(1)
يباب يشرب ماءالوقت
قالوا
قد أوحى للحظات موعد الهطول
وانزل علينا إسم الظمأ
يباس يلتهم الأسماء
مخدوش هذا الفضاء
بأرقه المفتول
اصابته لعنة السهاد
وغواية الليل الملول
والدرب إلى السماء
نائم فوق حجارة الذنب
قمر يقرأ سِفرالعتمة
والشمس محض رجاء كسول
لم يعد ظلى ينادمنى
جلس بعيدا
يقرأ فجيعة الضوء
(2)
المساء خيمة
تسكنها عناكب الرغبة
وتستعمرها الثقوب
مثل أمنيات خرقاء
لا يأتيها الوعد إلا مرة فى العمر
تحسست دمى فلم أجده
كان منشغلا بشق طريق
نحو يباب القلوب
فتخيلت وجهها برتقالةً
علقته على جدار مسائى
استحت العتمة ونامت
وأنا لم أنم
جلست اراود رائحة المساء
كانت السماء
مكتظة بالصمت
والنجمات انتثرت
مثل حبات مسبحة تمتهن الضياء
(3)
فى الطريق التى
لا تنبت الخطوات فيها
قال لى الرصيف
هنا ساحل المغفرة
هناك موج الذنوب
سيأخذك السفر إلى القبر
أو قريبا منه
سيأتيك الرحيل حاملا
نبوءة الأسى
وأين بشارة اللحظات ؟
قال
محبوسة فى هيكل التشظى والحنين
لا تعد ثانية ايها الحلم
فالأمنية فينا تنام زهرة
وتستيقظ جمرة
لا تعد
وتوكل على لحاف مسائك الحسود
أنت ريح تجس مفاصل التراب
تناوش الحصى بأغنيات الضجر
لا تعد
أنت سقم يتدلى على حائط الإنتظار
(4)
قلبك فلكٌ يمخر حزن السنين
بحر يستجدى السماء شربة رحمة
انتابنى شغف بدعوة "الخليل"
كيما يسامر صبوتنا
ليؤمنا فى صلاتةالحنين
إستسقاءا لغيث لا يجيب
دعاء خريفنا الضنين
وجلست أردد
"فى بروق الليل لاحلو بارق"
وتذكرت أن ذلك "الترام"
قد تشبث بمحطه الروح البدائة
مثل ماء يشرب أنخاب الظمأ
فكل شئ ملدوغ بعقرب النهاية
مثل فراشة ترتدى ثوب الشوكة
وأغنية تذوب فى اسفنج المرارة
ما أطول ذلك الهباء
(5)
كانت تبلغ من البهاء
مسافة ما يتمنى العاشق
كانت تمارس الصحو
متدثرة بطعم الشمس
ريق حضورها
نهر من كوثر القصائد
مطر معطر من كف الإله
فى النهار
كان غناؤها حقلى
فى المساء
كان لونها حديقتى
هى نشوة الأشجار
فوق مقاعد الأرض
حين يترجل الخريف ويأتى
مثل عريس لا يحفل كثيرا
بنبوءات العطر
بزخات بياض الحليب
فوق جبهة الدعاء
(6)
فى حفرة الصمت الذى
تسكن فيه ألسنة الكلام
رقد المصباح
بين حد الرغبة فى الضياء
ووهم الظلام
فيا إمرأة من فاكهة السماء
هبى لى من لدنك
ما يسد رمق الحسرة فىّ
ما يروى إشتهاء الضياع
ومخيلة الأحلام
فأنا
وفى أقصى براح الخوف
تطفو صورتى فوق بركة الغياب
لا أراكِ ولا أرانى
قد اعتزل الصباح شمس القيام
مضيت وحدى نحوكِ
متابطا صمتى الترابى العتيق
فلتنيرى وتوهجى
يا إمرأة من قبس النشيد
نحن فى وحشة الغياب
تداهمنا الآن حمى الضجر
نباح الجراح
وشوق الألواح
أسألك الآن
حضنا وماءا
وعلى نبعك التوكل
(7)
بعد الصحو من موتى
بعد انحسار الأرق
من أوردة الليل
نويت صلاة نافلة الحياة
فهربت منى الجهات
وما وجدت صوتى