ما الحب إلا للحبيب الأول
فى قديم الزمان كان لملك أربع زوجات.. كان يحب الرابعة حباً جنونياً، ويعمل كل ما فى وسعه لإرضائها..
أما الثالثة فكان يحبها ولكنه يشعر بأنها قد تتركه من أجل شخص آخر!..
والزوجة الثانية كانت من يلجأ إليها ودائماً تستمع إليه ويجدها بجانبه عند الشدائد..
أما الزوجة الأولى فكان يهملها ولا يرعاها، ولا يؤتيها حقها، مع أنها كانت تحبه كثيراً، وكان لها دور كبير فى الحفاظ على مملكته!
مرض الملك وشعر باقتراب أجله، ففكر وقال: لدى الآن أربع زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحيداً..
فقال لزوجته الرابعة: أحببتك أكثر من باقى زوجاتى، ولبيت كل رغباتك وطلباتك، فهل ترضين أن تأتى معى لتؤنسينى فى قبرى؟
فقالت: مستحيل!.. وانصرفت فوراً دون إبداء أى تعاطف مع الملك!
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها: أحببتك طيلة حياتى، فهل ترافقيننى فى قبرى؟
فقالت: بالطبع لأ.. الحياة جميلة، وبعد موتك سأذهب وأتزوج من غيرك!
فأحضر الزوجة الثانية وقال لها: كنت دائماً ألجأ إليك عند الضيق ولطالما ساعدتنى فهلا ترافقيننى فى قبرى؟
فقالت: سامحنى لا أستطيع تلبية طلبك، ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك!
حزن الملك حزناً شديداً على جحود هؤلاء الزوجات..
وإذا بصوت يقول: أنا أرافقك فى قبرك.. أنا سأكون معك أينما تذهب!!
فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى، وهى تبدو هزيلة ضعيفة مريضة، بسبب إهمال زوجها لها، فندم الملك على سوء رعايته لها فى حياته وقال: كان ينبغى لى أن أعتنى بك أكثر من الباقيات.. ولو عاد بى الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به من زوجاتى الأربع!.
فى الحقيقة أحبائى الكرام كل منا لديه أربع زوجات..
الرابعة هى الجسد: مهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فوراً عند الموت..
والثالثة هى الأموال والممتلكات.. عند موتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين..
والثانية هى الأهل والأصدقاء: مهما بلغت تضحياتهم لنا فى حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا لقبورنا عند موتنا..
أما الأولى فهى العمل الصالح: ننشغل عن تغذيته والاعتناء به بسبب اتباع شهواتنا وجمع أموالنا والتهاون فى تعاليم ديننا، مع أن أعمالنا هى الوحيدة التى ستكون معنا فى قبورنا.