| الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 02, 2011 1:44 pm | |
| صديق مدثر انطوى على شرارة تنفذ إلى اعماق الانسان ورث صديق مدثر ما أعطته المدرسة العربية الحديثة جاشت أشعاره وتفجرت مع ظهور الوعي الوطني
بقلم : د. تاج السر الحسن
الشاعر صديق مدثر هو بلا شك من جيل شعراء الخمسينيات حين نتحدث عن ميلاده، وعمره، فقد ولدت 1929م وهو تاريخ يتقارب فيه مولد شعراء من عصره هم: جيلي عبد الرحمن، تاج السر الحسن، محي الدين فارس، على اختلاف بيئات أولئك الشعراء والمؤثرات الخاصة والعامة لكل واحد منهم. ولكن المؤثرات العامة المحيطة بهم لا شك أنها كانت متقاربة فقد تم فتح المدرسة التقليدية العربية الجديدة على أيدي روادها منذ البارودي، وحتى شوقي وحافظ في مصر، وبروز قادتها الأمجاد في السودان منذ عهد عبد الله عبد الرحمن الأمين، عبد الله عمر البنا ومحمد سعيد العباسي. ولقد ورث صديق مدثر وأبناء جيله ما أعطته المدرسة العربية الحديثة ممثلة في الشعراء الابتداعيين العرب في مدارسهم المختلفة، مدرسة الفجر السودانية، مدرسة الديوان المصرية، مدرسة الرابطة العلمية .. الخ. صديق مدثر شاعر عربي وجداني حديث احتل الشعر الوجداني العاطفي، شعر الحب والتغزل بالمرأة مكانا واضحا في ديوانه (وهج المشاعر) ففي قصيدة (ضنين الوعد) يصور لنا الشاعر الحسن والجمال كمظهر لعمق الجمال المطلق، فهو هنا اقرب إلى ما هو أفلاطوني بعيد عن الإدراك الحسي:
إن يكن حسنك مجهول المدى فخيال الشعر يرتاد الثريا كلما أخفيته في القلب تنبئ عنه عيناك ولا يخفي عليا لا تقل إني بعيد في الثرى فخيال الشعر يرتاد الثريا.
الشاعر صديق مدثر شاعر عاش حياته مع مظاهر الحياة الجديدة في السودان في أعمق مظاهرها، وهذه قصيدته المهداة إلى فنانة الشرق الكبيرة الراحلة أم كلثوم، وفيها يعبر عن عمق حبه لفن الغناء العربي، فيما تقدمه الفنانة الكبيرة كوكب الشرق حيث يقول:
يا كوكب الشرق يا أنشودة زخرت بكل فن أصيل رائع فطن ويح العروبة من يحدو مواكبها نحو الخلود ومن يقوي على الزمن كأنك النيل ريا خالدا أبدا يعطي الحياة عطاء غير مرتهن سيري إلى الخلد فالأفلاك في وله إلى لقائك في الجنات من عدن
في هذه الأبيات الصادقة المتوهجة بالعاطفة يرثي صديق مدثر كوكب الشرق معبرا عن مشاعر أهل السودان الطيبين الذين طالما أحبوها ورحبوا بوجودها بينهم. احتشد ديوان (وهج المشاعر) بقصائد جاشت بروح الشعور القومي السوداني وهي قصائد تراوحت بين شعر المناسبات القومي الذي تفجر مع ظهور الوعي الوطني والدعوة المخلصة لتطوير حياة أهل السودان بالتعليم، والتوجه نحو التحرر السياسي والاجتماعي فهذه مناسبة يوم الآباء بالمدرسة الأهلية الثانوية بامدرمان، حيث تضامن السودانيون ووقفوا متحدين لرفع منارة التعليم الأهلي، ومدى ضرورية النهضة القومية حين يدشن الشاعر بداية النهضة القومية ونهضة المرأة في نفس الوقت:
هو يوم على الزمان فريد وهو عهد من العهود جديد وشح العاطل الحزينة عقدا فتهادى بالسحر والتوحيد نبذت عهدها القديم وشبت تنشد المجد والحياة تريد
كيف استطاع صديق مدثر أن يشيد بهذا اليوم، وهو يوم من أيام التعليم، وكيف يوثق الصلة بذلك اليوم ومصير المرأة السودانية حين يصور كيف زين التعليم الفتاة السودانية فأصبحت بيه أكثر روعة وجمالا، فهو العقد الثمين من اللآلئ على عقلها وجيدها، كل ذلك في قصيدة رائعة متزنة القوافي والأوزان. ولعل الوقوف عند المراثي في شعر صديق مدثر أمر ضروري فهو الذي لون شعر المناسبات الوطنية (مثل يوم الآباء) بروح قومية جعلت منها طاقة فنية كبيرة ها هو في مراثيه يصور تلك الشمائل السودانية الطيبة، ففي قصيدته في رثاء (الخير هاشم) ها هو يصور لنا تعدد تلك الشمائل الإنسانية (السودانية) في شخص الخير حين يقول:
والخير ما انتظرت أياديه السؤال فأمطرتنا دافعة روح من الفن الأصيل بجسمه فتكت به لما استبدت خافقة فكرا وفنا عانقتنا في سخاء واستهامت بالمعاني السامقة
إلى أن يقول:
عف اللسان أطل من أعلى الكون عيناه في سر الحياة محدقة
* معاني الصمود والوطنية: لقد كانت معركة الخمسينيات الوطنية هي معركة أدبية سياسية فكرية ولقد بدأ فيها الشعب السوداني تحرره الوطني نحو التحرر واستعادة سيادة الوطن ولقد كان معنى الصمود والوقوف الصلب في وجه الاستعمار وأعوانه، كيف يتمسك أهل السودان بكبريائهم ويعيشون الكفاف في سبيل تغيير هذه الحياة البائسة. اجل لن نحيد وتبعث فينا القوى من جديد دبيب الشيوخ بدرب الحياة وصيحة طفل برئ وليد وأم عركتها صروف الزمان فظلت بمنعطفات الطريق ودارت كدوامة لا تريم تنادي بصوت كبير الحنان (طواقي الهنا يا طواقي السرور) بسعر زهيد وجهد جهيد اجل لن نحيد
هذه صورة من صميم حياة النساء البسطاء في السودان الذين يواجهون ذلك الواقع المر بصمودهم وتحديهم بكل ما يملكون من طاقة. لقد صور صديق مدثر كفاح الشعب المصري الشقيق في بورسعيد ومقاومته للعدوان البريطاني.
غفت العيون ورحت اسمع من بعيد أصوات شعب لا تكبله القيود خبرته أحداث السنين فما وني وكبا على أعتابه الظلم العنيد ومشى الزمان ليبلو عزمه وينال منه بما يشيب له الوليد فإذا به يقوى على طغيانها ويدوس شوكتها وينتزع الخلود نامي وقري في هدوء بورسعيد ولتنعمي بالنصر خافقة البنود
لقد كانت صورة بورسعيد مشهدا ثابتا عند شعراء الخمسينيات فهو عند الحسين الحسن، وجيلي عبد الرحمن وآخرين، كما أن صورة الصمود قد برزت في شعر محي الدين فارس، وقصيدته المعروفة (أنا لن أحيد .
تواجهنا في (وهج المساء) لشاعرنا الصديق صديق مدثر القصيدة الأخيرة في هذا الديوان والتي سماها بالخلاصة وهذه القصيدة هي:
ما حياتي إن أنا عمرتها وحياة الناس من حولي خراب قمة الفكر التي أملتها وتحملت بمسعاها الصعاب أن يسود الخير شعبي كله ويرينا وجهه من كل باب
كانت هذه الأبيات الثلاثة هي الخاتمة التي أراد أن يقول لنا الشاعر فيها خلاصة موقفه في الحياة.
لقد كان صديق مدثر شاعرنا السوداني المبدع متأثرا بأستاذ الجيل الشاعر المصري محمد كمال عبد الحليم، الذي قال في ذكرى عيد ميلاده الثالث والعشرين وهو قابع في الزنزانة وحيدا:
ما حياتي إن أنا ضيعتها دون إن ابني بناء للغد أنا إن عشت وشعبي مرهق مستغل ثم لم أمدد يدي لصراع الظالم المستعبد وصراع المشتعل المعتدي فانا لست بإنسان له عيد ميلاد أنا لم أولد
هذه إطلالة سريعة على ديوان الشاعر السوداني صديق مدثر تحتاج إلى عودة أخرى لتقصي تلك المسائل التي تناولناها هنا بالإشارة
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مايو 02, 2011 1:53 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 02, 2011 1:45 pm | |
| شاعر فذ وفنان عظيم صديق مدثر صاحب كبرياء وعفة بغير حدود حتى لا تنحدر تجربة الفنان إلى قعر تشاؤمها
بقلم: د. عبد القادر الرفاعي
نضج جيل صديق مدثر على وهج البحث في دروب الحرية اللافح، اجتهد في أن يتفهم جدل الواقع، وان يجد لنفسه مكاناً فيه، وسلك السبل المتاحة كلها كي يكتسب المعرفة والقدرة على الإبداع قرأ وسمع أو استمع إلى الموسيقى وكتب الشعر وشارك في النضال من اجل الاستقلال، وبقى نصف قرن من الزمان مواصلاً الطريق.. نصف القرن هذا عند جيل صديق كان المطرقة الهائلة التي صكت الرؤوس، أطاحت بالثوابت وكشفت عن المخبأ كله، كانت هزيمة نظم ومؤسسات وأبنية وأفكار وقادة وأسلوب حياة. وظل الناس (في الوطن) يتظاهرون ويتشردون ويموتون، ويذكرون سادة النظم بأمور كانوا قد نسوها.. رصاص وجوع واستشهاد، حصاد العمر، نصف قرن هو حصاد صديق مدثر وما يزال صامداً.
لهذا لم تنشأ فكرة هذا الملف عنه من فراغ فقد سبقتها إرهاصات في الماضي البعيد والحاضر القريب. ومنذ الصغر لفت صديق مدثر انتباهي - حين انبعثت أصوات المذياع – على ندرتها- على تلك الأيام بأغنية (فتاة الوطن) يغنيها الفنان الراحل أحمد المصطفى، ومرت الأيام وتوالت أغنياته: محبوبي يا هاجر، وضنين الوعد، الحبيب العائد، وأيادي الخير، وأخيرا يا سبا.. تعود بي الذكريات لتلك الأيام التي قابلت فيها الأستاذ صديق مدثر وصديقي الغالي، شقيقه المرحوم حافظ مدثر – همزة الوصل بيننا- خالد الكد وعمر الدوش وعلى عبد القيوم ومحجوب شريف ما يزال صدى تلك الأيام واللقاءات ونحن نتحدث عن الأوضاع في السودان باقياً.. وحديثاً متصلاً.. سياسة وأشعارا وذكريات وغناء وموسيقى وتاريخاً.. وتظل الصورة متشابهة قرابة أربعين عاماً.. إنني اعرف بدقة كيف أتحدث عن هذا الشاعر الفنان الكبير.. وكيف أقدمه للأجيال الجديدة في الأدب والثقافة والسياسة والشعر.. صديق مدثر أمضى جل عمره في نضال سياسي وثقافي نبيل. لم يذهب إلى الأضواء ولم يتهافت عليها. انه صاحب كبرياء وعفة نفس بغير حدود، لا يطالب بحق ولا يفرض نفسه على أي موقع ولا جهاز، حين يلقاك يحمل لك ابتسامته المتفائلة التي يلقي بها الجميع .. وظلت داره أينما حلَّ مفتوحة لأصدقائه وطلابه وكل الذين يقصدونه والذين يحرصون على رؤيته وزيارته وهو يقدم لهم أحاديثه الممتعة (راجع اللقاء معه ضمن هذا الملف).. فالملف رغم تواضعه.. إلاَّ ينبغي أن تعرف إلام انتهت مصائر هذه الشخصيات وتلك المواقف التي جسدت حياة صديق مدثر جانباً كبيراً منها؟ حياته هي حياة ذلك الجيل الثائر المناضل هي مصدر الشك والقلق والإحساس من ناحية، وهي مصدر المشاركة في قضايا الشعب من ناحية أخرى. ونحن معه أن شعبنا بحاجة إلى الثورة ليقاوم موجات الطغيان والاستبداد الذي يترصد طريق نهضة الوطن.. اليوم يونيو 89 وبالأمس مايو 69 وقبلها نوفمبر 58.. تلك السلسلة المشئومة التي تزعمها أولئك الذين غرتهم القوة الغاشمة، فجعلتهم يزعمون لنا أنهم الوصي المختار على شعب ظنوا انه قاصر. وفي المقابل – والقلوب تدق تجاوبا- مع الموقف الوطني في ذروة الأزمة- كان صديق مدثر في ماضيه وحاضره يتحرك مع جيله يمنة ويسرة (راجع المفكر/ غالي شكري عن نجيب محفوظ) يتحرك كبندول الساعة حركة واحدة منتظمة، ولكننا نكتشف أنها مصدر الثواني والدقائق والساعات والأيام والسنين، أي أنها مصدر الزمن في امتداده المتدفق بالحياة وان تشابهت دقات البندول بين الحين والحين، وان لم تخل النهاية عند النظر الدقيق من بذرة المقدمة. هكذا واجه جيله الرائع الصخور والجنادل والأوضاع لم تتغير ولا تتطور رغماً عما تفتح لها من فرص الصياغة الجديدة.. تجهم وجه القصيدة ووجه الوطن الذي أصبح يهوى سريعاً إلى واحدة من اخطر موجات حروبه الأهلية المتكررة مما الحق أضرارا بالناس وبالأدب والشعر وسائر الفنون ودفعه كأنما كتب عليه أن يتراجع إلى كهوف الماضي المظلمة، وكأنما كتب عليه إلاَّ يتطوّر أو أن يتناغم مع ذوق العصر وإشعاع الحضارة والتقدم. ولكن، في حقب التفاؤل والمد ظن صديق مدثر أن الحرية سوف تزدهر فانتمى إلى الحزب الشيوعي الذي جسد له معاني التطور والحرية ومن يريد أن يدرس تجربة صديق مدثر بعد نصف قرن من اختمارها فلابد أن يعتمد في تقييم تجربته كمثقف انتمى إلى الحزبية في وقت يحاور فيه الأديب والفنان التشكيلي صلاح عبد الله محذراً من ديكتاتورية جديدة (مقالة من الثقافي إلى السياسي وبالعكس – جريدة الأضواء بتاريخ 3 يونيو 2006م). الأستاذ صلاح حسن يرد فكرة الجانب الفني معزولاً عن حمولته السياسية حتى لا يأتي الفن مبتسراً وغامضاً ومليئاً بالفراغات.. حتى لا تنحدر تجربة الفنان إلى قعر تشاؤمها ..إن الفراغات لابد إن تمتلئ بدقة وإتقان وشجاعة. بعد نصف قرن من تلك التجربة المثيرة- نصف قرن مضى على الاستقلال الوطني- كيف لنا أن نتحدث عن (الفكرة) لدى صديق مدثر وجيله في حين أن من بينهم من ينتمي إلى الطبقة الوسطى السودانية- ولا يمكننا أن نكتفي في الإجابة بالقول بما يسمى بالانتماء الفكري وكفى، لقد استطاع صديق مدثر ورفاقه الارتفاع فوق حدود الأفق الضيق لتطلعات الطبقة الوسطى، مدركين في ذلك مسار الحركة التاريخية السودانية في عمومياتها ومرتبطاً ذلك بالفترة الحرجة في تطور القضية الوطنية.
الأستاذ المبدع صديق مدثر: تحياتي لك يا خفيف الروح ويا أنيس المحضر، إننا ننادي من هنا بضرورة تكريمك (برنامج للتكريم مرفق) شاعراً فذاً وفناناً عظيماً.. فناناً.. أحطت بكثير مما يحاط به من العلوم والمعارف والآداب في عصرنا الدامي الحزين.. وبعد كل هذا يا أخي التجلة لك والإعزاز لك ولجيلك.. انتم الذين أدركتم من خلال نضج التجربة الفكرية استحالة تفكيك الخبز عن الحرية.. جيلكم الذي أدرك أن الفنان صاحب رؤية تسبق عصرها، وان الذي يوقفه ليس الرقيب السياسي ولا الرقابة الرسمية، إنما رقابة ضميره ثم الرقابة الاجتماعية.
استشهد هنا بالروائي نجيب محفوظ الذي قال: إن الرقيب الاجتماعي يخيفه أكثر من الرقيب السياسي كما أن ابن الرومي نفسه يقول للقاسم بن عبيد الله:
إن أكن غير محسن كل ما تطلب إني لمحسن أجزاء فمتى ما أردت طالب فحص كنت ممن يشارك الحكماء ومتى ما أردت قارض شعر كنت ممن يساجل الشعراء ومتى حاول الرسائل رسلي بلغتني بلاغة البلغاء
صديق يا صديقي.. سلام عليك..
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مايو 02, 2011 1:54 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 02, 2011 1:45 pm | |
| شخصيته فريدة جذابة، وقدرته هائلة على التعبير الساخر صديق مدثر من رواد الفكر الديمقراطي في السودان
بقلم : وليد عبد الحفيظ هاشم
أخي العزيز/ د. الرفاعي تحياتي لك وفي هذه المناسبة عن الشاعر الكبير الأستاذ صديق مدثر، يتداعي الكثير عن فكره وشعره وأدبه وريادته للعديد من مجالات الثقافة والتعليم كما يتداعي إلى الذهن في نفس الوقت شخصيته الفريدة الجذابة وقدرته الهائلة على التعبير الساخر. ولقد عرفت هذا الشاعر الكبير عن قرب إذ تربطني به صلة القربى فهو ابن عم والدي الراحل الأستاذ عبد الحفيظ هاشم وكان صديقه في نفس الوقت كما أنني مازلت اعتز بإهدائه لي ديوانه (وهج المشاعر) وان كان اعتزازي بفكره الخصب واحترامه للناس ومحبته لهم ، أولئك الذين يبادلونه حباً بحب وغير ذلك، هو الذي كان اقرب ما قربني إليه. صديق مدثر ساهم بلا شك في نهضتنا الثقافية والفكرية ومقالتي هذه للوقوف عند بعض إساهمه لان الفكر هو الذي يكتب له الخلود حتى بعد رحيل صاحبه، ولعل من مفيد التكرار أن شعر صديق مدثر لم يكن هو وحده الذي لفت الأنظار إليه، بل كانت شخصيته كذلك تتميز بالجاذبية الشديدة. فقد كان وما يزال يجمع بين التواضع وعزوبة الحديث والنظام الدقيق وعمق الثقافة والذكاء الحاد والأناقة في الوقت نفسه، وربما قصيدة (ضنين الوعد) تكون هي أول ما لفت النظر إليه والى أهميته كشاعر متفرد والى قيمته كشاعر وإنسان وقد علمت انه يرى بغير ذلك.. ولكن (ضنين الوعد) لم تكن درته الوحيدة.. فقد ظهر صديق مدثر في قصائد أخرى كما هو واقع الحياة بأقواله الحقيقية وإشعاره التي كتبها وتصرفاته التي كان يمارسها في حياته اليومية وكذلك في فنه ما هو أقوى من أي خيال (حتى لو كان ارتياد الثريا) مما يمكن أن يستند إليه الناس لتصوير هذه الشخصية النادرة. وقد اعتمد شعر صديق مدثر ومواقفه على عدة ينابيع أساسية، منها معرفته الواسعة بالتاريخ الوطني وتعاطفه – بل وامتزاجه- مع تاريخ السودان باعتباره التاريخ الذي يمثل جذور صديق مدثر الأساسية، ومن هذه الينابيع أيضا تجاربه الشخصية. أما الينبوع الثالث من ينابيع الشاعرية فيتمثل في الأحداث التي تقع في السودان فضلاً عن انتمائه للحركة الديمقراطية الثورية للكفاح الوطني.. فالمحرك الأساسي لوجدانه هو أحداث التاريخ ورؤياه الديمقراطية، ومن خلال ذلك كان يعبر عن وجهة نظره في الحياة والإنسان. وربما لا يدري بعضنا أن شعار برنامج التعاون الذي كان يقدم أسبوعيا مأخوذ من قصيدة صديق مدثر (أنشودة أيادي الخير)
يا أيادي الخير يا أغلى الأماني يا أمان النفس من غدر الزمان غني هاتيك القرى غني المدائن لحن حب وإخاء وتعاون لن يصيب المجد كف واحد نبلغ المجد إذا ضمت كفوف سوف يحدونا إخاء خالد وتقوينا على الدرب الألوف (ديوانه وهج المشاعر ص 18 – 19)
أي الهام وأي معنى نبيل حملته هذه القصيدة، هي دعوة؟ أم نداء؟ للسياسي والمثقف للمزارع أو العامل. للنساء أم للرجال؟ أظنها كل هذا أو أكثر من ذلك. ولصديق مدثر قصيدة رثاء عنوانها: إلى الخال العزيز:
أحب الحياة فما أقبلت وناصبه الدهر كل العداء فما لان يوماً لسطوتها وأبدى ازدراء لها بازدراء تراه وقد ضاعفت مكرها تماسك بالصبر والكبرياء ويقبل منها قليل القليل ويبسم وهو شديد العناد إليك على البعد مني السلام ومنى إليكم جميل العزاء
وصديق مدثر يعجب في قصيدته (ميلاد شاعر- الديوان) كيف أثارت مهجته تلك القصيدة بأحزان الفراق الذي تجبر وازدرى ويعجب كيف في شرح الصبا تجد الهموم إلى حماه معابر.. فيحيل والحرف جمر في الأيادي حارق فيحيله زهراً فيشرق ناضراً، فالشعر يختار الذي إحساسه فاق التصور رقة وتفجرا.. وهكذا عمي صديق مدثر.. متعك الله بالصحة والعافية وأبقاك ذخراً لنا وللوطن.
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مايو 02, 2011 1:55 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 02, 2011 1:46 pm | |
| شاعر الحرية والحب المتألق دوماً حوّل الواقع الكائن إلى متخيل شعري
بقلم : د. الصادق عوض بشير (عضو اتحاد الكتاب السودانيين)
صديق مدثر شاعر (أم درماني) مسكون بالحرية والحب فصارا دائماً قضيته، وهو عاشق (للحياة ومقاوم) عنيد للظلم وخاصة ظلم المرأة ويحلم بالمستقبل والغد الأجمل كما تجسد في شعره العاطفي والوطني الذي لا تخطئه العين البصيرة. في حي الهاشماب بأم درمان قرب دار الرياضة التي كانت قبل حوالي ما يزيد قليلاً عن المائة عام بيتاً للمال ايام حكم المهدية ولد شاعرنا فما كان منه إلاَّ أن حمل (أم درمانه) و(هاشمابه) معه في دمه وكلماته بصوته القوي الجهير وهو صوت (رافض يتناقض دوماً مع الهرطقات والمنظومات الايدولوجية والتنطعية المتعسفة، فهو ثائر على الدوام.. لذا عرف بشاعر الحب والحرية.
تفتحت عيناه على حي الهاشماب في العام 1929م ، وانتفاضة العام 1924م المقموعة لم تتعد الخامسة من عمرها القصير، ثم بعد اقل من عقد من مولده عندما كان في حوالي العاشرة من عمره وربما أكثر من ذلك بثلاث أو أربع سنوات انفجرت حركة مؤتمر الخريجين احد أهم حركات المجتمع المدني الأهلي التي اتخذت من التعليم ومحو الأمية والاهتمام بالرياضة والمرأة والشباب مدخلا لنهضة وطنية قضت مضاجع الاستعمار البريطاني وأدت في النهاية لتكوين الأحزاب السياسية لقيادة النضال في سبيل التحرر الوطني والاستقلال.. وقد كان بعض قادتها- أمثال محمد احمد محجوب واحمد يوسف هاشم وعبد الحليم محمد- من أبناء الحي الذي ترعرع فيه الشاعر وكونوا مدرسة أدبية وفكرية وسياسية عرفت بمدرسة الهاشماب، الصنو المقابل لمدرسة أخرى من نفس الطراز عرفت بمدرسة أبو روف وكلتيهما لعبتا دوراً مقدراً في تاريخ السودان الوطني والفكري، ولابد لشاعرنا وهو في بدايات تكوينه الجنيني الشعري أن اختزن في كمبيوتره العقلي الصغير وقتها الكثير من ما كان يسمعه في ردهات ومنتديات ذلك الحي العريق من أشعار ومساجلات أدبية ودينية في الفن والأدب والشعر والوطنية جعلته ينظر منذ ذلك الوقت المبكر إلى الفن الشعري بوصفه ضرورة حيوية تسهم في تغيير الواقع، ثم تقلب شاعرنا فيما بعد بين العديد من المواقع والمناصب في داخل وخارج السودان وعركته التجارب التي كان بعضها مريراً كفترات الاعتقال السياسي وبعضها حلواً كسنوات الغربة في السعودية معلماً ومترجماً كما كان لكثرة حِله وترحاله الدور البارز في صقل تجربته وملكاته الشعرية. فعمل مدرساً للغتين العربية والانجليزية وكان من فرسان بخت الرضا ومعهد تدريب المعلمين والمعهد الفني (جامعة السودان الآن) كسكرتير لشئون الطلاب على أيام عمادة الراحل المقيم سر الختم الخليفة. كما عمل بالتوجيه المعنوي للقوات المسلحة وعانى فيما بعد من الفصل التعسفي والاعتقال لمرتين في أعقاب أحداث 19 يوليو 1971م الدموية. انعكست كل هذه التحولات العميقة والتجارب في شعره فزادته قوة وأضافت إليه من الرؤى ما جعل صوت صديق مدثر من أعلى الأصوات في الساحة الشعرية. فهو في شعر العاطفة والحب رقم لا يمكن تجاوزه وقامة سامقة متألقة وهو في شعر الوطنية والوطن والدفاع عن إنسانية وكرامة وحقوق المرأة الأكثر التزاماً ومناصرة ومنافحة وتشهد له بذلك كل معارك الحركة النسوية السودانية منذ تأسيسها في بداية الخمسينيات من القرن الماضي.. كما شهد بذلك صديق الشاعر الدبلوماسي عبد المجيد حاج الأمين في معرض تعليقه على السيرة الذاتية وأعمال وإبداعات صديق مدثر في مداخلة له أثناء ندوة دعينا لها من قبل القائمين على مؤسسة عبد العزيز البابطين عن العشر الفصيح للعام 2006م والتي عقدت بالجامعة الأهلية تحت رعاية كلية الآداب وإشراف الشاعر المعروف الدكتور تاج السر الحسن وكانت مكرسة لتسليط الضوء على الشاعر صديق مدثر الذي قدم نماذج رائعة من شعره الوطني والعاطفي وسط حضور لافت من الطلاب والطالبات والمهتمين بالشعر والشعراء فسطعت في سماء الندوة رائعة الشاعر (يا ضنين الوعد) التي يتغنى بها الفنان الرائع عبد الكريم الكابلي كما استمتع الحضور أيما استمتاع بحديث الشاعر عن ذكرياته وملاحظاته.. وكانت بحق (عصرية) رائعة هضمنا من خلالها طعاماً دسماً تخلله الموز والبرتقال جادت به أريحية وكرم شاعرنا في داره قبل تحركنا معه في موكب لحضور الندوة. صديق مدثر يمكن وصفه بأنه حول الواقع الكائن والمستشرف إلى متخيل شعري. فقد نجح في تقديري في جعل القصيدة متمكنة من أهدافها في الإمتاع والإقناع وله قدرة متميزة على الإمعان في العمق الرمزي والإيحائي في كل قصائده الوطنية والعاطفية فانفتحت له قلوب السامعين الذين آمنوا معه بضرورة الشعر في حياتنا الخاوية على عروشها على الأقل منذ مجيء الانقلاب العسكري في يونيو 1989م ؛ ويعود ذلك في يقيني إلى أن صديق مدثر عاشر الحياة في أدق نبضاته وتغنى بتفاصيلها غناء جعل الأشياء الصغيرة والمسكوت عنها والعادية تنتفض بضربات فرشاته الشعرية الباذخة كما جسدتها أشهر قصائده (يا ضنين الوعد) أو (يا ضنيناً بالوعد) كما اقترح الأديب والشاعر المصري الكبير الراحل محمود العقاد. تغيير الواقع الذي كان يحلم به شاعرنا هو تغيير قرين، بل رهين، بما يحدثه القول الشعري نفسه من تأثير هائل في النفس والشعور يمتد من محيط المشاعر الإنسانية إلى المجتمع العريض والوطن والأمة وحتى تجئ أشعاره صوتاً للإنسان السوداني المقهور وخاصة المرأة السودانية التي لم يعبر عن مشاعرها وتطلعاتها المشروعة احد ومنذ زمن مبكر مثل ما فعل صديق مدثر. يقول الشاعر الكبير محمود درويش (ليس عندي مفهوم للشعر.. كل نص حقيقي يعيد النظر في تعريف الشعر، ولكن مهلاً.. ربما يعرف الشعر بأنه النص الذي نقرؤه فنهتف "هذا شعر" حتى وإن لم ينتم للشعر من حيث هو نوع أدبي. المسألة هي بين الشعرية والشعر.. والشعرية هي صفة الكلام القائم على التخيل سواء كان شعراً أو نثراً، أما الشعر فهو تحقق هذه الشعرية في شكل أو قالب موسيقي)وكل من قرأ أو استمع إلى شعر صديق مدثر لابد انه قد هتف بملء صوته..هذا شعر) . وفي تقييم لبعض النقاد والمفكرين والشعراء قالوا أن شعر صديق (نسيج وحده) إمعانا في تفرده وهذه حقيقة. رغم محدودية علاقتي بالشاعر من خلال زيارات ومقابلات قصيرة كان اغلبها بصحبة صديق الطرفين الأديب المفكر الدكتور عبد القادر الرفاعي ؛ إلاَّ أن ذكاء الشاعر الفطري وكونه هاشاً باشاً في وجه ضيوفه وميله لإطلاق القفشات والمداعبات الذكية المطعمة بالكثير من خفة الروح تترك عند المرء إحساسا قوياً بالألفة وكأنك أمام شخصية مهذبة وجذابة من الطراز الذي تألفه ويألفك ويدخل حياتك بسرعة من أوسع أبوابها دون تعقيدات خلفت. ويقيني أن هذه الأريحية والبساطة في شخصية صديق مدثر كانسان لابد لها أن زادت شعره تألقاً وأسهمت بقدر وافر في جعله واحداً من أهم شعراء السودان المعاصرين.
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مايو 02, 2011 1:57 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 02, 2011 1:49 pm | |
| فتاة الوطن شعر : صديق مدثر
يا فتاة الوطن يا خير البلاد
أنيري الوطن بنور الرشاد
انشري الوعي وسيري للأمام
إنما الوعي بشير للسلام
** واحملي المشعلا وامشي للعلا
وأغيثي من ظلام القبر قوماً ألحدوا
وانزعي عنك خرافات مشت
في دماء الناس حتى جمدوا ** أنت نور ومنار في الطريق
أنت في الدنيا لنا نعم الرفيق
استكان الناس للنوم العميق
فأنقذي شعباً غداً سوف يفيق
** أشهري الأخلاق والعلم سلاح
وانشري نور الهدى حتى نرى
بعد هذا الليل إشراق الصباح
علمي أختك ما معنى الحياة
إنها بالجهل أمست في عمى
** هذبي الطفل تسرى امة
فهي تدعوه فتى المستقبل
فيه آمال وعون للبلاد
حققي بالله كل الأمل
رتبي البيت بترتيب جميل
واجعلي منه لنا ظلا ظليل
أنت إن شئت تداني المستحيل
وصفا العيش وعادانا الخمول
** أيها الداعي لقد جئنا إليك
هذه أرواحنا وقف عليك
نحن آمنا بما قلت لنا
سوف نفني جهدنا قربي لديك
نوفمبر 1951م --------------------------------------------------------------------------------------
ضنين الوعد أهديتك حبى
من فؤاد يبعث الحب نديّا
إن يكن حسنك مجهول المدى
فخيال الشعر يرتاد الثريّا
كلما اخفيته فى القلب تنبىء
عنه عيناك ولا يخفى عليّا
أنا إن شئت فمن أعماق قلبى
أرسل الألحان شلالا رويّا
وأبث الليل أسرار الهوى
وأصوغ الصبح ذوبا بابليّا
لا تقل إنى بعيد فى الثرى
فخيال الشعر يرتاد الثريّا
كان بالأمس لقانا عابرا
كان وهما.. كان رمزا عبقريا
كان لولا أننى أبصرته
وتبينت إرتعاشا فى يديّا
بعض أحلامى التى أنسجها
فى خيالى وأناجيها مليّا
ومضة عشت على إشراقها
فانقضت عجلى وما أصغت إليّ
كلمة خبأتها فى خافقى
وترفقت بها برا حفيا
من دمى غذيتها حتى غدت
ذات جرس يأسر الأذن شجيا
وافترقنا وبعينىّ المنى
قالها الدمع فما أبصرت شيئا
إن تكن أنت جميلا فأنا
شاعرً يستنطق الصخر العصيا
أو تكن انت بعيدا عن يدى
فخيالى يدرك النائ القصيا -----------------------------------------------------------------------------------
رائعة الشاعـر صـديق مـدثـر الحبيــب العائــــد
_________
عاد الحبيب فعادت روحى وعاد شبابى ياشوق مالك ؟ دعنى أما كفاك عذابى؟ لقد شربت دموعى اما سئمت شرابى؟ ***** عاد الحبيب فعادت إلىَّ أحلى الليالى ذكراه يقدح ناراً ووجده فى إشتعال رويته بدموعى وصنته بخلالى وماظفرت بوصل ولاانا عنه لاهى ***** عاد الحبيب فأهدى لكل قلب سلام أهدى العيون بريقاً أهدى الثغور إبتساما فكيف ينسى فؤاداً أهدى إليه الغرام وكيف ينسى محباً أمسى يذوب هياماً ***** زدنى صدوداً فإنى عشقت دنيا عذابى وأرحم سواى فقلبى راهب المحراب إن زادك الحسن تيهاً فاسأل طيور الروابى سلها تجبك بأنى بثثتها كل مابى قد صاغت الوجد لحناً ووقعته ببابى
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الإثنين مايو 02, 2011 1:58 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإثنين مايو 02, 2011 1:50 pm | |
| أهدى عاصمة الثقافة "مفقودات الحركة الابداعية" صديق مدثر: تنقصنا دار للأدباء تتاح فيها الحريات الخرطوم - أحمد يونس مكنات:
بدأ الشاعر السوداني الكبير صديق مدثر أبو القاسم حديثه معي وكأنه يغار من قصيدته “ضنين الوعد” الرائعة الشعرية التي يغنيها سفير النوايا الحسنة المطرب والمغني الشهير عبدالكريم الكابلي، كان مثقلا بأوجاع الشعر...وقال ان تسميته بشاعر “ضنين الوعد” مع جمالها ونجاحها فيها انتقاص من قدر أعماله الشعرية الأخرى، وحين وصفناها بيتيمة “دوقلة المنبجي” لم يعجبه الوصف، وتحدث بشهية عن فتوحاته الشعرية، كأنه يقف في “عكاظ” يلقي شعرا أمام زهير والنابغة..الحوار مع صديق مدثر كان كشفا ومعاناة.. كان كشفا لأنه أنار سجل شعرية ظل مظلما ينيره هونا بعض قبس من “ضنين الوعد” .. ومعاناة لأنه نقل معاناة الشاعر حين يشب وحين يستمع للشعر وحين يحتدم الاصطراع في “المطارحات الشعرية”، وحين يناديه داء “المتنبئ” فيرتاد البلاد “بحثا” عن امارة يطلبها، وحين تنغلق الكوة التي هو فيها. وهنا نص الحوار:
شاعريتك هل التقيتها مصادفة أم لتنشئتك دور في ذلك؟!
هذه مناسبة ليعرف القارئ، بعض جوانب حياتي التي ظلت بعيدة عنه لقد شهد هذا البيت يقصد بيته في أم درمان العاصمة الوطنية السودانية بيت الشيخ أبي القاسم جدي لأبي صراعا ومعركة ضد الادارة البريطانية، فالشيخ أبو القاسم حين أسس المعهد العلمي فكر في تطبيق نظام التعليم الأزهري في المعهد العلمي، مما أغضب الانجليز، وتطور الصراع بينه وبينهم إلى مرحلة قطع “الجراية”، والجراية هي الاعانة التي كانت تقدم لطلاب العلم آنذاك، ولأن الرجل كان ذا شخصية قوية، وكان بعيد النظر، لم يأبه لقطع الجراية، ولجأ الى الخيّرين والنيّرين من السودانيين أمثال الشيخ أحمد حسن عبدالمنعم، وقادا معا حملة “وطنية” سريعة جمعت فيها الجراية لمدة خمسة أعوام فأصبحوا في غنى عن “جراية” الانجليز.
كان الشيخ أبو القاسم فقيها تلقى مبادئ الفقه والعلم على يد الشيخ محمد خير، كما كان شاعرا رقيقا يدهش الناس بمفرداته الجميلة المرهفة التي لا يتوقعونها من شيخ بهذا الوقار، لأنها تخالف السمت. والمفردة المألوفة لدى الشيوخ.. اسمع على سبيل المثال لوحة الشيخ أبي القاسم هذه:
فتورٌ بجفني من أحب سباني
وتوريد خديه استطار جناني
ترى رقة وشاعرية حبيبة لا ينقصها الوقار، فلو أنه قال: “أطار” لكان في المعنى خروج، لكنه ضعّف الفعل بإدخال السين والتاء عليه، مستخدما أسلوبا تعبيرياً، لم يستخدمه الاّ التجاني يوسف بشير.
في هذا البيت والجو الملهم نشأت، وحولي كثير من الأعلام في الشعر والأدب: محمد أحمد محجوب، والدكتور عبدالحليم محمد، وعبدالحميد أبوالقاسم، وابن عمتي الراحل عبدالحفيظ هاشم، والخير هاشم، ومحمد الحافظ هاشم وكان شاعراً مجيداً.
فكيف لا أكون شاعراً وأنا انتمي لكل هذا الفيض الشعوري والشعري؟!
لكن قل لي كيف بدأت تجربتك كشاعر؟
لم اعرف شاعريتي الاّ بعد كتابة قصيدتي “فتاة الوطن” ولها قصة، فهي كتبت للبنات في مدرسة الاتحاد الثانوية العليا حين طلبت مني ادارة المدرسة عن طريق ابنة عمي اعداد كلمات مناسبة لتكون شعارا لها، وأن تقوم كريمات أسرة أبي العلا اللائي كن يدرسن في مدرسة الاتحاد بإعداد اللحن المناسب مستفيدات من العلاقة الوثيقة التي كانت تجمع أسرتهن بالفنان الراحل أحمد المصطفى، فأعددت “فتاة الوطن” كأول عمل شعري أقدمه للناس.
توقف الشاعر صديق ليعزمني على مزيد من التمر “البركاوي” (ضيافة أهل أم درمان)، ومع حلاوة التمر والحديث قلت له: ألم تسبق “فتاة الوطن” أي محاولات شعرية؟
أولى محاولاتي في رثاء شقيقتي كانت فاشلة، فحين قرأها الوالد قال لي: ألم تسمع بشخص يدعى الخليل بن أحمد؟ أجبت لا فقال لي الخليل بن أحمد أعد “نظاماً” لضبط الشعر، فهو ليس نثرا وتحكمه قافية و”مقاسات” معينة، لو زادت أو نقصت يختل الوزن، وانه “اخترع” ستة عشر بحراً للشعر لضبطه، وللشاعر الكتابة وفق قوانينها مع المحافظة على التفعيلات.
ونصحني بقراءة كتاب “علم العروض” للخليل بن أحمد الفراهيدي وقال لي ستجده عند الشيخ سليمان في “مكتبة أم درمان الوطنية” .. حين اطلعت على الكتاب لم افهم منه شيئاً، كان أشبه “بالجبر “ والطلاسم “خانات ومسافات، ساكن ومتحرك”، لكن الوالد شرح لي الفكرة.. منذ ذلك الحين صرت أهتم للوزن، ونادراً ما أخطئ في العروض، أو بناء القصيدة ووزنها..
فتاة الوطن كانت محطتك الأولى، رغم أن شهرتها ليست بشهرة “ضنين الوعد” لماذا تحتفي بها كل هذا الاحتفاء؟
فتاة الوطن قصيدة مهمة جداً بالنسبة لي، لأني نلت بموجبها تكريماً معنوياً لم يحظ به شاعر من قبل.. لم يكن تكريماً مادياً لأننا شعراء ذلك الزمان لا نجري وراء التكريم المادي.. فحين تحولت القصيدة الى نشيد وعنوان للمرأة السودانية، كنت جالساً في الصفوف الخلفية، كنت مرتبكاً لأن كل وجوه المجتمع السوداني وعلى رأسهم الزعيم الأزهري وحكومته كانوا حضوراً، في تلك اللحظة المشحونة بالانفعال وبالمشاعر طلبت منهم سكرتيرة المدرسة أن يحيّوا شاعر القصيدة.
وبعد نهاية الحفل قال لي النقيب العميد الراحل يوسف بدري ممازحاً: “لو انك يا صديق كنت في زمن هارون الرشيد لما نلت مثل هذا التكريم، ولاكتفى الخليفة بالقول: أمرنا له بأربعين ألف دينار” فإذا أضفنا لذلك أن مغني القصيدة كان أحمد المصطفى، يمكنني القول انها تستحق مني هذا الاحتفاء.
ثم ماذا بعد فتاة الوطن؟
بعد فتاة الوطن اتجهت لكتابة “الشعر السياسي” فالمعركة “ضد الجمعية التشريعية “ كانت على اشدها، وكان بقاء الجمعية أو ذهابها مرتبطاً باستقلال البلاد أو بقاء الاستعمار، فالمستعمرون الانجليز كانوا يحاولون تطويل أمد الجمعية التشريعية، وكان الوطنيون يريدون ذهابها .. وفي هذا قال الزعيم الأزهري قولته الشهيرة: “لن نقبلها ولو جاءت مبرأة من كل عيب”.
فقلت:
أبرزوها للشعب يحرسها الموت
فشبّت على المدى والطعان
فهي حمراء من دماء الضحايا
وهي سوداء من لهيب الدخان
والقصيدة طويلة تسربت من ذاكرتي.
حدثنا عن حال الشعر والشعراء في زمنكم الذي وصفت؟
كان الشعر في أوج عظمة فتوحاته وعنفوانه، كان يمثل نبض الناس وأحاسيسهم الجياشة، وكانت “ليلة المولد النبوي” مناسبة شعرية قومية كبيرة يتبارى فيها الشعر والشعراء فأبرزت العديد منهم، وكانت أندية الخريجين منبراً ثقافياً يحتال على “الانجليز” والاستعمار بالشعر والثقافة، لكنها تطورت الى منتديات ومنابر سياسية لمكافحة الاستعمار.. كانت تقدم فيها قراءات شعرية ومنافسات و”مطارحات شعرية” في جيد الشعر وجيد الالقاء. ولا أدري لماذا توقفت المطارحة الشعرية الآن ؟
كانت هنالك جوائز للشعر والالقاء وكانت “المكتبة الوطنية في أم درمان” نموذجاً “للتكافل الثقافي”، تبرع كل عضو بكتاب، وتبرع أحد الأعضاء بمنزله فكانت النتيجة مركزاً للتوعية وإلهاب المشاعر الوطنية ضد مؤسسات الاستعمار وكان لها منتدى شهير كل جمعة وحين فطن المستعمرون لها أغلقوها.
من كان من الشعراء المشاهير ابان ذلك العهد؟
لقد درست على أيدي أساتذة شعراء اذكر منهم: محمد عبد القادر كرف، وهو أحد زملاء التجاني يوسف بشير، وكان من اعظم شعراء ذلك الزمان، وأرجو اصدار ديوانه الشعري. ثم الشاعر بابكر أحمد موسى الذي كان شاعراً عبقرياً متمكناً من العربية والانجليزية، وأول سوداني كتب شعراً بالانجليزية بعد محمد أحمد المحجوب .. كان الأفق الشعري يضم أيضا، أبا المعالي عبدالرحمن، الهادي آدم وغيرهما من الشعراء .. ومعهم توفيق اسحق الأديب والناقد والمهتم بالحركة الأدبية والشعرية وله باع طويل فيها.
ماذا كنتم تقرأون في تلك السنوات؟
أول ديوان شعر اهتممت به كان ديوان “اشراقة” للتجاني يوسف بشير، كنا وزملائي نحفظه عن ظهر قلب، ثم قرأنا أحمد شوقي، العقاد، عبدالرحمن شكري، المازني، ومصطفي صادق الرافعي، ولطفي السيد، أساطين الثقافة العربية آنذاك الذين كانوا يؤثرون عليها، كان الحدث الثقافي يحدث في مصر فيؤثر على السودان من حلفا الى نمولي.. وكانت مجلة “الرسالة” التي كان يصدرها أحمد حسن الزيات توزع من حلفا الى الفاشر، وكانت رائجة، وحين توقفت “الرسالة” عن الصدور، قال الزيات في وداعه للقراء: “لا أنسى ان مجلة الرسالة كانت رائجة في السودان اكثر من مصر ووجدت سنداً سودانياً كبيراً”. وكنّا نقرأ كثيراً، ونناقش ما قرأنا في الأندية الثقافية.
كانت جلسة النادي اليومية تبدأ “بصحن الفول المصلح” وتعقبه “كأس شاي صاموتي” في هذا الزخم الثقافي ومن رحمه ولدت “ضنين الوعد”، و”الحبيب العائد”.
على سيرة “ضنين الوعد” فالنقاد يصفونها بأنها كيتيمة الشعر العربي المنسوبة لدوقلة المنبجي وانك لم تقل بعدها أو قبلها ما يوازيها؟
هذا القول مطلق على عواهنه، فضنين الوعد ليست يتيمة لأني كتبت بعدها “الحبيب العائد” وغناها محمد وردي وصادفت نجاحاً كبيراً، وهي أطول أغنية مسجلة في الاذاعة بعد الطير المهاجر لصلاح أحمد ابراهيم.
ومع أنها أحدثت دوياً كبيرا، لكني لم أتوقف عن الكتابة بعدها، لم ينضب معيني وتلتها كما قلت “الحبيب العائد”، ثم “سبأ”، وأوبريت التعليم مع الشاعر عوض حسن أحمد في بخت الرضا.. لقد قدمت بجانب ضنين الوعد قصيدة “أيادي الخير” للحركة التعاونية و”عروس الحقل” للقطن في الجزيرة، والآن أعطيته قصيدة جديدة يعكف على تلحينها للاشتراك بها في احتفالية الخرطوم عاصمة الثقافة العربية يقول مطلعها:
بلمح فيك صورة خالدة
أشوف في لمحتك ماضي.
وأنا ارفض تسميتي بشاعر ضنين الوعد، لأن في ذلك الكثير من التعميم وعدم الدقة، فقد قلت شعراً كثيراً غيرها على رغم الدوي الذي أحدثته.
ظللت في الغربة طويلاً، أي غربة هي غربتك؟ هل تطارد امارة مثلما فعل المتنبي أم انك مللت “المعاناة” التي لا تفيد الابداع؟ أم ماذا؟
لا علاقة لغربتي بأي غرض شعري، فقد حدثت مصادفة، ودفعتني لقبولها ظروف تعليم الأبناء، والآن بمجرد أن اكملوا دراستهم فها أنذا قد عدت نهائياً لانتفاء مبررات الاغتراب..أفادتني الهجرة كثيراً، قرأت أكثر، واستوعبت الحياة اعمق وعرفت “قيمة الوطن “ ومعاناة البعد عنه، لقد كنا نهتم ببلادنا في مغترباتنا اكثر مما نهتم بها ونحن فيها، ولعل الحنين، وفقدان التفاصيل الحميمة يجعلان الواحد منا اكثر التصاقاً بسودانيته، لاسيما حين يكون بعيداً جغرافياً عن بلاده، أنا مع المقولة التي تقول: “من لم يغترب فلن يعرف قيمة الوطن”، فكل الجمعيات والروابط والمنتديات التي أقمناها في المغترب كان الهدف منها أن نلتقي لنتحدث عن الوطن .. أعددت في مغتربي “أوبريت رسالة أخرى للمرأة”، وهو قصيدة مستوحاة من قصة بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، ثم أعدت كتابة سيرة “تاجوج والمحلق “ برؤية جديدة، أعدت فيها تأسيس الجوانب العقلية التي تميزت بها “تاجوج “ الى جانب الصورة العاطفية والجمالية... خلاصة غربتي كانت ثلاثة اوبريتات طويلة.
تقسيم الشعر الى غنائي وغير غنائي يعده البعض تقسيماً اعتباطياً لأن علاقة الشعر بالغناء هي الموسيقا والايقاع في كل، هل تقول بذلك أم أن لك رأياً آخر؟
في ديواني بعض قصائد لا تغني، أقرؤها وتستفزني كثيراً، لكني أرى أنها ليست للغناء والتلحين على الرغم من أن الشعر نفسه يعتمد على الموسيقا لكني لا أقول أو بالأحرى لا أستطيع القول إن أي شعر يمكن أن يغنى.
بعيون القادم من خارج الأسوار بفعل الغربة كيف تنظر الى الواقع الابداعي في السودان اليوم؟
أنا لم انقطع.. أتواصل بشكل أو آخر مع الواقع الابداعي، لكني أستطيع القول ان مضمون الشعر والابداع الشاب والمعاصر رغم انه تغير كثيراً لكن محصلته النهائية جيدة، بعد عودتي التقيت كثيراً من المبدعين، وأستطيع القول بملء فمي إن الحركة الابداعية والثقافية بخير، ويمكن أن يزداد هذا الخير اذا استطعنا نحن الأجيال القديمة أن نمد جسور التواصل بيننا وبين الشباب، والمشكلة التي تعاني منها الحركة الابداعية حسب ظني تنحصر في انعدام هذه الجسور، وباستمرار ظللت أطالب بمد هذه الجسور التي تربط الأجيال وتخلق التواصل بينها.
حدثنا عن صلتك باتحاد شعراء الأغنية، وهل لهذا الاتحاد دور راهن يمكن أن يلعبه؟ وهل تعد نفسك واحداً من هذا الاتحاد؟
تربطني صلات وثيقة بمؤسس هذا الاتحاد الراحل محمود ابراهيم فلاح الرجل العصامي الذي انتقل من عامل بسيط الى نقابي بارز وفنان كبير و”مرجع” في الغناء السوداني، يحفظ الأغنية ولحنها وطريقة الأداء التي يؤديها بها مختلف الفنانين .. وصلتي الأخرى بالاتحاد يمثلها الشاعر أحمد ابراهيم فلاح شقيق محمود، وهو صاحب أغنية “عيوني وعيونك أسباب لوعتي” .. من خلال هذين الشقيقين كانت صلتي بالاتحاد الذي اسهم في ابراز الكثير من الفنانين البارزين، فلأحمد فلاح يد طولى في تشجيع الشعراء والمغنين .. وهذا الاتحاد يجب أن يستمر ويبقى ليؤدي دوره في صقل الفنانين وتقديم المساعدة لهم، بالاضافة لضرورته كمنبر يومي يلتقي فيه أهل الابداع ليتناقشوا حول هموم الابداع.
لعلك لحظت أن هنالك ما يطلق عليه غناء الشباب سواء كان الأمر بعد عودتك أو قبلها، كيف تنظر اليه؟
ما يطلق عليه غناء الشباب، أو الأغنية الشبابية هو مجرد تقليد للغرب، ويمكن أن نلحظ صراع الأصالة والتقليد بوضوح في تراثنا الابداعي، لقد عارض الشاعر أحمد محمد صالح علي الجارم في قصيدته “عيد الجلوس” التي يقول مطلعها:
عيد الجلوس صدقت وعدك
بالمنى وصدقت وعدي
حين قال:
أخلفت يا حسناء وعدي وجفوتني ومنعت رفدي
“فاروق” يا أمل البلاد ودرة الرأي الأسد
علم شباب الواديين خلائق الرجل الأشد
علمهم أن التمسح بالفرنجة غير مجد
وأبِنْ لهم أن العروبة ركن اعزاز ومجد
انظر كيف كان الموقف الشعري ساطعاً في موقفه من التقليد آنذاك، رغم أننا لم نكن متحجرين أو نخشى الرأي القادم من خارج الأسوار، لأننا أقوياء بثقافتنا التي تستطيع هضم الجديد والافادة منه في تطورها دون احساس بالدونية، نحن نرحب بجديد الفكر بشرط ألا يكون فيه اسفاف، أو ما ينبو عن الذوق العام.
الخرطوم اليوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005 ماذا اعددت للمناسبة؟
أعددت للمناسبة قائمة أسميتها: “مفقودات الحركة الابداعية في السودان” رصدت فيها شعراء وأعمالا ابداعية كثيرة مهملة أو منسية، وسأضعها أمام وزارة الثقافة لنشرها.
وفي لقاء مع وزير الثقافة قلت له لقد عثرت على ديوان الشاعر “كرف” فوعدني بنشره.. سنركز على النشر، ويجب ان ننتهز الاحتفالية للبحث عن المفقودات الابداعية السودانية من شعر وغناء، ورواية وقصة ونعيد نشرها، ثم نشرع فوراً في ردم الهوة بين الأجيال وبناء جسور بين ثقافات الأجيال المختلفة وجيل الشباب.
أنت قادم من بلاد أكملت بناء البنى التحتية للثقافة ترى ماذا ينقصنا؟
تنقصنا دار للأدباء، تتاح فيها الحريات الكاملة لأن الابداع لا يتنفس الا في جو الحريات، نحمد الله ان هامش الحريات الآن صار أوسع، ويمكننا بالوعي اتاحة المزيد منه.. ونحتاج إلى الاهتمام بالمجلات الأدبية والثقافية ودعمها مثل “مجلة الخرطوم”، وطباعتها بمستوى يليق بمكانة السودان الثقافية، وان نهتم بالنشر لنقل الثقافة العربية في السودان إلى العالم، وأقول الثقافة العربية في السودان بلا حساسية لأن الثقافة العربية منذ ان كانت لم تكن ذات صبغة عنصرية وهي ثقافة غير متحيزة، فنحن لا ننظر للعرق باعتباره موحداً أو حاجزاً أمام التوحد، وفي التراث العربي من أبدع وأجاد فهو “الأديب” بغض النظر عن منبته العرقي. | |
|
| |
قزقز عضو مجتهد
عدد المساهمات : 288 تاريخ التسجيل : 14/04/2011 العمر : 69
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الثلاثاء مايو 03, 2011 12:53 am | |
| شكرا على هذا البوست الرائع واطمع فى المزيد عن هؤلا الرواد الذين اثرونا بهذه الدرر | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الأحد مايو 25, 2014 9:20 pm | |
| مشكور كثير اخي ابراهيم-قزقز- علي المرور ..تجدني اسف للتاخير علي الرد.
في الحقيقة انا الايام دي براجع في المواضيع القديمة واقوم ببعض الاضافات..
مع عظيم ودي | |
|
| |
| الشاعر / صديق مدثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | |
|