قضى الله عز وجل بحكمه وعلمه أن يجعل لكل رسول من رسله عليهم الصلاة والسلام معجزة تثبت صدقه وأنه مرسل من عند الله.
فكانت معجزة نوح عليه السلام الطوفان ومعجزة هود عليه السلام الريح المرسلة ومعجزة صالح عليه السلام الناقة ومعجزة إبراهيم عليه السلام النجاة من الحرق بالنار ومعجزة موسى عليه السلام العصا التي تحولت إلى ثعبان واليد التي تحولت إلى مصدر إضاءة ومعجزة عيسى عليه السلام إحياء الموتى وشفاء المرضى والحديث في المهد.
أما معجزة خاتم المرسلين فهي ليست معجزة مادية بل معنوية تتجاوز في تأثيرها كل المعجزات السابقة لكونها موجودة على مر العصور حتى قيام الساعة وهى القرآن الكريم فقد ورد في هذا الكتاب المقدس إشارات قوية على صنع الطائرات والسيارات وعلى كروية الأرض ودورانها وهو ما أثبته العلم في الأزمنة الأخيرة.
ومما ينطوي في إعجاز القرآن ما نشر مؤخراً عن أحد أبرز علماء وكاله ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء والتي تشرف على إطلاق مركبات الفضاء خارج الأرض، فقد أوضح هذا العالم وهو (كارنار) بأنه دخل في دين الإسلام بعد أن اكتشف أن الأشعة الكونية بالغلاف الجوي بالأرض أخطر من الأشعة النووية بدليل أنه لا يمكن للمركبات الفضائية اختراق الأشعة الكونية وإلا تعرضت للاحتراق إلا عن طريق منفذ واحد أشار إليه القرآن الكريم قبل حوالي خمسة عشر قرناً في قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} الحجر الأيه 15
وفي إطار تجربة وكاله ناسا مع إعجاز القرآن أشار (كارنار) إلى حقيقة مذهله وهى أن وكاله ناسا تعرفت على موعد ليله القدر منذ عشر سنوات ولكنها أبقت هذا الخبر سرياً حتى لا يسلم العالم وقد شرح (كارنار) تفاصيل ذلك في ضوء الوقائع العلمية حسب الآتي:
* في كل ليله ما بين غروب الشمس وشروقها تُضربَ الأرض بما بين عشرة آلاف إلى عشرين ألف من الشهب وذلك طوال العام ما عدا ليلة واحدة.
* قامت وكاله ناسا بالبحث عن سر هذه الليلة التي تسلم الأرض فيها من كل هذه الشهب في علوم الطبيعة والأديان.
* تبين للوكالة أن تلك الليلة هي ليله القدر التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى( تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر سلامٌ هي حتى مطلع الفجر) الأيه ( 4 ، 5 ) من سورة القدر.
كما أشار إليها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم في قوله (ليله القدر ليلة بلجاء لا حر ولا برد لا تُضربَ الأرض فيها بنجم صبيحتها تخرج الشمس بلا شعاع وكأنها ضوء القمر) رواه (وأثلة بن الأسقع و عبادة بن الصامت).
وأخيراً نود الإشارة أن هذا الاكتشاف الذي ينسجم مع الإعجاز القرآني ليس بالأمر الغريب ويتمشى مع قول المولى عز وجل في الآية 53 من سورة فصلت {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} صدق الله العظيم.