قال محمود محمد شاكر رحمه الله في كتابه الفذ الفريد (المتنبي) ص264 وما بعدها قالوا:.... (خرج بدر بن عمار الى أسد فهرب منه الاسد وكان قد خرج قبله الى أسد آخر كان يقطع طريق السابلة ,ويُلحق بهم اذى كثيرا _فهاجه عن بقرةافترسها بعد ان شبع وثقل, فوثب الى كَفَل فرسه فاعجله عن استلال سيفه ,فبادره بالسوط يضربه حتى مرغه في التراب ....) .فقال:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ******** لمن ادخرت الصارم المصقولا ؟
وقَعَتْ على الاردن منه بلية ********* نُضدت بها هام الرفاق تلولا
ورْد , إذا ورد البحيرة شاربا ********* ورد الفرات زئيره والنيلا
متخضب بدم الفوارس, لابس ******** في غيله من لبدتيه غيلا
ما قوبلت عيناه الا ظنتا ******** تحت الدجى , نار الفريق حلولا
في وحدة الرهبان , الا انه ******** لا يعرف التحريم والتحليلا
يطأ الثرى مترفقا من تيهه , ********* فكأنه آس يجس عليلا
ويردُّ عفرته الى يافوخه ********** حتى تصير لرأسه إكليلا
وتظنه مما يزمجر , نفسُه ********* عنها , لشدة غيظه , مشغولا
َقصَرَت مخافتُه الخطى , فكأنما ***** ركب الكمي جواده مشكولا
ألقى فريسته , وبربر دونها ****** وقرُبتَ قربا خاله تطفيلا
فتشابه الخلقان في إقدامه , ****** وتخالفا في بَذْلِك المأكولا
أسد يرى عضويه فيك كليهما ****** متنا أزل , وساعدا مفتولا
ما زال يجمع نفسه في زوره ******* حتى حسبت العرض منه الطولا
ويدق بالصدر الحجار كأنه ********* يبغي الى ما في الحضيض سبيلا
وكأنه غرّته عين ,فادّنى , ********** لا يبصر الخطب الجليل جليلا
أَنَفُ الكريم من الدنية تارك ****** في عينه العدد الكثير قليلا
والعار مضاض , وليس بخائف ****** من حتفه , من خاف مما قيلا
سَبَقَ التقاءَكه بوثبةِ هاجمٍ ******* لو لم تصادمه لجازك ميلا
َخَذَلته قوتُه وقد كافحته , ******* فاستنصر التسليم والتجديلا
قَبَضَتْ منيتُه يديه وعنقه ******* فكأنما صادفته مغلولا
سمع ابن عمته به وبحاله ******* فنجا يهرول أمسِ منك مهولا
وأمرُّ مما فر منه فرارٌه , ******** وكقتله أن لا يموت قتيلا
تَلَفٌ الذي اتخذ الجراءة خلة ******* وعظ الذي اتخذ الفرار خليلا