أضواء على الحضارة السودانية 8
نشر 2009/6/1
أضواء على الحضارة السودانية
تقديم/ محمد عبدالكريم عبدالله :
أرحب بضيفي .
دكتـور/ جعفر ميرغني – أستاذ بجامعة الخرطوم ومدير معهد حضارة السودان.
المقـدم :
في الحلقة الفائتة وقبلها تحدثنا عن السلام العالمي والإقتصاد العالمي سنواصل الحديث عن الفكر الحضاري في البلدان المدارية في مقابل الفكر الحضاري في البلدان الباردة هل هناك أي أُطر سنضعها لتحديد أجندة هذه الحلقة .
السـيد/ جعفر ميرغني :
هذا محور جديد من ذات الموضوع الذي كنا نتحدث فيه حديثنا مازال في تسليط الأضواء على الحضارة السودانية وقد خرجنا من نطاق السودان القطر المعروف بالحدود السياسية إلى نطاق ما كان يعرف قديماً بالبلدان السودانية وأثرنا أن نسميه باالبلدان المدارية من الصين شرقاً إلى أمريكا اللأتينية غرباً ولك ان تعكس من أمريكا اللأتينية شرقاً إذا بدأت من أمريكا إلى المحيط الأطلسي غرباً وهذه البلدان المدارية هي بلدان العالم الثالث بلدان عدم الإنحياز بلدان الجنوب الدافئ بلدان الجنوب في التطور الذي يتحدث عنه العالم اليوم الجنوب والشمال وهي بلدان خارج القسمة لما يتحدثون عن المعادلة الإستراتيجية العسكرية لأنو بمجرد ما ينصرف الحديث للمعادلة العسكرية السياسية أول ما يذهب الحديث للمعادلة العسكرية السياسية ينصرف ذهن المتلقي والمتحدث إلى أن يرى العالم مقسوماً شرقاً وغرباً وهذا هو أساس الأضطراب الموجود في العالم وفقدان السلام الذي ظل منشود منذ القرن التاسع عشر وإلى اليوم ولم يتحقق ويلات الحروب العالمية الأولى والعالمية الثانية والعالمية الثالثة التي أشرنا إلى أن الناس خاضوها بالفعل بسلاح الإقتصاد وتم تدمير أحد المعسكرين ولازال الناس يتحدثون عن عملية صنع السلام وتحقيق السلام أساس الحرب الظلم والظلم ينشأ في التفاوت والمعادلة الحقيقية له دراسة ما بين الشمال البارد والجنوب الدافئ من معادلة إقتصادية إذا كانت مختلة فسلام العالم مختل لأنو احتكر الشمال البارد القوة منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي ومنذ أن احتكر القوة عمد إلى تدمير قدرات الجنوب الدافئ في التحرك في شبكة اقتصاده من آسيا الشرقية والجنوبية إلى أفريقيا ودمرت كل الأساطيل فأصبحت أسباب الاقتصاد العالمي كلها في يد الشمال البارد وجعل الشمال البارد يتنافس على خيرات العالم ومن هنا أختلت المعادلة الجنوب الدافئ حول ثرواته وبدأنا تقارب كبيرفي التاريخ الاجتماعي والثقافي في هذه البلدان الجنوب الدافئ أصبح خارج القسمة وطيلة ماهو خارج القسمة ولا يستطيع أن يسمع له صوت القسمة مختلة لأنو سيتناحرون ويتقاتلون بسبب ذلك بفترة استقلال بعد الحرب العالمية الثانية مما أدى إليها وجعل الشمال البارد يستجيب لحركات التحرير أنه تضعضع بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح غير قادر على إدارة شئون إقتصاده دعك على أن يدير مستعمرات بعيدة فيها حركات تحرر قوية تنازل عنها وانشأ منظمة الأمم المتحدة ولما أنشئت على أساس انها منظمة أمية نسبة للأمم فأصبحت دولية نسبة للدول أنشئت منظمة جامعة أمم لإرادة الشعوب إلا انها تحولت لمنظمة دولية خرجت الشعوب من هذا الواقع وبين الحكومات الرهان مضمون للشمال البارد لأنو مافي يد الحكومات الغربية أو الشمالية الباردة ليس في الحكومات الجنوبية ولا في وسعها أن تفعله هذه المنظمة التي ولدت لتجنيب العالم ويلات الحرب ولدت من أول يوم فإذا بها تجد نفسها مهمتها إذا أستثنيناء المهمات السامية التي قامت ولاتزال تقوم بها هذه قضايا أبتت فيها جدارة كبيرة وفي أول انشائها في عمليات صنع السلام أثبتت جدارة لأنو ترك لها أن تتحرك مثلاً مشكلة قناة السويس بين بريطانيا وفرنسا من جهة ومصر من جهة نموذج لواقع بعد الحرب العالمية الثانية الواقع أنو المنظمة تحركت لتجنيب المعسكرين الضخمين إلا أنو الولايات المتحدة كانت معارضة على أنو بريطانيا تقاتل من أجل حقها ولذلك روسيا لم تتردد في انها تحرك أسطول إذا اقتضى الأمر لضرب بريطانيا وفرنسا المنتصرتين على المانيا في الحرب العالمية الثانية ولكن المكسحتين بعدها إقتصادياً وفي نفس الوقت أرادت الشعوب المتحررة نموذج يدعو للتفاؤل في عمل هيئة الأمم المتحدة إلا انو هذه المنظمة وجدت نفسها تحل قضايا ما بينها إلا انها لا تحل قضايا ما بين دول العالم الشمال البارد كان مشغول بهمه الداخلي أودع هم العالم الثالث للمنظمة من الناحية العسكرية والإستراتيجية الآن قد تفرغ للعالم الثالث وهو كان تحسب من بعد الحرب العالمية الثانية للعالم الثالث أراد أن يأخذ وديعته ليس الولايت المتحدة ولا بريطانيا وحدها من الخطأ التفكير هكذا لكن حلف شمال الأطلسي الذي يجتمع الذي يقرر في سرية الأدوار هو الذي تحرك عناصر فاعلة فيه عسكرياً ولما تعترض العناصر الأخرى عسكرياً في حلف شمال الأطلسي غير قابلة لما تفعله الولايات المتحدة لكن وزير أحدى هذه الدول العظمى الغربية في اثناء طعنه على الولايات المتحدة انها تصرفت بفردية قال مهما كان لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا من هو العدو ومن هو الحليف الولايات المتحدة مهما كان هي صديق وحليف إذن من هو العدة إذا كان الغرب كله حليف بعضه لبعض هذا التحرك نموذجي لفترة ما بعد الحرب العاليمة الثالثة ونموذجي كذلك لأنو معسكر المنتصر ظاهرياً لم يضعف لكن في حقيقة الأمر أنه لم يحد بالضعف يزحف نحوه وهو ضعف إقتصادي خطير الضعف الإقتصادي يريد أن يرقع هذا الضعف الإقتصادي بمجريات الأمور في العالم لو عدنا بالحديث عن السودان المعروف بحدوده وبأسمه بين العالم بعد ان تمددنا في المجال السوداني المداري الواسع الآن عملية صُنع السلام في السودان بعد أن كانت ترعاها دول الإيجاد الآن أصبحت بصورة واضحة ترعاها الولايات المتحدة لكن ما يجري على المسرح ينبغي أن لا ينسينا أن نضع أمامنا كل معطيات المعادلة والدوافع ناقصة مساعي حميدة ومحمودة لكن ماذا وراء المساعي الحميدة الجيدة الولايات المتحدة تريد تسارع خطى السلام لو قرأت صحف اليوم الولايات المتحدة تريد لهذه العملية أن تنتهي بسرعة وأردف ذلك الرئيس الأمريكي لأنو يريد أن يكون شريكاً أصيلاً للسودان في الناحية الإقتصادية وغيرها وبمجرد توقيع الاتفاق سترفع العقوبات الشيء الطبيعي من بادرة حُسن النية ترفع العقوبات قبل التوقيع وإذا ما وقعنا نعاقب لكن بمجرد توقيع الاتفاقية سترفع العقوبات معناها أنتم محتاجون إلينا إذا أردتم أن ترفع العقوبات وقعو هذا الاتفاق هل هذه هي الحقيقة لكن الحقيقة هم المحتاجون وحاجة ماسة لا ننسى جولة الرئيس السابق كلينتون في أقطار المماس السوداني هي أقطار الأستوائية تحرك فيها وتحاشى زيادة السودان الولايات المتحدة كانت سترفع العقوبات رفع العقوبات فيه سعادة للسودان ام سعادة للولايات المتحدة .
المقـدم :
ذكرت في حلقات سابقة المستعمر حتى لو رحل فأن توجهاته نحو ذلك القطر قائمة في أمر السودان إذا نظرنا إلى واقع اليوم ليست هناك خلفية تاريخية فيما يتعلق بأمر السلام الحالي لماذا لم يعترض المستعمر البريطاني القديم على هذا القديم .
السـيد/ جعفر ميرغني :
بريطانيا أعطت مكانها للشرق الأوسط في الولايات المتحدة .
المقـدم :
وهل السودان يتبع للشرق الأوسط .
السـيد/ جعفر ميرغني :
طبعاً كتاب الشرق الأوسط الصادر عن معهد الدراسات الإقتصادية في بريطانيا منذ عام 1952 هو الباب الخلفي من ناحية أفريقيا مهم جداً السودان في الشرق الأوسط ، ليس بريطانيا لأنها تركت مكانها فحسب بل تدخلات الولايات المتحدة في السودان واهتمامها بالسودان يعود في بداية القرن التاسع عشر الحملة التي قادها النظام الحاكم في مصر نظام محمد علي باشا على السودان لم تكن بتصديق من السلطان العثماني والذي لم يعترف بهذا الفتح إلا بعد عشرون عام من وقوعه وإنما كانت بإيعاز من الشمال البارد وكسب النصر بسلاح المدفعية وكان على رأس سلاح المدفعية جنرال أمريكي وكتب تاريخ الحملة ، الحملة على دنقلا وسنار الولايات المتحدة في ذلك الوقت تدخلت .
المقـدم :
نود أن نتعرف على خلفية الولايات المتحدة تاريخياً مع السودان .
السـيد/ جعفر ميرغني :
سنأتي على خلفية الولايات المتحدة تاريخياً مع السودان اتباعاً للنقطة التي أثارت السؤال وهو من المحتاج لرفع العقوبات لما يقوا أنا سأرفع عنكم العقوبات ويسنع العالم أنو كانت علينا عقوبات ونسمع نحن في الداخل أنو علينا عقوبات نرى أنو رفع العقوبات من سعادتنا المفارقة الكبرى رفع العقوبات من سعادة الولايات المتحدة قبل أن يكون سعادة السودان أو أي دولة من دول العالم الثالث لماذا لأنو ما تخوفت الولايات المتحدة عليه وضغطت على بريطانيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لأنو بريطانيا لها تاريخ استعماري الآن دارت الدائرة على الولايات المتحدة البلدان المضعوطة من الولايات المتحدة بأسم العقوبات وبأسم الأرهاب وبأسم القائمة السوداء هذه البلدان حين وقعت عليها العقوبات العقوبات تقضي بأن الشركات الأمريكية لاتتعامل مع هذا القُطر ولكن الآن ثروات السودان وأي بلد شبيه بالسودان تذهب إلى مخرج آخر غير الولايات المتحدة وغير الغرب كلياً تذهب إلى المستثمر الآسيوي وهذا مستثمر ليس له أجندة سياسية ولا عسكرية اتجاه البلد وبالتالي هو مستثمر مريح ومربح جداً في الوقت الذي يعاني فيه من الإقتصاد الغربي من الضوائق الإقتصاد الشرقي آسيوي والجنوب آسيوي يعيش إذدهار لأنو إقتصاد مرتفع ومذدهر وعمالة رخيصة وأجندة سياسية غير موجودة وبالتالي التعامل سهل الولايات اللمتحدة تريد أن تنقذ ما يمكن انقاذه من ثروات السودان لحساب الشركات الأجنبية الرأسمالية في الولايات المتحدة وفي الفرب لأنو الشركات الرأسمالية تعاني ركود إقتصادي ، تدخلات الولايات المتحدة في السودان واهتمامها بالسودان عام 1820 الجنرال الإنجليزي كان على رأس المدفعية المصرية وبالمدفعية حسم النصر بعد الحرب بين فرنسا والولايات المتحدة أيم نابليون الثالث فرنسا أستعانت بحكومة الخديوي إسماعيل في مصر يرسل إليها قوات وأرسل كتايب سوادنية والجيش كان موحد مصري وسوداني جندو الآف السودانيين لكن لأمر يعلمه الله أختار أن تكون الكتايب المرسلة إلى هذه الحرب التي تقودها فرنسا ضد الولايات المتحدة كتايب سودانية وأبت بلاء حسن ووصفهم الجنرال الأمريكي بالأسود هذه الكتايب رجعت إلى مصر عبر فرنسا ويصف الجنرال الأمريكي عودتهم بصدورهم الملئية وهذا اجزلته فرنسا عليهم في تلك اللحظة فكر إسماعيل باشا هذه الأمة التي استطاعت أن تهزم فرنسا حتى دعت فرنسا لأن تستعيد قوات من الحكومة المصرية لماذا لا يستفيد هو من هذه الأمة القوية لأنو حتى ذلك الوقت كانت مصر تعتمد في تدريب قواتها المسلحة على فرنسا من أيام محمد على باشا واتصل بالحكومة الأمريكية في منتصف الستينات في القرن التاسع عشر كتب إلى الولايات المتحدة يطلب أن ترسل إليه جنرالات لتدريب القوات المصرية الخديوية وكانت قوات مشتركة سودانية مصرية لكن الخديوي إسماعيل له إشكالية والإشكالية تعود إلى أنه لم يطلب هذا الأمر من الولايات المتحدة مباشرة لأنو مصر لم تكن في ذلك الزمان إلا ولاية تابعة للدولة العثمانية السياسة الخارجية يمثلها وزير خارجية تركيا ينبغي أن تكتب مصر إلى تركيا وتركيا إذا شاءت تكتب إلى الولايات المتحدة أن تمد الجيش المصري بجنرالات حكومة الولايات المتحدة كتبت إلى الخديوي يمكن أن نتجاوز هذه العقبة بأن هؤلا الجنرالات يستقيلون من القوات المسلحة الأمريكية ويأتو إلى مصر متطوعين والولايات المتحدة غير مسئولة عنهم وبالفعل جاء سبعة وثلاتين جنرال من الولايات المتحدة إلى مصر وعملو في تدريب القوات المصرية ولم يدخر وسعاً الخديوي إسماعيل الذي في زمنه افتتحت قناة السويس أرسل هؤلا مباشرة إلى الحبشة وصل هؤلا الجنرالات لم يكتفي بأن يكون لهم دور في التدريب فقط وإنما أدخلهم في طموحه وحروبه والخديوي في زمنه افتتحت قناة السويس ومنذ أن افتتحت قناة السويس الحكومة المصرية أصبحت منزعجة لأمر إقتصادها لأنو مصر كانت سوق العالم تجارات الجنوب الدافئ تنزل من البحر الأحمر في أرض مصر وتجارات الشمال البارد تأتي إلى أرض مصر وعملية التبادل تتم في الأسواق المصرية ولذلك صعيد مصر كان مذدهر جداً لأنو ميناء سواكن ومصوع وغيرها تأتي السلع إلى صعيد مصر أسواق مصر التاريخية القديمة في أسوان كانت مذدهرة ومن هناك تذهب هذه السلع شمالاً إلى الوجه البحري انزعجت مصر لأنو أصبحت مجرد ممر بعد أن كانت سوق فأرادت أن تعوض ما فقدته من إقتصاديات بسبب حفر القناة عن طريق البلدان الواقعة جنوباً تتجه تجارتها براً لا بحراً والبلدان الواقعة جنوباً هي السودان والحبشة وهذا كتبه أساطير العلماء المصريين دكتور عبدالعزيز الشامي في كتابه الموانئ السودانية وذكر هذا الأمر بعد أن تم الخديوي إسماعيل فتوحات السودان وهو الذي أستكمل فتوحات شرق السودان وجنوب السودان إلى بحيرة فكتوريا واستكمل فتوحات غرب السودان إلى دارفور وهو الذي طمحت عينه لإفتتاح الحبشة بعد ان طلب من العثماني يسلمه ميناء مصوع فسلمه ميناء مصوع وكان تحت الإدارة العثمانية مباشرة فسلمت لمصر واقحمو الجنرالات انفسهم وهو أصحاب الخطة تحركو بحملة مصرية لإفتتاح الحبشة وكان على رأسها الأمير حسن أبن الخديوي وهؤلا الحقت بهم الحبشة شر هزيمة وأسرت عدد كبير من الجنرالات الأمريكيين ومن المصريين وغيرهم وهذا أحد الأسباب أنو المقاومة السودانية كانت متمركزة في الحبشة منذ أن دخل محمد علي باشا السودان وخرج المك نمر وتمركز في غرب الحبشة وكون جيش ضخم جداً وصار هو وأبنه عمارة يقاتل الأحتلال المصري على السودان وكان مسنود سند قوي جداً بالدولة الحبشية والحق بالقوات المصرية هزايم متعددة كثيرة فالخديوي إسماعيل فكر في أنو يقضي على هذه المقاومة وانها حملة ليست تأديبية فقط بل احتلالية للحبشة وفشلت هذه الحملة لكن الولايات المتحدة كانت على سمع وبصر بهذا تعلم أن جنرالاتها مرسلون إلى الحبشة لاحتلالها وإلى ذلك الوقت بريطانيا لم تتدخل لا في السودان ولا مصر ولا الحبشة كدولة محتلة مستعمر إذن الولايات المتحدة كان لها سابق نوايا منذ أيام الخديوي إسماعيل وحتى عام 1939 باستمرار ودون انقطاع كان في الجيش المصري يوجد مثل هذا العدد من الجنرالات الأمريكيين كل ما ذهبت دفعة جاءت دفعة حتى بعد أن أحتلت بريطانيا مصر عام 1881 وما خرجو إلا عام 1939 بين يدي الحرب بين بريطانيا وألمانيا لأنو الولايات المتحدة لم تكن تريد أن تكون طرفاً في الحرب وجود جنرالات منها في الجيش المصري ومصر كانت تحتلها بريطانيا وبعد أن فك الأحتلال ظلت بريطانيا في قناة السويس كدولة محتلة وبالتالي ألمانيا ستهاجم هذا الهدف فانسحب الأمريكيون عام 1939 الأمر الآخر الولايات المتحدة في ذلك الوقت التي أرسلت فيه قوات وإلى مصر وانهم يلتحقو بالجيش أحد الأمريكان في لبنان ايضاً أوصته البعثة الإرسالية أنو يستقيل من البعثة ليفتتح الكلية السورية وفي ذلك الزمان لم تكن لبنان قطراً منفصلاً وهي التي أصبحت الجامعة الأمريكية في بيروت ولها من المحامد ما لا يحصى لأنها خرجت عقول كبيرة وكان للخريجي السودان نصيب الأسد في صنع القيادة الحقيقية للسودان خرجيها انخرطو في عمل الحكومة المصرية وكانت تحتلها بريطانيا الجيل الأول اللبنانيون درسوا في الجامعة الأمريكية وانخرطوا في العمل في الحومة المصرية ثم أثرو في واقع صنع السودان الحديث فهذا أثر غير مباشر الدفعة الثانية كانت الطلاب السودانيين المبعوثين للجامعة الأمريكية في بيروت ومنهم إسماعيل الأزهري قائد حركة الأستقلال عبدالفتاح المغربي أول رئيس لمجلس السيادة بعد الأستقلال نصر الحاج علي أول مدير لجامعة الخرطوم هذا الأثر له فضائل ومحاسن كثيرة تدخلات واهتمامات الولايات المتحدة في السودان له أثر في السودان الولايات المتحدة أول من طالب بمنح السودان حق تقرير المصير منذ عام 1948 الرئيس ترومن وضع في سياسته أنه لأبد لبريطانيا أن تتفق مع مصر حول أمرين الأمر الأول الإنسحاب من قناة السويس والأمر الثاني منح السودان حق تقرير المصير ولا أحد يكاد يذكر لما نتحدث عن استقلال السودان أنو أمريكا كانت لها إرادة أنو السودان قطراً مستقلاً الولايات المتحدة بعد الاستقلال مباشرة عرضت على السودان وفازت بما عرضت أنو يتقبل أو يدخل في مشروع المعونة الأمريكية وبالنسبة لها السودان قُطر له أفضلية وفي ذلك الوقت كانت سعادة الولايات المتحدة كبيرة بمشاركة السودان حتى وأن كانت حكومة الرئيس عبود والتي كسبت صداقات الشرق والغرب كانت لها صداقة حميمة مع الاتحاد السوفيتي وصداقة حميمة مع الصين الشعبية وحتى ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة لا تعترف بالصين الشعبية بل تمانع وتمتنع دول العالم فكانت السودان من أوائل الدول التي اعترفت بحكومة الصين الشعبية ومع ذلك ظل محتفظ بصداقة حميمة جداً وتدور عليه المعونات الأمريكية لذلك الولايات المتحدة لها اهتمام كبير بالسودان لم تغب عن السودان ولم تنقطع عن السودان منذ عام 1820 وإلى اليوم والجيش المصري الذي كان يدربه سبعة وثلاثين جنرال منذ منتصف القرن التاسع عشر وإلى عام 1939 كان جيشاً موحداً سودانياً مصرياً وفي عام 1924 عُزل الجيشان أحدهما عن الآخر بقي سودانيون في الجيش المصري وقامت قوة دفاع السودان لكن الضباط الأوئل انخرطو في قوة دفاع السودان تدبو على يد بعض الجنرالات الأمريكان وحتى بعد الاستقلال كثير من الدراسات العسكرية كانت تتم في الولايات المتحدة لأنها من ناحية هي دولة متقدمة عسكرياً ومن ناحية ترقب في أن تكون لها علاقات في كل الأُطر مع وادي النيل حتى في الناحية العسكرية ولذلك الولايات المتحدة تبني على تراث تليد في العلاقات بوادي النيل السودان ومصر والحبشة .
المقـدم :
السودان هو السودان وأمريكا هي أمريكا منذ قدمها إلى الآن ما الشيء الذي جد وجعل هذه الاهتمامات تبرز إلى الشرق لدرجة المتابعة الدقيقة واللصيقة بمجريات الأمور السودانية وماهي المصالح المشتركة أو المصالح التي تأتي من اتجاه واحد.
السـيد/ جعفر ميرغني :
ما ذكرناه هو تاريخ لكن لم يكن مجرد تاريخ هنالك مصالح قوية مثلاً مطالبة الولايات المتحدة بمنح السودان حق تقرير المصير وفيه مصلحة كبيرة للسودان كذلك تدفق خريجي الجامعة الأمريكية إلى لسودان وهم الذي قادوا الحركة الوطنية وشكلوا مسيرة الديمقراطية كتاب إسماعيل الأزهري الطريق إلى البرلمان هو المرجعية في الديمقراطية في السودان وهو من خريجي هذه الجامعة وعلى رأس رسالة هذه الجامعة هي صُنع القيادات الحقيقية تشبيع القيادات بالروح الديمقراطية وهذه من المصالح التي أصابها السودان أو جاءت إلى السودان .
المقـدم :
اقارن هذا بالوجود البريطاني في السودان كانت هنالك مصالح مشتركة وكانت هنالك مطامع وكان هناك نفوذ اجنبي واضح المعالم لماذ ظل هذا الجانب مصاب بالغموض معظم الناس يعتقدون هذا تدخل جديد لولا هذا الحديث الذي ذكرته .
السـيد/ جعفر ميرغني :
ليس هو تدخل جديد لكن لأنو المنطقة كانت فيها بريطانيا لم يكن يخطر ببال إنسان مع وجود بريطانيا على قيادة الجيش المصري لما احتلت بريطانيا مصر كان في الجيش المصري جنرالات أمريكان هذا الأمر يحتاج إلى دراسة دقيقة جداً لم يؤثر وجود الجنرالات على بريطانيا في الاحتلال ولم يؤثر احتلال بريطانيا على وجود الجنرالات في الجيش المصري هذا يسلط الضؤ حتى على العلاقة البريطانية الأمريكية هل هي وليدة اللحظة أم قديمة وهي فيها تنسيق طويل وذكرنا بعض المصالح المعونة الأمريكية .
المقـدم :
كل المصالح التي ذكرتها المستفيد الأول منها السودان .
السـيد/ جعفر ميرغني :
المصالح التي ذكرتها مستفيد منها السودان لكن لا نستطيع أن نقول المستفيد الأول مثل ما قال مستشار ألمانيا مافي شخص يعطي بدون مقابل إلا الحبيب لمحبوبته ولما بدأت هذه العلاقات كان يمكن أن تذدهر لو كان الأخذ يعرف حجم ما يعطيه ما يأخذه من كل جانب وكان هذا يتم بعد الحرب العالمية الثانية في ظل تنافس مباشر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في السابق الولايات المتحدة لم يكن لها منافس لكن بعد الحرب العالمية الثانية كان في ظل تنافس شرقي غربي حركات التحرير لا تجنح إلى الغرب لذلك منح السودان حق تقرير المصير بإرادة بريطانية مصرية حتى لا تجنح حركات التحرر إلى الاتحاد السوفيتي وهذ من مصلحة الولايات المتحدة وإذا ما جنحت إلى الشرق لما تستقيل ستكون دولة صديقة للولايات المتحدة والولايات المتحدة دولة رأسمالية تضع مصالحها الإقتصادية بوضوح على قائمة علاقاتها بالآخرين وإذا كان هناك سودان مستقل فيه إدراية قوية وفيه بنية تحتية قوية متينة وله علاقات طيبة مع الولايات المتحدة يستفيد الإقتصاد الأمريكي بقدر ما يفيد الإقتصاد السوداني في هذا الإطار الشامل نستطيع أن نفهم كل مصلحة للولايات المتحدة وراء هذا حتى الآن لم ينبه الناس في أنو دور الولايات المتحدة في عملية السلام في السودان وراء دافع إقتصادي ضاغط على الولايات المتحدة نفسها الإقتصاد الأمريكي مهدد بركود وهي تبحث عن مرافئ لا في السودان وحده في كل العالم والسودان يمكن أن يكون القوة الإقتصادية العظمى في أفريقيا لأنو حكم اتساعه وحكم موقعه العبقري من القارة الأفريقية ومن العالم ومنذ سنوات كتبت عن هوامش على ملف العلاقات السودانية الأمريكية في جريدة الرأي العام ستة مقالات طويلة وشرحت هذا منذ 1820 وكتبتها في أيام كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وبين حكومة السودان تدير حكومة السودان نفس النظام الحاكم الآن في السودان وصلت إلى أسوا درجات السؤ العلاقات بين الولايات المتحدة وبين الحكومة القائمة في السودان وكتبت في هذه المقالات أنو حكومة السودان تخشى أن تسقط الولايات المتحدة النظام القائم في السودان معارضة لهذا النظام تباشر بأنو الولايات المتحدة قد تسقط هذا النظام لكن الولايات المتحدة لا تريد لهذا النظام أن يسقط لأمرين أولاً مازال النظام قابض بيد قوية على البلد والولايات المتحدة لا تريد لعقد النظام أن ينفرط لأنو عقد النظام إذا أنفرط معناه المصالح الإقتصادية اتعطلت ولا تريد المصالح الإقتصادية تتعطل لأنها مربوطة بالشبكة الإقتصادية الأمريكية ثانياً الولايات المتحدة لماذا تسقط نظام لأول مرة بين دول العالم الثالث كلها نجح في أنو يطبق سياسات السوق الحرة ويوفي بمطالب صندوق النقد الدولي ومطالب البنك الدولي كاملة غير منقوصة .
المقـدم :
المؤجز المختصر لما دار في هذه الحلقة .
السـيد/ جعفر ميرغني :
نتحدث عن السودان العريض بمعناه العريض وبلدان الجنوب الدافئ في مقابل بلدان الشمال البارد وبقدر ماهي مفيدة للجنوب الدافئ هي مستفيدة إلا أن المعادلة الإقتصادية مختلة بين الشمال والجنوب وبعد حديث طويل في هذا الجانب عرجنا على السودان القُطر المحدود بالحدود السياسية وحاولنا أن نضرب نموذج بمشاركة الولايات المتحدة في حل مشكلة الجنوب الباعث عليه مصلحة سودانية حقيقية لكن من حق الناس أن ترى المصلحة الأمريكية وفي تلك المقالات قلت ليس عيباً إذا كان النظام في السودان يرى أن مصلحة السودان التعاون مع الولايات المتحدة فليكن وليس عيباً إذا كانت الولايات المتحدة ترى التعاون مع السودان لأنو بين الدول المصالح .
المقـدم :
ذكرت أنو هنالك اهتمامات كبيرة في العلاقات السودانية الأمريكية الأمر الآن يستدعي أستجلاء الحقائق والتعرف عليها بدقة هل بالإمكان عبر هذه الحلقات أن يطلع السامع على كل ما كتبته وما دار في هذا السياق .
السـيد/ جعفر ميرغني :
طبعاً كل ما كتبته ودار في هذا السياق لأنو مفيد في مواقفك ومفيد في رؤيتك للعالم ومفيد لصانع القرار أنو يستطيع أن يضم ما يقوله إلى ما عنده من معلومات مهم للجمهور والرأي العام أن يعرف ما يجري على الساحة على حقيقته على مرآة بلورية ساطعة تريه الأمور على حقيقتها .