مرقد النبي محمد(ص)
الموقع:
يقع مرقده الشريف في المدينة المنورة في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد النبوي في إحدى حجرات بيته التي كانت محيطة بالمسجد.
التأسيـس:
لما توفي النبي محمد(ص) دفن في المكان الذي قبض فيه، وقام الإمام علي(ع) بإنزال جثمانه الطاهر إلى القبر ثم وضع عليه اللبن وهال عليه التراب وسواه ورفع موضع القبر بمقدار شبر واحد عن وجه الأرض، وقيل أكثر من ذلك، ثم توالت من بعد ذلك عمليات البناء والإعمار لمرقده الطاهر.
في سنة 17هـ بنى الخليفة الثاني مقصورة القبر الشريف باللبن عندما وسع المسجد النبوي الشريف.
سنة29هـ بنى عثمان عموداً واحداً من جهة الغرب وأكثر من عمود من جهة القبلة، وكانت عمارته بالحجارة والجص والعمد المحشوة بالحديد وتسقيفه.
سنة 88هـ أحاط الوليد بن عبد الملك القبر بحائط مخمس وأدخل حجرات نساء النبي(ص) وحجرة فاطمة(ع) إلى المسجد النبوي الشريف، وكانت حجرة الرسول(ص) الشريفة من ضمن ما تمّ إدخاله إلى المسجد.
سنة 161هـ بدأ الخليفة المهدي بن المنصور بزيادة الحصوة كلها وما يحاذيها من المسقف من جهة الغرب حتى غاية مصلى النساء في العهد العثماني وتمت الزيادة في سنة 165هـ.
ما بين سنتي 232 ـ 247هـ أعاد إسحاق بن سلمة وبأمر من المتوكل العباسي بناء الحجرة وفرشها بالرخام وعلقت الخيزران أم الرشيد ستارة عليها.
سنة 548هـ قام جمال الدين الأصفهاني وزير السلاطين الزنكية في الموصل بتغطية أطراف الحجرة الشريفة بالرخام الجميل ثم وضع مشبكاً خشبياً من الصندل والأبنوس منقوشاً حول المقصورة فكان هذا أول ضريح بني على القبر الشريف.
سنة 557هـ، أمر السلطان نور الدين زنكي بحفر خندق حول القبر والحجرة وصبّ فيه الرصاص على أثر محاولة حفر وسرقة جثمان النبي(ص).
سنة 566هـ أمر الخليفة المستضيء بالله بوضع ستائر مطرزة مكتوباً عليها سورة يس فوق القبر الشريف.
سنة 655هـ وفي عهد المستعصم بالله جعل سقف المسجد مساوياً لسقف الحجرة الشريفة، كما جعل حاجزاً يمنع سقوط أي شيء عليها.
بين سنتي667 ـ 680هـ قام ركن الدين الظاهر بيبرس الصالحي أحد مماليك مصر بحصر جوار المرقد والحجرة بصندوق من الخشب له ثلاثة أبواب وارتفاعه 3م ولا يصل للسقف.
في سنة 694هـ أقام الملك زين الدين مشبكاً خشبياً مرتفعاً يصل إلى سقف الحجرة وصارت هذه المقصورة تعرف بالحجرة الشريفة، وفي سنة 822هـ أزيلت الأبواب الخشبية لهذا المشبك.
سنة 765هـ بنى الملك منصور قلاوون قبة فوق الحجرة وغطاها بألواح الرصاص.
ما بين سنتي 879ـ 888هـ بنى الملك الأشرف قايتباي قبة رفيعة فوق الحجرة وأخرى فوق حجرة فاطمة(ع) بعد ترميمها، وفي سنة 1233هـ بنى السلطان محمود خان الثاني قبة جديدة وصبغها باللون الزيتي الأخضر، كما بنى الضريح على أربع درجات وصنع درجات لسقف القبة وثلاث درجات لمرقد فاطمة(ع) وبنى 15 أسطوانة و4 زوايا في أطراف ووسط الضريح.
سنة 1265هـ جدّد السلطان عبد المجيد عمارة المسجد والقبة النبوية واستمر اثني عشر عاماً حتى عام 1277هـ.
المعـالـم:
بناء الحجرة الشريفة التي فيها القبر الشريف عبارة عن مقصورة سورها الخارجي "الشباك" له أربعة أبواب هي: باب التوبة وهو في الجهة الجنوبية وعليه صفيحة فضية كتب عليها تاريخ صنعها سنة 1026هـ، وباب التهجد شمالاً، وباب فاطمة(ع) شرقاً، وهنالك باب رابع في جهة الغرب، وعلى الشباك ستائر من الأطلس الأخضر، وتعلو القبر الشريف قبة خضراء مصبوغة بالدهان ذي اللون الأخضر، ويوجد في شمال الحائط المخمس من داخل الشباك، حجرة فاطمة(ع) ويخلفها محراب يدعى بـ"محراب فاطمة(ع)"، كانت تتهجد فيه ليلاً وما بين الدائر المخمس، والشباك مفروش بالمرمر، وبين القبر الشريف والمنبر تقع الروضة الشريفة وهنالك علامة تحددها وذلك بجعل أساطينها بيضاء.