أهميتها الجغرافيةتمتاز مروي بخصائص كثيرة أهلتها لان تكون العاصمة الجديدة للمملكة النوبية ، أهمها الموقع الجغرافي المتميز في مفترق طرق القوافل التي تربط
مصر بإثيوبيا وكافة بلاد
أفريقيا ، بالإضافة إلى طبيعة المنطقة الجديدة الغنية بمواردها الطبيعية من أراضي واسعة وأمطار غزيرة .
أهميتها التجاريةنمت مروي سريعا وبرزت للوجود كأحد أهم المراكز التجارية في المنطقة حيث قامت فيها العديد من الصناعات المهمة كالتعدين وازدهرت فيها
العلوم وأنشئت العديد من الأضرحة والمراكز الدينية الهامة مثل
معبد الشمس الشهير الذي كان يؤمه الناس من كل البقاع . في هذه الفترة انتعشت
المملكة النوبية وازدادت قوتها الاقتصادية نتيجة لانتعاش
الصناعة و
التجارة ، وقد بدت ملامح هذا الثراء واضحة في آثارها وموجودات مدافنها الملوكية الباقية إلى اليوم .
Near East in 200BC, showing the Kingdom of Meroe and its neighbors
التاريخفي حدود عام 30 ق.م احتل
الرومان مصر بعد هزيمة ملكتها
كليوباترا ، وكان أول ما فكروا فيه هو مد سلطتهم جنوبا إلى منطقة
النوبة بهدف السيطرة على مناجم
الذهب و
الحديد هناك . كانت أولى المحاولات لغزو النوبة في عهد الملكة النوبية أماني ريناس التي تمكنت من التصدي لقوات القائد الروماني
بترونيوس في عام 24 ق.م وألحقت به الهزائم المتلاحقة في كل من
أسوان والفنتين ، ولكن نسبة لتفوق الجيوش الرومانية لم تتمكن
الملكة النوبية من الصمود طويلا فانسحبت جنوبا إلي
النوبة العليا تاركة
النوبة السفلى في يد
الرومان . وفي عام 23ق.م عقد الرومان معاهدة صلح مع الملكة النوبية أماني ريناس انفتحت بعده أبواب النوبة العليا أمام النوبيين الأمر الذي سهل
التجارة وانتقال
الثقافة و الفنون النوبية لمصر ، إلا أن هذا الصلح لم طويلا إذ قامت أماني ريناس بخرقه بعد أعوام قليلة لتعود المناوشات مرة أخرى بين مصر الرومانية والنوبة التي ما انفكت تثير القلاقل على الحدود الجنوبية لمصر حتى سقوطها .
كتابة مروية
Plan of the North pyramid field at Meroë
مميزات حضارة مرويتميزت حضارة مروي بطابعها الأفريقي الذي تفردت به خلافا لبقية الثقافات التي ازدهرت في
وادي النيل . وتدل الآثار المتبقية من هذا العصر على تأثر مروي بالثقافات المختلفة التي عاصرتها ، ويبدو ذلك جليا في معابدها ذات الطابع الروماني والمصري والإغريقي . كان المعبود الأول في النوبة هو
الإله ابيدماك وهو مصور في آثارهم على شكل كائن براس
أسد ، وقد عثر في معبد الأسد على نقوش لإله له أربعة اذرع وثلاث رؤوس مما يدل على اختلاط النوبة بالثقافة الهندية في ذلك العهد . ضعفت مروي وتفككت في أواخر عهدها بتأثير عوامل متعددة تضافرت سويا للتعجيل بسقوطها . من أهم هذه العوامل تدهور البيئة الطبيعة نتيجة تراكم النفايات الصناعية المتخلفة من
صناعة الحديد مما أدى إلى توقف النشاط الزراعي كلية . كما أدى ازدياد قوة القبائل البدوية في الصحراء وسيطرتها على طرق القوافل التجارية إلى حرمان مروي مصدر آخر كان يعد من أهم موردها الاقتصادية وهو التجارة . أخيرا أدى ظهور
مملكة اكسوم الحبشية كمنافس قوى لها إلى حرمان مروي من أهم مصادر قوتها ، وهو السيطرة على ممرات التجارة الأفريقية عبر شرق
أفريقيا و
البحر الأحمر . وأخيرا ، وفي خضم هذا الضعف والتردي جاءها عيزانا في عام
350 م فدمر ما تبقى منها لتنطوي صفحة هامة من تاريخ
النوبة .
إله له أربعة اذرع وثلاث رؤوس