، الكاشف ، لك الرحمةايها الفنان الذى (انت عارف انا بحبك ؟ ولا ماك عارف بالمرة ؟ ) | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 1:13 pm | |
| وفاة امير العود الفنان / حسن عطية ولد حسن محمد عطيه الريح على الملقب بحسن عطيه عام 1921 بحى المراسلات فى قلب الخرطوم والده من رفاعة والدته من من امدرمان له ابن وحيد يدعى محمد تخرج من جامعة امدرمان الاهلية بدا حياته الدراسية بخلوة الخليفة محمد الحنفى شيخ الطريقة الاسماعلية ثم الدرسة الانجلية ليتلتحق بمعمل التحاليل الطبية ويتخرج عام 1940 مساعد معمل عمل متطوعا بسنار وسنجة وحلفا والدويم امتلك بيتا مؤحرا بالديوم تعلم العود على يد جاره الفنان عبدالقادر سليمان والفنان حسن سليمان من اصدقائه ذنون بشرى والفنان احمد المصطفى تعمامل مع العديد من الشعراء مثل عبدالرحمن الريح عثمان منصور ومحمد احمد المحجوب و حميده ابوعشر وكان يلحن اغانيه بنفسه سجل لاذاعة حوالى 225 اغنية واكثر اعماله مسجلة بها يعتبر اول فنان سودانى يقدم عملا غنائيا سينمائيا فيلم الخرطوم وغنى فيه اغنية الشاعر عبرالرحمن الريح الخرطوم كان شديد الاعجاب بالفنان المصرى محمد عبد الوهاب كما له علاقات حميده مع الفنان السعودى محمد عبده يعتبر اكثر الفنانين اناقة فى جيله وكان ذالك محور سؤال له فى حلقةاذاعية من ذنون بشرى عن سر اناقته وقد ارجع الفضل الى زوجيه ست الجيل التى كانت تختار ملابسة فى بداية طريفه الفنى اتصل به الاستاذ حسن طه ذكى للاذاعة ورفضت اسرته الا ان الاستاذ حسن طه اقنع اسرته بأنه سوف لا يكون مثل الفانيين اللذين كان يمكثون اربعين يوما فى مناسبة الزواج لانه موظف لدى الحكومة ولا وقت لديه ومن ثم فى احد ايام الجمع غنى بالاذاعة بمصاحبة العود واول اغنيه غناها اغنية سهران يالليل ثم خضارى وختماها باغنية هات لينا صباح ومن الطراف بعد خروجه من الاذاعة قابلته مظاهرة من المعجبين اللذين حملوه على الاعناق حتى تمزق قميصه. غنى لقوات دفاع السودان ابان الحرب العالمية الثانية حين سفرهم اغنة جاهل صغير واغنية حمامة ودود خشم الغربة وبالله عود بالسلامة سافر خارج السودان رحلات فنيه عديدة ومن اشهر رحلاته رحلة جنوب افريقيا تطوع مع الجنود للترفيه عنهم ومعه احمد المصطفى سرور ابراهيم الكاشف محمد احمد داكو والسر عبدالله سافر مع صديقه الفنان احمد المصطفى الى شمال افريقا حيث عاشا فى خندق واحد مع الجنود وشاركا بالنغم ورفع الروح المعنويه. رحلة الفنان حسن عطية الفنية دامت خمسين عاما اشتهر فيها فى اختيار اغانيه وتجديد موسيقاه وغنى فيها الحقيبة والتراث واهازيج دنية والاغنيات الوطنية مثل فى الفؤاد ترعاه العناية للشاعر الدبلوماسى المرحوم يوسف التنى وكان يجارى فيها احد اغانى الفنان خليل فرح فى قصيدة بنى الاسلام للشاعر ابراهيم النور سوار الدهب وكان له ابداع فى عزف العود وتقدم للاذاعة عام 1940 عمل حسن عطيا رئيسا لاتحاد الفنانيين بعد الدكتور محمد ادهم ثم نقيبا وكان اعضاء الاتحاد انذالك احمد المصطفى حسن سليمان دكتور عادل ادهم و عبدالحميد يوسف و يسن بحر وقد سجل للعديد من الاذاعات العالمية مثل البى سى سى واذاعةصوت فرنسا واذاعة كولون وكثيرا من الاذاعات العربية والافريقية وكان اول فنان سودانى يسجل لاذاعة الامارات العربية المتحده واول فنان سودانى يغنى بالتلفزيزن المصرى لزواج الملك فاروق فى الدائرة التلفزيونية التى جلبها الملك من فرنسا لتقطية حفلات زواجه لمدة اسبوع ووجدت اغانيه صدى واسع من القبول والاستحسان منح العديد من الميدلايات منح الفضية فى مهرجات تكريم الفن الغنائى فى اكتوبر عام 1969 والذهبية من ناى الخرطوم ووشاح من مركز الربيع كما منحه اتحاد الدبلوماسين السودانيين العضوية الفخرية ومنحته نقابة الاطباء العصوية الفخرية وكان احد مؤسسى نادى الخرطوم توفى الفنان حسن عطيه الملقب بامير العود عام 1993 بعد ان ترك لنا ارثا فنيا كثيرا الا رحم الله تعالى المقيم الراحل وانزل السكينة على قبره @@@@@@@@@@@@@
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأحد مارس 20, 2011 1:24 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: موت فنانين الأحد مارس 20, 2011 1:22 pm | |
| وفاة الفنان الكبير عبد الله الماحي:- اتي علي الناس حين كان يتحلقون فيه الفنوغراف وقبلها كانوا يجلسون القرفصاء حول دار الاذاعة يستمعون الى عبيد الطيب وعبد الحميد يوسف (على الهواء مباشرة) وهي مساحة من تاريخ المجتمع السوداني بصورته العامة وتاريخ ام درمان بصورته الخاصة وذلك لاعتبارات تتعلق بالتمدد الجغرافي لاهل الحقيبة؛ هذا الفن الذي تتناثر حوله الآراء هنا وهناك وقد وقف الناس على سجال النقاد بين (قادح وذام) لهذه الحقبة حيث نستحضر بعض الشواهد التي القى فيها الدكتور عبد الله حمدنالله رأيه القائل ان اغنية الحقيبة (مصنوعة) او هي صناعة ام درمانية ايضا نجد حديثا مماثلا للاستاذ مؤمن الغالي قال فيه.( أنا من المُناهضين بشراسة لحقيبة الفن، تلك الحقيبة تمتهن آدمية المرأة، بل لقد باع شعراء الحقيبة جسد المرأة بالكيلو في سوق الله أكبر). وهناك من يرى ان كلمات الاغاني مليئة بالاسفاف والعبارات التي تنتهك (خارطة الجسد) وتوصف الحالة الخاصة التي تعيشها بعض النسوة(طابق البوخة) مما دفعهم الى القول ان اغنية الحقيبة تخلو تماما من اي ملمح فني اما الرأي الذي يقود خط التعصب الحقيبي فيرى ان اغلب كتاب ومغني وملحني هذه الاغاني برغم قلة حظهم التعليمي الا انهم اوصفوا وامعنوا في الوصف اضافة الى خصوبة الخيال عندهم برغم (ضيق فترة المشاهدة) لدرجة ان احدهم كان يحتال ليرى ملهمته والامثلة كثيرة على ذلك (حاول يخفي نفسو ) وغيرها من الاغنيات الى جانب مقدرتهم الكبيرة في استخدام وتوظيف الالفاظ والجمل القرانية في توصيف الحالة الابداعية للشاعر وهو الاثر الكبير للمدرسة القرانية في اغنية الحقيبة (لو الشجر اقلام جميعا والنيل مداد لو كتب اشواقي ليك ما عددا) اضافة الى ذلك جاءت روح البادية عن طريق محمد ود الرضي وعمرالبنا وما لها من اثر واضح في كثير من اغنيات الحقيبة ولا ينكر الناس اسهام فناني الحقيبة في الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية فقد كان الوعي عند شعراء الحقيبة كبيرا حيث اسهمت حقيبة الفن في محاربة العادات الضارة (ما شوهوك بي فصادة على الخدود السادة) ونفخت في نار الوطنية (عازة في هواك) من خلال خدمة الاغنية الغزلية للوطن وهو (كود) عجز المستعمر عن فك شفرته. نتناول المرحلة الاولى لفن الحقيبة من خلال ما قدمه محمد ود الفكي عراب اغنيات الحقيبة بشكلها الحالي. (محمد ود الفكي).. الرجل الذي غير شكل الغناء في السودان
لقد مر الغناء في السودان بمراحل متعدده وشهد حقبا ازدهر فيها بصوره كبيرة وقد ساهم الغناء في السودان في تشكيل المزاج السوداني بصورة لاينكرها احد وحتى نقف على هذه المراحل والمتغيرات التي لازمت الاغنيه كان لابد لنا من الرجوع والغوص في السفر الاجتماعي العظيم ( ملامح من المجتمع السوداني ) للاستاذ الكبير حسن نجيله لاحتوائه على التفاصيل الدقيقة لعملية وظروف التحول التي جرت للاغنية السودانية في مراحلها الاولى. ازدهر الغناء في فتره الثلاثينات عبر الفنغراف من خلال القهاوي وجلسات السمر في المنازل والمنتديات وبيوت كبار الموظفين وكان من اشهر فناني تلك الفتره ود الماحي و كرومه وسروروالامين برهان وعصفور السودان التوم عبد الجليل وشقيقه ابراهيم عبد الجليل و علي الشائقي و اولاد شمبات وحدباي , وبدايه غناء الحفلات في امدرمان كان على طريقة غناء الطنبارة حيث كان السائد ان البنات يرقصن على كرير الطنابره دون غناء وهو الشيء المتعارف عليه في ذلك الوقت مع بعض الكلمات المنغمه المصاحبه لغناء للطنبور وهي كلمات منسوبه الى احد شعراء منطقه العيلفون اسمه ( ود مضوي) يقول في مطلعها الريانه كد سحابه حلوه ولينه قامت دابه فاها يشبه العنابه فاها حالي حال اليانه اضافة الى بعض الشعراء الاخرين من ام درمان امثال (الجقير )و(حسن التوم) وكان شعرهم يقتصر على الدوباي او الدوبيت وفي عام (1900) جاء الى الخرطوم احد ابناء كبوشيه ويدعى ( ودالفكي ) وهو شاب اسمر اللون على خديه وشمان صغيران (درب طير ) مربوع القامه انيق الملبس حلو الحديث رقيق الطبع شديد الحياء من غير تصنع من اسرة متدينة فوالده من رجال العلم والدين المعروفين في منطقه كبوشية وقد تلقى ودالفكي تعليما دينيا وقدرا من العلوم الاخرى في خلوة والده بكبوشية وهو عاشق الغنا منذ صباه و كان يتمتع بصوت رائع جاء الى امدرمان متحملا غضب والده على اختياره لدرب الغناء والفن و من المعروف ان ود الفكي كان يزاول مهنة بيع الخضار في سوق ام درمان حيث لم يكن الغناء في ذلك الوقت وسيلة لكسب العيش و من الاشياء التي كانت جديدة على مجتمع امدرمان واتى بها ود الفكي انه كان يغني في الحفلات جالسا على كرسي او على طرف السرير الذي يجلس عليه الطنابرة وكان يبدأ الغناء بقرع عصاتين صغيرتين يحملهما في يده حيث يبدأ برميه لرقصه( التقيل) وهو اسلوب جديد على مجتمع ام درمان والخرطوم جاء به ود الفكي من كبوشيه وقد كان الشكل المتعارف عليه في السابق ان الرقص يبدأ على كرير الطنابره دون غناء ومن اشهر الرميات في ذلك الوقت عشبه البانا الماحت اغصانا في جوفي …واجه نيرانا نفس جيانا من صوارم عشبه البانا حاده هنديه وسانه سنانا من سهام العين اين ملجانا ملكه اعوانا وهي كلمات لشاعر من منطقه كبوشيه اسمه (حسن سالم ) وكان ود الفكي عندما يغني الاغنيه يتبعه الطنابره يكرون بحناجرهم كريرا منظما يتخلله غناء ودالفكي والفتاة التي ترقص على هذه الطريقة( التقيل ) تؤدي الرقصة على مرتين ثم تجلس ثم يبدأ ورد( الحفيف) باغنية جديدة فينشد روحي ملهوفه اسمعوا وصوفه بالنظرخلاي ستي كيوفه نفسي يا نفسي انت مشغوفه ارجعي وامرك قالوا لا يشوفه وكان يحضر حفلاته كبارشعراء تلك الفترة امثال ابراهيم العبادي وسلطان العاشقين ( يوسف حسب الله ) وابو عثمان جقود ومحمد ود الرضي وكان ود الفكي هو رائد مدرسة التجديد في طريق ومفهوم الغناء في تلك الفترة وقد ظل يتربع على عرش الغناء حتى قرابة عام (1918) بعده جاء الحاج محمد احمد سرور وبداء يغني على نفس نسق ود الفكي حيث يبدا باغنية قصيرة ( الرميات) ثم يعقبه الطنابرة وقد جاء التغير الحقيقي في زواج التاجرالمعروف بشير الشيخ عام( 1920)عندما حضر سرور وبرفقته الامين برهان وقد حدث ان الطنابرة قد تامروا على سرور وقرروا الا يطمبروا معه لانه اختلف معهم في الطريقه التي يؤدي بها رمياته خلال الطنبور ومن المعروف عن سرور كان ينزع الى التجديد في شكل وطريق الغناء وهي في الغالب مستمدة من طريقة غناء ود الفكي وعندما اصر الطنبارة على موقفهم وقف العبادي مرتجلا ابيات من شعره يقول فيها جزاهم الله خير كل الحساب حسبولنا جابو لنا الكراسي و في الوساع نصبولنا من جاه الكرم كادوا يجبولنا ما خلو لفاش الا الطنابرة ابولنا وعندها طلب الحضور من سرور ان يغني لهم دون طنبور وكان هذا اول حدث من نوعه وهو الغناء بصورة جديدة على طريقة ود الفكي ( بدون طنبور ) حيث ولد عهد جديد لفن الغناء السوداني وصار طابعا في ليالي الافراح وبعدها تلاشى الطنبور شيئا فشيئا وارتفع مستوى الغناء من ناحية الكلمات واللحن والاداء. ننتقل بعد ذلك لنتناول بعض تفاصيل احد الرواد الاوائل وهو فنان البجراوية الاول عبد الله الماحي عبد الله الماحي ..صولجان الحقيبة الذهبي الاستاذ علي مصطفى (الدكشينري) حدثنا عن العمل الابداعي الكبير الذي كان يقوم به فنان البجراوية الاول عبدالله الماحي حيث يقول عبد الله الماحي من مواليد البجراوية في العام (1894) بدأ حياته الفنية باغنيات الطمبور او الكرير كما كان سائدا في ذلك الوقت حيث لم يكن الغناء بهذه الصورة المتعارف عليها اليوم حيث تنعدم الالات الموسيقية بمختلف اشكالها وكان (الكرير ) يحل محل الآلة الموسيقية الى جانب الفرقة الغنائية المصاحبة للفنان (الكورس) بعد هذه المرحلة انتقل فنانا الى مدينة ام درمان والتي حل بها في بدايات العام (1906) ومنها بدات انطلاقته الفنية المميزة التي جعلته يتسنم ذرا الغناء في ذلك الوقت ويعتبر الفنان عبد الله الماحي اول فنان حقيبة سجل اغانية بواسطة اسطوانات الفنوغراف وكان ذلك في شركة( بيضافون ) بالقاهرة بواسطة عراب اغنايت الحقيبة (دميتري البازار)وكان ذلك في العام (1927) وكانت اول اغنية تسجل له هي اغنية (اعرفوني ولا تصرفوني ) من كلمات الشاعر محمد علي عبد الله ومن الحانه ويعتبر الفنان عبد الله الماحي ثاني فنان يغني على نسق الطمبور بعد فنان كبوشية الاول محمد ود الفكي وكان من اكثر المتاثرين به اضافة الى ان هناك صلة قرابة تجمعه مع فنان كبوشية الاول وللفنان عبد الله الماحي( ست وثلاثون) اسطوانه قام بتسجيلها لمختلف الشعراء وآخر اسطوانة له كانت بعنوان (نسائم الليل ) من كلمات الشاعر الفحل محمد ود الرضي وكان ذلك في العام(1927 ) قام بالتسجيل للاذاعة في بدايات (1958) حيث بلغ مجمل ما سجل له حوالي خمسون اغنية وكانت (المفارق عز وقسي) للشاعر علي المساح هي اول اغنياته بالاذاعة و(نشيد رمضان) للشاعر عبد الله سليمان هو اخر ما سجله للاذاعة ومن اشهر اغانيه (انا غنيتا للستات وكان قصدي الانبساط) والتي يتغني بها التفنان صلاح بن البادية ايضا اغنية( نظرة ياالسمحة ام عجن) و(سمت روحي وعمرالحسود) و(السلام ياروح البدن )و(احرموني ولا تحرموني) و(ما بالنية )التي يتغني بها الفنان حمد الريح واغنية ( عزه وصالك) اما الشعراء الذين تغنى لهم فمنهم محمد ود الرضي وعبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح سيد عبد العزيز وعمر البنا ومحمد علي الامي وقد ظل الفنان الكبيرعبد الله الماحي مواصلا في عطائه وتغريده الفني حتى وفاته في عام (2002). (سبب تسمية حقيبة الفن) سر هذه التسمية التي لم تكن الا محض صدفة علقت بهذا النوع من الشعر الغنائي حينما كان الشاعر ابراهيم العبادي ومدير الاذاعة متولي عيد والمبارك ابراهيم صاحب برنامج يبث صباح كل جمعة منتظرين تلك الاغاني المعبأة في اسطوانات الفنوغراف ويحملها لهم في شنطة صغيرة الراحل ( ديمتري البازار) اقدم موثق للفن السوداني لبثها في اذاعة هنا ام درمان . يومها كان الجميع يبحث عن اسم مناسب ليكون عنوانا لبرنامج المبارك ابراهيم ليحصلوا على الحل من حقيبة ديمتري التي يحمل فيها اسطوانات الاغاني ليصبح اسم البرنامج ( حقيبة الفن ) وهناك رواية اخرى تقول ان حامل الحقيبة هو الأستاذ الإذاعى والسفير لاحقا صلاح أحمد محمد صالح، شقيق المذيع عبد الرحمن أحمد محمد صالح، وابن السيد/ أحمد محمد صالح عضو مجلس السيادة فى حكومة أزهرى الأولى وصلاح أحمد كان هو مقدم البرنامج قبل الأستاذ المبارك إبراهيم ايام كانت الإذاعة فى مكاتب المجلس البلدى، وان ديمترى البازار ما كان عنده مشاركة فعلية فى تقديم برامج الإذاعة على الرغم من ان محله أو دكانه فى الخرطوم فى شارع فيكتوريا، أو شارع القصر حاليا، كان هو ملتقى الشعراء والمغنين وكان هو وكيل شركات التسجيل فى السودان لمعظم شركات الأسطوانات فى مصر والشام مثل شركة اوديون وميشيان الأرمنى وبيضافون.
| |
|
| |
| موت فنانين | |
|