أضواء على الحضارة السودانية 10
نشر 2009/8/26
أضواء على الحضارة السودانية
تقديم/ محمد عبدالكريم عبدالله :
أرحب بضيفي .
الدكتـور/ جعفر ميرغني – أستاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارة السودان.
المقـدم :
عدت من رحلة من الصين هذه الرحلة الدعوة أتتك من أي الجاهات وكان موضوعها ماذا .
السـيد/ جعفر ميرغني :
الدعوة أتتني من مجلس الصداقة الشعبية السودانية امتداد وتمديد لدعوة من الصين لحضور اليوبيل الذهبي للجمعية الصينية للصداقة مع شعوب وكانت في وفود من دول شتى أربعين دولة حضرت .
المقـدم :
في معهد العلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الصينية قدمت محاضرة في هذا الإطار ماذا كان عنوان المحاضرة .
السـيد/ جعفر ميرغني :
عنوانها الصين في علاقاتها التاريخية بالسودان وحوض البحر الأحمر .
المقـدم :
هل هذه العلاقات ضاربة في جذورها في القدم البعيد ام انها علاقات حديثة عهد نشهدها من خلال سياق الحديث في السودان عبر وجود الشركات الصينية والماليزية التي تنقب البترول هل العودة إلى هذه الاتجاهات عودة حديثة ام انها تعضيد لاتجاهات قديمة توقفت لفترات ثم تواصلت .
السـيد/ جعفر ميرغني :
وضحنا في الحلقات الفائتة أنو العلاقات الآسيوية السودانية قديمة قدم الدهر وأنو البحار هي دائماً قوات إتصال لا قنوات إنفصال وتباعد وكانت هذه العلاقات بين عالمين حضاريين العالم الآسيوي بالمعنى العريض للحضارة الآسيوية لكن هي حضارات في الهند وفي الصين والعالم السوداني الأفريقي وكذذلك كانت صلات بين إقتصادين إقتصاد العالم السوداني والعالم الآسيوي هذه الصلات دُرست من نواحي شتى كل على حدى البحار التجارةكما قال بعض الدرسين من قبل الدراسات المختلفة متكاملة كانت أو ناقصة ما ادخلت في منطقة إنصهار واحدة الرحلة كانت فرصة طيبة لتطارح هذه الأفكار مع الأخوة الصينيين سوا كان في جامعة بكين أو في وزراة الخارجية وخاصة الدبلوماسيين من العرب الموجودين هناك حضرو حضور جيد وكان نقاش طيب لأنو أدخلنا فكرة البحر الأحمر البحر وبنعني به شرق البحر الأحمر وغرب البحر الأحمر بلاد وادي النيل وبلاد الجزيرة العربية في جامعة بكين كان الطرح لأكاديميين ولطلاب شباب ولذلك أخذ منحة غير منحاه في وزارة الخارجية المقدم المشترك بين السودان والصين وكان بروفسور صيني يتكلم اللغة ويتكلم عن السلم الموسيقي السوداني والصيني فأتخذت مدخل شعري وتذكرت قصيدة الشاعر الإنجليزي كولرتش عاش بين القرن الثامن عشر التاسع عشر وله قصيدة بعنوان كوبلاي خان وكوبلاي خان هو الإمبراطور المغولي الذي حكم من الصين إلى أوروبا الشرقية وإلى بغداد وهو معاصر لهولاكو الذي غزى بغداد واستولى عليها واستولى على مقر الخلافة الإسلامية ، كولرتش قال كان يقرأ كتاب في أدب الرحلات وهذا الكتاب باللغة الإنجليزية وهو مُجمع كل الرحلات العالمية من الشرق ومن الغرب أخذته غفوة وهو كان يقرأ في أوصاف قصر الخان في الصين ونام وفي منامه شعر أولهم بقصيدة فيها خمسين بين من الشعر فلما صحى أخذ القلم وأراد ان يكتب وفي تلك اللحظة طرق عليه الباب زائر فلما فرغ الزائر من حديثة كانت القصيدة تبخرت من ذهنه وما ابقيت منها إلا قصاصة ومن هذه القصاصة استوقفتني قصاصة القصاصة يصف فيها قصر الخان بالروعة والجمال والبهاء والمجد وكانو يقول مهما وصفت شعراً لا استطيع أن أقيم في ذهن القاري قصر الخان فليت جارية أثيوبية رأيتها في منامي ممسكة بألة تعزف عليها وتغني بصوت شديد حتى استطيع بالموسيقى جهيرة أن أقيم في الأذهان قصر الخان لماذ لا تكون جارية صينية النقاد الذي قروء ما وقفو عنده كثر لكن وقفنا عنده لأنو بعزز قصر الخان كانت حاشية ضخمة من سكان حوض البحر الأحمر سوا كان من ماهو السودان الآن أو ماهو ارتريا الآن كانت التجارة تذهب إلى الصين ومعها المسافرون وفي قصر الخان كان بيخدم حشد ضخم جداً سوا كان جنود أو بحارة أو فتيان ذكور وأناث من هذه المنطقة الملوك والأشرف الصينيين كان يستمعو إلى موسيقى سودانية وموسيقى أثيوبية فالصلات القديمة جيناتها موجودة في الموسيقى إلى اليوم .
المقـدم :
فيما يتعلق بالمسافة الجغرافية من الحبشة أو السودان إلى الصين إذا مررنا عبر هذه المساحو وصولاً إلى الصين هل يتحسس الإنسان وجود هذا التشابه ام لم يجده إلا عند بوابة الصين .
السـيد/ جعفر ميرغني :
هذا التشابه موجود في كل خطوة أبن بطوطة قال حيث ما حل وأرتحل وجد أخوان أنت لما تطلع من السودان إلى أثيوبيا إلى ارتريا إلى الصومال كل هذه الأشياء درست على حدى من بعض الدارسين نحن ممكن نرتحل عبر الموسيقى من الخرطوم إلى بكين في عمل قام به أوروبي عمل أسطوانة والهدف منها أنو عايز يثبت أنو في وحدة بين الشعوب الأفريقية بغض النظر عن انهم عرب أو عندهم لغات غير عربية فبدأ من مصر ومشى مع النيل ومشى غرب السودان ومشى إلى نيجيريا والمقطوعة فيها موسيقى خلفية لكن خلال الموسيقى الخلفية بتسمع طلبة قرآن ثم أغنية سيرة سودانية ثم أغنية من نيجيريا موسيقته كأنها فستان واحد مشكل الألوان وألوان منسجمة إذا مسكنا من السنغال إلى السودان وعملنا سمنار موسيقي .
المقـدم :
هل حد الوصال كان منبت لفترات زمنية ثم عاود الوصال الآن ام أن التواصل كان فقط في المجال الثقافي والإجتماعي .
السـيد/ جعفر ميرغني :
حبل الوصل الحديث قطع قطعاً في حضارات آسيوية ذات سمات متشابهة حضارات أفريقية الجامع بينها سمات السودانانها لا تعرف العدوان للأسف الشمال البادر الأوربي اولاً والأمريكي أخيراً لما وصل إلى المياه الدافئة أول ما فكر فيه أنو أسباب النقل تكون في يده دمر الأساطيل البحرية وفجأة الناس مما كانو تجار وأصحاب حق في التجارة أصبحو يصفو السفن العمانية والخليجية بأنها سفن قرصنة لأنها استمرت تواصل الأبحار واستمرو يحاربوها لأنها بترد على الضربات بضربات حصل انقطاع كبير بينا وبين آسيا في الأقطار الأفريقية بتجد الطرق ميتة داخل الحدود السياسية مثلاً موصولة بكل أنحاء السودان لكن مافي خط عابر وبدأنا نعالج في الطريق بين أثيوبيا والسودان البري وهذه طفرة كبيرة ومنذ زمن الخديوي إسماعيل مخطط خط سكة حديد بين أسوان ووادي حلفا كأننا ماشين في سياسة رسمت من قبل وما تكون في صلات بين أقطار الجنوب الدافئ حتى لا تكون هناك أسواق داخل الجنوب الدافئ أنبتت لفترة طويلة ورجعت الآن وما رجعت كيف الأوضاع الإقتصادية السودانية المتدنية في العقود الماضية السودان يبحث عن مخرج وهداه البحث إلى أنو يلجأ للأقطار الآسبوية في مسألة البترول بدأت برتوكولات تجارية مع الصين وماليزيا وكوريا والهند والآن في إستثمار ضخم لهذه الدول هذه الصلات التي بدأت بين السودان وبين الأقطار الآسيوية أخرجت السودان من الضايقة .
المقـدم :
تحدثت عن حبل الوصل وقلت أنه انقطع ولم ينقطع .
السـيد/ جعفر ميرغني :
عاد ولم يعد كما كان انقطع بسبب تدخل قوة الشمال البارد في شمال بارد مستأثر بالنماء وجنوب دافئ كتب عليه القاء ليس من الخالق سبحانه وتعالى ولكن اولي عليه الشقاء دول الشمال البارد والشمال الغربي البارد هي التي قطعت أوصال الإتصال بين أجزاء الجنوب الدافئ الذي كان بدأ وكأنما هو كائن متصل لما رجعنا أسسنا علاقات الغرب كما يسمى أو الشمال جاء ملهوف لتدارك الموقف لكن لا تريد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تريد أن تقول حصارنا انعكس علينا سلباً وأن شركاتنا تضاربت وأنو شركاتنا ومؤسساتنا ضغطت علينا كحكومة عزة الدولة العظمى تابى عليهم هذا فاصطنعو عذراً لرفع الحصار يا سودان لو وقعت اتفاقية السلام نحن سنرفع الحصار ولأول مرة يتركو السودانيين يقعدو مع بعضهم البعض وكان الإلحاح الملاحظ في أنو لا يمكن أن يناقش الناس إلى الأبد ماذا تفعلون لأبد أن تصلو إلى اتفاقية وكله لهفة لأنو شايفين الثروات تذهب إلى آسيا خروجنا من الضايقة الإقتصادية رفع عننا الحصار لكن ما جعلنا ننتبه الذي سعينا إليه وأخرجنا من النفق المظلم التعامل معه أحسن وأسلم من التعامل الذي يسعى وراءنا ويبشر بالسلام وقد رأينا كيف حال السلام ما كدنا نفرق من مشكلة عدم سلام حتى فجرت لنا مشكلة عدم سلام أخرى ولاحت نفس الوجوه التي جاءت لتتكلم عن عدم حقوق الإنسان المستثمر الآسيوي لقد القى بثقل أمواله في السودان يهمه أنو تكون البلد في سلام لكن الغرب لا يعطي فرص لغيره أن يتدخل في القضية بل قضية الحرب والسلام هي نفسها قضية المحاصرة أنا لا اعيب على الغرب ولا أمدح لأنو كل إنسان يسعى وراء مصلحته لكن نحن ينبغي أن نتنبه لموقعنا من العالم لا ننتبه فقط إلى الجزئيات أنو مشكلة في الجنوب أو في دارفور أو في الشرق أو في الغرب نحلها وجاءنا وسيط وإذا أرضينا هذا الوسيط ستحل المشكلة جميل أن تحل مشكلة ويكون هناك سلام لكن السلام وسيلة لغاية وهذه الغاية قد ظننا أننا وصلنا من قبل عندما تحقق الأستقلال عام 1956 لكن الذي أقوله الاستعمار الغربي أو الشمالي الغربي لما هيمن على ثروات العالم كله وضغط أفريقيا كلها وخنق آسيا لكن آسيا انعتقت لكن أفريقيا لم تنعتق ولن تنعتق إذا ما رأت هذا الموضع الذي نتحدث عنه الآن آسيا انعتقت لأنو حركات التحرر الآسيوية أخذت طابع ثوري بمعنى تغيير الحياة جذرياً إلى واقع نظر إليه جيد ورويا أن فيه انعتاق تام ومن معالم هذا الواقع هذا الي تفوق وهيمن على العالم الغرب لا يمكن درء هيمنته إلا إذا سعينا أن نكون على قدم المساواة معه تجد في فلسفة غاندي وهو يسعى لتحرير الهند تجد هذا عند اليابانيين والكوريين هي ما سعت إلى انها ترفع علم هي سعت على أن تكون على قدم المساواة الذي تفوق .
المقـدم :
لماذا لم نكن بذات المستوى مع آسيا بالرغم أنو الهجمة كانت متزامنة في زمن واحد وقبل تسجيل هذه الحلقة تحدثت معي حول ما أسميته بالمساواة لماذا لم نسعى لها هل هناك أسباب عاقت دون الوصول إلى هذه المساواة .
السـيد/ جعفر ميرغني :
آسيا الشرقية والغربية فيها حضارات قديمة جداً وعندها أدوات التوصل الحضاري متسعة جداً هي التوثسق والتسجيل والكتابة والتدريس وحققت طفرات كبيرة أفريقيا وهي قريبة من آسيا الغربية وقريبة من أوروبا للأسف تعرضت للأستقلال من هذه القوة القريبة في زمن باكر ي قلب العالم تلقتي القارات الثلاث بأطرافها جنوب شرق أورواب وجنوب غرب آسيا وشمال شرق أفريقيا وهذه البلدان تتلاقح ثقافياً طفرت فيها الثقافة وحققت حضارة الحضارة اليونانية أخذت رجلتها إلى عمق القارة الأوربية من غير أن يكون هناك تدخل من غرب أوروبا ومن شمال أوروبا أخذت مسارها الطبيعي ولذلك كانت تقدم نتاج ما هضمته من صنعها ومن صنع القارتين الأخريين بالداخل الأوروبي كان طبيعي أنو الحضارة الأفريقية تتمدد وبدأت في وادي النيل وغرب البحر الأحمر لكن في وقت مبكر جاء كابح الرومان دخلو شمال أفريقيا في وقت باكر الأغريق والرومان دخلو مصر في وقت باكر وطبيعي الذي يتجاوز قارته ويدخل إلى قارة أخرى أول شيء يفكر فيه هو هدم الثقافة المحلية اليونان لما حكمو مصر تعاملو باللغة اليونانية كذلك الرومان دخول هذه الشعوب إلى مصر استنزف أعالي النيل في الحروبات وكتب عنها بليني في القرن الأول الميلادي كتب عن المدن السودانية وقال انها مدن عامرة وتحدث عن مدينة مروي وصفا بانها أضخم مدينة صناعية في العالم وقال كان فيها مائتي وخمسين الف عامل ماهر لكن قال الآن هي في حكم القري ما الرومان وحدهم الذين خربو المدن لكن السودان دخل في نزاع سرمدي مع كل الدول التي حكمت مصر ومنذ القرن الأول الميلادي إلى محمد علي باشا النزاع السرمدي استمر الشيء الآخر لما كانو بدرسو الدراسات الغربية في القرن الثامن عشر كان عندهم إجلال كبير لأرثهم الحضاري وكان دائماً في ذهنم التساؤل كيف تتم المزاوجة بين الموروث والمستجد لذلك طفرت النظريات والروى كيف تبنى نظرية جيدة للتدبير والسياسة والحكم وكان همنا الإستعانة المباشرة من الغرب والإستعانة بالخبرة وكان قدري جيت من الصين لمدية يوم واحد ووجدت نفسي في كينيا في حفل لتوقيع الاتفاق الإطاري للسلام وفي الحفل لفت نظري أنو الحلف دار باللغة الإنجليزية ماعدا الكلمة الختامية قدمها نائب رئيس الجمهورية كانت باللغة العربية حتى الأمين العام لجامعة الدول العربية قدم كلمته باللغة الإنجليزية الحضور كان من الغرب لاحظت آسيا غيرموجودة رجعنا في الضائقة إلى رأس المال الآسيوي لكن إلى الآن لم نسترجع الصلة آسيا معنية بالسلام أكثر من الكانو حاضرين في يوم السلام آسيا زجت برؤؤس أموال ضخمة في السودان أنا اتسأل هل هناك صلات مستمر بآسيا لشرح قضية السلام هل هناك رحلات إلى آسيا لشرح قضية السلام الآن بنشهد رحلات في تحرك في الأطراف المعنية هل هناك نية التحرك لشرح قضية السلام لآسيا هل هناك محاولة للإفادة من التجارب الآسيوية في صنع السلام الصين بكل قوتها وتايوان تاييوان باعتراف الأمم المتحدة جزء من الصين والصين جزء من تايوان أيام كانو رافضين بتايوان رافضين يعترفو بجمهورية الصين ولما اعترفو بالصين الشبية طردت تايوان من الأمم المتحدة على أساس انها جزء من الجمهورية لكن أسلوب الصين في استعاب هذا الجزء العزيز من وطنها بطريقة سلمية وبقناعة مثل ما عملو في هون كونغ في تجارب ذهبية في آسيا لصنع الوحدة حتى بعد الإنفصال مش صنع الانفصال في إطار الوحدة نحن نحاول قطع الموصول بالحرب وهم يحاولون ما انقطع بالسلام لذلك التجارب الآسيوية غنية بصُنع السلام .
المقـدم :
اتقدم بالشر إلى .
الدكتـور/ جعفر ميرغني – أستاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارة السودان.