عدد المساهمات : 898 تاريخ التسجيل : 27/05/2010 العمر : 39 الموقع : السعودية - مدينة الجبيل الصناعية
موضوع: موقف ام سلمة رضى الله عنها الأربعاء أغسطس 11, 2010 4:13 pm
أصلح الله أحوالكم أينما كنتم
مع أول إشراقة نسائية نفعنا الله وإياكم بها بعنوان
( كيف تصرفت فى هذه المحنة ؟؟)
قد يجابه الإنسان فى حياته الكثير من المشاكل المتعددة ونظرا ً لذلك ينطلق إلى من يتوسم فيهم الخير والصلاح من أهل الشورة وعلى ضوء مشورتهم يبدأ
تدريجيا ً فى حل مشكلته
ففى غزوة الحديبية عقد الرسول صلى الله عليه وسلم صلحا ً مع المشركين ، وكان من بنود ذلك الصلح :
· أن يرجع المسلمون هذا العام ويعودون فى العام القادم لأداء العمرة
· من جاء من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة فيجب إعادته مرة ثانية إلى مكة ، وأما من جاء من المدينة إلى مكة فلايعاد
هذا من بنود الصلح ........ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرما ً ( الإحرام ) وقد ساق الهدى معه ......
ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلح قال لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا ، وهو أراد بذلك أن يتحللوا من إحرامهم ثم يعودوا إلى المدينة
ولكن الصحابة رضى الله عنهم لم يقم أحد منهم .... لأنهم اعتقدوا بأن بنود الصلح جائرة وهي لصالح المشركين ، ولم يعلموا رضى الله عنهم ببعد نظر الرسول
صلى الله عليه وسلم ( حيث كان هذا الصلح تمهيدا ً مباركا ً للفتح الإسلامي العظيم )
وأعاد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية ... وثالثة ، ولكنهم لم يقوما أيضا ً سبحان الله هذا ليس من ديدين الصحابة رضى الله عنهم
ولكن كيف يتصرف النبي صلى الله عليه وسلم فى هذه المشكلة ؟
لقد تركهم .... ودخل خيمته .... وكانت فى الخيمة _( أم سلمة رضي الله عنها )
فذكر لها مالقى من الناس ؟
فكيف تتصرف أم سلمة رضى الله عنها ؟
هل تشور عليه بأن يعود ويتركهم ؟
أم تشور عليه أن يقاتل المشركين كما يريد الصحابة رضى الله عنهم ؟
أم تسكت ولا تُبدى رأيها ؟
ماذا تتوقعين ياأختى الفاضلة اخي الفاضل( أن تقول أم سلمة) ؟؟؟؟
لاشك إنه موقف حرج .... وفى أحلك الأوقات .... فيحتاج إلى مشورة حكيمة قبل أن يستفحل الأمر
وهذه المشورة يجب أن تخترق النفوس فتستقر فى الفكر ، وتعود القلوب مرة ثانية إلى نبعها الإيمانى الخاضع لرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأم سلمه لها !!!
فقالت : يانبي الله أتحب ذلك ؟
اخرج ولاتكلم أحدا ً منهم كلمة .. حتى تنحر ( هديك ) وتدعو حالقك فيحلقك
( بالله عليك(ى) أختى (اخي)، أعيد(ى) مشورة أم سلمة مرة ثانية ، بادىء الأمر ارادت أن تبين أن الأمر ليس بهين فهو يحتاج إلى علاج ، فقالت يانبي الله أتحب ذلك ؟ ثم أعطت جرعة الحل : وهو أن يخرج إليهم الرسول الكريم ويقوم بالفعل دون القول ، وبالعمل دون المناقشة )
وهذه طريقة بارعة من طرق معالجة النفوس البشرية
ولكن مانتيجة هذه المشورة ؟؟
لقد خرج عليه أفضل الصلاة والسلام من الخيمة فلم يكلم احدا ً ... ونحر هديه ... ودعا حالقه .. فحلقه نعم .. لقد نفذ مشورة أم سلمة رضى الله عنها ولكن ماذا فعل الصحابة عندما رأوا ذلك ؟؟؟ لقد قاموا .... إنهم ينحرون هديهم ... إنهم يحلقون بعضهم بعضا ً
الله أكبر .... الله أكبر ... ولله الحمد ....
لقد نجحت مشورة أم سلمة رضى الله عنها لقد رضى الصحابة بالأمر الواقع فاندحر الشيطان الذى أراد أن يجد له مكانا ً متخفيا ً بين النفوس الإيمانية وتدفقت الطاعة فى القلوب .... طاعة السراج المنير لقد عادت المياه .... مياه الإلتزام والصحبة وذلك بفضل من الله تعالى ثم بفضل المرأة الفاضلة أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها
والآن ياأختى الفاضلة و يا اخي الفاضل... قد تحدث لك مشكلة ( ونسأل الله تعالى أن لايكون ذلك ) ... ولكن إن وجدت ... فيجب لك(ى) أن تشور(ى) عليه بالمشورة التى ترضى
الله ورسوله
مشورة لها أبعاد إيمانية وتربوية ... أبعاد عقلية لاعاطفية فقط ... فلعلها تكون مشورة خير بإذن الله