السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة قرب حلول ضيفنا الفضيل .. شهر الرحمة والغفران .. والعتق من النيران..
تصفحت في مواقع الشبكة العنكبوتية .. وإذا بي أجد إحدى المحاضرات الرائعه لشيخنا الفاضل .. خالد الراشد..بعنوان .. عذرا رمضان..
ولكنني وجدتها مسطره للقراءة .. فأعجبتني ..فهي أكثر تأملا وتمعناَ في معاني هذا الشهر الفضيل..
لذا أحببت أن أنقلها .. خصوصا أن لنا نحن المغتربون والمغتربات جانب من الحديث في هذه المحاضرة..فعسى الله أن ينفعنا بما قدمت..
عذرا رمضان
محاضرة مفرغة للشيخ خالد الراشد
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
معاشر الأحبة ..
حاضرين وحاضرات .. مستمعين ومستمعات ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وحيَّاكم الله وبيَّاكم ، وسددعلى طريق الحق خطاي وخطاكم ..
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في داركرامته إخواناً على سرر متقابلين ..
أسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجعلنا هداة مهتدين لاضالين ولا مضلين ..
عنوان هذه الليلة المباركة في هذا المكان المبارك مع هذا الحضور المبارك :
عذراً رمضان ..
عذراً رمضان ..
لماذا الموضوع ومم سيتكون !!..
سيتكون من العناصر التالية :
- لماذا الاعتذار ؟!.
- وقفة تفكر قبل البداية .
- ثم شهر رمضان .
- ثم كتب عليكم الصيام .
- ثم المطلوب منكَ ومنكِ ومني .
- ثم بدأ غريباً وسيعود غريباً .
- ثم الغرباء مع الصيام .
- ثم لكِ من أخبار الصائمات .
- ثم أنواع الصائمين .
- ثم عذراً رمضان .
- ثم النداء الأخير.
- لماذا الاعتذار ؟!.
الاعتذار لأننا في كل عام نكرر نفس الخطأ والأخطاء مع رمضان ..
قبل دخوله - أي قبل دخول رمضان - بأيام نعد أنفسنا ونمنيها ..
سنصنع كذا ..
وسنقوم من الليالي كذا وكذا ..
سنختم القرآن مرات ومرات ..
وسنبذل من الصدقات ..
ثم ما إن يدخل رمضان وتمضي أول الأيام حتى تفشل المخططات وتذهب الأمنيات ..
أتدري ؟؟!! أتدرين ما السبب؟؟!!
السبب أننا نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها ..نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها قبل رمضان ..
فلا عجب سرعان ما تفشل المخططات ..
متى عهدنا بالقيام ، وختم القرآن ، ومداومة الصيام ؟! ..
أما هم فكان العام كله عندهم كله رمضان.. فإذا دخل عليهم ارتفعت الهمم فزادوا في القربات ..
فعذراً رمضان ابتداءً لأن أكثرنا سيعيد وسيكرر نفس الخطأ والأخطاء..
- وقفة تفكر قبل البداية ..
كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا !!..
عام كامل بأيامه وليلاليه قد قوَّض خيامه ، وطوى بساطه ، وشدَّ رحاله بما قدمنا فيه من خير أو شر ، وصدق الله { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً } ، { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }، { وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }، وصدق الله حين قال { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }.
قال ابن كثير رحمه الله : تمر بنا الأيام تترى ، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر ..
إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود ، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة..
اعلم واعلمي.. أنَّ الأنفاس معدودة والآجال محدودة ..
واعلم واعلمي ..أنّّ من أعظم نعم الله علينا أن مدّ في أعمارنا وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم إن أدركناه ..
فكم غيَّب الموت من صاحب ، ووارى التراب من حبيب ..
تذكروا من صام معنا العام الماضي وصلى العيد ، ثم أين هو؟! وأين هي الآن ؟!..غيبهم الموت ووارهم التراب ، ونسيهم الأهل والأحباب ..
اجعل واجعلي لكِ من هذا الحديث نصيباً ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اغتنم خمساً قبل خمس : اغتنم حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ) راوه الحاكم ..
احرصوا رعاكم الله أن تكونوا من خيار الناس كما قال صلى الله عليه وسلم وأخبر حين سُئل أي الناس خير ؟! أي الناس خير ؟! قال : ( من طال عمره وحسن عمله )..
إلهي ثكلت خواطرٌ أنست بغيرك
عدمتُ قلباً يحب سواك