كبوشية التاريخ المبهر والواقع المحزن الذي نسعي لتغييره |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 87 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 87 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث لا أحد أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 229 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 5:57 pm |
احصائيات | هذا المنتدى يتوفر على 491 عُضو. آخر عُضو مُسجل هو مشمش فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 16444 مساهمة في هذا المنتدى في 2721 موضوع
|
|
| هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:47 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد كنت أظن أن الصحابة كلهم يشهد لهم بالجنة لقوله تعالى:"وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" التوبة:100 وقوله تعالى:"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" محمد:29 وغيرها من الآيات ... ثم إذا بي و أنا أقرأ في كتاب اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي في باب اعتقاد سفيان الثوري يقول الإمام سفيان وهو يكلم شعيب بن حرب:"يا شعيب بن حرب لا ينفعك ما كتبت لك حتى لا تشهد لأحد بجنة ولا نار إلا للعشرة الذين شهد لهم رسول الله وكلهم من قريش" فإذا بكلامه يخالف مافهمت ُ أنا من الآية فهل أنا فهمت كلامه خطأً أو فهمت الآيات خطأً أرجو ممن كان معه علم ألا يبخل علينا والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الجمعة مارس 25, 2011 3:57 pm عدل 1 مرات | |
| | | عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:48 pm | |
|
--------------------------------------------------------------------------------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
قد ثبت في عدد من الأحاديث شهادة النبي بالجنة لغير العشرة كثابت بن قيس بن شماس ، وبلال ، وسعذ بن معاذ ، وفاطمة بن النبي والحسن والحسين وغيرهم ... والآيات فيها النص بالعموم وهذا لا شك فيه فكل مؤمن مصيره إلى الجنة والكلام على الشهادة للأعيان . ولعلك ترجع لشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز عند قول الطحاوي : ( ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا ) أو لشروح الواسطية عند قول شيخ الإسلام ( ويشهدون بالجنة لمن شهد له الرسول كالعشرة ، وثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة )
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الجمعة مارس 25, 2011 3:56 pm عدل 1 مرات | |
| | | عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:49 pm | |
|
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
قد ثبت في عدد من الأحاديث شهادة النبي بالجنة لغير العشرة كثابت بن قيس بن شماس ، وبلال ، وسعذ بن معاذ ، وفاطمة بن النبي والحسن والحسين وغيرهم ... أضيف لما قاله الأخ الحبيب ما رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن تكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال نعم فقام آخر فقال أمنهم أنا فقال سبقك بها عكاشة
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الجمعة مارس 25, 2011 3:58 pm عدل 1 مرات | |
| | | عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:50 pm | |
|
--------------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ جَنَّةً وَلَا نَارًا، وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلَا بِشِرْكٍ وَلَا بِنِفَاقٍ، مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى) يريد العلامة الطحاوي رحمه الله أنّ أهل السنة والجماعة يتّبعون في الأمور الغيبية ما دلّ عليه الدليل من كتاب الله جل وعلا ومن سنة رسوله ( فلا يَقْفُون ما ليس لهم به علم ولا يقولون على الله جل وعلا ما لا يعلمون امتثالا لقوله سبحانه ?وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا?[الإسراء:36]، وامتثالا لقوله جل وعلا ?وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ?[الأعراف:33]، فحرّم الله جل وعلا القول عليه بلا علم، ومن القول عليه بلا علم أن يُشهد في أمر غيبي أن الله جل وعلا لا يغفر لفلان، أو أن فلانا من أهل الجنة؛ يعني قد غُفر له، أو أنه من أهل النار المعيّن لأنه لم يشأ الله أن يغفر له. فأصل هذه المسألة وهو ما قرره من إننا لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، هذه لأجل أن هذا الأمر غيبي والله جل وعلا حكمه في أهل القبلة قد يعذب وقد يغفر؛ يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، فمن نزّل جنة أو نارا أحدا من أهل القبلة ممن لم يدل الدليل على أنه من أهل الجنة أو أهل النار فقد قال على الله بلا علم وتجرأ على الرب جل جلاله. فالواجب -إذن- اتباع النص وتقديس الرب جل وعلا وتعظيم صفات الرب جل جلاله، وأن لا يشهد على معين من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة جزما أو من أهل النار جزما إلا من أخبر الوحي بأنه في هذا الفريق أو في هذا الفريق. وهذا نصّ عليه خلافا لأهل الضلال في مسائل الأسماء والأحكام من المعتزلة والخوارج قبلهم ومن يرون السيف ونحو ذلك ممن يشهدون لمن شاءوا بالجنة ولمن شاءوا بالنار؛ بل قد شهدوا على بعض الصحابة بأنهم من أهل النار وعلى بعضهم من أنهم من أهل الجنة بمحض أهوائهم وآرائهم، وأهل السنة يخالفون الفِرق الضالة في هذا الباب ويتّبعون ما دلّ عليه الدليل ويعظمون الله جل وعلا، ولا يتجاسرون على الغيب، ويعظمون صفة الرب سبحانه بأنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. وتحت هذه الجملة مباحث: الأول: أن هذا الحكم ذَكَر أنه مختص بأهل القبلة فقال (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ) يعني من أهل القبلة (جَنَّةً وَلَا نَارًا)؛ لأن أهل القبلة ظاهرهم الإسلام والله جل وعلا قد وعد المسلم بالجنة، وقد توعّد من عصاه من أهل الإسلام بالنار. فهذا الحكم مختص بأهل القبلة، فمن مات من أهل الإسلام لا يشهد عليه بأنه من أهل النار ولا يشهد له بالجنة، إلاّ من شهد له رسول الله ( كما سيأتي. وإذا تبين هذا فلا يدخل في كلامه من مات على الكفر فقد كان في حياته كافرا؛ كان طول حياته نصرانيا، أو كان طول حياته يهوديا، أو كان طول حياته وثنيا أو مشركا الشرك الأكبر المعروف؛ يعني من أهل عبادة الأوثان أو ممن لا دين له، فهؤلاء لا يدخلون في هذه العقيدة؛ بل يُشهد على من مات منهم بأنه من أهل النار؛ لأنه مات على الكفر وهو الأصل. فقد ثبت في الصحيح أن النبي ( قال «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار» يعني في الحديث الصحيح «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار» وهذا عموم وهو موافق للأصل، وهو أن من مات على الكفر نحكم عليه بالظاهر، ولا نقول قد يكون مات على الإسلام؛ لأن هذا خلاف الأصل. والقواعد المقررة تقضي باتباع واستصحاب الأصل، لهذا المسلم نستصحب أصلَه -كما سيأتي- فلا نشهد عليه بشرك ولا كفر ولا نفاق إذا مات، كذلك نستصحب الأصل في من مات على الكفر من النصارى واليهود والوثنيين وأشباه هؤلاء. ومن أهل العلم من أدخل الحكم على المعين الذي ورد في هذه الجملة، أدخل الحكم على المعين الكفار بأنواعهم فقال: حتى الكافر لا نشهد عليه إذا مات لأننا لا ندري لعله أسلم قبل ذلك. وهذا خلاف الصواب وخلاف ما قرره أهل التوحيد وأئمة الإسلام في عقائدهم، فإن كلامهم كان مقيدا بمن مات من أهل القبلة، أما من لم يكن من أهل القبلة فلا يدخل في هذا الكلام. المسألة الثانية أو المبحث الثاني: ذكرنا لك أن أصل هذه العقيدة تعظيم صفات الله جل وعلا وعدم الخوض في الأمور الغيبية، والعلماء في إعمال هذا الأصل في هذه المسألة لهم أقوال: القول الأول: من قال: لا أشهد لأحد ولا على أحد مطلقا، وإنما نشهد للوصف للجنس دون المعين، فنقول: المؤمن في الجنة، والظالم في النار، والمؤمن المسدد في الجنة، ومرتكب الكبيرة متوعد بالنار، ونحو ذلك من ذكر الجنس والنوع دون ذكر المعين، إعمالا منهم للأصل الذي ذكرنا، وأن الحكم للخاتمة أمر غيبي لا ندري هل حصل الختام بالتوحيد أم لا. والقول الثاني: وهو قول جمهور أهل العلم وأئمة أهل الحديث والسنة والأثر أنَّ هذه المسألة غيبية فمجالها ومدارها على قاعدة الأمور الغيبية أنّه يقتفى فيها الدليل دون تجاوز للقرآن والحديث، فلا ينزّل أحد جنة ولا نار إلا من أنزله الله جل وعلا جنة أو أنزله النار بدليل من الكتاب أو من السنة، وسواء في هذا النوع الوصف الجنس أو المعين.فجاءت الشهادة لأبي بكر ( بأنه من أهل الجنة في القرآن، وجاءت الشهادة لأهل البيت بأنهم مطهرون أيضا بالقرآن منهم علي ( وفاطمة وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام الذين قال الله جل وعلا فيهم ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?[الأحزاب:33] ونحو ذلك، وجاء في السنة الشهادة على معينين من الصحابة بأنهم في الجنة كما في العشرة المبشرين بالجنة: الخلفاء الأربعة، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وسعد بن أبي وقاس، وسعيد بن زيد إلى آخره، وكذلك الشهادة لبلال (، ونحو ذلك ممن جاء في الحديث أنه من أهل الجنة، وكذلك من شُهد عليه بالنار ممن هو منتسب إلى القبلة لِما جاء في السنة فإننا نشهد عليه بالنار. وهذا القول هو المراد بكلام الطحاوي هذا وهو قول جمهور أهل الحديث والسنة. أما القول الثالث: فهو مثل القول الثاني؛ لكنه زاد عليه بأنّ الشهادة المستفيضة للإنسان من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة أو أنه من أهل الوعيد فإنه يُشهد للمعين أو يشهد عليه بالشهادة المستفيضة، وهذا جاء رواية عن الإمام أحمد وعن غيره من الأئمة واختارها الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمهم الله تعالى، وقال: دلت السنة على هذا الأصل فإن النبي ( مُرّ عليه بجنازة فأثني عليها خيرا فقال «وجبت»، ثم مُرّ بجنازة أخرى فأثنى الصحابة عليها شرا، فقال «وجبت»، قالوا يا رسول الله ما وجبت؟ قال «تلك أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة، وهذه أثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه»، وأيضا جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار» قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال «بالثناء الحسن وبالثناء السيئ»، فيدخل في هذا القول المعروفون الذين شُهد لهم بقدم الصدق من صحابة رسول الله (، وكذلك من شهد له من أئمة الإسلام بهذا المقام كالإمام مالك مثلا والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم ونحوهم من أئمة الإسلام. والأظهر هو القول الثاني وهو قول الجمهور؛ لأنّ الشهادة بالاستفاضة هذه الدليل يتقاصر على أن يُشهد له مطلقا، لكن يكون الرجاء فيه أعظم، ولهذا في الحديث الأول قال «وجبت»، فدل على أن شهادتهم له في مقام الشفاعة له بأنه قال «أثنيتم عليها خيرا فوجبت» ودل على أن الوجوب له بالجنة مترتب على الثناء عليه بالخير، وليس الثناء عليه بالخير نتيجة وإنما هو سبب لوجوب الجنة، فكأنه في مقام الشفاعة له والدعاء له، وليس هذا مطلقا. والحديث الثاني أيضا يحمل على هذا بأنه في مقام الشفاعة والدعاء له، بالإضافة إلى أنّ القول الأول هو قول الأكثر من أئمة أهل الإسلام. المبحث الثالث: أننا إذا لم نشهد لأحد أو على أحد فإن المقصود المعين، أما الجنس والنوع فنشهد للجنس والنوع، فنشهد على الظالم بالنار دون تنزيله على معين، ونشهد للمطيع بالجنة دون تنزيله على معين، والمقصود إذا مات على ذلك، إذا مات المطيع على الطاعة، وإذا مات الظالم على الظلم؛ لأن المسألة مبنية على ما يُختم للعبد، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام في الصحيح أنه قال «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»، وهذا يدل على أن الأعمال بالسوابق -سوابق الكتاب- وبالخواتيم، وهذا يمنع من الشهادة المعينة لأن الأعمال بالسوابق والخواتيم، والله جل وعلا خلق الجنة وخلق لها أهلا وهذا غيبي، وخلق النار وخلق لها أهلا وهذا أمر غيبي. فإذن الشهادة على الجنس أو للجنس بالجنة أو على نوع بالنار هذا المقصود من مات على ذلك، من مات على الطاعة فإننا نشهد لجنس الميتين على الطاعة، ولجنس من مات على الكبيرة بأنه متوعد بالعذاب قد يغفر الله جل وعلا له وقد يؤاخذه بذنوبه. المبحث الرابع والأخير: أننا مع ذلك كله فإننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، أهل السنة أهل رحمة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان رحيما بهذه الأمة، فيرث أهل السنة الرحمة من صفاته عليه الصلاة والسلام، فيرحمون هذه الأمة، ومن رحمتهم لها أنهم يرجون لأهل الإحسان ويخافون على أهل الإساءة، ورجاؤهم لأهل الإحسان يحمله على أن يدعو لهم وأن يصلوا عليهم إذا ماتوا؛ لأن حق المسلم على مسلم ست ومنها أنه إذا مات يصلي عليه ويدعو له، وتَحملهم الرحمة للمسيء أنه إذا مات على الإساءة أنه يُخاف عليه الإساءة، فيسأل الرب جل وعلا أن يغفر له ذنبه وأن يتجاوز عن خطيئته وأن يبارك له في قليل عمله، ونحو ذلك من آثار الرحمة، ولهذا يدعو المسلم لجميع المسلمين لمن كان منهم صالحا ومن كان منهم غير صالح؛ بل من الدعاء الذي تداوله أهل السنة والعلماء أن يُسأل الرب جل وعلا أن يشفع المحسن في المسيء، وأن يوعد المسيء للمحسن، مثل ما في دعاء القنوت الذي يتداوله الأكثرون: وهب المسيئين مما للمحسنين. (هب المسيئين) يعني من كان مسيئا عاصيا عنده ذنوب هبه للمحسن فشفع المحسن فيه في هذا المقام بالدعاء. وهذا كله من آثار الرحمة التي كان عليها (، فإنه كان بهذه الأمة كان رحيما؛ بل كان رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام. فإذن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، ولرجائنا للمحسن آثار، ولخوفنا على المسيء آثار، فرجاؤنا للمحسن يحملنا على توليه وكثرة الدعاء له ونصرته واقتفاء أثره، وخوفنا على المسيء يحملنا على الدعاء له والاستغفار ونحو ذلك، فكان أسيرا للشيطان، ونسأل الله جل وعلا له المغفرة الرضوان. نسأل الله سبحانه لنا جميعا أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يجزل لنا الأجر على قليل عملنا، وأن يغفر لنا كثرة الذنب والخطايا فإنه سبحانه جواد كريم، اللهم فأجب واغفر جما إنك على كل شيء قدير. الجملة الثانية قال رحمه الله (وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلَا بِشِرْكٍ وَلَا بِنِفَاقٍ، مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.) هذه الجملة مثل الأولى في تقرير هذه العقيدة المباركة وهي أنّ الأمر ما دام تبع للخاتمة والخاتمة مغيّبة وهذا أمر غيبي فلا نَقْفُ ما ليس لنا به علم، ولا نتجرأ على الله جل وعلا في وصف شيء والحكم يتعلق به والحكم على عباده بدون دليل، لهذا نعتبر الظاهر من كل أحد، فمن كان ظاهره السلامة في الدنيا ومات على ذلك، فإننا نحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر، ومن كان ظاهره الكفر أو ظاهره الشرك أو ظاهره النفاق فإننا نحكم بالظاهر؛ ولأنه ظهر منه ذلك وأمره إلى الله جل وعلا. وفيه بعض المسائل(158): الأولى: قوله (وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلَا بِشِرْكٍ وَلَا بِنِفَاقٍ) يعني على المعيَّن من أهل القبلة، وهذا يدل على أن المعين من أهل القبلة قد يجتمع فيه إيمان وكفر، ويجتمع فيه إسلام وشرك، ويجتمع فيه طاعة وإسلام وإيمان ونفاق، وهذا هو المتقرر عند الأئمة تبعا لما دل عليه الدليل، فإن المعين قد يجتمع فيه الإيمان فيكون مؤمنا ويكون عنده بعض خصال الكفر؛ يعني من الكبائر مما لا يُخرجه من الإيمان، فمثلا قتال المسلم كفر وسبابه فسوق كما ثبت في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، فسباب المسلم فسوق وقتاله كفر فيجتمع في المسلم فسوق وطاعة وكفر وإيمان، كذلك قال عليه الصلاة والسلام «ثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت» ونحو ذلك من خصال الكافرين، فلا يعني وجود بعض خصال الكفر في المعين أن يحكم عليه بالكفر، الحكم بغير ما أنزل الله في حق القاضي أو في حق المعين إذا حكم بغير ما أنزل الله وهو لا يعتقد جواز ذلك أو يعلم أن بحكمه عاص يعني حكم وهو يعلم أنه بحكمه عاص ومخطئ فإنه اجتمع فيه كفر وطاعة. فلا يُخرج أحد من الإيمان بخصلة من خصال الكفر وُجدت فيه، أو خصلة من خصال الشرك وجدت فيه، أو خصلة من خصال النفاق وجدت فيه، فإن المؤمن يجتمع فيه هذا وهذا، ولهذا قال (وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلَا بِشِرْكٍ وَلَا بِنِفَاقٍ) إذا كان مستسرا بذلك (مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ)، فإن ظهر تشهد عليه بقدر ما ظهر، فالشهادة عليه جوازا لا وجوبا كما سيأتي في المسألة التي بعدها. كذلك الشرك يكون مؤمنا ويكون عنده شركا أصغرا، يكون عنده حلف بغير الله مما هو من الشرك الأصغر، أو تعليق التمائم واعتقاد أنها أسباب، أو نسبة النعم إلى غير الله جل وعلا أو نحو ذلك من أمور الشرك الأصغر أو الشرك الخفي من يسير الرياء ونحوه، فيجتمع في المؤمن هذا وهذا. وكذلك بعض خصال النفاق يكون المؤمن مطيعا مسلما؛ لكن عنده خصال النفاق إذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ونحو ذلك من خصال النفاق. المبحث الثاني: أن قوله (وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ... مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ) يعني إذا ظهر منهم فإنما قد نشهد عليهم يعني يجوز لنا الشهادة إذا ظهر منهم شيء من ذلك، وجواز الشهادة عليهم منوط بالمصلحة؛ لأنها من باب التعزير فقد يجوز أن يُشهد على معين ببعض خصاله؛ خصال الكبائر التي فيه أو الشرك الأصغر الذي فيه أو بعض خصال النفاق الذي فيه إذا كانت الشهادة عليه بذلك علنا فيها مصلحة متعدية، أما إذا لم يكن فيها مصلحة، فإن الأصل على المسلم أنه لا يشهد عليه بل يستر عليه. وهذا يدل على أن الأصل في المؤمن ما دام اسم الإيمان باقيا عليه الأصل فيه أن يكون على اسم الإسلام وعلى اسم الإيمان وعلى اسم الطاعة، فلا يُنتقل عن الأصل في الثناء عليه وفي الشهادة له بالإسلام والإيمان والتسديد إلاّ إذا كان فيه مصلحة. فإذن ليس الأصل الشهادة على المخالف أو على من فيه كفر وخصلة من كفر أو شرك نشهد عليه بهذه الأشياء؛ بل هذه منوطة بالمصلحة المتوخاة؛ لأنها من باب التعزير، ويدل على ذلك أنّ النبي عليه الصلاة والسلام ما شهد على هؤلاء بأنهم فعلوا هذه الأشياء إلا على معينين قلة، وأما الأكثر فإنه عليه الصلاة والسلام حملهم على الظاهر، وأهل النفاق الذين باطنه نفاق ما أعلن أسماءهم عليه الصلاة والسلام ولا شهد عليهم لكل أحد لأن المصلحة بخلاف ذلك. المبحث الثالث والأخير: هذا كله في أهل القبلة، أما من خرج من الإسلام بكفر أكبر أو بشرك أكبر أو بردة وقامت عليه الحجة في ذلك فإنه يُشهد عليه بعينه لأنه ظهر منه ذلك واستبان. من شرح ""العقيدة الطحاوية"" لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ.
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الجمعة مارس 25, 2011 4:00 pm عدل 1 مرات | |
| | | عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:51 pm | |
|
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم هل يدخل ضمن الموضوع ما روي عن أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان؟ قال الله تعالى في من بايع تحت الشجرة: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) وروى الإمام مسلم في صحيحه باب استجباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة
67 - (1856) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث بن سعد. ح وحدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث عن أبي الزبير، عن جابر. قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة. فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة. وهي سمرة. وقال: وبايعناه على أن لا نفر. ولم نبايعه على الموت.
[شرح: (ألفا وأربعمائة) وفي رواية: ألفا وخمسمائة، وفي رواية ألفا وثلاثمائة. وقد ذكر البخاري ومسلم هذه الروايات الثلاث في صحيحهما. وأكثر روايتهما. ألف وأربعمائة.
(سمرة) واحدة السمر، كرجل، شجر الطلح.
(بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت) وفي رواية سلمة: أنهم بايعوه يومئذ على الموت وهو معنى رواية عبدالله بن زيد بن عاصم. وفي رواية مجاشع بن مسعود: البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد. وفي حديث ابن عمر وعبادة: بايعنا على السمع والطاعة وأن لا ننازع الأمر أهله. وفي رواية ابن عمر، في غير صحيح مسلم: البيعة على الصبر. قال العلماء: هذه الرواية تجمع المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات. فالبيعة على أن لا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل. وهو معنى البيعة على الموت. أي نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت. لا أن الموت مقصود في نفسه وكذا البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه، والله أعلم].
وأيضا 71 - (1856) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وسويد بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة (واللفظ لسعيد) (قال سعيد وإسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان) عن عمرو، عن جابر. قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنتم اليوم خير أهل الأرض). وقال جابر: لو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة.
وفي الحديث الشريف: (لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة)
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الجمعة مارس 25, 2011 4:01 pm عدل 1 مرات | |
| | | عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:53 pm | |
|
--------------------------------------------------------------------------------
قال الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا ، قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا ، وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ "
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الجمعة مارس 25, 2011 4:02 pm عدل 1 مرات | |
| | | عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة مارس 25, 2011 3:54 pm | |
| على رأس الصحابة ، والأمة كلها ، يذكر عشرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمعوا – في جملتهم – عناصر من الخير متعددة ، وروافد من البر متنوعة ، حتى يصلح أن يكونوا – معاً – نموذجاً لأمة فريدة متميزة . وقد أطلق على هؤلاء اسم "العشرة المبشرون بالجنة " وذلك للحديث الصحيح المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي بشرهم بالجنة واحداً واحداً حين قال : " أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة 00000 " الحديث0 وقد شاع هذا الاسم حتى أصبح اصطلاحاً عند العامة والخاصة ، وبحسبنا أن يبدأ الإمام أحمد حنبل مسنده الضخم في الحديث بذكر رواية " العشرة " ، ويقصد العشرة المبشرين ؛ لأن مصطلح العشرة أصبح ينطلق – بداهة – على هؤلاء العشرة ، فهناك الذي يصنف " مسند العشرة " والذي يصنف " مناقب العشرة " وهم يعنون هؤلاء العشرة الصحابة المميزين على الأمة ببشارة النبي صلوات الله عليه صلى الله عليه وسلم إياهم . مبشرون آخرون : وعلى الرغم مما في ذيوع هذا ( المصطلح ) من دلالات تاريخية وتربوية ينبغي أن يفرد لها بحث يستكشف أعماقها ، أقول : على الرغم من ذلك فقد غطت سيرورته على بعض الأحاديث المفردة الأخرى التي تصرح بالبشارة بالجنة لجماعة آخرين من الصحابة ، لهم ميزات خلقية خاصة جعلتهم حقيقين بهذه البشارة . ولو ذهبنا نعد هؤلاء المبشرين ومناقبهم ، لأعيانا الاستقصاء ، فلعل في الإشارة إلى بعضهم هنا إيحاء بما كانوا عليه من عظيم البر ، وكبير القدر ، وإيماء إلى بعض الدروس العملية من القدوة للكبير والصغير ، والشيخ والشاب ، والرجل والمرأة ، والغني والفقير من أمتنا في ظروفها الحضارية المليئة بالتحدي والمجابهة . أم المؤمنين خديجة : فتبرز السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها - أقدم أمهات المؤمنين ، وأول الناس إسلاماً على الإطلاق ، ومثال الزوجة الصالحة الأنيسة الودود ، التي تقف عند الشدائد موقف الساعد والظهير ، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم - يوم حراء : " قد خشيت على نفسي " فأجابته بتأييد الوامق ، وتأكيد الواثق : " كلا ، فوالله لن يخزيك الله أبداً ؛ إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " إن مواقف خديجة من الدعوة لتحتاج إليها كل مسلمة لها لسان أو يد أو جنان ، خصوصاً صاحبات الشرف والمنصب والحظوة ، والمثقفات ، وأزواج الدعاة إلى الله تعالى ؛ فهي مع زوجها النبي صلى الله عليه وسلم خطوة بخطوة ، ، لا تراعيه وحده، وإنما تحمل هم الدعوة إلى الله في مراحلها وتكوناتها وأفرادها ووسائلها ، حتى كانت وفاتها سببا من أسباب طمع المشركين في تشديد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ، قال ابن إسحاق : " تتابعت على رسول صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك أبي طالب وخديجة ، وكانت وزيرة صدق " ولم يكتم النبي صلوات الله عليه إحساسه بفقدها ، إذ قال لعائشة رضي الله عنها : " لا والله ما بدلني الله خيراً منها ؛ آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد " . وقال الذهبي : " ومناقبها جمة ، وهي ممن كمل من النساء ، كانت عاقلة جليلة دينة ، مصونة ، كريمة من أهل الجنة " . ولقد كانت بشارته بالجنة بشارة خاصة من رب العزة سبحانه ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : "أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : هذه خديجة أتتك ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقراً عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب " . والقصب ، بفتحتين اللؤلؤ المجوف . وكنا نتمنى ألا يحرم أبو نعيم الأصفهاني كتابه " حلية الأولياء " من ذكر هذه الشريفة الجليلة المجاهدة الصبور الصديقة ، وما أظن ولي الله يخرج عن مثل هذه الصفات ، وقد ذكر من هم أدني منها في الجلالة والقدر ، فعفا الله عنا وعنه . بلال بن رباح : " بم سبقتني إلى الجنة ؟ دخلت الجنة فسمعت خشخشتك بين يدي ! " . قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال ، وحاشا لبلال أن يسبق رسول الله إلى الجنة ، ولكنها مواصلة البر بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ومداومة الوفاء له ، فهو يمشي بين يدي النبي في الجنة كما كان يمشي بين يديه في الدنيا ، حفاظاً عليه وصونا لنفسه الشريفة من الأذى ، قال الحافظ ابن حجر : " وكأنه أشار إلى بقاء بلال على ما كان عليه في حال حياته واستمراره على قرب منزلته ، وفيه منقبة عظيمة لبلال" . ووفاء بلال لرسول الله صلوات الله عليه يفوق الوصف ، بله وفاءه لله ولدعوة الحق ، التي كانت سبباً في شدة أذاه ، حتى احتمل مالا يحتمله أحد ، من التنكيل ، والضرب ، والتفنن في صنوف العذاب ، قال محمد بن إسحاق : " … وكان صادق الإسلام ، طاهر القلب ، وكان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة ، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على ظهره … " قال عبد الله بن مسعود : " … وأما سائرهم ( يعني باقي السابقين للإسلام ) فآخذهم المشركون ، وألبسوهم أدراع الحديد ، ثم صهروهم في الشمس ، فما منهم أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأعطوه الولدان ( يعني : وهو مقيد يزحف ) فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة ، وهو يقول : أحد أحد . وبعد عتقه رضي الله عنه ، كان لله وللإسلام أكثر وفاءً ، فقد شهد بدراً والمواقع ، وفتح مكة ، وأذن فوق الكعبة يوم الفتح ، وكان عابداً مجاهداً ، قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني ، وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله " . ويبدو أن أبا بكر تركه للعبادة والجهاد في سبيل الله على اختلاف بين الروايات في ذلك . نعم : كان بلال سيداً ، كما قال عمر بن الخطاب : " أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا " ، فالسيادة و النبالة ليست بالنسب ، وإنما بالانتماء للشرف والمجد وعلو الدرجات ، ومن ثم فقد أنصف الحافظ الذهبي حين أدرجه في " سير أعلام النبلاء " ، وقال : " من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله ، شهد بدراً ، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم - على التعيين – بالجنة ، وحديثه في الكتب " سعد بن معاذ : وهو رجل الشدائد والمواقف والناصر في ساعات العسرة ، عرف مصعب بن عمير والصحابة الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم ، لإشراقه وتسهله ، وكان إسلامه فتحاً للإسلام ولقومه من الأوس ، فأسلموا جميعا ، قال ابن هشام " قالوا : فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً أو مسلمة " وأول ما تلمح في سيرة سعد رضي الله عنه في الإسلام ، هو مدى إفادته من مكانته وموقفه الاجتماعي في توسيع إمكانات الدعوة ، وتمديد عطاءاتها . وهو ملمح يحتاجه كل صاحب منصب ، أو رئاسة ، أو زعامة ؛ ها هو ذا في أبان غزوة بدر ، والنبي يريد اهتبال الفرصة ليشفي صدر المهاجرين من عدوهم من الكفار ، الذي أخرجوهم من ديارهم أموالهم لأنهم قالوا: ربنا الله . وكان الأنصار قد بايعوا رسول الله في العقبة على منعه وحمايته في ديارهم ، فلما عزم النبي- صلوات الله عليه- على الخروج استشارهم في جماعة أصحابه ليتحسس ما عندهم، فتكلم المهاجرون فأحسنوا ، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشارهم ثانية وثانية ، فأدرك سعد بن معاذ- بحسه الصادق ، وذكائه الصافي – أنه إنما يريد الأنصار ، وهنا ينطق الوفاء والولاء والمسئولية الرفيعة على لسان سعد " يا رسول الله : كأنك تعرض بنا ؛ لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقا علبها ألا ينصروك إلا في ديارهم ، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم ؛ فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، وأعطنا ما شئت ، وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت ، … فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك ، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر خضناه معك". أخلاق السيادة وتبعاتها : إن الذي يهزك في هذه الكلمات الناطقة بالرجولة الحقة ، والولاء الخالص ، ليس هو النبض الحماسي الذي ينطوي على إيمان عميق ، وتضحية صادقة فقط ، وإنما هو أن سعد بن معاذ لم يفكر أن ينتظر حتى يستشير الأوس – بله الأنصار جميعا – ليرى ما رأيهم في هذه القضية المصيرية بالنسبة لهم ، خصوصاً وأن بنود العهد مع النبي الكريم لا تشمل وجوب الدفاع عنه خارج حدود المدينة ، وذلك أن منطق اللحظة فرض نفسه على سيد القوم ، والعقل المؤمن هنا لا يرى من المروءة ومكارم الأخلاق أن يتبصر في حقوقه النظرية حول شمولية الدفاع أو محدوديته ، وإنما يراهما في حق المصطفى صلوات الله عليه واقعيا في تمديد العهد وتوسيع نطاق الدفاع عنه ومنعه ، بفاعلية قوله تعالى : ( ما كان للمؤمنين أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ) وما كان قراراً للسيد فهو قرار للقوم بطريق التبعية أن لم يكن بطريق الاتباع ، وإلا ففيم السيادة ؟ ومواقف سعد بن معاذ التي تتسم بعبقرية السيادة كثيرة ، إلا أننا تجتزيء منها بهذا الموقف الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو موقفه من يهود بني النضير وحكمه عليهم ؛ وكان سعد صلى الله عليه وسلم يدعو الله – بعد جرحه في غزوة الخندق – ألا يميته حتى يقر عينه من بني قريظة " . فلما كثرت خيانات اليهود لله ورسوله بالمدينة ، وتقرر إنهاء جرائمهم وفسادهم ، حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين ليلة حتى نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم . وهنا يقع اختيار القائد الملهم على النائب المناسب لإصدار الحكم ، وهو سعد بن معاذ، وهو يعلم أن بني قريظة هم موالي الأوس - عشيرة سعد رضي الله عنه ، ومن ثمة فإن حكمه سيرضى عنه الأنصار – خصوصاً الأوس – ولن تستنكره اليهود . ثم هو يعرف من يكون سعد بن معاذ، الذي لا يحتاج إلى توصية إذا تعلق الأمر بنصرة الله رسوله . وجاء سعد بن معاذ إلى صلى الله عليه وسلم على حمار والأوس من حوله يستحثونه أن يحسن إلى بنى قريظة في حكمه لأنهم مواليهم ، وهو صامت ، فلما أكثروا عليه ، قال " لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم " . حتى بلغوا رسول الله ، فأخبره أن القوم قد نزلوا على حكمه ، قال سعد للأوس مستوثقاً : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمت ؟ قالوا : نعم.قال سعد : فإني أحكم فهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذراري والنساء0 أقول : بخ بخ !! هكذا تكون السيادة ، تلك السيادة التي تتجافى ساعة نداء الحق عن كل علائق التحالفات والمعاهدات المؤقتة ، التي ينبغي أن تنتهي عند حلول ساعة ( الصفر ) ، وهذا الدرس موجه خصيصاً للسادة في كل زمان ، خصوصاً هذا الزمان الذي دأبوا فيه على احترام مواثيق وتعاهدات نبذها أطرافها ، ومسحوا بها أحذيتهم ، مع الأذى الشديد منهم لله ولرسوله وللمؤمنين . أفلا كان موقف سعد بن معاذ منارة رشد وسراج اهتداء ؟ ولكي يتأكد الأوس والأنصار والمسلمون القادمون – أيضاً – أن حكم سعد لم يكن به شبهة إجحاف ، أو ذرة هوى ، ينطق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله ، مؤيداً هذا الحكم : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات " من أجل هذا – وكثير على شاكلته من سيرة هذا السيد الفقيه الواعي – لم يكن مستغرباً أن يخبر النبي أصحابه ومن بعدهم أن عرش الرحمن قد اهتز لموت سعد بن معاذ ، ولا هو مستغرب أن يرى القائد الكريم أصحابه يتعجبون لحلة الحرير الرقيق فيقول لهم : " أتعجبون من لين هذه ؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين " وتبقى القيم : نعم .. تذهب الرجال من حيث كونها لحوماً وعظاماً وجوارح ، لكن يبقى الرجال أنفسهم باعتبارهم قيما ومبادئ وقيادات تربوية للأمة ، وزاداً فكريا وحضارياً لها في محنها وتحدياتها مع أعدائها ، ونبعاً فياضاً بالعطاء لها في إدارة واقعها واستشراف مستقبلها . وهذا هو جل ما قصدناه من وراء هذه الدراسة .والله من وراء القصد إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وكتب: محمد عبد الحكيم القاضي مركز القبلة للموسوعات والبحث العلمي : مصر – المنبا – 94 ش عدنان المالكي
http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?t=132
__________________ | |
| | | | هل نشهد لأحد بالجنة ؟؟؟؟؟؟؟ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|