أقول بصراحة كلما وقعت عيناي بالصدفة على بعض الفضائيات ينتابني نوع من الضيق والخوف معاً.. الضيق والاشمئزاز مما اشاهده على هذه الفضائيات.. أو بالاصح ما أشاهد عليه أزياء الشباب من الفتيان والفتيات في الاغاني (فيدو كليب) والخوف على شبابنا من الجنسين من هذه الفضائيات وقلة الترياق أو عدمه.
لا تتهموني بالتخلف والرجعية وعدم مواكبة الزمن أو العصر، والحقيقة انا مع العصر ومع الزمن أو بمعنى آخر انا مع كرامة الانسان الذي اعزه الله وجعله خليفته على ظهر الارض وميزه بالعقل والسمو عن الحيوانية.
تحقق خوفي وانا الحظ وأشاهد في المناسبات أو في الشارع العام أنواعاً من الأزياء قد تكون أى شيء إلا انها أزياء محترمة أو ساترة استوردوها وجعلوا لها أسماء محلية.. طرحة اسموها ( عدم الوالي) وبلوزة اسموها ( حبيبي اديني حقنة) وبنطال قصير اسموه (حبيبي شطفني) وهناك أزياء اسمها ( الشريعة طرشقت) والوالد دقس.. (وزواج عرفي).. لا استطيع ان اصف هذه الأزياء أو اعدد كل اسمائها لكن الذي يجمع بينها كلها.. انها ضيقة جداً ومحزقة.. ومشرطة ومرقعة وممحوقة.
قلت مع نفسي بالفعل اصبحنا نستورد أى شيء الموضة والعادات والتقاليد وغيرها دون التفكير في هل هى مناسبة لطبيعة مجتمعنا ام لا؟
هذه الملابس ظهرت في الغرب ونقلتها الفضائيات العربية وغيرها وفي الغرب تشبعت الحياة بالترف والفراغ فصار شبابهم يبحث عن الجديد المثير حتى ولو كان غريباً وشاذاً من اجل التغيير وحسب وهذا الامر يختلف عندنا تماماً فشبابنا يعاني من الضياع وفقدان الهوية وفقدان الهوية هذا يجعلهم بيئة سهلة الاختراق.
اذا نظرنا الى مجتمعنا السوداني نجد هذه المظاهر في جميع مستويات المجتمع.. وسط الطبقة الغنية لأنه لا يوجد ما يشغلهم أو بالاصح احتياجاتهم المادية متوفرة وهم متأثرون جدا بالغرب وهو في نظرهم المثل الاعلى وكل محلي هو الدونية والقرف. أما الطبقات الاخرى فسبب البحث عن هذه الأزياء وبأى وسيلة هو الحالة التي يعاني منها المجتمع وهى التقليد الاعمى للطبقات الغنية لشعوربالنقص وللاستلاب الثقافي.
تساءلت مع نفسي عن ما العمل؟ وارجعت السبب لقلة وجود المنظمات النسوية والشبابية والنشطة التي تشكل الترياق ضد هذا الاستلاب وتفجير وتوجيه طاقات الشباب للبناء والتعمير.
الشيء المحير ان هذه الازياء لا تتسم بأية مسحة جمالية.. املي ان ينظر شبابنا من الجنسين في هذه المسألة فالانسانية والاناقة ارفع من هذه (الخشلعة).
هذا مع تحياتي وشكري
الاستاذة امال عباس جريدة الصحافة