من يا ترى؟!
بين المشارق والثرى
من يا ترى
بين المشارق والثرى
في حسنه ملك الدواخل
واعترى
هذا الذي في لحظة
خطف اللواحظ
في مشاعرنا سرى
من يا ترى؟
في وهلة جذب انبهاري
ما أحس وما أرى
هذا الذي جعل اندهاشي جارفاً
بين الحقيقة والكرى
من بيننا تنساب أجراس الهوى
والعشق نجوى
بالحنين تفجرا
والعمر عاد مجدداً
بعد السنين ملوحاً
متهللاً مستبشرا
والجرح بادر بالأفول
ونبضه
قد صار يعدو وارفاً
فقد استطاب بما جرى
هذى الشجون تفجرت أوصالها
في العمق أغرق مدها
صدر الشواطيء أبحرا
وهواك يهدر في الضلوع
وموجه متدفقاً
بين الجوانح شاعرا
وأنا ابوح بما اقتضيت وأذرعي
ممتدة فوق السماء
وديعة مستغفرة
متلاقيات مشرعات بالنوى
ورؤى الأحبة إن مضين تحسرا
أو تاه وعدك أو تباعد بوحنا
فالصعب يبقى بالمحبة ميسرة
منك الرحيق ومن عبيرك نفحه
يهب الورود الطل
والغيث المبارك مقدرة
كي يستقيم بعوده وظلاله
وليستريح المزن في سحب الجوى
ألقاً يهيم بحسنه وبمنظره
إن الدموع الساكنات بأعيني
هي في الحقيقة معذرة
عن كل ليل في الزمان تقاصرت
أوقاته دون اتخاذك معبرا
نحو البشائر والبصائر والرؤي
ودعاء قلب بالمودة سطرا
فصل الخريف رواية لبكائه
والصيف يدمي بالجفاف مشاعره
يأتي الشتاء وينتحي بربيعه
والعشق في هذا الأوان مُقدّرا
إني أحبك لا اكتفيت بما مضى
أو عدت أخشى
في الدواخل قيصرا
هذي السنين قصيرة أيامها
إن طال عمري في الحياة بريقه
أو صار دونك بالمواجع قاصرا
عوداً إليك فما أنا من فارقت
عيناه وجداً أو أقام شعائرا
للحزن يوماً في محافل زهده
أو ظل يندب ريع حظ عاثرا
لا كنت يوماً راهباً متخفياً
أو كنت ما بين المحافل ساحرا
فأنا يجددني اشتياقك تارة
وبتارة أرنو إليك مكدرا
ماذا أقول وإن مضت أوقاتنا
- مهما مضت –
سيظل حبك آثرا
ويظل حمدك يا إلهي مركباً
ننجو به للشط
في بحر الحياة الثائرا
من ذاق عطفك
في العميق تأملاً
سيظل أبداً بالأصالة شاكرا
ويظل دوماً
في ارتيادك شارعاً
ومن المحال بأن يعودك جاحداً
أو ذات يوم ناكرا
الله ربي أنت وحدك سيدي
وأنا إليك وفي سبيلك سائرا
حسبي لقاؤك في جنان الخلد
عطفك إن ونى
وأنا إليك مهاجراً ومسافرا
ومغادراً دنياي في وله التقى
للقاك يوم الحشر عند الآخرة
غفرانك اللهم ربي نجني
من كل ذنب ابتليت بوافره
هو فضلك اللهم فاقبل توبتي
أنت الكريم وقد رجوتك مغفرة.