عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 66 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: من ذاكرة التاريخ الإثنين مارس 17, 2014 8:06 pm | |
| أحب الحافظ ابن عساكر دمشق التي ولد فيها وحضنته صغيراً فوفاها حقها من خلال تأليف كتابه الشهير "تاريخ دمشق". ويعدُّ التاريخ الكبير تاريخ دمشق لمحدث الشام ومؤرخها الحافظ ابن عساكر النور الساطع واللؤلؤة المضيئة بين كتب التاريخ، الذي يؤرخ لأعرق مدينة في التاريخ، وقصد من خلاله إلى جمع كل ما تناثر على أرض الشام من حكمة ومعرفة وتاريخ، راسماً تاريخها وحضارتها. وقد توسع ابن عساكر في كتابه حتى صار ديواناً شاملاً لكل ما كتب عن دمشق وترجماناً لكل من مرَّ بالشام أو علم بها أو تعلم بها أو تحدث عنها بإحسان. يقول ابن خلكان: "ما أظن هذا الرجل (ابن عساكر) إلا عزم على وضع التاريخ من يوم عقل على نفسه. وإلا فالعمر يقصر على أن يجمع الإنسان مثل هذا الكتاب".
اسم الكتاب ووصفه: سمى أبو القاسم بن عساكر كتابه: "تاريخ مدينة دمشق، وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها"، هذا الكتاب الذي لم يصنف مثله، نستطيع أن نصفه بأنه موسوعة بحق، فمن طلب الحديث وجده فيه، ومن طلب التاريخ وجده فيه، ومن طلب اللغة وجدها فيه، ومن طلب أخبار الناس وأحوالهم وجد ذلك فيه، إلى غير ذلك من العلوم الكثير. وعندما يؤرخ لمدينة دمشق تخصيصاً لا يقتصر على الجانب التاريخي بل يتعداه إلى جغرافية المدينة لأنه أدرك بحس العالم وحس المؤرخ أنه لا انفصام بين التاريخ والجغرافيا، فالجغرافيا هي المسرح التي تحدث عليه وقائع التاريخ وهي من أهم المؤثرات التي تؤثر في الإنسان وبالتالي في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
فالموقع الجغرافي للمدينة الذي حباها الله به كان له أثرٌ في دورها الحضاري عبر مختلف العصور وإذا كان تاريخ الطبري يُعدُّ أغنى المصادر عن تاريخ الفرس، فإنَّ تاريخ ابن عساكر أغنى المصادر عن تاريخ العرب المسلمين من نقطة الانطلاق الأولى وعلى امتداد الرقعة الجغرافية التي وصل إليها الإسلام، خصوصاً في الحقبات التاريخية التي كانت دمشق عاصمة الحياة العربية ومصدر القرار ومحجة وفود الجماعات والرجالات من الجزيرة والعراق وفارس وما وراء النهرين وأقصى الشرق ومصر وإفريقيا وأطراف المحيط، كما كانت مركز تجمع ومنطقة حشد وقاعدة عمليات للجيوش التي وصلت شرقاً حتى حدود الصين وغرباً حتى اجتازت المحيط وعبرت إلى إسبانيا وجنوب أوروبا، كما العمليات البحرية أيضاً جنباً إلى جنب حتى أصبح حوض البحر الأبيض المتوسط بسواحله شرقاً وغرباً بحيرة عربية، أليس من دمشق كانت تنطلق قوات الصوائف والشواتي لسد الثغور والدروب ورد غارات بيزنطة عن حدود الشام؟ ومن دمشق أيضاً انطلقت جحافل صلاح الدين لطرد الصليبين وتحرير القدس، كما لم تكن دمشق بمعزل عن الحياة والمشاركة فيها في كل العهود.
إنَّ تاريخ دمشق هو تاريخ حضاري للعالم العربي والإسلامي منذ ما قبل البعثة النبوية وحتى عصر المؤلف الذي يقف عند سنة 571، وكأنَّ الحافظ ابن عساكر أراد أن يؤرخ للعالم العربي والإسلامي على امتداد رقعته الجغرافية شرقاً وغرباً من خلال تلك المشكاة المشعة دمشق الشام، فكان بتاريخه الكبير الموسوعي الفذ شيخ المؤرخين ومؤرخ الحفاظ والمحدثين، وقد أتى الكتاب في ثمانين مجلداً، أورد فيها المصنف التاريخ على نحو تراجم، فهذا الكتاب ليس من نوع الحوليات التاريخية التي تعالج التاريخ سنة بعد أخرى، وليس من نوع كتب الحوادث التي تعالج أمة من الأمم أو سلسلة من الغزوات والفتوح أو سيرة عظيم من العظماء أو واقعة من الوقائع، وإنما هو قبل كل شيء كتاب تراجم، ثم هو بعد ذلك كتاب حديث، ولم يقتصر في كتابه تاريخ دمشق على وصف المدينة بل تحدث عن تاريخها والرجال العظام الذين مروا فيها، ثمَّ تحدث عن النساء اللواتي كان لهن أثراً عظيماً في رسم معالم هذا التاريخ وتلك الحضارة. والكتاب موسوعة في الأدب شعراً ونثراً، فضلاً عن كون الحافظ ابن عساكر نفسه شاعراً وأديباً وكان يختم مجالسه بقطعة من شعره.
وأكل الكتاب شباب ابن عساكر وكهولته، ثم قام ولدهُ القاسم بتنقيحه وترتيبه في صورته النهائية تحت بصر أبيه وعنايته، حتى إذا فرغ منه سنة 565هـ قرأه على أبيه قراءة أخيرة، فكان يضيف شيئاً، أو يستدرك أمراً فاته، أو يصوب خلطاً، أو يحذف ما يراه غير مناسب أو يقدم موضعاً أو يؤخر مسألة، حتى أنهاه في نفس العام، وهي السنة التي أتم فيها تأليف تاريخه وصقله، وأصبح على الصورة التي نراها الآن بين أيدينا، والمجلد الأخير الذي وصل إلينا هو ترجمته للنساء. يقول الحافظ ابن عساكر: "هذا آخر ما يسر الله جمعه من هذا الكتاب والله الموفق". وانتهى من تصنيفه في مرحلته الأولى سنة 549 هـ ، ثم أخذ يزيد فيه ويضم إليه ما يستجد عنده حتى تمت نسخته الجديدة والمؤلفة من ثمانين مجلداً سنة 559 هـ.
ويقول ياقوت الحموي في معجم الأدباء (13/76) وجمع وصنف فمن ذلك: كتاب تاريخ مدينة دمشق وأخبارها وأخبار من حلها أوردها في خمسمئة وسبعين جزءاً من تجزئة الأصل والنسخة الجديدة ثمانمئة جزء. ويقول الذهبي في السير (20/ 558): وصنف وجمع فأحسن فمن ذلك تاريخه في ثمانمئة جزء. لم يكن تاريخ ابن عساكر أول تاريخ لدمشق والشام ولم يكن تاريخ دمشق الأول من نوعه بين كتب تاريخ المدن، فقبله ألف "تاريخ الرقة " للقشيري و"تاريخ أصبهان" لأبي نعيم و"تاريخ نيسابور" للحاكم و"تاريخ بغداد" للخطيب وهو أهم ما أنتج قبله.
منهج ابن عساكر في تاريخه: يمكن الكلام على منهج الحافظ ابن عساكر في تاريخه في النقاط التالية: 1. بدأ المؤلف كتابه بمقدمة حافلة، تحدث فيها عن كتابه وعمله ونهجه فيه . 2. سلك في تاريخه هذا منهج المحدثين، فهو يبدأ بذكر السند ثم يورد الخبر. 3. ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه: تراجم من دخل مدينة دمشق ونزل بها من الصحابة والتابعين, والعلماء والأمراء, والأفاضل وغيرهم.
4. رتب أسماء المترجمين على حروف المعجم, مقدماً تراجم من اسمه أحمد على غيره، مع مراعاة الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم، وأردف ذلك بمن عرف بكنيته ولم يقف على حقيقة تسميته، ثمَّ بمن ذكر بنسبته، وبمن لم يسم في روايته، وأتبعهم بذكر النسوة والإماء.
5. يقدم ابن عساكر المادة الأولية للترجمة مسندة في كلِّ جزئية من جزئياتها حتى في الاسم أو الكنية أو يوم الوفاة، وتتعدد صور الخبر بتعدد الأسانيد التي انتهت إليه والروايات التي جاء عليها، وقد تتكاثر الأسانيد على خبر واحد في صورة واحدة أو صور متقاربة.. ولهذا فإن كل ما عند ابن عساكر في تاريخه يدور في هذين القسمين الكبيرين: الأسانيد والأخبار
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الثلاثاء مارس 18, 2014 5:59 pm عدل 1 مرات | |
|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 66 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: من ذاكرة التاريخ الإثنين مارس 17, 2014 8:09 pm | |
| عبدالرحمن الداخل وبناء دولة الاندلس:
حين استتبَّ الأمر لعبد الرحمن الداخل في أرض الأندلس، وبعد أن انتهى نسبيًّا من أمر الثورات بدأ يُفَكِّر فيما بعد ذلك، فكان أن اهتمَّ بالأمور الداخلية للبلاد اهتمامًا كبيرًا؛ فقام بما يأتي: أولاً: إنشاء جيش قوي وفي بنائه لجيشه الجديد عمل على ما يلي: 1- اعتمد في تكوين جيشه على العناصر التالية أ - اعتمد في الأساس على عنصر المولَّدين، وهم الذين نَشَئُوا نتيجة انصهار وانخراط الفاتحين بالسكان الأصليين من أهل الأندلس.
ب - اعتمد كذلك على كل الفصائل والقبائل الموجودة في بلاد الأندلس، فضمَّ إليه كل الفصائل المُضَرِيَّة؛ سواء كانت من بني أمية أو من غير بني أمية، إلاَّ أنه بعد ثورة اليمانية لمقتل أبي الصباح اليحصبي صار لا يطمئن إلى العرب، فأكثر مِنَ اتخاذ المماليك من غير العرب لا سيما البربر، حتى صار له منهم أربعون ألفًا، وبهم استقرَّ ملكه.
ج - كذلك اعتمد على عنصر الصقالبة ؛ وهم أطفالٌ نصارى كان قد اشتراهم عبد الرحمن الداخل من أوربا، ثم قام بتربيتهم وتنشئتهم تنشئةً إسلامية عسكرية صحيحة. وبرغم قدوم عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس وحيدًا، فقد وصل تعداد الجيش الإسلامي في عهده إلى مائة ألف فارسٍ غير الرجَّالة، مشكَّلاً من كل هذه العناصر السابقة، والتي ظلَّت عمادَ الجيش الإسلامي في الأندلس لدى أتباع وخلفاء وأمراء بني أمية من بعده.
2- إنشاء المصانع ودور الأسلحة أنشأ عبد الرحمن الداخل - صقر قريش- دُورًا للأسلحة؛ فأنشأ مصانع السيوف ومصانع المنجنيق، وكان من أشهر هذه المصانع مصانع طُلَيْطلَة ومصانع برديل.
3- إنشاء أسطول بحري قوي أنشأ - أيضًا- أسطولاً بحريًّا قويًّا، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من ميناء؛ كان منها ميناء طُرْطُوشة وألمَرِيَّة وإِشْبِيلِيَة وبَرْشُلُونَة وغيرها من المواني.
4- تقسيم ميزانية الدولة كان عبد الرحمن الداخل يُقَسِّم ميزانية الدولة السنوية إلى ثلاثة أقسام: قسم يُنفقه بكامله على الجيش، والقسم الثاني لأمور الدولة العامَّة من مؤنٍ ومعمارٍ ومرتباتٍ ومشاريعَ وغير ذلك، والقسم الأخير كان يدَّخره لنوائب الزمان غير المتوقَّعة.
ثانيًا: الاهتمام بالعلمَ والجانبَ الدينيَّ أعطى عبد الرحمن الداخل العلم والجانب الديني المكانة اللائقة بهما؛ فعمل على الآتي: - نَشْر العلم وتوقير العلماء. - اهتمَّ بالقضاء والحسبة. - اهتمَّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- كان من أعظم أعماله في الناحية الدينية بناء مسجد قُرْطُبَة الكبير، والذي أنفق على بنائه ثمانين ألفًا من الدنانير الذهبية، وقد تنافس الخلفاء من بعده على زيادة حجمه؛ حتى تعاقب على اكتماله في شكله الأخير ثمانية من خلفاء بني أميَّة. وكان من العلماء في أيامه معاوية بن صالح الحضرمي ، وكان من جِلَّة أهل العلم ومن كبار المحدِّثين، وقد أخذ عنه جملة من الأئمة؛ منهم : سفيان الثوري وابن عيينة والليث بن سعد ويذكر أن الإمام مالك روى عنه حديثاً ، وكان عبد الرحمن الداخل قد ولاَّه القضاء. وكان من علماء الأندلس في عهده -أيضًا- سعيد بن أبي هند، والذي لَقَّبه الإمام مالك بن أنس بالحكيم؛ لِمَا عُرِفَ عنه من رجاحة عقله، وقد توفي أيام الداخل.
ثالثًا: العناية الكبيرة بالجانب الحضاري المادي ويبرز ذلك في الجوانب التالية: - اهتمامه الكبير بالإنشاء والتعمير، وتشييد الحصون والقلاع والقناطر، وربطه أول الأندلس بآخرها. - إنشاؤه الرُّصَافة، وهي من أكبر الحدائق في الإسلام، وقد أنشأها على غِرار الرصافة التي كانت بالشام، والتي أسَّسها جدُّه هشام بن عبد الملك - رحمه الله - ، وقد أتى لها عبد الرحمن بالنباتات العجيبة من كل بلاد العالم، فإذا نجحت زراعتها في الرصافة فإنها تنتشر في الأندلس كلها.
رابعًا: حماية حدود دولته من أطماع الأعداء بالإضافة إلى إعداده جيشًا قويًّا - كما أوضحنا سابقًا- وتأمينًا لحدود دولته الجديدة قام عبد الرحمن الداخل بخوض مرحلتين مهمتين:
المرحلة الأولى: كان عبد الرحمن الداخل يعلم أن الخطر الحقيقي إنما يكمن في دولتي ليون في الشمال الغربي، وفرنسا في الشمال الشرقي من بلاد الأندلس، فقام بتنظيم الثغور في الشمال، ووضع جيوشًا ثابتةً على هذه الثغور المقابلة لهذه البلاد النصرانية، وهي: - الثغر الأعلى؛ وهو ثغر سَرَقُسْطَة في الشمال الشرقي في مواجهة فرنسا. - الثغر الأوسط؛ ويبدأ من مدينة سالم ويمتدُّ حتى طُليْطلَة. - الثغر الأدنى؛ وهو في الشمال الغربي في مواجهة مملكة ليون النصرانية.
المرحلة الثانية: كان عبد الرحمن الداخل – رحمه الله- قد تعلَّم من آبائه وأجداده عادة عظيمة، وهي عادة الجهاد المستمرِّ وبصورة منتظمة كل عام، فقد اشتُهِرَت الصوائفُ في عهده؛ حيث كان المسلمون يخرجون للجهاد في الصيف وبصورة منتظمة؛ وذلك حين يذوب الجليد، وكان يتناوب عليهم فيها كبار قوَّاد الجيش، بهدف الإرباك الدائم للعدوِّ، وهو ما يُسمُّونه الآن في العلوم العسكرية بالهجوم الإجهاضي المسبق. | |
|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 66 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: من ذاكرة التاريخ الثلاثاء مارس 18, 2014 6:14 pm | |
| بدإ تأثير فايروس الكمبيوتر مايكل أنجلو6/3/1992
7/3/1876 اختراع الهاتف
5/3/1965 اندلاع الانتفاضة ضد الوجود الاستعماري البريطاني في البحرين
5/3/1970 معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تدخل حيز التنفيذ
5/3/1836 إنتاج أول نموذج للمسدس
20/2/1258 وفاة المستعصم بالله، آخر خلفاء الدولة العباسية
20/2/1928 إنجلترا تعترف باستقلال إمارة شرق الأردن
20/2/1986 الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يتولى حكم البحرين
20/2/1969 إسرائيل تنضم إلى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية
19/2/1986 الملك حسين يعلن فك الارتباط
19/2/1878 اديسون يخترع الفونوغراف (المسجل).
18/2/1930 اكتشاف كوكب بلوتو
17/2/1959 أول قمر صناعي للطقس
17/2/1938 أول عرض للتلفزيون الملون
17/2/1878 بدء العمل في أول شبكة هاتفية
16/2/1989 تأسيس مجلس التعاون العربي
16/2/1985 تأسيس حزب الله اللبناني
16/2/1971 أول قمر صناعي ياباني
15/2/1949 بدأ أعمال التنقيب في كهف 1 من كهوف قمران، حيث سوف اكتشفت أول سبع مخطوطات البحر الميت
15/2/2005 اطلاق موقع اليوتيوب[/b] | |
|