تقول الحكاية: إن بلطجيا مرعبا يخشاه الجميع دخل ذات مرة احد المقاهي فوقف كل من كان بالمقهى خوفا منه إلا شاب كان يجلس وهو شارد الذهن ينظر الى كوب الشاي الذي امامه فاتجه اليه البلطجي واخذ كوب الشاي من امامه وشربه دفعة واحدة، ثم ألقى الكوب فارغا، وقال للشاب: إدفع انت ثمن الشاي، وعلى اثر ذلك انخرط الشاب في نوبة بكاء مرير. فنهره البلطجي قائلا «بتبكي عشان خمسين قرش وعامل لي فيها راجل ما عايز تقيف».
وبصوت مرتجف يخالطه النشيج والنحيب رد الشاب: انا ما ببكي عشان الشاي، عشان ما عندي بخت في الدنيا دي كل ما ألقى شغلانة افشل فيها ويطردني صاحب الشغل. اشتغلت قهوجي وقعت كبابي الشاي والطلبات على الزباين، اشتغلت مكوجي حرقت هدوم الزباين، اشتغلت محاسب في شركة طلعت شركة نصب والبوليس قفلها، سافرت السعودية طلع العقد مضروب ورجعت ترحيل،
رحت العراق حصل الغزو وراحت فلوسي ورجعت ماشي، بصراحة انا انسان فاشل في كل حاجة اعملها. قال البلطجي وقد بدا متحسرا على حال الشاب «دا انت فاشل فعلا». واصل الشاب مرثيته وقال: الشهر اللي فات لقيت شغلانة جديدة ولكن لحظي التعيس صحيت متأخر في اول يوم شغل ووصلت متأخر، فطردني صاحب الشغل لاستهتاري بمواعيد العمل فخرجت من الشركة فاكتشفت ان حرامي سرق عربية جارنا الاستلفتها منو عشان ألحق الشغل في مواعيدو، فاتهمني جارنا بسرقة العربية وقبضوا علي واتسجنت «6» شهور ولسه خارج امس من السجن، واصل الشاب، بعد ان اخرج زفرة حرى: حتى الانتحار فشلت فيه.. وهنا تداخل البلطجي مندهشا ودي كيف دي كمان؟ قال الشاب: مشيت اقرب بقالة واشتريت منها اقوى سم قاتل وجبت القهوة دي وطلبت شاي وختيت فيهو السم عشان اشربه واموت واخلص من حياتي فجيت انت وشربت الشاي بتاعي اللي فيهو السم.