كتب د . / المعز عمر بخيت :-
الحزن في عينيك يا وطني
هوان..
والبعد عنك مذلة
والعشق غيرك مستهان
نبض الفراق استوحى وجدي
والمشارق لم تعد ضوء العيان
رحل الجنوب فغادرت نجماتنا
والشمس ذابت والحنان
النيل أرخي رمشه وجداً
وشاخت نخلتان
عند الضفاف وفي صحارى
الشوق هامت ضفتان
كل البيوت توشحت ضيماً
وبؤساً وارتباكاً واحتقان
والليل جرجر ثوبه
فوق الرمال وبدره
فقد التوازن حين بان
الحسن فينا لم يعد
صوت الحنين
ولا الزمان هو الزمان
كان انفصالك لوعتي
كان ارتحالك يا حبيب
القلب من بين الدخان
أقصى حريق في دمائي
في سمائي
فوق سارية المكان
جيش المصير تشبعت اوصاله
نغماً على أرض الجنوب
مشاعر ورد وبان
وعلى السواحل اقحوان
نهر يقيم على بكاء الغيث
في أرض تداعت بين ظلم
واكتئاب وارتهان
شكراً جزيلاً يا بلادي
شكراً حميماً وامتنان
فلقد بكينا نخب حبك
وارتجينا الحزن فيك مسرة
عيناً بيان
هيهات أن نرث النوى
ونمجد الذل المقطر أرجوان
قلبي وحبك في مدارك لهفة
وطني وبيتي في دروبك هائمان
يا من زرعت لنا الفراق حديقة
يا من جعلت التل يعصره الذهان
هذا الفراق أليمة لحظاته
هذا البعاد حريقه ويل السنان
من يستحم على مياه الانفصال
يخضب الشجن اشتعالاَ
فوق كفك بالبنان
ويؤكد الأحزان فينا لوعة
إن عشنا في درب الجوى
أو ضمنا سهل الجنان
رقص وطرب في جنوبك فرحة
نغم يسوقه ملك وجان
حزن وآه وانهزام في الشمال ولوعة
وكما أدنت الناس ظلماً هاهنا
يوماً تدان.