بسم الله الرحمن الرحيم
تروي الرويات أن هذه الواقعة وقعت حوالي عام 1818م وكانت الواقعة الشهرية بقتل أحد فرسان البطاحين (طه) ، حمد ودكين زعيم الشكرية واحتمي بالمك نمر وكادت الحرب أن تقع بينهم لكنها انتهت بالصلح .. صور مشاهد هذه الأحداث الشاعر الكبير أبراهيم العبادي.
قال طه :
أخوك يا ريا وكت الخيول بدبكن
أخوك يا ريا وكت الرياح يتشبكن
أخوك جبل الثبات وكت القواسي بحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا :
وراك اسود علي مانمت اسع طيب
قال طه :
بسم الله قولي اخوك طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلا الشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شوية تجي الهموم لاحقاهو
الصف ابلبوس أنا ما بخاف لقاهو
ياليت الحلم في صحايا كان بلقاهو
قالت ريا :
كعب نوم النهار أمس العصير كنت نايمة
رأيت قدام الفريقنا أشوف صقوراً حايمة
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمة
صحيت مهجومة لا مفصل ولا في القايمة
قاليها طه :
إنتي كمان رأيتي صقور عبارة غريبة
علامتاً كافية ظنيت الحكاية قريبة
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبة
هادي الحلة بي عيني أشوف تخريبة
قالت ريا :
تف الشينة ليه فاجعني ليه يا طه
أنت الدغري وأنت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما ابتشيلني وطاها
وقعدت تبكي
رد عليها طه وقال :
ما بفيد البكاء وكلامي أحسن تنسي
قالت ليه ريا :
كيف ما ابكي وكيف أفوت مراتع انسي
أفقد كل شيئ عزي ورجالي وانسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي انسي
قال طه :
فال الخير أخير ماشفنا شيتا جدت
كل الشفنا أحلام في طريقة إتعدت
قبل الليلة إيد لحمان قط ما إتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا :
خير إن شاءالله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوفك عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف أشوف هناك وافراحك
قال طه :
خير الزول يقول مهما الأمر يتهول
قالوا الناس علي فالوا الحلم يتأول
غاية الحي فناه كان قرب إن طول
يترك ذكري والناس الوري بتتقول
قالت ريا :
وريني الحلم التورك مذهول
قال طه :
اصبري لي أروق حبل الفكر مبهول
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحدة شفت النار وشفت الهول
احكيلك تمام الشفتو ما بتغابة
جايين العصير أنا وإنتي من الغابة
سايقة ليك بهم قدامي بي رقابة
بينا والفريق إتولعت تقابة
قدر ما نشوف قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفتا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من عطش وأخوك ناشف ريق
فترتي قعدتي وانا محتار جلست وراكي
حاقبة الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكي
وكت بعد البهم لي قسعتو قمتي براكي
قسعتي وجيتي ومعاك كور صقور تبراكي
تبيت بي عجل شافني جفلن وطارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عاينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يا الضامرة
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامرة
سيل تلوي اندفق فوقو السحائب هامرة
حجر الصاقعة أخوك فرتاق الصفوف العامرة
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وكت بي ريشو رقد إتكفن
قالت ريا :
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفن
نحمد الله الليلة مات عارضنا
وإن كان عمروا طال ياريا كان قارضنا
يلحقوا بى عجل ديش همنا المارضنا
نبدأ زواجنا بكرة منو البجى يعارضنا
بطال البعيش فى الدنيا اصلو غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح البفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بى مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال فى الحارة يبقوا ترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا
يحضروا اهلنا فرحانين يباركوا عرسنا
كل بطحانى يفرح بى عرسنا مناه
ساعة جمعتن بيتنا يتم بناه
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضقناه
سمح الزول صبى يلد ويربى جناه
( طبعاً ريا ما قبلت الكلام ده لانو ابوها عبدالله المعروف بابو كبس ما تمّ سنة من وفاته والناس فى حالة حداد فقالت :
دا الأعوج تراه ووالشين نهاية حدو
إن شاع ده الخبر يملا الفريق لى حدو
يقولو ابكبس من دخل ود احدو
فرحو وعرسو لا موجعن لا حدو
إن كان فى الفريق ماتت مريه ذليلة
لى الحول يرفعوا العرس الدخلتوا الليلة
خليه ابكبس راجل الرجال ودليله
إن كان بى قبيلة تعدوا تبقى قليلة
خليه الكلام وعرسنا فى ده الحال
من بالك امرقو محال وألف محال
على ميتت ابوى لى الليلة حول ما حال
نصبح بكرة ونسة وبهادل حال
رد عليها طه وقال ليها :
الموت ما شمت غاية البخود والببروا
والموت والحزن ماجابوا زول من قبرو
الزول فى الشدايد أولى يلزم صبرو
يترجى الكريم مولاه كسرو يجبرو
بنخاتر منو الوجعة هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
فى آخر المراح دايماً تجى الفترانا
عادة الحد ندوسا والناس عقب تبرانا
بعدين ريا شافت تحسم موضوع العرس ده مع طه وإنه لازم يتم السنة كالعادة المتعارف عليها فى الحداد ..
فقالت : الناس بالمكارم والفعال بتياهو
زى الفطرة ينشأ الزول حسب مرباهو
عادة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس توب قبيلته أن داروا ولاَ أباهو
من الليلة حول مضيهُ تانى اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد إن سلم
رد عليها طه :
تانى امضب حول وانا بالحسا اتألم
على حكمك صعيب انا قابله ما بظلم
نستنى السنة قاسية وصعيبة علينا
رد عليه ريا :
تم الإتفاق من الكلام خلينا
زى عادة البلد لا زدنا لا قلينا
إن شاءالله السنة بى خيره عايده علينا
ياطه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد ديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبار الراحو
قالوا العربى ما بنعز كان ما مراحو
وتقوم ريا فايته على الفريق وطه يعاين فيها وهى ماشة ويقول :
يا ليت السعادة ان كان وقت ايديه
كنت اعيش غنى الدنيا بالزنديه
على حكموا ناسى الفب اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا
آه يارب ارحم صبرى امس ضنين
يمحق ديه السنه ربى الحليم وحنين
يخصمه من حياتى رضيت بعشرة سنين
وهنا ريا داخله على الفريق لاقوها خمسة عرب راكبين زواملهم ... وده بداية الحلم الشافتوا ريا وشافوا طه ( العرب قربوا من ريا قام واحد من العربان المع ود دكين شيخ العرب نادى (ريا) وقال :
بالضيفان تمرى لا سلام لا كلام
صدقوا اهل المثل توب العرب صُح لام
ردة عليه ريا :
حبابكم عشرة ومن غير كشرة وألف سلام
يا وجوه العرب المتلى ما بتلام
انا بت الرجال أهل الدرق والسيف
بت الما بهموا بى حساب الخريف والصيف
بت البحجو لى المرقوب بكرموا الضيف
أنا ريا كان شفتكم أفوتكم كيف
قام العربى قال ليها :
من وين فى الأهل كفاك فخر يا بنية
ردت عليه ريا :
أنا بت البيوت المن بعيد معنية
بى فوق السما نفوسنا وبيوتنا حنيه
انا بت ابكبس فى النسبة بطحانية
قام رد عليها ودكين طبعاً عرفها انها هى زولتوا العاوز يعرسها ذاته فقال
عبدالله ابكبس عز البطانة وفخرى
فى راس العرب بنعد ماهو الوخرى
كريم وهميم كان للقبائل دخرى
بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخرى
توقد ناره ديمه المابكوس الجمره
وفى الضيفان يهوش سكينو دايماً حمره
بى كاس ما عبر لبنو بجيك بالعمره
هيلو الشكره هيلو الرياسه هيلو الامره
المرحوم ابوك كان للقبيلة غطاها
عزك قديم عمك حسين ابو طه
إن شاءالله اخوك ده السكه ما تخطاها
بقصد ليها ود عمها طه يعنى هل هو فى مكانة ابواتوا
فردت عليه ريا قايلة :
كما يسد مكانن قدموا ليه يوطاها (يعنى ماشى فى الواطه لى شنو غير اكرام الضيف وإغاثة الملهوف)
لا يفوت لا يموت الساحتو يوت مغشية
تقابة الفريق يوقد صباح وعشية
زايد فى الرجال طالق قفاى ووشيه
وضيوف الهجعة يكفيهم مرارة وشية
رد عليها ود دكين :
ما دخل التراب البركة فى الذرية
والخلاك وراه ما بقولو مات ياريا
دايما فى القبائل سيرة ابوك مطرية
بيكى وبى اخوك تزيد وديه المطرية
قام واحد من العرب داير يعرفا انه ده شيخ العرب ود دكين فقال :
ما بتسألى لا من وين ولا وين ترسو
قالتلوا ريا :
كيف العربى يسأل ضيفو كيفن تنسوا
أول بكرموا ويخابروا ساعة أنسوا
من مقلب حديث يعرف أبوه وجنسوا
فرد عليها العربى :
عملتى حسابو ضيفك وكرموا وجبتى
يخجل كان سألتى واسمو ما عرفتيهو
اسم شيخ العرب سامعابو ما شفتيه
ده خريف البطانة المالوا فيها مشارك
هيلو السارحه هيلوا الصاهلة هيلوا البارك
ما وقع لك كلامى ساكته لى شنو خبارك
فخرك ود دكين جاك فى فريقك زارك
ردت عليه ريا :
اهلا حبابو العزو ماهو لفايه
اب ناراً تولع للضيوف دفايه
بى شيخ العرب الإفتخار ما كفايه
تابعوا انت جانا نجرى ونخدمو حفايه
رد عليها ود دكين :
بارك ربى فيك عقلك يدوم يا ريا
كرمك ماهو كلفة ديه طبعتك فطريه
إياك بت التلوب والسمته فيك محريه
قديم فوت البطاحين عزة للشكريه
فى الوقت داك جاء طه ووجدهم واقفين فقال :
مرحبتين حباب مرحب خريفنا الزارنا
حباب شيخ العرب اتشرفنبوا ديارنا
حباب راس العرب البيهو كل مدارنا
تنزلوا فى الدرب مالنا ماتت نارنا
رد عليه شيخ العرب :
حباب طه الضرس والفى الصهيباب راس
الجود والكرم هيلك قديم ميراس
نارك ما بتموت يا ولدة الفراس
قاصدين أم شديد ومعانا عوجة راس
رد عليه طه :
لعدوك العوج يا الفى الكبس سراى
راسك ما بدوش مليان رجله وراى
باكر لى أم شديد اركب معاك براى
ياشيخ العرب لكن تختوا كراى
طبعاً شيخ العرب ما فهم كلمة كراى ديه فقال لى طه :
هادى الشورة يا طه الغلبنى دليله
كل البزمه القاهو فيك قليله
رد عليه طه شارح ليه كلمة كراى :
كراى الدايروا تبقوا ضيوفنا انتو الليلة
ترقدوا فى الفريق حتى ان عشنا بليلة
رد عليه ود دكين :
مسكنا دربنا اسرع قوام ما تلعب
دارك ديمه عامره والسمح ما بكعب
يكفينا الوصف لا تشد جمل لا تتعب
وهدنا الطريق عقب الوصول ما بصعب
رد عليه طه :
يمين تغشوا الفريق بتفوتوا نحنا مقابر
رد شيخ العرب :
عامر إن شاءالله ديمه اياك مرسى العابر
مشطوطين خلاص مسكنا دريب جابر
نخاف عوج الطريق منو لى المقدر خابر
رد عليه طه :
دريب جابر مزم والسكة سالكة ورايقة
فرقان ما بتلاقيك ما بتعوقك عايقة
اخذ خاطرنا نحنا قالوا واصلة السايقة
بتراوح ام شديد باكر زواملك فايقة
رد عليه ود دكين :
الزول إن وعد شين ميعادو يخلفو
فى ربط اللسان يسخابو دمو يتلفو
سفرى الليلة فيه زولين ما بختلفو
ضرورى اصل ام شديدة علي وعد بى حلفو
ما بعرف ازوغ من نشيت تبيت
فريقكم لى فريق وبيتكم يمين لى بيت
اجيك ديناً على إن بقيت حييت
هاك وعداً نجيض ارجانا بكره مبيت
شوفتى للفريق ايام بكى ابواتك
ماغابنى حالك سمعت بى نخواتك
فريقك بكره ضيفوا وما بفوتوا وحاتك
إلا احققك وبراى اشوف نفحاتك
يا ود الهميم النفسوا ما معارضاه
كرم الضيف عليك مكانه ابوك فارضاه
جاييك فى امر إن تابه وإن ترضاه
غيرك ما بكوس واملى بس تقضاه
رد عليه طه :
غرضك مقضى كان احتاج لخيل وجمال
والضان والإبل سارح يمين وشمال
رد عليه ود دكين :
فوق القولتو انا لى فيك آمال
رد عليه طه :
بى دمى الغرض اقضاهو خلى المال
المهم طه فهم شيخ العرب وده ما شيلوا جاى وطه ما شيلو على المال
فرد عليه شيخ العرب :
دى المأموله فيك وين الدرب خترنا
رد عليه طه :
دربكم فى السلم
قالوا شيخ العرب :
والله تب ما ودرنا
بكرة نجيك إن قلينا ولا كترنا
وهنا ودعهم شيخ العرب وسار بى جماعة قاصد ام شديد وعلي اساس فى اليوم الثانى ينزل على طه وقبيلتو البطاحين
وفى اليوم التالى طلع طه مع ريا منتظرين ود دكين حسب موعده معاهم فى الحديث . وفى الحديث قال لى ريا :
فى البال لى ضمير شيخ العرب متعوب
قايم نفسه يختف فى الكلام مرعوب
ما خاتيلو شئ ما شوفتى كيف مرعوب
حمد ود دكين مرتع دياروا وربعوا
ده الشئ السمعتو من الأباه والتبعوا
الراجل فعايلوا يبينلك طبعوا
أنا ود الخلا البعرف اسوده وضبعوا
ردت عليه ريا :
اعوج كان يخلف الليلة ميعاد جيتو
رجال وحريم كل اهل الفريق فى رجيتو
قطعوا السارحة كل زول فى مراحو سعيتو
كبار وصغار وحتى الراعى خله رعيتو
قال ليها طه :
محال يخلف محال قال جايبو غرضاً عندى
ردت عليه ريا :
كان غرضاً صعب ؟!
رد عليها طه :
كان راس نمر فى شندى
وعدتوا أقضاه وابذل كل جهدى العندى
كان بالمال وكان بالراى وكان بى زندى
قالت ريا :
هيلك من زمان غنت البجيك تحجالوا
لكن ود دكين عامر قديم برجالوا
قال ليها طه :
يا ريا الكلام ده اخير تقفلى مجالو
وكت اوعدته يقضالو غرضو الجالو
وفى وقفه طه وريا يجوهم تلاته من ابناء البطاحين عبدالله وخلف الله واحمد
قال عبدالله : سلام يا طه
قال طه :
مرحب بى كبار قبيلتى وعزى
مرحب بالاسود البفقعوا المستهزى
ريا جات قبيلتك فوقه انكعى هزى
وإن زحينا يوم الحارة قرنك جزى
ردت عليه ريا :
اولاد بطحان تعيشوا ويزيد مراحكم ناير
وناركم فى سرات الوادى تهدى الحاير
بتحلو المضيق وتصدوا غارات الغاير
ما هيلكم تزحوا عن كان يزح الداير
قام خلف الله لما سمع الكلام ده ارتجف واصابته خوفه كده فناداه عبدالله :
خلف الله ولدى اقعد قبال ود عمك
كلام هادا بشوف غير دمك
من زمن بعيد أتمنى اسمع نمك
فرج همنا مولاى يفرج همك
دوبينا ... قول ... دوبيلنا
قال خلف الله :
الولد البخاف من القبيلة تلومو
بخلف ساقوا فوق تيساً رقيق قدومو
اما يجيب رضوه البهم البينقر فومو
وإما تخامشن قدح الرماد حرومو
سنابك حضر الطافه وجرايدك نوا
كورك سال ومزيقا ورطانه وعوا
الخلانى فوق نار أم لهيب اتلوى
النوم شفتو يا قرد القلوع شن سوا
اكل الشلخة لا من كمل المنسيه
شمخ الحورى لبعصة عريب بت ريه
أكان ما أسكت الباكيات وأخلف الكيه
قولة أبو فاطنة يا الصادق خسارة عليّ
خرير دوماتو فوق عاجن رسن متلاقيه
يا الغول النقيب سويلو سوق الساقية
بت معز الخلا الفوق الكجر متاقيه
عكرناها يا أم روبه النشوف الباقية
وبعدين ظهر ود دكين فى جماعته جايين على الفريق
فقال طه :
هداك ود دكين بى زملة بان شفناه
دار اليوم يروح خلف الوعد خفناه
يا ريا استعدى الزول جماعة نعناه
شيخ العرب قال :
ولاد بطحان سلام اهل النبا والشكرة
سلام عز العرب اهل الفحل والبكره
سلام ي طه راس الكرم والضكره
جيت لى غرضى يا طيب الأصل والذكره
رد عليه طه :
مرحبتين حباب مرحب خريف الرازه
حباب شيخ العرب البيه القبائل عازه
حباب سيف العرب البيه هاشه وهازه
فى يمينك قبيلتا ما تقبل فازه
قام عبدالله قال : هيا جايهو الزمل
رد شيخ العرب : خليه يا عبدالله
غرضى إن كان ما أنقضى أنا زملى ما بتدله
رد عليه طه :
الناس فى رجاك من الصباح فى مله
كدى شوف الطعام شيخ العرب بسم الله
رد شيخ العرب :
ما باكل طعام كان ما حساب اتضرب
وقضيان الغرض فيكم حقيقة مجرب
الأمر العنيتو كما اتدرب
ما بنفعنى أكل وما بيروينى مهما اشرب
فقام عبدالله وقال :
يا شيخ العرب امرك خلاص همانا
قول غرضك عديل خصانا أو عمانا
هسع نقضى ليك فى محلنا اللمانا
كان بى مالنا كان بى دمانا
رد ود دكين :
عندكم الغرض لا بدور قلم لا ورقة
ما غرضاً تسافرلو وتقيسو الفرقة
يقضى إن قولتوا خير ما بدورلو سيف لا ورقة
وإن قلتو لا يروح شمار فى مرقه
ما مقبوض وجيتكم لاجى فوقى جنيه
بى خيرى ومراحى وتانى نفسى غنيه
جاييكم نسيب تدونى بطحانيه
رد عليه عبدالله :
خير سميها
رد ود دكين :
فى بت ابكبس لى نيه
قام عبدالله رد عليه :
يفتخروا البطاحين ساحتم راحبالك
لكن ريا امرها مقضى من قبالك
فات فيها الفوات لى طه هاد قبالك
من دون ريا قول الدايروا فى بالك
ده فريق الصهيباب ما فيهو واحده حقيرة
مال ورجال وعز فى الحله مافى فقيرة
كثير الزى ريا مليان البلد من غيره
إن درت الكبار وإن كان قصدت صغيرة
قام شيخ العرب قال :
إن مال الشجر ما بكسرن فراعو
وقمحان الطلب لى الما بجيبه ضراعو
ليه يا أهلنا البيناتنا ما بتراعو
القال راسى موجعنى يربطولوا كراعو
قام عبدالله قال :
حبل المهلة يربط انت ارتاح بيت
بكره نمر سوى ونلف البيوت بيت بيت
سمى الدايره ولوم البقولك ابيت
رد عليه شيخ العرب :
يمين بالله غير الغاية مالى مبيت
هنا طه حز الكلام فى نفسه لأن شيخ العرب بينوا ليه أنه ريا مخطوبة وبعد ده بصر وبجادل فقام طه وقف وقال :
يا شيخ العرب أمرك بشوفو حقاره
وما جايباك مره الجابتك بس غاره
وقرناك كتير ونفسك ابيت وقاره
خبرك هادا ما دايرلو دق نقاره
قام واحد من اعوان شيخ العرب اسمه على ووجه الكلام لى طه وقال :
قبلك فى اللجج يا طه راحو الهدو
تتجاسر علي شيخ العرب بتهدو
زولكم ما عقل يا كبار تهدو
بعنادوا الفريق خايف يسبب هدو
هنا جو المجلس توتر وقام طه قال :
أنا المالح الكارب خريفى وصيفى
المثلك تبيع ما بطول فوق قيفى
كما الليلة فى بيتى وبعدك ضيفى
فى الشئ السمعتو برد عليك بى سيفى
هنا شيخ العرب قال :
كفى يا بطاحين فيكم اتغشينا
كرمكم جانا طامح رخصة اتعشينا
بعد الشئ السمعنا كان ما مشينا
خايف فى إجتماعنا تقع وقايعاً شينه
فى وداعة الله عقب بيناتنا ما فى علاقة
وات يا طه اتفشيت شبعت شلاقة
عمرت الشر سعيت دليته بى معلاقة
نحن وانتو بعد الليلة يوم نتلاقه
قام عبدالله عاوز يرضى شيخ العرب ود دكين فقال :
من ولدك زعل كل البلد بتكاورو
ارحكم بيتنا بيتو ونحن زولنا نداورو
نتدابر نشوف نحزم جمعنا نشاورو
رد عليه شيخ العرب :
الزول فى الرقاد شقو البريحو بخبرو
والزول البليد بى إيدو يحفر قبرو
عاد بنسوى عوسنا وطه يلزم صبرو
رد طه على شيخ العرب وقال :
سوى الدايره وكتر الكلام خليهو
والشر القصدتو معاى ابقى عليهو
طير أصل السما حتى القمر دليهو
يوم نتلاقى كل واحد بعرف الليهو
هنا خرج شيخ العرب ود دكين وعيونه يقدح منها الشرار وكبر الشر فى نفوس الفريقين . وقام طه جارى فى ظهر شيخ العرب .. قام واحد من البطاحين اسمه احمد مسك طه وقال : اقيف يا طه عندى نصيحة ليك ابداها
العقدة الصعبة العاقل بيتعداها
الشكرية كتره نحنا ما نالداها
انا عندى العرب اخير نفدها
رد عليه طه : ده راى السديد يا احمد تراك بى فكرك
روح لى ود دكين وريهو يسمع شكرك
يديك مال كتير وقبيلتو ترفع ذكرك
تصبح عمدة فوق روسينا تخلف حكرك
قام رد على طه عبدالله فقال :
ليه احمد تهينوا نصيحتوا ما ضاراك
ماحق النقص وانت بتعرفوا براك
وكت بتسوى عوسك وما بتشوف بى وراك
نشاور ريا ممكن ريا ما دايراك
رد طه وقال :
صدق القالوا خربانه البلد بكباره
ديك ريا أسألوها واعرفوا خباره
من غير السفر ما عندى تانى دباره
نحنا وانتو بالحالة دى ما بنتباره
احمد : يا طه المصاعب للقبيلة تقودا
مسافر وين مخلى النار بوراك موقوده
طه : انا السمتان جليس الردفولا عقوده
حد السيف بقطع عقدتو المعقودة
ماولعت ناراً انتو تقعو فيها
شن دايرين براى وانا نارى مدفيها
احلف ليك يمين دى الحلة متقفيها
باكر من صباحى قبل يحس الفيها
عبدالله : نحن كبار اخيرلك ترضى بعرفتنا
مع الشكرية احسن نشترى الفتنا
ندى ود دكين ريا ونكتل الفتنا
مامن خوف ملاقات الرجال حرفتنا
طه : من الفيها مابزح ان تزحزح مره
وإن حين نعود وان طال زمنا ومره
عيش الدنيا إن كان يحلى وان كان مره
الزين ما بدوم والزول بموت فد مره
عبدالله : وكت صممت ما ترجع وتسمع قولنا
وسفرك ده محال ما بقبلنبو عقولنا
الموت ما بنخافو الخوف يمين مو هولنا
بنعاين بعيد بنخاف بهادل عولنا
الشكرية بسيوفنا صغيرنا معتق
مابنابا القتال ونقول جرحنا اتفتق
مرحبتين حباب الشر محل ما بتق
تنقد الرهيفه إن شاءالله ما تتلتق
طه : الشكريه غوش واكتر علينا حساب
وضيف ليهم يمين ما بتربطو الأنساب
أنا لغارتم حسب الف حساب
لو تتعدوا رأى يمين عذابكم ساب
بجيكم حمد ومعاهو الرجال تابعاهو
قولولو طه طفش وريا معاهو
كيف نرضى السفيه الأدبو ما برعاه
يرفض طليك إت ونحن كيف نسعاهوا
ابقو قصادى وحدى القبيلة معايد
عقبال من رجع فوق الخسائر عايد
وان كان دارنى انا ما بترجع جموع الزايد
وإن حصلنى قط ما أظن يعود بفايد
عبدالله : ما بقيف ود دكين واصل السرج ملعوق
وفى دربك بسوق واياك يا طه ملحوق
وات صنديد تصد الميه ما ممحوق
بنخاف كترتم ويد الرجال بتحوق
طه : ليه خايفين على والدنيا عيشة مخاطر
الواجب نسوى ونرجى ستر الساتر
فى وداعة الكريم الليلة فى نيتى خاطر
يادار ريا ماكان الفراق بالخاطر
كفاية مع السلامة انتهيت خلاص
غير الشورة دى مالينا تانى خلاص
فى نيتى حرير الدكب القصاص
ما بخاف وددكين ان جانى بالرصاص
قام مارق منهم وساق بت عمه ماشى بيها طبعاً لأرض الجعليين ماشى للمك نمر يوريه على ان نسيبك دا جاى يقلع منى بت عمى . قام مارق بعدين احمد قال لعبدالله :عم عبدالله خبرك هدا شتين فاجع
كيف بنطاوعه من بيناتنا يطفش ناجع
عبدالله : سمعت كلامو من الفيها ما متراجع
وفى الشئ الشايفو غط بهينة ما بيعود راجع
أحمد : نركب نلحقو نخليهو يمشى براهو؟
عبدالله : شورة القال اخير ما نلحقو ونبراهو
العاقل بحسب للتقيل تافراهو
بنفكر على القدامو والبوراهو
احمد فوق السقوط قط فى ظنى ما يخلوهو
كيف موقفنا ساعة يلحقو يكتلوهو
عبدالله : إن وقع القدر مابتقدروا تصدوه
ودا كتر الكلام اسع اخير تخلوه
( بعدين آ ... آ ... آ ساق بت عمه وفى الخلا كان بحجى فيها وقال ليها )
طه : درقى يكركب كيم
رُكبى يشيل بر عمه
أصلى بطرز امه
منى تحود الأمه
جمل يكسر الغربه ,, سيف يحل من مجربه
قلبى سنين تربه ،، ما بتدمانى الغربة
يا ريا الحلم ما شفتى كيف اتهول
واتفسر براهو وبالشين علينا اتأول
داخل راسى فكراً منو ما بتحول
بكتلو وددكين إن كان قرب أو طول
ريا : أسود وددكين باسمو ماتحجينا
هو الفرقنا قمنا من البلد هجينا
عقب فى دار جعل تانى الخراب ما بجينا
ما بسوى الرماد المك نمر بحجينا
ريا : ماك شايف الدرب
طه : ماشيهو بكرعى تلات أيام وضحى وكان معاى سعية
كيف يلحقنا زول شندى ومعاه معيه
قبيلة دار جعل محميه فيها اسودا
تقدل بالكرام ديمه وحاقدا حسودا
راس المك نمر كل القبيلة اسودا
ركازة القبائل فى السنين السودا
بكره نجيه وسيفاً يجيك بولادو
العز والكرم من الكبار تيلادو
ما اظن وددكين بشينة يوطا بلادو
ما خد بت اخوه شمة ام أولادو
إن ودعتك المك ما بخاف المتلو
اهون من شراب المويه عندى اكتلو
وارجع للبطاحين تانى وراينا نفتلو
والشكرية تقيف غير حرب مابتلو
يا ريا البطاحين اصبحت محقورة
على الشكرية دايماً سارحتم مدفورة
ما بتقال عز وتعيد مكان وقوره
إلا الغاره وتقضى صقوره
ريا : فى داب الشديدة ابقالنا قوم دربنا
بوصفك دحين من شندى نحن قربنا
ما بنفتق عشنا بالفتقة دى نفرقنا
ما بنوم الرجال امكن يمسكوا دربنا
طه : يسمع حركة
ريا : يا هم ناسنا خمسة عقب رجال وينو
ما بتشوف وددكين برز براهو هوينو
طه : الشئ البين نحن سعينا لتهويلو
وضايقنا الصعج ما أظنو يعود لعويلو
الناس المعاهو عرب صعيد يا ريا
ما أولاد عم ديل والله ما شكرية
معروفين تمام فى كل بلد وجريه
كان حفرولو ولقوه شجرة ضريه
عارفين وددكين ما بهم بخيل وجمال
بكتلنى وبسوقك وهم بسوقوا المال
وبكتلو وددكين ودى الطانها فى فكرى
بتشوفى الفضائح الما بجيك من شكرى
الشكرية فرسان ومستحقين شكرى
دا الصح قلتو ليك أنا لا بخاف لا مكرى
ريا : يا طه استعد الناس عنونا عديل
طه : وين شفتى القطاع بتسوى هم قديل
بضاير العوقة اخوك المابهم من ديل
براك بتشوفى يا ما اشبعهم من بهديل
( هنا شيخ العرب جاء وقف جمبهم قال لى طه
شيخ العرب : أتعبت الزمل حفيت وراك مستبقا
احسن ليك تفوت ريا وتحل الرفقا
طه : كان كل القبائل جات على منطبقا
أفوت من ريا يا شيخ العرب ما بتبقا
شيخ العرب : البلاوى القبائل ما بسوى سواتك
خربت قبيلتك يا طه وين داواتك
تانى بحد جريك البشهدنو اخواتك
فارقت الثبات فارق درب ابواتك
ابواتك تيوباً (تلوب) كانوا باعن طايل
ايدن للرقاب تحجا وتعدل المايل
سيف باعك كراعك ما بتخاف قول قايل
أفو يا ودحسين فيك السؤال مو خايل
أبقى لى نسيب أحجاك وآمل روعك
وقول الدايروا فى الملك اجيك فى طوعك
من هذا الغرور ياولدى اولى رجوعك
طه : يا شيخ العرب جربت لحسة كوعك
كل ما أوغرك فى الشينة اراك تتقدم
اتعرميت خلاص انا صبرى حسمه اتهدم
اصلو البينا ما بتنفك من غير دم
الكاينة التكون بوراك ما فى ندم
(واحد جاى مع شيخ العرب – عربى- قال لى طه :
العربى : أصلو الخملا ما بسمع نصيحة الهادى
اول خفنا ليك من البهادى الهادى
يا طه البهدى الما بضرب الوادى
بمشو على الرجال ويقرن مقبل فاضى
طه : هسه وصلت الميس دحين حديد يلاقى حديد
ينبرش الطرور ويثبت الصنديد
خليه المضى لاقى البجيك جديد
(واحد برضو مع شيخ العرب قال لى طه)
عربى آخر : ما بتشيل قدر يا طه انت عميت
وفى المروق وقعت عترت ما سميت
من الجاى قضيت وبقيت خلاص زول ميت
فى تركتك كفاى انا بركب اب سوميت
(اب سوميت ده جمل طه).