روضةالحاج
روضة الحاج صوت شعري متفرد في منظومة الشعر السوداني والعربي ,وأستطاع أن يصنع الفارق من خلال المشاركات الداخلية والخارجية, ويعد من العلامات الفارقة في الشعر النسائي بالوطن العربي ,وما نيلها لجائزة سوق ( عكاظ) إلا إستحقاقاً لهذه المكانة وتأكيداً على تميزها ونضوج مفرداتها . وتعد روضة الحاج أول إمرأة تنال الجائزة بالرغم من أن سوق (عكاظ) من المنافسات التاريخية القديمة حيث بداياتها قبل أكثر من ثلاثة عشر قرناً ,وهو السوق الذى كان يجول فيه المتنبي ويصول ,وكانت خنساء الجزيرة العربية هناك ترد, من وراء حجاب .( ياليتني كنتُ معهم فأفوز فوزاً عظيماً ) .واليوم رحل أبو الطيب المتنبي .وترك المكان لخنساء النيل ,لتمطتي فرسها وتقدم بلسان صدق مبين بأن حواء السودان حاضرة وقادرة على أن تدون أسمها في سجل فطاحلة الشعر الذين عبروا من هذا المكان وظلت سيرتهم حاضرة بالرغم من تباعد السنوات .روضة الحاج وبعد حصولها على بُردة سوق عكاظ التي ولأول مرة تُصمم بطابع نسائي مميز.التقت بها (جريدة الجريدة ) في هذه المساحة......
( حوار : برعي صديق الأبنوسي )
*روض الحاج صوت شعري أصبح له صدى محلي وعربي واضح . فهل الأسماء التي شاركت في سوق عكاظ كانت بذات المستوى,لتؤكد لنا روضة بأنها حققت ( إنجاز) مستحقاً ؟.
مكانة سوق عكاظ كأقدم حالة تنافسية وتقيميية ونقدية للشعر العربي مكانة قديمة وعتيقة وعريقة ولاتحتاج إلى كثير حديث ,أما بعث هذا الحراك من جديد في ذات الزمان والمكان بعد ألاف السنوات فهو الأمر الكبير الذي يستحق الثناءوالتقدير والإشادة بالمملكة العربية السعودية وجلالة الملك عبدالله الذي يشرف السوق برعايتة والأمير الشاعر خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية للسوق على هذه النظرة العميقة والواعية للثقافة العربية وللشعر العربي , وليس هذا بغريب على المملكة وقيادتها . اما الشعراء المشاركون فالمعروف أن شروط المسابقة دقيقة جداً وأن من يتقدمون للتنافس عادة هم أصحاب التجارب الكبيرة .ولعل إستعراض أسماء الفائزين الدورة الماضية هو الشاعر اللبناني الكبير شوقي بزيع.
*لأول مرة يتم تصميم بُردة بطابع نسائي لجائزة سوق عكاظ.ماذا أنتِ قائلة ؟؟
يشرفني أن أكون أول إمرأة تتزياً ببردة عكاظ التي تتجاوز كونها قطعة قماش جميلة إلى دلالات ومعاني كبرى فهي إعتراف وتقدير للمرأة العربية المبدعة في كل مكان ,وهي خطوة واثقة للمبدعات للدخول إلى الفضاءات التي ظلت حكراً على المفردة المذكرة لزمان طويل ،أنا أحى الجهود التي يبذلها الأن المصمم العالمي يحي البشري لمنح البردة ولأول مرة طابع وسمتاً نسائياً.
*(المريد) كان أول مشاركاتك الخارجية ،وحينها قوبلتي بأحتفاء لم تتصوريه ،فهل كان ذلك دافعاً قوياً بأن يجعلك حريصة على الوجود في المهرجانات الخارجية؟
كنت في بداية الطريق يومها وأحتفى المربديون العراقيون يومها بنصي الذي قدمته إحتفاء كبيراً جعلهم في العام الذي أعقبه يقدمونني في جلسة الإفتتاح وهي مساحة لا يقرأ فيها إلا الكبار من أمثال الفيتوري وعبدالرازق عبدالواحد ورعد بندر وغيرهم وبعدها فتحت لي كل العواصم العربية أبوابها ولما تزل.
*روضة الحاج لم تتوقع أن تنضج تجربتها الشعرية داخلياً.فكيف واجهت كل هذا الإحتفاء الخارجي بما تكتب ؟؟
من قال لم أتوقع نضوج تجربتي داخلياً.اكدت مراراً وتكراراً أن الشعب السوداني هو الذي أجازني وقدمني للناس ،وأن الثقة التي منحني إياها هذا الشعب هي التي ثبتت خطاي على طريق لا أستطيع وصفه بالسهل لأنه ليس كذلك ،وعليه فإن الإحتفاء الخارجي جاء إستكمالاً لحفاوة إبتدرني بها هذا الشعب .
*هل هناك أصوات شعرية سودانية تنافس روضة الحاج ؟؟
لا أومن بالماراثون الشعري فالشعر عندي فعل جمالي وإبداعي وإنساني .وكل شاعر حقيقي ميزاته ونكهته وخصوصية تجربته .
*التوجه الفكري والأيدلوجي هل يخصم من رصيد المبدع ؟
غالباً يفعل ذلك لكن تظل هذه مساحة خاصة جداً ليس من حق أحد التدخل فيها ، وأعتقد أن الرابط بين السياسة والأيدلوجيا من جهة وبين الإبداع ينبغي أن يؤسس له بشكل جديد ،شكل يحفظ للإبداع تقدمه على السياسى،شكل يفصل بين الحالة الإقصائية التي إبتليت بها بعض الدوائر بدعوى الإتساق أو الإختلاف مع أوضد،هذه حالات سالبة ستشكل خصماً على حركة الإبداع التي ينبغي أن قائدة وليست تابعة على المدى الطويل .
*روضة الحاج صناعة المؤتمر الوطني وقد ساعدها إعلام السلطة المرئي والمسموع بصفتها موظفة في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بجانب عملها بإتحاد المرأة؟؟
هذا ببساطة(كلام أجوف )ويجافي الواقع تماماً ،إذا كان المؤتمر الوطني يصنع المبدعين فلماذا يكتفي بمنتج واحد ,والغريب أن أضعف اذرع الدولة في تقديري هو الإعلام الذي لم يحسن تقديم رؤيتها ومنجزاتها بشكل يليق بالجهود التي بذلت وإلانجازات التي تحققت ،إما كوني مذيعة بالهيئة فقد كان العكس هوالذي حدث تماماً ،أنا أستضيف الأخرين أكثر مما استضاف، وقد قدمت معظم المبدعين السودانيين عبر برامجي في الإذاعة السودانية وأواصل فعل ذلك في برنامج سفراء المعاني بفضائية الشروق ،أما إتحاد المرأة فهي رسالة مجتمعية طوعية أقدمها دفعاً لضريبة الوطن ووفاءً ببعض العطاء الذي تستحقه المرأةالسودانية،وقد تمكنت من تنفيذ بعض المشاريع المهمة في تقديري لصالح المرأة المبدعة السودانية، من أهمها إصداري لكتابي(شاعرات من السودان) و(كاتبات من السودان) واللذين أسهما إسهاماُ كبيراً في التعريف بالمبدعات السودانيات وغير ذلك من المبادرات .
*ضعف المشاركات الخارجية للمبدعين هل يرجع ذلك لتعدد الكيانات وعدم إعتراف كل منها بالآخر ؟ أم عدم ثقة في منتوجنا الأدبي؟؟
أظن أن التنسيق بين هذه الكيانات مهم،وقبوا كل منها للآخر شرط ضروري جداًوعدم الشللية كل هذه أدواء ستواصل حجب الضوء عن كل هذا الإبداع العظيم في السودان ، وكذلك التواصل مع الأجسام المشابهة خارجياً .
*الصدى الذي وجدنه فوز أغنية (قادمون) للشاعر محمد نجيب محمد علي وأداء الفنان أحمد شاويش في مهرجان إتحاد إذاعات الدول العربية، هل كل هذا الاحتفاء دليل على عدم وجودنا الفاعل في المحيط الخارجي ؟؟
بل هو دليل على جودة شعرنا وموسيقانا وتفرد أصوات مبدعينا ، محمد نجيب شاعرٌ مميز وله عطاؤه الثر ، ومبارك محمد على موسيقار عبقري وخلاق،وأحمد شاويش فنان يملك إمكانات كبيرة لذلك كان حقيقاً بهم الإحتفاء والتقدير .
*يري الكثير من النقاد أن ديوانك (ضوء لأقبية السؤال ) يعد تحولا كبيراً في تجربتك الشعرية؟؟
يبقى للنقد كلمته ووجهة نظره وهو ضرورة لاكتمال ثنائية الإبداع .