وجه الليل:
حلم مستيقظ فوق لحاف المسافة
بين أغنية عذراء
وابتسام قصيدة حزينة
حبلى بوجع طاعن فى الدمع
ونعاس تربص الوقت بعينيه
يعاقر السهر كؤوس الهباء
وصهباء الضغينة
ظلٌ يتوارى خجلا
من نظرات الشمس
جسد تدلى من لهاة الضوء
مثل هتاف نسجته
أبجدية الصمت
جسد يصوب دمه نحو أوردة المدينة
رايناه يغوص عاليا
يعتلى كتف مئذنة وحيدة
يبايع النزيف خائفا
ينتظر الخريف خائفا
يتلو بكاء المواسم سرا
ثم يكتب حزنه جهرا
على جدار غيمة ضنينة
وجه اليباب:
قال اليباس للحقل
إن هبت الريح من علِ
أين ستخبئ السنابل أطفال أمنياتها؟
وإن جاء طيف الخوف منجلِ
كيف ستوقد الأرض فوانيس كلماتها؟
وجه الحنين:
صباحٌ مسافرٌ
دليله ليل مبلل بدموع القمر
وتوجس الشمس
متاعه ذكريات العتمة
وخوف العصافير
قلبه يضمر الحنين و أعراس المطر
يشاغب حسد اليباب
قانع بغنيمة الأسى من ظمأ اللحظة
بماء السراب ورفات الأمس
يقايض الأحزان
بقميص فرحه الأخير
وجه التيه:
ذات حياة جاء النهر زائرا
يطلب شربة فرح
لا يظمأ الموج بعدها
وما كان فى مواعين الصبر
سوى انتظار مرير
استحى النهر حينها
وجلس حائرا
فشربنا معا ما تبقى من ظمأ
فى كأس الهجير
وجه الشوق:
هزى إليكِ بجسد المسافة
تتساقط الأشواق
ونلتقيكِ عند مغرب الصبر
قريبة مثل النبض
عالية كما الأحلام
بعيدة مثل مقاعد السماء
دانية مثل لحاء الأرض
هزى إليكِ دمى
فالأيام عتمة
وأنتِ مصباح العمر
وجه اللقيا:
أنبأنا الشوق إنا ملاقوكِ
على تخوم الماء الصديق
بعيدا عن موقد التعب
وشاحكِ حلم معطر بالغناء
فى حضرة الليل الرفيق
إنا ملاقوكِ فلتشهدى يا أعين السماء
ولتفرح يا رمل الطريق
وجه العشق:
العشق والسلام عليكِ
حتى مطلع اللقيا
حتى اخضرار الروح
إلى أوج الحبور
عظيم وجه لقياكِ
شوق سماوى البهاء فى الغياب
وحديقة عرضها أمنيات الغائبين
تجرى من تحتها الأشواق
أعدت للعاشقين
منقول.. الشاعر ابوذر بابكر