من الأمثال الشعبية التي أعتقد أنها غير ذائعة ومنتشرة، أو ربما هي مقولة جرت مجرى المثل منسوبة لإحدى الحبوبات تقول «ماني بلحيل على لحم السخيل.. الهو باطل وسيدو بشاكل» والمعنى الذي قصدته هذه الحبوبة أظنه واضح قد يفسده الشرح، ولكن قد يسأل سائل وما علاقة هذا المثل ولحم السخيل بالبرنامج ذائع الصيت أغاني وأغاني، فأقول بعد أن أحمد الله وأثني عليه، العلاقة قائمة وموجودة من حيث أن نسخة برنامج أغاني وأغاني لهذا العام أو على الأقل ما تم بثه من حلقات حتى الآن لم تكن في المستوى المتوقع ولم تعوض حتى الضجة التي ثارت حوله، وانما تعد بكل المقاييس الأقل مستوى وجاذبية قياساً بما سبق خلال الأعوام السابقة منذ ان تم بث البرنامج لأول مرة واستطاع بما قدمه في السابق من ابداعات واضافات تكوين قاعدة جماهيرية عريضة ظلت تلتف حوله رمضاناً بعد رمضان حتى رمضاننا هذا الذي شهد فيه البرنامج شداً وجذباً بين بعض الغلاة والمتطرفين من جهة وأهل الاستنارة والتوسط من الجهة الأخرى، انتهى كما هو متوقع إلى غلبة الغلاة الذين استطاعوا عن طريق الابتزاز والترهيب باسم الدين أن يحدوا كثيراً من سطوة هذا البرنامج باحالته إلى زمن بث ميت تقل فيه نسبة المتابعة والمشاهدة، هذا طبعاً مع الرأفة فقد كاد هؤلاء المتطرفون أن يطيحوا به خارج الدورة البرامجية بل وخارج الفضائية تماماً لولا لطف الله، فقد صار في الآونة الأخيرة لهؤلاء المتطرفين الغلاة كلمة نافذة ووجود معتبر في بعض قضايا الوطن وأصبحوا يخيفون ويرهبون حتى أهل السلطة دعك من مجرد برنامج غنائي ترفيهي ترويحي تثقيفي….
ٌٌْإزاء هذا البرنامج وما ثار حوله من جدل قبل البث وما أذيع منه بعد البث، وجدت نفسي أقف في محطة بين لافتتين، فمن جهة أجد نفسي أقف بقوة مع كل الذين ثاروا في وجه التدخلات التي استغلت الدين بوجه غير صحيح لتحجيم هذا البرنامج دون غيره من مثيلاته البرامج الأخرى التي تبث في نفس ميقاته، ومن جهة ثانية وبعد بث حلقات من البرنامج وجدت أنه لا فرق اذا ما بُث في زمنه المعتاد أو في زمنه الذي أحيل إليه الآن أو حتى لو لم يبث أصلاً، ووجدت أيضاً أنه لم يكن بحجم الضجة التي ثارت لابقائه في زمنه الحي السابق حيث أنه وبالطريقة التي ظهر بها هذا العام لم يعد يستحق هذاالزمن عالي المشاهدة والمتابعة وكيف لبرنامج يستغرق نصف زمنه تقريباً في دعايات البوهيات والماجي وشركات الاتصالات وغيرها من موجة اعلانات مثيرة للضجر والملل، ثم ضحكة من هنا وقهقهة من هناك وكم أغنية دون المستوى… وقمنا على مهلنا وماشين لي أهلنا… أظن أن هذا البرنامج وبالشكل والمستوى الذي ظهر به حتى الآن قد أحرج كثيراً الذين دافعوا عنه بشراسة فقد وضح أنه لم يكن يستحق هذا الدفاع إلا من حيث المبدأ ولأجل المبدأ فقط.
حير المكاشفى جريدة الصحافة August 11, 2011