| نساء خالدات | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: نساء خالدات الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:22 pm | |
|
اسماء بنت عميس - رضي الله عنها
نسبها
أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بنِ مَعْبَدِ بنِ الحَارِثِ الخَثْعَمِيَّةُ أُمُّ عَبْدِ اللهِ. مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.
قِيْلَ: أَسْلَمَتْ قَبْلَ دُخُوْلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ، وَهَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ إِلَى الحَبَشَةِ، فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ: عَبْدَ اللهِ، وَمُحَمَّداً، وَعَوْناً.
فَلَمَّا هَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى المَدِيْنَةِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، تَزَوَّجَ بِهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً وَقْتَ الإِحْرَامِ، فَحَجَّتْ حَجَّةَ الوَدَاعِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ الصِّدِّيْقُ، فَغَسَّلَتْهُ، وَتَزَوَّجَ بِهَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ.
مواقفها و حياتها
عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَدِمَتْ أَسْمَاءُ مِنَ الحَبَشَةِ، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: يَا حَبَشِيَّةُ، سَبَقْنَاكُمْ بِالهِجْرَةِ..فَقَالَتْ: لَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقْتَ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وُيُعَلِّمُ جَاهِلَكُم، وَكُنَّا البُعَدَاءُ الطُّرَدَاءُ، أَمَا -وَاللهِ- لأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ..فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: (لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ هِجْرَتَانِ)..
عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُوْنَ أَنَّا لَسْنَا مِنَ المُهَاجِرِيْنَ..قَالَ: (كَذَبَ مَنْ يَقُوْلُ ذَلِكَ، لَكُمُ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ)..
قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَوَّلُ مَنْ أَشَارَ بِنَعْشِ المَرْأَةِ - يَعْنِي المُكَبَّةُ - أَسْمَاءُ، رَأَتِ النَّصَارَى يَصْنَعُوْنَهُ بِالحَبَشَةِ..
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيْبَ جَعْفَرٌ، قَالَ: تَسَلَّبِي ثَلاَثاً، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ..
عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:نُفِسَتْ أسماء بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَهَمَّ أَبُو بَكْرٍ بِرَدِّهَا، فَسَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَ تُهِلَّ بِالحَجِّ).
قَالَ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ.
قَالَ قَتَادَةُ: فَغَسَّلَتْهُ بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَتُهُ.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَسْمَاءَ غَسَّلَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، وَهَذَا يَوْمٌ شَدِيْدُ البَرْدِ، فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ غُسْلٍ؟ فَقَالُوا: لاَ..
قَالَ الوَاقِدِيُّ: ثُمَّ تَزَوَّجَتْ عَلِيّاً، فَوَلَدَتْ لَهُ: يَحْيَى، وَعَوْناً..
عن زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ: سَمِعْتُ عَامِراً يَقُوْلُ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ، وَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيْكَ..قَالَ: فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: اقْضِي بَيْنَهُمَا..قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابّاً مِنَ العَرَبِ خَيْراً مِنْ جَعْفَرٍ، وَلاَ رَأَيْتُ كَهْلاً خَيْراً مِنْ أَبِي بَكْرٍ..فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئاً، وَلَو قُلْتِ غَيْرَ الَّذِي قُلْتِ، لَمَقَتُّكِ..قَالَتْ: إِنَّ ثَلاَثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ خِيَارٌ..
ولأَسْمَاءَ حَدِيْثٌ فِي (سُنَنِ الأَرْبَعَةِ).
حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أُخْتِهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ..عَاشَتْ بَعْدَ عَلِيٍّ.
[/امتدح الله عز وجل المهاجرين في سبيله، وقدرهم حق قدرهم، وفضلهم على القاعدين من المؤمنين درجة، لأن هؤلاء المهاجرين تركوا أهلهم وأحباءهم وديارهم ومراتع صباهم وأموالهم وراء ظهورهم وهاجروا في سبيل الله وعملوا على نشر دينه وبث رسالته حيث ذهبوا.
وهذه صحابية جليلة كانت من أشرف نساء مكة صهرا ومن أسبقهن في دخول الإسلام، وهاجرت مرتين وتزوجت ثلاثة من أجلّ الصحابة شأنا وأقربهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. إنها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب بن شهران ، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث.
وأختا أسماء لأمها هما: أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة زوجا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأختها لأبيها وأمها سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
تزوجت أسماء من جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من السابقين الأولين للإسلام، وأسلمت قبل أن ينتقل النبي بدعوته إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان المسلمون يعدّون على الأصابع، وتعرضت وزوجها لأنواع شتى من الأذى والإهانة من كفار قريش. وكان هذا شأن كل المسلمين، وأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه مما يتعرضون له وفي الوقت ذاته كان راغباً في فتح آفاق جديدة لدعوته، فأشار على المسلمين بالهجرة إلى الحبشة وهي أرض يعرفونها جيدا، يعرفون أهلها لما بينهم من علاقات تجارية فقال لهم “تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم” قالوا: إلى أين نذهب يا رسول الله؟ فأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة وقال لهم: “إن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه”.
الهجرة الأولى
وكان جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عميس في أول فوج يهاجر إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية الشريفة، وكان الفوج يضم عشرة رجال وأربع نسوة منهم: عثمان بن عفان وزوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد وزوجه أم سلمة، وعثمان بن مظعون وغيرهم، وكانت هجرتهم في شهر رجب، وفي شوال من السنة نفسها عادوا إلى مكة عندما بلغهم أن أهل مكة أسلموا، ولكن تبين لدى عودتهم أن الخبر كان غير صحيح، فقد وجدوا أهل مكة أشد كفرا وإيذاء للمسلمين، فهاجر كثير من المسلمين إلى الحبشة وكان معهم بعض أفراد الهجرة الأولى، وكان عدد المهاجرين هذه المرة ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة، وكان أميرهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومعه امرأته أسماء بنت عميس رضي الله عنها وفي أرض المهجر ولدت له ثلاثة أبناء هم: عبد الله وعوف ومحمد.
ولم يكتف كفار قريش بما كانوا يصبونه على رؤوس المسلمين من صنوف العذاب، ولكنهم قرروا مطاردتهم في مهجرهم، فأوفدوا وفدا إلى النجاشي ملك الحبشة يطلب منه تسليم هؤلاء المهاجرين، وكان على رأس هذا الوفد عمرو بن العاص، داهية العرب، ومعه عتبة بن أبي ربيعة وعقد النجاشي مجلسا جمع قساوسته ووزراءه وحضره وفد قريش وعدد من المهاجرين، فتكلم كل من الجانبين وعرض حجته، وكان المتحدث باسم المسلمين هو جعفر بن أبي طالب الذي ساق حججه المنطقية بأداء رائع، وعندما تلا آيات من سورة مريم بكى النجاشي وقال: هذا الكلام وكلام عيسى ابن مريم من مشكاة واحدة، وأمر باستضافة المهاجرين وحسن معاملتهم وإقامتهم في بلاده معززين مكرمين ورد وفد قريش مهزومين مدحورين.
وعاشت أسماء بنت عميس في كنف زوجها جعفر بن أبي طالب في أرض المهجر يدعوان إلى الإسلام، ويبشران برسالته وامتدت إقامتهما في الحبشة نحو اثني عشر عاما، وفي خلال هذه الفترة كان النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة المنورة واستقر بها وخاض المسلمون عدة غزوات للتمكين للدعوة أشهرها غزوات بدر وأحد والخندق.
وفي السنة السابعة للهجرة فتح الله على المسلمين خيبر، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد آن الأوان لأن يرد غربة المهاجرين في الحبشة فأرسل عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ليبعث بهم إلى المدينة فاستجاب له، وعاد المهاجرون في سفينتين إلى المدينة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عميس وأبناؤهما.
فرحة لم تدم
وكانت فرحة النبي صلى الله عليه وسلم بلقاء جعفر وأهله كبيرة فقبله بين عينيه وقال: “ما أدري بأيهما افرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر” وكانت فرحة جعفر وزوجه أسماء بالعودة للأهل والديار والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توصف، وصادف أن كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يزور ابنته أم المؤمنين حفصة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى أسماء فسأل عنها فأجابته حفصة: إنها أسماء بنت عميس، فقال عمر: الحبشية هذه البحرية لقد سبقناكم بالهجرة فقالت: أي نعم لعمري، لقد صدقت كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن له ذلك، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين.
فقال صلى الله عليه وسلم: “بل لكم هجرتان هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلى المدينة”. وفي رواية للحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس بأحسن بي منكم وله أي عمر ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة أو أصحاب السفينة هجرتان”.
ولكن فرحة جعفر وزوجه أسماء بنت عميس لم تدم طويلا، ففي العام التالي لعودته إلى المدينة اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر، وبعد عودته إلى المدينة بعث بجيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل إلى مؤتة على حدود الشام شمال الجزيرة العربية وأمر عليه زيد بن حارثة وقال: “إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، ولدى وصول الجيش إلى مؤتة واجه جيش الروم وكان قوامه مائة ألف مقاتل ما بين فارس وراجل وقتل زيد بن حارثة فخلفه جعفر وقاتل قتالا باسلا ثم قتل فخلفه عبد الله بن رواحة فقاتل وقتل وانضم الثلاثة إلى موكب الشهداء واختار الناس خالد بن الوليد فدافع القوم وتمكن من العودة بجيشه إلى المدينة.
رعاية نبوية
وتلقى النبي خبر استشهاد الثلاثة بحزن شديد وبكى الرسول جعفرا وصلى عليه صلاة الغائب وقال: “استغفروا لأخيكم جعفر فإنه شهيد، فقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت مع الملائكة”، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زوجته أسماء لتبعث إليه بأبناء جعفر فأتى بهم فقال: “اللهم إن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بخير ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين”.
وحين أخبر النبي أسماء باستشهاد جعفر بكت وناحت فقال لها: “يا أسماء لا تقولي فجرا ولا تضربي صدرا” فسمعت وأطاعت رضا بقضاء الله وبكت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها فقال النبي: “على مثل جعفر فلتبك الباكية” ثم قال لأسماء: “يا أسماء ألا أبشرك”، قالت، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: “كان الله قد جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة” وكان قد قطعت ذراعاه في غزوة مؤتة ففرحت وقالت: بأبي أنت وأمي فأعلم الناس بذلك يا رسول الله ففعل.
يروي عبد الله بن جعفر كيف أحاطهم النبي صلى الله عليه وسلم بعطفه ورعايته فقال: أنا أحفظ حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمي فنعى لها أبي فأنظر إليه يمسح على رأسي وعيناه تهرقان بالدموع حتى تقطر على لحيته ثم قال: اللهم إن جعفرا قدم إليّ أحسن الثواب فاخلفه في ذريته ثم قال: يا أسماء ألا أسرك قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: “إن الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة” قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فأعلم الناس بذلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدي، حتى رقي المنبر، وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى فتكلم فقال: إن المرء كثير بأخيه وابن عمه، إلا أن جعفرا استشهد وقد جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة.
ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وأدخلني معه وأمر بطعام فصنع لأهلي. وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده والله غداء طيبا مباركا. عمدت سلمى أم رافع خادمه إلى شعير فطحنته ونسفته ثم أنضجته وأدمثه بزيت وجعلت عليه فلفلا فتغديت أنا وأخي فأقمنا عنده ثلاثة أيام في بيته ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه ثم رجعنا إلى بيتنا.
في صحبة الصديق
وتفرغت أسماء لتربية أبنائها وازدادت قربا من رسول الله تنهل من دعوته وتحفظ أحاديثه، ثم تزوجت من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأنجبت له ابنهما محمدا في العام العاشر للهجرة، وعاشت مع الصديق أحداث خلافته الجسام ما بين العامين الحادي عشر والثالث عشر للهجرة، وكانت له خير زوجة ونعم معين، تشد أزره وتحيطه برعايتها وتسانده بحبها وتقدم له الرأي والمشورة، حتى اقترب من موعده المحتوم فمرض بالحمى خمسة عشر يوما. وعندما شعر بدنو الأجل عهد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة، وفي جمادى الآخرة من العام الثالث عشر للهجرة لقي وجه ربه راضيا مرضيا وغسلته أسماء تنفيذا لوصيته. وصلى عليه عمر بن الخطاب بين قبر رسول الله ومنبره ثم دفنه إلى جوار رسول الله.
درس للآباء والأبناء
وغالبت أحزانها وانصرفت لأمور دينها وتربية أبنائها “فلما انقضت عدتها تزوجها أشجع العرب وأشدهم بأسا في الحرب وأصدقهم حديثا وأوسعهم علما وأعظمهم نسبا وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فعاشت معه قريرة العين لا تجد منه إلا خيرا، فقد كفلها وكفل ولدها وأحسن إليها الإحسان كله وعلمها مما علمه الله”.
وكانت أحرص الأمهات على العدل بين أبنائها وعلى تعليمهم أن المرء بعمله وعلمه وخلقه فقد اختلف ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال أحدهما للآخر: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لأسماء: اقضي بينهما يا أسماء، فقالت: ما رأيت شابا من العرب خيرا من جعفر، ولا رأيت كهلا خيرا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير ذلك لمقتك أي لكرهتك وهكذا أطفأت الخلاف بين ابنيها وأنصفت زوجيها الراحلين بكياستها وحسن تصرفها.
وعاشت مع زوجها علي بن أبي طالب أحداث الفتنة الكبرى، وفي هذه الفتنة قتل ابنها محمد بن أبي بكر وكان واليا على مصر من قبل علي بن أبي طالب، فصبرت واحتسبت ثم فقدت عليا كرم الله وجهه فزادت حزنا وزادت احتسابا، وكان استشهاد علي في السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة.
وكانت أسماء أقرب النساء إلى فاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي غسلتها حين وفاتها بناء على وصيتها، وشاركها علي رضي الله عنه وكرم وجهه، وكانت إلى جانب فقهها وروايتها للحديث تحسن تفسير الرؤى، فأرسل لها عمر يسألها في رؤيا رآها وهي أنه رأى ديكا أحمر ينقره ثلاث نقرات بين الثنة والسرة فقالت أسماء: قولوا له فليوص أي أنه سيموت قريبا وعليه أن يكتب وصيته، وبعدها بقليل قتل عمر رضي الله عنه بيد أبي لؤلؤة المجوسي الذي طعنه ثلاث طعنات، وقد روى الحديث عنها ابنها عبد الله بن جعفر وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عباس وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وغيرهم.
وقد لقيت ربها في السنة الأربعين للهجرة بعد عمر حافل في طاعة الله رضي الله عنها وأرضاها.
مصدر نسب الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس كتاب جمهرة انساب العرب للمؤلف / ابن حزم الأندلسي صفحة 161
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:36 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:24 pm | |
| ام هانئ - رضي الله عنها
نسبها
أُمُّ هَانِئ بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَالِبٍ السَّيِّدَةُ، الفَاضِلَةُ، أُمُّ هَانِئ بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ.
أُخْتُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ..اسْمُهَا: فَاخِتَةُ. وَقِيْلَ: هِنْدٌ..تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهَا..كَانَتْ تَحْتَ هُبَيْرَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عَائِذٍ المَخْزُوْمِيِّ، فَهَرَبَ يَوْمَ الفَتْحِ إِلَى نَجْرَانَ، أَوْلَادَهَا: عَمْرَو بنَ هُبَيْرَةَ، وَجَعْدَةَ، وَهَانِئاً، وَيُوْسُفَ، وَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الفَتْحِ.
مواقف من حياتها
دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَنْزِلِهَا يَوْمَ الفَتْحِ، فَصَلَّى عِنْدَهَا ثَمَانِ رَكَعَاتٍ ضُحَىً.
رَوَتْ أَحَادِيْثَ عن النبى صلى الله عليه و سلم.
عن أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئ تَقُوْلُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ: (مَنْ هَذِهِ؟)..قُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ..فَقَالَ: (مَرْحَباً بِأُمِّ هَانِئ).
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفاً فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ..فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! زَعَمَ ابْنُ أُمِّي - تَعْنِي: عَلِيّاً - أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلاَنٌ ابْنُ هُبَيْرَةَ.
فَقَالَ: (قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئ)..وَذَلِكَ ضُحَىً.
كَانَ ابْنُهَا جَعْدَةُ بنُ هُبَيْرَةَ قَدْ وَلاَّهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ خُرَاسَانَ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ..وَقِيْلَ: إِنَّ أُمَّ هَانِئ لَمَّا بَانَتْ عَنْ هُبَيْرَةَ بِإِسْلاَمِهَا، خَطَبَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ..فَسَكَتَ عَنْهَا..بَلَغَ مُسْنَدَهَا: سِتَّةً وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، لَهَا مِنْ ذَلِكَ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ، أَخْرَجَاهُ..عَاشَتْ أُمُّ هَانِئ إِلَى بَعْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:27 pm | |
| ام الدحداح الانصارية : رضي الله عنها
أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام، وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم على متاع الدنيا الزائل.
-أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث كانت ممن ناله شرف الدخول في الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا في ركب الإيمان.
- زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار، وأحد فرسان الإسلام، وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله نفسهم وأرواحهم وأموالهم.
- وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً) قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني يدك. فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به الجنة).
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول :
هداك الله سبـل الرشاد....إلى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائـط بالوداد..... فقد مضى قرضاً إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي..... بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد.....ارتحلي بالنفـس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد......قدمه المـرء إلى المعاد
قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:
بشرك الله بخيـر وفرح.... مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيـالي ومنـح ....بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله قد كـدح.....طول الليالي وعليه مااجترح
ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).
- وكان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالاً فريداً في التضحية والفداء، فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفر من الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتاً رضي الله عنه، واستشهد أبو الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح ، فاسترجعت ، وصبرت ، واحتسبته عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً
رحم الله أم الدحداح فقد ضربت أروع الأمثلة في التضحية في سبيل الله ، وكانت نموذجا نادرا ممن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وفي الثبات على الإيمان فلم تجزع لما فعله زوجها ولم تضعف أو تلين من أجل صبيتها الصغار , بل آثرت الباقي على الفاني .. وهذا هو غاية ما يتمناه المرء من بلوغ الجنان والحصول على رضى الرحمن ...
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:30 pm | |
| ام محجن -- درس لا ينسي :
لاتحقري من عمل الخير شيئاً مهما قل واعلمي أنك مدعوة لأداء دورك في البذل والتضحيه لبناء صرح الإسلام العظيم
ولا يغيبنّ عن بالك ولو لحظة واحدة ما يكيده لكِ أعداء الإسلام ، فهم يريدون أن يصرفوك عن مهمتك الشريفة ويحبطون جهودك في خدمة الدين وبناء الأمة .
ولا تبرري تقاعسك بأنك ضعيفة ولا تملكين حيلة في المساهمة في خدمة المجتمع الإسلامي ، فهذه المبررات من إيحاءات شياطين الإنس والجن .
وهانحن نضع بين يديك سيرة تلك الصحابية العجوز السوداء التي ضربت لنا أروع المثل وأجمل العبر فكانت درساً للمسلمات على مدار التاريخ وبجهدها المتواضع الذي يعده البعض أقل من القليل ,,, فهلموا معنا أخوة الإيمان لنعرف من تكون أم محجن ؟
إنها إمرأة سوداء وهي من أهل المدينة .. كانت رضي الله عنها مسكينة ذات بنية ضعيفة ، ولذا كانت تحظى باهتمام الرسول القائد صلوات الله عليه وسلامه ، لأنه كان يعود المساكين ويسأل عنهم ، ويؤاكلهم ..
وكانت رضي الله عنها تدرك أن عليها واجباً تجاه عقيدتها ومجتمعها الإسلامي فماذا عساها أن تفعل وهي عجوز ضعيفة ..؟؟؟
إنها لم تتردد ولم تتقاعس ، ولم تترك مجالاً لليأس إلى قلبها ، فاليأس لا يعرف إلى قلوب المؤمنين سبيلاً ..
وهكذا هداها إيمانها لتؤدي دورها فتقوم بالتقاط الخرق والقذى والعيدان من المسجد ، وتلقي بالكناسة في أماكنها ، فتحافظ على نظافة بيت الله ، ذلك البيت ذو الأهمية الكبرى في الإسلام ، فهو جامعة تخرج الأبطال والعلماء ، وهو برلمان يعقد في اليوم خمس مرات للتشاور والتفاهم والتحاب ، كما أنه معهد للتربية العلمية الأساسية في بناء الأمم .
هكذا كان المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وظل كذلك في عهد أصحابة ، وهكذا يجب أن يكون اليوم وحتى قيام الساعة.
ومن أجل ذلك لم تضن أم محجن رضي الله عنها بجهدها المتواضع ، وهو غاية مايمكن أن تقدمة _ ولم تحتقر مهمة التقاط القمامة لتهيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبة الجو النظيف في مؤتمرهم العالمي الدائم الانعقاد .
واستمرت أم محجن رضي الله عنها تؤدي مهمتها إلى أن وافتها المنية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاحتملها الصحابة رضوان الله عليهم بعد العتمة ، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نام فكرهوا أن يوقظوه ، فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الغرقد .
ولما كان الصباح افتقدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، فسأل الصحابة عنها فقالوا : قد دفنت يارسول الله ، وقد وجدناك نائماً ، فكرهنا أن نوقظك ، قال : \" انطلقوا \" فانطلق يمشي ومشوا معه ، حتى أروه قبرها . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوا وراءه ، فصلى عليها ، وكبر أربعاً ...
وقد قال صلى الله عليه و سلم : \" إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم \" .
فرحم الله أم محجن رضي الله عنها فقد أدت رسالتها رغم ضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس ..
أدت الرساله للناس أجمع فكان لها أعظم الأثر في نفوس من تدبر وتفكر في قصتها ..
فحين يسلك الإنسان طريق الإسلام فلا مجال للتهاون أو التراخي .. فخير الأعمال أدومها وإن قلّ.
فيا أختي المسلمة ..
أبواب الاجر مُشرعة أمامك على مصراعيها ... فاجعلي هم الدعوة يسري في عروقك ...
فما أجمل الحياة إن كانت موقوفة في سبيل الله .. حينها تشعرين بأنك تقدمين شيئاً للإسلام الذي هو أجل وأعظم نعمة أنعم الله عليكِ بها
فكان حقاً عليكِ أن تؤدي شكرها لمولاكِ ..
وكيف بكِ إذا كان هذا الذي تقدميه هو أصلاً عبادة لرب العالمين .. تتقربين بها إليه زلفى .. تجنين منها حسنات عظيمة وأجوراً ومراتب عالية ..فاسعي بارك الله فيك في بساتين العطاء ليكون لكِ أعظم الأجر وأجزله ..
قال صلى الله عليه وسلم \" .. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ... \" فاعتقي رقبتك رحمك الله من النار ..
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين أكتوبر 17, 2011 1:32 pm | |
| هذه السلسلة لنساء خالدات لها بقية قد تطول ولكنها مفيدة للجميع خاصة اخواتنا ..
فأرجو المتابعة
مع عظيم مودتي للجميع
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:33 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| |
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:17 am | |
| حلمية السعديه - بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر...بن سعد بن بكر بن هوازن . - وكان زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان ... بن سعد بن بكر بن هوازن .
- بعد ثمانية أيام مضت على مولد النبي صلى الله عليه وسلم أخذته حليمة لرحلها ، تقول حليمة : فلما أخذته رجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه حتى روي ، ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك ، فإذا إنها لحافل ... ثم خرجنا وركبت أنا أتاني ، وحملته عليها معي ، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم ... ثم قدمنا منازلنا من بني سعد ، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها ، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبنا ً، فنحلب ونشرب ، وما يحلب إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها في ضرع ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم أسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ًما تبض بقطرة لبن ، وتروح غنمي شباعاً لبناً . - وبعد أن أرضعته عامين أعادته إلى أمه وطلبت منها أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فوافقت أمه ، وبعد أشهر أعادته إلى أمه بعد قصة شق الصدر .
- روى أبو داود في سننه عن أبي الطفيل بن عامر بن واثلة الكناني قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة ، وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور ، إذ أقبلت امرأة دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فبسط لها رداءه ، فجلست عليه ، فقلت : من هي ؟ فقالوا : هذه أمه التي أرضعته ) .
الشيماء بنت الحارث السعدية
امرأة بدوية من بني سعد . - وهي ابنة حليمة السعدية التي كانت من بين مراضع بني سعد حين انطلقن إلى مكة يلتمسن الأطفال لإرضاعهم ، فلم يطل مكثها بمكة حتى عادت تحمل معها طفلاً ، ولم يكن هذا الطفل الرضيع سوى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أرضعته حليمة ، وطرحت البركة في كل ما عندها . - وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء سنتين ترضعه حليمة ، وتحضنه ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبدا لعزى بن رفاعة السعدية أخت الرسول صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة. - وقد كان عليه الصلاة والسلام يخرج مع أولاد حليمة إلى المراعي ، وأخته الشيماء تحضنه وتراعيه ، فتحمله أحياناً إذا اشتد الحر ، وطال الطريق ، وتتركه أحياناً يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه فتأخذه بين ذراعيها وتضمه إلى صدرها ، وأحياناً تجلس في الظل ، فتلعبه وتقول :
يا ربنــــا أبق لنا محمداً..................حتى أراه يافـــعاً وأمـــردا ثم أراه سيداً مســــــــــــوداً................واكبت أعاديه معاً والحسدا * وأعطه عزاً يدوم أبداً*
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:02 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:19 am | |
| ] صفية بنت حُييّ بن أخطب
هي صفيـة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن سعيد ، من ذرية نبي الله هارون عليه السلام من سبط اللاوي بن يعقوب -نبي الله إسرائيل- بن اسحاق بن إبراهيم عليه السـلام ، ولِدَت -رضي اللـه عنها- بعد البعثة بثلاثة أعوام ، وكانت شريفـة عاقلة ، ذات حسبٍ وجمالٍ ، ودين وتقوى ، وذات حِلْم ووقار
فتح خيبر لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم الى خيبر ( معقل اليهود ) و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى القموص ( حصن بني أبي الحُقين ) ففتحه ، وجيء بسبايا الحصن ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضي الله عنه- ، فمرّ بهما على قتلى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت التراب على وجهها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أغربوا هذه الشيطانة عني ) وصفية ثابتة الجأش رزينة ، فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تَمُرُّ بالمرأتين على قتلاهما ؟)
رؤيا البشارة وقبل ذلك كانت صفيـة قد رأت أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها ، فذكرت ذلك لأمهـا فلطمت وجهها وقالـت إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب ) فلم يزل الأثر في وجهها حتى أُتيَ بها الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلمّا سألها عنه أخبرته ، فكبرت في نفسه حين سمع منها هذه البشارة التي زفُها الله تعالى إليها في هذه الرؤيا الصالحة ، وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها ، وأعلمها بأن الله تعالى قد حقق رؤياه وقد قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- هلْ لك فيّ ؟) يرغّبها بالزواج منه ، فأجابت يا رسول الله ، قد كنتُ أتمنى ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام ) فأعتقها -صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُه
الزواج المبارك ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، وكانت التي جمّلتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشّطتها وأصلحت من أمرها ، أم سليم بنت مِلحان أم أنس بن مالك ، فبات بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له ، وبات أبو أيوب خالد بن زيد متوشحاً سيفه يحرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطيف بالقبة حتى أصبح رسول الله ، فلما رأى مكانه قال مالك يا أبا أيوب ؟) قال يا رسول اللـه ، خفت عليك من هذه المـرأة ، وكانت امرأة قد قتلـت أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك ) فزعموا أن رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- قال اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني )
قدوم المدينة لمّا قدمت صفية -رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت في بيت الحارث بن نعمان فسمع نساء الأنصار ، فجئن ينظرن الى جمالها ، وجاءت السيدة عائشة متنقبة ، فلما خرجت ، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال كيف رأيت يا عائشة ؟) قالت رأيتُ يهودية ) فقال -صلى الله عليه وسلم- لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسُنَ إسلامها )
بيت النبوة وما أن حلّت صفية -رضي الله عنها- بين أمهات المؤمنين شريكة لهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى أثارت حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ، فقدمت لهنّ بعض الحلي من الذهب كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ لفاطمة -رضي الله عنها- ومن بعض المواقف التي حصلت بين الضرائر ، بلغ صفية أن حفصة قالت لها بنت يهودي ) فبكت فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي فقال ما شأنك ؟) قالت قالت لي حفصة إني بنت يهودي ) فقال لها النبي إنك لبنتُ نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ عليكِ ) ثم قال اتق الله يا حفصة ) وقد حج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية جملها ، فبكت وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم- لمّا أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس ، فلمّا كان عند الرواح ، قال لزينب أفقري أختك جملاً ) أي أعيريها إياه للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً ، فقالت أنا أفقِرُ يهوديتك ؟!) فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلّمها حتى رجع الى المدينة ، ومحرّم وصفر فلم يأتها ، ولم يقسم لها ويئست منه ، حتى جاء ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في حُسْنِ معاشرته لـ(صفية) يبدلها الغم سروراً ، والغربة أنس
فضلها كانت -رضي الله عنها- صادقة في قولها ، وقد شهد لها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعندما اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضـه الذي توفـي فيه ، قالت صفيـة إني واللـه لوددت أن الذي بك بـي ) فغَمَـزْنَ أزواجه ببصرهـن فقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- مضمِضْنَ ) أي طهّرن أفواهكنّ من الغيبة قُلْنَ من أي شيء ؟) فقال من تغامزكنّ بها ، والله إنها لصادقة )
كما أن صفية -رضي الله عنها- كانت حليمة تعفو عند المقدرة ، فقد ذهبت جارية لها الى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقالت إن صفية تُحبّ السبت وتصِل اليهود ) فبعث إليها عمر فسألها عن ذلك ، فقالت أمّا السبت فإني لم أحِبّه منذ أبدلني الله به الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحِماً فأنا أصلها ) فلم يجب عمر ثم قالت للجارية ما حملك على هذا ؟) قالت الشيطان ) فقالت اذهبي فأنت حرة )
كما اتصفت -رضي الله عنها- بعمق الفهم ودقة النظر ، فقد اجتمع نفر في حُجرةِ صفية ، فذكروا الله وتلو القرآن وسجدوا ، فنادتهم صفية -رضي الله عنها- هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟) فقد طالبتهم بالخشوع لله تعالى والخوف منه وهذا ما تدل عليه الدموع
محنة عثمان لقد شاركت صفية -رضي الله عنها- في محنة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد قَدِمت على بغلةٍ مع كنانة مولاها لترد عن عثمان ، فلقيهم الأشتر النخعي ، فضرب وجْه البغلة ، فلما رأت فظاظته ووحشيته قالت رُدّوني لا يفضحني ) ثم وضعت حسناً -رضي الله عنه- بين منزلها ومنزل عثمان ، فكانت تنقل إليه الطعام والماء
وفاتها توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:04 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:21 am | |
| جويرية بنت الحارث
جُوَيْرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية كان اسمهـا ( برَّة ) فسمّاها الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- ( جويرية )0 ولدت فبل البعثـة بنحو ثلاثة أعوام تقريباً ، وتزوجها الرسول الكريم وهي ابنة عشرين سنة ، وكان أبوها الحارث سيّداً مطاعاً ، قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم
الأسر وفي السنة السادسة للهجرة ، وبعد غزوة بني المصطلق أصاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبياً كثيراً قسّمه بين المسلمين ، وكان ممن أصاب يومها من السبايا جويرية بنت الحارث ، فلما قسّم السبايا وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة مُلاّحة ، ولا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تستعينه في كتابتها ، وقالت له يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ، فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي ) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهل لك في خير من ذلك ؟) قالت وما هو يا رسول الله ؟) قال أقضي عنك كتابتك وأتزوجك ) قالت نعم يا رسول الله ) قال لقد فعلت )
العتق وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تزوّج جويرية ، فقال الناس أصهار رسول الله ) وأرسلوا ما بأيديهم ، قالت السيدة عائشة فلقد أعتق بتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها )
والدها الحارث أقبل الحارث ( والد جويرية ) الى المدينة بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيّبهما في شِعْبٍ من شعاب العقيق ، ثم أتى الى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلـم- وقال يا محمـد أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها ) فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فأين البعيران اللذان غَيبتهما بالعقيق في شعب كذا وكذا ؟) فقال الحارث أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ! فوالله ما اطّلع على ذلك إلا الله ) فأسلم الحارث ومعه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل الى البعيرين فجاء بهم
بيت النبوة ولقد عاشت أم المؤمنين ( جويرية ) في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كزوجة كريمة مُعزّزة ، فكانت خير مثل يُحتذى في رعايتها لبيتها وزوجها وحسن عشرتها معه -صلى الله عليه وسلم- ولقد كانت كثيرة الإجتهاد بالعبادة لله تعالى ، والإكثار من ذكره المبارك ، والصوم وفعل الخيرات وكان يحرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تعليمهـا أمور دينها فقد دخل عليها في يـوم جمعـة وهي صائمـة فقال لها أصَمْتِ أمس ؟) قالت لا ) قال أتريديـن أن تصومي غداً ؟) أي السبت مع الجمعة قالت لا ) قال فأفطري ) لكراهة ذلك وفي أحـد الأيام خرج الرسـول -صلى الله عليه وسلم- من عندها بُكْرَةً حين صلّى الصبـح ، وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال مازلت على الحال التي فارقتك عليها ؟) قالت نعم ) قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مراتً ، لو وزِنَت بما قلتِ منذ اليوم لوَزَنتهنّ : سبحان الله وبحمده عدَدَ خَلْقِه ورضا نفسه ، وزِنة عرشه ، ومِداد كلماته )
وفاتها توفيت -رضي الله عنها- بالمدينة بعد منتصف القرن الأول من الهجرة سنة ستٍ وخمسين على الأرجح ، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك ، وقد بلغت سبعين سنة فرحمها الله[
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:07 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:22 am | |
|
رقية بنت رسول الله
رضي الله عنها رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمها خديجة بنت خويلد ، ولِدَت بعد زينب ، أسلمت مع أمها وأخواتها ، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة أولاً ثم إلى المدينة ثانية
زواجها الأول تزوجها عُتبة بن أبي لهب بعد البعثة فلمّا نزلت الآية الكريمة
قال تعالى تبتْ يَدا أبي لهبِّ وتبّ ) قال أبوه رأسي من رأسك حرام ، إن لم تُطلِّق بنته ) وقد سأله الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يطلقها ، وأيضاً رقية سألته ذلك ، ففعل وفارقها قبل الدخول زواجها من عثمان
تزوّجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وولدت له عبد الله ، وبه كان يُكنّى ، وبلغ ست سنين ثم توفيَ
الهجرتين عندما أذن الله للمسلمين بالهجرة الى الحبشة ، هاجرت رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجها عثمان بن عفان الى الحبشة ، وبعدها هاجروا الى المدينة مع المسلمين
وفاتها توفيت -رضي الله عنها- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببدر ، فقد أصابتها الحصبة ، وأذن الرسول الكريم لعثمان بالتخلف عن بدر من أجلها ، ودفنت عند دور زيد ، فبينما هم يدفنونها سمع الناس التكبير ، فقال عثمان ما هذا التكبير ؟) فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجدعاء بشيراً بقتلى بدرٍ والغنيمة
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:09 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:24 am | |
| ]size=24] الرميصاء بنت ملحان
(المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة) هي الرميصاء أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية الخزرجية، وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما رجع من غيبته وعلم بإسلامها ولما سمع مالك بن النضر زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله، ومضى الناس يتحدثون عن أنس بن مالك وأمه بإعجاب وتقدير ويسمع أبو طلحة بالخبر فيتقدم للزواج من أم سليم
ويعرض عليها مهرا غاليا. فترده لأنها لا تتزوج مشركا تقول: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان. وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت . فعندما عاود لخطبتها قالت: (يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك). فقالت إن مهرها الإسلام. فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم - فتزوجت منه - وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام على يد زوجته. ودخل عليها أبو طلحة وكان له غلام تركه مريضاً فسألها عن أحواله فقالت: (إنه بخير) وكان قد مات وتزينت ونال منها ما ينال الرجل من امرأته ثم قالت: (إن الله قد استرد وديعته وأن ابننا قد لقي ربه) فغضب وعجب كيف تمكنه من نفسها وولدها ميت، وخرج يشكوها لأهلها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله النبي باسماً وقال: (لقد بارك الله لكما في ليلتكما) فحملت الرميصاء بولدها (عبد الله بن أبي طلحة) من كبار التابعين وكان له عشرة بنين كلهم قد ختم القرآن وكلهم حمل منه العلم. ولم يكف أم سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بل حرصت على أن تشارك في الجهاد ففي صحيح مسلم وابن سعد- الطبقات بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر. فقالت: يا رسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه. ويقول أنس- رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى. فقد بشرها عليه الصلاة والسلام بالجنة حين قال: (دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت من هذا قالوا هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك). [/size]
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:11 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:24 am | |
| صفية بنت أبي عبيد
صفية بنت أبي عبيد من الصالحات العابدات صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، زوج عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- وهي إحدى النساء التابعيات الصالحات العابدات. قال عنها العجلي صفية بنت أبي عبيد تابعية ثقة. وعدها ابن حبان من راويات الحديث الثقات، فقد رأت عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وروت عنه ولها معه أخبار كما أنها رأت ثلاثاً من أمهات المؤمنين عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهن . كما روى عن صفية جماعة من أكابر التابعين وثقاتهم، وممن عرفوا بالعلم والفضل ومنهم: سالم بن عبد الفه بن عمر ونافع مولى زوجها وعبد الله بن دينار وغيرهم وقد روى لها الإمام مسلم وأبو داود والنسائي، كانت صفية مجلة لزوجها ومحبة له. وكان عمر بن الخطاب يقدر زوجة ابنه ويجلها وقد أحسنت صفية تريية أولادها وبناتها ليسيروا على هدي الصلاح. أوردت المصادر أن عبد الله بن عمرو، آخر من توفي بمكة من الصحابة، وكانت وفاته سنة (73 هـ). أما صفية فلا يدرى بالتحديد متى كانت وفاتها- رحمها الله- وبالتأكيد كانت وفاتها بعد سنة 73 هـ .
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:13 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:25 am | |
| خولة بنت الأزور
يرتبط تاريخ حياة بنت الأزور بضروب البطولة التي أبدتها في واقعة أجنادين. وفيها التحم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد بالروم بقيادة هرقل، فقد فاقت ببسالتها وشهامتها ما قام به الرجال، وحاربت مستخفية لاطلاق سراح أخيها ضرار من الأسر، وحضت النساء على خوض غمار الحرب دفاعا عن الأسرى وذودا عن الإسلام. هذه بنت الأزور، التي أسرت مرة هي وبعض النساء أثناء حرب المسلمين مع الروم، فحرضت النساء على التخلص من الأسر، ولما لم يكن معهن سلاح اقتلعن أعمدة الخيام وأوتادها وحاربن بها ضد الروم تحت قيادة خولة بنت الأزور إلى أن نجين من الأسر.
ويقال إن هذه البطلة المحاربة أسر أخوها ضرار بن الأزور في الحرب، فتنكرت في زي فارس، وامتطت جوادها مدججة بالسلاح واخترقت الصفوف وقتلت منهم عددا كبيرا، معرضة نفسها للموت. وكان المسلمون ومعهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد- رضي الله عنه-. يترقبون بإعجاب، معتقدين أنها رجل، حتى خرجت من المعركة ورمحها يقطر دما، فالتفوا حولها، ولما عرفوا أنها فتاة اشتعلت حماستهم وتقدموا في شجاعة حتى فكوا أسر أخيها . وعادت الحرب سجالا بين العرب والروم في مرج دابق، وفيها أسر ضرار للمرة الثانية فحزنت أخته، وصممت على الانتقام من الروم وفك أسره. واقتحمت بنت الأزور صفوف الأعداء باحثة عن أخيها، فلم توفق إلى العثور عليه، وصاحت: (يا أخي ! أختك لك فداء) واشتد حماس المسلمون، وحاصروا أنطاكية، وقد تحصن فيها الروم ومعهم الأسرى وانتصر المسلمون وأطلق سراح الأسرى. بعد جهاد مرير فعاد ضرار إلى أخته فرحين بنصر الله ومنته. توفيت خولة بنت الأزور في عهد خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- بعد أن شهدت كثيرا من المشاهد والأحداث التاريخية
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:15 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:26 am | |
| هند بنت المهلب
الحكيمة المحدثة العاقلة
هند بنت المهلب بن أبي صفرة الأزدية البصرية أبوها الأمير، البطل. تزوجها الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور، وكانت لها معه أخبار. قال التابعي الفقيه أيوب السختياني- رحمه الله-: ما رأيت امرأة أعقل من هند بنت المهلب. حدثت هند عن أبيها- وكان أحد رواة الحديث- كما حدثت عن الحسن البصري وغيرهما. قدمت على عمر بن عبد العزيز في بلدة بخناصرة- وكان قد حبس أخاها يزيد بن المهلب- فقالت له: يا أمير المومنين علام حبست أخي؟. قال: تخوفت أن يشق عصا المسلمين. فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟!. لها أقوال مأثورة في الحكمة ومن أقوالها: - شيئان لا تؤمن المرأة عليهما: الرجل والطيب. - ما رأيت لصالح النساء وشرارهن خيراً لهن من إلحافهن. - إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال. رحم الله هنداً بنت المهلب، وغفر لها .
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:16 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:28 am | |
| نسيبة بنت كعب
بطلة أحد وما بعدها أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار. كانت إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة العقبة الثانية) حسن إسلامها وكانت زوجة (لزيد بن عاصم) وما تركت غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال.
يوم أحد لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله أستلت سيفها وكانت مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه وتضرب بالسيف يميناً وشمالاً حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال: (ما ألتفت يميناً ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني). ولقد قالت يا رسول الله: ادع الله أن أرافقك في الجنة فقال: (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة) جرحت يوم أحد جرحاً بليغاً فكان النبي يطمئن عليها ويسأل (كيف حال نسيبة). وعندما أخذت تحث ابنها عبد الله بن زيد عندما خرج يوم أحد فقالت: انهض بني وضارب القوم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة). وتمضي الأيام، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين، ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه - تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين فأذن لها فخرجت ومعها ابنها عبد الله بن زيد وأبلت بلاء حسنا وتعرضت لكثير من المخاطر. وعندما أرسل النبي ولدها (حبيب بن زيد) إلى مسيلمة الكذاب باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة والكذب على الله فأراد مسيلمة أن يضمه إليه فرفض فقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر، فلما علمت (نسيبة) أقسمت أن تثأر منه وخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال مسيلمة وقاتلت وكانت تصيح (أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله) وجرحت اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم (وحشي بن حرب) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها (عبد الله بن زيد) وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس، سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في حفر (الخندق) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح (الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس). وكانت ضمن الغنائم (قطيفة مرصعة بالجواهر واللالئ فكانت من نصيب أم عمارة واحتضنت القطيفة وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:18 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:30 am | |
| أسماء بنت الفرات
راوية الحديث والفقيهة
هي أسماء بنت أسد بن الفرات القيروانية ابنة عالم إفريقية وقاضيها، وصاحب الإمامين أبي يوسف ومالك بن أنس. نشأت أسماء بين يدي أبيها- ولم يكن له سواها- فأحسن تهذيبها، وثقف ذهنها علماً وحكمة. وكانت تحضر مجالسه العلمية في داره، وتشارك في السؤال والمناظرة، حتى اشتهرت بالفضيلة، ورواية الحديث والفقه على رأي أهل العراق أصحاب أبي حنيفة.
ولما تقلد أسد إمارة الجيش المعد لفتح جزيرة صقلية على عهد زيادة الأول، وهرع الناس لتشييعه، وقد نشرت البنود والألوية، خرجت أسماء لوداع أبيها، ووصلت معه إلى سوسة، وبقيت معه إلى أن ركبت الأجناد الأساطيل، وغادرت السفن المرسى باسم الله مجراها ومرساها. وأتاح الله للقاضي الأمير أسد من النصر العزيز والفتح المبين في قلاع تلك الجزيرة وحصونها ما خلد التاريخ ذكره. واستشهد سنة 213 هـ وهو محاصر لمدينة سرقوسة عاصمة الروم بصقلية. وبعد وفاة أسد تزوجت أسماء بأحد تلاميذ أبيها، وهو محمد بن أبي الجواد، الذي خلف أستاذه في خطة القضاء، وتولى رئاسة المشيخة الحنفية بالبلاد الأفريقية سنة 225هـ ثم تخلى عن القضاء، ولحقته محنة من خليفته، فإنه اتهمه بمال الودائع، وسجنه! وبينما ابن الجواد في حبسه إذ جاءت أسماء زوجته للقاضي الجديد وقالت له: أنا سأجعل هذا المال يقضيه زوجي عن نفسه. قال لها القاضي: إن أقر أن ذلك هو المال، أو بدلاً منه اطلقه، فاقتنع ابن أبي الجواد من الاعتراف وأبى القاضي إطلاقه. ثم بعد حين عزل ذلك القاضي، وعاد زوج أسماء لمنصبه،ولم يؤاخذ سالفه بما فعل معه، منة منه وتكرماً. ولم تزل أسماء الأسدية معظمة معززة عند الخاص والعام من بيئة عصرها، إلى أن توفيت في حدود سنة 250 هـ .
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:20 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:30 am | |
| ]color=#990033]ليلى بنت أبي حثمة
أول ظعينة إلى المدينة كانت زوج عامر بن ربيعة أسلما قديماً. ولما ذاع في مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله الواحد الأحد غضب أشراف قريش.
ونزلوا بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أشد العذاب فأقبل عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حثمة وعبد الله بن عبد الأسد وزوجته هند بنت أبي أمية بن المغيرة وعثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وفي عيونهم الدمع فقالوا: يا رسول الله أنزل قومنا بنا أشد العذاب. فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد منعه الله بعمه أبي طالب.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة، وكان رفيق نبيه. فقال عامر بن ربيعة وليلى بنت أبي حثمة أين نذهب يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم. فقالت ليلى بنت أبي حثمة: إلى أين نذهب يا نبي الله؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: أخرجوا إلى جهة الحبشة فإن بها ملكا (النجاشي) لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق. وعندما علم عمر بن الخطاب أن بعض المسلمين يتأهبون للخروج والفرار بدينهم خوفاً من الفتنة إلى الحبشة، وكان أشد الناس على عامر بن ربيعة وامرأته.. فانطلق إلى دار عامر بن ربيعة فإذا امرأته ليلى قد تهيأت للخروج إلى أرض الحبشة وهي على بعيرها فقال عمر بن الخطاب: إلى أين أم عبد الله؟ قالت ليلى قد آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله فقال عمر بن الخطاب: صحبكم الله. فعجبت ليلى، وطمعت في إسلام ابن الخطاب فلما رجع عامر بن ربيعة أخبرته فتبسم ساخراً،
وقال: والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب فاستأذن عامر وامرأته ليلى بنت أبي حتمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى الحبشة الثانية.. فأذن لأصحابه فهاجر ثلاثة وثمانون رجلاً غير نسائهم وأبنائهم.. وعندما بايع الأوس والخزرج على أن يمنعون فيما يمنعون منه نساءهم انطلق عامر وامرأته ليلى إلى مكة وكثير من المهاجرين.. وعند إيذاء قريش للصحابة.. هاجر كثير من أصحاب الرسول ومنهم عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حتمة في هجعة الليل مهاجرين إلى يثرب.. وكانت ليلى أول ظعينة قدمت إلى يثرب رضي الله عنها وأرضاها .[/color]
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:22 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:37 am | |
| أم سلمة
هي أم المؤمنين زوج النبى محمدصلى الله علية وسلم هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية وكنيتها أم سلمة.نسبها الشريف
أبوها سيد قريش وزاد الركب واسمه : أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولقـّب أبوها بـزاد الركب لشدة كرمه ، حيث كان إذا سافر مع أي قافلة تكفّل بطعام وشراب كل المسافرين معه إلى أي يعودوا إلى مكة ، فهو كان يكفيهم مؤونتهم. وهو عم سيف الله خالد بن الوليد. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي.
أمها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
فضلها
تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلا وخلقا، فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام، هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة ، وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة ثم هاجرا معه إلى المدينة المنورة. فولدت له ابنتين وابنا أيضا ، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة. ومات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة . وكان من دعاء أبي سلمة: (اللهم اخلفني في أهلي بخير )، فأخلفه رسول الله على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك ، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ). كما كانت تعد من فقهــاء الصحــابة ممن كان يفــتي، إذ عــدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم مــن الفتـــوى: عثمان، أبو هريرة ، عبدالله بن عمر ،أنس بن مالك، أم سلمة...) إلى أن عدهم ثلاثة عشر، ثم قال: (ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير).
زواجها من النبى محمد صلى الله علية وسلم
عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه ، وخطبها النبي محمد بن عبدالله إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة . فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج ، فإني تجاوزت السن ، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال ، فأرسل إليها النبي خطابا يقول فيه : أما السن فأنا أكبر منكِ ، وأما الغيرة فيذهبها الله ، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول . ولما تزوج رسول الله أم سلمة حزنت عائشة ا حزنا شديدا لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها : والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال .وكان رسول الله إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة وكان يختمها بعائشة ن . وسافر رسول الله بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي بن أخطب وأم سلمة فأقبل رسول الله إلى هودج صفية ، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يتحدث مع صفية . فغارت أم سلمة وعلم الرسول فقالت له: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة ....
صفاتها وأخلاقها
حينما تم توقيع صلح الحديبية .. أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين. بأن يذبحوا الهدى، ويحلوا إحرامهم، ولكن الحمية الدينية في داخلهم، والصلح الذي منعهم من الطواف ببيت الله الحرام .. أشعلت ثورة في صدورهم .. منعتهم أن يروا الحكمة في توقيع هذا الصلح .. وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الصلح إشارة لانتصار الإسلام وفتح مكة. لقد غابت عنهم الحكمة في أن الله سبحانه وتعالى منعهم من القتال .. لأن في مكة مسلمين يكتمون إسلامهم ويبقون إيمانهم في صدورهم، وأنه لو حدث قتال في هذا الوقت لقتل المسلمون بعضهم بعضاً وهم لا يعلمون .. وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: [{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "25"} (سورة الفتح)] وهكذا بين الله سبحانه وتعالى للمسلمين .. الحكمة في أنه منعهم من القتال يوم صلح الحديبية، لأن هناك رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات في مكة يكتمون إيمانهم .. وقوله تعالى: [{لَوْ تَزَيَّلُوا }] أي لو كانوا معروفين ويجمعهم مكان واحد بحيث يكونوا مميزين عن الكفار .. وقول الحق تبارك وتعالى: [{أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ }] أي تقتلونهم وأنتم لا تعلمون أنهم مؤمنون، وقوله سبحانه: [{فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ }] أي تشعرون بالعار والخزي .. لأنكم قتلتم مؤمنين .. ولذلك كانت الحكمة من عدم الإذن بالقتال يوم صلح الحديبية. ثم يبين لنا القرآن الكريم كيف أن الله جل جلاله هو الذي أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين حتى لا يقاتلوا .. فيقول سبحانه: [{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى .. "26"} (سورة الفتح)] نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المؤمنين بأن يذبحوا الهدى، ويحلوا إحرامهم، ولكن أحداً منهم لم يفعل ذلك، فدخل الرسول عليه الصلاة والسلام على زوجته أم سلمة بنت أبي أمية وهو شديد الغضب، فقالت: مالك يا رسول الله؟ فلم يرد .. فكررتها عدة مرات. حتى قال صلى الله عليه وسلم: "هلك المسلمون، أمرتهم بأن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا" فقالت أم سلمة: "يا رسول الله لا تلمهم فإن داخلهم أمراً عظيماً مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح يا نبي الله اخرج ولا تكلم أحدا منهم، وانحر هديك وأحلق رأسك ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وقام المسلمون فنحروا وحلقوا. وهكذا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برأي زوجته "أم سلمة" في أمر من أشق الأمور وأشدها .. ولو كان عقلها ناقصاً .. نقص ذكاء أو نقص استيعاب ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيها. ولكن نقص العقل في الحديث الشريف معناه: أنها تفعل أشياء تقف العقل عندها، وإنما تفعلها بالعاطفة. ولكي نفهم معنى الحديث الشريف، لابد أن نعرف ما هو العقل؟ ليفهم الناس من التسمية مهمة العقل. إن العقل مأخوذ من العقال، وهو مقود الجمل الذي لا يجعله يسير على غير هدى، إنما يخضعه لمشيئة راكبه. الجمل لو ترك على هواه بغير عقال .. لجرى هنا وهناك، وكلما رأى عشباً مثلا انطلق إليه .. يسير يمينا ويساراً .. ولا يصل أبدا إلى المكان الذي يريد صاحبه أن يصل إليه، ولكن مهمة العقال أن يحكم حركة الجمل، بحيث يسير في الطريق المرسوم الذي يوصله إلى الغاية المطلوبة، فإذا انحرف يميناً أو يساراً استخدم راكبه العقال ليجعله يسير في الطريق السليم. وهذه مهمة العقل .. مهمته أن يكبح شهوات النفس، ويجعلها تسير في الطريق المرسوم. أما الرجل فحياته عقلانية أكثر من المرأة، لأن مهمته هي السعي على الرزق، فلابد أن يرتب الأشياء ترتيباً عقلياً لا مكان فيه للعاطفة .. فإذا لم يكن معه إلا بضعة جنيهات حتى آخر الشهر، وجاء ابنه أو ابنته، وطلبا منه شيئاً فإنه لا يعطيهما .. فإذا ألحا في الطلب انفعل عليهما، لماذا؟ لأنه حكم عقله بما هو مطلوب منه، وأخذ الطريق الذي لا عاطفة فيه. لنفرض أن الابن أو الابنة ذهب إلى الأم وطلب نفس المطالب، ونزلت دموعه، ماذا يحدث؟. إذا لم يكن معها مال تقترض .. تذهب إلى الجارات لتشترك في جمعية .. تحايل بشكل أو بآخر .. حتى تأتي لابنها أو لابنتها بما طلبوا. المهم أنها عندما تفكر بعقلها تغلب عليها العواطف .. بل قد تندفع بعاطفتها لإرضاء أولادها .. حتى أنها قد تقترض، وهي لا تعرف من أين سترد القرض؟ أو من أين تدفع أقساط الجمعية؟ والمهم في هذا كله أن تفكيرها .. يكون خاضعاً دائماً للعاطفة وليس للعقل، بحيث لا ترتب الأحداث ترتيباً عقلياً.
إننا نرى الأولاد إذا احتاجوا شيئاً، وعلموا أن أباهم لن يوافق لأي سبب من الأسباب .. أسرعوا إلى الأم هي التي تأتي لهم بالموافقة .. وهي بعاطفتها تؤثر على الأب. وإذا أردنا أن نأخذ مثلاً آخر .. لنفرض أن الأب عاد إلى بيته متعباً، يريد أن ينام ويستريح، وإذا بطفله الرضيع يبكي، أول شيء يفعله الأب هو أن يبحث عن مصلحته كما يدله عليها عقله .. إنه يريد أن ينام، وليده عمل في الغد فيذهب إلى حجرة أخرى لينام. ورغم أن هذا هو التصرف الفعلي السليم، فإن الأم لا تفعله أبدا مهما كانت متعبة أو مجهدة، فإنها تبقى ساهرة بجوار ابنها .. بل إنها لو كانت مرتبطة بموعد هام، وهي في طريقها إلى الباب ووجدت درجة حرارة ابنها ارتفعت ارتفاعاً كبيراً فجأة .. نجد أن الأب يذهب إلى الموعد حتى ولو كان هو يقوم مقام الأب والأم، في حالة وفاة زوجته، ولكن الأم مستحيل أن تفعل ذلك. وتستطيع أن تقيس على هذا مئات الأحداث التي تقع كل يوم، وتقارن فيها بين موقف الرجل والمرأة، لتجد أن عاطفة المرأة أقوى من عقلها. لماذا؟ لأن هذه مهمتها في الحياة، ولو لم تكن العاطفة أقوى من العقل في المرأة، لما سهرت الليالي بلا نوم بجوار ابنها المريض، ولما عاشت وتحملت لتبقى مع زوجها وأولادها في الأزمات، ولما استطاعت أن تتحمل مشقة التربية وصعابها. إن تضحية الأم من أجل أولادها، شيء لا يمكن إذا حكمنا فيه العقل أن يحدث، ولكن العاطفة وجدت هنا لتؤدي المرأة مهمتها، ولذلك عندما سأل أحد الرجال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أمك .. فقال الرجل: ثم من؟ .. فقال الرسول: ثم أمك .. فقال الرجل: ثم من يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم ثم أمك .. وسأله الرجل: ثم من؟ قال: ثم أبوك .."(صدق رسول الله صلى الله علية وسلم)
دورها في رواية الحديث
مروياتها ا وتلاميذها
روت أم المؤمنين أم سلمة ا الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة ا، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا (378). اتفق لها البخاري و مسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، و مسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثًا (158).
محتوى مروياتها ا
كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة ما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة ا سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة ا على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ.. إن مرويـــات أم ســلــمة معظــمها في الأحكــام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج. وفي أحكام الجنائز ، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر... وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع... كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -ا .
تلاميـــذها
نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها - ا - خلق كثير. - فمن الصحابة: أم المؤمنين عائشة، أبو سعيد الخدري ، و عمر بن أبي سلمة، و أنس بن مالك، وبريدة بن الحصين الأسلمي، وسليمـــــان بن بريــــدة، وأبو رافــــع، و ابن عباس – م . - ومن التابعين، أشهرهم: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وشقيق بن سلمة، وعبد الله بن أبي مليكة، وعامر الشعبي، والأســـود بن يــزيــد، ومجـاهد، وعطاء بن أبي رباح، شـــهر بن حوشب، نافع بن جبير بن مطعم... وآخرون. - ومن النساء: ابنتها زينب، هند بنت الحارث، وصفية بنت شيبة، وصفية بنت أبي عبيد، وأم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عــوف، وعمـــرة بنــت عبـــد الرحــمن، وحكيــمة، رميثـــة، وأم محمد ابن قيس. - ومن نساء أهل الكوفة: عمرة بنت أفعى، جسرة بنت دجاجة، أم مساور الحميري، أم موسى (سرية علي)، جدة ابن جدعان، أم مبشر.
وفاتها
"كانت أم المؤمنين أم سلمة ا، آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، لم تلبث بعده إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله سنة (62هـ)، وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة " .
المصادر و المراجع
خير الدين الزركلي/ الأعلام /قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب /دار العلم للملايين /بيروت–لبنان / المجلد الثامن. عبد الغني عبد الرحمن محمد/ زوجات النبي محمد وحكمة تعددهن /دار المسيرة/بيروت-لبنان/ط الأولى . عمر رضا كحالة ، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ، مؤسسة الرسالة ، بيروت . آمال قرداش بنت الحسين ، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، كتاب الأمة ، عدد ( 70 ) تراجم سيدات بيت النبوة ، عائشة عبد الرحمن ، دار الريان للتراث ، القاهرة . الموسوعة العربية العالمية ، ج11/ 687
ملخص
هي أم المؤمنين زوج النبى محمدصلى الله علية وسلم هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية وكنيتها أم سلمة. عرفت الكرم والجود منذ صغرها حيث تربت على ذلك فقد كان أبوها يعرف بزاد الراكب لجوده وكرمه. قبل الإسلام تزوجت من أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمة رسول الإسلام وأخوه من الرضاعة، وعند بدأ الدعوة أسلما معاً وهاجرا إلى الحبشة وولدت له ابن واسمته سلمة التي كنيت به، عادا إلى مكةالمدينة المنورة. في المدينة المنورة أنجبت ثلاثة من أولادها درة وعمر وزينب. في غزوة أحد أصيب زوجها في المعركة جرحا بليغا, برأ منه ثم انتكأ عليه الجرح مرة أخرى فتوفي في الثامن من جمادى الآخرة سنة أربع للهجرة. بعد انقضاء عدتها خطبها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب فردتهما ولم توافق على إي منهما ثم بعد ذلك خطبها رسول الله, فقالت لابنها عمر: قم فزوج رسول الإسلام، فزوجه أمه وكان ذلك في شوال سنة أربع ودخل بها في حجرة السيدة زينب بنت خزيمة بعد موتها, وكان صداقها بسيطا لا يزيد عن فراش حشوه ليف، وقدر وأشياء بسيطة أخرى. كانت امرأة جليلة ذات رأي وعقل وكمال وجمال, فقد كان لها يوم الحديبية رأي صائب يدل على رجاحة عقلها, فعندما عقد الصلح مع مشركي مكة كان كثير من المسلمين غير راضين عن بعض شروطه، فلما أمرهم رسول الله بالتحلل تأخروا في الاستجابة فشق ذلك على رسول الإسلام له ودخل على أم سلمة وذكر لها الأمر فقالت: يا نبي الله اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك, فقام ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون. في بيتها نزل قول القرآن: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} (الآية 33) (سورة الأحزاب), فأرسل رسول الإسلام إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: هؤلاء أهل بيتي، فقالت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ قال: قال كلا ولاكنك على خير. روت عن رسول الإسلام 378 حديثاً . توفيت في خلافة يزيد بن معاوية سنة 62هـ ودفنت بالبقيع.
مع بقية المهاجرين في مكة تعرضت لمحنة شديدة حينما عزمت على الهجرة إلى المدينة مع زوجها وابنها سلمة، فقد منعها أهلها من الهجرة مع زوجها وغضب عند ذلك أهل زوجها فتجاذبوا ابنها سلمة حتى خلعوا يده وأخذوه منها فحيل بينها وبين ابنها وزوجها وبقيت في مكة قرابة السنة على هذه الحال حزينة ومتألمة حتى رق قلب أهلها عليها فتركوها تلحق بعائلتها في المدينة
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:24 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:38 am | |
| آسيا امرأة فرعون
نسبها:
هي آسيا بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف- عليه الصلاة السلام- وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى- عليه الصلاة السلام- وقيل بل كانت عمته
(2) حياتها:
*كانت تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم أي أنها كانت تعيش حياة مترفة منعمة، فقد كانت آسيا زوجة للفرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية وأمر عبيده بأن يعبدوه ويقدسوه هو لا أحد سواه، وأن ينادوه بفرعون الإله -معاذ الله- .
وما أن يذكر اسم آسيا امرأة فرعون حتى يتراود لنا قصة سيدنا موسى- عليه السلام- وموقفها عندما رأته في التابوت، فقد كان لوجهه المنير الذي تشع منه البراءة أثر كبير في نفسها، فهي من أقنع الفرعون بالاحتفاظ به، وتربيته كابن لهما ، في البداية لم يقتنع بكلامها ولكن إصرار آسيه جعله يوافقها الرأي وعاش نبينا موسى -عليه السلام- معهما وأحبته حب الأم لولدها.
*وعندما دعا موسى- عليه السلام- إلى توحيد الله تعالى آمنت به وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية فرعون و ما لبثت حتى أشهرت إسلامها واتباعها لدين موسى- عليه السلام-، وجن جنون الفرعون لسماعه هذا الأمر المروع بالنسبة له، وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وأن تعود كما كانت في السابق ، فتارة يحاول إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى- عليه السلام- وتارة يرهبها بما قد يحل بها من جراء اتباعها لموسى- عليه السلام- ولكنها كانت ثابتة على الحق ولم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها مقدار ذرة.
*سأل فرعون الناس عن رأيهم في مولاتهم آسية بنت مزاحم فأثنوا عليها كثيراً وقالوا أن لا مثيل لها في هذا العالم الواسع، وما أن أخبرهم بأنها اتبعت دين موسى- عليه السلام- حتى طلبوا منه بأن يقتلها فما كان عقابها من الفرعون إلا أن ربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها . فمن كان يصدق بأن الملكة التي كانت تعيش في أجمل القصور بين الخدم والحشم هي الآن مربوطة بالأوتاد تحت أشعة الشمس الكاوية ، ومع ذلك فقد صبرت وتحملت الشقاء طمعاً بلقاء الله -عز وجل- والحصول على الجنة، وذلك لاعتقادها القوي بأن الله لا يضيع أ جر الصابرين. وقبل أن تزهق روحها الطاهرة وإحساسها بدنو أجلها دعت المولى عز وجل بأن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة قال تعالى:" وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين" [التحريم آية رقم (11). فمن ملاحظتنا للآية السابقة فقد قدمت (عندك) على (في الجنة) ولهذا سر عظيم ألا وهو أنها طلبت القرب من رحمة الله والبعد من عذاب أعدائه ثم بينت مكان القرب بقولهم: "في الجنة" أو أرادت ارتفاع الدرجة في الجنة وأن تكون جنتها من الجنان التي هي أقرب إلى العرش وهي جنات المأوى فعبرت عن القرب إلى العرش بقولها: "عندك". فما أعظمها من امرأة وكم يفتقر مجتمعنا لمثل هذه الشخصيات العظيمة الآن وما أحوجنا إليها.
(3)- أجرها وثوابها وفضلها
كان لآسية ما تمنت فقد بني لها عنده بيتاً في الجنة،( واستحقت أن يضعها الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع النساء اللاتي كملن، وذلك عندما قال: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وروي عن ابن عباس قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فقال- صلى الله عليه وسلم- أفضل نساء الجنة أربع- خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون)
كما روي أنها ومريم بنت عمران ستكونان من أزواج الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الجنة.
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مارس 03, 2014 9:26 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الجمعة فبراير 17, 2012 8:40 am | |
| إنهـا ملكـة
للشيـخ: محمد بن عبدالرحمن العريفي:
أنها من أكثر القصص التي أثرت في نفسي
قصت جعلت الدموع تنهمر من عيني
أين نحن من هذه المرأه
مـاشطـة بنـت فــرعون
لم يحفظ التاريخ اسمها، لكنه حفظ فعلها....
امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها.. في ظل ملك فرعون.
وجها مقرب منه.. وهي خادمة ومربية لبنات فرعون، منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله، ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون.. وتنفق على أولادها الخمسة.. تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها..
فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً.. إذ وقع المشط من يدها..فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله.. ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك، فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..ثم أخبرت أباها بذلك.. فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره
فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك الله فأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها.. فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت.. ثم أُحمي.. حتى غلاوأوقفها أمام القدر.. فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة.. الأيتام الذين تكدح لهم.. وتطعمهم.. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة.. تدور أعينهم.. ولا يدرون إلى أين يساقون.
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون.. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي.. وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها.. وألقمته ثديها، فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم.. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي.. والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود.. ويتوسل إلى فرعون.. ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار.. ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين.. وهم يصفعونه ويدفعونه.. وأمه تنظر إليه.. وتودّعه.
فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت.. والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة.. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت.. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله.. فأبت عليه ذلك.. فغضب فرعون.. وأمر بولدها الثاني، فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث.. فألقي في الزيت.. وهي تنظر إليه.. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه.. والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها، ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت.. وفعل به ما فعل بأخويه، والأم ثابتة على دينها.. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت.
فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه.. فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه.. ودموعه تجري على رجليها.. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه.. تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها.. فحالوا بينه وبينها.. وحملوه من يديه الصغيرتين.. وهو يبكي ويستغيث.. ويتوسل بكلمات غير مفهومة.. وهم لا يرحمونه.. وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي.
وغاب الجسد
وانقطع الصوت
وشمت الأم رائحة اللحم.. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها، تنظر الأم إلى عظامه.. وقد رحل عنها إلى دار أخرى وهي تبكي.. وتتقطع لفراقه، طالما ضمته إلى صدرها.. وأرضعته من ثديها، طالما سهرت لسهره.. وبكت لبكائه، كم ليلة بات في حجرها.. ولعب بشعرها
كم قربت منه ألعابه.. وألبسته ثيابه
جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك.. فالتفتوا إليها.. وتدافعوا عليها.. وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها.. وكان قد التقم ثديها.. فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة.. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها.. أنطق الصبي في مهده وقال لها:يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.
ثم انقطع صوته عنها.. وغيِّب في القدر مع إخوته.. ألقي في الزيت.. وفي فمه بقايا من حليبها، وفي يده شعرة من شعرها، وعلى أثوابه بقية من دمعها، وذهب الأولاد الخمسة.. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر..ولحمهم يفور به الزيت.
تنظر المسكينة.. إلى هذه العظام الصغيرةعظام من؟
إنهم أولادها.. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا.
إنهم فلذات كبدها.. وعصارة قلبها.. الذين لما فارقوها.. كأن قلبها أخرج من صدرها.. طالما ركضوا إليها.. وارتموا بين يديها.. وضمتهم إلى صدرها.. وألبستهم ثيابهم بيدها.. ومسحت دموعهم بأصابعها، ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها.. ويُقتلون أمام ناظريها..
وتركوها وحيدة وتولوا عنها.. و عن قريب ستكون معهم، كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب.. بكلمة كفر تسمعها لفرعون.. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى.
ثم.. لمّا لم يبق إلا هي.. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية.. ودفعوها إلى القدر.. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت.. نظرت إلى عظام أولادها.. فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة.. فالتفتت إلى فرعون وقالت: لي إليك حاجة
فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟
فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها.. وألقيت في القدر.. واحترق جسدها.. وطفت عظامها
لله درّها..
ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها..
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها
الله أكبــر
تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً..
مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها.. وجاورت ربها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا
ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته.. فلقد حفت الجنة بالمكاره.. وحفت النار بالشهوات.. فاتباع الشهوات في اللباس.. والطعام.. والشراب.. والأسواق.. طريق إلى النار.. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات
فاتعبي اليوم وتصبَّري.. لترتاحي غداً فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ
صدق الله العظيم | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين مارس 03, 2014 9:31 am | |
| صفية القرشية رضى الله عنهاأصلها ونسبها:
هي صفيه بنت عبد الرحمنبن عمرو بن عمر بن موسى بن الفراء... عمّة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي أخت حمزةبن عبد المطلب، أمها هالة بنت وهب خالة النبي، عليه الصلاةوالسلام...
زواجها:
كان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثمهلك حارث فتزوجها العوام بن خويلد بن أسد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة .أسلم أبنها طليب قبلها في دار الأرقم، كانت دائما تحض بلسانها على نصرة النبي صلىالله عليه وسلم.
بيعة صفية رضي الله عنها:
بايع الرسول -صلى اللهعليه وسلم- الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ. وكان من بينالصحابيات عمته صفية بنت عبد المطلب. وكانت لهذه البيعة أثرٌ واضح في حياتها،والأمانة والإخلاص في قولها وعملها.
أدبــــــــــــها:
كانت رضيالله عنها أديبة واعظه فاضلة أنشدت لنفسه في الوفاء فقال:
إذا ما خلت منأرض كد أحبتي فلا سال واديها ولا أخضر عودها.
وقالت في الفخر أيضا : doPoem(0) نحن حفرنا للحجيج زمزم سقيـا نبـي الله فـي المحـرم وقد رثـت الرسـول صلـى الله عليـه وسلـم فقالـت: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا وكنت رحيما هاديا معلما لبيك عليك اليوم من كان باكيـا لعمرك ما أبكي النبي لفقده ولكن لما أخشى من الهرج آتيا كأن على قلبي لذكر محمد وما خفت من بعد النبي المكاويا أفاطم صلى الله أمي وخالتي وعمي وآبائي ونفسي ومالـي فلو أن رب الناس أبقى نبينا سعدنا ولكم أمره كان ماضيا عليك من الله السلام تحية وأدخلت جنات من العدن راضيا أرى حسنا أيتمته وتركته يبكي ويدعو جده اليـوم نائيـا جهادها ومواقفها:
لم يفرض الإسلام الجهاد على النساء، ولكنه لم يحرمه عند الضرورة. شاركت صفيه رضي اللة عنها في غزوة أحد . وذلك بقتال الأعداء بالرمح. وقد جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول: انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان أخوها حمزة بن عبد المطلب قد قتل ومثل به.. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة قال لابنها الزبير: أرجعها لكي لا ترى أخيها. فذهب إليها الزبير بن العوام وقال: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي .
فقالت صفية بنت عبد المطلب: ولم؟ لقد بلغني أن أخي مات ، وذلك في الله، لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله. فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أمه صفية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خل سبيلها، فأتت صفية فنظرت إلى أخيها حمزة، وقد بقرت بطنه، فاسترجعت واستغفرت له.
وشهدت غزوة أحد الخندق، وكان لصفية – رضي الله عنها- موقف لا مثيل له في تاريخ نساء البشر. فحين خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم- لقتال عدوة في معركة الأحزاب ( الخندق ) ...وقام بوضع الصبيان ونساء المسلمين وأزواجه في ( فارع ) حصن حسان بن ثابت، قالت صفية:' فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) والمسلمون في غور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت، قالت: فقلت يا حسان، إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود، وقد شُغل عنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وأصحابه، فانزل إليه فاقتله. قال: والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فاحتجزت ثم أخذت عموداً، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، وقلت: يا حسان، انزل إليه فاسلبه. فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي بسلبه من حاجة.
وقد كان لهذا الفعل المجيد من عمة رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أثر عميق في حفظ ذراري المسلمين ونسائهم، ويبدو أن اليهود ظنوا أن هذه الآطام والحصون في منعة من الجيش الإسلامي -مع أنها كانت خالية عنهم تماماً- فلم يجترئوا مرة ثانية للقيام بمثل هذا العمل، إلا أنهم أخذوا يمدون الغزاة الوثنيين بالمؤن كدليل عملي على انضمامهم إليهم ضد المسلمين، حتى أخذ المسلمون من مؤنهم عشرين جملاً. ( وبذلك كانت أول امرأة مسلمة تقتل رجلا في سبيل الله).
وفاتها :
توفيت - رضي الله عنها- في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين هجرية ، ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة، ودفنت في البقيع في دار المغيرة بن شعبة.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين مارس 03, 2014 9:38 am | |
| ]size=24]الصامدة (نائلة بنت الفرافصة) عندما اشتدت المحنة على عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- وأُحْكِمَ عليه الحصار، صمدت معه، وتلقت عنه ضربات السيوف قبل أن تصل إليه، وما إن ألقى الرجال بحبالهم على أسوار منزله، ودخلوا عليه حتى أسرعت تنشر شَعْرَها، فقال عثمان: خذى خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ، أعظم عندى من دخولهم علي. وحين هجم عليه أحدهم وهوى عليه بسيفه تلقت السيف بيدها فقطعت أناملها، فصرخت على رباح غلام عثمان، فأسرع نحو الرجل فقتله، وبينما كانت تهرع لإمساك سيف رجل ثانٍ لكن الرجل تمكن من أن يقطع أصابع يدها الأخرى وهو يدخل السيف فى بطن عثمان ليقتله، وحين هموا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها إلا أنهم لم يرحموا ضعفها، ولم يعرفوا لعثمان قدره، فحزوا رأسه، ومثَّلوا به، فصاحت والدم يسيل من أطرافها: إن أمير المؤمنين قد قُتل. إن أمير المؤمنين قد قُتِل. ثم دخل رجل عقب مقتل عثمان، فإذا رأسه فى حجرها. فقال لها: اكشفى عن وجهه. قالت: ولِمَ؟ قال الرجل: ألِطم حُرَّ وجهه فقد أقسمت بذلك. فقالت: أما ترضى ما قـال فيـه رسول اللَّه (، قال فيه كذا وكذا. فقال: اكشفى عن وجهه. ثم هجم عليها فلطم وجه عثمان، فدعت عليه قائلة: يبَّس اللَّه يدك، وأعمى بصرك. فلم يخرج الرجل من الباب إلا وقد يبست يداه، وعمى بصره. وتُركت جثة عثمان فى مكانها دون أن يجرؤ أحد على تجهيزه ودفنه، فأرسلت إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن مطعم، وأبى جهم بن حذيفة، وحكيم بن حزام، ليُجَهِّزُوا عثمان، فقالوا: لا نقدر أن نخرج به نهارًا. وحين حلّ الظلام خرجوا به بين المغرب والعشاء نحو البقيع، وهى تتقدمهم بسراج ينير لهم وحشة الظلام حتى تم دفنه بعد أن صلى عليه جبير بن مطعم وجماعة من المسلمين. ثم قالت ترثيه: ومالى لا أَبْكى وأُبكـى قرابتى وقد ذهبتْ عنا فضول أبى عَمْرِو وبعد أن دُفن عثمان -رضى الله عنه- خطبت نائلة -رضى الله عنها- في المسلمين، فقالت: معاشر المؤمنين وأهل اللَّه لا تستكثروا مقامي، ولا تستكثروا كلامي، فإنى حزينة أُصِبْتُ بعظيم وتذوقت ثكلا من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول اللَّه (، فقد تراجع الناس فى الشورى حين تقدم، فلم يتقدمه متقدم ولم يشك فى فضله متأثم. ولم تكتف نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان ممزقًا مليئًا بالدماء، وعقدت فى زر القميص خصلة من شعر لحيته، قطعها أحد قاتليه من ذقنه، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة. وأوصت إليه أن يعلق كل أولئك فى المسجد الجامع فى دمشق، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب، وكان بعض ما جاء فيه: إلى معاوية بن أبى سفيان، أما بعد: فإنى أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم، فإنه قال وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات: 9]. وقد اجتمع لسماعه خمسون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وأصابعها. وعاشت نائلة حافظة لذكرى عثمان بن عفان -رضى الله عنه- وظلتْ وفية له، فلم تتزوج وكانت من أجمل النساء. وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه، ولما تقدم معاوية -رضى الله عنه- لخطبتها أَبَتْ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها، فقلن: ثناياك (وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها) فخلعت ثناياها، وأرسلت بهن إلى معاوية، وحين سُئلت عما صنعتْ، قالت: حتى لا يطمع فى الرجال بعد عثمان-رضى الله عنه-. تلك هي "نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص"رمز الشجاعة والصبر والصمود، ذات الأدب والبلاغة والفصاحة، تزوجها عثمان بن عفان-رضى اللَّه عنه- فكانت له زوجة مخلصة وفية ومطيعة، وكان عثمان يستشيرها دائمًا لسداد رأيها، وقد حظيت فى بيته بمكانة كبيرة. وقد زوجّها له أخوها ضب، وحملها إلى عثمان فى المدينة، وكان مسلمًا وكان أبوها نصرانيَّا، وقد تزوجها عثمان وهى نصرانية، وقبيلتها - قبيلة كلب - كلها يومئذ نصارى. وقد أسلمت نائلة على يديه، وأنجبت له من الولد ثلاثًا:أم خالد، وأروي، ,أم أبان الصغرى. وقد روت السيدة نائلة عن عائشة -رضى اللَّه عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله (، ثم توفيت بعد جهاد عظيم لخدمة الإسلام.
[/size] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين مارس 03, 2014 9:41 am | |
| أم المؤمنين أم حبيبه رضى الله عنها
هي ام حبيبة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيدة جليلة آمنت واعتنقت الاسلام مبكرا، قبل أن يسلم ابوها بسنوات، حيث اسلم أبوها بعد الفتح. وكانت متزوجة من عبيد الله بن حبش، منها جرت مع زوجها الى الحبشة، وبعد ان تعرض لما تعرض له المهاجرون الى الحبشة من الظلم والاضطهاد، وقد اغضب اسلامها أبا سفيان بن حرب، ولكنها كانت عميقة الإيمان راسخة العقيدة لم تبالي لغضب أحد وهي تسعى لمرضاة الله، ولما اشتد أذى المشركين على المسلمين في مكة، هاجرت الى الحبشة مع زوجها عبيد الله، ولكن زوجها كان ضعيف الإيمان مرتاب اليقين فتنصر في الحبشة، وحاولت ان يبقى على دينه، ولكنه اصر على التنصر وبقي على نصرانيته حتى مات، و ثبتت ام حبيبة على الا سلام، حيث ان إيمانها الراسخ لم يتأثر بما تأثر به زوجها، وهذا موقف صعب على رملة، خاصة وانها في بلاد الهجرة، ولم يمهل الموت عبيد الله بن حبش طويلا على نصرانيته، فلما هاجر الرسول الكريم الى المدينة المنورة و هاجر مع المؤمنون، شدت رحالها وهاجرت ال المدينة المنورة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، وتزوجها سنه ست وقيل سنه سبع من الهجرة، ولها من العمر بضع وثلاثون سنة، وكانت رضي الله عنها تتمتع بعقل راجح، وإيمان ثابت، يضرب المثل في صبرها وجمالها عقلا و ادبا وايمانا، وكيف لا تكون رملة جامعة لكل هذه الصفات، وهي من البيوت التي كانت في الجاهلية من اهل الاجاه و الثراء و قد زادها الاسلام شرفا على شرف، ولما بلغ ابا سفيان خبر زواج ابنته ام حبيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتد غضبه وقال ''ذلك الفحل لا يقرع أنفه، وفي رواية لايقدع أنفه'' ولما بلغها قول ابيها كلمته بما لا يحب، واخبرته بانها تزوجت بخيرة الناس، وله شرف ان تكون من امهات المؤمينين، فكانت الزوجة الوفيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،التقية النقية، والعابده العافية و كان كلامها مع ابي سفيان، عندما قدم على رسول الله عليه وسلم بالمدينة سنة ثمانية هجرية فلما دخل بيت رملة أراد ان يجلس على فراش رسول الله، طوته قبل ان يجلس عليه، فقال لها ابوها،يا بنيه، والله ما ادري ارغبت بي عن هذا الفراش ام رغبت به عني؟ يريد بهذا القول هل تريدين ان تفرشي لي خيرا من هذا الفراش، ام لا تريدين ان لا اجلس عليه؟ فقالت: بل لا أريد ان تجلس على فراش رسول الله وانت مشرك نجس الاعتقاد، فقال ابي سفيان لقد اصابك بعدي شر عظيم، ثم خرج.
هذا الموقف من ام حبيبة، يظهر لنا عظمة ايمانها، وإن هذا جاء من قول الله تعالى «يا ايها الذين آمنو لا تتخذو آبائكم و اخوانكم ان استحبوا لكفر على الايمان...» قالت رملة هذا الكلام لابيها لتشعره بمهانة نفسه بالكفر بالله ورسوله، ولتعرفه بمكانه رسول الله في نفسها و نفوس المؤمنين
وكان ابو سفيان، يعلم ان محمد صلى الله عليه وسلم صادق وامين، ولكنه اصر على العناد خوفا على منزلته في قريش، وان الاسلام ساوى بين العبد والسادة وان الناس لا يتفاتضلون الا بالتقوى، وعندما فتح رسول الله مكة المكرمة قال: ومن دخل بيت ابي سفيان فهو آمن، فرد رسول الله ما كان يعلم من نفس ابي سفيان وقال ''إنه رجل يحب الفخر''. فحقق رسول الله له هذه الرغبة ردا لاعتباره.... فسبحان الذي شرح صدر رملة مبكرا للاسلام، والذي أبطأ على ابيها الايمان حتى الفتح وكان اخوها معاوية له ابنه أسماها رملة، وهي رملة بنت معاوية ابن ابي سفيان، وهي من ربات الفصاحة والبلاغة، وكان زوجها عمر بن عثمان بن عفان. وحتى لا يكون اشكال على القارىء، فرملة بنت معاوية غير رملة ام حبيبة زوج رسول الله وام المؤمنين رضيى الله عنها.
ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان ام المؤمينين، كانت راوية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم روت خمسا وستين حديثا، وروى عنها بعض الصحابة.
لقيت بام حبيبة، لانه كان لها ابنة من زوجها عبيد الله بن حبش، اسمها حبيبة، فيذشقال لرملة ام حبيبة: وقد تربت ابنتها ربيبة لرسول الله واكرمها رسول الله ايما الكرام، وعاشت مع امها حياة الايمان في بيت الوحي، أما للمؤمنين و اما لحبيبة رضي الله عنها.
وعندما حوصر عثمان بن عفان رضى الله عنه من قبل الخارجين عليه، جاءت وهي تركب بغلة لعلها تقنع المحاصرين لبيت سيدنا عثمان بن عفان، فلما رآها القوم، قالو ما جابك يا ام حبيبة، فقالت لهم: ألا تتقون الله؟ فضربو وجه بغلتها التي تركبها وقطعو بالسيف زمام البغلة، فأخذت البغلة تميل بها وكادت ان تقع على الأرض، فتلقاها الناس وقد مالت الى السقوط، فتعلقو بها بعد ان كادت تقتل فاعادوها الى بيتها والاسى يعصر قلبها وهي تقول ''لا حول والا قوة إلا بالله، فتح باب فتنة.. اللهم سلم''
عاشت عهد الصديق رضي الله عنه وعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعهد عثمان وبعضا من عهد علي رضي الله عنه وفي رواية انها عاشت أيام الفتنة، ونصحت عائشة بعدم الخروج الى العراق، ولم يذكر المؤرخون ان رملة كان لها دور بعدما وقع لعثمان سوى انكارها على عائشة الخروج الى معركة الجمل.
مرضت رضي الله عنها، واقعدها المرض، ولما حضرتها الوفاة، دعت عائشة زوج النبي فقالت لها: قد يكون بين الضرائز شيء فارجو الله ان يغفر لي ولك ما كان، فقالت عائشة: غفر الله لي ولك، وسامحتك فيما كان، وارسلت الى ام سلمة زوج الرسول، فقالت لها مثل ما قالت لعائشة، تطلب السماح مما قد كان وقع لتلقى ربها وقد استرضت الجميع، وهذه صفات المؤمينين الذين يرجون لقاء الله.
ثم توفيت رضيى الله عنها بالمدينة المنورة سنة 44 ه وقيل سنة 24 هـ،وقيل سنة 55 ه رحمها الله تعالى في الخالدات في جنات النعيم.
وهكذا هي الحياة، تبقى السيرة، ويذهب الاشخاص، ومردنا الى الله جميعا، رحم الله رملة بما صبرت في هجرتها، وبما قدمت في حياتها اماً للمؤمنين واسوة للصابرين والصابرات.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين مارس 03, 2014 9:43 am | |
| وراء كل عظيم ام - أم الإمام الثوري درس لكل إمرأة
أحبتي يقولون الناس دائما ان وراء كل عظيم إمراة و نحن لا نعارض هذه المقوله ولكن نحب ان نصحح مفهومها لأن كثيرا جدا من الناس يعتقدون أن هذه المرأة هي الزوجة و اقول :
إن وراء كل عظيم إمراة ولكه هذه ألإمرأة هي
أمه
التي حملته وأرضغته لبنها وحنانها و ربته على الفضيله وحب العلم و اخذته من يده للمرسة او الكنانيب و لهذه الحقيقه اسرد لكم بعض من قصص الأمهات التي صنعت علماء عظام يشار لهم بالبنان
اولها
أم الإمام الثوري درس لكل إمرأة
يَروي لنا عُلماء السِـيَر بأن السيدة أم الإمام سفيان الثوري قالت له (يا بُني خذ هذه، عشرة دراهم وتعلم عشرة أحاديث، فإن وجدت لها تغييراً في جلستك ومشيتك وكلامك فأقبل على العلم وأنا أكفيك بمغزلي وإلا فاتركه فإني أخشى أن يكون عِلمُك وبالاً عليك يوم القيامة).
إنها نموذجٌ ساطعٌ للمرأة المُـتطلعة إلى المشاركة في نهضة أمَّتِها بتقديم جيلٍ راشدٍ قادرٍ على الريادة والبناء،
جيلٍ تتوجَّهُ روحهُ وأهدافهُ إلى غاية واحدةٍ لا تتعدد، رضا الله تبارك و تعالى. لقد نجحت هذه السيدة الكريمة في تقديم إمامٍ فريدٍ لأمتها، ومازلت أمتنا تنتظر منا الكثير
اسمحوا لي أن أعرض لكم هذه المقطوعة الرائعة للعشماوي
وأنقلها لكم كما قرأتها ............ .......
رسالة إلى أم سفيان الثوري كنت قرأت قصة لأم سفيان الثوري رحمه الله وأم سفيان امرأة ذات
رسالة فلما مات أبوه وسفيان صغير فلما بلغ عمره دون التاسعة أو
العاشرة كانت أمه تغزل بمغزلها فغزلت ذات يوم وباعت ما غزلته
بعشرة دراهم ثم دعت إليها ابنها سفيان وقالت : يا سفيان هذه عشرة
دراهم اذهب اطلب بها الحديث في المسجد ثم انظر يا بني إن وجدت
أثراً لما تعلمته على عقلك وقلبك وعملك فتعال أعطك عشرة دراهم
أخرى حتى تطلب بها العلم وإن لم تجد أثراً لذلك - ولاحظ معي
التوجيه هنا - فاترك العلم يا بني فإنه يأبى إلا أن يكون لمخلص.
أنا في اعتقادي أن أم سفيان الثوري هنا أكبر من مديرة جامعة
لأنها تريد لإبنها تنشئة علمية خاصة ؛ ولهذا كانت النتيجة مباشرة
بعد عدد من السنوات أن رأينا سفيان الثوري إمام المسلمين في
علم الحديث فقلت :
علميه الحديث كـي يتسامـى
وامنحيه الإحساس والإلهامـا
وانثري في طريقه الورد هزي
بيديـك الكريمتيـن الغمامـا
رفرفي فوقـه حمامـة أمـن
تمنح الأمن قلبـه والسلامـا
وامسحي وجهه براحة حـب
تجعل الوجه مشرقـاً بسامـا
أنت أرضعته الحنان صغيـراً
فاجعلي حبك الكبيـر الفطامـا
أم سفيان يـا حديثـة صبـر
جعل اليتـم همـةً واحترامـا
مغزل العزم في يديـك أرانـا
كيف ترعى المغازل الأيتامـا
مغزل ينسج الرجولـة ثوبـاً
بيد الأم كي تصـون الغلامـا
اغزلي الثوب ثم بيعيه حتـى
ترفعي لابنك الحبيب المقامـا
امنحيه المـال الحـلال فإنـي
لا أرى مثله يسيـغ الحرامـا
وابعثي المغزل الجميـل إلينـا
كي نداوي بنسجـه الأسقامـا
كي ترى الأمهات فيه شموخاً
صار رمزاً به وصار وسامـا
ابعثي المغزل الجميل خطابـاً
لنساء أكثرن فينـا الخصامـا
شرقوا غربـوا بهـن غـدواً
ورواحـاً تزحلقـاً وارتطامـا
يمنحوهن في المحافـل حتـى
أصبح العري عندهن احتشاما
قدموهـن للظـلال شـرابـاً
ولجوعى النفوس منهم طعاما
أكلوهن فـي صباهـن لحمـاً
ورموهن حين شبـن عظامـا
ابعثي المغزل الجميل وسامـاً
لنساء لا يرتضيـن انهزامـا
قد عمرن البيوت حباً وعطفـاً
وحنانـاً ورحمـة وابتسامـا
وبنين الأجيال قلبـاً وروحـاً
وعقـولاً تحـارب الأوهــام
أم سفيان وجه طفلك أمسـى
قمـراً لا يطيـق إلا التّمامـا
أنت أرضعته مع الحب نـوراً
من يقين فلم يخـاف الظلامـا
أنت أركضت خيله دون خوف
بعد أن أمسكت يداه الزمامـا
أنت أرشدته إلى الكنز حتـى
صار كنزاً وحقـق الأحلامـا
أم سفيان يـا كريمـة نفـس
ملئت صفحة الحيـاة التزامـا
حدثتنا الأمجاد عنـك فقالـت
هكذا يصنع الكريـم الكرامـا
هكذا صاغت الأمومـة طفـلاً منقوول للفائده فغـدا سيـداً وصـار إمامـا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نساء خالدات الإثنين مارس 03, 2014 9:49 am | |
| أم عمار زوج ياسر سمية بنت الخياط رضي الله عنها. من السابقين الأولين الذين دخلوا في الإسلام وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة المكرمة. ومن المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في سبيل الله. وممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل ومحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لاقت من صنوف الأذى والتعذيب على أيدي المشركين الكثير لكنها صبرت واحتملت...وهي أول شهيد استشهد في الإسلام. طعنها عدو الله أبو جهل في مكان عفتها فقتلها.
قاتلت الصحابيات رضي الله عنهن جنبا إلى جنب مع الصحابة رضي الله عنهم. قاتلن ولم يفرض الإسلام القتال عليهن. وكانت أم المؤمنين عائشة بنت الصِّدِّيق رضي الله عنهما وغيرها من الصحابيات قاتلن متطوعات وأبلين البلاء الحسن. عقد البخاري في كتاب الجهاد من صحيحه خمسة أبواب وفقه البخاري في تبويبه:
"باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال" روى فيه عن أنس رضي الله عنه قال: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا. تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ -وَقَالَ غَيْرُهُ تَنْقُلاَنِ الْقِرَبَ- عَلَى مُتُونِهِمَا. ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ. ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا. ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ".
وبعده: "باب حمل النساء القِرَبَ إلى الناس في الغزو". قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ:"إِنَّ عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمَدِينَةِ . فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ . يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِىٍّ. فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ . وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ. مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَزْفِرُ تَخِيطُ".
وأورد في "باب مداواة النساء الجرحى في الغزو" و"باب رد النساء الجرحى والقتلى" عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوّذٍ قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم. فنسقي القوم. ونخدمهم. ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة".
وباب غزو المرأة في البحر روى فيه عن أنس رضي الله عنه رضى الله عنه قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَةِ مِلْحَانَ فَاتَّكَأَ عِنْدَهَا. ثُمَّ ضَحِكَ فَقَالَتْ: لِمَ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ الأَخْضَرَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ. مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ». فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ» . ثُمَّ عَادَ فَضَحِكَ. فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ أَوْ مِمَّ ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَتِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . قَالَ: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ. وَلَسْتِ مِنَ الآخِرِينَ» . قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: فَتَزَوَّجَتْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ. فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ مَعَ بِنْتِ قَرَظَةَ. فَلَمَّا قَفَلَتْ رَكِبَتْ دَابَّتَهَا فَوَقَصَتْ بِهَا. فَسَقَطَتْ عَنْهَا فَمَاتَتْ".
وشاركت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمةُ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد. وذلك بقتال الأعداء بالرمح. وقد جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول: انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان أخوها حمزة بن عبد المطلب قد قتل ومثل به. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة قال لابنها الزبير: أرجعها لكي لا ترى أخيها. فذهب إليها الزبير بن العوام وقال: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي.
فقالت صفية بنت عبد المطلب: ولم؟ لقد بلغني أن أخي مات. وذلك في الله. لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله. فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أمه صفية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خل سبيلها. فأتت صفية فنظرت إلى أخيها حمزة. وقد بقرت بطنه. فاسترجعت واستغفرت له.
وكان لها رضي الله عنها موقف شجاع يوم الخندق أخرج الإمام محمد بن إسحاق أنها لجأت يوم الخندق إلى حصن حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر المسلمين مع النساء والصبيان وحسان. قالت صفية: "فمر بنا رجل من يهود فجعل يُطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة . وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت . قالت فقلت: يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فانزل إليه فاقتله قال يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب . والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا : قالت فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا . احتجزت ثم أخذت عمودا . ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته . قالت فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت : يا حسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل قال ما لي بسلبه من حاجة يا ابنة عبد المطلب".
فكانت أولَ امرأة مؤمنة قتلت عدوا في الإسلام. وبموقفها ذلك منعت ذراري المسلمين ونساءهم فلم يتجرأ اليهود مرة أخرى على الاقتراب من ذلك الحصن وظنوه في حراسة جنود المسلمين.
ويوم حنين إذ انهزم المسلمون ساعة من نهار كانت أم سُلَيم بخنجرها تتحدى الأعداء. جاء زوجها أبو طلحة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويُخبره أن مع أم سليم خِنْجَراً. سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصدها فقالت: "أردتُ إن دنا إليَّ أحد منهم طعنته به!".
وأخرج الإمام الطبراني أن أسماء بنتَ يزيد بنِ السَّكـن بنت م معاذ بن جبل رضي الله عنهما قتلت يوم اليرمـوك تسعة من الروم بعمود فُسطاط.
وجاهدت أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية رضي الله عنها فقد شهدت أحداً والحديبية وخيبر وحنيناً وعمرة القضية ويوم اليمامة.
قالت أم عمارة نسيبة رضي الله عنها: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء. فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح. قالت فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف. فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت: أقبل بن قميئة. وقد ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يصيح: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه. فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان.
وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: «لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان». وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا. وكانت تقول إني لأنظر إلى بن قميئة وهو يضربها على عاتقها. وكان أعظم جراحها فداوته سنة. ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم. ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحمراء ما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها. فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.(رواه الإمام ابن سعد في الطبقات الكبرى).
وذكر عنها ابن اسحق أنها خرجت إلى اليمامة مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر في حرب الردة فباشرت الحرب بنفسها. حتى قتل الله مسيلمة ورجعت وبها اثنا عشر جرحا. من بين طعنة وضربة .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول يوم أحد عن أم عمارة: «ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني».
قالت أم عمارة: قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما بقى إلا في نفر لا يتمُّون عشرة. وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذبّ عنه. والناس يمرون به منهزمِين. ورآني لا تِرْسَ معي. فرأى رجلاً موليًا معه ترس. فقال لصاحب الترْس: "ألْقِ تِرْسَكَ إلى مَنْ يقاتل". فألقى تِرْسَه. فأخذتُه. فجعلتُ أتَتَرَّسُ به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ الخيل. لو كانوا رجالاً مثلنا. أصبناهم إن شاء اللّه. فأقبل رجل على فرس. فضربني وتترستُ له. فلم يصنع سيفُه شيئًا. وولَّي. فضربتُ عرقوب فرسه فوقع على ظهره. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: «يا ابنَ أم عمارة. أمك أمك». فعاونني عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت).
ويقول ابنها عبد الله بن زيد رضي الله عنه: جرحتُ يومئذ جرحا في عضدي اليسرى. ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني. وجعل الدم لا يرقأ. فقال رسول الله: اعصب جرحك. فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح فربطت جرحي. والنبي واقف ينظر إلي. ثم قالت: انهض بني فضارب القوم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة! » قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني. فقال رسول الله: هذا ضارب ابنك. قالت فأعترض له فأضرب ساقه فبرك. قالت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى رأيت نواجذه وقال: «استقدت يا أم عمارة». ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه. فقال: النبي. صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك. (رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى).
روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ. وَأَنَّهَا قَالَتْ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ. أَتَأْذَنُ فَأَخْرُجُ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ وَأُدَاوِي جَرْحَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً؟ قَالَ: «قَرِّي فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُهْدِي لَكِ شَهَادَةً».
وأما الفقيرات من الصحابيات رضي الله عنهن يجاهدن بمالهن وأنفسهن. يغزِلن وينفقن. روى الإمام أبو داود في سننه عن حَشْرَج بْن زِيَادٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ أَنَّهَا خَرَجَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ سَادِسَ سِتِّ نِسْوَةٍ فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا فَرَأَيْنَا فِيهِ الْغَضَبَ فَقَالَ: «مَعَ مَنْ خَرَجْتُنَّ وَبِإِذْنِ مَنْ خَرَجْتُنَّ». فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ خَرَجْنَا نَغْزِلُ الشَّعَرَ وَنُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَعَنَا دَوَاءُ الْجَرْحَى وَنُنَاوِلُ السِّهَامَ وَنَسْقِي السَّوِيقَ فَقَالَ: «قُمْنَ» حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ أَسْهَمَ لَنَا كَمَا أَسْهَمَ لِلرِّجَالِ. قَالَ فَقُلْتُ لَهَا: يَا جَدَّةُ وَمَا كَانَ ذَلِكَ قَالَتْ تَمْرًا".
| |
|
| |
| نساء خالدات | |
|