بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
تصاعدت في الآونة الأخيرة الهجمة الشرسة ، والإساءات المتكررة لخيرة خلق الله ، وأفضل رسل الله ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا و حبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، الذي بعثه الله جل وعلا رحمة للعالمين أجمعين إنسهم وجنهم . وانطلقت هذه الحملة الشرسة والإساءات المتكررة لشخص النبي صلى الله عليه وسلم من الغرب النصراني العلماني اللبيرالي المادي .
وهذا التصرف غير اللائق وغير الحضاري تجاه نبي هو أعظم أنبياء الله ، وقد أسدى للبشرية جمعاء من الخير والفضل والإحسان ما لم يقدمه أحد من البشر ؛ فهذا التصرف المشين لا بد أن تكون له دوافعه وأسبابه ، ولا بد للمسلمين لا سيما من يهتمون بأمر الدعوة إلى الله تعالى وهداية الناس للصراط المستقيم ، أن يبحثوا في معرفة هذه الأسباب والدوافع الحاملة لهذا الكره لنبي الرحمة ، لا لأجل التبرير ، حاشا وكلا ، ولكن لتشخيص الداء وتوصيف العلاج والدواء ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
ولمعرفة دوافع واسباب كره الغرب لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم حاول الكاتب الدكتور باسم خفاجي : من المركز العربي للدراسات الإنسانية ، إيضاح و استجلاء تلك الأسباب في كتاب أسماه : لماذا يكرهونه ؟! الأصول الفكرية لعلاقة الغرب بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ، ولإفادة الأخوة والأخوات قراء هذه المنتدى المبارك سأحاول بمشيئة الله تعالى وتوفيقه تلخيص أهم ما جاء في هذا الكتاب
استهل المؤلف كتابه بقول الله تبارك وتعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم ومايفترون ) الأنعام : 112 .
وقوله تبارك وتعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا ) الفرقان : 31 .
يقول مؤلف الكتاب معلقا على هذه الآيات : ( إن كان لهذه الأمة ولنبيها صلى الله عليه وسلم عدو من المجرمين في زماننا هذا كما أخبرت الاية ، فمن يمكن أن يكون هذا العدو غير الغرب ) .
وتكملة للفائدة نذكر هنا ما ذكره بعض أئمة التفسير حول هذه الايات المذكورة : يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي في تفسيره المسمى ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) :
( يقول تعالى مسليا لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما جعلنا لك أعداء يردون دعوتك ويحاربونك ويحسدونك ، فهذه سنتنا أن نجعل لكل نبي نرسله إلى الخلق أعداء من شياطين الإنس والجن يقومون بضد ما جاءت به الرسل .... ومن حكمة الله تعالى في جعله للأنبياء أعداء ، وللباطل أنصارا قائمين بالدعوة إليه ، أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان ، ليتميز الصادق من الكاذب والعاقل من الجاهل والبصير من الأعمى . ومن حكمته أن في ذلك بيانا للحق ، وتوضيحا له ، فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه فإنه حينئذ يتبين من أدلة الحق ، وشواهده الدالة على صدقه وحقيقته ، ومن فساد الباطل وبطلانه ما هو من أكبر المطالب التي يتنافس فيه المتنافسون ) انتهى كلامه رحمه الله .