===========
(1)
هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه
(2)
هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه .. وإن قرأه وآمن به
(3)
هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم
(4)
هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه
(5)
هجر الاستشفاء و التداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به
وكل هذا داخل في قوله: (( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا )) وإن كان بعض الهجر أهون من بعض
* * *
: الحرج من القرءان
===========
حرج العاصي والمنافق والفاجر والمبتدع والظالم من الأيات التي تصفه مع علمه أنها حق وتكبره عليها
فالأية تشمل مضمون الحرج الذي في الصدور منه
فإنه تارة يكون حرجا من إنزاله وكونه حقا من عند الله
وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لا يكفي العباد ، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات و الأقيسة أو الآراء أو السياسات
وتارة يكون من جهة دلالته وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب ، أو أريد به تأويلها وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة
وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وإن كانت مرادة ، فهي ثابتة في نفس الأمر أو أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة
فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن ، وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم
ولا تجد مبتدعا في دينه قط إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته كما أنك لا تجد ظالما فاجرا إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته
فتدبر هذا المعنى ثم ارض لنفسك بما تشاء
* * *
منقول من كتاب "الفوائد" لابن القيم