الخرطوم: الصحافة
العدد: 6386
بقلم: مصطفى أحمد عبد الله
تجد الأماكن التراثية، ذات القيمة التاريخية في ولاية نهر النيل إهمالاً وتهميشا من قبل جهات الاختصاص، و مدينة كبوشية تعج بالمبانى التاريخية التي لا تجد الرعاية المطلوبة وباتت غير مؤهلة ليستفيد منها زوار الولاية، وقبل ذلك اهل المحلية أنفسهم ومن هذه الأماكن التاريخية التي تشهد بتراث حافل وماض عريق لمدينة كبوشيه منطقة البجراويه، التي كانت تسمى مملكة كوش قديما، مبانى تاريخية عدة منها حمام سباحه للملك مشيد منذ اكثر من خمسة آلاف عام ومعبد ، واهرامات ،ومكان قربان النيل الذى كانت تذبح فيه اجمل النساء به حوض يصل دم الذبيحه بالنيل وهناك سجن ارضى كما يحكى الاهالى وهناك تماثيل للكباش باتت تتآكل شيئا فشيئا دون اهتمام يذكر من
محلية شندى ، أو الهيئة العامة للسياحة والآثار، أو وزارة الثقافة والإعلام.وهو ذات الامر الذى جعل عمنا عبدالله العاقب يتحسر على ما آلت اليه المنطقه عامه والآثار خاصه من تدهور كبير ولا مبالاة من قبل مسؤولى بلادى لهذه الثروة التاريخيه العظيمه متسائلا لماذا لم نستفيد من كل هذه الموارد اسوة بما يحدث فى بلدان أخر (مصر) مطالبا فى الوقت نفسه من المواطنين المحافظه على هذه المقتنيات من السرقات والتعدى عليها.
ومن بين هذه الأماكن التاريخية المقابر الملكيه ذات المداخل وبها عديد من الرسومات وهو عبارة عن هرم بشكله النادر وتعرجاته التي تشد الناظر وخباياه التي ما زال كثير منها لم يتم اكتشافه بعد، وهذه
الآثار ما زالت تشكو قلة الرعاية من عدم توفير أقل الخدمات فيها لجذب السياح،وفى احدى الاركان كان لقاؤنا بالمواطن ربيع البشير الذى تحدث عن وجود آثار غير مكتشفه فى سلسلة جبال مليحه شرق مدينة كبوشيه كذلك منطقة ابورتيلا متحدثا عن صحوه الآن من جانب الحكومه بالاهتمام بالآثارمستشهدا بازياد عدد السواح حسب قوله مستنكرا عدم ذهاب عائد السياحه على المنطقه والمواطن...وبطوافنا على المنطقه لاحظنا وجود استراحات فى المدينة منها فندق البجراويه السياحى المعروف، والذي أقامت فيه كل البعثات الزائرة تقريبا والذي يعد معلما رائعا ،وتوجد كافتريا ومشروع انماء المدينه وتطويرها و التى أهملت حتى بدت فقراً لايسكنها احد ولا يزورها كذلك أحد لقلة الخدمات والرعاية ويتمنى أهالي كبوشيه من الجهات ذات الاختصاص وضع حد لهذا الإهمال الذي يهدد تاريخ امة في هذا البلد الطيب بالضياع، ويطالبون المسؤولين عن مثل هذه الأماكن بالمسارعة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سبيل خدمة أهالي المدينة وزوارها والحفاظ على تراثنا وتقاليدنا.
ويذكر أن منطقة البجراويه بمدينة كبوشيه تعد من أغنى مدن السودان تراثا وأقدمها تاريخا وأشدها انتماء للماضي.