قال الله تعالى
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة
كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
صاحب
الحظ العظيم
هو من يدفع السيئة إذا جاءته من المسيء . .
بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات . .
ومنه مقابلة الإساءة بالإحسان . .
والذنب بالعفو . .
والغضب بالصبر . .
والإغضاء عن الهفوات . .
والاحتمال للمكروهات . .
*
*
قال مجاهد وعطاء :
بالتي هي أحسن يعني ,,
بالســــلام
إذا لقي من يعاديه وقيل بالمصافحة عند التلاقي
" فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
هذه هي الفائدة الحاصلة من الدفع بالتي هي أحسن . .
والمعنى أنك إذا فعلت ذلك الدفع صار العدو كالصديق . .
قال الزجاج :
" وما يلقاها إلا الذين صبروا "
اي ما يلقى هذه الفعلة وهذه الحالة ,,
وهي دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على كظم الغيظ واحتمال المكروه . .
" وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
اي في الثواب والخير . .
وقال قتادة :
الحظ العظيم هو
الجـنـــة
*
*
يا عظيم الحظ
اعلم انك عندما عفوت عن الآخرين قمت بعبادات كثيرة ,,
أولها أنك وصلت ما أمر الله به أن يوصل إن كان من عفوت عنه ذا رحم . .
ثانيها عفوك علامة على خشيتك لله وهذه عبادة عظيمة تدل على الخوف من الله . .
ثالثها كظم الغيظ واحتمال المكروه . .
رابعها الصبر على الإساءة والصبر سيرفعك إلى المنازل العالية . .
وخامسها التواضع لله حينما عفوت عمن ظلمك ,,
والعفو ليشمل التواضع كل التواضع فهنيئا ً لك العز والرفعة . .
بهذا أصبحت ممن يدرءون السيئة بالحسنة وهذه عبادة جليلة ,,
و أبشر بالخير الجزيل . .
*
*
من الآن
فكر وبهدوء . .
قبل أن تقرر عدم العفو . .
وأسألك بالله !
من الذي يستحق في هذه الدنيا أن تحرم نفسك من مغفرة الله لأجله !؟
عمرك كله وأنت تدعو الله بأن يغفر لك . .
لقد أتتك المغفرة فلا تردها ! !
" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم "
قال عمر بن عبدالعزيز :
" إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها "
وكن كالخطاب رضي الله عنه عندما قال
" كل الناس مني في حل "