تحية خليل والرحمة للفقيد صديق مدثر ومثلما عاد الحبيب وردي للثرى كما فى سورة طه المكية الشتاء الماضى هاهو (الحبيب العائد ) صديق يعود لأمنا الأرض بعد صار الوطن (ضنينا بالوعد) إذا عاد صديق ووردى من قبل مثلما:
عاد الحبيب فعادت روحى وعاد شبابى ياشوق مالك ؟ دعنى أما كفاك عذابى؟ لقد شربت دموعى اما سئمت شرابى؟ ***** عاد الحبيب فعادت إلىَّ أحلى الليالى ذكراه يقدح ناراً ووجده فى إشتعال رويته بدموعى وصنته بخلالى وماظفرت بوصل ولاانا عنه لاهى ***** عاد الحبيب فأهدى لكل قلب سلام أهدى العيون بريقاً أهدى الثغور إبتساما فكيف ينسى فؤاداً أهدى إليه الغرام وكيف ينسى محباً أمسى يذوب هياماً ***** زدنى صدوداً فإنى عشقت دنيا عذابى وأرحم سواى فقلبى راهب المحراب إن زادك الحسن تيهاً فاسأل طيور الروابىسلها تجبك بأنى بثثتها كل مابى قد صاغت الوجد لحناً ووقعته ببابى الرحمة للشاعر المقل المجود صديق مدثر صاحب نشيد التعاون و وفتاة الجيل (المستقبل) ضنين الوعد لصاحب المزهر الراقى كابلى الذى سبق وردى فى التغنى بفصيح صديق مدثرالذى تغنى من قبلهم جميعا شيخهم أحمد المصطفى ب (فتاة الوطن) و(فتاة الإتحاد )عهد "بزوغ ثورية المناضلة ورائدة الحركة النسوية فاطنة احمد إبراهيم لها الود والتجلة .... قلة من المبدعين السودانين تغنوا بقريض صديق مدثر إلذى صدح بشعره الصافى كذلك المتميز بالصقل والتجويد وتهذيب وترقيق المفردات منهم الصوت الجميل محمد ميرغنى فى "بلبل سبأ" إلتى كان من المأمول ان يغنيها الفراش الحائر عثمان حسين himself لكن تغنى بها محمد ميرغنى وهو جدير بذلك وحفى وقدير . ا لشاعر الراقي صديق له الرحمة ذكر فى حوار إذاعى مع (البيت السوداني ) برنامج تأريخ جميل قبل نحو أربع سنوات أنه قد تلقى تهنئة على أغنية وردى (الحبيب العائد ) عقب إذاعتها مباشرة لأول مرة عبر الهاتف من قبل (بكسر القاف) د. عبدالحليم محمد الذى يكفي انه من أكتشف أمير العود حسن عطية ... وللصوت المجود المعلم محمد ميرغنى التحية والتجله فى عصررحيل الشعر الفصيح ودثره بمقابر العود بالرياض ... * فى الشهر الذى رحل فيه صديق مدثر صدر كتاب معاوية يس ج 2 وبه فصل كامل عن صديق مدثر ..
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر الخميس أكتوبر 11, 2012 8:37 am
[left]من يسقي الفسيلة ماءها والروح من يُطلق العصفور من سجنه لفضاء الدوح ومن يصهر الحناجر من لهيب النوح هذا زمان كست سماءه غشاوة سوداء ، وحزن عمّ القرى والمدائن . تحتجب الشمس اليوم باكية ، بأحرف نيرات من خزانة لا تنضب ، ووهج يخطف بريق العيون الناظرة ، الدامعة . تبتل الأغصان من ندى الحزن الذي استوطن بيوتنا وصحراءنا والمضارب . اليوم رحل الشاعر ، مالك الصولجان الذي جعل الكلمات تذهل عند اصطفافها في قيثارة الشعر وموسيقاه الحفية بالمشاعر .
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر الخميس أكتوبر 11, 2012 8:41 am
]color=darkred]وأفترقنا وبعيني المني ... قالها الدمع فما أبصرت شيا . ... من يبصر لنا طريق الشعر بعدك يا صديق ؟ لك الرحمة وللأمة الصبر [/color]................................................................
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر الخميس أكتوبر 11, 2012 8:46 am
كمال الحاج احمد عضو محترف
عدد المساهمات : 890 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر الجمعة أكتوبر 12, 2012 10:17 pm
الدمام – محمّد خير عوض الله
غيّب الموت أمس الأول (الأربعاء) الشاعر السوداني صديق مدثر عن 83 عاماً، الذي برز في مجالات الأدب والترجمة، ومن قبلهما التربية والتعليم. ولد في مدينة أم درمان في السودان عام 1929م، وظهر كشاعر منذ سنوات صباه، والتحق بوزارة التربية والتعليم وغادرها بالمعاش الاختياري في 1983م ليهاجر إلى المملكة العربية السعودية، مترجماً في مواقع مختلفة، وبقي في مدينة الرياض إلى أن وافاه الأجل المحتوم أمس. كان آخر نشاط أدبي للراحل هو إحياء ليلة شعريّة في المنتدى الدوري لرابطة الإعلاميين السودانيين في المملكة العربية السعوديّة أبريل الماضي في الرياض. والراحل عضو مؤسس لاتحاد أدباء السودان، وقدم برامج في الإذاعة السودانيّة، كما شارك في تقديم برامج في الفضائيات، وكضيفٍ رئيس أيضاً، ومثّل السودان في أكثر من ملتقى أدبي وثقافي في دول عالمية. ومن أبرز أعماله الشعرية: الديوان الأول «وهج المشاعر» والديوان الثاني «الوهج الثاني»، وله كتاب تحت الطبع عن انقلاب الحزب الشيوعي في السودان في 19 يوليو 1971 «باسم ثورة هاشم العطا». وترجم عدة أعمال شعرية من اللغة الإنجليزية إلى العربية. ويُعد الشاعر صديق مدثر من جيل شعراء الخمسينات الذين تأثروا بالمدرسة التجديدية في الشعر العربي ومن شعراء جيله ،جيلي عبد الرحمن، تاج السر الحسن، محيي الدين فارس.
كمال الحاج احمد عضو محترف
عدد المساهمات : 890 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر الجمعة أكتوبر 12, 2012 10:20 pm
اتحاد الكتاب السودانيين ينعى الشاعر صديق مدثر
وللموتِ فينا جيئةٌ وذهابُ . ." عن عمرٍ ناهز الثالثة والثمانين، وقد قضى جله في عطاء متميز على منصات الشعر الجزل، والأدب الرفيع، رحل عن دنيانا صباح الأربعاء العاشر من أكتوبر عام 2012 م، بالمستشفى العسكري بالرياض، الشاعر الكبير والمربي الفاضل الأستاذ صديق مدثر، حيث من المنتظر أن يكون جثمانه الطاهر قد ووري الثرى بمقابر أم الحمام بالرياض يوم الخميس بعد الصلاة عليه في مسجد الملك خالد عقب صلاة الظهر. الفقيد هو أحد كبار الشعراء السودانيين، وهو كذلك أحد كبار المعلمين الذين لطالما تربت على أيديهم أجيال كثيرة. برحيله يلحق الشاعر الفذ صديق مدثر بركب الخالدين ممن خطوا في سفر الشجن السوداني حروفاً مترعة بالحب والوفاء لهذا الوطن، وبالتمجيد للحرية، والوعي، والجمال. لقد رحل من ظل ينشد حتى استنطق الصخر العصيا، منادياً في وقتٍ مبكر بتعليم المرأة، مستعيراً صوتها، وداعماً لحركة نهضتها، وناشطا في مجالات العمل الثقافي في كل منابره.إن اتحادنا إذ ينعيه فإنما ينعى فيه جيلا من رواد الوعي بقضـايا التنويـر والمشـاركة المبدعـة فـي نهضـة البـلاد، سـائلاً الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يلهم آله وذويه ومحبيه كافة على امتداد وطننا الصـبر وحسـن العزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون. الأمانة العامة 11/10/2012م
كمال الحاج احمد عضو محترف
عدد المساهمات : 890 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر الجمعة أكتوبر 12, 2012 10:25 pm
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر السبت أكتوبر 13, 2012 8:35 am
[center]حجم الخط:
حوار - صلاح حبيب
أديب وشاعر تغنى بكلماته كبار الفنانين، "كابلي" و"وردي" و"أحمد المصطفى" و"حسن عطية"، وغيرهم.. نعاه الناعي قبل يومين فشق نعيه على كل الساحة الفنية.. نعيد في المساحة التالية مقتطفات من حوار كنا قد أجريناه معه في ضروب شتى عن جوانب في حياته لا يعرفها الناس.. له الرحمة والمغفرة: { ماذا في البطاقة الشخصية؟ - صديق مدثر، من مواليد مدينة أم درمان، فيها نشأتُ وتلقيتُ تعليمي، بداية بمدرسة الموردة الأولية، ثم مدرسة أم درمان الأميرية، ومنها التحقت بالمدرسة الأهلية الثانوية العليا، التي تُعد من أكبر المحطات التي شكلت وجداني كشاعر. { كيف شكلت وجدانك؟ - لقد كانت مدرسة أم درمان الأهلية العليا حصناً للوطنية، وكانت مقراً لأفذاذ الشبان السودانيين، وحتى الذين تخرجوا من الجامعات وعملوا في وظائف مختلفة تركوا الوظيفة ليعملوا بها مدرسين بنصف ما كانوا يتقاضونه. { ما هو الهدف من قيام المدرسة الأهلية؟ - الهدف أن أولئك الوطنيين أحسوا أن الاستعمار لن يعطيهم كل شيء؛ ولذلك عندما خرج الاستعمار من البلد كان عدد المدارس الأهلية قد تجاوز الاثنتي عشرة مدرسة، علماً بان الاستعمار كان له أربع مدارس ثانوية فقط. { من هم أقرانك بالمدرسة الأهلية في ذلك الجو المشحون بالأدب والسياسة؟ - من أقراني المرحوم عبد العزيز الأمين عبد الرحمن، كان والده أحد كبار الصاغة بأم درمان، وكان دائماً يصطحبني ويقول لي (يا صديق أنت تشجعني ولا بد أن نحرك الشعب فالشعب نائم)، وأذكر أن مظاهرة قد اندلعت ضد المستعمر، فقال عبد العزيز في تلك المظاهرة وهو يوجه حديثه للشعب قائلاً: (أنت يا شعب نائم) وأذكر أيضاً عندما يئسنا من الأحزاب كونا تنظيماً أسميناه (فئة آمنت بالله وبالوطن) وقمنا بتوزيع المنشورات بكل مناطق أم درمان قبل أن يعرف الحزب الشيوعي توزيع المنشورات. { من كان معك في التنظيم؟ - كنا ثلاثة عبد العزيز الأمين وشخصي والدكتور عبد الله آدم. { لمن من الكتاب وقتها قرأت؟ - قرأت لمصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، وزكي مبارك، وكنت أداوم على قراءة الرسالة أسبوعياً. { ما هي أول قصيدة لك؟ - كانت (فتاة الوطن) وغناها الفنان الراحل أحمد المصطفى.. كتبتها وأنا بالسنة الرابعة الثانوي عام 1951م. { وقصائدك الأخرى؟ - (فتاة الاتحاد) تغنى بها الفنان أحمد المصطفى و(محبوبي يا هاجر) تغنى بها الفنان حسن عطية، وقتها لم أكتب الشعر للغناء ولكن الفنانين هم الذين اختاروا القصائد لتصبح غنائية. { من إنتاجك الشعري وأنت ببخت الرضا؟ - نظمت أوبريت باسم (العلم) لحنه الماحي إسماعيل وشارك فيه المربي الكبير المرحوم أحمد محمد سعد. { بعد أن انتهت فترتك ببخت الرضا ما هي محطتك الثانية؟ - عدت معلماً بنفس مدرستي النهضة ومنها التحقت بمدرسة أبوروف بنات، ثم المعهد الفني مساعداً لشؤون الطلاب وفي المعهد الفني كتبت قصيدة (ضنين الوعد) ومن ثم غنى الفنان محمد وردي (الحبيب العائد) وكان ذلك كله خلال فترة أكتوبر 1964م. { كيف كانت إرهاصات أكتوبر وأنت بالمعهد؟ - في أكتوبر خرج المعلمون والموظفون والعمال في موكب، وكان من أكبر المواكب التي خرجت وقتها ضد نظام عبود، أذكر أن الموكب وقف بالقرب من القضائية. { من القصائد التي نظمتها بعد الحبيب العائد؟ - (أيادي الخير).. وتغنى بها كابلي، و(عروس الحقل) تغنى بها أيضاً كابلي. { من هي ملهمتك؟ - الحديث عن الملهمات محرج، ولكن في مقدمة ديواني الثاني (الوهج الثاني) قلت إن بعض القصائد كان الاشتباك العاطفي فيها مباشراً بين الشاعر والملهمة، وبعضها جاءت لرواية مقنعة أفلح الراوي في سردها. { ما هو السبب؟ - لم أعرف السبب ولم أسأله. { هل يوجد شيطان شعر؟ يوجد وأنا أسميها قوة التركيز في التجربة الشعرية، والدليل على شيطان الشعر (ضنين الوعد) فهناك كلمات في القصيدة لم أعرفها، ولكن جرت على لساني مثل (يرتاد) ففي ذاك الزمان لم يرتاد أحد السماء.. والشعر لا يأتي من فراغ فلا بد من الملهمة. { متى تكتب الشعر؟ - بالليل وبعد أن ينام الناس، وأذكر أن (ضنين الوعد) كتبتها بعد منتصف الليل. { هل أفقت من النوم فجأة وكتبت قصيدة؟ - نعم حدث. { هوايات مارستها من غير الشعر؟ - لم تكن لي هوايات، فالشعر هو هوايتي وشغلي الشاغل. { أيام فرح عشتها؟ - ليست لدي أيام فرح. { والسبب؟ - فلا يمكن أن تكون ملهمتي الأولى أبعد من الثريا وأنا في الثرى.. وأنا راضِ بهذا المصير. { وأيام الحزن؟ - عند ارتحال الأصدقاء الأعزاء. { لأي شيء تغضب؟ - أغضب لرجل قوي يهزأ بحقوق الضعيف. { مقتنيات تحرص على شرائها عند دخولك السوق؟ - مصباح أقرأ على ضوئه أو شراء شموع. { أكلات تجيد طبخها إذا دخلت المطبخ؟ - أنا طباخ ماهر وأطبخ حسب المواصفات الصحية.
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر السبت أكتوبر 13, 2012 8:42 am
* كلما مات مبدع انتبهنا له، ونحن أسرى في المستنقع الذي أغرق البلاد في (الشناة).. ثم ننزف على الرحيل التأسفات للباقي من الورد... ومثل البرق تخطف المنايا جواداً كل مرة... لقد تبقى القليل من النخل بعد وداع صديق مدثر.. رجل جميل ينضح برائحة البساتين وياسمينها.. آنسنا بتواضع الكبار في أصيل صحيفة (ألوان) وكان صدق المشاعر مجرة في قلبه الكبير وهو يحدثنا عن فاتنته (الحبيب العائد) حديث الزاهدين في العودة لذلك الزمان...! * في هامش جلسة سألت وردي: لماذا لم تغن (الحبيب العائد) منذ ذلك التاريخ الأخضر لميلادها..؟! فضحك ولم يجبني...!.. فهمتُ ولم أسأله بعدها، رغم دوران مخمل الأسئلة ورحاها في حواراتي المتعددة معه، وقد شهدتها الوجوه والحديقة التي كان (يعطفها) يومياً بالماء والتأمل..! أظنها الآن حزينة والشتاء قادم.. فوا أسفانا..! * عرفت فيما بعد أن وردي بعبقريته وعناده الطروب، زاحمته الأفكار الخلاقة مراراً حتى أرهقته أو كادت (تعصفه)، وبعد مخاض استطابت (الحبيب العائد) بلحنها الأعجب في قلوب الذين خبروا سرها، وما تزال تأخذهم حمية الإبداع فيها إلى كون لا تدركه الأبصار..!! زدني صـــدوداً.. فإني عشـقت دنيا عـذابي وارحـم سواى، فقلبي كراهـــب المــحراب إن زادك الحسن تيهاً.. فسأل طيور الروابي ســـــلها تُجــــِــبْـكَ بأني بثثتها كل ما بي وصاغت الوجـد لحناً.. ووقـــــــــعته ببابي * الحبيب العائد لمدثر و (مرحباً يا شوق) للشاعر جيلي عبد المنعم تقفان في سارية الروح كعلامتين متوهجتين دون تفضيل، إلا لمن استمزج جوافة بعد برتقال.. فكلاهما مثلتا لمبدعنا العظيم وردي أفقاً أحارنا بعجائبية الفن حين يكون الشعر كامل التجلّة في وعي الفنان..! * عرفت أيضاً أن بعض الأغنيات (كالمهر الجموح) هكذا قالها، واللحن حاضر في الأنس.. ووردي يفرح مثل طفل حين يرى أحد أبناء جيلنا (يعرف) ويحتفي بأمثال الأستاذ الكبير صديق مدثر. * في ذلك الأصيل، وبعد أن أكمل شاعرنا قراءة القصيدة، استدرك قائلاً: وردي لم يغنها كاملة.. مع ذلك لم آبه لنقصها واللحن تمم كيف الذوق فلا يدري السامع من أي سحر جاء...! * في ذات البرهة طلبت من شاعرنا بكل أدب أن يهديني ديوانه.. فانبسط وجهه حتى كادت النظارة الوقورة أن تتطاير فرحاً (في الثرى) و.. (خيال الشعر يرتاد الثريا)..! * قال لي: (أنا ذاتي أفتش عن نسخة يا ابني.. ليتني أقدر على إهداء الكل طبعة جديدة، فنحن الشعراء يغبطنا مثل هذا الطلب اللطيف)...! * يا لحسن الصًّدف... في اليوم التالي من عام 2005 ذهبت أبحث عن ديوان صديق مدثر (وهج المشاعر) من أجل قصيدتين فقط: (الحبيب العائد ــ ضنين الوعد) فوجدته في السوق العربي بحوزة صديقي البائع المعروف لدى زملاء القراءة (نصر الدين)... ويا للأقدار.. فالديوان الذي ظفرت به يحمل توقيع الشاعر الذي أحببناه جزيلاً.. ويبدو أن من أهدى إليه نسى في غمرة الوقت والحال أن توقيع الأستاذ صديق مدثر يتوهج في صفحته الأولى هكذا: (إهداء للأخ ع. م. ع.. مع تقديري.. 8499م.. التوقيع: صديق مدثر).. وقد اختصرنا اسم المُهدى إليه بالحروف. * المودة للأخ (علي) أينما كان، فربما آثر ـــ كغيره ــ عدم احتكار الديوان الذي طبع في الرياض 1986.. وقد عرفت من البائع المحبوب أن بعضهم يأتي بعدد من الكتب (لزوم ما يلزم من التوادد المرهف) ولا يطلب مقابلاً، وهي عادة بعض (نهماء القراءة)... المهم أنني لو وجدت القارئ الذي كرمه الشاعر بالإهداء، سأكون (براً حفياً) بإهدائه مرة أخرى.. وقد تكون النسخة ضلت طريقها لمفرشة البائع بأي سبيل..! * ديوان وهج المشاعر حوى بعض النصوص الباكرة (أيام المستعمر) وقد ذكر الشاعر في مقدمته أن أول قصيدة عرف بها هي (يوم الآباء 1949): ها هو القطر جائع ومريض.. وســـــــجين وثائر وشــــــــريد جلجلت في الفضاء اصوات قوم.. حرموا القوت والبلاد تجود * عذراً أيها الراحل المقيم والمربي الفاضل.. فالوطن الذي تمنيته في خيالك وبفطرتك المخلصة، الآن أشد جوعاً وهلكة...! ما أسعدنا بوطنيتك وقد أفنيت عمراً نضراً في صالح الأعمال.. وكنت عفاً في أغنيات الهوى: قلت تهواني كما أهواك.. فاحترت مع الحب جوابا ومضينا لغنا الصــمّـت.. فلم ندرِ خــــــــــــــــطابا غير إنا قد ســمعنا.. خفق قـلبينا أجــــــــــــــــــابا * طبت في مرقدك بعد حب من الأنام بطول المدى.. حبٌ هو ثمرة إنسانيك وأصلك الطيب... أهديناك مودتنا .. ونهديك الدعاء.. سائلين المولى تبارك وتعالى أن يشملك برحمته الواسعة ويكرمك مع الأبرار في جناته.
[[[/b]
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر السبت أكتوبر 13, 2012 9:12 am
[b]وقد كنت قد كتبت عن الشاعر / صديق مدثر في مايو /2011 نبذة تاريخية عن حياته وبعض قصائده ومقالات لبعض الكتاب عن شخصيته الادبية والشعرية ..
فمن اراد المزيد عن هذا الهرم الهلامي فليراجع ما كتبته عنه .
وجزاكم الله خيرا ...
المغفرة والرحمة للشاعر الفذ / صديق مدثر[/b]
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
موضوع: رد: في ذمة الله الشاعر / صديق مدثر السبت أكتوبر 13, 2012 9:32 pm
(1) في بطن الحوت " يونس " آخر يستأنس بالوحدة ، فلا يموت الشعراء أبداً . هذا موسم الرحيل إلى الداخل . حيث الدنيا الداخلة في النفوس أكثر صفاء من خارجها . لقد كتب الإله نقص الثمرات والأنفس . ودقت الأجراس ولا كنائس ترتعد فرائضها من هول اللقاء أو الفراق . اعتادت المآذن أن تُجلجل بالفلاح . وها نحن نحصد ثمرات هذا العصر . نوره أعشى البصائر وكُحله يُعشي العيون ، حتى تلك الدامعة بالجُمان . (2) كيف لا نعشق جمالك أيها السامق، فما رأت عيناي مثالك .كنتَ في وعينا الناهض بالشوق.كنتَ مركب أماننا في ظل أمواج تتهادى غادرة . كنتَ أنت شراع يهدهد الريح . ألف نور يشرق من وراء القرون، حين كنتَ قوياً بالكلمة التي تشرع بالسيف الناعم الذي يغير الكثير من الماء الذي يجري من تحت الجسر . دمتَ أنت تُهدينا السبيل لنقرأ "تحت ظلال الزيزفون" . ونقرأ كل اقاصيص العشق العذري ، ونفتح صفحات الشوق الذي يلمع في صفحة سيف الموج حين يتلألأ . فسيلتكَ التي شتلت ، أضحت عمتنا النخلة ، رُطبها حلوة بما تشتهي الأنفس . (3) من محصول الأيام الماضية ، كنا نجمع ما يتيسر لتكن لنا مكتبة ، وعمر جديد في سلال المحبة التي حملها " الصفوة " معهم . ركائبهم كانت تحف بها الزغاريد ، وتفرّ الطيور من أعشاشها تبحث عن رزقها في الحدائق التي كانت تملأ الدنيا من حولنا تلك الأيام الزاهيات. كنتَ سيدي رائداً ، يملئه الشوق . لا يضن بالروائح المجنونة بالهيام إلى المستقبل الناضر وأحلامه الوردية . (4) من يسقي الفسيلة ماءها والروح من يُطلق العصفور من سجنه لفضاء الدوح ومن يصهر الحناجر من لهيب النوح، وصهيل الباكيات (5) هذا زمان كست سماءه غشاوة سوداء ، وحزن عمّ القرى والمدائن . تحتجب الشمس اليوم وغداً باكية ، بأحرف نيّرات من خزانة لا تنضب ، ووهج يخطف بريق العيون الناظرة ، الدامعة . تبتلُّ الأغصان من ندى الحزن الذي استوطن بيوتنا وصحارينا والمضارب . اليوم رحل الشاعر ، مالك الصولجان الذي جعل الكلمات في ذهول عند اصطفافها في قيثارة الشعر وموسيقاه الحفية بالمشاعر . (6) ليس هذا هو العام الذي به نتفاءل ، فقد ترجل جلّ مبدعينا ، وتركونا في أرض خلاء مكشوفة للنبال والراجمات، في عصر أغنيته الشائعة وسط شبابه " قنبلة " وكل من يموت في سريره شهيد !.في حيرة نحن أمام أصحاب غلظة مشاعر الذين امتلكوا حياتنا ويطمحون أن يمتلكوا أحلامنا ونفخوا فضاءنا بالكير .أليس لهذا المد الشيطاني من نهاية عمر ، فقد نهضت أسنان اللبن من جديد بعد أن أخنى عليها الذي أخنى على لُبدِ .