ذا هو الحوار الشهير الذي دار بين الحجاج و سعيد ابن جبير رحمه الله,الامام العاتم المجاهد الصابر المحتسب,قبل أن يقتله الحجاج
قال له الحجاج ( يخاطب سعيدا ) ما اسمك.....؟
قال: سعيد بن جبير.
قال الحجاج بل شقي بن كسير.
قال سعيد بل كانت أمي أعلم باسمي منك.
قال له ما تقول في محمد.....؟
قال سعيد تعني محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.
أي تذكر محمد صلى الله عليه وسلم من دون أن تصلي عليه.
قال الحجاج: نعم.
قال سعيد: سيد ولد آدم النبي المصطفى خير من بقي من البشر وخير من مضى حمل الرسالة وأدى الأمانة ونصح لله ولكتابه ولعامة المسلمين وخاصتهم.
قال فما تقول في أبي بكر......؟
قال هو الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب حميدا وعاش سعيدا مضى على منهاج النبوة.
أي ماذا تريد مني أن أقول ومن العجب أن نجد بعض الناس يطعنون ويتجرؤون على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وإذا كان هناك من تجرأ عليه فلا يمكن أن يتجرأ عليه أحد من العلماء ولذلك ما تجرأ عليه عالم.
إنه أبو بكر الصديق الذي يقول عنه صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الأرض بعد الأنبياء ويقول عنه إيمانه بإيمان الأمة.
ذهب حميدا وعاش سعيدا ومضى على منهاج النبوة لم يغير ولم يبدل.
قال الحجاج فما تقول في عمر....؟
قال سعيد إنه الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل ولقد خير الله رسوله أن يبقى فمدح هؤلاء الأصحاب وعاش على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منهج أبي بكر الصديق فعاش حميد وقتل شهيدا.
قال الحجاج فما تقول في عثمان...؟
قال سعيد: هو المجهز لجيش العسرة الحافر لبئر رومة واشترى لنفسه بيتا في الجنة عندما تصدق ببئر رومة وصهر النبي صلى الله عليه وسلم على ابنتيه ذو النورين زوجه النبي بوحي من السماء وقتل مظلوما.
قال فما تقول في علي...؟
قال ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأول من أسلم من الفتيان وهو زوج فاطمة البتول وأبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
قال الحجاج فأي خلفاء بني أمية أعجب لك.....؟
قال سعيد: أرضاهم لخالقهم.
قال فأيهم أرضى للخالق تعالى.......؟
قال سعيد علم ذلك عند الله تعالى الذي يعلم سرهم ونجواهم.
فلم يجد الحجاج من الأصول ما يتحجج به عليه فقال له:
فما تقول فيّ يا ابن جبير.........؟
قال سعيد : أنت أعلم بنفسك.
قال الحجاج بل أريد علمك فيّ....؟
قال إذن يسوءك.
قال الحجاج أريد أن أسمع منك.
قال إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى تقدم على أمور تريد بها الهيبة وهي تقحمك في الهلكة وتدفعك إلى النار دفعا.
غضب الحجاج وقال أما والله لأقتلنك.
قال ابن جبير إذن تفسد علي دنياي وأفسد علي آخرتك.
فقال له الحجاج اختر لنفسك أية قتلة شئت.
قال ابن جبير كلمة قوية وهي: بل اخترها أنت لنفسك يا حجاج والله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة.
ومعلوم أن الظالم سوف يقتص الله منه بمثل ما فعله بالمظلوم يوم القيامة وإلى هذا يشير ابن جبير رحمه الله تعالى.
فقال الحجاج أفتريد أن أعفو عنك........؟
قال إن كان عفو فمن الله تعالى أما أنت فلا براء لك ولا عذر.
فاغتاظ الحجاج وقال السيف والنطع يا غلام والنطع جلد يوضع تحت المقتول حتى لا يلطخ المكان بدمه.
فتبسم سعيد وقال له الحجاج وما تبسمك قال سعيد عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك.
قال الحجاج اقتله يا غلام فتوجه سعيد نحو القبلة وقال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.فغلى الحجاج وقال احرفوا وجهه عن القبلة ولا توجهوه نحو القبلة.
قال سعيد فأين تولّوا فثم وجه الله تعالى.
قال الحجاج فاجعلوا وجهه على الأرض قال سعيد منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
قال الحجاج وهو مغتاظ اذبحوا عدو الله ما رأيت رجلا أدعى منه لآيات القرآن.
أي لم أرى رجلا مثله يستحضر آيات القرآن وهو في هذه اللحظة.
رفع ابن جبير يده بالدعاء وقال:
اللهم لا تسلط الحجاج على أحد بعدي.
وضرب الغلام رأس سعيد بن جبير وقتله.
مات هذا العالم الجليل لقد استشهد بسبب صلابته على الحق وثورته على الظلم.
انتهت حياة هذا العالم الجليل لكن لم تنته قصته فبعد خمسة عشر يوما من وفاة سعيد ابن جبير اشتد المرض على الحجاج ومنذ مقتل سعيد إلى مرض الحجاج لم يقتل أحدا.
استجاب الله تعالى دعوة ابن جبير وهو لا تسلط الحجاج على أحد بعدي.
اشتد المرض على الحجاج وبدأ يغفو ساعة ويصحو أخرى وكلما استيقظ قال هذا سعيد بن جبير آخذ بخناقي وبعنقي يقول فيم قتلتني.
ثم يبكي ويقول الحجاج مالي ولسعيد بن جبير ردّوا عني سعيد بن جبير سيقتلني.
وكلما أغمي عليه رأى سعيدا وهو يقتله.
يروى أن أحد الناس رأى الحجاج في منامه فسأله ما فعل الله بك.....؟
قال الحجاج قتلني الله بكل امرئ قتلة واحدة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة
رحم الله تعالى سعيد بن جبير وأسكنه فسيح جنته وجعله أسوة وقدوة لنا
مضى الحجاج و مضى سعيد و بقي التاريخ يدكرهما. يا ترى مادا أخد الحجاج من هده الدنيا,مادا كان سيضيع تو ترك سعيدا و شأنه؟ لا شئ طبعا.