كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 10, 2014 8:38 pm | |
| بَقِيّةُ قَوْمٍ آذَنُوا بِبَوارِ وَأنْضاءُ أسْفارٍ كَشَرْبِ عُقارِ نَزَلْنا على حكمِ الرّياحِ بمَسْجِدٍ عَلَيْنا لها ثَوْبَا حَصًى وغُبارِ خَليليّ ما هذا مُناخاً لِمِثْلِنا فَشُدّا عَلَيْهَا وَارْحَلا بنَهَارِ وَلا تُنكِرَا عَصْفَ الرّياحِ فإنّها قِرَى كلّ ضَيْفٍ باتَ عند سِوَار
(إذَا لَمْ تَجِدْ ما يَبْتُرُ الفَقْرَ قاعِداً فَقُمْ وطلُبِ الشَّىْءَ الَّذي يَبتر العُمرا) (هُمَا خَلَّتانِ: ثَرْوَةٌ أوْ مَنِيَّةٌ لَعَلَّكَ أنْ تُبْقى بِوَحِدَةٍ ذِكْرَا)
حاشَى الرّقيبَ فَخانَتْهُ ضَمائِرُهُ وَغَيّضَ الدّمْعَ فانهَلّتْ بَوادِرُهُ وكاتمُ الحُبّ يَوْمَ البَينِ مُنهَتِكٌ وصاحبُ الدّمعِ لا تَخفَى سرائرُهُ لَوْلا ظِباءُ عَدِيّ ما شُغِفْتُ بهِمْ وَلا برَبْرَبِهِمْ لَوْلا جَآذِرُهُ من كلّ أحوَرَ في أنْيابِهِ شَنَبٌ خَمْرٌ يُخَامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ نُعْجٌ مَحاجِرُهُ دُعْجٌ نَواظِرُهُ حُمْرٌ غَفائِرُهُ سُودٌ غَدائرُهُ أعَارَني سُقْمَ عَينَيْهِ وَحَمّلَني منَ الهَوَى ثِقْلَ ما تَحوي مآزِرُهُ يا مَنْ تَحَكّمَ في نَفسي فعَذّبَني وَمَنْ فُؤادي على قَتلي يُضافِرُهُ بعَوْدَةِ الدّوْلَةِ الغَرّاءِ ثَانِيَةً سَلَوْتُ عَنكَ ونامَ اللّيلَ ساهرُهُ منْ بَعدِ ما كانَ لَيلي لا صَباحَ لَهُ كأنّ أوَّلَ يَوْمِ الحَشْرِ آخِرُهُ غابَ الأميرُ فَغابَ الخيرُ عَنْ بَلَدٍ كادَتْ لفَقْدِ اسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ قدِ اشتَكَتْ وَحشَةَ الأحياءِ أرْبُعُهُ وَخَبّرَتْ عَن أسَى المَوْتَى مَقابرُهُ حتى إذا عُقِدَتْ فيه القِبابُ لَهُ أهَلّ لله بادِيهِ وحاضِرُهُ وَجَدّدَتْ فَرَحاً لا الغَمُّ يَطْرُدُهُ وَلا الصّبابةُ في قَلْبٍ تُجاوِرُهُ إذا خَلَتْ منكَ حمصٌ لا خلتْ أبداً فَلا سَقَاها مِنَ الوَسميّ باكِرُهُ دَخَلْتَها وشُعاعُ الشّمسِ مُتّقِدٌ ونُورُ وَجْهِكَ بينَ الخلْقِ باهرُهُ في فَيْلَقٍ مِنْ حَديدٍ لوْ قَذَفتَ بهِ صرْفَ الزّمانِ لمَا دارَتْ دَوائِرُهُ تَمضِي المَواكبُ والأبصارُ شاخصَةٌ منها إلى المَلِكِ المَيْمُونِ طائِرُهُ قَدْ حِرْنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ في دِرْعِهِ أسَدٌ تَدْمَى أظافِرُهُ حُلْوٍ خَلائِقُهُ شُوسٍ حَقائِقُهُ تُحصَى الحَصَى قَبلَ أنْ تُحصَى مآثرُهُ تَضيقُ عن جَيشه الدّنيا ولوْ رَحُبتْ كصَدْرِهِ لم تَبِنْ فيها عَساكِرُهُ إذا تَغَلْغَلَ فكرُ المرءِ في طَرَفٍ من مَجْدِهِ غَرِقَتْ فيه خَواطِرُهُ تَحْمَى السّيوفُ على أعدائِهِ مَعَهُ كأنّهُنّ بَنُوهُ أوْ عَشائِرُهُ إذا انْتَضَاها لحرْبٍ لمْ تَدَعْ جَسَداً إلاّ وباطِنُهُ للعَينِ ظاهِرُهُ فَقَدْ تَيَقّنّ أنّ الحَقّ في يَدِهِ وَقَدْ وَثِقْنَ بأنّ الله نَاصِرُهُ تَرَكْنَ هَامَ بَني عَوْفٍ وثَعْلَبَةٍ على رُؤوسٍ بلا ناسٍ مَغَافِرُهُ فخاضَ بالسّيفِ بحرَ المَوْتِ خَلفَهُمُ وكانَ منهُ إلى الكَعْبَينِ زاخِرُهُ حتى انتهَى الفرَسُ الجاري وما وَقعَتْ في الأرضِ من جِيَفِ القتلى حوافرُهُ كَمْ مِنْ دَمٍ رَوِيَتْ منهُ أسِنّتُهُ وَمُهْجَةٍ وَلَغَتْ فيها بَواتِرُهُ وحائِنٍ لَعِبَتْ شُمُّ الرّماحِ بهِ فالعَيشُ هاجِرُهُ والنّسرُ زائِرُهُ مَنْ قالَ لَسْتَ بخَيرِ النّاسِ كلِّهِمِ فجَهْلُهُ بكَ عندَ النّاسِ عاذرُهُ أوْ شَكّ أنّكَ فَرْدٌ في زَمانِهِمِ بلا نَظِيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ يا مَنْ ألُوذُ بِهِ فيمَا أُؤمّلُهُ وَمَنْ أعُوذُ بهِ مِمّا أُحاذِرُهُ وَمَنْ تَوَهّمْتُ أنّ البَحرَ راحَتُهُ جُوداً وأنّ عَطاياها جَواهِرُهُ لا يَجْبُرُ النّاسُ عَظْماً أنْتَ كاسِرُهُ وَلا يَهيضُونَ عَظْماً أنتَ جابِرُهُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 10, 2014 8:40 pm | |
| أريقُكِ أمْ ماءُ الغَمامةِ أمْ خَمْرُ بفيّ بَرُودٌ وهْوَ في كَبدي جَمْرُ أذا الغُصْنُ أم ذا الدِّعصُ أم أنتِ فتنةٌ وذَيّا الذي قَبّلتُهُ البَرْقُ أمْ ثَغرُ رَأتْ وجهَ مَنْ أهوَى بلَيلٍ عَواذلي فقُلْنَ نَرى شَمساً وما طَلَعَ الفَجرُ رَأينَ التي للسّحرِ في لحَظاتِها سُيُوفٌ ظُباها من دَمي أبداً حُمرُ تَناهَى سُكونُ الحُسنِ من حرَكاتِها فليسَ لرائي وجهِها لم يَمُتْ عُذْرُ إلَيكَ ابنَ يحيَى بنِ الوَليدِ تجاوَزَتْ بيَ البيدَ عِيسٌ لحمُها والدّمُ الشِّعرُ نَضَحْتُ بذكراكُمْ حَرارةَ قَلبِها فسارَتْ وطولُ الأرض في عينها شبرُ إلى لَيثِ حَرْبٍ يُلحِمُ اللّيثَ سيفَهُ وبَحْرِ نَدًى في موجهِ يغرَقُ البحرُ وإنْ كانَ يُبقي جُودُهُ من تَلِيدِهِ شَبيهاً بما يُبقي منَ العاشِقِ الهَجْرُ فَتًى كلَّ يَوْمٍ تحتَوي نَفْسَ مالِهِ رِمَاحُ المَعالي لا الرُّدَيْنِيّةُ السُّمْرُ تَباعَدَ ما بَينَ السّحابِ وبَيْنَهُ فَنائِلُها قَطْرٌ ونائِلُهُ غَمْرُ ولَوْ تَنزِلُ الدّنْيا على حُكْمِ كَفّهِ لأصْبَحَتِ الدّنْيا وأكثرُها نَزْرُ أراهُ صَغيراً قَدْرَها عُظْمُ قَدْرِهِ فَما لعَظيمٍ قَدْرُهُ عِندَهُ قَدْرُ مَتى ما يُشِرْ نحوَ السّماءِ بوَجهِهِ تَخِرّ لهُ الشِّعرَى ويَنخسِفِ البَدْرُ تَرَى القَمَرَ الأرْضِيَّ والمَلِكَ الذي لهُ المُلْكُ بعدَ الله والمَجدُ والذّكرُ كَثيرُ سُهادِ العَينِ من غيرِ عِلّةٍ يُؤرّقُهُ في ما يُشَرّفُهُ الفِكْرُ لَهُ مِنَنٌ تُفْني الثّنَاءَ كأنّما بهِ أقسَمَتْ أن لا يؤدَّى لها شُكْرُ أبا أحْمَدٍ ما الفَخْرُ إلاّ لأهْلِهِ وما لامرىءٍ لم يُمسِ من بُحترٍ فخرُ هُمُ النّاسُ إلاّ أنّهُمْ من مكارِمٍ يُغَنّي بهِمْ حَضْرٌ ويحدو بهم سَفْرُ بمَنْ أضرِبُ الأمثالَ أمْ من أقيسُهُ إليكَ وأهلُ الدّهرِ دونَكَ والدّهرُ
إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ، أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 10, 2014 8:43 pm | |
| غاضَتْ أنَامِلُهُ وهُنّ بُحُورُ وخَبَتْ مَكايِدُهُ وهُنّ سَعِيرُ يُبْكَى عَلَيْهِ وما استَقَرّ قَرارُهُ في اللّحْدِ حتى صافَحَتْهُ الحُورُ صَبْراً بني إسْحَقَ عَنْهُ تَكَرّماً إنّ العَظيمَ على العَظيمِ صَبُورُ فلِكُلّ مَفجُوع سِواكُمْ مُشْبِهٌ ولِكُلّ مَفْقُودٍ سِواهُ نَظِيرُ أيّامَ قائِمُ سَيْفِهِ في كَفّهِ الـ ـيُمْنى وَبَاعُ المَوْتِ عَنهُ قَصِيرُ ولَطالَما انْهَمَلَتْ بمَاءٍ أحْمَرٍ في شَفْرَتَيْهِ جَماجِمٌ ونُحورُ فأُعيذُ إخوَتَهُ برَبّ مُحَمّدٍ أنْ يَحْزَنُوا ومُحَمّدٌ مَسرُورُ أوْ يَرْغَبُوا بقُصُورِهم عَنْ حُفْرَةٍ حَيّاهُ فيها مُنْكَرٌ ونَكِيرُ نَفَرٌ إذا غابَتْ غُمُودُ سُيُوفِهِمْ عَنْها فآجَالُ العِبادِ حُضُورُ وإذ لَقُوا جَيْشاً تَيَقّنَ أنّهُ مِنْ بَطْنِ طَيرِ تَنُوفَةٍ مَحْشُورُ لم تثْنَ في طَلَبٍ أعِنّةُ خَيْلِهِمْ إلاّ وعُمْرُ طَريدِها مَبْتُورُ يَمّمْتُ شَاسِعَ دارِهِمْ عَنْ نيّةٍ إنّ المُحِبّ عَلى البِعادِ يَزُورُ وقَنِعْتُ باللّقْيا وأوّلِ نَظْرَةٍ إنّ القَليلَ مِنَ الحَبيبِ كَثيرُ
ألآل إبْراهِيمَ بَعدَ مُحَمّدٍ إلاّ حَنينٌ دائمٌ وزَفِيرُ ما شَكّ خابِرُ أمْرِهمْ من بَعدِهِ أنّ العَزاءَ عَلَيهِمِ مَحْظُورُ تُدمي خدودَهمُ الدّموعُ وتَنقضِي ساعاتُ لَيْلِهِمِ وهُنّ دُهُورُ أبْناءُ عَمٍّ كُلُّ ذَنْبٍ لامرِىءٍ إلاّ السّعايَةَ بَيْنَهُمْ مَغْفُورُ طارَ الوُشاةُ على صَفاءِ وِدادِهِمْ وكذا الذّبابُ على الطّعامِ يَطيرُ ولَقَدْ مَنَحتُ أبا الحُسَينِ موَدّةً جُودي بها لعَدُوّهِ تَبْذِيرُ مَلِكٌ تَكَوّنَ كَيفَ شاء كأنّما يَجْري بفَصْلِ قَضائِهِ المَقْدورُ
مَرَتْكَ ابنَ إبراهيمَ صافِيَةُ الخَمْرِ وهُنّئْتَها من شارِبٍ مُسكرِ السُّكرِ رأيْتُ الحُمَيّا في الزّجاجِ بكَفّهِ فشَبّهْتُها بالشمسِ في البدرِ في البحرِ إذا ما ذكَرْنا جُودَهُ كانَ حاضِراً نأى أوْ دَنا يسعى على قدمِ الخِضْرِ
أصْبَحْتَ تأمُرُ بالحِجابِ لخَلْوَةٍ هَيْهاتِ لَسْتَ على الحِجابِ بقادِرِ مَنْ كانَ ضَوْءُ جَبينِهِ ونَوالُهُ لم يُحْجَبَا لم يَحْتَجِبْ عن ناظِرِ فإذا احتَجَبْتَ فأنْتَ غيرُ مُحَجَّبٍ وإذا بَطَنْتَ فأنْتَ عَينُ الظّاهِرِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 10, 2014 8:47 pm | |
| نالَ الَّذِي نِلْتُ مِنْهُ مِنِّى للهِ ما تَصْنَعُ الخَمُورُ وَذاَ انْصِرَافي إلى مَحّلى آاذِنٌ أيُّها الأمِيرُ
وجارِيَةٍ شَعْرُها شَطْرُها مُحَكَّمَةٍ نافِذٍ أمْرُهَا تَدورُ وفي كَفّها طاقَةٌ تَضَمّنَها مُكْرَهاً شِبرُهَا فإنْ أسكَرَتْنا فَفي جَهْلِها بما فَعَلَتْهُ بِنَا عُذْرُهَا
إنّ الأمِيرَ أدامَ الله دَوْلَتَهُ لَفاخِرٌ كُسِيَتْ فَخْراً به مُضَرُ في الشَّرْبِ جارِيَةٌ من تَحتِها خَشَبٌ ما كانَ والِدَها جِنٌّ ولا بَشَرُ قامَتْ على فَرْدِ رِجْلٍ مِنْ مَهابَتِهِ ولَيسَ تَعقِلُ ما تأتي وما تَذَرُ
زَعَمْتَ أنّكَ تَنفي الظّنّ عَن أدَبي وأنتَ أعْظَمُ أهلِ الأرْضِ مِقدارَا زَعَمْتَ أنّكَ تَنفي الظّنّ عَن أدَبي وأنتَ أعْظَمُ أهلِ الأرْضِ مِقدارَا إنّي أنا الذّهَبُ المَعرُوفُ مَخْبَرُهُ يَزيدُ في السّبكِ للدّينار دينَارَا
برَجاءِ جُودِكَ يُطْرَدُ الفَقْرُ وبأنْ تُعادَى يَنْفَدُ العُمْرُ فَخَرَ الزُّجاجُ بأنْ شرِبْتَ بِهِ وزَرَتْ على مَنْ عافَها الخَمْرُ وسَلِمْتَ مِنها وهْيَ تُسكِرُنَا حتى كأنّكَ هابَكَ السُّكْرُ ما يُرْتَجَى أحَدٌ لمَكْرُمَةٍ إلاّ الإلهُ وأنْتَ يا بَدْرُ
لا تُنكِرَنّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ فإنّني لرَحيلي غَيْرُ مُخْتَارِ ورُبّمَا فارَقَ الإنْسانُ مُهْجَتَهُ يَوْمَ الوَغَى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ وقَدْ مُنِيتُ بحُسّادٍ أُحارِبُهُمْ فاجعلْ نَداكَ عليهم بعضَ أنصارِي
عَذيري مِنْ عَذارَى من أُمورِ سَكَنّ جَوانحي بَدَلَ الخُدورِ ومُبْتَسِماتِ هَيْجاواتِ عصرٍ عنِ الأسيافِ لَيسَ عنِ الثّغُورِ رَكِبتُ مُشَمِّراً قَدَمي إلَيها وكُلَّ عُذافِرٍ قَلِقِ الضُّفُورِ أواناً في بُيُوتِ البَدْوِ رَحْلي وآوِنَةً عَلى قَتَدِ البَعِيرِ أُعَرِّضُ للرّماحِ الصُّمِّ نَحرِي وأنْصِبُ حُرّ وَجْهي للهَجيرِ وأسري في ظَلامِ اللّيلِ وَحْدي كأنّي مِنْهُ في قَمَرٍ مُنِيرِ فَقُلْ في حاجةٍ لم أقْضِ مِنها على شَغَفي بها شَرْوَى نَقِيرِ ونَفْسٍ لا تُجيبُ إلى خَسِيسٍ وعَينٍ لا تُدارُ على نَظيرِ وكَفٍّ لا تُنازِعُ مَنْ أتَاني يُنازِعُني سِوَى شَرَفي وخِيري وقِلّةِ ناصِرٍ جُوزِيتَ عني بشَرٍّ مِنكَ يا شَرّ الدّهورِ عَدُوّي كُلُّ شيءٍ فيكَ حتى لخِلْتُ الأُكْمَ مُوغَرَةَ الصُّدورِ فلَوْ أنّي حُسِدْتُ عَلى نَفيسٍ لجُدْتُ بهِ لِذي الجَدِّ العَثُورِ ولكِنّي حُسِدْتُ على حَياتي وما خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرُورِ فيا ابنَ كَرَوّسٍ يا نِصْفَ أعمى وإن تَفخَرْ فيا نِصْفَ البَصيرِ تُعادينا لأنّا غَيرُ لُكْنٍ وتُبْغِضُنا لأنّا غَيرُ عُورِ فلَوْ كنتَ امرأً يُهْجى هَجَوْنا ولكِنْ ضاقَ فِتْرٌ عَن مَسيرِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 10, 2014 8:52 pm | |
| وَوَقْتٍ وَفَى بالدّهْرِ لي عندَ سَيّدٍ وَفَى لي بأهْليهِ وزادَ كَثِيرَا شرِبْتُ على استِحْسانِ ضَوْءِ جَبينِهِ وزَهْرٍ تَرَى للماءِ فيهِ خَريرَا غَدَا النّاسُ مِثْلَيْهِمْ به لاعدمتهُ وأصْبَحَ دَهْري في ذَراهُ دُهُوراً
أنَشْرُ الكِباءِ ووَجْهُ الأميرِ وحُسنُ الغِناءِ وصافي الخُمُورِ فَداوِ خُماري بشُرْبي لَهَا فإنّي سكِرْتُ بشُرْبِ السّرورِ
لا تَلُومَنّ اليَهُودِيَّ عَلى أنْ يَرى الشّمسَ فلا يُنكِرُهَا إنّما اللّوْمُ على حاسِبِهَا ظُلْمَةً مِنْ بَعدِ ما يُبصِرُهَا
إنّما أحْفَظُ المَديحَ بعَيْني لا بِقَلْبي لِمَا أرَى في الأمِيرِ مِنْ خِصالٍ إذا نَظَرْتُ إلَيها نَظَمَتْ لي غَرائبَ المَنْثُورِ
تَرْكُ مَدحيكَ كالهِجاءِ لنَفسِي وقَليلٌ لَكَ المَديحُ الكَثيرُ غيرَ أنّي ترَكْتُ مُقْتَضَبَ الشّعْـ ـرِ لأمْرٍ مِثْلي بهِ مَعْذُورُ وسَجاياكَ مادِحاتُكَ لا لَفْـ ـظي وَجُودٌ على كَلامي يُغِيرُ فَسَقَى الله مَنْ أُحبُّ بكَفّيْـ ـكَ وأسْقاكَ أيّهذا الأمِيرُ
بُسَيْطَةُ مَهْلاً سُقِيتِ القِطارَا تَرَكْتِ عُيُونَ عَبيدي حَيَارَى فَظَنّوا النَّعَامَ عَلَيْكِ النّخِيلَ وَظَنّوا الصِّوَارَ عَلَيْكِ المَنَارَا فَأمْسَكَ صَحْبي بِأكْوَارِهِمْ وَقد قَصَدَ الضّحكُ فِيهِمْ وَجارَا
أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْرُ وَحيداً وما قَوْلي كذا ومَعي الصّبرُ وأشْجَعُ مني كلَّ يوْمٍ سَلامَتي وما ثَبَتَتْ إلاّ وفي نَفْسِها أمْرُ تَمَرّسْتُ بالآفاتِ حتى ترَكْتُهَا تَقولُ أماتَ المَوْتُ أم ذُعِرَ الذُّعْرُ وأقْدَمْتُ إقْدامَ الأتيّ كأنّ لي سوَى مُهجَتي أو كان لي عندها وِتْرُ ذَرِ النّفْسَ تأخذْ وُسعَها قبلَ بَينِها فمُفْتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمْرُ ولا تَحْسَبَنّ المَجْدَ زِقّاً وقَيْنَةً فما المَجدُ إلاّ السّيفُ والفتكةُ البِكرُ وتَضريبُ أعناقِ المُلوكِ وأن تُرَى لكَ الهَبَواتُ السّودُ والعسكرُ المَجْرُ وترْكُكَ في الدّنْيا دَوِيّاً كأنّما تَداوَلَ سَمْعَ المَرْءِ أنْمُلُهُ العَشرُ إذا الفضْلُ لم يَرْفَعكَ عن شكرِ ناقصٍ على هِبَةٍ فالفَضْلُ فيمَن له الشّكْرُ ومَنْ يُنفِقِ السّاعاتِ في جمعِ مالِهِ مَخافَةَ فَقْرٍ فالذي فَعَلَ الفَقْرُ عَليّ لأهْلِ الجَوْرِ كُلُّ طِمِرّةٍ عَلَيْها غُلامٌ مِلْءُ حَيزُومِهِ غِمرُ يُديرُ بأطْرافِ الرّماحِ عَلَيْهِمُ كُؤوسَ المَنَايا حيثُ لا تُشتهَى الخمرُ وكم من جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أنّني الـ ـجِبالُ وبَحْرٍ شاهِدٍ أنّني البَحْرُ وخَرْقٍ مكانُ العِيسِ منهُ مكانُنَا من العِيسِ فيهِ واسطُ الكورِ والظّهرُ يَخِدْنَ بنَا في جَوْزِهِ وكأنّنَا على كُرَةٍ أوْ أرْضُهُ مَعنا سَفْرُ ويَوْمٍ وَصَلْناهُ بلَيْلٍ كأنّمَا على أُفْقِهِ من بَرْقِهِ حُلَلٌ حُمْرُ ولَيْلٍ وصَلْناهُ بيَوْمٍ كأنّمَا على مَتنِهِ من دَجنِهِ حُلَلٌ خُضرُ وغَيثٍ ظَنَنّا تَحْتَهُ أنّ عامِراً عَلا لم يَمُتْ أو في السّحابِ لهُ قَبرُ أوِ ابنَ ابنِهِ الباقي عَليَّ بنَ أحْمَدٍ يَجُودُ بهِ لوْ لم أجُزْ ويدي صِفْرُ وإنّ سَحاباً جَوْدُهُ مِثْلُ جُودِهِ سَحابٌ على كلّ السّحابِ له فَخرُ فَتًى لا يضُمّ القلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ ولَوْ ضَمّها قَلْبٌ لمَا ضَمّهُ صَدرُ ولا يَنْفَعُ الإمكانُ لَوْلا سَخاؤهُ وهل نافعٌ لوْلا الأكفُّ القنا السُّمْرُ قِرانٌ تَلاقَى الصَّلْتُ فيهِ وعامِرٌ كمَا يَتَلاقَى الهِنْدُوَانيُّ والنّصرُ فَجاءَ بهِ صَلْتَ الجَبينِ مُعَظَّماً ترَى النّاسَ قُلاًّ حَوْلَهُ وهُمُ كُثْرُ مُفَدًّى بآباءِ الرّجالِ سَمَيْذَعاً هُوَ الكرَمُ المَدُّ الذي ما لهُ جَزْرُ وما زِلْتُ حتى قادَني الشّوْقُ نحوَهُ يُسايرُني في كُلّ رَكْبٍ لهُ ذِكْرُ وأستَكْبِرُ الأخبارَ قَبلَ لِقائِهِ فلَمّا التَقَيْنَا صَغّرَ الخَبَرَ الخُبرُ إليكَ طَعَنّا في مَدَى كلّ صَفْصَفٍ بكُلّ وَآةٍ، كلُّ ما لَقِيَتْ نَحْرُ إذا وَرِمَتْ من لَسعَةٍ مَرِحَتْ لهَا كأنّ نَوالاً صَرّ في جِلدِها النِّبرُ فجئناكَ دونَ الشّمسِ والبدرِ في النّوَى ودونَكَ في أحوالِكَ الشّمسُ والبدرُ كأنّكَ بَرْدُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ ولوْ كنتَ بَرْدَ الماءِ لم يكُنِ العِشرُ دَعاني إلَيكَ العِلمُ والحِلمُ والحِجَى وهذا الكلامُ النّظمُ والنّائلُ النّثرُ وما قُلتُ من شِعْرٍ تكادُ بُيُوتُهُ إذا كُتِبَتْ يَبْيَضّ من نورِها الحبرُ كأنّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفْظِهَا نُجُومُ الثّرَيّا أو خلائقُكَ الزُّهرُ وجَنّبَني قُرْبَ السّلاطِينِ مَقْتُهَا وما يَقْتضِيني مِن جَماجِمِها النَّسرُ وإنّي رأيتُ الضُّرّ أحسَنَ مَنظراً وأهْوَنَ مِنْ مَرْأى صَغيرٍ بهِ كِبْرُ لِساني وعَيْني والفُؤادُ وهِمّتي أوُدُّ اللّواتي ذا اسمُها منكَ والشَّطرُ وما أنا وَحدي قلتُ ذا الشّعرَ كُلّهُ ولكنْ لشعري فيكَ من نَفسه شعرُ وما ذا الذي فيهِ منَ الحُسنِ رَوْنَقاً ولكنْ بَدا في وجهِهِ نحوَكَ البِشْرُ وإنّي ولوْ نِلْتَ السّماءَ لَعالِمٌ بأنّكَ ما نِلتَ الذي يوجبُ القَدْرُ أزالَتْ بكَ الأيّامُ عَتْبي كأنّمَا بَنُوها لهَا ذَنْبٌ وأنتَ لهَا عُذْرُ
بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أمْ لم تَصْبِرَا وَبُكاكَ إن لم يَجْرِ دمعُكَ أو جَرَى كمْ غَرّ صَبرُكَ وَابتسامُكَ صَاحِباً لمّا رَآهُ وَفي الحَشَا مَا لا يُرَى أمَرَ الفُؤادُ لِسَانَهُ وَجُفُونَهُ فَكَتَمْنَهُ وَكَفَى بجِسْمِكَ مُخبِرَا تَعِسَ المَهَاري غَيرَ مَهْرِيٍّ غَدَا بمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَرِيرَ مُصَوَّرا نَافَسْتُ فِيهِ صُورَةً في سِتْرِهِ لَوْ كُنْتُهَا لخَفيتُ حتى يَظْهَرَا لا تَترَبِ الأيْدي المُقيمَةُ فَوْقَهُ كِسرَى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرَا يَقِيَانِ في أحَدِ الهَوَادِجِ مُقْلَةً رَحَلَتْ وَكانَ لها فُؤادي مَحْجِرَا قد كُنتُ أحْذَرُ بَيْنَهُمْ من قَبْلِهِ لَوْ كانَ يَنْفَعُ خائِفاً أنْ يَحذَرَا وَلَوِ استَطَعتُ إذِ اغْتَدَتْ رُوّادُهمْ لمَنَعْتُ كُلَّ سَحَابَةٍ أنْ تَقْطُرَا فإذا السّحابُ أخو غُرابِ فِراقِهِمْ جَعَلَ الصّياحَ بِبَيْنِهِمْ أن يَمطُرَا وَإذا الحَمَائِلُ ما يَخِدْنَ بنَفْنَفٍ إلاّ شَقَقْنَ عَلَيهِ ثَوْباً أخضَرَا يَحْمِلْنَ مِثْلَ الرّوْضِ إلاّ أنّها أسْبَى مَهَاةً للقُلُوبِ وَجُؤذُرَا فَبِلَحْظِهَا نَكِرَتْ قَنَاتي رَاحَتي ضُعْفاً وَأنْكَرَ خاتَمايَ الخِنْصِرَا أعطَى الزّمانُ فَمَا قَبِلْتُ عَطَاءَهُ وَأرَادَ لي فأرَدْتُ أنْ أتَخَيّرَا أرَجَانَ أيّتُهَا الجِيَادُ فإنّهُ عَزْمي الذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرَا لوْ كُنتُ أفعَلُ ما اشتَهَيتِ فَعَالَهُ ما شَقّ كَوْكَبُكِ العَجاجَ الأكدَرَا أُمّي أبَا الفَضْلِ المُبِرَّ ألِيّتي لأُيَمّمَنّ أجَلّ بَحْرٍ جَوْهَرَا أفْتَى برُؤيَتِهِ الأنَامُ وَحَاشَ لي مِنْ أنْ أكونَ مُقصّراً أوْ مُقصِرَا صُغْتُ السّوَارَ لأيّ كَفٍّ بَشّرَتْ بابنِ العَميدِ وَأيّ عَبْدٍ كَبّرَا إنْ لمْ تُغِثْني خَيْلُهُ وَسِلاحُهُ فمَتى أقُودُ إلى الأعادي عَسكَرَا بأبي وَأُمّي نَاطِقٌ في لَفْظِهِ ثَمَنٌ تُبَاعُ بهِ القُلُوبُ وَتُشترَى مَنْ لا تُرِيهِ الحَرْبُ خَلقاً مُقْبِلاً فيها وَلا خَلْقٌ يَرَاهُ مُدْبِرا خَنْثى الفُحُولِ من الكُماةِ بصَبْغِهِ مَا يَلْبَسُونَ منَ الحديدِ مُعَصْفَرا يَتَكَسّبُ القَصَبُ الضَّعيف بكَفّهِ شَرَفاً على صُمِّ الرّمَاحِ وَمَفْخَرَا وَيَبِينُ فِيمَا مَسّ مِنْهُ بَنَانُهُ تِيهُ المُدِلِّ فَلَوْ مَشَى لَتَبَخْتَرا يا مَنْ إذا وَرَدَ البِلادَ كِتابُهُ قبلَ الجُيُوشِ ثَنى الجُيوشَ تحَيُّرَا أنتَ الوَحيدُ إذا رَكِبْتَ طَرِيقَةً وَمَنِ الرّديفُ وقد ركبتَ غضَنْفَرَا قَطَفَ الرّجالُ القَوْلَ وَقتَ نَبَاتِهِ وَقَطَفْتَ أنْتَ القَوْلَ لمّا نَوّرَا فَهُوَ المُتَبَّعُ بالمَسامِعِ إنْ مضَى وَهوَ المُضَاعَفُ حُسنُهُ إنْ كُرِّرَا وَإذا سَكَتَّ فإنّ أبْلَغَ خَاطِبٍ قَلَمٌ لكَ اتّخَذَ الأنَامِلَ مِنْبَرَا وَرَسائِلٌ قَطَعَ العُداةُ سِحاءَهَا فَرَأوْا قَناً وَأسِنَّةً وَسَنَوّرا فدَعاكَ حُسَّدُكَ الرّئيسَ وَأمسكُوا وَدَعاكَ خالِقُكَ الرّئيسَ الأكْبَرَا خَلَفَتْ صِفاتُكَ في العُيونِ كلامَهُ كالخَطِّ يَمْلأُ مِسْمَعَيْ مَن أبصَرا أرَأيْتَ هِمّةَ نَاقَتي في نَاقَةٍ نَقَلَتْ يداً سُرُحاً وَخُفّاً مُجمَرَا تَرَكَتْ دُخانَ الرِّمْثِ في أوْطانِهَا طَلَباً لِقَوْمٍ يُوقِدونَ العَنْبَرَا وَتَكَرّمَتْ رُكَبَاتُهَا عَن مَبرَكٍ تَقَعَانِ فيهِ وَلَيسَ مِسكاً أذفَرَا فأتَتْكَ دامِيَةَ الأظَلّ كأنّمَا حُذِيتْ قَوَائِمُها العَقيقَ الأحْمَرَا بَدَرَتْ إلَيْكَ يَدَ الزّمانِ كَأنّهَا وَجَدَتْهُ مَشغُولَ اليَدَينِ مُفكّرَا مَنْ مُبلِغُ الأعرابِ أنّي بَعْدَها جالَستُ رِسطالِيسَ وَالإسكَندَرَا وَمَلِلْتُ نَحْرَ عِشارِهَا فأضَافَني مَنْ يَنحَرُ البِدَرَ النُّضَارَ لِمَنْ قرَى وَسَمِعْتُ بَطليموسَ دارِسَ كُتبِهِ مُتَمَلّكاً مُتَبَدّياً مُتَحَضّرَا وَلَقيتُ كُلّ الفَاضِلِينَ كأنّمَا رَدّ الإل?هُ نُفُوسَهُمْ وَالأعْصُرَا نُسِقُوا لَنَا نَسَقَ الحِسابِ مُقَدَّماً وَأتَى فذلِكَ إذْ أتَيْتَ مُؤخَّرَا يَا لَيْتَ باكِيَةً شَجَاني دَمْعُهَا نَظَرَتْ إلَيكَ كَما نَظَرْتُ فتَعذِرَا وَتَرَى الفَضيلَةَ لا تَرُدّ فَضِيلَةً ألشّمسَ تُشرِقُ وَالسحابَ كنَهْوَرَا أنَا من جَميعِ النّاسِ أطيَبُ مَنزِلاً وَأسَرُّ رَاحِلَةً وَأرْبَحُ مَتْجَرَا زُحَلٌ على أنّ الكَوَاكبَ قَوْمُهُ لَوْ كانَ منكَ لكانَ أكْرَمَ مَعْشَرَا_
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 9:12 am | |
| كَفِرِندي فِرِنْدُ سَيْفي الجُرازِ لَذّةُ العَينِ عُدّةٌ للبِرازِ تَحْسَبُ الماءَ خَطّ في لَهَبِ النّا رِ أدَقَّ الخُطوطِ في الأحرازِ كُلّما رُمتَ لَوْنَهُ مَنَعَ النّا ظِرَ مَوْجٌ كأنّهُ مِنكَ هازي ودَقيقٌ قَذَى الهَباء أنيقٌ مُتَوالٍ في مُسْتَوٍ هَزْهازِ وَرَدَ الماءَ فالجَوانِبُ قَدْراً شَربَتْ والتي تَليها جَوازي حَمَلَتْهُ حَمَائِلُ الدّهر حتى هيَ مُحتاجَةٌ إلى خَرّاز وهْوَ لا تَلْحَقُ الدّماءُ غِرارَيْـ ـهِ ولا عِرْضَ مُنتَضيه المَخازي يا مُزيلَ الظّلام عَنّي ورَوْضي يَوْمَ شُرْبي ومَعقِلي في البَرازِ واليَمانيْ الذي لو اسطَعْتُ كانتْ مُقْلَتي غِمْدَهُ مِنَ الإعزَازِ إنّ بَرْقي إذا بَرَقْتَ فَعَالي وصَليلي إذا صَلَلْتَ ارْتِجازي لم أُحَمَّلْكَ مُعْلَماً هَكَذا إلا لِضَرْبِ الرّقاب والأجْوازِ ولِقَطْعي بكَ الحَديدَ عَلَيْها فكِلانَا لجِنْسِهِ اليَوْمَ غازِ سَلّهُ الرّكْضُ بعدَ وَهْنٍ بنَجدٍ فتَصَدّى للغَيثِ أهْلُ الحِجازِ وتَمَنّيْتُ مِثْلَهُ فكَأنّي طالبٌ لابنِ صالحٍ مَن يُؤازي لَيسَ كلُّ السّراةِ بالرّوذَبَاريِّ ولا كُلُّ ما يَطيرُ بِبازِ فارسيٌّ لَهُ منَ المَجد تاجٌ كانَ مِنْ جَوْهَرٍ على أبْرَوازِ نَفْسُهُ فَوْقَ كلّ أصْلٍ شَريفٍ ولَوَانّي لَهُ إلى الشّمس عازِ شَغَلَتْ قَلْبَهُ حِسانُ المَعالي عَنْ حِسانِ الوُجوهِ والأعجازِ وكأنّ الفَريدَ والدُّرَّ واليا قوتَ مِنْ لَفظِه وَسَامَ الرِّكازِ تَقضَمُ الجَمرَ والحديدَ الأعادي دونَهُ قَضْمَ سُكّر الأهْوازِ بَلَّغَتْهُ البَلاغَةُ الجَهْدَ بالعَفْـ وِ ونالَ الإسْهابَ بالإيجازِ حامِلُ الحَرْبِ والدّياتِ عنِ القَوْ مِ وثِقْلِ الدّيونِ والإعْوازِ كيفَ لا يَشتَكي وكيفَ تَشَكّوْا وبهِ لا بمَنْ شَكاها المَرازِي أيّها الواسِعُ الفِناءِ وما فيـ ـهِ مَبيتٌ لِمالِكَ المُجْتازِ بكَ أضْحَى شَبَا الأسنّةِ عندي كَشَبَا أسْوُقِ الجَرادِ النّوازِي وانْثَنَى عَنّيَ الرُّدَيْنيُّ حتى دارَ دَوْرَ الحُروفِ في هَوّازِ وبآبائِكَ الكِرامِ التّأسّي والتّسَلّي عَمّنْ مضَى والتّعازِي ترَكوا الأرْضَ بَعدَما ذَلّلُوها ومَشَتْ تَحتَهُمْ بلا مِهْمازِ وأطاعَتْهُمُ الجُيوشُ وهِيبُوا فكَلامُ الوَرَى لهُمْ كالنُّحازِ وهِجانٍ على هِجانٍ تأيّتْـ ـكَ عَديدَ الحُبوبِ في الأقْوازِ صَفّها السّيرُ في العَراءِ فكَانَتْ فَوْقَ مِثْلِ المُلاءِ مِثْلَ الطّرازِ وحكَى في اللّحومِ فِعلَكَ في الوَفْـ ـرِ فأوْدَى بالعَنْتَريسِ الكِنازِ كُلّما جادَتِ الظّنونُ بوَعْدٍ عَنْكَ جادَتْ يَداكَ بالإنجازِ مَلِكٌ مُنْشِدُ القَريضِ لَدَيْهِ يَضَعُ الثّوْبَ في يَدَيْ بَزّازِ ولَنا القَوْلُ وهْوَ أدْرَى بفَحْوا هُ وأهْدَى فيهِ إلى الإعْجازِ ومِنَ النّاسِ مَن يَجوزُ عَلَيْهِ شُعراءٌ كأنّهَا الخازِبَازِ ويَرَى أنّهُ البَصيرُ بِهَذا وهْوَ في العُمْيِ ضائِعُ العُكّازِ كلُّ شِعْرٍ نَظيرُ قائِلِهِ فِيـ ـكَ وعَقلُ المُجيزِ عَقلُ المُجازِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 9:15 am | |
| [b] ألا أذّن فَمَا أذكَرتَ نَاسِي وَلا لَيّنْتَ قَلْباً وَهْوَ قَاسِ وَلا شُغِلَ الأميرُ عَنِ المَعَالي وَلا عَن حَقّ خالِقِهِ بكَاسِ
أظَبْيَةَ الوَحشِ لوْلا ظَبيَةُ الأنَسِ لمّا غَدَوْتُ بجَدٍّ في الهوَى تَعِسِ وَلا سَقَيْتُ الثّرَى وَالمُزْنُ مُخلِفَةٌ دَمْعاً يُنَشّفُهُ من لَوْعةٍ نَفَسِي وَلا وَقَفْتُ بجسْمٍ مُسْيَ ثالِثَةٍ ذي أرْسُمٍ دُرُسٍ في الأرْسُمِ الدُّرُسِ صَريعَ مُقْلَتِها سأآلَ دِمْنَتِهَا قَتيلَ تَكسيرِ ذاكَ الجفنِ وَاللَّعَسِ خَريدةٌ لوْ رَأتها الشّمسُ ما طَلَعَتْ وَلوْ رآها قَضيبُ البَانِ لم يَمِسِ ما ضَاقَ قَبلكِ خَلخالٌ على رَشَإٍ وَلا سَمِعْتُ بديباجٍ على كُنُسِ إن تَرْمني نَكَباتُ الدّهرِ عن كَثَبٍ تَرْمِ امرَأً غيرَ رِعْديدٍ وَلا نَكِسِ يَفْدي بَنيكَ عُبَيْدَ الله حَاسِدُهم بجَبهَةِ العَيرِ يُفدى حافرُ الفَرَسِ أبَا الغَطَارِفَةِ الحَامِينَ جَارَهُمُ وَتارِكي اللّيثِ كَلباً غيرَ مُفترِسِ مِن كُلّ أبْيَضَ وَضّاحٍ عِمامَتُهُ كأنّمَا اشْتَمَلَتْ نُوراً عَلى قَبَسِ دانٍ بَعيدٍ مُحِبٍّ مُبغِضٍ بَهِجٍ أغَرَّ حُلْوٍ مُمِرٍّ لَيّنٍ شَرِسِ نَدٍ أبيٍّ غَرٍ وَافٍ أخي ثِقَةٍ جَعْدٍ سرِيٍّ نَهٍ ندبٍ رَضٍ ندُسِ لوْ كانَ فَيضُ يَدَيْهِ ماءَ غادِيَةٍ عزّ القَطا في الفَيافي موْضعُ اليبَسِ أكارِمٌ حَسَدَ الأرْضَ السّمَاءُ بهِمْ وَقَصّرَتْ كلُّ مصرٍ عن طَرَابُلُسِ أيّ المُلوكِ وَهُمْ قَصْدي أُحاذِرُهُ وَأيّ قِرْنٍ وَهُم سَيْفي وهم تُرُسي
ألَذُّ مِنَ المُدامِ الخَنْدَرِيسِ وأحْلى مِنْ مُعاطاةِ الكُؤوسِ مُعاطاةُ الصّفائِحِ والعَوَالي وإقْحامي خَميساً في خَميسِي فَمَوْتي في الوَغَى عَيشي لأنّي رَأيتُ العَيشَ في أرَبِ النّفُوسِ ولَوْ سُقّيتُها بيَدَيْ نَديمٍ أُسَرُّ بهِ لكَانَ أبا ضَبيسِ
هَذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسَا ثمّ انْثَنَيْتِ وما شَفَيْتِ نَسيسَا وَجعلتِ حظّي منكِ حظّي في الكَرَى وَتَرَكْتِني للفَرْقَدَينِ جَلِيسَا قَطّعْتِ ذَيّاكِ الخُمارَ بسَكْرَةٍ وأدَرْتِ من خَمرِ الفِراقِ كُؤوسَا إنْ كُنْتِ ظاعِنَةً فإنّ مَدامعي تَكفي مَزادَكُمُ وتُرْوي العِيسَا حاشَى لِمثْلِكِ أنْ تكونَ بَخيلَةً ولمِثْلِ وَجهِكِ أن يكونَ عَبُوسَا ولمِثْلِ وَصْلِكِ أنْ يكونُ مُمَنَّعاً ولمِثْلِ نَيْلِكِ أنْ يكونَ خَسيسَا خَوْدٌ جَنَتْ بَيني وبَينَ عَوَاذِلي حَرْباً وغادَرَتِ الفُؤادَ وطِيسَا بَيْضاءُ يَمْنَعُهَا تَكَلَّمَ دَلُّها تِيهاً ويَمْنَعُهَا الحَياءُ تَميسَا لمّا وَجَدْتُ دَواءَ دائي عِندَها هانَتْ عليّ صِفاتُ جالينُوسَا أبْقَى زُرَيْقٌ للثّغُورِ مُحَمّداً أبْقَى نَفِيسٌ للنّفيسِ نَفيسَا إنْ حَلّ فارَقَتِ الخَزائِنُ مَالَهُ أوْ سارَ فارَقَتِ الجُسُومُ الرُّوسَا مَلِكٌ إذا عادَيْتَ نَفسَكَ عادِهِ ورَضِيتَ أوحَشَ ما كَرِهتَ أنيسَا الخائِضَ الغَمَراتِ غيرَ مُدافَعٍ والشِّمَّرِيَّ المِطْعَنَ الدِّعّيسَا كَشّفْتُ جَمْهَرَةَ العِبادِ فلمْ أجدْ إلاّ مَسُوداً جَنْبَهُ مَرْؤوسَا بَشَرٌ تَصَوّرَ غايَةً في آيَةٍ تَنْفي الظّنُونَ وتُفْسِدُ التّقْيِيسَا وبهِ يُضَنّ على البَرِيّةِ لا بِها وعَلَيْهِ منها لا علَيها يُوسَى لوْ كانَ ذو القَرْنَينِ أعْمَلَ رأيَهُ لمّا أتَى الظُّلماتِ صِرْنَ شُمُوسَا أو كانَ صادَفَ رأسَ عازَرَ سَيفُهُ في يوْمِ مَعرَكَةٍ لأعْيا عيسَى أوْ كانَ لُجُّ البَحْرِ مِثْلَ يَمينِهِ ما انْشَقّ حتى جازَ فيهِ مُوسَى أوْ كانَ للنّيرانِ ضَوْءُ جَبينِهِ عُبِدَتْ فكانَ العالَمونَ مَجوسَا لمّا سَمِعْتُ بهِ سَمِعْتُ بواحِدٍ ورَأيْتُهُ فرَأيْتُ منْهُ خَمِيسَا ولحظْتُ أُنْمُلَهُ فَسِلْنَ مَوَاهِباً ولمَسْتُ مُنْصُلَهُ فَسَالَ نُفُوسَا يا مَنْ نَلُوذُ مِنَ الزّمانِ بِظِلِّهِ أبداً ونَطْرُدُ باسْمِهِ إبْلِيسَا صَدَقَ المُخبِّرُ عنكَ دونَكَ وَصْفُهُ مَن في العراقِ يراكَ في طَرَسُوسَا بَلَدٌ أقَمْتَ بهِ وذِكْرُكَ سائِرٌ يَشْنا المَقيلَ ويَكْرَهُ التّعرِيسَا فإذا طَلَبْتَ فَريسَةً فارَقْتَهُ وإذا خَدِرْتَ تَخِذْتَهُ عِرّيسا إنّي نَثَرْتُ عَلَيكَ دُرّاً فانتَقِدْ كَثُرَ المُدَلِّسُ فاحْذَرِ التّدليسَا حَجّبْتُها عَنْ أهلِ إنْطاكِيّةٍ وجَلَوْتُها لكَ فاجتَلَيتَ عَرُوسَا خيرُ الطّيورِ على القُصورِ وشَرُّها يَأوِي الخَرابَ ويَسكُنُ النّاوُوسَا لوْ جادَتِ الدّنْيا فَدَتْكَ بِأهْلِها أو جاهَدَتْ كُتبَتْ عليك حبيسا
[/b] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 9:19 am | |
| يَقِلّ لَهُ القِيامُ على الرّؤوسِ وَبَذْلُ المُكْرَماتِ منَ النّفوسِ إذا خانَتْهُ في يَوْمٍ ضَحُوكٍ فكَيفَ تكُونُ في يوْمٍ عَبُوسِ
أنْوَكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عِرْسِهِ مَنْ حَكّمَ العَبدَ على نَفسِهِ وَإنّمَا يُظْهِرُ تَحْكِيمُهُ تَحَكُّمَ الإفْسَادِ في حِسّهِ مَا مَنْ يَرَى أنّكَ في وَعْدِهِ كَمَنْ يَرَى أنّكَ في حَبْسِهِ لا يُنْجِزُ الميعادَ في يَوْمِهِ ولا يَعي مَا قالَ في أمْسِهِ وَإنّمَا تَحْتَالُ في جَذْبِهِ كَأنّكَ المَلاّحُ في قَلْسِهِ فَلا تَرَجَّ الخَيرَ عندَ امْرِىءٍ مَرّتْ يَدُ النّخّاسِ في رَأسِهِ وَإنْ عَرَاكَ الشّكُّ في نَفْسِهِ بحَالِهِ فانْظُرْ إلى جِنْسِهِ فَقَلّ ما يَلْؤمُ في ثَوْبِهِ إلاّ الذي يَلْؤمُ في غِرْسِهِ مَنْ وَجَدَ المَذْهَبَ عَنْ قَدْرِهِ لم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنْسِهِ
أحَبُّ امرِىءٍ حَبّتِ الأنْفُسُ وأطْيَبُ مَا شَمّهُ مَعْطِسُ وَنَشْرٌ مِنَ النّدّ لكِنّمَا مجَامِرُهُ الآسُ وَالنّرْجِسُ وَلَسْنَا نَرَى لَهَباً هَاجَهُ فهَلْ هَاجَهُ عِزُّكَ الأقْعَسُ فإنّ القِيامَ التي حَوْلَهُ لتَحْسُدُ أرْجُلَهَا الأرْؤسُ
مَبيتي مِنْ دِمَشقَ على فِراشِ حَشاهُ لي بحَرّ حَشايَ حَاشِ لَقَى لَيلٍ كعَينِ الظّبيِ لَوْناً وهَمٍّ كالحُمَيّا في المُشاشِ وشَوْقٍ كالتّوَقّدِ في فُؤادٍ كجَمرٍ في جَوانحَ كالمُحاشِ سَقَى الدّمُ كلَّ نَصْلٍ غيرِ نابٍ ورَوّى كلَّ رُمحٍ غيرِ راشِ فإنّ الفارِسَ المَنعوتَ خَفّتْ لمُنصُلِهِ الفَوارِسُ كالرّياشِ فقد أضحَى أبا الغَمراتِ يُكنى كأنّ أبا العَشائِرِ غيرُ فَاشِ وقد نُسِيَ الحُسينُ بما يُسَمّى رَدى الأبطالِ أوْ غَيثَ العِطاشِ لَقُوهُ حاسِراً في دِرْعِ ضَرْبٍ دَقيقِ النّسجِ مُلتَهِبِ الحواشي كأنّ على الجَماجمِ منهُ ناراً وأيدي القَوْمِ أجنحَةُ الفَراشِ كأنّ جَواريَ المُهَجاتِ ماءٌ يُعاوِدُها المُهَنّدُ مِنْ عُطاشِ فَوَلّوْا بَينَ ذي رُوحٍ مُفاتٍ وذي رَمَقٍ وذي عَقلٍ مُطاشِ ومُنعَفِرٍ لنَصلِ السّيفِ فيهِ تَواري الضّبّ خافَ من احتراشِ يُدمّي بعضُ أيدي الخيلِ بَعضاً وما بِعُجايَةٍ أثَرُ ارْتِهاشِ ورائِعُها وحيدٌ لم يَرُعْهُ تَباعُدُ جَيْشِهِ والمُستَجاشِ كأنّ تَلَوّيَ النُّشّابِ فيهِ تلوّي الخوصِ في سَعَفِ العِشاشِ ونَهبُ نُفوسِ أهلِ النّهبِ أوْلى بأهلِ المجدِ من نَهبِ القُماشِ تُشارِكُ في النِّدامِ إذا نَزَلْنَا بِطانٌ لا تُشارِكُ في الجِحاشِ ومن قَبلِ النّطاحِ وقَبلِ يأني تَبينُ لكَ النّعاجُ منَ الكِباشِ فَيا بَحرَ البُحورِ ولا أُوَرّي ويا مَلِكَ المُلوكِ ولا أُحاشي كأنّكَ ناظِرٌ في كلّ قَلْبٍ فما يخفَى عَلَيكَ مَحلُّ غاشِ أأصْبِرُ عنَكَ لم تَبخُلْ بشيءٍ ولم تَقبَلْ عليّ كَلامَ واشِ وكيفَ وأنتَ في الرّؤساءِ عِندي عَتيقُ الطّيرِ ما بينَ الخِشاشِ فَما خاشيكَ للتّكذيبِ راجٍ ولا راجيكَ للتّخييبِ خاشِ تُطاعِنُ كلُّ خيلٍ كُنْتَ فيها ولوْ كانوا النّبيطَ على الجِحاشِ أرَى النّاسَ الظّلامَ وأنتَ نُورٌ وإنّي مِنهُمُ لإلَيكَ عاشِ بُليتُ بهِمْ بَلاءَ الوَرْدِ يَلْقَى أُنُوفاً هُنّ أولى بالخِشاشِ عَلَيكَ إذا هُزِلْتَ معَ اللّيالي وحَوْلك حينَ تَسمنُ في هراشِ أتَى خَبَرُ الأميرِ فَقيلَ كَرّوا فقلتُ نَعَمْ ولوْ لحقُوا بشاشِ يَقودُهُمُ إلى الهَيجَا لَجُوجٌ يَسِنُّ قِتالُهُ والكَرُّ نَاشِي وأسرَجْتُ الكُمَيتَ فناقَلَتْ بي على إعقاقِها وعلى غِشاشِي مِنَ المُتَمَرّداتِ تُذَبُّ عَنها برُمحي كُلُّ طائرةِ الرَّشاشِ ولَوْ عُقِرَتْ لَبَلّغَني إلَيْهِ حَديثٌ عَنهُ يحمِلُ كلَّ ماشِ إذا ذُكِرَتْ مَواقِفُهُ لِحَافٍ وَشيكَ فَما يُنكِّسُ لانتِقاشِ تُزيلُ مَخافَةَ المَصْبورِ عَنهُ وتُلْهي ذا الفِياشِ عنِ الفِياشِ وما وُجدَ اشتِياقٌ كاشْتِياقي ولا عُرِفَ انكِماشٌ كانكماشِي فسِرْتُ إليكَ في طَلَبِ المَعالي وسارَ سِوايَ في طَلَبِ المَعاشِ
فَعَلَتْ بنَا فِعْلَ السّماءِ بأرْضِهِ خِلَعُ الأميرِ وَحَقّهُ لم نَقْضِهِ فكَأنّ صِحّةَ نَسْجِها من لَفظِهِ وكأنّ حُسنَ نَقائِها من عِرْضِهِ وإذا وَكَلْتَ إلى كَريمٍ رَأيَهُ في الجودِ بانَ مَذيقُهُ من محْضِه
إذا اعتلَّ سيفُ الدوْلةِ اعتلّتِ الأرْضُ وَمَنْ فوْقَها والبأسُ وَالكرَمُ المَحضُ وكيفَ انْتِفاعي بالرّقادِ وَإنّمَا بعِلّتِهِ يَعْتَلّ في الأعْيُنِ الغُمْضُ شَفَاكَ الذي يَشفي بجُودِكَ خَلقَهُ فإنّكَ بَحْرٌ كلُّ بَحْرٍ لهُ بَعضُ
مضَى اللّيلُ والفضْلُ الذي لك لا يمضِي ورُؤياكَ أحلى في العيونِ من الغُمضِ على أنّني طُوّقْتُ مِنْكَ بنِعْمَةٍ شَهيدٌ بها بعضِي لغيري على بَعضي سَلامُ الذي فَوْقَ السّماواتِ عَرْشُهُ تُخَصّ بهِ يا خَيرَ ماشٍ على الأرْضِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 9:23 am | |
| لا عَدِمَ المُشَيِّعَ المُشَيَّعُ لَيْتَ الرّياحَ صُنّعٌ ما تَصنَعُ وَسَجْسَجٌ أنْتَ وَهُنّ زَعْزَعُ وواحِدٌ أنْتَ وَهُنّ أربَعُ وَأنْتَ نَبْعٌ وَالمُلُوكُ خِروَعُ بَكَرنَ ضَرّاً وبكَرتَ تَنْفَع
غَيرِي بأكْثرِ هذا النّاسِ يَنْخَدِعُ إنْ قاتَلُوا جَبُنوا أوْ حدّثوا شجُعُوا أهلُ الحَفيظَةِ إلاّ أنْ تُجَرّبَهُمْ وَفي التّجارِبِ بَعد الغَيّ ما يَزَعُ وَما الحيَاةُ ونَفسي بَعدَمَا عَلِمَتْ أنّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ لَيسَ الجَمالُ لِوَجْهٍ صَحّ مارِنُهُ، أنْفُ العَزيزِ بقَطعِ العِزّ يُجْتَدَعُ أأطرَحُ المَجْدَ عَنْ كِتْفي وَأطْلُبُهُ وَأتْرُكُ الغَيثَ في غِمْدي وَأنْتَجعُ وَالمَشْرَفِيّةُ لا زَالَتْ مُشَرَّفَةً دَواءُ كلّ كَريمٍ أوْ هيَ الوَجَعُ وفارِسُ الخَيْلِ مَن خَفّتْ فوَقّرَهَا في الدّرْبِ والدّمُ في أعطافِهِ دُفَعُ فَأوْحَدَتْهُ وَما في قَلْبِهِ قَلَقٌ وَأغضَبَتْهُ وَمَا في لَفْظِهِ قَذَعُ بالجَيْشِ تَمْتنعُ السّاداتُ كُلّهُمُ وَالجَيشُ بابنِ أبي الهَيْجاءِ يَمتَنِعُ قَادَ المَقانِبَ أقصَى شُرْبِها نَهَلٌ على الشّكيمِ وَأدْنَى سَيْرِها سَرَعُ لا يَعْتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَنْ بَلَدٍ كالمَوْتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ حتى أقامَ عَلى أرْباضِ خَرْشَنَةٍ تَشْقَى بهِ الرّومُ والصّلبانُ والبِيَعُ مُخْلًى لَهُ المَرْجُ مَنْصُوباً بصارِخَةٍ لَهُ المَنابِرُ مَشْهُوداً بهَا الجُمَعُ يُطَمّعُ الطّيرَ فيهِمْ طُولُ أكْلِهِمِ حتى تَكادَ على أحيَائِهِمْ تَقَعُ وَلَوْ رَآهُ حَوَارِيّوهُمُ لَبَنَوْا على مَحَبّتِهِ الشّرْعَ الذي شَرَعُوا لامَ الدُّمُستُقُ عَينَيْهِ وَقَدْ طَلَعَتْ سُودُ الغَمَامِ فَظَنّوا أنّها قَزَعُ فيها الكُماةُ التي مَفطومُها رَجُلٌ على الجِيادِ التي حَوْلِيُّهَا جَذَعُ يَذري اللُّقَانُ غُباراً في مَنَاخِرِهَا وَفي حَناجِرِهَا مِن آلِسٍ جُرَعُ كَأنّهَا تَتَلَقّاهُمْ لِتَسْلُكَهُمْ فالطّعْنُ يَفْتَحُ في الأجْوَافِ ما يسعُ تَهْدِي نَواظِرَهَا وَالحَرْبُ مُظلِمَةٌ مِنَ الأسِنّةِ نَارٌ وَالقَنَا شَمَعُ دُونَ السَّهَامِ وَدُونَ القُرّ طَافِحَةٌ عَلى نُفُوسِهِمِ المُقْوَرّةُ المُزُعُ إذا دَعَا العِلْجُ عِلجاً حالَ بَيْنَهُمَا أظْمَى تُفَارِقُ مِنهُ أُخْتَهَا الضِّلَعُ أجَلُّ مِنْ وَلَدِ الفُقّاسِ مُنكَتِفٌ إذْ فاتَهُنّ وَأمضَى منهُ مُنصَرِعُ وَمَا نَجَا مِنْ شِفارِ البِيضِ مُنفَلِتٌ نَجَا ومِنْهُنّ في أحْشَائِهِ فَزَعُ يُبَاشِرُ الأمْنَ دَهْراً وَهْوَ مُختَبَلٌ ويَشرَبُ الخَمْرَ حَوْلاً وهوَ ممتقَعُ كَمْ مِنْ حُشاشَةِ بِطْرِيقٍ تضَمّنَها للباتِراتِ أمِينٌ مَا لَهُ وَرَعُ يُقاتِلُ الخَطْوَ عَنْهُ حِينَ يَطلُبُهُ وَيَطرُدُ النّوْمَ عَنْهُ حينَ يَضْطَجعُ تَغدو المَنَايا فَلا تَنْفَكّ وَاقِفَةً حتى يَقُولَ لهَا عُودي فَتَنْدَفعُ قُلْ للدُّمُسْتُقِ إنّ المُسْلَمينَ لَكُم خانُوا الأميرَ فجازاهُمْ بما صَنَعُوا وَجَدْتُمُوهُمْ نِيَاماً في دِمائِكُمُ كأنّ قَتْلاكُمُ إيّاهُمُ فجَعُوا ضَعْفَى تَعِفّ الأيَادي عَنْ مِثالِهِمِ منَ الأعادي وَإنْ هَمّوا بهم نَزَعوا لا تَحْسَبُوا مَن أسرْتم كانَ ذا رَمَقٍ فَلَيْسَ يأكُلُ إلاّ المَيْتَةَ الضبُعُ هَلاّ على عَقَبِ الوادي وقد طَلَعَتْ أُسْدٌ تَمُرّ فُرادَى لَيسَ تجتَمعُ تَشُقّكُمْ بفَتَاهَا كُلُّ سَلْهَبَةٍ والضّرْبُ يأخذُ منكُم فوْقَ ما يدَعُ وَإنّما عَرّضَ الله الجُنُودَ بِكُمْ لكَيْ يَكونوا بلا فَسْلٍ إذا رَجعوا فكُلّ غَزْوٍ إلَيكُمْ بَعدَ ذا فَلَهُ وَكُلّ غازٍ لسَيْفِ الدّوْلةِ التّبَعُ تَمْشِي الكِرامُ على آثارِ غَيرِهِمِ وَأنتَ تَخْلُقُ ما تأتي وَتَبْتَدِعُ وَهَلْ يَشينُكَ وَقتٌ كنتَ فَارِسَهُ وَكانَ غيرَكَ فيهِ العاجِزُ الضَّرَعُ مَن كانَ فوْقَ مَحلّ الشّمسِ موْضِعُه فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شيءٌ وَلا يَضَعُ لم يُسلِمِ الكرُّ في الأعقابِ مُهْجَتَهُ إنْ كانَ أسلَمَها الأصْحابُ وَالشِّيَعُ لَيتَ المُلُوكَ على الأقدارِ مُعْطِيَةٌ فلَمْ يكُنْ لدَنيءٍ عندَهَا طَمَعُ رَضِيتَ مِنهُمْ بأنْ زُرْتَ الوَغى فرَأوْا وَأن قرَعتَ حَبِيكَ البَيضِ فاستَمَعوا لَقد أباحَكَ غِشّاً في مُعامَلَةٍ مَن كنتَ منهُ بغَيرِ الصّدقِ تَنتَفعُ الدّهْرُ مُعتَذِرٌ والسّيفُ مُنْتَظِرٌ وَأرْضُهُمْ لَكَ مُصْطافٌ وَمُرْتَبَعُ وَمَا الجِبَالُ لنَصْرانٍ بحَامِيَةٍ وَلَوْ تَنَصّرَ فيها الأعصَمُ الصَّدَعُ وَمَا حَمِدْتُكَ في هَوْلٍ ثَبَتَّ بِهِ حتى بَلَوْتُكَ وَالأبْطالُ تَمتَصِعُ فَقَدْ يُظَنّ شُجاعاً مَنْ بِهِ خَرَقٌ وَقَدْ يُظَنّ جَبَاناً مَنْ بِهِ زَمَعُ إنّ السّلاحَ جَميعُ النّاسِ تَحْمِلُهُ وَلَيسَ كلُّ ذواتِ المِخْلَبِ السَّبُعُ
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الذي بِنَا غداةَ افترَقْنا أوْشكَتْ تَتَصَدّعُ بمَا بينَ جَنبيّ التي خاضَ طيْفُهَا إليّ الدّياجي وَالخَلِيّونَ هُجّعُ أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيبُ ثَوْبَها وكالمِسْكِ مِن أرْدانِها يَتَضَوّعُ فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى كَفاطِمَةٍ عن دَرّها قَبلَ تُرْضِعُ فَشَرّدَ إعظامي لَها ما أتَى بهَا مِنَ النّوْمِ والْتَاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ فَيَا لَيْلَةً ما كانَ أطْوَلَ بِتُّهَا وَسُمُّ الأفاعي عَذْبُ ما أتَجَرّعُ تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلّ وَيَخْضَعُ وَلا ثَوْبُ مَجدٍ غيرَ ثوبِ ابنِ أحمدٍ عَلى أحَدٍ إلاّ بلُؤمٍ مُرَقَّعُ وَإنّ الذي حابَى جَديلَةَ طَيِّىءٍ بهِ الله يُعطي مَنْ يَشاءُ وَيَمْنَعُ بذي كَرَمٍ مَا مَرّ يَوْمٌ وشَمْسُهُ على رَأسِ أوْفى ذِمّةً منه تَطْلُعُ فأرْحامُ شِعْرٍ يتّصِلْنَ لَدُنّهُ وَأرْحامُ مالٍ ما تَني تتقطّعُ فتًى ألْفُ جُزْءٍ رَأيُهُ في زَمَانِهِ أقلُّ جُزَيْءٍ بعضُهُ الرّأيُ أجمَعُ غَمامٌ عَلَيْنا مُمْطِرٌ لَيْسَ يُقشِعُ وَلا البَرْقُ فيهِ خُلَّباً حينَ يَلْمَعُ إذا عُرِضَتْ حَاجٌ إلَيْهِ فَنَفْسُهُ إلى نَفْسِهِ فِيها شَفيعٌ مُشَفَّعُ خَبَتْ نارُ حَرْبٍ لم تَهِجْها بَنانُهُ وَأسْمَرُ عُرْيانٌ مِنَ القِشرِ أصْلَعُ نَحيفُ الشَّوَى يَعدو على أُمّ رَأسِهِ وَيحفى فيَقوَى عَدْوُهُ حينَ يُقطَعُ يَمُجُّ ظَلاماً في نَهارٍ لِسانُهُ وَيُفْهِمُ عمّن قالَ ما ليسَ يُسمَعُ ذُبابُ حُسامٍ منهُ أنجَى ضَرِيبَةً وَأعْصَى لمَوْلاهُ وذا منهُ أطْوَعُ فَصيحٌ متى يَنطِقْ تجدْ كلّ لَفظَةٍ أُصُولَ البَرَاعاتِ التي تَتَفَرّعُ بكَفّ جَوَادٍ لَوْ حَكَتْها سَحابَةٌ لما فاتها في الشّرْقِ والغَرْبِ موْضِعُ ولَيسَ كبَحرِ الماءِ يَشتَقُّ قعرَهُ إلى حَيثُ يَفنى الماءُ حوتٌ وَضِفدعُ أبَحْرٌ يَضُرّ المُعْتَفينَ وطَعْمُهُ زُعاقٌ كبَحرٍ لا يَضُرّ وَيَنْفَعُ يَتيهُ الدّقيقُ الفِكْرِ في بُعدِ غَوْرِهِ وَيَغْرَقُ في تَيّارِهِ وَهْوَ مِصْقَعُ ألا أيّها القَيْلُ المُقيمُ بمَنْبِجٍ وهِمّتُهُ فوقَ السِّماكَينِ تُوضَعُ ألَيْسَ عَجيباً أنّ وَصْفَكَ مُعْجِزٌ وَأنّ ظُنُوني في مَعاليكَ تَظْلَعُ وَأنّكَ في ثَوْبٍ وَصَدْرُكَ فيكُما على أنّه من ساحةِ الأرْضِ أوْسَعُ وقَلْبُكَ في الدّنْيا ولوْ دَخلَتْ بنَا وبالجنّ فيهِ ما درَتْ كيفَ ترْجعُ ألا كُلّ سَمْحٍ غيرَكَ اليَوْمَ باطِلٌ وكلّ مَديحٍ في سِواكَ مُضَيَّعُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 2:51 pm | |
| شَوْقي إلَيكَ نَفَى لَذيذَ هُجُوعي فَارَقْتَني وأقَامَ بَينَ ضُلُوعي أوَمَا وَجَدْتُمْ في الصّراةِ مُلُوحَةً مِمّا أُرَقْرِقُ في الفُراتِ دُمُوعي ما زِلْتُ أحذَرُ مِنْ وَداعِكَ جاهِداً حتى اغْتَدَى أسَفي على التّوْديعِ رَحَلَ العَزاءُ برِحْلَتي فكأنّمَا أتْبَعْتُهُ الأنْفَاسَ للتّشْييعِ
مُلِثَّ القَطْرِ أعْطِشْها رُبُوعَا وإلاّ فاسْقِهَا السّمّ النّقيعَا أُسائِلُهَا عَنِ المُتَدَيّريهَا فَلا تَدري ولا تُذْري دُمُوعَا لَحاهَا الله إلاّ ماضِيَيْهَا زَمَانَ اللّهْوِ والخَوْدَ الشَّمُوعَا مُنَعَّمَةٌ مُمَنَّعَةٌ رَداحٌ يُكَلّفُ لَفظُها الطّيرَ الوُقُوعَا كأنّ نِقابَها غَيْمٌ رَقيقٌ يُضِيءُ بمَنْعِهِ البَدْرَ الطُّلُوعَا أقُولُ لها اكشفِي ضُرّي وَقَوْلي بأكْثَرَ مِنْ تَدَلّلِها خُضُوعَا أخِفْتِ الله في إحْيَاءِ نَفْسٍ متى عُصِيَ الإل?هُ بأنْ أُطِيعَا غَدا بكِ كُلُّ خِلْوٍ مُسْتَهَاماً وأصْبَحَ كلُّ مَسْتُورٍ خَليعَا أُحِبّكِ أوْ يَقُولوا جَرّ نَمْلٌ ثَبِيرَ أوِ ابنُ إبْراهِيمَ رِيعَا بَعيدُ الصّيتِ مُنْبَثُّ السّرايَا يُشَيّبُ ذِكْرُهُ الطّفلَ الرّضِيعَا يَغُضّ الطّرْفَ مِن مَكرٍ وَدَهيٍ كأنّ بهِ ولَيسَ بهِ خُشُوعَا إذا اسْتَعْطَيتَهُ ما في يَديْهِ فقَدْكَ سألتَ عن سِرٍّ مُذيعَا قَبُولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عَلَيْهِ وَإنْ لا يَبْتَدىءْ يَرَهُ فَظيعَا لهُونِ المَالِ أفْرَشَهُ أدِيماً وللتّفريقِ يَكْرَهُ أنْ يَضِيعَا إذا ضَرَبَ الأميرُ رِقابَ قَوْمٍ فَما لكَرامَةٍ مَدَّ النُّطُوعَا فَلَيسَ بواهِبٍ إلاّ كَثيراً ولَيسَ بقاتِلٍ إلاّ قَريعَا ولَيسَ مُؤدِّباً إلاّ بِنَصْلٍ كفى الصّمصامةُ التّعبَ القَطيعَا عَلِيٌّ لَيْسَ يَمْنَعُ مِنْ مَجيءٍ مُبارِزَهُ ويَمْنَعُهُ الرّجُوعَا عَلِيٌّ قاتِلُ البَطَلِ المُفَدّى وَمُبْدِلُهُ مِنَ الزّرَدِ النّجيعَا إذا اعْوَجّ القَنَا في حامِليهِ وجازَ إلى ضُلوعِهِمِ الضُّلُوعَا ونالَتْ ثَأرَها الأكْبادُ مِنْهُ فأوْلَتْهُ انْدِقاقاً أوْ صُدوعَا فَحِدْ في مُلْتَقَى الخَيلَينِ عَنهُ وإنْ كُنتَ الخُبَعْثِنَةَ الشّجيعَا إنِ اسْتَجرَأتَ تَرْمُقُهُ بَعِيداً فأنْتَ اسْطَعْتَ شيئاً ما استُطيعَا وإنْ مارَيْتَني فارْكَبْ حِصاناً ومَثّلْهُ تَخِرَّ لَهُ صَريعَا غَمَامٌ رُبّما مَطَرَ انْتِقاماً فَأقْحَطَ وَدْقُهُ البَلَدَ المَريعَا رَآني بَعْدَما قَطَعَ المَطَايَا تَيَمُّمُهُ وقَطّعَتِ القُطُوعَا فَصَيّرَ سَيْلُهُ بَلَدي غَديراً وصَيّرَ خَيْرُهُ سَنَتي رَبِيعَا وجاوَدَني بأنْ يُعْطي وأحوي فأغْرَقَ نَيْلُهُ أخذي سَريعَا أمُنْسِيَّ السّكونَ وحَضرمَوْتاً ووالِدَتي وكِنْدَةَ والسّبِيعَا قدِ استَقصَيتَ في سَلبِ الأعادي فرُدّ لهُمْ من السّلَبِ الهُجُوعَا إذا ما لم تُسِرْ جَيْشاً إلَيْهِمْ أسَرْتَ إلى قُلُوبِهِم الهُلُوعَا رَضُوا بكَ كالرّضَى بالشّيبِ قسراً وقد وَخَطَ النّواصِيَ والفُرُوعَا فلا عَزَلٌ وأنْتَ بِلا سِلاحٍ لحَاظُكَ ما تَكُونُ بهِ مَنِيعَا لَوِ اسْتَبدَلتَ ذِهْنَكَ من حسامٍ قَدَدْتَ بِهِ المَغافِرَ والدّرُوعَا لوِ استَفْرَغتَ جُهدَكَ في قِتالٍ أتَيْتَ بهِ على الدّنْيا جَميعَا سَمَوْتَ بهِمّةٍ تَسمُو فتَسْمُو فَما تُلْفَى بمَرْتَبَةٍ قَنُوعَا وهَبْكَ سَمَحتَ حتى لا جَوادٌ فكَيفَ عَلَوْتَ حتى لا رَفيعَا؟
أرَكائِبَ الأحْبابِ إنّ الأدْمُعَا تَطِسُ الخُدودَ كما تَطِسْنَ اليرْمَعا فاعْرِفْنَ مَن حمَلَتْ عليكنّ النّوَى وامشَينَ هَوْناً في الأزِمّةِ خُضَّعَا قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا حتى كأنّ لكُلّ عَظْمٍ رَنّةً في جِلْدِهِ ولكُلّ عِرْقٍ مَدْمَعَا وكَفَى بمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحاً لمُحبّهِ وبمَصْرَعي ذا مَصْرَعَا سَفَرَتْ وبَرْقَعَها الفِراقُ بصُفْرَةٍ سَتَرَتْ مَحاجرَها ولم تَكُ بُرْقُعَا فكأنّها والدّمْعُ يَقْطُرُ فَوْقَها ذَهَبٌ بسِمْطَيْ لُؤلُؤٍ قد رُصّعَا نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا رُدّي الوِصالَ سقَى طُلولَكِ عارِضٌ لوْ كانَ وَصْلُكِ مِثْلَهُ ما أقْشَعَا زَجِلٌ يُرِيكَ الجَوَّ ناراً والمَلا كالبَحْرِ والتّلَعاتِ رَوْضاً مُمْرِعَا كبَنَانِ عَبدِ الواحدِ الغَدِقِ الذي أرْوَى وأمّنَ مَن يَشاءُ وأجْزَعَا ألِفَ المُروءَةَ مُذْ نَشَا فَكَأنّهُ سُقِيَ اللِّبَانَ بهَا صَبِيّاً مُرْضَعَا نُظِمَتْ مَواهِبُهُ عَلَيْهِ تَمائِماً فاعْتادَها فإذا سَقَطْنَ تَفَزّعَا تَرَكَ الصّنائِعَ كالقَواطِعِ بارِقا تٍ والمَعاليَ كالعَوالي شُرَّعَا مُتَبَسّماً لعُفاتِهِ عَنْ واضِحٍ تَغْشَى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُّمّعَا مُتَكَشّفاً لعُداتِهِ عَنْ سَطْوَةٍ لوْ حَكّ مَنكِبُها السّماءَ لزَعزَعَا الحَازِمَ اليَقِظَ الأغَرَّ العالِمَ الـ ـفَطِنَ الألَدّ الأرْيَحيّ الأرْوَعَا الكاتِبَ اللّبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ الـ ـنّدُسَ اللّبيب الهِبْرِزِيّ المِصْقَعَا نَفْسٌ لها خُلْقُ الزّمانِ لأنّهُ مُفني النّفُوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمّعَا ويَدٌ لهَا كَرَمُ الغَمَام لأنّهُ يَسقي العِمارَةَ والمكانَ البَلقَعَا أبَداً يُصَدّعُ شَعْبَ وَفْرٍ وافِرٍ ويَلُمُّ شَعْبَ مكارِمٍ مُتَصَدّعَا يَهْتَزّ للجَدْوَى اهْتِزازَ مُهَنّدٍ يَوْمَ الرّجاءِ هَزَزْتَهُ يومَ الوَغى يا مُغْنِياً أمَلَ الفَقيرِ لِقاؤهُ ودُعاؤهُ بَعْدَ الصّلاةِ إذا دَعَا أقْصِرْ ولَستَ بمُقْصِرٍ جُزْتَ المدى وبلغتَ حيثُ النّجمُ تحتكَ فارْبَعَا وحَلَلْتَ من شَرفِ الفَعالِ مَواضِعاً لم يَحْلُلِ الثّقَلانِ مِنْها مَوْضِعَا وحَوَيْتَ فَضْلَهُما وما طَمِعَ امرُؤٌ فيهِ ولا طَمِعَ امرُؤٌ أنْ يَطْمَعَا نَفَذَ القَضاءُ بمَا أرَدْتَ كأنّهُ لكَ كُلّما أزْمَعْتَ أمراً أزمَعَا وأطاعَكَ الدّهْرُ العَصِيُّ كأنّهُ عَبْدٌ إذا نادَيْتَ لَبّى مُسْرِعَا أكَلَتْ مَفاخِرُكَ المَفاخرَ وانْثَنَتْ عن شأوِهنّ مَطيُّ وَصْفي ظُلَّعَا وجَرَينَ جَرْيَ الشّمسِ في أفلاكِها فقَطَعْنَ مَغرِبَها وجُزْنَ المَطْلِعَا لوْ نِيطَتِ الدّنْيا بأُخْرَى مِثْلِها لَعَمَمْنَهَا وخَشينَ أنْ لا تَقْنَعَا فمَتى يُكَذَّبُ مُدّعٍ لكَ فَوْقَ ذا والله يَشْهَدُ أنّ حَقّاً ما ادّعَى ومتى يُؤدّي شَرْحَ حالِكَ ناطِقٌ حَفِظَ القَليلَ النّزْرَ مِمّا ضَيّعَا إنْ كانَ لا يُدْعَى الفَتى إلاّ كَذا رَجُلاً فَسَمِّ النّاسَ طُرّاً إصْبَعَا إنْ كانَ لا يَسْعَى لجُودٍ ماجِدٌ إلاّ كَذا فالغَيْثُ أبخَلُ مَن سَعَى قَدْ خَلّفَ العَبّاسُ غُرّتَكَ ابنَهُ مَرْأًى لَنا وإلى القِيامَةِ مَسْمَعَا
ألحُزْنُ يُقْلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَرْدَعُ وَالدّمْعُ بَيْنَهُمَا عَصِيٌّ طَيِّعُ يَتَنَازَعانِ دُمُوعَ عَينِ مُسَهَّدٍ هَذا يَجيءُ بهَا وَهَذَا يَرْجِعُ ألنّوْمُ بَعْدَ أبي شُجَاعٍ نَافِرٌ وَاللّيْلُ مُعْيٍ وَالكَوَاكبُ ظُلَّعُ إنّي لأجْبُنُ عَن فِراقِ أحِبّتي وَتُحِسّ نَفسِي بالحِمامِ فأشجُعُ وَيَزِيدُني غَضَبُ الأعادي قَسْوَةً وَيُلِمُّ بي عَتْبُ الصّديقِ فأجزَعُ تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ وَلمَنْ يُغالِطُ في الحَقائِقِ نفسَهُ وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فتطمَعُ أينَ الذي الهَرَمانِ مِنْ بُنْيَانِهِ، ما قَوْمُهُ، ما يَوْمُهُ، ما المصرَعُ؟ تَتَخَلّفُ الآثارُ عَنْ أصْحابِها حِيناً وَيُدرِكُها الفَنَاءُ فتَتْبَعُ لم يُرْضِ قَلْبَ أبي شُجاعٍ مَبلَغٌ قَبلَ المَمَاتِ وَلم يَسَعْهُ مَوْضِعُ كُنّا نَظُنّ دِيارَهُ مَمْلُوءَةً ذَهَباً فَمَاتَ وَكلُّ دارٍ بَلقَعُ وَإذا المَكارِمُ وَالصّوَارِمُ وَالقَنَا وَبَنَاتُ أعوَجَ كلُّ شيءٍ يجمَعُ ألمَجْدُ أخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفْقَةً من أن يَعيشَ لها الهُمامُ الأرْوَعُ وَالنّاسُ أنزَلُ في زَمَانِكَ مَنزِلاً من أنْ تُعايِشَهُمْ وَقَدرُكَ أرْفَعُ بَرِّدْ حَشَايَ إنِ استَطعتَ بلفظَةٍ فَلَقَدْ تَضُرُّ إذا تَشَاءُ وَتَنْفَعُ مَا كانَ منكَ إلى خَليلٍ قَبْلَها ما يُسْتَرَابُ بهِ وَلا مَا يُوجِعُ وَلَقَدْ أرَاكَ وَمَا تُلِمّ مُلِمّةٌ إلاّ نَفَاهَا عَنكَ قَلبٌ أصْمَعُ وَيَدٌ كأنّ نَوَالَهَا وَقِتَالَهَا فَرْضٌ يحِقّ عَلَيْكَ وَهْوَ تبرُّعُ يا مَنْ يُبَدِّلُ كُلّ يَوْمٍ حُلّةً أنّى رَضِيتَ بحُلّةٍ لا تُنْزَعُ؟ ما زِلْتَ تَخْلَعُهَا على مَنْ شاءَها حتى لَبِسْتَ اليَوْمَ ما لا تَخلعُ ما زِلْتَ تَدْفَعُ كُلّ أمْرٍ فادِحٍ حتى أتى الأمرُ الذي لا يُدفَعُ فَظَلِلْتَ تَنظُرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ فيما عَرَاكَ وَلا سُيوفُكَ قُطَّعُ بأبي الوَحيدُ وَجَيشُهُ مُتَكاثِرٌ يَبكي وَمن شرّ السّلاحِ الأدْمُعُ وَإذا حصَلتَ من السّلاحِ على البكا فحَشاكَ رُعتَ به وَخدَّكَ تَقرَعُ وَصَلَتْ إليكَ يَدٌ سَوَاءٌ عِندَها الـ ـبازي الأُشَيْهِبُ وَالغُرابُ الأبقَعُ مَن للمَحافلِ وَالجَحافلِ وَالسُّرَى فَقَدَتْ بفَقْدِكَ نَيِّراً لا يَطْلُعُ وَمَنِ اتخذتَ على الضّيوفِ خَليفَةً ضَاعُوا وَمِثْلُكَ لا يكادُ يُضَيِّعُ قُبْحاً لوَجهِكَ يا زَمَانُ فإنّهُ وَجهٌ لَهُ من كُلّ قُبحٍ بُرْقُعُ أيَمُوتُ مِثْلُ أبي شُجَاعٍ فاتِكٍ وَيَعيشَ حاسِدُه الخصِيُّ الأوكَعُ أيْدٍ مُقَطَّعَةٌ حَوَالَيْ رَأسِهِ وَقَفاً يَصيحُ بها: ألا مَن يَصْفَعُ أبْقَيْتَ أكْذَبَ كاذِبٍ أبْقَيْتَهُ وَأخذتَ أصْدقَ من يقولُ وَيسمَعُ وَتَرَكْتَ أنْتَنَ رِيحَةٍ مَذْمُومَةٍ وَسَلَبْتَ أطيَبَ رِيحَةٍ تَتَضَوّعُ فَاليَوْمَ قَرّ لكُلّ وَحْشٍ نَافِرٍ دَمُهُ وَكانَ كأنّهُ يَتَطَلّعُ وَتَصَالَحتْ ثَمَرُ السّياطِ وَخَيْلُهُ وَأوَتْ إلَيها سُوقُها وَالأذْرُعُ وَعَفَا الطّرَادُ فَلا سِنَانٌ رَاعِفٌ فَوْقَ القَنَاةِ وَلا حُسَامٌ يَلمَعُ وَلّى وَكُلُّ مُخالِمٍ وَمُنَادِمٍ بعْدَ اللّزُومِ مُشَيِّعٌ وَمُوَدِّعُ مَنْ كانَ فيهِ لكُلّ قَوْم مَلجأٌ ولسيْفِهِ في كلّ قَوْمٍ مَرْتَعُ إنْ حَلّ في فُرْسٍ فَفيهَا رَبُّهَا كسرَى تذلّ لهُ الرّقابُ وَتخضَعُ أوْ حَلّ في رُومٍ فَفيها قَيصَرٌ أوْ حَلّ في عَرَبٍ فَفِيهَا تُبّعُ قد كانَ أسرَعَ فارِسٍ في طَعْنَةٍ فرَساً وَلَكِنّ المَنِيّةَ أسْرَعُ لا قَلّبَتْ أيدي الفَوَارِسِ بَعْدَهُ رُمحاً وَلا حَمَلَتْ جَوَاداً أرْبَعُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 2:56 pm | |
| بأبي مَنْ وَدِدْتُهُ فَافْتَرَقْنَا وقَضَى الله بَعْدَ ذَاكَ اجْتِمَاعَا فَافْتَرَقْنَا حَوْلاً فَلَمّا التَقَيْنَا كَانَ تَسْلِيمُهُ عَليّ وَدَاعَا
مَوْقعُ الخَيْلِ مِنْ نَداكَ طَفيفُ وَلَوَ انّ الجِيادَ فيها أُلُوفُ وَمنَ اللّفْظِ لَفظَةٌ تَجْمَعُ الوَصْـ ـفَ وذاكَ المُطَهَّمُ المَعْرُوفُ مَا لَنَا في النّدَى عَلَيكَ اختيارٌ كلُّ ما يَمنَحُ الشّريفُ شرِيفُ
أهْوِنْ بطولِ الثَّواءِ والتّلَفِ والسّجنِ والقَيْدِ يا أبا دُلَفِ غَيرَ اخْتِيارٍ قَبِلْتُ بِرَّكَ لي والجُوعُ يُرْضي الأسودَ بالجِيفِ كُنْ أيّها السّجنُ كيفَ شئتَ فقد وَطّنْتُ للمَوْتِ نَفْسَ مُعترِفِ لوْ كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً لم يَكُنِ الدُّرُّ ساكِنَ الصَّدَفِ
لجِنّيّةٍ أمْ غادَةٍ رُفِعَ السَّجْفُ لوَحْشِيّةٍ لا ما لوَحشيّةٍ شَنْفُ نَفُورٌ عَرَتْها نَفرَةٌ فتَجاذَبَتْ سَوالِفُها والحَليُ والخَصرُ والرِّدْفُ وخَيّلَ منها مِرْطُها فكأنّما تَثَنّى لَنا خُوطٌ ولاحَظنَا خِشفُ زِيادَةُ شَيْبٍ وهيَ نَقصُ زِيادَتي وقُوّةُ عِشقٍ وهيَ من قُوّتي ضُعْفُ أراقَتْ دَمي مَن بي منَ الوَجدِ ما بها من الوَجدِ بي والشوْقُ لي ولها حِلْفُ أكَيداً لَنا يا بَينُ واصَلْتَ وَصْلَنَا فلا دارُنا تَدنُو ولا عيَشُنا يَصفُو أُرَدّدُ وَيْلي لوْ قَضَى الوَيْلُ حاجَةً وأُكْثِرُ لَهفي لوْ شفى غُلّةً لَهْفُ ضَنًى في الهَوى كالسّمّ في الشّهدِ كامناً لَذِذْتُ به جَهْلاً وفي اللّذّةِ الحتفُ فأفْنى وما أفنَتْهُ نَفْسِي كأنّمَا أبو الفَرَجِ القاضي له دونَها كَهفُ قَليلُ الكَرَى لوْ كانتِ البِيضُ والقَنَا كآرائِهِ ما أغنَتِ البَيضُ والزَّغْفُ يَقُومُ مَقامَ الجَيشِ تَقطيبُ وَجهه ويَستَغرِقُ الألفاظَ من لَفظِهِ حرْفُ وإنْ فَقَدَ الإعطاءَ حَنّتْ يَمينُهُ إلَيْهِ حَنينَ الإلْفِ فارَقَهُ الإلْفُ أديبٌ رَسَتْ للعِلْمِ في أرضِ صَدْرِهِ جِبالٌ جِبالُ الأرضِ في جنبها قُفُّ جَوادٌ سَمَتْ في الخَيرِ والشرّ كَفُّهُ سُمُوّاً أوَدَّ الدّهرَ أنّ کسمَهُ كَفُّ وأضْحَى وبَينَ النّاسِ في كلّ سَيّدٍ منَ النّاسِ إلاّ في سيادَتِهِ خُلفُ يُفَدّونَهُ حتى كأنّ دِماءَهُمْ لجاري هَواهُ في عُروقِهمِ تَقفُو وُقُوفَينِ في وَقْفَينِ شُكْرٍ ونَائِلٍ فنائِلُهُ وَقْفٌ وشُكرُهُمُ وَقْفُ ولمّا فَقَدْنَا مِثْلَهُ دامَ كَشْفُنَا عليهِ فدامَ الفقدُ وانكشفَ الكَشْفُ وما حارَتِ الأوْهامُ في عُظْمِ شأنِهِ بأكثرَ ممّا حارَ في حُسْنِهِ الطّرْفُ ولا نالَ مِنْ حُسّادِهِ الغَيظُ والأذَى بأعظَمَ ممّا نالَ من وَفرِهِ العُرْفُ تَفَكّرُهُ عِلْمٌ ومَنْطِقُهُ حُكْمٌ وباطِنُهُ دينٌ وظاهِرُهُ ظَرْفُ أماتَ رِياحَ اللّؤمِ وهْيَ عَواصِفٌ ومَغنى العُلى يودي ورَسْمُ الندى يَعفُو فلَمْ نَرَ قَبلَ ابنِ الحُسَينِ أصابِعاً إذا ما هطَلنَ استحيتِ الدِّيَمُ الوُطفُ ولا ساعِياً في قُلّةِ المَجْدِ مُدْرِكاً بأفعالِهِ ما لَيسَ يُدرِكُهُ الوَصْفُ ولم نَرَ شَيئاً يَحمِلُ العِبْءَ حَملَهُ ويَستَصغِرُ الدّنْيا ويَحمِلُه طِرْفُ ولا جَلَسَ البَحرُ المُحيطُ لِقاصِدٍ ومن تَحتِه فَرْشٌ ومن فوْقه سقفُ فَوا عَجَبا مني أُحاوِلُ نَعْتَهُ وقد فنيَتْ فيه القراطيسُ والصُّحْفُ ومن كَثرَةِ الأخبارِ عَن مَكْرُماتِهِ يَمُرّ لَهُ صِنْفٌ ويأتي لهُ صِنْفُ وتَفْتَرُّ منهُ عَنْ خِصالٍ كأنّها ثَنَايا حَبيبٍ لا يُمَلّ لَهَا رَشْفُ قصَدْتُكَ والرّاجونَ قَصدي إلَيهِمِ كثيرٌ ولكن ليسَ كالذّنَبِ الأنْفُ ولا الفِضّةُ البَيضاءُ والتّبرُ واحداً نَفوعانِ للمُكدي وبَيْنَهُما صَرْفُ ولَستَ بدونٍ يُرْتَجَى الغَيثُ دونَهُ ولا مُنتَهَى الجودِ الذي خلفَهُ خَلْفُ ولا واحداً في ذا الورى من جَمَاعَةٍ ولا البَعضَ من كلٍّ ولكنّك الضِّعْفُ ولا الضِّعْفَ حتى يَتبَعَ الضِّعفَ ضِعفُه ولا ضِعفَ ضِعفِ الضِّعفِ بل مثله ألْفُ أقاضِيَنَا هذا الذي أنْتَ أهْلُهُ غَلِطْتُ ولا الثُّلثانِ هذا ولا النّصْفُ وذَنْبيَ تَقْصِيري وما جِئتُ مَادِحاً بذَنبي ولكنْ جئتُ أسألُ أن تَعفُو
بِهِ وبِمِثْلِهِ شُقّ الصّفُوفُ وزَلّتْ عَن مُباشِرِها الحُتُوفُ فَدَعْهُ لَقًى فإنّكَ مِنْ كِرامٍ جَواشِنُها الأسِنّةُ والسّيوفُ
ومُنْتَسِبٍ عِندي إلى مَنْ أُحِبّهُ وللنَّبْلِ حَوْلي مِن يَدَيهِ حَفيفُ فَهَيّجَ مِنْ شَوْقي وما من مَذَلّةٍ حَنَنْتُ ولَكِنّ الكَريمَ ألُوفُ وكلُّ وِدادٍ لا يَدومُ على الأذَى دَوامَ وِدادي للحُسَينِ ضَعيفُ فإنْ يكُنِ الفِعْلُ الذي ساءَ واحِداً فأفْعالُهُ اللائي سَرَرْنَ أُلُوفُ ونَفْسي لَهُ نَفْسي الفِداءُ لنَفْسِهِ ولكِنّ بَعضَ المالِكينَ عَنيفُ فإنْ كانَ يَبغي قَتْلَها يَكُ قاتِلاً بكَفّيهِ فالقَتْلُ الشّريفُ شريفُ
أعْدَدْتُ للغَادِرِينَ أسْيَافَا أجْدَعُ مِنْهُمْ بِهِنّ آنَافَا لا يَرْحَمُ الله أرْؤساً لَهُمُ أطَرْنَ عَن هامِهِنّ أقْحَافَا ما يَنْقِمُ السّيفُ غَيرَ قِلّتِهمْ وَأنْ تَكُونَ المِئُونَ آلافَا يا شَرّ لَحْمٍ فَجَعْتُهُ بدَمٍ وَزَارَ للخامِعَاتِ أجْوَافَا قد كنتَ أُغنيتَ عن سؤالِكَ بي مَنْ زَجَرَ الطّيرَ لي وَمَنْ عَافَا وَعَدْتُ ذا النّصْلَ مَن تعَرّضَهُ وَخِفْتُ لمّا اعترَضْتَ إخْلافَا لا يُذكَرُ الخَيرُ إنْ ذُكِرْتَ وَلا تُتْبِعُكَ المُقْلَتَان تَوْكَافَا إذا امْرُؤٌ راعَني بِغَدْرَتِهِ أوْرَدْتُهُ الغَايَةَ التي خَافَا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأربعاء مارس 12, 2014 3:00 pm | |
| ]size=24]أيَدْري الرَّبْعُ أيَّ دَمٍ أراقَا وَأيَّ قُلُوبِ هذا الرّكْبِ شَاقَا لَنَا ولأهْلِهِ أبَداً قُلُوبٌ تَلاقَى في جُسُومٍ ما تَلاقَى ومَا عَفَتِ الرّياحُ لَهُ مَحَلاًّ عَفَاهُ مَنْ حَدَا بِهِمِ وَسَاقَا فَلَيْتَ هوَى الأحبّةِ كانَ عَدلاً فَحَمّلَ كُلّ قَلبٍ ما أطَاقَا نَظَرْتُ إلَيْهِمِ والعَينُ شَكْرَى فَصارَتْ كُلّهَا للدّمعِ مَاقَا وَقَدْ أخَذَ التّمامَ البَدْرُ فيهِمْ وَأعْطاني مِنَ السّقَمِ المُحاقَا وَبَينَ الفَرْعِ والقَدَمَينِ نُورٌ يَقُودُ بِلا أزِمّتِهَا النّياقَا وَطَرْفٌ إنْ سَقَى العُشّاقَ كأساً بهَا نَقْصٌ سَقانِيهَا دِهَاقَا وَخَصْرٌ تَثْبُتُ الأبْصارُ فِيهِ كأنّ عَلَيْهِ مِن حَدَقٍ نِطاقَا سَلي عَنْ سِيرَتي فَرَسي ورُمحي وَسَيْفي والهَمَلَّعَةَ الدِّفَاقَا تَرَكْنَا من وَرَاءِ العِيسِ نَجْداً وَنَكّبْنَا السّماوَةَ والعِراقَا فَمَا زالَتْ تَرَى واللّيلُ داجٍ لِسَيفِ الدّوْلَةِ المَلِكِ ائتلافَا أدِلّتُهَا رِياحُ المِسْكِ مِنْهُ إذا فَتَحَتْ مَناخِرَهَا انتِشاقَا أبَاحَكِ أيّهَا الوَحْشُ الأعَادي فَلِمْ تَتَعَرّضِينَ لَهُ الرّفَاقَا وَلَوْ تَبّعْتِ ما طَرَحَتْ قَنَاهُ لَكَفّكِ عَن رذَايَانَا وَعَاقَا وَلَوْ سِرْنَا إلَيْهِ في طَرِيقٍ مِنَ النّيرانِ لمْ نَخَفِ احتِرَاقَا إمَامٌ للأئِمّةِ مِنْ قُرَيْشٍ إلى مَنْ يَتّقُونَ لَهُ شِقَاقَا يَكونُ لهُمْ إذا غَضِبُوا حُساماً وَللهَيْجاءِ حينَ تَقُومُ سَاقَا فَلا تَسْتَنْكِرَنّ لَهُ ابْتِساماً إذا فَهِقَ المَكَرُّ دَماً وَضَاقَا فَقَدْ ضَمِنَتْ لَهُ المُهَجَ العَوَالي وَحَمّلَ هَمَّهُ الخَيْلَ العِتَاقَا إذا أُنْعِلْنَ في آثَارِ قَوْمٍ وَإنْ بَعُدُوا جَعَلْنهُمُ طِرَاقَا وَإنْ نَقَعَ الصّريخُ إلى مَكَانٍ نَصَبْنَ لَهُ مُؤلَّلَةً دِقَاقَا فَكَانَ الطّعْنُ بَيْنَهُمَا جَوَاباً وَكانَ اللّبْثُ بَيْنَهُما فُوَاقَا مُلاقِيَةً نَواصِيهَا المَنَايَا مُعاوِدَةً فَوَارِسُهَا العِنَاقَا تَبِيتُ رِمَاحُهُ فَوْقَ الهَوَادي وَقَدْ ضَرَبَ العَجاجُ لَها رِوَاقَا تَميلُ كأنّ في الأبْطالِ خَمْراً عُلِلْنَ بها اصْطِباحاً وَاغْتِبَاقَا تَعَجّبَتِ المُدامُ وَقَدْ حَسَاهَا فَلَمْ يَسكَرْ وَجادَ فَما أفَاقَا أقامَ الشِّعْرُ يَنْتَظِرُ العَطَايَا فَلَمّا فَاقَتِ الأمْطارَ فَاقَا وَزَنّا قِيمَةَ الدّهْمَاءِ مِنْهُ وَوَفّيْنا القيَانَ بِهِ الصَّداقَا وَحاشا لارْتِياحِكَ أنْ يُبارَى وَللكَرَمِ الذي لَكَ أنْ يُبَاقَى وَلَكِنّا نُداعِبُ مِنْكَ قَرْماً تَرَاجَعَتِ القُرُومُ لَهُ حِقَاقَا فَتًى لا تَسْلُبُ القَتْلَى يَداهُ ويَسْلُبُ عَفْوُهُ الأسرَى الوِثَاقَا وَلم تَأتِ الجَميلَ إليّ سَهْواً وَلم أظْفَرْ بهِ مِنْكَ استِراقَا فَأبْلِغْ حاسِدِيّ عَلَيْكَ أنّي كَبَا بَرْقٌ يُحاوِلُ بي لَحاقَا وَهَلْ تُغْني الرّسائِلُ في عَدُوٍّ إذا ما لم يَكُنَّ ظُبًى رِقَاقَا إذا ما النّاسُ جَرّبَهُمْ لَبِيبٌ فإنّي قَدْ أكَلْتُهُمُ وَذاقَا فَلَمْ أرَ وُدّهُمْ إلاّ خِداعاً وَلم أرَ دينَهُمْ إلاّ نِفَاقَا يُقَصّرُ عَن يَمينِكَ كُلُّ بحْرٍ وَعَمّا لم تُلِقْهُ مَا ألاقَا وَلَوْلا قُدْرَةُ الخَلاّقِ قُلْنَا أعَمْداً كانَ خَلْقُكَ أمْ وِفَاقَا فَلا حَطّتْ لَكَ الهَيْجَاءُ سَرْجاً وَلا ذاقَتْ لَكَ الدّنْيَا فِراقَا
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا مُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ نُوَدّعُهُمْ وَالبَيْنُ فينَا كأنّهُ قَنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسجُ داوُدَ عندَها إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ هَوَادٍ لأمْلاكِ الجُيُوشِ كأنّهَا تَخَيَّرُ أرْوَاحَ الكُمَاةِ وتَنْتَقي تَقُدّ عَلَيْهِمْ كلَّ دِرْعٍ وَجَوْشنٍ وَتَفري إليهِمْ كلَّ سورٍ وَخَندَقِ يُغِيرُ بهَا بَينَ اللُّقَانِ وَوَاسِطٍ وَيَرْكُزُهَا بَينَ الفُراتِ وَجِلّقِ وَيَرْجِعُهَا حُمْراً كأنّ صَحيحَهَا يُبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ فَلا تُبْلِغَاهُ ما أقُولُ فإنّهُ شُجاعٌ متى يُذكَرْ لهُ الطّعنُ يَشْتَقِ ضَرُوبٌ بأطرافِ السّيُوفِ بَنانُهُ لَعُوبٌ بأطْرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ كسَائِلِهِ مَنْ يَسألُ الغَيثَ قَطرَةً كعاذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارْفُقِ لقد جُدْتَ حتى جُدْتَ في كلّ مِلّةٍ وحتى أتاكَ الحَمدُ من كلّ مَنطِقِ رَأى مَلِكُ الرّومِ ارْتياحَكَ للنّدَى فَقامَ مَقَامَ المُجْتَدي المُتَمَلِّقِ وخَلّى الرّماحَ السّمْهَرِيّةَ صاغِراً لأدْرَبَ منهُ بالطّعانِ وَأحْذَقِ وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامُهَا قَريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سُبّقِ وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسُولُهُ فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مُفَلَّقِ فَلَمّا دَنَا أخْفَى عَلَيْهِ مَكانَهُ شُعَاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَألّقِ وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي ولَمْ يَثْنِكَ الأعْداءُ عَنْ مُهَجاتِهمْ بمِثْلِ خُضُوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ وَكُنْتَ إذا كاتَبْتَهُ قَبْلَ هذِهِ كَتَبْتَ إليْهِ في قَذالِ الدّمُسْتُقِ فإنْ تُعْطِهِ مِنْكَ الأمانَ فَسائِلٌ وَإنْ تُعْطِهِ حَدّ الحُسامِ فأخلِقِ وَهَلْ تَرَكَ البِيضُ الصّوارِمُ منهُمُ حَبِيساً لِفَادٍ أوْ رَقيقاً لمُعْتِقِ لَقَد وَرَدوا وِرْدَ القَطَا شَفَرَاتِهَا وَمَرّوا عَلَيْها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ بَلَغْتُ بسَيْفِ الدّوْلَةِ النّورِ رُتْبَةً أنَرْتُ بها مَا بَينَ غَرْبٍ وَمَشرِقِ إذا شاءَ أنْ يَلْهُو بلِحيَةِ أحْمَقٍ أراهُ غُبَاري ثمّ قالَ لَهُ الحَقِ وَما كمَدُ الحُسّادِ شيءٌ قَصَدْتُهُ وَلكِنّهُ مَن يَزْحَمِ البَحرَ يَغرَقِ وَيَمْتَحِنُ النّاسَ الأميرُ برَأيِهِ وَيُغضِي على عِلْمٍ بكُلّ مُمَخْرِقِ وَإطراقُ طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ إذا كانَ طَرْفُ القلبِ ليسَ بمطرِقِ فيا أيّها المَطلوبُ جاوِرْهُ تَمْتَنِعْ وَيا أيّهَا المَحْرُومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقِ وَيا أجبنَ الفُرْسانِ صاحِبْهُ تجترىءْ ويا أشجَعَ الشجعانِ فارِقْهُ تَفْرَقِ إذا سَعَتِ الأعْداءُ في كَيْدِ مجْدِهِ سعى جَدُّهُ في كيدهم سعيَ مُحْنَقِ وَما ينصُرُ الفضْلُ المُبينُ على العدَى إذا لم يكُنْ فضْلَ السّعيدِ المُوَفَّقِ
تَذَكّرْتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبَارِقِ مَجَرَّ عَوَالينَا وَمَجْرَى السّوَابِقِ وَصُحْبَةَ قَوْمٍ يَذبَحُونَ قَنيصَهُمْ بفَضْلَةِ ما قد كَسّرُوا في المَفارِقِ وَلَيْلاً تَوَسَّدْنَا الثَّوِيّةَ تَحْتَهُ كأنّ ثَرَاهَا عَنْبَرٌ في المَرَافِقِ بِلادٌ إذا زارَ الحِسانَ بغَيرِهَا حَصَى تُرْبِهَا ثَقّبْنَهُ للمَخانِقِ سَقَتْني بهَا القُطْرُبُّليَّ مَليحَةٌ على كاذِبٍ منْ وَعدِها ضَوْءُ صَادقِ سُهادٌ لأجفانٍ وَشَمْسٌ لِنَاظِرٍ وَسُقْمٌ لأبدانٍ وَمِسْكٌ لِناشِقِ وَأغْيَدُ يَهْوَى نَفْسَهُ كلُّ عاقِلٍ عَفيفٍ وَيَهوَى جسمَهُ كلُّ فاسِقِ أدِيبٌ إذا ما جَسّ أوْتَارَ مِزْهَرٍ بلا كُلَّ سَمْعٍ عن سِواها بعائِقِ يُحَدِّثُ عَمّا بَينَ عادٍ وَبَيْنَهُ وَصُدْغاهُ في خَدّيْ غُلامٍ مُراهِقِ وَمَا الحُسْنُ في وَجْهِ الفتى شَرَفاً لَهُ إذا لم يكُنْ في فِعْلِهِ وَالخَلائِقِ وَمَا بَلَدُ الإنْسانِ غَيرُ المُوافِقِ وَلا أهْلُهُ الأدْنَوْنَ غَيرُ الأصادِقِ وَجائِزَةٌ دَعْوَى المَحَبّةِ وَالهَوَى وَإنْ كانَ لا يخفَى كَلامُ المُنافِقِ برَأيِ مَنِ انْقادَتْ عُقيلٌ إلى الرّدَى وَإشماتِ مَخلُوقٍ وَإسخاطِ خالِقِ أرَادوا عَلِيّاً بالذي يُعجِزُ الوَرَى وَيُوسِعُ قَتلَ الجحفَلِ المُتَضايِقِ فَمَا بَسَطُوا كَفّاً إلى غَيرِ قَاطِعٍ وَلا حَمَلُوا رَأساً إلى غَيرِ فَالِقِ لَقَد أقدَمُوا لَوْ صادَفُوا غيرَ آخِذٍ وَقد هرَبوا لوْ صَادَفوا غيرَ لاحِقِ وَلَمَّا كَسَا كَعْباً ثِياباً طَغَوْا بِهَا رَمَى كلَّ ثَوْبٍ مِنْ سِنانٍ بخارِقِ وَلمّا سَقَى الغَيْثَ الذي كَفَرُوا بِهِ سَقَى غَيرَهُ في غَيرِ تلكَ البَوَارِقِ وَما يُوجعُ الحِرْمانُ من كَفّ حارِمٍ كمَا يُوجعُ الحِرْمانُ من كَفّ رازِقِ أتَاهُمْ بهَا حَشْوَ العَجَاجَةِ وَالقَنَا سَنَابِكُهَا تحشُو بُطُونَ الحَمالِقِ عَوَابِسَ حَلّى يَابِسُ الماءِ حُزْمَها فَهُنّ على أوْساطِها كالمَنَاطِقِ فَلَيْتَ أبَا الهَيْجا يرَى خَلْفَ تَدْمُرٍ طِوَالَ العَوالي في طِوال السَّمالِقِ وَسَوْقَ عَليٍّ مِنْ مَعَدٍّ وَغَيرِها قَبَائِلَ لا تُعْطي القُفِيَّ لِسَائِقِ قُشَيرٌ وَبَلْعَجْلانِ فيها خَفِيّةٌ كَرَاءَينِ في ألْفاظِ ألثَغَ نَاطِقِ تُخَلّيهِمِ النّسْوانُ غَيرَ فَوَارِكٍ وَهُمْ خَلّوُا النّسْوانَ غَيرَ طَوَالِقِ يُفَرِّقُ ما بَينَ الكُماةِ وَبَيْنَهَا بطَعْنٍ يُسَلّي حَرُّهُ كلَّ عاشِقِ أتَى الظُّعْنَ حتى ما تَطيرُ رَشاشَةٌ منَ الخَيلِ إلاّ في نُحُورِ العَوَاتِقِ بكُلّ فَلاةٍ تُنكِرُ الإنْسَ أرْضُهَا ظعائنُ حُمْرُ الحَليِ حمرُ الأيانِقِ وَمَلْمُومَةٌ سَيْفِيّةٌ رَبَعِيّةٌ تَصيحُ الحَصَى فيها صِياحَ اللّقالِقِ بَعيدَةُ أطْرَافِ القَنا مِنْ أُصُولِهِ قَريبَةُ بَينَ البَيضِ غُبرُ اليَلامِقِ نَهَاهَا وَأغْنَاهَا عَنِ النّهْبِ جُودُه فَمَا تَبْتَغي إلاّ حُماةَ الحَقائِقِ تَوَهّمَهَا الأعرابُ سَوْرَةَ مُترَفٍ تُذَكّرُهُ البَيْداءُ ظِلَّ السُّرادِقِ فَذَكّرْتَهُمْ بالمَاءِ ساعَةَ غَبّرَتْ سَماوَةُ كَلبٍ في أُنوفِ الحَزَائِقِ وكانُوا يَرُوعونَ المُلُوكَ بأنْ بدَوْا وَأنْ نَبَتَتْ في المَاءِ نَبْتَ الغَلافِقِ فهاجُوكَ أهْدَى في الفَلا من نُجُومه وَأبْدَى بُيُوتاً من أداحي النّقانِقِ وَأصْبَرَ عَن أمْوَاهِهِ من ضِبابِهِ وَآلَفَ منْها مُقْلَةً للوَدائِقِ وَكانَ هَديراً مِنْ فُحُولٍ تَرَكتَها مُهَلَّبَةَ الأذنابِ خُرْسَ الشّقاشِقِ فَما حَرَمُوا بالرّكضِ خَيلَكَ رَاحةً وَلَكِنْ كَفَاهَا البَرُّ قَطعَ الشّوَاهقِ وَلا شَغَلُوا صُمّ القَنَا بِقُلُوبِهِم عنِ الرَّكْزِ لكِنْ عن قلوبِ الدماسقِ ألمْ يحذَروا مَسْخَ الذي يَمسَخُ العِدى ويجعَلُ أيدي الأُسدِ أيدي الخرانِقِ وَقد عايَنُوه في سِواهُمْ وَرُبّمَا أرَى مارِقاً في الحَرْبِ مصرَعَ مارِقِ تَعَوّدَ أنْ لا تَقْضَمَ الحَبَّ خَيْلُهُ إذا الهَامُ لم تَرْفَعْ جُنُوبَ العَلائِقِ وَلا تَرِدَ الغُدْرانَ إلاّ وَمَاؤهَا منَ الدّمِ كالرّيحَانِ فَوْقَ الشّقائقِ لَوَفْدُ نُمَيرٍ كانَ أرْشَدَ منْهُمُ وقد طَرَدوا الأظْعانَ طَرْدَ الوَسائقِ أعَدّوا رِماحاً مِنْ خُضُوعٍ فطاعَنُوا بهَا الجَيشَ حتى رَدّ غَرْبَ الفَيالِقِ فَلَمْ أرَ أرْمَى منهُ غَيرَ مُخاتِلٍ وَأسرَى إلى الأعداءِ غَيرَ مُسارِقِ تُصِيبُ المَجانيقُ العِظامُ بكَفّهِ دَقائِقَ قد أعْيَتْ قِسِيَّ البَنَادِقِ
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ أبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ أمّا بَنُو أوْسِ بنِ مَعْنِ بنِ الرّضَى فأعزُّ مَنْ تُحْدَى إليهِ الأيْنُقُ كَبّرْتُ حَوْلَ دِيارِهِمْ لمّا بَدَتْ منها الشُّموسُ وَليسَ فيها المَشرِقُ وعَجِبتُ من أرْضٍ سَحابُ أكفّهمْ من فَوْقِها وَصُخورِها لا تُورِقُ وَتَفُوحُ من طِيبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ لَهُمُ بكُلّ مكانَةٍ تُسْتَنشَقُ مِسْكِيّةُ النّفَحاتِ إلاّ أنّهَا وَحْشِيّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعْبَقُ أمُريدَ مِثْلِ مُحَمّدٍ في عَصْرِنَا لا تَبْلُنَا بِطِلابِ ما لا يُلْحَقُ لم يَخْلُقِ الرّحْم?نُ مثلَ مُحَمّدٍ أحَداً وَظَنّي أنّهُ لا يَخْلُقُ يا ذا الذي يَهَبُ الكَثيرَ وَعِنْدَهُ أنّي عَلَيْهِ بأخْذِهِ أتَصَدّقُ أمْطِرْ عَليّ سَحَابَ جُودِكَ ثَرّةً وَانظُرْ إليّ برَحْمَةٍ لا أغْرَقُ كَذَبَ ابنُ فاعِلَةٍ يَقُولُ بجَهْلِهِ ماتَ الكِرامُ وَأنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
. [/size] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الخميس مارس 13, 2014 8:37 am | |
| أيَّ مَحَلٍّ أرْتَقي أيَّ عَظيمٍ أتّقي وَكُلّ مَا قَدْ خَلَقَ اللّـ ـهُ وَما لَمْ يُخْلَقِ مُحْتَقَرٌ في هِمّتي كَشَعْرَةٍ في مَفْرِقي
هُوَ البَينُ حتى ما تَأنّى الحَزائِقُ ويا قَلْبُ حتى أنْتَ مِمّن أُفارِقُ وَقَفْنا ومِمّا زادَ بَثّاً وُقُوفُنَا فَرِيقَيْ هَوًى منّا مَشُوقٌ وشائِقُ وقد صارَتِ الأجفانُ قَرْحى منَ البُكا وصارَتْ بهاراً في الخدودِ الشّقائقُ على ذا مضَى النّاسُ اجتماعٌ وفُرْقَةٌ ومَيْتٌ ومَوْلُودٌ وقالٍ ووامِقُ تَغَيّرَ حَالي واللّيالي بحالِها وشِبْتُ وما شابَ الزّمانُ الغُرانِقُ سَلِ البِيدَ أينَ الجِنّ منّا بجَوْزِها وعن ذي المَهاري أينَ منها النَّقانِقُ ولَيْلٍ دَجوجيٍّ كَأنّا جَلَتْ لَنا مُحَيّاكَ فيهِ فاهْتَدَيْنا السَّمالِقُ فما زالَ لَوْلا نُورُ وَجهِكَ جِنحُهُ ولا جابهَا الرُّكْبانُ لوْلا الأيانِقُ وهَزٌّ أطارَ النّوْمَ حتى كَأنّني من السُّكرِ في الغَرْزَينِ ثوْبٌ شُبارِقُ شدَوْا بابنِ إسحقَ الحُسينِ فصافحتْ ذَفارِيَها كِيرانُها والنَّمارِقُ بمَنْ تَقشَعرّ الأرْضُ خوفاً إذا مشَى عليها وتَرْتَجّ الجبالُ الشّواهِقُ فتًى كالسّحابِ الجونِ يُخشَى ويُرْتَجى يُرَجّى الحَيا منها وتُخشَى الصّواعقُ ولَكِنّها تَمْضِي وهذا مُخَيِّمٌ وتَكذبُ أحياناً وذا الدّهرَ صادِقُ تَخَلّى منَ الدّنْيا ليُنْسَى فَما خلتْ مَغارِبُها مِنْ ذِكْرِهِ وَالمَشارِقُ غَذا الهِنْدُوانيّاتِ بالهَامِ والطُّلَى فَهُنّ مَدارِيها وهُنّ المَخانِقُ تَشَقَّقُ مِنهُنّ الجُيوبُ إذا غَزا وتُخضَبُ منهنّ اللّحَى والمَفارِقُ يُجَنَّبُها مَنْ حَتْفُهُ عنهُ غافِلٌ ويَصلى بها مَن نَفسُهُ منهُ طالِقُ يُحاجَى به ما ناطِقٌ وهْوَ ساكِتٌ يُرَى ساكتاً والسّيفُ عن فيه ناطِقُ نَكِرْتُكَ حتى طالَ منكَ تَعَجّبي ولا عَجَبٌ من حُسنِ ما الله خالِقُ كأنّكَ في الإعطاءِ للمَالِ مُبغِضٌ وفي كلّ حَرْبٍ للمَنيّةِ عَاشِقُ ألا قَلّما تَبْقَى علَى ما بَدا لَهَا وحَلّ بهَا مِنْكَ القَنَا والسّوابِقُ خَفِ الله وَاسْتُرْ ذا الجَمالَ ببُرْقعٍ فإنْ لُحتَ ذابتْ في الخدورِ العواتقُ سَيُحيي بكَ السُّمّارُ ما لاحَ كوْكبٌ ويَحدو بكَ السُّفّارُ ما ذرّ شارِقُ فَما تَرْزُقُ الأقدارُ من أنتَ حارِمٌ ولا تَحْرِمُ الأقدارُ مَن أنتَ رازِقُ ولا تَفْتُقُ الأيّامُ ما أنْتَ راتِقٌ ولا تَرْتُقُ الأيّامُ ما أنْتَ فاتِقُ لكَ الخَيرُ غَيري رامَ من غيرك الغنى وغَيري بغَيرِ اللاذِقيّةِ لاحِقُ هيَ الغَرضُ الأقصَى ورُؤيَتُكَ المنى ومَنزِلُكَ الدّنْيا وأنْتَ الخَلائِقُ
وَجَدْتُ المُدامَةَ غَلاّبَةً تُهَيّجُ للقَلْبِ أشْواقَهُ تُسِيءُ مِنَ المَرْءِ تأديبَهُ ولَكِنْ تُحَسّنُ أخْلاقَهُ وأنْفَسُ ما للفَتى لُبّهُ وذو اللّبّ يَكْرَهُ إنْفاقَهُ وقَدْ مُتُّ أمْسِ بها مَوْتَةً ولا يَشْتَهي المَوْتَ مَنْ ذاقَهُ
وذاتِ غَدائِرٍ لا عَيْبَ فيها سِوَى أنْ لَيسَ تَصْلُحُ للعِناقِ إذا هَجَرَتْ فَعَنْ غيرِ اختِيارٍ وإنْ زارَتْ فَعَنْ غيرِ اشْتِياقِ أمَرْتَ بأنْ تُشالَ فَفارَقَتْنَا وما ألِمَتْ لحادِثَةِ الفِراقِ
سَقاني الخَمْرَ قَوْلُكَ لي بحَقّي وَوُدٌّ لمْ تَشُبْهُ لي بِمَذْقِ يَميناً لَوْ حَلَفْتَ وأنتَ تأتي على قَتْلي بها لَضَرَبتُ عُنْقي
ما للمُرُوجِ الخُضْرِ والحَدائِقِ يَشكُو خَلاها كَثرَةَ العَوائِقِ أقامَ فيها الثّلجُ كالمُرافِقِ يَعقِدُ فَوْقَ السّنّ ريقَ الباصِقِ ثمّ مَضَى لا عادَ مِنْ مُفارِقِ بقائِدٍ مِنْ ذَوْبِهِ وسائِقِ كأنّما الطّخرُورُ باغي آبِقِ يأكُلُ من نَبْتٍ قَصيرٍ لاصِقِ كَقَشْرِكَ الحِبرَ عَنِ المَهارِقِ أرودُهُ مِنْهُ بكَالشُّوذانِقِ بمُطْلَقِ اليُمْنى طَويلِ الفائِقِ عَبْلِ الشَّوَى مُقارِبِ المَرَافِقِ رَحْبِ اللَّبانِ نَائِهِ الطّرائِقِ ذي مَنخِرٍ رَحْبٍ وإطلٍ لاحِقِ مُحَجَّلٍ نَهْدٍ كُمَيْتٍ زاهِقِ شادِخَةٍ غُرّتُهُ كالشّارِقِ كأنّها مِنْ لَوْنِهِ في بارِقِ باقٍ على البَوْغاءِ والشّقائِقِ والأبْرَدَينِ والهَجِيرِ المَاحِقِ للفارِسِ الرّاكِضِ منهُ الواثِقِ خَوْفُ الجَبَانِ في فُؤادِ العاشِقِ كأنّهُ في رَيْدِ طَوْدٍ شاهِقِ يَشأى إلى المِسمَعِ صَوْتَ النّاطقِ لوْ سابَقَ الشّمسَ من المَشارِقِ جاءَ إلى الغَرْبِ مَجيءَ السّابِقِ يَتْرُكُ في حِجارَةِ الأبارِقِ آثَارَ قَلْعِ الحَلْيِ في المَناطِقِ مَشْياً وإنْ يَعْدُ فكالخَنادِقِ لَوْ أُورِدَتْ غِبَّ سَحابٍ صادِقِ لأحْسَبَتْ خَوامِسَ الأيانِقِ إذا اللّجامُ جاءَهُ لطارِقِ شَحَا لَهُ شَحْوَ الغُرابِ النّاعِقِ كأنّما الجِلْدُ لعُرْيِ النّاهِقِ مُنْحَدِرٌ عَنْ سِيَتيْ جُلاهِقِ بَزّ المَذاكي وهْوَ في العَقائِقِ وزادَ في السّاقِ على النَّقانِقِ وزادَ في الوَقْعِ على الصّواعِقِ وزادَ في الأُذْنِ على الخَرانِقِ وزادَ في الحِذْرِ على العَقاعِقِ يُمَيّزُ الهَزْلَ مِنَ الحَقائِقِ وَيُنْذِرُ الرَّكْبَ بِكُلِّ سَارِقِ يُرِيكَ خُرْقاً وَهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ يَحُكّ أنّى شَاءَ حَكَّ الباشِقِ قُوبِلَ مِنْ آفِقَةٍ وآفِقِ بَينَ عِتاقِ الخَيْلِ والعَتائِقِ فعُنْقُهُ يُرْبي على البَواسِقِ وحَلْقُهُ يُمْكِنُ فِتْرَ الخانِقِ أُعِدُّهُ للطّعنِ في الفَيالِقِ والضّرْبِ في الأوْجُهِ والمَفارِقِ والسّيرِ في ظِلّ اللّواءِ الخَافِقِ يحمِلُني والنّصْلُ ذو السّفاسِقِ يَقطُرُ في كُمّي إلى البَنائِقِ لا ألحَظُ الدّنْيا بعَيْنيْ وامِقِ ولا أُبالي قِلّةَ المُوافِقِ أيْ كَبْتَ كُلّ حاسِدٍ مُنافِقِ أنْتَ لَنا وكُلُّنا للخالِقِ
قالوا لَنا: ماتَ إسح?قٌ! فقُلتُ لهمْ: هذا الدّواءُ الذي يَشفي منَ الحُمُقِ إنْ ماتَ ماتَ بِلا فَقْدٍ ولا أسَفٍ أو عاشَ عاشَ بلا خَلْقٍ ولا خُلُقِ مِنْهُ تَعَلّمَ عَبْدٌ شَقّ هامَتَهُ خوْنَ الصّديقِ ودَسَّ الغدرِ في المَلَقِ وحَلْفَ ألْفِ يَمينٍ غَيْرِ صادِقَةٍ مَطرودَةٍ ككُعوبِ الرّمح في نَسَقِ ما زِلْتُ أعرِفُهُ قِرْداً بِلا ذَنَبٍ خِلْواً مِنَ البأسِ مَملُوءاً من النّزَقِ كَريشَةٍ في مَهَبّ الرّيحِ ساقِطَةٍ لا تَسْتَقِرّ على حالٍ منَ القَلَقِ تَستَغرِقُ الكَفُّ فَوْديهِ ومَنْكِبَهُ فتَكْتَسي منهُ ريحَ الجَوْرَبِ العَرِقِ فَسائِلُوا قاتِلِيهِ كَيفَ ماتَ لَهُمْ مَوْتاً من الضّرْبِ أمْ موْتاً من الفَرَقِ وأينَ مَوْقعُ حَدّ السّيفِ من شَبَحٍ بغَيرِ جِسْمٍ ولا رَأسٍ ولا عُنُقِ لَوْلا اللّئَامُ وشيءٌ مِنْ مُشابَهَةٍ لَكانَ ألأمَ طِفْلٍ لُفّ في خِرَقِ كَلامُ أكثرِ مَنْ تَلقَى ومَنظَرُهُ ممّا يَشقّ على الآذانِ والحَدَقِ
أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ تَحْسَبُ الدّمعَ خِلقَةً في المآقي كيفَ تَرْثي التي ترَى كلَّ جَفْنٍ راءها غَيرَ جَفْنِها غَيرَ راقي أنْتِ مِنّا فَتَنْتِ نَفسَكِ لَكِنّـ ـكِ عُوفيتِ مِنْ ضَنًى واشتياقِ حُلتِ دونَ المَزارِ فاليَوْمَ لوْ زُرْ تِ لحالَ النُّحولُ دونَ العِناقِ إنّ لَحْظاً أدَمْتِهِ وأدَمْنَا كانَ عَمداً لَنا وحَتفَ اتّفاقِ لوْ عَدا عَنكِ غيرَ هجرِكِ بُعدٌ لأرارَ الرّسيمُ مُخَّ المَنَاقي ولَسِرْنا ولَوْ وَصَلْنا عَلَيها مثلَ أنْفاسِنا على الأرْماقِ ما بِنا مِنْ هوَى العُيونِ اللّواتي لَوْنُ أشفارِهِنّ لَوْنُ الحِداقِ قَصّرَتْ مُدّةَ اللّيالي المَواضِي فأطالَتْ بها اللّيالي البَواقي كاثَرَتْ نائِلَ الأميرِ مِنَ الما لِ بما نَوّلَتْ مِنَ الإيراقِ لَيسَ إلاّ أبا العَشائِرِ خَلْقٌ سادَ هذا الأنامَ باستِحقاقِ طاعنُ الطّعنَةِ التي تَطْعَنُ الفيـ ـلَقَ بالذّعْرِ والدّمِ المُهرَاقِ ذاتُ فَرْغٍ كأنّها في حَشَا المُخْـ ـبَرِ عَنها من شِدّةِ الإطْراقِ ضارِبُ الهَامِ في الغُبارِ وما يَرْ هَبُ أن يَشرَبَ الذي هوَ ساقِ فَوْقَ شَقّاءَ للأشَقِّ مَجَالٌ بَينَ أرْساغِها وبَينَ الصّفاقِ ما رآها مكَذِّبُ الرُّسلِ إلاّ صَدّقَ القَوْلَ في صِفاتِ البُراقِ هَمُّهُ في ذوي الأسِنّةِ لا فيـ ـها وأطْرافُها لَهُ كالنّطاقِ ثاقبُ الرّأيِ ثابِتُ الحِلْمِ لا يَقـ ـدِرُ أمْرٌ لَهُ على إقْلاقِ يا بَني الحارِثِ بنِ لُقمانَ لا تَعـ ـدَمْكُمُ في الوَغى متونُ العتاقِ بَعَثُوا الرُّعبَ في قُلوبِ الأعاد يِّ فكانَ القِتالُ قَبلَ التّلاقي وتكادُ الظُّبَى لِما عَوّدوها تَنْتَضِي نَفْسَها إلى الأعْناقِ وإذا أشفَقَ الفَوارِسُ مِنْ وَقْـ ـعِ القَنَا أشفَقوا مِنَ الإشْفاقِ كلُّ ذِمرٍ يزْدادُ في الموْتِ حُسناً كَبُدورٍ تَمامُها في المُحاقِ جاعِلٍ دِرْعَهُ مَنِيّتَهُ إنْ لم يكُنْ دونَها منَ العارِ واقِ كَرَمٌ خَشّنَ الجَوانبَ مِنهُمْ فَهْوَ كالماءِ في الشّفارِ الرّقاقِ ومَعالٍ إذا ادّعاها سِواهُمْ لَزِمَتْهُ جِنايَةُ السُّرّاقِ يابنَ مَنْ كُلّما بَدَوْتَ بدا لي غائبَ الشّخصِ حاضرَ الأخلاقِ لوْ تَنَكّرْتَ في المَكَرّ لقَوْمٍ حَلَفُوا أنّكَ ابنُهُ بالطّلاقِ كيفَ يَقوَى بكَفّكَ الزَّندُ والآ فاقُ فيها كالكفّ في الآفاقِ قَلّ نَفْعُ الحَديدِ فيكَ فَما يَلـ ـقاكَ إلاّ مَنْ سَيفُهُ مِنْ نِفاقِ إلْفُ هذا الهَواءِ أوْقَعَ في الأنْـ ـفُسِ أنّ الحِمامَ مُرُّ المَذاقِ والأسَى قبلَ فُرْقَةِ الرّوحِ عجزٌ والأسَى لا يكونُ بَعدَ الفِراقِ كمْ ثَراءٍ فَرَّجتَ بالرّمْحِ عنهُ كانَ مِن بُخلِ أهلِه في وِثاقِ والغِنى في يَدِ اللّئيمِ قَبيحٌ قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإمْلاقِ ليس قوْلي في شمس فعلك كالشّمْـ ـسِ ولكن كالشّمسِ في الإشراقِ شاعرُ المَجْدِ خِدْنُهُ شاعرُ اللّفْـ ـظِ كِلانا رَبُّ المَعاني الدّقاقِ لم تَزَلْ تَسمَعُ المَديحَ ولكِنّ صَهيلَ الجِيادِ غَيرُ النُّهاقِ ليتَ لي مثلَ جَدّ ذا الدّهرِ في الأد هُرِ أوْ رِزْقِهِ منَ الأرزاقِ أنْتَ فيهِ وكانَ كلُّ زَمانٍ يَشتَهي بَعضَ ذا على الخَلاّقِ | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الخميس مارس 13, 2014 8:42 am | |
| لامَ أُناسٌ أبا العَشائِرِ في جُودِ يَدَيْهِ بالعَينِ والوَرِقِ وإنّما قِيلَ لِمْ خُلِقْتَ كذا وخالِقُ الخَلْقِ خالِقُ الخُلُقِ قالوا: ألمْ تكْفِهِ سَمَاحَتُهُ حتى بنَى بَيْتَهُ على الطُّرُقِ فقُلتُ: إنّ الفَتى شَجاعَتُهُ تُريهِ في الشُّحّ صُورَةَ الفَرَقِ الشّمسُ قد حَلّتِ السّماءَ وما يحجُبُها بُعدُها عنِ الحَدَقِ بضَرْبِ هامِ الكُماةِ تَمّ لَهُ كَسبُ الذي يكسِبونَ بالمَلَقِ كُنْ لُجّةً أيّها السّماحُ فقَدْ أمّنَهُ سَيفُهُ مِنَ الغَرَقِ
رُبّ نَجيعٍ بسَيفِ الدّوْلَةِ انْسَفَكا وَرُبَّ قافِيَةٍ غَاظَتْ بِهِ مَلِكَا مَن يَعرِفِ الشّمسَ لم يُنكِرْ مَطالعها وَيُبصِرِ الخَيلَ لا يَستكرِمِ الرَّمَكَا تَسُرّ بالمالِ بَعضَ المَالِ تَمْلِكُهُ إنّ البِلادَ وَإنّ العالَمينَ لَكَا
إنّ هَذا الشّعرَ في الشّعْرِ مَلَكْ سارَ فَهوَ الشّمْسُ وَالدّنيا فَلَكْ عَدَلَ الرّحْم?نُ فيهِ بَيْنَنَا فَقَضَى باللّفْظِ لي وَالحَمْدِ لكْ فَإذا مَرّ بِأُذْنَيْ حَاسِدٍ صارَ مِمّنْ كانَ حَيّاً فَهَلَكْ
أمَا تَرَى ما أراهُ أيّها المَلِكُ كأنّنَا في سَماءٍ ما لَها حُبُكُ ألفَرْقَدُ ابْنُكَ وَالمِصباحُ صاحِبُهُ وأنتَ بَدرُ الدُّجَى والمَجلسُ الفَلَكُ
بكَيتُ يا رَبْعُ حتى كِدْتُ أُبكيكَا وجُدْتُ بي وبدَمعي في مَغانيكَا فعِمْ صَباحاً لقدْ هَيّجتَ لي طَرَباً وَارْدُدْ تَحِيّتَنَا إنّا مُحَيّوكَا بأيّ حُكْمِ زَمانٍ صِرْتَ مُتّخِذاً رِئْمَ الفَلا بَدَلاً من رِئْمِ أهليكَا أيّامَ فيكَ شُمُوسٌ ما انْبَعَثْنَ لَنا إلاّ ابتَعَثنَ دماً باللّحْظِ مَسْفُوكَا والعَيشُ أخضَرُ والأطلالُ مُشرِقَةٌ كأنّ نُورَ عُبَيْدِالله يَعْلُوكَا نَجا امرؤٌ يا ابنَ يحيَى كنتَ بُغيَتَهُ وخابَ رَكْبُ رِكابٍ لم يَؤمّوكَا أحْيَيْتَ للشّعَراءِ الشّعرَ فامْتَدَحوا جَميعَ مَنْ مَدَحوهُ بالّذي فيكَا وعَلّمُوا النّاسَ منكَ المجدَ واقتدروا على دَقيقِ المَعاني مِنْ مَعانيكَا فكُنْ كَما شِئتَ يا مَنْ لا شَبيهَ لَهُ وكيفَ شئتَ فَما خَلْقٌ يُدانيكَا شُكْرُ العُفاةِ لِما أوْلَيتَ أوْجَدَني إلى نَداكَ طَريقَ العُرْفِ مَسْلُوكَا وعُظْمُ قَدْرِكَ في الآفاقِ أوْهَمَني أنّي بِقِلّةِ ما أثْنَيْتُ أهْجُوكَا كَفَى بأنّكَ مِنْ قَحطانَ في شَرَفٍ وإنْ فَخَرْتَ فكُلٌّ مِنْ مَواليكَا ولَوْ نَقَصْتُ كما قد زِدْتَ من كَرَمٍ على الوَرَى لَرَأوْني مِثْلَ شانيكَا لَبَّيْ نَداكَ لَقَدْ نادَى فأسْمَعَني يَفديكَ من رجلٍ صَحبي وأفديكَا ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ حتى ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا فإنْ تَقُلْ هَا فَعاداتٌ عُرِفتَ بها أوْ لا فإنّكَ لا يَسخُو بلا فُوكَا
نُهَنَّى بصُورٍ أمْ نُهَنّئُهَا بِكَا وقَلّ الذي صُورٌ وأنْتَ لَهُ لَكَا وما صَغُرَ الأرْدُنُّ والسّاحلُ الذي حُبيتَ بهِ إلاّ إلى جَنبِ قَدْرِكَا تَحَاسَدَتِ البُلْدانُ حتى لوَ ?نّها نُفُوسٌ لَسارَ الشّرْقُ والغرْبُ نحوَكا وأصْبَحَ مِصْرٌ لا تكونُ أمِيرَهُ ولَوْ أنّهُ ذو مُقْلَةٍ وفَمٍ بَكَا
لَمْ تَرَ مَنْ نَادَمْتُ إلاّكَا لا لِسِوَى وُدّكَ لي ذاكَا ولا لحُبّيهَا ولَكِنّني أمسَيْتُ أرْجوكَ وأخْشاكَا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 السبت مارس 15, 2014 8:00 am | |
| يا أيّها المَلِكُ الذي نُدَماؤهُ شُرَكاؤهُ في مِلْكِهِ لا مُلكِهِ في كلّ يَوْمٍ بَيْنَنا دَمُ كَرْمَةٍ لكَ تَوْبَةٌ من تَوْبَةٍ من سَفكِهِ والصّدقُ من شيَمِ الكرام فقلْ لنا أمنَ الشّرابِ تَتوبُ أم من تركِهِ؟
قَد بَلَغْتَ الذي أرَدْتَ منَ البِرِّ ومِنْ حَقِّ ذا الشّريفِ عَلَيكَا وإذا لمْ تَسِرْ إلى الدّارِ في وَقْـ ـتِكَ ذا خِفْتُ أنْ تَسيرَ إلَيكَا
لَئِنْ كانَ أحْسَنَ في وَصفِها لقد فاتَهُ الحسنُ في الوَصْفِ لكْ لأنّكَ بَحْرٌ وإنّ البِحارَ لتأنَفُ مِنْ حالِ هذي البِرَكْ كأنّكَ سَيْفُكَ لا ما مَلَكْـ ـتَ يَبْقَى لَدَيْكَ ولا ما مَلَكْ فأكْثَرُ من جَرْيها ما وَهَبْتَ وأكْثَرُ مِنْ مائِها ما سَفَكْ أسأتَ وأحْسَنْتَ عَن قُدْرَةٍ ودُرْتَ على النّاسِ دَوْرَ الفَلَكْ
فِدًى لكَ مَن يُقَصّرُ عَن مَداكا فَلا مَلِكٌ إذَنْ إلاّ فَدَاكَا وَلَوْ قُلْنا فِدًى لكَ مَن يُساوي دَعَوْنَا بالبَقَاءِ لِمَنْ قَلاكَا وَآمَنّا فِداءَكَ كُلَّ نَفْسٍ وَلَوْ كانَتْ لمَمْلَكَةٍ مِلاكَا وَمَنْ يَظَّنُّ نَثْرَ الحَبّ جُوداً وَيَنصِبُ تحتَ ما نَثَرَ الشِّباكَا وَمَنْ بَلَغَ الحَضِيضَ بهِ كَرَاهُ وَإنْ بَلَغَتْ بهِ الحالُ السُّكاكَا فَلَوْ كانَتْ قُلُوبُهُمُ صَديقاً لَقَدْ كانَتْ خَلائِقُهُمْ عِداكَا لأنّكَ مُبْغِضٌ حَسَباً نَحِيفاً إذا أبْصَرْتَ دُنْيَاهُ ضِنَاكَا أرُوحُ وَقد خَتَمتَ على فُؤادي بحُبّكَ أنْ يحِلّ بهِ سِوَاكَا وَقَد حَمّلْتَني شُكْراً طَوِيلاً ثَقِيلاً لا أُطيقُ بِهِ حَرَاكَا أُحاذِرُ أن يَشُقّ عَلى المَطَايَا فَلا تَمْشِي بِنَا إلاّ سِواكَا لَعَلّ الله يَجْعَلُهُ رَحِيلاً يُعِينُ على الإقامَةِ في ذَرَاكَا فلوْ أنّي استَطَعتُ خفَضْتُ طرْفي فَلَمْ أُبْصِرْ به حتى أرَاكَا وَكَيفَ الصّبرُ عَنكَ وَقد كَفَاني نَداكَ المُسْتَفيضُ وَما كَفَاكَا أتَترُكُني وَعَينُ الشّمسِ نَعلي فتَقْطَعَ مَشيَتي فيهَا الشِّرَاكَا أرَى أسَفي وَمَا سِرْنا شَديداً فكَيفَ إذا غَدا السّيرُ ابترَاكَا وَهَذا الشّوْقُ قَبلَ البَينِ سَيفٌ وَهَا أنا ما ضُرِبتُ وَقد أحَاكَا إذا التّوْديعُ أعرَضَ قالَ قَلبي عليكَ الصّمتَ لا صاحَبتَ فاكَا وَلَوْلا أنّ أكْثَرَ مَا تَمَنّى مُعاوَدَةٌ لَقُلتُ: وَلا مُنَاكَا إذا اسْتَشْفَيْتَ مِنْ داءٍ بِداءٍ فأقتَلُ مَا أعَلّكَ ما شَفَاكَا فأستُرُ مِنكَ نَجْوَانَا وَأُخْفي هُمُوماً قَد أطَلْتُ لَها العِرَاكَا إذا عاصَيْتُهَا كانَتْ شِداداً وَإنْ طاوَعْتُها كانَتْ رِكَاكَا وَكمْ دونَ الثّوِيّةِ مِنْ حَزِينٍ يَقُولُ لَهُ قُدومي ذا بِذاكَا وَمِنْ عَذْبِ الرُّضَابِ إذا أنَخْنَا يُقَبّلُ رَحْلَ تُرْوَكَ وَالوِرَاكَا يُحَرِّمُ أنْ يَمَسّ الطّيبَ بَعدي وَقد عَبِقَ العَبِيرُ بِهِ وَصَاكَا وَيَمْنَعُ ثَغْرَهُ مِنْ كلّ صَبٍّ وَيَمْنَحُهُ البَشَامَةَ وَالأرَاكَا يُحَدّثُ مُقْلَتَيْهِ النّوْمُ عَنّي فَلَيتَ النّوْمَ حَدّثَ عن نَداكَا وَأنّ البُخْتَ لا يُعْرِقْنَ إلاّ وَقد أنضَى العُذافِرَةَ اللِّكَاكَا وَمَا أرْضَى لمُقْلَتِهِ بِحُلْمٍ إذا انْتَبَهَتْ تَوَهَّمَهُ ابتِشاكَا وَلا إلاّ بأنْ يُصغي وَأحْكي فَلَيْتَكَ لا يُتَيّمُهُ هَوَاكَا وكم طَرِبِ المَسامعِ ليس يَدري أيَعْجَبُ مِنْ ثَنَائي أمْ عُلاكَا وَذاكَ النّشرُ عِرْضُكَ كانَ مِسكاً وَهَذا الشّعْرُ فِهْرِي وَالمَداكَا فَلا تَحمَدْهُما وَاحْمَدْ هُماماً إذا لم يُسْمِ حَامِدُهُ عَنَاكَا أغَرَّ لَهُ شَمَائِلُ مِنْ أبِيهِ غَداً يَلْقَى بَنُوكَ بهَا أبَاكَا وَفي الأحبابِ مُخْتَصٌّ بوَجْدٍ وَآخَرُ يَدّعي مَعَهُ اشْتِرَاكَا إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدودٍ تَبَيّنَ مَنْ بَكَى مِمّنْ تَباكَى أذَمّتْ مَكْرُماتُ أبي شُجاعٍ لعَيْني مِنْ نَوَايَ عَلى أُلاكَا فَزُلْ يا بُعْدُ عَنْ أيدي رِكَابٍ لهَا وَقْعُ الأسِنّةِ في حَشَاكَا وَأنّى شِئْتِ يا طُرُقي فَكُوني أذَاةً أوْ نَجَاةً أوْ هَلاكَا فلَوْ سِرْنَا وَفي تِشرِينَ خَمْسٌ رأوْني قَبلَ أنْ يَرَوُا السِّماكَا يُشَرِّدُ يُمْنُ فَنّاخُسْرَ عَنّي قَنَا الأعْداءِ وَالطّعْنَ الدِّرَاكَا وَألْبَسُ مِنْ رِضَاهُ في طَريقي سِلاحاً يَذعَرُ الأعْداءَ شَاكَا وَمَنْ أعتَاضُ منكَ إذا افْتَرَقْنَا وَكلُّ النّاسِ زُورٌ ما خَلاكَا وَمَا أنَا غَيرُ سَهْمٍ في هَوَاءٍ يَعُودُ وَلم يَجِدْ فِيهِ امتِساكَا حَيِيٌّ مِنْ إل?هي أنْ يَرَاني وَقَد فارَقْتُ دارَكَ وَاصْطَفَاكَا
رُوَيْدَكَ أيّها المَلِكُ الجَليلُ تَأنّ وعُدَّهُ ممّا تُنيلُ وجُودَكَ بالمُقامِ ولَوْ قَليلاً فَما فيما تَجُودُ بهِ قَليلُ لأِكْبُتَ حاسِداً وأرَى عَدُوّاً كأنّهُما وَداعُكَ والرّحيلُ ويَهْدَأ ذا السّحابُ فقد شكَكنا أتَغلِبُ أمْ حَياهُ لَكُم قَبيلُ وكنتُ أعيبُ عَذْلاً في سَماحٍ فَها أنَا في السّماحِ لَهُ عَذولُ وما أخشَى نُبُوّكَ عَنْ طَريقٍ وسَيفُ الدّوْلَةِ الماضي الصّقيلُ وكلُّ شَواةِ غِطْريفٍ تَمَنّى لسَيرِكَ أنّ مَفرِقَها السّبيلُ ومِثْلِ العَمْقِ مَمْلُوءٍ دِماءً جَرَتْ بكَ في مجاريهِ الخُيُولُ إذا اعتادَ الفَتى خوْضَ المَنايا فأهْوَنُ ما يَمُرّ بهِ الوُحُولُ ومَن أمَرَ الحُصُونَ فَما عَصَتْه أطاعَتْهُ الحُزُونَةُ والسّهُولُ أتَخْفِرُ كُلَّ مَنْ رَمَتِ اللّيالي وتُنشرُ كلَّ مَن دَفنَ الخُمولُ ونَدعوكَ الحُسامَ وهَلْ حُسامٌ يَعيشُ بهِ مِنَ المَوْتِ القَتيلُ وما للسّيفِ إلاّ القَطْعَ فِعْلٌ وأنْتَ القاطعُ البَرُّ الوَصُولُ وأنْتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبْراً وقَد فَنيَ التكلّمُ والصّهيلُ يَحيدُ الرّمحُ عنكَ وفيهِ قَصْدٌ ويَقصُرُ أنْ يَنالَ وفيهِ طُولُ فلَوْ قَدَرَ السّنانُ على لِسانٍ لَقالَ لكَ السّنانُ كما أقولُ ولوْ جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرْداً ولكِنْ ليسَ للدّنْيا خَليلُ
نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ ونَرْتَبِطُ السّوابِقَ مُقرَباتٍ وما يُنْجينَ مِنْ خبَبِ اللّيالي ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي وهَذا أوّلُ النّاعينَ طُرّاً لأوّلِ مَيْتَةٍ في ذا الجَلالِ كأنّ المَوْتَ لم يَفْجَعْ بنَفْسٍ ولم يَخْطُرْ لمَخلُوقٍ بِبالِ صَلاةُ الله خالِقِنا حَنُوطٌ على الوَجْهِ المُكَفَّنِ بالجَمَالِ على المَدْفونِ قَبلَ التُّرْبِ صَوْناً وقَبلَ اللّحدِ في كَرَمِ الخِلالِ فإنّ لهُ ببَطْنِ الأرْضِ شَخْصاً جَديداً ذِكْرُناهُ وهْوَ بَالِ أطابَ النّفسَ أنّكِ مُتِّ مَوْتاً تَمَنّتْهُ البَوَاقي والخَوَالي وزُلْتِ ولم تَرَيْ يَوْماً كَريهاً تُسَرّ النّفسُ فيهِ بالزّوالِ رِواقُ العِزّ فَوْقَكِ مُسْبَطِرٌّ ومُلْكُ عَليٍّ ابنِكِ في كمَالِ سَقَى مَثْواكِ غادٍ في الغَوادي نَظيرُ نَوَالِ كَفّكِ في النّوالِ لِساحبهِ على الأجداثِ حَفْشٌ كأيدي الخَيلِ أبصَرتِ المَخالي أُسائِلُ عَنكِ بعدَكِ كلّ مَجدٍ وما عَهدي بمَجدٍ عَنكِ خالِ يَمُرّ بقَبرِكِ العافي فيَبكي ويَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السّؤالِ وما أهداكِ لِلْجَدْوَى عَلَيْهِ لَوَ انّكِ تَقدِرينَ على فَعَالِ بعَيشِكِ هلْ سَلَوْتِ فإنّ قَلبي وإنْ جانَبْتُ أرْضَكِ غيرُ سالِ نَزَلْتِ على الكَراهَةِ في مَكانٍ بَعُدْتِ عنِ النُّعامى والشَّمالِ تُحَجّبُ عنكِ رائحَةُ الخُزامَى وتُمْنَعُ منكِ أنْداءُ الطِّلالِ بدارٍ كلّ ساكِنِها غَريبٌ بَعيدُ الدّارِ مُنْبَتُّ الحِبالِ حَصانٌ مثلُ ماءِ المُزْنِ فيهِ كَتُومُ السّرّ صادِقَةُ المَقالِ يُعَلّلُها نِطاسِيُّ الشّكايَا وواحِدُها نِطاسِيُّ المَعَالي إذا وَصَفُوا لهُ داءً بثَغْرٍ سَقاهُ أسِنّةَ الأسَلِ الطِّوالِ ولَيسَتْ كالإناثِ ولا اللّواتي تُعَدّ لها القُبورُ منَ الحِجالِ ولا مَنْ في جَنازَتِها تِجارٌ يكونُ وَداعُها نَفضَ النّعالِ مَشَى الأمَراءُ حَوْلَيها حُفاةً كأنّ المَرْوَ من زِفِّ الرّئَالِ وأبْرَزَتِ الخُدورُ مُخَبّآتٍ يَضَعْنَ النِّقْسَ أمكِنَةَ الغَوالي أتَتْهُنّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ فدَمْعُ الحُزْنِ في دَمعِ الدّلالِ ولوْ كانَ النّساءُ كمَنْ فَقَدْنا لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ وأفجَعُ مَنْ فَقَدْنا مَن وَجَدْنا قُبَيلَ الفَقْدِ مَفْقُودَ المِثالِ يُدَفِّنُ بَعْضُنا بَعضاً وتَمْشِي أواخِرُنا على هامِ الأوالي وكَمْ عَيْنٍ مُقَبّلَةِ النّواحي كَحيلٌ بالجَنادِلِ والرّمالِ ومُغْضٍ كانَ لا يُغْضِي لخَطبٍ وبالٍ كانَ يَفكُرُ في الهُزالِ أسَيْفَ الدّوْلَةِ اسْتَنجِدْ بصَبرٍ وكيفَ بمِثْلِ صَبرِكَ للجِبالِ وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ التّعَزّي وخوْضَ الموْتِ في الحرْبِ السِّجالِ وحالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شتى وحالُكَ واحدٌ في كلّ حالِ فلا غِيضَتْ بحارُكَ يا جَمُوماً على عَلَلِ الغَرائبِ والدِّخالِ رأيتُكَ في الّذينَ أرَى مُلُوكاً كأنّكَ مُسْتَقيمٌ في مُحالِ فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ
إلامَ طَماعِيَةُ العاذِلِ ولا رأيَ في الحُبّ للعاقِلِ يُرادُ مِنَ القَلْبِ نِسْيانُكُمْ وتأبَى الطّباعُ على النّاقِلِ وإنّي لأعْشَقُ مِنْ أجْلِكُمْ نُحُولي وكلَّ امرىءٍ ناحِلِ ولَوْ زُلْتُمُ ثُمّ لمْ أبْكِكُمْ بكَيْتُ على حُبّيَ الزّائِلِ أيُنكِرُ خَدّي دُموعي وقَدْ جرَتْ منهُ في مَسلَكٍ سابِلِ أأوّلُ دَمْعٍ جرَى فَوْقَهُ وأوّلُ حُزْنٍ على راحِلِ وهَبْتُ السّلُوّ لِمَنْ لامَني وبِتُّ منَ الشّوْقِ في شاغِلِ كأنّ الجُفُونَ على مُقلَتي ثِيابٌ شُقِقْنَ على ثاكِلِ ولوْ كنتُ في أسرِ غَيرِ الهَوَى ضَمِنْتُ ضَمانَ أبي وائِلِ فَدَى نَفسَهُ بضَمانِ النُّضارِ وأعطَى صُدورَ القَنَا الذّابِلِ ومَنّاهُمُ الخَيْلَ مَجْنُوبَةً فَجِئْنَ بكُلّ فَتًى باسِلِ كأنّ خَلاصَ أبي وائِلٍ مُعاوَدَةُ القَمَرِ الآفِلِ دَعا فسَمِعتَ وكمْ ساكِتٍ على البُعدِ عِندَكَ كالقائِلِ فَلَبّيْتَهُ بِكَ في جَحْفَلٍ لَهُ ضامِنٍ وبِهِ كافِلِ خَرَجنَ منَ النّقْعِ في عارِضٍ ومنْ عرَقِ الرّكضِ في وابِلِ فَلَمّا نَشِفْنَ لَقِينَ السِّياطَ بمِثْلِ صَفَا البَلَدِ الماحِلِ شَفَنَّ لخَمْسٍ إلى مَنْ طَلَبنَ قُبَيْلَ الشُّفُونِ إلى نازِلِ فَدانَتْ مَرافِقُهُنّ الثّرَى على ثِقَةٍ بالدّمِ الغاسِلِ وما بَينَ كاذَتَيِ المُسْتَغِيرِ كمَا بَينَ كاذَتَيِ البائِلِ فَلُقِّينَ كُلَّ رُدَيْنِيّةٍ ومَصبُوحَةٍ لَبَنَ الشّائِلِ وجَيشَ إمَامٍ على ناقَةٍ صَحيحِ الإمامَةِ في الباطِلِ فأقْبَلْنَ يَنْحَزْنَ قُدّامَهُ نَوافِرَ كالنّحْلِ والعاسِلِ فلَمّا بدَوْتَ لأصْحابِهِ رَأت أُسْدُها آكِلَ الآكِلِ بضَرْبٍ يَعُمّهُمُ جائِرٍ لَهُ فيهِمِ قِسمَةُ العادِلِ وطَعْنٍ يُجَمِّعُ شُذّانَهُمْ كمَا اجتَمَعَتْ دِرّةُ الحافِلِ إذا ما نَظَرْتَ إلى فارِسٍ تَحَيّرَ عَنْ مَذْهَبِ الرّاجِلِ فظَلّ يُخَضِّبُ مِنها اللّحَى فَتًى لا يُعيدُ على النّاصِلِ ولا يَسْتَغيثُ إلى ناصِرٍ ولا يَتَضَعْضَعُ مِنْ خاذِلِ ولا يَزَعُ الطِّرْفَ عَنْ مُقدَمٍ ولا يرْجعُ الطَّرْفَ عنْ هائِلِ إذا طَلَبَ التَّبْلَ لم يَشْأهُ وإنْ كانَ دَيْناً على ماطِلِ خُذُوا ما أتاكمْ بهِ واعذِرُوا فإنّ الغَنيمَةَ في العاجِلِ وإنْ كانَ أعجَبَكُم عامُكُمْ فعُودوا إلى حِمْصَ في القابِلِ فإنّ الحُسامَ الخَضيبَ الذي قُتِلْتُمْ بهِ في يَدِ القاتِلِ يَجودُ بمِثْلِ الذي رُمْتُمُ فلَمْ تُدْرِكوهُ على السّائلِ أمامَ الكَتيبَةِ تُزْهَى بِهِ مَكانَ السّنانِ منَ العامِلِ وإنّي لأعْجَبُ مِنْ آمِلٍ قِتالاً بكُمٍّ على بازِلِ أقالَ لَهُ الله لا تَلْقَهُمْ بماضٍ على فَرَسٍ حائِلِ إذا ما ضرَبْتَ بهِ هامَةً بَراها وغَنّاكَ في الكاهِلِ ولَيسَ بأوّلِ ذي هِمّةٍ دَعَتْهُ لِمَا لَيسَ بالنّائِلِ يُشَمّرُ لِلُّجِّ عَنْ ساقِهِ ويَغْمُرُهُ المَوْجُ في السّاحِلِ أمَا للخِلافَةِ مِنْ مُشْفِقٍ على سَيفِ دَوْلَتِها الفاصِلِ يَقُدّ عِداها بِلا ضارِبٍ ويَسْري إلَيهِمْ بِلا حامِلِ ترَكْتَ جَماجِمَهمْ في النَّقَا وما يَتَحَصّلْنَ للنّاخِلِ وأنْبَتَّ مِنْهُمْ رَبيعَ السّباعِ فأثْنَتْ بإحسانِكَ الشّامِلِ وعُدْتَ إلى حَلَبٍ ظافِراً كَعَوْدِ الحُليّ إلى العاطِلِ ومِثْلُ الذي دُسْتَهُ حافِياً يُؤثّرُ في قَدَمِ النّاعِلِ وكَمْ لَكَ مِنْ خَبَرٍ شائعٍ لَهُ شِيَةُ الأبْلَقِ الجائِلِ ويَوْمٍ شَرابُ بَنيهِ الرّدَى بَغيضِ الحُضورِ إلى الواغِلِ تَفُكّ العُناةَ وتُغْني العُفاةَ وتَغفِرُ للمُذْنِبِ الجاهِلِ فَهَنّأكَ النّصْرَ مُعْطيكَهُ وأرْضاهُ سَعْيُكَ في الآجِلِ فَذي الدّارُ أخونُ من مُومِسٍ وأخدَعُ مِن كَفّةِ الحابِلِ تَفَانَى الرّجالُ على حُبّها وما يَحْصُلُونَ على طائِلِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 السبت مارس 15, 2014 8:03 am | |
| أعْلى المَمالِكِ ما يُبْنى على الأسَلِ والطّعْنُ عِندَ مُحِبّيهِنّ كالقُبَلِ وما تَقِرُّ سُيوفٌ في مَمالِكِها حتى تُقَلْقَلَ دَهراً قبلُ في القُلَلِ مِثْلُ الأميرِ بَغَى أمراً فَقَرّبَهُ طولُ الرّماحِ وأيدي الخيلِ والإبِلِ وعَزْمَةٌ بَعَثَتْهَا هِمّةٌ زُحَلٌ من تَحتِها بمَكانِ التُّرْبِ من زُحَلِ على الفُراتِ أعاصِيرٌ وفي حَلَبٍ تَوَحُّشٌ لمُلَقّى النصْرِ مُقْتَبَلِ تَتْلُو أسِنّتُهُ الكُتْبَ التي نَفَذَتْ ويَجْعَلُ الخَيلَ أبدالاً مِنَ الرُّسُلِ يَلقى المُلوكَ فلا يَلقى سوَى جَزَرٍ وما أعَدّوا فَلا يَلقَى سوَى نَفَلِ صانَ الخَليفَةُ بالأبطالِ مُهْجَتَهُ صِيانَةَ الذَّكَرِ الهِنْدِيّ بالخِلَلِ الفاعِلُ الفِعْلَ لم يُفْعَلْ لِشدّتِهِ والقائِلُ القَوْلَ لمْ يُترَكْ ولم يُقَلِ والباعِثُ الجَيشَ قد غالَتْ عَجاجَتُه ضَوْءَ النّهارِ فصارَ الظُّهرُ كالطّفَلِ الجَوُّ أضيَقُ ما لاقاهُ ساطِعُها ومُقْلَةُ الشّمسِ فيها أحيرُ المُقَلِ يَنالُ أبْعَدَ منها وهيَ ناظِرَةٌ فَما تُقابِلُهُ إلاّ على وَجَلِ قد عرّضَ السّيفَ دونَ النّازِلاتِ بهِ وظاهرَ الحزْمَ بينَ النّفسِ والغِيَلِ ووَكّلَ الظّنَّ بالأسرارِ فانكَشَفَتْ لَهُ ضَمائِرُ أهلِ السّهلِ والجَبَلِ هُوَ الشّجاعُ يَعُدّ البُخلَ من جُبُنٍ وهْوَ الجَوادُ يَعُدّ الجُبنَ من بَخَلِ يَعودُ مِنْ كلّ فَتْحٍ غيرَ مُفْتَخِرٍ وقَدْ أغَذّ إلَيهِ غيرَ مُحْتَفِلِ ولا يُجيرُ عَلَيْهِ الدّهْرُ بُغْيَتَهُ ولا تُحَصِّنُ دِرْعٌ مُهْجَةَ البَطَلِ إذا خَلَعْتُ على عِرْضٍ لهُ حُلَلاً وجَدتُها مِنهُ في أبهَى منَ الحُلَلِ بذي الغَباوَةِ مِنْ إنْشادِها ضَرَرٌ كمَا تُضِرّ رِياحُ الوَرْدِ بالجُعَلِ لَقد رَأتْ كلُّ عينٍ منكَ مالِئَها وجَرّدَتْ خيرَ سَيفٍ خيرَةُ الدّوَلِ فَما تُكَشّفُكَ الأعداءُ عن مَلَلٍ من الحُروبِ ولا الآراءُ عن زَلَلِ وكَمْ رِجالٍ بلا أرضٍ لكَثرَتِهِمْ ترَكْتَ جَمْعَهُمُ أرْضاً بلا رَجُلِ ما زالَ طِرْفُكَ يَجري في دِمائِهِمِ حتى مشَى بكَ مشْيَ الشّارِبِ الثَّمِلِ يا مَن يَسيرُ وحُكمُ النّاظرَينِ لَهُ فيما يَراهُ وحكمُ القلبِ في الجَدَلِ إنّ السّعادَةَ فيما أنْتَ فاعِلُهُ وُفّقْتَ مُرْتَحِلاً أوْ غَيرَ مُرْتَحِلِ أجْرِ الجِيادَ على ما كنتَ مُجرِيَها وخُذْ بنَفْسِكَ في أخْلاقِكَ الأُولِ يَنْظُرْنَ مِنْ مُقَلٍ أدمَى أحِجّتَها قَرْعُ الفَوارِسِ بالعَسّالَةِ الذُّبُلِ فَلا هَجَمْتَ بها إلاّ على ظَفَرٍ وَلا وَصَلْتَ بها إلاّ إلى أمَلِ
بنا منكَ فوْقَ الرّملِ ما بك في الرّملِ وهذا الذي يُضْني كذاكَ الذي يُبلي كأنّكَ أبصرْتَ الذي بي وخِفْتَهُ إذا عشتَ فاخترتَ الحِمامَ على الثُّكلِ تركتَ خُدودَ الغانِياتِ وفَوْقَها دموعٌ تُذيبُ الحسن في الأعينِ النُّجلِ تَبُلّ الثّرَى سوداً منَ المِسكِ وحدَه وقد قطرَتْ حُمراً على الشّعَرِ الجَثلِ فإنْ تَكُ في قَبرٍ فإنّكَ في الحَشَا وإنْ تَكُ طفلاً فالأسَى ليسَ بالطفلِ ومِثْلُكَ لا يُبكَى على قَدْرِ سِنّهِ ولكِنْ على قدرِ المخيلَةِ والأصْلِ ألَستَ منَ القَوْمِ الأُلى مِنْ رِماحِهمْ نَداهُم ومِن قتلاهُمُ مُهجةُ البخلِ بمَوْلودِهِمْ صَمْتُ اللّسانِ كغَيرِهِ ولكِنّ في أعْطافِهِ مَنطِقَ الفضْلِ تُسَلّيهِمِ عَلْياؤهُمْ عَن مُصابِهِمْ ويَشغَلُهُمْ كسبُ الثّناءِ عن الشغلِ أقَلُّ بَلاءً بالرّزايَا مِنَ القَنَا وأقْدَمُ بَينَ الجَحْفَلينِ من النَّبْلِ عَزاءَكَ سَيفَ الدّولَةِ المُقْتَدَى به فإنّكَ نَصْلٌ والشّدائدُ للنّصلِ مُقيمٌ مِنَ الهَيجاءِ في كلّ مَنزِلٍ كأنّكَ من كلّ الصّوارِمِ في أهلِ ولم أرَ أعصَى منكَ للحُزْنِ عَبرَةً وأثْبَتَ عَقْلاً والقُلُوبُ بلا عَقلِ تَخُونُ المَنايا عَهْدَهُ في سَليلِهِ وتَنصُرُهُ بَينَ الفَوارِسِ والرَّجْلِ ويَبقَى على مَرّ الحَوادِثِ صَبرُهُ ويَبدو كمَا يَبدو الفِرِنْدُ على الصّقلِ ومَنْ كانَ ذا نَفسٍ كنَفسِكَ حرّةٍ فَفيهِ لها مُغْنٍ وفيها لَهُ مُسلِ وما الموْتُ إلاّ سارِقٌ دَقّ شَخْصُهُ يَصولُ بلا كَفٍّ ويَسعى بلا رِجْلِ يَرُدُّ أبو الشّبلِ الخَميسَ عنِ ابنِهِ ويُسْلِمُهُ عِندَ الوِلادَةِ للنّملِ بنَفسي وَليدٌ عادَ مِن بَعدِ حَمْلِهِ إلى بَطنِ أُمٍّ لا تُطرقُ بالحَمْلِ بَدَا ولَهُ وَعْدُ السّحابَةِ بالرِّوَى وصَدَّ وفينا غُلّةُ البَلَدِ المَحْلِ وقد مَدّتِ الخَيلُ العِتاقُ عُيونَها إلى وَقتِ تَبديلِ الرّكابِ من النّعلِ ورِيعَ لَهُ جَيشُ العَدوّ وما مشَى وجاشتْ له الحرْبُ الضَّروسُ وما تغلي أيَفْطِمُهُ التَّوْرابُ قَبلَ فِطامِهِ ويأكُلُهُ قبلَ البُلُوغِ إلى الأكلِ وقبلَ يرَى من جودِهِ ما رأيتَهُ ويَسمَعُ فيهِ ما سمعتَ من العذلِ ويَلقَى كمَا تَلقَى من السّلمِ والوَغَى ويُمسِي كمَا تُمسِي مَليكاً بلا مِثلِ تُوَلّيهِ أوساطَ البِلادِ رِماحُهُ وتَمْنَعُهُ أطرافُهُنّ منَ العَزْلِ أنَبْكي لمَوتانا على غَيرِ رَغْبَةٍ تَفُوتُ مِنَ الدّنْيا ولا مَوْهبٍ جَزْلِ إذا ما تأمّلتَ الزّمانَ وصَرْفَهُ تيَقّنْتَ أنّ الموْتَ ضرْبٌ من القتلِ وما الدّهرُ أهلٌ أنْ تُؤمَّلَ عِندَهُ حَياةٌ وأنْ يُشتاقَ فيهِ إلى النّسلِ
لا الحُلْمُ جادَ بِهِ وَلا بمِثالِهِ لَوْلا اذّكارُ وَدَاعِهِ وزِيَالِهِ إنّ المُعِيدَ لَنَا المَنَامُ خَيَالَهُ كانَتْ إعادَتُهُ خَيَالَ خَيَالِهِ بِتْنَا يُناوِلُنَا المُدامَ بكَفّهِ مَنْ لَيسَ يخطُرُ أنْ نَراهُ ببالِهِ نجني الكَواكِبَ من قَلائِدِ جيدِهِ ونَنالُ عينَ الشمس من خَلخالِهِ بِنْتُم عَنِ العَينِ القَريحَةِ فيكُمُ وَسَكَنْتُمُ طَيَّ الفُؤادِ الوَالِهِ فَدَنَوْتُمُ ودُنُوّكُمْ من عِنْدِهِ وَسَمَحتُمُ وسمَاحُكمْ من مالِهِ إنّي لأُبغِضُ طَيفَ من أحْبَبْتُهُ إذْ كانَ يَهجُرُنا زَمانَ وِصَالِهِ مِثْلُ الصّبابَةِ والكآبَةِ وَالأسَى فارَقْتُهُ فَحَدَثْنَ من تَرْحالِهِ وقَدِ استَقدتُ من الهوَى وأذَقْتُهُ من عِفّتي ما ذُقتُ مِنْ بَلبالِهِ وَلقد ذَخرْتُ لكُلّ أرْضٍ ساعَةً تَستَجفِلُ الضّرْغامَ عن أشبالِهِ تَلقَى الوُجوهُ بها الوُجوهَ وبَيْنَها ضَرْبٌ يَجولُ الموْتُ في أجْوَالِهِ ولقد خَبأتُ مِنَ الكَلامِ سُلافَهُ وسَقيتُ مَنْ نادَمتُ من جِرْيالِهِ وإذا تَعَثّرَتِ الجِيادُ بسَهْلِهِ بَرّزْتُ غَيرَ مُعَثَّرٍ بِحبَالِهِ وحَكَمتُ في البَلدِ العَرَاءِ بناعجٍ مُعتادِهِ مُجْتابِهِ مُغتالِهِ يَمشي كَما عَدَتِ المَطيّ وَرَاءَهُ ويَزيدُ وَقْتَ جَمَامِها وكَلالِهِ وتُراعُ غَيرَ مُعَقَّلاتٍ حَوْلَهُ فَيَفُوتُهَا مُتَجَفّلاً بعِقالِهِ فَغَدا النّجاحُ وراحَ في أخفَافِهِ وَغَدَا المِراحُ وراحَ في إرْقالِهِ وَشرِكْتُ دوْلَةَ هاشِمٍ في سَيفِها وشققتُ خِيس المُلكِ عن رِئبالِهِ عن ذا الذي حُرِمَ اللّيوثُ كَمالَه يُنسِي الفريسَةَ خَوْفَهُ بجمالِهِ وَتَواضَعُ الأمَراءُ حَوْلَ سَريرِهِ وتُري المَحَبّةَ وَهيَ من آكالِهِ ويُميتُ قَبلَ قِتالِهِ ويَبَشُّ قَبْـ ـلَ نَوالِهِ ويُنيلُ قَبلَ سُؤالِهِ إنّ الرّياحَ إذا عَمَدْنَ لناظِرٍ أغناهُ مُقبِلُها عَنِ اسْتِعجالِهِ أعطَى ومَنّ على المُلُوكِ بعَفْوِهِ حتى تَسَاوَى النّاسُ في إفضالِهِ وإذا غَنُوا بعَطائِهِ عَنْ هَزّهِ وَالَى فأغنَى أنْ يَقُولوا وَالِهِ وكأنّما جَدْواهُ مِنْ إكْثارِهِ حَسَدٌ لسائِلِهِ على إقْلالِهِ غرَبَ النّجومُ فغُرْنَ دونَ همومه وطَلَعنَ حينَ طَلَعنَ دونَ مَنالِهِ والله يُسْعِدُ كلّ يوْمٍ جَدَّهُ ويزيدُ مِنْ أعدائِهِ في آلِهِ لَوْ لم تَكُنْ تَجري على أسيافِهِ مُهَجاتُهُمْ لجَرَتْ على إقْبالِهِ لم يَتْرُكوا أثَراً عَلَيهِ من الوَغَى إلاّ دِماءَهُمُ على سِرْبالِهِ فَلِمِثْلِهِ جَمَعَ العَرَمْرَمُ نَفْسَهُ وبمثْلِهِ انفصَمَتْ عُرَى أقتالِهِ يا أيّها القَمَرُ المُباهي وَجهَهُ لا تُكذَبَنّ فلستَ من أشكالِهِ وإذا طَمَى البحرُ المُحيطُ فقُلْ لَهُ دَعْ ذا فإنّكَ عاجِزٌ عَنْ حالِهِ وَهبَ الذي وَرِثَ الجدودَ وما رَأى أفعالَهُمْ لاِبنٍ بِلا أفْعَالِهِ حتى إذا فَنِيَ التُّرَاثُ سِوَى العُلى قَصَدَ العُداةَ من القَنا بِطِوَالِهِ وَبأرْعَنٍ لَبسَ العَجاجَ إلَيهِمِ فَوْقَ الحَديدِ وَجَرّ مِن أذيالِهِ فكَأنّمَا قَذِيَ النّهَارُ بنَقْعِهِ أوْ غَضّ عَنهُ الطّرْفَ من إجلالِهِ الجَيشُ جيشُكَ غيرَ أنّكَ جيشهُ في قَلْبِهِ وَيَمِينِهِ وشِمالِهِ تَرِدُ الطّعانَ المُرّ عَنْ فُرْسَانِهِ وتُنازِلُ الأبطالَ عَن أبْطالِهِ كُلٌّ يُريدُ رِجالَهُ لحَيَاتِهِ يا مَنْ يُريدُ حَيَاتَهُ لرِجَالِهِ دونَ الحَلاوَةِ في الزّمانِ مَرارَةٌ لا تُخْتَطَى إلاّ على أهْوالِهِ فَلِذاكَ جاوَزَها عَليٌّ وَحْدَهُ وَسَعَى بمُنْصُلِهِ إلى آمَالِهِ
يُؤمِّمُ ذا السّيفُ آمَالَهُ وَلا يَفْعَلُ السّيفَ أفْعَالَهُ إذا سارَ في مَهْمَهٍ عَمَّهُ وَإنْ سارَ في جَبَلٍ طَالَهُ وَأنْتَ بِمَا نُلْتَنَا مَالِكٌ يُثَمرُ مِنْ مَالِهِ مَالَهُ كأنّكَ ما بَيْنَنَا ضَيْغَمٌ يُرَشِّحُ للفَرْسِ أشْبَالَهُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 السبت مارس 15, 2014 8:06 am | |
| أيَنفع في الخَيْمَةِ العُذّلُ وَتَشْمَلُ مَن دَهرَها يَشمَلُ وَتَعْلُو الذي زُحَلٌ تَحْتَهُ مُحالٌ لَعَمْرُكَ مَا تُسألُ فَلِمْ لا تَلُومُ الذي لامَهَا وَمَا فَصُّ خاتَمِهِ يَذْبُلُ تَضِيقُ بشَخْصِكَ أرجاؤهَا وَيَركُض في الواحِدِ الجَحفَلُ وَتَقصُرُ ما كُنتَ في جَوفِهَا وَيُركَزُ فيها القَنَا الذُّبَّلُ وَكَيفَ تَقُومُ على راحَةٍ كَأنّ البِحارَ لَهَا أُنْمُلُ فَلَيْتَ وَقَارَكَ فَرّقْتَهُ وَحَمّلْتَ أرضَكَ مَا تَحْمِلُ فَصارَ الأنَامُ بِهِ سَادَةً وَسُدْتَهُمُ بالّذي يَفْضُلُ رَأت لَونَ نُورِكَ في لَونِهَا كَلَونِ الغَزَالَةِ لا يُغْسَلُ وَأنّ لَهَا شَرَفاً بَاذِخاً وَأنّ الخِيامَ بِها تَخجَلُ فَلا تُنْكِرَنّ لَها صَرعَةً فَمِن فَرَحِ النّفسِ ما يَقتُلُ وَلَو بُلّغَ النّاسُ ما بُلّغَت لخانَتْهُمُ حَولَكَ الأرجُلُ وَلمّا أمَرتَ بتَطْنيبِهَا أُشيعَ بأنّكَ لا تَرحَلُ فَمَا اعْتَمَدَ الله تَقْويضَهَا وَلَكِنْ أشارَ بِما تَفْعَلُ وَعَرّفَ أنّكَ مِن هَمّهِ وَأنّكَ في نَصْرِهِ تَرفُلُ فَمَا العَانِدُونَ وَما أثّلُوا وَمَا الحَاسِدُونَ وما قَوّلُوا هُمُ يَطْلُبُونَ فَمَا أدرَكُوا وَهُمْ يَكْذِبُونَ فمَن يَقْبَلُ وَهُمْ يَتَمَنّوْنَ مَا يَشْتَهُونَ وَمِن دونِهِ جَدُّكَ المُقْبِلُ وَمَلْمُومَةٌ زَرَدٌ ثَوبُهَا وَلَكِنّهُ بالقَنَا مُخْمَلُ يُفاجىءُ جَيْشاً بِهَا حَيْنُهُ وَيُنْذِرُ جَيْشاً بِهَا القَسطَلُ جَعَلْتُكَ في القَلْبِ لي عُدّةً لأنّكَ في اليَدِ لا تُجْعَلُ لَقَد رَفَعَ الله مِن دَولَةٍ لهَا مِنْكَ يا سَيفَها مُنصُلُ فإن طُبِعَت قَبلَكَ المُرهَفَاتُ فإنّكَ مِن قَبْلِها المِقْصَلُ وَإن جادَ قَبْلَكَ قَومٌ مَضَوا فإنّكَ في الكَرَمِ الأوّلُ وَكَيْفَ تُقَصّرُ عَن غايَةٍ وَأُمّكَ مِن لَيْثِهَا مُشْبِلُ وَقَد وَلَدَتْكَ فَقَالَ الوَرَى ألم تَكُنِ الشّمسُ لا تُنْجَلُ فَتَبّاً لِدِينِ عَبيدِ النّجومِ وَمَن يَدّعي أنّهَا تَعْقِلُ وَقَد عَرَفَتْكَ فَمَا بَالُهَا تَراكَ تَراهَا ولا تَنْزِلُ وَلَو بِتُّمَا عِنْدَ قَدْرَيْكُمَا لَبِتَّ وأعْلاكُمَا الأسْفَلُ أنَلْتَ عِبادَكَ مَا أمّلَت أنَالَكَ رَبُّكَ مَا تَأمُلُ
أجابَ دَمعي وما الدّاعي سوَى طَلَلِ دَعَا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَّكبِ وَالإبِلِ ظَلِلْتُ بَينَ أُصَيْحابي أُكَفْكِفُهُ وَظَلّ يَسفَحُ بَينَ العُذْرِ وَالعَذَلِ أشكُو النّوَى ولهُمْ من عَبرَتي عجبٌ كذاكَ كنتُ وما أشكو سوَى الكِلَلِ وَمَا صَبابَةُ مُشْتاقٍ على أمَلٍ مِنَ اللّقَاءِ كمُشْتَاقٍ بلا أمَلِ متى تَزُرْ قَوْمَ مَنْ تَهْوَى زِيارَتَهَا لا يُتْحِفُوكَ بغَيرِ البِيضِ وَالأسَلِ وَالهَجْرُ أقْتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ أنَا الغَريقُ فَما خَوْفي منَ البَلَلِ مَا بالُ كُلّ فُؤادٍ في عَشيرَتِهَا بهِ الذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ مُطاعَةُ اللّحْظِ في الألحاظِ مالِكَةٌ لمُقْلَتَيْها عَظيمُ المُلْكِ في المُقَلِ تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِسَاتُ بهَا في مَشيِهَا فيَنَلنَ الحُسنَ بالحِيَلِ قَدْ ذُقْتُ شِدّةَ أيّامي وَلَذّتَهَا فَمَا حَصَلتُ على صابٍ وَلا عَسَلِ وَقَد أراني الشبابُ الرّوحَ في بَدَني وَقد أراني المَشيبُ الرّوحَ في بَدَلي وَقَدْ طَرَقْتُ فَتَاةَ الحَيّ مُرْتَدِياً بصاحِبٍ غَيرِ عِزْهاةٍ وَلا غَزِلِ فَبَاتَ بَينَ تَراقِينَا نُدَفّعُهُ ولَيسَ يَعلَمُ بالشّكوَى وَلا القُبَلِ ثمّ اغْتَدَى وَبِهِ مِنْ دِرْعِهَا أثَرٌ على ذُؤابَتِهِ وَالجَفْنِ وَالخِلَلِ لا أكْسِبُ الذّكرَ إلاّ مِنْ مَضارِبه أوْ مِنْ سِنانِ أصَمِّ الكَعْبِ مُعتَدِلِ جادَ الأميرُ بهِ لي في مَوَاهِبِهِ فَزانَهَا وَكَسَاني الدّرْعَ في الحُلَلِ وَمِنْ عَليّ بنِ عَبْدِالله مَعْرِفَتي بحَمْلِهِ، مَنْ كَعَبدِ الله أوْ كَعَلي مُعطي الكواعبِ وَالجُرْدِ السّلاهبِ وَالـ ـبيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذُّبُلِ ضاقَ الزّمانُ وَوَجهُ الأرْض عن ملِكٍ مِلءِ الزّمانِ ومِلءِ السّهْلِ وَالجبَلِ فنَحنُ في جَذَلٍ والرّومُ في وَجَلٍ وَالبَرّ في شُغُلٍ والبَحرُ في خَجَلِ من تَغلِبَ الغالِبينَ النّاسَ مَنصِبُهُ وَمِن عَديٍّ أعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ وَالمَدْحُ لابنِ أبي الهَيْجاءِ تُنجِدُهُ بالجاهِلِيّةِ عَينُ العِيّ وَالخَطَلِ لَيْتَ المَدائحَ تَسْتَوْفي مَنَاقِبَهُ فَما كُلَيْبٌ وَأهْلُ الأعصُرِ الأُوَلِ خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ وَقد وَجدتَ مكانَ القَوْلِ ذا سَعَةٍ فإنْ وَجَدْتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ إنّ الهُمَامَ الذي فَخْرُ الأنَامِ بِهِ خيرُ السّيوفِ بكَفّيْ خيرَةِ الدّوَلِ تُمسِي الأمانيُّ صَرْعَى دونَ مَبْلَغه فَمَا يَقُولُ لشيءٍ لَيتَ ذلكَ لي أُنْظُرْ إذا اجتَمَعَ السّيْفانِ في رَهَجٍ إلى اختِلافِهِمَا في الخَلْقِ وَالعَمَلِ هذا المُعَدُّ لرَيْبِ الدّهْرِ مُنْصَلِتاً أعَدّ هذا لرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ فالعُرْبُ منهُ معَ الكُدْرِيّ طائرَةٌ وَالرّومُ طائِرَةٌ منهُ مَعَ الحَجَلِ وَمَا الفِرارُ إلى الأجْبالِ مِنْ أسَدٍ تَمشِي النّعَامُ به في معقِلِ الوَعِلِ جازَ الدّروبَ إلى ما خَلْفَ خَرْشَنَةٍ وَزَالَ عَنْها وذاكَ الرّوْعُ لم يَزُلِ فكُلّما حَلَمَتْ عذراءُ عِندَهُمُ فإنّمَا حَلَمَتْ بالسّبيِ وَالجَمَلِ إن كنتَ تَرْضَى بأنْ يعطوا الجِزَى بذلوا منها رِضاكَ وَمَنْ للعُورِ بالحَوَلِ نادَيتُ مَجدَكَ في شعري وَقد صَدَرَا يا غَيرَ مُنتَحَلٍ في غيرِ مُنتَحَلِ بالشّرْقِ وَالغَرْبِ أقْوامٌ نُحِبّهُمُ فَطالِعاهُمْ وَكُونَا أبْلَغَ الرّسُلِ وَعَرّفَاهُمْ بأنّي في مَكارِمِهِ أُقَلّبُ الطَّرْفَ بَينَ الخيلِ وَالخَوَلِ يا أيّها المُحسِنُ المَشكورُ من جهتي وَالشكرُ من قِبَلِ الإحسانِ لا قِبَلي ما كانَ نَوْميَ إلاّ فَوْقَ مَعْرِفَتي بأنّ رَأيَكَ لا يُؤتَى مِنَ الزَّلَلِ أقِلْ أنِلْ أقْطِعِ احملْ علِّ سلِّ أعدْ زِدْ هشِّ بشِّ تفضّلْ أدنِ سُرَّ صِلِ لَعَلّ عَتْبَكَ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُهُ فرُبّمَا صَحّتِ الأجْسامُ بالعِلَلِ وَلاَ سَمِعْتُ وَلا غَيرِي بمُقْتَدِرٍ أذَبَّ مِنكَ لزُورِ القَوْلِ عن رَجُلِ لأنّ حِلْمَكَ حِلْمٌ لا تَكَلَّفُهُ ليسَ التكحّلُ في العَينَينِ كالكَحَلِ وَمَا ثَنَاكَ كَلامُ النّاسِ عَنْ كَرَمٍ وَمَنْ يَسُدّ طَريقَ العارِضِ الهطِلِ أنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ وَلا مِطالٍ وَلا وَعْدٍ وَلا مَذَلِ أنتَ الشّجاعُ إذا ما لم يَطأ فَرَسٌ غَيرَ السَّنَوّرِ وَالأشلاءِ وَالقُلَلِ وَرَدَّ بَعضُ القَنَا بَعضاً مُقارَعَةً كأنّها مِنْ نُفُوسِ القَوْمِ في جَدَلِ لا زِلْتَ تضرِبُ من عاداكَ عن عُرُضٍ بعاجِلِ النّصرِ في مُستأخِرِ الأجَلِ
عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل وَهذا دُعاءٌ لَوْ سكَتَّ كُفِيتَهُ لأنّي سألْتُ الله فيكَ وَقَدْ فَعَلْ
شَديدُ البُعدِ من شرْبِ الشَّمولِ تُرُنْجُ الهِنْدِ أوْ طَلْعُ النّخيلِ وَلكِنْ كُلّ شيءٍ فيهِ طِيبٌ لَدَيْكَ مِنَ الدّقيقِ إلى الجَليلِ وَمَيْدانُ الفَصاحَةِ وَالقَوافي وَمُمْتَحَنُ الفَوَارِسِ وَالخُيولِ أتَيْتُ بمَنْطِقِ العَرَبِ الأصِيلِ وَكانَ بقَدْرِ مَا عَايَنْتُ قِيلي فَعَارَضَهُ كَلامٌ كانَ مِنْهُ بمَنْزِلَةِ النّسَاءِ مِنَ البُعُولِ وَهذا الدُّرُّ مَأمُونُ التّشَظّي وَأنْتَ السّيْفُ مأمُونُ الفُلُولِ وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأحد مارس 16, 2014 11:21 am | |
| لَقِيتَ العُفَاةَ بآمالِها وَزُرْتَ العُداةَ بآجالِهَا وَأقْبَلَتِ الرّومُ تَمشِي إلَيْـ ـكَ بَينَ اللّيُوثِ وَأشبالِهَا إذا رَأتِ الأُسْدَ مَسْبِيّةً فأينَ تَفِرُّ بأطْفالِهَا
وَصَفْتَ لَنَا، وَلم نَرَهُ، سِلاحاً كأنّكَ وَاصِفٌ وَقْتَ النّزالِ وَأنّ البَيْضَ صُفّ عَلى دُرُوعٍ فَشَوّقَ مَنْ رَآهُ إلى القِتَالِ وَلَوْ أطْفَأتَ نَارَكَ تا لَدَيْهِ قَرَأتَ الخَطّ في سُودِ اللّيَالي وَلَوْ لحَظَ الدُّمُسْتُقُ حَافَتَيْهِ لَقَلّبَ رَأيَهُ حَالاً لحَالِ إنِ اسْتَحْسَنْتَ وَهْوَ على بِساطٍ فأحسَنُ ما يكُونُ عَلى الرّجالِ
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُ فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبُولُ وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ يُحَرّمُهُ لَمْعُ الأسِنّةِ فَوْقَهُ فَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إلَيْهِ وُصُولُ أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ لَقيتُ بدَرْبِ القُلّةِ الفَجْرَ لَقْيَةً شَفَتْ كَبِدي وَاللّيْلُ فِيهِ قَتيلُ وَيَوْماً كأنّ الحُسْنَ فيهِ عَلامَةٌ بعَثْتِ بهَا والشّمسُ منكِ رَسُولُ وَما قَبلَ سَيفِ الدّوْلَةِ کثّارَ عاشِقٌ ولا طُلِبَتْ عندَ الظّلامِ ذُحُولُ وَلَكِنّهُ يَأتي بكُلّ غَريبَةٍ تَرُوقُ عَلى استِغْرابِها وَتَهُولُ رَمَى الدّرْبَ بالجُرْدِ الجيادِ إلى العِدى وَما عَلِمُوا أنّ السّهامَ خُيُولُ شَوَائِلَ تَشْوَالَ العَقَارِبِ بالقَنَا لهَا مَرَحٌ مِنْ تَحْتِهِ وَصَهيلُ وَما هيَ إلاّ خَطْرَةٌ عَرَضَتْ لَهُ بحَرّانَ لَبّتْهَا قَناً وَنُصُولُ هُمَامٌ إذا ما هَمّ أمضَى هُمُومَهُ بأرْعَنَ وَطْءُ المَوْتِ فيهِ ثَقيلُ وَخَيْلٍ بَرَاهَا الرّكضُ في كلّ بلدةٍ إذا عَرّسَتْ فيها فلَيسَ تَقِيلُ فَلَمّا تَجَلّى مِنْ دَلُوكٍ وَصَنْجةٍ عَلَتْ كلَّ طَوْدٍ رَايَةٌ وَرَعيلُ على طُرُقٍ فيها على الطُّرْقِ رِفْعَةٌ وَفي ذِكرِها عِندَ الأنيسِ خُمُولُ فَمَا شَعَرُوا حَتى رَأوْهَا مُغِيرَةً قِبَاحاً وَأمّا خَلْقُها فَجَميلُ سَحَائِبُ يَمْطُرْنَ الحَديدَ علَيهِمِ فكُلُّ مَكانٍ بالسّيوفِ غَسيلُ وَأمْسَى السّبَايَا يَنْتَحِبنَ بعِرْقَةٍ كأنّ جُيُوبَ الثّاكِلاتِ ذُيُولُ وَعادَتْ فَظَنّوهَا بمَوْزَارَ قُفّلاً وَلَيسَ لهَا إلاّ الدّخولَ قُفُولُ فَخاضَتْ نَجيعَ القَوْمِ خَوْضاً كأنّهُ بكُلِّ نَجيعٍ لمْ تَخُضْهُ كَفيلُ تُسايِرُها النّيرانُ في كلّ مَنزِلٍ بهِ القوْمُ صَرْعَى والدّيارُ طُلولُ وَكَرّتْ فمَرّتْ في دِماءِ مَلَطْيَةٍ مَلَطْيَةُ أُمٌّ للبَنِينَ ثَكُولُ وَأضْعَفْنَ ما كُلّفْنَهُ مِنْ قُباقِبٍ فأضْحَى كأنّ الماءَ فيهِ عَليلُ وَرُعْنَ بِنَا قَلْبَ الفُراتِ كأنّمَا تَخِرُّ عَلَيْهِ بالرّجالِ سُيُولُ يُطارِدُ فيهِ مَوْجَهُ كُلُّ سابحٍ سَواءٌ عَلَيْهِ غَمْرَةٌ وَمسيلُ تَراهُ كأنّ المَاءَ مَرّ بجِسْمِهِ وَأقْبَلَ رَأسٌ وَحْدَهُ وتَليلُ وَفي بَطْنِ هِنريطٍ وَسِمْنينَ للظُّبَى وَصُمِّ القَنَا مِمّنْ أبَدْنَ بَدِيلُ طَلَعْنَ عَلَيْهِمْ طَلْعَةً يَعْرِفُونَها لهَا غُرَرٌ مَا تَنْقَضِي وَحُجُولُ تَمَلُّ الحُصُونُ الشُّمُّ طُولَ نِزالِنَا فَتُلْقي إلَيْنَا أهْلَهَا وَتَزُولُ وَبِتْنَ بحصْنِ الرّانِ رَزْحَى منَ الوَجى وَكُلُّ عَزيزٍ للأمِيرِ ذَلِيلُ وَفي كُلِّ نَفْسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌ وَفي كُلِّ سَيفٍ ما خَلاهُ فُلُولُ وَدُونَ سُمَيْساطَ المَطامِيرُ وَالمَلا وَأوْدِيَةٌ مَجْهُولَةٌ وَهُجُولُ لَبِسْنَ الدّجَى فيها إلى أرْضِ مرْعَشٍ وَللرّومِ خَطْبٌ في البِلادِ جَليلُ فَلَمّا رَأوْهُ وَحْدَهُ قَبْلَ جَيْشِهِ دَرَوْا أنّ كلَّ العالَمِينَ فُضُولُ وَأنّ رِمَاحَ الخَطّ عَنْهُ قَصِيرَةٌ وَأنّ حَديدَ الهِنْدِ عَنهُ كَليلُ فأوْرَدَهُمْ صَدْرَ الحِصانِ وَسَيْفَهُ فَتًى بأسُهُ مِثْلُ العَطاءِ جَزيلُ جَوَادٌ عَلى العِلاّتِ بالمالِ كُلّهِ وَلَكِنّهُ بالدّارِعِينَ بَخيلُ فَوَدّعَ قَتْلاهُمْ وَشَيّعَ فَلَّهُمْ بضَرْبٍ حُزُونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ على قَلْبِ قُسْطَنْطينَ مِنْهُ تَعَجّبٌ وَإنْ كانَ في ساقَيْهِ مِنْهُ كُبُولُ لَعَلّكَ يَوْماً يا دُمُسْتُقُ عَائِدٌ فَكَمْ هارِبٍ مِمّا إلَيْهِ يَؤولُ نَجَوْتَ بإحْدَى مُهْجَتَيْكَ جرِيحةً وَخَلّفتَ إحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ أتُسْلِمُ للخَطّيّةِ ابنَكَ هَارِباً وَيَسْكُنَ في الدّنْيا إلَيكَ خَليلُ بوَجْهِكَ ما أنْساكَهُ مِنْ مُرِشّةٍ نَصِيرُكَ منها رَنّةٌ وَعَوِيلُ أغَرّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرْضُهَا عَليٌّ شَرُوبٌ للجُيُوشِ أكُولُ إذا لم تَكُنْ للّيْثِ إلاّ فَريسَةً غَذاهُ وَلم يَنْفَعْكَ أنّكَ فِيلُ إذا الطّعْنُ لم تُدْخِلْكَ فيهِ شَجاعةٌ هيَ الطّعنُ لم يُدخِلْكَ فيهِ عَذولُ وَإنْ تَكُنِ الأيّامُ أبْصَرْنَ صَوْلَهُ فَقَدْ عَلّمَ الأيّامَ كَيفَ تَصُولُ فَدَتْكَ مُلُوكٌ لم تُسَمَّ مَوَاضِياً فإنّكَ ماضِي الشّفْرَتَينِ صَقيلُ إذا كانَ بَعضُ النّاسِ سَيفاً لدَوْلَةٍ فَفي النّاسِ بُوقاتٌ لهَا وطُبُولُ أنَا السّابِقُ الهادي إلى ما أقُولُهُ إذِ القَوْلُ قَبْلَ القائِلِينَ مَقُولُ وَما لكَلامِ النّاسِ فيمَا يُريبُني أُصُولٌ ولا للقائِليهِ أُصُولُ أُعَادَى على ما يُوجبُ الحُبَّ للفَتى وَأهْدَأُ وَالأفكارُ فيّ تَجُولُ سِوَى وَجَعِ الحُسّادِ داوِ فإنّهُ إذا حلّ في قَلْبٍ فَلَيسَ يحُولُ وَلا تَطْمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدّةٍ وَإنْ كُنْتَ تُبْديهَا لَهُ وَتُنيلُ وَإنّا لَنَلْقَى الحادِثاتِ بأنْفُسٍ كَثيرُ الرّزايا عندَهنّ قَليلُ يَهُونُ عَلَيْنَا أنْ تُصابَ جُسُومُنَا وَتَسْلَمَ أعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ فَتيهاً وَفَخْراً تَغْلِبَ ابْنَةَ وَائِلٍ فَأنْتِ لخَيرِ الفاخِرِينَ قَبيلُ يَغُمُّ عَلِيّاً أنْ يَمُوتَ عَدُوُّهُ إذا لم تَغُلْهُ بالأسِنّةِ غُولُ شَريكُ المَنَايَا وَالنّفُوسُ غَنيمَةٌ فَكُلُّ مَمَاتٍ لم يُمِتْهُ غُلُولُ فإنْ تَكُنِ الدّوْلاتُ قِسْماً فإنّهَا لِمَنْ وَرَدَ المَوْتَ الزّؤامَ تَدُولُ لِمَنْ هَوّنَ الدّنْيا على النّفسِ ساعَةً وَللبِيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ
إنْ كنتَ عَنْ خَيرِ الأنَامِ سَائِلا فَخَيْرُهُمْ أكثَرُهُمْ فَضائِلا مَن أنتَ مِنهمْ يا هُمامَ وَائِلا ألطّاعِنِينَ في الوَغَى أوَائِلا وَالعاذِلِينَ في النّدَى العَواذِلا قد فَضَلوا لفَضْلِكَ القَبَائِلا
دُرُوعٌ لمَلْكِ الرّومِ هذي الرّسائِلُ يَرُدّ بهَا عَنْ نَفْسِهِ وَيُشَاغِلُ هيَ الزّرَدُ الضّافي علَيْهِ وَلَفْظُها عَلَيْكَ ثَنَاءٌ سَابِغٌ وَفَضائِلُ وَأنّى اهْتَدَى هذا الرّسُولُ بأرْضِهِ وَما سكَنَتْ مذْ سرْتَ فيها القساطِلُ وَمن أيّ ماءٍ كانَ يَسقي جِيادَهُ وَلم تَصْفُ مِن مَزْجِ الدّماءِ المَناهِلُ أتَاكَ يكادُ الرّأسُ يَجْحَدُ عُنقَهُ وَتَنْقَدّ تحتَ الدّرْعِ منهُ المَفَاصِلُ يُقَوِّمُ تَقْوِيمُ السِّماطَينِ مَشْيَهُ إلَيكَ إذا ما عَوّجَتْهُ الأفَاكِلُ فَقَاسَمَكَ العَينَينِ منهُ وَلَحْظَهُ سَمِيُّكَ وَالخِلُّ الذي لا تُزَايِلُ وَأبصَرَ منكَ الرّزْقَ وَالرّزْقُ مُطمِعٌ وَأبصَرَ منهُ المَوْتَ وَالمَوْتُ هَائِلُ وَقَبّلَ كُمّاً قَبّلَ التُّرْبَ قَبْلَهُ وَكُلُّ كَميٍّ وَاقِفٌ مُتَضائِلُ وَأسْعَدُ مُشتاقٍ وَأظْفَرُ طَالِبٍ هُمَامٌ إلى تَقبيلِ كُمّكَ وَاصِلُ مَكانٌ تَمنّاهُ الشّفَاهُ وَدونَهُ صُدورُ المَذاكي وَالرّماحُ الذّوَابِلُ فَما بَلّغَتْهُ ما أرَادَ كَرامَةٌ عَلَيْكَ وَلَكِنْ لم يخِبْ لكَ سائِلُ وَأكْبَرَ مِنْهُ هِمّةً بَعَثَتْ بِهِ إلَيْكَ العِدى وَاستَنظَرَته الجَحافِلُ فأقْبَلَ مِنْ أصْحابِهِ وَهوَ مُرْسَلٌ وَعادَ إلى أصْحابِهِ وَهْوَ عاذِلُ تَحَيّرَ في سَيْفٍ رَبيعَةُ أصْلُهُ وَطابِعُهُ الرّحْم?نُ وَالمَجدُ صاقِلُ وَمَا لَوْنُهُ مِمّا تُحَصّلُ مُقْلَةٌ وَلا حَدُّهُ مِمّا تَجُسُّ الأنامِلُ إذا عايَنَتْكَ الرُّسْلُ هانَتْ نُفُوسُها عَلَيْها وَما جاءَتْ بهِ وَالمُرَاسِلُ رَجَا الرّومُ مَنْ تُرْجى النّوَافلُ كلّها لَدَيهِ وَلا تُرْجى لدَيهِ الطّوَائِلُ فإنْ كانَ خوْفُ القَتلِ وَالأسرِ ساقَهم فقَد فعَلوا ما القَتلُ وَالأسرُ فاعِلُ فخافُوكَ حتى ما لقَتلٍ زِيادَةٌ وَجاؤوكَ حتى ما تُرَادُ السّلاسِلُ أرَى كُلَّ ذي مُلْكٍ إلَيكَ مَصِيرُهُ كأنّكَ بَحْرٌ وَالمُلُوكُ جَداوِلُ إذا مَطَرَتْ مِنهُمْ ومنكَ سَحائِبٌ فَوَابِلُهُمْ طَلٌّ وَطَلُّكَ وَابِلُ كريمٌ متى اسْتُوهِبْتَ ما أنتَ رَاكبٌ وَقد لَقِحتْ حَرْبٌ فإنّكَ نازِلُ أذا الجُودِ أعْطِ النّاسَ ما أنتَ مالكٌ وَلا تُعْطِيَنّ النّاسَ ما أنَا قائِلُ أفي كلّ يوْمٍ تحتَ ضِبْني شُوَيْعِرٌ ضَعيفٌ يُقاويني قَصِيرٌ يُطاوِلُ لِساني بنُطْقي صامِتٌ عنهُ عادِلٌ وَقَلبي بصَمتي ضاحِكٌ منهُ هازِلُ وَأتْعَبُ مَنْ ناداكَ مَنْ لا تُجيبُهُ وَأغيَظُ مَنْ عاداكَ مَن لا تُشاكلُ وَما التّيهُ طبّي فيهِمِ غَيرَ أنّني بَغيضٌ إليّ الجاهِلُ المُتَعَاقِلُ وَأكْبَرُ تيهي أنّني بكَ وَاثِقٌ وَأكْثَرُ مالي أنّني لَكَ آمِلُ لَعَلّ لسَيْفِ الدّوْلَةِ القَرْمِ هَبّةً يَعيشُ بها حَقٌّ وَيَهلِكُ باطِلُ رَمَيْتُ عِداهُ بالقَوافي وَفَضْلِهِ وَهُنّ الغَوَازي السّالماتُ القَوَاتِلُ وقَدْ زَعَمُوا أنّ النّجومَ خَوالِدٌ وَلَوْ حارَبَتْهُ نَاحَ فيها الثّواكِلُ وَمَا كانَ أدْناها لَهُ لَوْ أرَادَهَا وَألْطَفَهَا لَوْ أنّهُ المُتَنَاوِلُ قَريبٌ عَلَيْهِ كُلُّ ناءٍ على الوَرَى إذا لَثّمَتْهُ بالغُبَارِ القَنَابِلُ تُدَبّرُ شرْقَ الأرْض وَالغرْبَ كَفُّهُ وَلَيسَ لها وَقْتاً عنِ الجُودِ شَاغِلُ يُتَبِّعُ هُرّابَ الرّجالِ مُرَادَهُ فَمَنْ فَرّ حَرْباً عارَضَتْهُ الغَوَائِلُ وَمَنْ فَرّ مِنْ إحْسَانِهِ حَسَداً لَهُ تَلَقّاهُ منْهُ حَيثُما سارَ نَائِلُ فَتًى لا يَرَى إحْسانَهُ وَهْوَ كامِلٌ لهُ كامِلاً حتى يُرَى وهوَ شَامِلُ إذا العَرَبُ العَرْباءُ رَازَتْ نُفُوسَها فأنْتَ فَتَاهَا وَالمَليكُ الحُلاحِلُ أطاعَتْكَ في أرْوَاحِهَا وَتَصَرّفَتْ بأمرِكَ وَالتَفّتْ عَلَيْكَ القَبَائِلُ وَكُلُّ أنَابِيبِ القَنَا مَدَدٌ لَهُ وَما يَنكُتُ الفُرْسانَ إلاّ العَوَامِلُ رَأيتُك لوْ لم يَقتَضِ الطّعنُ في الوَغى إلَيكَ انقِياداً لاقتَضَتْهُ الشّمائِلُ وَمَنْ لم تُعَلّمْهُ لكَ الذّلَّ نَفْسُهُ منَ النّاسِ طُرّاً عَلّمَتْهُ المَناصِلُ
إنْ يكُنْ صَبرُ ذي الرّزيئَةِ فَضْلا تكُنِ الأفضَلَ الأعَزّ الأجَلاّ أنتَ يا فوْقَ أنْ تُعَزّى عنِ الأحـ ـبابِ فوْقَ الذي يُعزّيكَ عَقْلا وَبألفاظِكَ اهْتَدَى فإذا عَزّ اكَ قَالَ الذي لَهُ قُلتَ قَبْلا قَدْ بَلَوْتَ الخُطوبَ مُرّاً وَحُلْواً وَسَلَكتَ الأيّامَ حَزْناً وَسَهْلا وَقَتَلْتَ الزّمانَ عِلْماً فَمَا يُغْـ رِبُ قَوْلاً وَلا يُجَدِّدُ فِعْلا أجِدُ الحُزْنَ فيكَ حِفْظاً وَعَقْلاً وَأرَاهُ في النّاسِ ذُعراً وجَهْلا لَكَ إلْفٌ يَجُرّهُ وَإذا مَا كرُمَ الأصْلُ كانَ للإلْفِ أصلا وَوَفَاءٌ نَبَتَّ فيهِ وَلَكِنْ لم يَزَلْ للوَفَاء أهْلُكَ أهْلا إنّ خَيرَ الدّمُوعِ عَوْناً لَدَمْعٌ بَعَثَتْهُ رِعايَةٌ فاسْتَهَلاّ أينَ ذي الرِّقّةُ التي لَكَ في الحَرْ بِ إذا استُكرِهَ الحَديدُ وَصَلاّ أينَ خَلّفْتَهَا غَداةَ لَقِيتَ الـ ـرّومَ وَالهَامُ بالصّوارِمِ تُفْلَى قاسَمَتْكَ المَنُونُ شَخْصَينِ جوْراً جَعَلَ القِسْمُ نَفْسَهُ فيهِ عَدْلا فإذا قِسْتَ ما أخَذْنَ بمَا غَا دَرْنَ سرّى عَنِ الفُؤادِ وَسَلّى وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغَلْتَ المَنَايَا بالأعادي فكَيفَ يَطلُبنَ شُغلا وَكَمِ انتَشْتَ بالسّيُوفِ منَ الدهـ ـرِ أسيراً وَبالنّوَالِ مُقِلاّ عَدّها نُصرَةً عَلَيْهِ فَلَمّا صَالَ خَتْلاً رَآهُ أدرَكَ تَبْلا كَذَبَتْهُ ظُنُونُهُ، أنْتَ تُبْليـ ـهِ وَتَبْقى في نِعْمَةٍ لَيسَ تَبْلَى وَلَقَدْ رَامَكَ العُداةُ كَمَا رَا مَ فلَمْ يجرَحوا لشَخصِكَ ظِلاّ وَلَقَدْ رُمْتَ بالسّعادَةِ بَعْضاً من نُفُوسِ العِدى فأدركتَ كُلاّ قارَعَتْ رُمحَكَ الرّماحُ وَلَكِنْ تَرَكَ الرّامحِينَ رُمحُكَ عُزْلا لوْ يكونُ الذي وَرَدْتَ من الفَجْـ ـعَةِ طَعناً أوْرَدْتَهُ الخَيلَ قُبْلا وَلَكَشّفْتَ ذا الحَنينَ بضَرْبٍ طالمَا كَشّفَ الكُرُوبَ وجَلّى خِطْبَةٌ للحِمامِ لَيسَ لهَا رَدٌّ وَإنْ كانَتِ المُسمّاةَ ثُكْلا وَإذا لم تَجِدْ مِنَ النّاسِ كُفأً ذاتُ خِدْرٍ أرَادَتِ المَوْتَ بَعلا وَلَذيذُ الحَيَاةِ أنْفَسُ في النّفْـ ـسِ وَأشهَى من أنْ يُمَلّ وَأحْلَى وَإذا الشّيخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَـ ـلّ حَيَاةً وَإنّمَا الضّعْفَ مَلاّ آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى أبَداً تَسْتَرِدّ مَا تَهَبُ الدّنْـ ـيَا فَيا لَيتَ جُودَها كانَ بُخْلا فكفَتْ كوْنَ فُرْحةٍ تورِثُ الغمّ وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجْدَ خِلاّ وَهيَ مَعشُوقةٌ على الغَدْرِ لا تَحْـ ـفَظُ عَهْداً وَلا تُتَمّمُ وَصْلا كُلُّ دَمْعٍ يَسيلُ مِنهَا عَلَيْها وَبِفَكّ اليَدَينِ عَنْها تُخَلّى شِيَمُ الغَانِيَاتِ فِيها فَمَا أدْ ري لذا أنّثَ اسْمَها النّاسُ أم لا يا مَليكَ الوَرَى المُفَرِّقَ مَحْياً وَمَمَاتاً فيهِمْ وَعِزّاً وَذُلاّ قَلّدَ الله دَوْلَةً سَيْفُهَا أنْـ ـتَ حُساماً بالمَكْرُماتِ مُحَلّى فَبِهِ أغْنَتِ المَوَاليَ بَذْلاً وَبِهِ أفْنَتِ الأعاديَ قَتْلا وَإذا اهْتَزّ للنّدَى كانَ بَحراً وَإذا اهْتَزّ للرّدَى كان نَصْلا وَإذا الأرْضُ أظلمتْ كانَ شَمساً وَإذا الأرْضُ أمحَلَتْ كانَ وَبْلا وَهوَ الضّارِبُ الكَتيبَةَ وَالطّعْـ ـنَةُ تَغْلُو وَالضّرْبُ أغلى وَأغلَى أيّهَا البَاهِرُ العُقُولَ فَمَا تُدْ رَكُ وَصْفاً أتعَبْتَ فكري فمَهْلا مَنْ تَعَاطَى تَشَبّهاً بِكَ أعْيَا هُ وَمَنْ دَلّ في طَرِيقِكَ ضَلا وَإذا ما اشتَهَى خُلُودَكَ داعٍ قالَ لا زُلتَ أوْ ترَى لكَ مِثْلا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأحد مارس 16, 2014 11:26 am | |
| ذي المَعَالي فلْيَعْلُوَنْ مَن تَعَالى هَكَذا هَكَذا وَإلاّ فَلا لا شَرَفٌ يَنْطِحُ النّجومَ برَوْقَيْـ ـهِ وَعِزٌّ يُقَلْقِلُ الأجْبَالا حَالُ أعْدائِنَا عَظيمٌ وَسَيْفُ الـ ـدّوْلَةِ ابنُ السّيوفِ أعظَمُ حالا كُلّما أعْجَلُوا النّذيرَ مَسيراً أعجَلَتْهُمْ جِيادُهُ الإعجَالا فأتَتْهُمْ خَوَارِقَ الأرْضِ ما تحـ ـمِلُ إلاّ الحَديدَ وَالأبْطالا خَافِياتِ الألْوانِ قَدْ نَسَجَ النّقـ ـعُ عَلَيْهَا بَرَاقِعاً وَجِلالا حَالَفَتْهُ صُدُورُهَا وَالعَوَالي لَتَخُوضَنّ دُونَهُ الأهْوَالا وَلَتَمْضِنّ حَيثُ لا يَجِدُ الرّمـ ـحُ مَداراً وَلا الحصانُ مَجَالا لا ألُومُ ابنَ لاوُنٍ مَلِكَ الرّو م وَإنْ كانَ ما تَمَنّى مُحَالاَ أقْلَقَتْهُ بَنِيّةٌ بَينَ أُذْنَيْـ ـهِ وَبَانٍ بَغَى السّماءَ فَنَالا كُلّما رَامَ حَطّها اتّسَعَ البَنْـ ـيُ فَغَطّى جَبينَهُ وَالقَذالا يَجْمَعُ الرّومَ وَالصَّقالِبَ وَالبُلْـ ـغَارَ فيهَا وَتَجْمَعُ الآجَالا وَتُوافيهِمِ بها في القَنَا السُّمْـ ـرِ كمَا وَافَتِ العِطاشُ الصِّلالا قَصَدوا هَدْمَ سُورِهَا فَبَنَوْهُ وَأتَوْا كَيْ يُقَصّرُوهُ فَطَالا وَاستَجَرّوا مكايِدَ الحَرْبِ حتى تَرَكُوها لهَا عَلَيْهِمْ وَبَالا رُبّ أمْرٍ أتَاكَ لا تَحْمَدُ الفَعّـ ـالَ فيهِ وَتَحْمَدُ الأفْعَالا وَقِسِيٍّ رُمِيتَ عَنها فَرَدّتْ في قُلُوبِ الرّماةِ عَنكَ النّصَالا أخذوا الطُّرْقَ يَقطَعُونَ بها الرّسْـ ـلَ فَكانَ انقِطاعُهَا إرْسَالا وَهُمُ البَحْرُ ذو الغَوَارِبِ إلاّ أنّهُ صَارَ عندَ بحرِكَ آلا مَا مَضَوْا لم يُقاتِلُوكَ وَلَكِـ ـنّ القِتالَ الذي كَفاكَ القِتَالا وَالذي قَطّعَ الرّقابَ مِنَ الضّرْ بِ بكَفّيْكَ قَطّعَ الآمَالا وَالثّباتُ الذي أجادوا قَديماً عَلّمَ الثّابِتِينَ ذا الإجْفَالا نَزَلُوا في مَصَارِعٍ عَرَفُوهَا (يَنْدُبُونَ الأعْمَامَ وَالأخْوَالا تَحْمِلُ الرّيحُ بَيْنَهُمْ شَعَرَ الهَا مِ وَتَذْرِي عَلَيهِمِ الأوْصَالا تُنْذِرُ الجِسْمَ أنْ يَقُومَ لَدَيها فتُريهِ لِكُلّ عُضْوٍ مِثَالا أبْصَرُوا الطّعنَ في القلوبِ دِراكاً قَبلَ أنْ يُبصِرُوا الرّماحَ خَيَالا وَإذا حاوَلَتْ طِعانَكَ خَيْلٌ أبْصَرتْ أذْرُعَ القَنَا أمْيَالا بَسَطَ الرّعبُ في اليَمينِ يَميناً فَتَوَلّوْا وَفي الشّمالِ شِمَالا يَنفُضُ الرّوْعُ أيدياً ليسَ تدري أسُيُوفاً حَمَلْنَ أمْ أغْلالا وَوُجوهاً أخافَها مِنكَ وَجْهٌ تَرَكَتْ حُسْنَهَا لَهُ وَالجَمَالا وَالعِيانُ الجَليُّ يُحْدِثُ للظّـ ـنّ زَوالاً وَللمُرادِ انْتِقالا وَإذا ما خَلا الجَبَانُ بأرْضٍ طَلَبَ الطّعْنَ وَحدَهُ وَالنّزَالا أقْسَمُوا لا رَأوْكَ إلاّ بقَلْبٍ طَالَما غَرّتِ العُيُونُ الرّجَالا أيُّ عَيْنٍ تَأمّلَتْكَ فَلاقَتْـ ـكَ وَطَرْفٍ رَنَا إلَيْكَ فَآلا مَا يَشُكُّ اللّعِينُ في أخْذِكَ الجَيـ ـشَ فَهَلْ يَبعَثُ الجُيوشَ نَوَالا مَا لمَنْ يَنصِبُ الحَبَائِلَ في الأرْ ضِ وَمَرْجاهُ أن يَصِيدَ الهِلالا إنّ دونَ التي على الدّرْبِ وَالأحْـ ـدَبِ وَالنّهْرِ مِخلَطاً مِزْيَالا غَصَبَ الدّهْرَ وَالمُلُوكَ عَلَيْها فَبَناهَا في وَجنَةِ الأرْضِ خَالا فهيَ تمشي مَشْيَ العَرُوسِ اختِيالاً وَتَثَنّى عَلى الزّمَانِ دَلالا وَحَمَاهَا بكُلّ مُطّرِدِ الأكْـ ـعُبِ جَوْرَ الزّمَانِ وَالأوْجَالا وَظُبىً تَعْرِفُ الحَرامَ مِنَ الحِـ ـلّ فَقَدْ أفنَتِ الدّمَاءَ حَلالا في خَميسٍ مِنَ الأُسودِ بَئيسٍ يَفْتَرِسْنَ النّفُوسَ وَالأمْوَالا إنّمَا أنْفُسُ الأنِيسِ سِبَاعٌ يَتَفَارَسْنَ جَهْرَةً وَاغْتِيالا مَنْ أطاقَ التِماسَ شيءٍ غِلاباً وَاغْتِصاباً لم يَلْتَمِسْهُ سُؤالا كُلُّ غادٍ لحَاجَةٍ يَتَمَنّى أنْ يكونَ الغَضَنْفَرَ الرّئْبَالا
مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَا هَا وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ ـيَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ مَنْ رَآهَا بعَيْنِها شَاقَهُ القُطّـ ـانُ فيهَا كمَا تَشُوقُ الحُمُولُ إنْ تَرَيْني أدِمْتُ بَعْدَ بَيَاضٍ فَحَميدٌ مِنَ القَناةِ الذُّبُولُ صَحِبَتْني على الفَلاةِ فَتَاةٌ عادَةُ اللّوْنِ عندَها التّبديلُ سَتَرَتْكِ الحِجالُ عَنهَا وَلكِنْ بكِ مِنهَا منَ اللَّمَى تَقبيلُ مِثْلُهَا أنتِ لَوّحَتْني وَأسْقَمْـ ـتِ وَزَادَتْ أبْهاكُما العُطْبُولُ نَحْنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ وَكَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشْتِيَاقٌ وَكَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ لا أقَمْنَا عَلى مَكانٍ وَإنْ طَا بَ وَلا يُمكِنُ المكانَ الرّحيلُ كُلّمَا رَحّبَتْ بنا الرّوْضُ قُلْنَا حَلَبٌ قَصْدُنَا وَأنْتِ السّبيلُ فِيكِ مَرْعَى جِيادِنَا وَالمَطَايَا وَإلَيْهَا وَجِيفُنَا وَالذّميلُ وَالمُسَمَّوْنَ بالأمِيرِ كَثِيرٌ وَالأمِيرُ الذي بها المَأمُولُ ألّذِي زُلْتُ عَنْهُ شَرْقاً وَغَرْباً وَنَداهُ مُقابِلي مَا يَزُولُ وَمعي أيْنَمَا سَلَكْتُ كَأنّي كُلُّ وَجْهٍ لَهُ بوَجْهي كَفِيلُ وَإذا العَذْلُ في النّدَى زَارَ سَمْعاً فَفَداهُ العَذُولُ وَالمَعْذُولُ وَمَوَالٍ تُحْيِيهِمِ مِنْ يَدَيْهِ نِعَمٌ غَيْرُهُمْ بهَا مَقْتُولُ فَرَسٌ سابِحٌ وَرُمْحٌ طَوِيلٌ وَدِلاصٌ زَغْفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ كُلّمَا صَبّحَتْ دِيارَ عَدُوٍّ قالَ تِلكَ الغُيوثُ هذي السّيولُ دَهِمَتْهُ تُطايِرُ الزّرَدَ المُحْـ ـكَمَ عَنْهُ كَمَا يَطيرُ النّسيلُ تَقنِصُ الخَيلَ خَيلُهُ قنَصَ الوَحـ ـشِ وَيَستأسرُ الخَميسَ الرّعيلُ وَإذا الحَرْبُ أعرَضَتْ زَعَمَ الهَوْ لُ لِعَيْنَيْهِ أنّهُ تَهْوِيلُ وَإذا صَحّ فالزّمانُ صَحيحٌ وَإذا اعْتَلّ فالزّمانُ عَليلُ وَإذا غابَ وَجْهُهُ عَنْ مَكانٍ فَبِهِ مِنْ ثَنَاهُ وَجْهٌ جَميلُ لَيسَ إلاّكَ يا عَليُّ هُمَامٌ سَيْفُهُ دونَ عِرْضِهِ مَسْلُولُ كَيفَ لا تأمَنُ العِراقُ وَمِصْرٌ وَسَرَاياكَ دونَهَا وَالخُيُولُ لَوْ تَحَرّفْتَ عَن طَرِيقِ الأعادي رَبَطَ السِّدْرُ خَيلَهُمْ وَالنّخيلُ وَدَرَى مَنْ أعَزّهُ الدّفعُ عَنهُ فيهِمَا أنّهُ الحَقِيرُ الذّليلُ أنتَ طُولَ الحَيَاةِ للرّومِ غازٍ فَمَتى الوَعْدُ أن يكونَ القُفولُ وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ قَعَدَ النّاسُ كُلُّهُمْ عَنْ مَساعيـ ـكَ وَقامتْ بها القَنَا وَالنُّصُولُ ما الذي عِنْدَهُ تُدارُ المَنَايَا كالّذي عِندَهُ تُدارُ الشَّمولُ لَسْتُ أرْضَى بأنْ تكُونَ جَوَاداً وَزَمَاني بأنْ أرَاكَ بَخيلُ نَغّصَ البُعدُ عَنكَ قُرْبَ العَطايا مَرْتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزِيلُ إنْ تَبَوّأتُ غَيرَ دُنْيَايَ داراً وَأتَاني نَيْلٌ فَأنْتَ المُنيلُ فمِن عَبيدي إنْ عِشتَ لي ألفُ كافو رٍ وَلي مِن نَداكَ رِيفٌ ونِيلُ مَاأُبالي إذا اتّقَتْكَ اللّيَالي مَنْ دَهَتْهُ حُبُولُها وَالْخُبُولُ
لا تَحْسُنُ الوَفْرَةُ حَتّى تُرَى مَنْشُورَةَ الضَّفْرَينِ يَوْمَ القِتالْ عَلى فَتًى مُعْتَقِلٍ صَعْدَةً يَعُلّهَا مِنْ كُلّ وَافي السِّبَالْ
مُحبّي قيَامي مَا لِذلِكُمُ النّصْلِ بَريئاً مِنَ الجرْحَى سَليماً من القَتلِ أرَى من فِرِنْدي قِطعَةً في فِرِنْدِهِ وَجودةُ ضربِ الهَامِ في جودة الصّقلِ وَخُضرَةُ ثوْبِ العيش في الخضرةِ التي أرَتكَ احمرارَ المَوْتِ في مدرَج النّملِ أمِطْ عَنكَ تَشبيهي بمَا وَكَأنّهُ فَمَا أحَدٌ فَوْقي وَلا أحَدٌ مِثْلي وَذَرْني وَإيّاهُ وَطِرْفي وَذابِلي نكنْ واحداً يلقى الوَرَى وَانظرَنْ فعلي
أحْيَا وَأيْسَرُ مَا قاسَيْتُ ما قَتَلا وَالبَينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا وَالوَجدُ يَقوَى كما تَقوَى النّوَى أبداً وَالصّبرُ يَنحلُ في جسمي كما نَحِلا لَوْلا مُفارَقَةُ الأحبابِ ما وَجَدَتْ لهَا المَنَايَا إلى أرْوَاحِنَا سُبُلا بمَا بجفْنَيْكِ من سِحْرٍ صِلي دَنِفاً يهوَى الحيَاةَ وَأمّا إنْ صَدَدتِ فَلا إلاّ يَشِبْ فَلَقَدْ شابَتْ لَهُ كبدٌ شَيْباً إذا خَضَبَتْهُ سَلْوَةٌ نَصَلا يَحِنّ شَوْقاً فَلَوْلا أنّ رَائِحَةً تَزورُهُ مِن رِياحِ الشّرْقِ مَا عَقَلا هَا فانْظُري أوْ فَظُنّي بي تَريْ حُرَقاً مَن لم يَذُقْ طَرَفاً منها فقدْ وَألا عَلّ الأميرَ يَرَى ذُلّي فيَشْفَعَ لي إلى التي تَركَتْني في الهَوَى مَثَلا أيْقَنْتُ أنّ سَعيداً طَالِبٌ بدَمي لمّا بَصُرْتُ بهِ بالرّمْحِ مُعْتَقِلا وأنّني غَيرُ مُحْصٍ فَضْلَ والِدِهِ وَنَائِلٌ دونَ نَيْلي وَصْفَهُ زُحَلا قَيْلٌ بمَنْبِجَ مَثْواهُ ونَائِلُهُ في الأفْقِ يَسألُ عَمّنْ غيرَهُ سألا يَلوحُ بَدْرُ الدّجى في صَحنِ غُرّتِهِ وَيَحْمِلُ الموتُ في الهيجاء إن حمَلا تُرَابُهُ في كِلابٍ كُحْلُ أعْيُنِهَا وَسَيْفُهُ في جَنَابٍ يَسْبِقُ العَذَلا لنُورِهِ في سَمَاءِ الفَخْرِ مُخْتَرَقٌ لوْ صاعدَ الفكرَ فيهِ الدّهرَ ما نَزَلا هُوَ الأميرُ الذي بَادَتْ تَميمُ بهِ قِدْماً وساقَ إليْها حَيْنُهَا الأجَلا لمّا رَأوْهُ وَخَيْلُ النّصْرِ مُقْبِلَةٌ وَالحَرْبُ غَيرُ عَوَانٍ أسلموا الحِلَلا وَضاقَتِ الأرْضُ حتى كانَ هارِبُهمْ إذا رَأى غَيرَ شيءٍ ظَنّهُ رَجُلا فَبَعْدَهُ وإلى ذا اليَوْمِ لوْ رَكَضَتْ بالخَيْلِ في لهَوَاتِ الطّفلِ ما سَعَلا فَقَدْ تركْتَ الأُلى لاقَيْتَهُمْ جَزَراً وَقَد قَتَلتَ الأُلى لم تَلْقَهُمْ وَجَلا كَمْ مَهْمَهٍ قَذَفٍ قَلبُ الدّليلِ به قَلْبُ المُحِبّ قَضاني بعدما مَطَلا عَقَدْتُ بالنّجْمِ طَرْفي في مَفاوِزِهِ وَحُرَّ وَجْهي بحَرّ الشّمسِ إذْ أفَلا أوْطَأتُ صُمَّ حَصاها خُفَّ يَعْمَلَةٍ تَغَشْمَرَتْ بي إليكَ السهلَ وَالجَبَلا لوْ كنتَ حشوَ قَميصي فوْقَ نُمرُقهَا سَمِعْتَ للجنّ في غيطانهَا زَجَلا حتى وَصَلْتُ بنَفْسٍ ماتَ أكثرُها وَلَيْتَني عِشْتُ مِنْهَا بالّذي فَضَلا أرْجو نَداكَ وَلا أخشَى المِطالَ بهِ يا مَنْ إذا وَهَبَ الدّنْيا فقَد بخِلا
فقَدْ شَغَلَ النّاسَ كَثرَةُ الأمَلِ وَأنْتَ بالمَكْرُمَاتِ في شُغُلِ تَمَثّلُوا حَاتِماً وَلَوْ عَقَلُوا لَكُنْتَ في الجُودِ غايَةَ المَثَلِ أهْلاً وَسَهْلاً بما بَعَثْتَ بهِ إيهاً أبا قاسِمٍ وبالرّسُلِ هَدِيّةٌ مَا رَأيْتُ مُهْديَها إلاّ رَأيْتُ العِبَادَ في رَجُلِ أقَلُّ مَا في أقَلّهَا سَمَكٌ يَسْبَحُ في بِرْكَةٍ مِنَ العَسَلِ كَيفَ أُكَافي عَلى أجَلّ يَدٍ مَنْ لا يَرَى أنّهَا يَدٌ قِبَلي
قِفَا تَرَيَا وَدْقي فَهَاتَا المَخايِلُ وَلا تَخْشَيا خُلْفاً لِما أنَا قائِلُ رَماني خساسُ النّاس من صائبِ استِهِ وآخَرَ قُطْنٌ من يَدَيهِ الجَنَادِلُ وَمن جاهلٍ بي وَهْوَ يَجهَلُ جَهلَهُ وَيَجْهَلُ عِلمي أنّهُ بيَ جاهِلُ وَيَجْهَلُ أنّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وَأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ تُحَقِّرُ عِندي هِمّتي كُلَّ مَطلَبٍ وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ وما زِلْتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيّ زَلازِلُ فقَلْقَلْتُ بالهَمّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلّهُنّ قَلاقِلُ إذا اللّيْلُ وَارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ كأنّي منَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوْجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنّ سَواحِلُ يُخَيَّلُ لي أنّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلاّ نُفُوسَكمْ وَلَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرىءٍ رُوحُهُ له وَلا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ
أحْبَبْتُ بِرّكَ إذْ أرَدْتَ رَحيلا فوَجَدْتُ أكثرَ ما وَجَدْتُ قَليلا وَعَلِمْتُ أنّكَ في المَكارِمِ رَاغِبٌ صَبٌّ إلَيْها بُكْرَةً وَأصِيلا فَجَعَلْتُ مَا تُهْدِي إليّ هَدِيّةً مِني إلَيْكَ وَظَرْفَها التّأمِيلا بِرٌّ يَخِفّ عَلى يَدَيْكَ قَبُولُهُ وَيَكُونُ مَحْمِلُهُ عَليّ ثَقِيلا
عَزيزُ إساً مَن داؤهُ الحَدَقُ النُّجْلُ عَيَاءٌ بهِ ماتَ المُحبّونَ من قَبْلُ فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْظُرْ إليّ فمَنظَري نَذيرٌ إلى مَن ظَنّ أنّ الهَوَى سَهْلُ وما هيَ إلاّ لحظَةٌ بَعدَ لحظَةٍ إذا نَزَلَتْ في قَلبِهِ رَحَلَ العَقْلُ جرَى حبُّها مجْرَى دَمي في مَفاصِلي فأصْبَحَ لي عَن كلّ شُغلٍ بها شُغْلُ سَبَتْني بدَلٍّ ذاتُ حُسْنٍ يَزينُها تَكَحُّلُ عَيْنَيها وليسَ لها كُحلُ كأنّ لحاظَ العَينِ في فَتْكِهِ بِنَا رَقيبٌ تَعَدّى أوْ عَدُوٌّ لهُ دَخْلُ ومن جَسَدي لم يَترُكِ السّقمُ شعرَةً فَمَا فَوْقَها إلاّ وفيها لَهُ فِعْلُ إذا عَذَلُوا فيها أجَبْتُ بأنّةٍ: حُبَيّبَتي قلبي فُؤادي هيا جُمْلُ كأنّ رَقيباً منكِ سَدّ مَسامِعي عنِ العذلِ حتى ليس يدخلها العذلُ كأنّ سُهادَ اللّيلِ يَعشَقُ مُقلَتي فبَيْنَهُما في كُلّ هَجْرٍ لنا وَصْلُ أُحِبّ التي في البدرِ منها مَشَابِهٌ وأشكو إلى من لا يُصابُ له شكلُ إلى واحِدِ الدّنْيا إلى ابنِ مُحَمّدٍ شُجاعَ الذي لله ثمّ لَهُ الفَضْلُ إلى الثّمَرِ الحُلْوِ الذي طَيِّءٌ لَهُ فُرُوعٌ وقَحْطانُ بنُ هودٍ لها أصلُ إلى سَيّدٍ لَوْ بَشّرَ الله أُمّةً بغَيرِ نَبيٍّ بَشّرَتْنَا بهِ الرّسْلُ إلى القابضِ الأرْواحِ والضّيغَمِ الذي تُحَدّثُ عن وَقفاته الخيلُ والرَّجْلُ إلى رَبّ مالٍ كُلّما شَتّ شَملُهُ تَجَمّعَ في تَشتيتِهِ للعُلَى شَمْلُ هُمَامٌ إذا ما فَارَقَ الغِمْدَ سَيْفُهُ وعايَنْتَهُ لم تَدرِ أيّهُمَا النّصْلُ رَأيْتُ ابنَ أمّ المَوْتِ لوْ أنّ بَأسَهُ فَشَا بينَ أهْلِ الأرْضِ لانقطعَ النسلُ على سابِحٍ مَوْجُ المَنايا بنَحْرِهِ غَداةَ كأنّ النَّبلَ في صَدرِهِ وَبْلُ وَكَمْ عَينِ قِرْنٍ حَدّقَتْ لِنِزالِهِ فلم تُغْضِ إلاّ والسّنانُ لها كُحلُ إذا قيلَ رِفقاً قالَ للحِلمِ موْضِعٌ وَحِلْمُ الفتى في غَيرِ مَوْضِعه جَهْلُ ولَوْلا تَوَلّي نَفسِهِ حَملَ حِلْمِهِ عن الأرض لانهدّتْ وناء بها الحِملُ تَباعَدَتِ الآمالُ عن كلّ مَقصِدٍ وضاقَتْ بها إلاّ إلى بابِهِ السُّبْلُ ونادى الندى بالنّائمينَ عن السُّرَى فأسمَعَهمْ هُبّوا فقد هلَكَ البُخلُ وَحالَتْ عَطايا كَفّهِ دونَ وَعْدِهِ فَلَيسَ لَهُ إنْجازُ وَعْدٍ وَلا مَطْلُ فأقْرَبُ مِن تَحديدِها رَدُّ فائِتٍ وأيسَرُ من إحصائِها القَطرُ والرّملُ وَما تَنْقِمُ الأيّامُ مِمّنْ وُجُوهُهَا لأخْمَصِهِ في كلّ نائِبَةٍ نَعْلُ وَمَا عَزَّهُ فيها مُرَادٌ أرَادَهُ وإنْ عَزّ إلاّ أن يكونَ لَهُ مِثْلُ كَفَى ثُعَلاً فَخْراً بأنّكَ مِنْهُمُ ودَهْرٌ لأنْ أمْسَيتَ من أهلِهِ أهلُ ووَيْلٌ لنَفسٍ حاوَلَتْ منْكَ غرّةً وَطُوبَى لعَينٍ سَاعَةً منكَ لا تخلو فَما بفَقيرٍ شامَ بَرْقَكَ فَاقَةٌ وَلا في بِلادٍ أنْتَ صَيّبُها مَحْلُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأحد مارس 16, 2014 1:55 pm | |
| صِلَةُ الهَجْرِ لي وهَجرُ الوِصالِ نَكَساني في السُّقمِ نُكسَ الهِلالِ فَغَدا الجِسْمُ ناقِصاً والذي يَنْـ ـقُصُ مِنْهُ يَزيدُ في بَلْبَالي قِفْ على الدِّمْنَتَينِ بِالدَّوِّ من رَيّـ ـا كَخالٍ في وجنةٍ جنبَ خالِ بطُلُولٍ كأنّهُنّ نُجُومٌ في عِراصٍ كأنّهُنّ لَيَالِ وَنُؤيٍّ كأنّهُنّ عَلَيْهِـ ـنّ خِدامٌ خُرْسٌ بسُوقٍ خِدالِ لا تَلُمْني فإنّني أعْشَقُ العُشّـ ـاقِ فيها يا أعْذَلَ العُذّالِ ما تُريدُ النّوَى منَ الحَيّةِ الذوّ اقِ حَرَّ الفَلا وبَرْدَ الظّلالِ فهوَ أمضَى في الرّوْعِ من مَلَكِ الموْ تِ وأسرَى في ظُلمةٍ من خيالِ ولحَتْفٍ في العِزّ يَدْنُو مُحِبٌّ ولعُمْرٍ يَطُولُ في الذّلّ قالِ نحنُ رَكْبٌ مِلْجِنِّ في زيّ ناسٍ فوْقَ طَيرٍ لها شخوصُ الجِمالِ من بَناتِ الجَديلِ تَمشي بنا في الـ ـبيدِ مَشْيَ الأيّامِ في الآجالِ كُلُّ هَوْجاءَ للدّياميمِ فيها أثَرُ النّارِ في سَليطِ الذُّبَالِ عامِداتٍ للبَدْرِ والبَحْرِ والضِّرْ غامَةِ ابنِ المُبارَكِ المِفْضالِ مَنْ يَزُرْهُ يَزُرْ سُلَيْمانَ في الملْـ ـكِ جَلالاً ويُوسُفاً في الجَمَالِ ورَبيعاً يُضاحِكُ الغَيثُ فيهِ زَهَرَ الشّكْرِ من رِياضِ المَعالي نَفَحَتْنَا منهُ الصَّبَا بنَسيمٍ رَدّ روحاً في مَيّتِ الآمَالِ هَمُّ عَبدِ الرّحم?نِ نَفعُ المَوالي وبَوارُ الأعْداءِ والأمْوالِ أكبرُ العَيبِ عندَهُ البُخلُ والطّعْـ ـنُ عَلَيْهِ التّشْبيهُ بالرّئْبَالِ والجِراحاتُ عِندَهُ نِعَمَاتٌ سُبِقَتْ قَبلَ سَيْبِهِ بِسُؤالِ ذا السّراجُ المُنِيرُ هذا النّقيُّ الـ ـجَيْبِ هذا بَقِيّةُ الأبْدالِ فَخُذا ماءَ رِجْلِهِ وانْضِحا في الـ ـمُدْنِ تأمَنْ بَوائِقَ الزّلْزَالِ وامْسَحَا ثَوْبَهُ البَقيرَ على دا ئِكُما تُشْفَيَا مِنَ الإعْلالِ مالِئاً مِنْ نَوالِهِ الشّرْقَ والغَرْ بَ ومن خَوْفِهِ قُلوبَ الرّجالِ قابِضاً كَفّهُ اليَمينَ على الدّنْـ ـيَا ولَوْ شاءَ حازَها بالشّمالِ نَفْسُهُ جَيْشُهُ وتَدْبيرُهُ النّصْـ ـرُ وألحاظُهُ الظُّبَى والعَوالي ولَهُ في جَماجِمِ المالِ ضَرْبٌ وَقْعُهُ في جَماجِمِ الأبْطالِ فَهُمُ لاتّقائِهِ الدّهْرَ في يَوْ مِ نِزالٍ ولَيسَ يَوْمُ نِزالِ رَجُلٌ طِينُهُ منَ العَنبَرِ الوَرْ دِ وطينُ العِبادِ مِنْ صَلْصَالِ فَبَقِيّاتُ طِينِهِ لاقَتِ المَا ءَ فَصارَتْ عُذوبَةً في الزُّلالِ وبَقايا وقارِهِ عافَتِ النّا سَ فصارَتْ رَكانَةً في الجِبالِ لَستُ ممّنْ يَغُرّهُ حُبُّكَ السِّلْـ ـمَ وأنْ لا تَرَى شُهودَ القِتالِ ذاكَ شيءٌ كَفاكَهُ عَيشُ شانيـ ـكَ ذَليلاً وقِلّةُ الأشْكالِ واغْتِفارٌ لَوْ غَيَّرَ السُّخطُ منْهُ جُعِلَتْ هامُهُمْ نِعالَ النّعالِ لجِيادٍ يَدْخُلْنَ في الحَرْبِ أعرا ءً ويخرُجنَ مِن دَمٍ في جِلالِ واسْتَعارَ الحَديدُ لَوْناً وألْقَى لَوْنَهُ في ذَوائِبِ الأطْفالِ أنتَ طَوراً أمَرُّ مِنْ ناقِعِ السّمّ وطَوْراً أحْلى مِنَ السّلْسالِ إنّما النّاسُ حَيثُ أنْتَ وما النّا سُ بناسٍ في مَوْضِعٍ منكَ خالِ
ومَنْزِلٍ لَيسَ لَنَا بمَنْزِلِ ولا لغَيرِ الغَادِياتِ الهُطَّلِ نَدِيْ الخُزامَى أذْفَرِ القَرَنْفُلِ مُحَلَّلٍ مِلْوَحْشِ لم يُحَلَّلِ عَنّ لَنا فيهِ مُراعي مُغْزِلِ مُحَيَّنُ النّفسِ بَعيدُ المَوْئِلِ أغناهُ حُسنُ الجيدِ عن لُبسِ الحلي وعادَةُ العُرْيِ عَنِ التّفَضّلِ كأنّهُ مُضَمَّخٌ بصَنْدَلِ مُعْتَرِضاً بمِثْلِ قَرْنِ الأيّلِ يَحُولُ بَينَ الكَلْبِ والتأمّلِ فَحَلَّ كَلاّبي وِثَاقَ الأحْبُلِ عَن أشْدَقٍ مُسَوْجَرٍ مُسَلسَلِ أقَبَّ ساطٍ شَرِسٍ شَمَرْدَلِ مِنْها إذا يُثْغَ لَهُ لا يَغْزَلِ مُؤجَّدِ الفِقْرَةِ رِخْوِ المَفْصِلِ لَهُ إذا أدْبَرَ لَحْظُ المُقْبِلِ كأنّما يَنظُرُ مِنْ سَجَنْجَلِ يَعْدو إذا أحْزَنَ عَدْوَ المُسْهِلِ إذا تَلا جَاءَ المَدى وقَدْ تُلي يُقْعي جُلُوسَ البَدَويّ المُصْطَلي بأرْبَعٍ مَجْدولَةٍ لَمْ تُجْدَلِ فُتْلِ الأيادي رَبِذاتِ الأرْجُلِ آثارُها أمْثالُها في الجَنْدَلِ يَكادُ في الوَثْبِ مِنَ التّفَتّلِ يَجْمَعُ بينَ مَتْنِهِ والكَلْكَلِ وبَينَ أعْلاهُ وبَينَ الأسْفَلِ شَبيهُ وسْميّ الحِضارِ بالوَلي كأنّهُ مُضَبَّرٌ مِنْ جَرْوَلِ مُوَثَّقٌ على رِماحٍ ذُبّلِ ذي ذَنَبٍ أجْرَدَ غَيرِ أعْزَلِ يخطّ في الأرْضِ حسابَ الجُمّلِ كأنّهُ مِنْ جِسْمِهِ بمَعْزِلِ لوْ كانَ يُبلي السّوْطَ تحريكٌ بَلي نَيلُ المُنى وحُكمُ نَفسِ المُرْسِلِ وعُقْلَةُ الظّبي وحَتفُ التَّتفُلِ فانْبَرَيا فَذيّنِ تحتَ القَسطَلِ قَد ضَمِنَ الآخِرُ قَتلَ الأوّلِ في هَبوَةٍ كِلاهُما لم يَذْهَلِ لا يأتَلي في تَرْكِ أنْ لا يأتَلي مُقْتَحِماً على المَكانِ الأهْوَلِ يخالُ طُولَ البحرِ عَرْض الجدولِ حتى إذا قِيلَ لهُ نِلْتَ افْعَلِ إفْتَرّ عن مَذرُوبَةٍ كالأنْصُلِ لا تَعْرِفُ العَهدَ بصَقلِ الصّيقلِ مُرَكَّباتٍ في العَذابِ المُنْزَلِ كأنّها من سُرْعَةٍ في الشّمْألِ كأنّها مِنْ ثِقَلٍ في يَذْبُلِ كأنّها مِن سَعَةٍ في هَوْجَلِ كأنّهُ مِنْ عِلْمِهِ بالمَقتَلِ عَلّمَ بُقْراطَ فِصادَ الأكْحَلِ فَحالَ ما للقَفْزِ للتَجَدّلِ وصارَ ما في جِلْدِهِ في المِرْجَلِ، فلم يَضِرْنا مَعْهُ فَقدُ الأجدَلِ إذا بَقيتَ سالماً أبَا عَلي فالمُلْكُ لله العَزيزِ ثُمّ لي
أبْعَدُ نأيِ المَليحَةِ البَخَلُ في البُعْدِ ما لا تُكَلَّفُ الإبلُ مَلُولَةٌ ما يَدومُ لَيسَ لَها مِنْ مَلَلٍ دائِمٍ بهَا مَلَلُ كأنّمَا قَدُّها إذا انْفَتَلَتْ سكرانُ من خمرِ طَرْفِها ثَمِلُ بي حَرُّ شَوْقٍ إلى تَرَشّفِها يَنفَصِلُ الصّبرُ حينَ يَتّصِلُ ألثّغْرُ والنّحْرُ والمُخَلْخَلُ والـ ـمِعْصَمُ دائي والفاحِمُ الرّجِلُ ومَهْمَهٍ جُبْتُهُ على قَدَمي تَعجِزُ عَنهُ العَرامِسُ الذُّلُلُ بصارِمي مُرْتَدٍ، بمَخْبُرَتي مُجْتَزِىءٌ، بالظلامِ مُشْتَمِلُ إذا صَديقٌ نَكِرْتُ جانِبَهُ لم تُعْيِنِي في فِراقِهِ الحِيَلُ في سَعَةِ الخافِقَينِ مُضْطَرَبٌ وفي بِلادٍ مِنْ أُخْتِها بَدَلُ وفي اعْتِمارِ الأميرِ بَدْرِ بنِ عَمّـ ـارٍ عَنِ الشّغلِ بالوَرَى شُغُلُ أصْبَحَ مالٌ كَمالِهِ لِذَوي الـ ـحاجَةِ لا يُبْتَدَا ولا يُسَلُ هَانَ عَلى قَلْبِهِ الزّمانُ فَما يَبينُ فيهِ غَمٌّ ولا جَذَلُ يَكادُ مِنْ طاعَةِ الحِمامِ لَهُ يَقْتُلُ من مَا دَنَا لَهُ الأجَلُ يَكادُ مِنْ صِحّةِ العَزيمَةِ مَا يَفْعَلُ قَبْلَ الفِعالِ يَنْفَعِلُ تُعْرَفُ في عَيْنِهِ حَقائِقُهُ كأنّهُ بالذّكاءِ مُكْتَحِلُ أُشْفِقُ عِندَ اتّقادِ فِكرَتِهِ عَلَيْهِ مِنها أخافُ يَشْتَعِلُ أغَرُّ، أعْداؤهُ إذا سَلِمُوا بالهَرَبِ استَكبَرُوا الذي فَعَلُوا يُقْبِلُهُمْ وَجْهَ كُلّ سابحَةٍ أرْبَعُها قَبلَ طَرْفِها تَصِلُ جَرْداءَ مِلْءِ الحِزامِ مُجْفِرَةٍ تكونُ مِثْلَيْ عَسيبِها الخُصَلُ إنْ أدْبَرَتْ قُلتَ لا تَليلَ لها أو أقبَلَتْ قلتَ ما لها كَفَلُ والطّعنُ شَزْرٌ والأرْضُ واجفةٌ كأنّما في فُؤادِها وَهَلُ قَدْ صَبَغَتْ خَدَّها الدّماءُ كمَا يَصبُغُ خَدَّ الخَريدَةِ الخَجَلُ والخَيْلُ تَبكي جُلُودُها عَرَقاً بأدْمُعٍ ما تَسُحّها مُقَلُ سارٍ ولا قَفْرَ مِنْ مَواكِبِهِ كأنّما كلّ سَبْسَبٍ جَبَلُ يَمْنَعُهَا أن يُصِيبَها مَطَرٌ شِدّةُ ما قَدْ تَضايَقَ الأسَلُ يا بَدْرُ يا بحْرُ يا غَمامَةُ يا لَيثَ الشّرَى يا حِمامُ يا رَجُلُ إنّ البَنَانَ الذي تُقَلّبُهُ عِندَكَ في كلّ مَوْضِعٍ مَثَلُ إنّكَ مِنْ مَعشَرٍ إذا وَهَبُوا ما دونَ أعمارِهمْ فَقد بخِلُوا قُلُوبُهُمْ في مَضاءِ ما امتَشَقُوا قاماتُهُمْ في تَمامِ ما اعْتَقَلُوا أنتَ نَقيضُ اسمِهِ إذا اختَلَفتْ قَواضِبُ الهِنْدِ والقَنَا الذُّبُلُ أنتَ لَعَمري البَدْرُ المُنيرُ ولكِـ ـنّكَ في حَوْمَةِ الوَغى زُحَلُ كَتيبَةٌ لَسْتَ رَبَّها نَفَلٌ وبَلْدَةٌ لَستَ حَلْيَها عُطُلُ قُصِدْتَ مِنْ شَرْقِها ومَغْرِبِها حتى اشتَكَتْكَ الرّكابُ والسُّبُلُ لم تُبْقِ إلاّ قَليلَ عافِيَةٍ قد وَفَدَتْ تَجتَديكَهَا العِلَلُ عُذْرُ المَلُومَينِ فيكَ أنّهُمَا آسٍ جَبَانٌ ومبْضَعٌ بَطَلُ مَدَدْتَ في راحَةِ الطّبيبِ يَداً فَما درَى كيفَ يُقطَعُ الأمَلُ إنْ يَكُنِ البَضْعُ ضَرّ باطِنَهَا فَرُبّما ضَرّ ظَهْرَها القُبَلُ يَشُقّ في عِرْقِها الفِصادُ ولا يَشقّ في عِرْقِ جُودِها العَذَلُ خامَرَهُ إذ مَدَدْتَها جَزَعٌ كأنّهُ مِنْ حَذاقَةٍ عَجِلُ جازَ حُدودَ اجتِهادِهِ فأتَى غَيرَ اجتِهادٍ، لأمّهِ الهَبَلُ أبْلَغُ ما يُطْلَبُ النّجاحُ به الـ ـطّبْعُ وعندَ التّعَمّقِ الزّلَلُ إرْثِ لهَا إنّها بمَا مَلَكَتْ وبالذي قَدْ أسَلْتَ تَنْهَمِلُ مِثْلُكَ يا بَدْرُ لا يَكونُ ولا تَصْلُحُ إلاّ لِمثْلِكَ الدّوَلُ
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ ارْتِحالا وحُسْنَ الصّبرِ زَمّوا لا الجِمالا تَوَلّوْا بَغْتَةً فَكَأنّ بَيْناً تَهَيّبَني فَفاجأني اغْتِيالا فكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلاً وسَيْرُ الدّمْعِ إثْرَهُمُ انهِمالا كأنّ العِيسَ كانَتْ فَوْقَ جفني مُناخاتٍ فَلَمّا ثُرْنَ سَالا وحَجّبَتِ النّوَى الظّبَيَاتِ عني فَساعَدَتِ البراقِعَ والحِجالا لَبِسْنَ الوَشْيَ لا مُتَجَمّلاتٍ ولكِنْ كَيْ يصنّ بهِ الجَمَالا وضَفّرْنَ الغَدائِرَ لا لحُسْنٍ ولكنْ خِفنَ في الشّعَرِ الضّلالا بِجِسْمي مَنْ بَرَتْه فلَوْ أصارَتْ وِشاحي ثَقْبَ لُؤلُؤةٍ لجَالا ولَوْلا أنّني في غَيرِ نَوْمٍ لَكُنْتُ أظُنّني مني خَيَالا بَدَتْ قَمَراً ومالَتْ خُوطَ بانٍ وفاحَتْ عَنْبَراً ورَنَت غَزالا وجارَتْ في الحُكومَةِ ثمّ أبْدَتْ لَنا من حُسنِ قامَتِها اعتِدالا كأنّ الحُزْنَ مَشْغُوفٌ بقَلبي فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا كَذا الدّنْيا على مَن كانَ قَبْلي صُروفٌ لم يُدِمْنَ عَلَيْهِ حَالا أشَدُّ الغَمّ عِنْدي في سُرورٍ تَيَقّنَ عَنهُ صاحِبُهُ انْتِقالا ألِفْتُ تَرَحّلي وجَعَلْتُ أرضي قُتُودي والغُرَيْرِيَّ الجُلالا فَما حاوَلْتُ في أرْضٍ مُقاماً ولا أزْمَعْتُ عَن أرْضٍ زَوالا على قَلَقٍ كأنّ الرّيحَ تَحْتِي أُوَجّهُها جَنُوباً أوْ شَمَالاً إلى البَدْرِ بنِ عَمّارَ الذي لَمْ يكُنْ في غُرّةِ الشّهْرِ الهِلالا ولم يَعْظُمْ لنَقْصٍ كانَ فيهِ ولم يَزَلِ الأميرَ ولَنْ يَزالا بلا مِثْلٍ وإنْ أبْصَرْتَ فيهِ لكُلّ مُغَيَّبٍ حَسَنٍ مِثَالا حُسَامٌ لابنِ رائِقٍ المُرَجّى حُسامِ المُتّقي أيّامَ صالا سِنانٌ في قَناةِ بَني مَعَدٍّ بَني أسَدٍ إذا دَعَوا النّزالا أعَزُّ مُغالِبٍ كَفّاً وسَيْفاً ومَقْدِرَةً ومَحْمِيَّةً وآلا وأشرَفُ فاخِرٍ نَفْساً وقَوْماً وأكْرَمُ مُنْتَمٍ عَمّاً وخالا يكونُ أخَفُّ إثْنَاءٍ عَلَيْهِ على الدّنْيا وأهْليها مُحَالا ويَبْقَى ضِعْفُ ما قَد قيلَ فيهِ إذا لم يَتَّرِكْ أحَدٌ مَقَالا فيا ابنَ الطّاعِنينَ بكُلّ لَدْنٍ مَواضعَ يَشتَكي البَطَلُ السُّعالا ويا ابنَ الضّارِبينَ بكُلّ عَضْبٍ منَ العَرَبِ الأسافِلِ والقِلالا أرَى المُتَشاعِرينَ غَرُوا بذَمّي ومَن ذا يَحمَدُ الدّاءَ العُضالا ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا وقالوا هَلْ يُبَلّغُكَ الثّرَيّا؟ فقُلت نَعَمْ إذا شئتُ استِفالا هوَ المُفني المَذاكي والأعادي وبِيضَ الهِنْدِ والسُّمْرَ الطّوالا وقائِدُها مُسَوَّمَةً خِفافاً على حَيٍّ تُصَبّحُهُ ثِقَالا جَوائِلَ بالقُنيّ مُثَقَّفاتٍ كأنّ على عَوامِلِها ذُبَالا إذا وَطِئَتْ بأيْديها صُخُوراً يَفِئْنَ لوَطْءِ أرْجُلِها رِمَالا جَوابُ مُسائِلي ألَهُ نَظِيرٌ؟ ولا لكَ في سُؤالكَ لا ألاَ لا لَقَد أمِنَتْ بكَ الإعدامَ نَفْسٌ تَعُدّ رَجاءَها إيّاكَ مَالا وقد وَجِلَتْ قُلُوبٌ منكَ حتى غَدَتْ أوجالُها فيها وِجَالا سُرورُكَ أنْ تَسُرَّ النّاسَ طُرّاً تُعَلّمُهُمْ عَلَيْكَ بهِ الدّلالا إذا سألُوا شكَرْتَهُمُ عَلَيْهِ وإنْ سكَتُوا سألْتَهُمُ السّؤالا وأسعَدُ مَنْ رأيْنا مُسْتَميحٌ يُنيلُ المُسْتَمَاحَ بأنْ يُنَالا يُفارِقُ سَهمُكَ الرّجلَ المُلاقَى فِراقَ القَوْسِ ما لاقَى الرّجالا فَما تَقِفُ السّهامُ على قَرارٍ كأنّ الرّيشَ يَطّلِبُ النِّصالا سَبَقْتَ السّابقينَ فَما تُجارَى وجاوَزْتَ العُلُوّ فَما تُعَالَى وأُقْسِمُ لوْ صَلَحْتَ يَمينَ شيءٍ لمَا صَلَحَ العِبَادُ لَه شِمَالا أُقَلّبُ مِنكَ طَرْفي في سَمَاءٍ وإنْ طَلَعَتْ كَواكِبُها خِصالا وأعجبُ منكَ كيفَ قدَرْتَ تنشا وقد أُعطِيتَ في المَهدِ الكَمالا
في الخَدّ أنْ عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا مَطَرٌ تَزيدُ بهِ الخُدودُ مُحُولا يا نَظْرَةً نَفَتِ الرُّقادَ وغادَرَتْ في حَدّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلُولا كَانَتْ مِنَ الكَحْلاءِ سُؤلي إنّما أجَلي تَمَثّلَ في فُؤادي سُولا أجِدُ الجَفَاءَ على سِواكِ مُرُوءَةً والصّبرَ إلاّ في نَواكِ جَميلا وأرَى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً وأرَى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَمْلُولا حَدَقُ الحِسانِ من الغواني هِجنَ لي يَوْمَ الفِراقِ صَبابَةً وغَليلا حَدَقٌ يُذِمّ مِنَ القَواتِلِ غيرَها بَدْرُ بنُ عَمّارِ بنِ إسْماعِيلا ألفَارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بمِثْلِها والتّارِكُ المَلِكَ العزيزَ ذَليلا مَحِكٌ إذا مَطَلَ الغَريمُ بدَيْنِهِ جَعَلَ الحُسامَ بمَا أرَادَ كَفيلا نَطِقٌ إذا حَطّ الكَلامُ لِثامَهُ أعْطَى بمَنْطِقِهِ القُلُوبَ عُقُولا أعْدَى الزّمانَ سَخاؤهُ فَسَخا بهِ ولَقَدْ يكونُ بهِ الزّمانُ بَخيلا وكأنّ بَرْقاً في مُتُونِ غَمامةٍ هِنْدِيُّهُ في كَفّهِ مَسْلُولا ومَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِباً لَوْ كُنّ سَيْلاً ما وَجَدْنَ مَسيلا رَقّتْ مَضارِبُهُ فَهُنّ كأنّمَا يُبْدينَ مِنْ عِشقِ الرّقابِ نُحُولا أمُعَفِّرَ اللّيْثِ الهِزَبْرِ بسَوْطِهِ لمَنِ ادّخَرْتَ الصّارِمَ المَصْقُولا وَقَعَتْ على الأُرْدُنّ مِنْهُ بَلِيّةٌ نُضِدَتْ بها هامُ الرّفاقِ تُلُولا وَرْدٌ إذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً وَرَدَ الفُراتَ زَئِيرُهُ والنّيلا مُتَخَضّبٌ بدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ في غِيلِهِ مِنْ لِبْدَتَيْهِ غِيلا ما قُوبِلَتْ عَيْناهُ إلاّ ظُنّتَا تَحْتَ الدُّجَى نارَ الفَريقِ حُلُولا في وَحْدَةِ الرُّهْبَانِ إلاّ أنّهُ لا يَعْرِفُ التّحْرِيمَ والتّحْليلا يَطَأُ الثّرَى مُتَرَفّقاً مِنْ تِيهِهِ فكأنّهُ آسٍ يَجُسّ عَلِيلا ويَردّ عُفْرَتَه إلى يَأفُوخِهِ حتى تَصِيرَ لرَأسِهِ إكْليلا وتَظُنّهُ مِمّا يُزَمْجِرُ نَفْسُهُ عَنْها لِشِدّةِ غَيظِهِ مَشْغُولا قَصَرَتْ مَخَافَتُهُ الخُطى فكأنّما رَكِبَ الكَميُّ جَوادَهُ مَشْكُولا ألْقَى فَريسَتَهُ وبَرْبَرَ دونَهَا وقَرُبْتَ قُرْباً خالَهُ تَطْفِيلا فتَشابَهَ الخُلُقانِ في إقْدامِهِ وتَخالَفَا في بَذْلِكَ المأْكُولا أسَدٌ يَرَى عُضْوَيهِ فيكَ كِلَيْهِما مَتْناً أزَلَّ وساعداً مَفْتُولا في سرْجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرّةٍ يأبَى تَفَرُّدُها لهَا التّمْثيلا نَيَّالةِ الطَّلِبَاتِ لَوْلا أنَّهَا تُعْطي مَكانَ لِجامِها مَا نِيلا تَنْدَى سَوالفُها إذا استَحضَرْتَها ويُظَنّ عَقْدُ عِنانِها مَحْلُولا ما زالَ يَجْمَعُ نَفْسَهُ في زَوْرِهِ حتى حَسِبْتَ العَرْضَ منه الطّولا ويَدُقّ بالصّدْرِ الحِجارَ كأنّه يَبْغي إلى ما في الحَضِيضِ سَبيلا وكأنّهُ غَرّتْهُ عَيْنٌ فادّنَى لا يُبْصِرُ الخَطْبَ الجَليلَ جَليلا أنَفُ الكَريمِ مِنَ الدّنيئَةِ تارِكٌ في عَينِهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا والعارُ مَضّاضٌ ولَيسَ بخائِفٍ مِنْ حَتْفِهِ مَنْ خافَ ممّا قِيلا سَبَقَ التِقاءَكَهُ بوَثْبَةِ هاجِمٍ لَوْ لم تُصادِمْهُ لجازَكَ مِيلا خَذَلَتْهُ قُوّتُهُ وقَدْ كافَحْتَهُ فاستَنْصَرَ التّسْليمَ والتّجْديلا قَبَضَتْ مَنِيّتُهُ يَدَيْهِ وعُنْقَهُ فَكَأنّما صادَفْتَهُ مَغْلُولا سَمِعَ ابنُ عَمّتِهِ بهِ وبحالِهِ فنَجا يُهَرْوِلُ أمسِ منكَ مَهُولا وأمَرُّ مِمّا فَرّ مِنْهُ فِرارُهُ وكَقَتْلِهِ أنْ لا يَمُوتَ قَتيلا تَلَفُ الذي اتّخَذَ الجراءَةَ خُلّةً وعَظَ الذي اتّخَذَ الفِرارَ خَليلا لَوْ كانَ عِلْمُكَ بالإل?هِ مُقَسَّماً في النّاسِ ما بَعَثَ الإل?هُ رَسُولا لَوْ كانَ لَفْظُكَ فيهِمُ ما أنزَلَ الـ ـفُرْقانَ والتّوْراةَ والإنْجيلا لَوْ كانَ ما تُعطيهِمُ من قبلِ أنْ تُعْطيهِمُ لَمْ يَعرِفُوا التّأمِيلا فلَقَدْ عُرِفْتَ وما عُرِفتَ حَقيقَةً ولقد جُهِلْتَ وما جُهِلْتَ خُمُولا نَطَقَتْ بسُؤدُدِكَ الحَمامُ تَغَنّياً وبما تُجَشّمُها الجِيادُ صَهيلا ما كلّ مَنْ طَلَبَ المَعالي نافِذاً فيها ولا كُلّ الرّجالِ فُحُولاَ
أرَى حُلَلاً مُطَوَّاةً حِسَاناً عَداني أنْ أراكَ بها اعْتِلالي وهَبْكَ طَوَيتَها وخرَجتَ عنها أتَطوي ما عَلَيكَ من الجَمالِ وإنّ بها وإنّ بهِ لَنَقْصاً وأنتَ لها النّهايةُ في الكَمالِ لَقَدْ ظَلّتْ أواخِرُها الأعالي مَعَ الأُولى بجِسْمِكَ في قِتالِ تُلاحِظُكَ العُيُونُ وأنتَ فيها كأنّ علَيكَ أفْئِدَةَ الرّجالِ متى أحصَيْتُ فَضلَكَ في كَلامٍ فقَدْ أحصَيتُ حَبّاتِ الرّمالِ
عَذَلَتْ مُنادَمَةُ الأميرِ عَواذِلي في شُرْبِها وكَفَتْ جَوابَ السّائِلِ مَطَرَتْ سَحابُ يَديكَ رِيَّ جَوانحي وحملتُ شكرَكَ واصطناعُك حاملي فمَتى أقُومُ بشُكرِ ما أوْلَيْتَني والقَوْلُ فيكَ عُلُوّ قَدْرِ القائِل
بَدْرٌ فَتًى لوْ كانَ مِنْ سؤَّالِهِ يَوْماً تَوَفّرَ حَظُّهُ مِنْ مالِهِ تَتَحَيّرُ الأفْعالُ في أفْعالِهِ ويَقِلُّ ما يأتيهِ في إقْبالِهِ قَمَراً نَرَى وسَحابَتينِ بمَوضعٍ مِنْ وَجْهِهِ ويَمينِهِ وشِمَالِهِ سَفَكَ الدّماءَ بجُودِهِ لا بأسِهِ كَرَماً لأنّ الطّيرَ بعضُ عِيالِهِ إنْ يَفنَ ما يحوي فَقَد أبْقَى لهُ ذِكْراً يَزولُ الدّهرُ قَبلَ زوالِهِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الأحد مارس 16, 2014 1:59 pm | |
| قَدْ أُبْتُ بالحَاجَةِ مَقضِيّةً وعِفْتُ في الجَلسَةِ تَطويلَها أنتَ الذي طُولُ بَقاءٍ لَهُ خَيرٌ لنَفسِي مِنْ بَقائي لَهَا
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ أقفَرْتِ أنْتِ وهنّ منكِ أواهِلُ يَعْلَمْنَ ذاكَ وما عَلِمْتِ وإنّمَا أوْلاكُما يُبْكَى عَلَيْهِ العاقِلُ وأنَا الذي اجتَلَبَ المَنيّةَ طَرْفُهُ فَمَنِ المُطالَبُ والقَتيلُ القاتِلُ تَخْلُو الدّيارُ منَ الظّباءِ وعِنْدَهُ من كُلّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ أللاّءِ أفْتَكُهَا الجَبانُ بمُهْجَتي وأحَبُّهَا قُرْباً إليّ البَاخِلُ ألرّامِياتُ لَنَا وهُنّ نَوافِرٌ والخاتِلاتُ لَنَا وهُنّ غَوافِلُ كافأنَنَا عَنْ شِبْهِهِنّ مِنَ المَهَا فَلَهُنّ في غَيرِ التّرابِ حَبَائِلُ مِنْ طاعِني ثُغَرِ الرّجالِ جآذِرٌ ومِنَ الرّماحِ دَمَالِجٌ وخَلاخِلُ ولِذا اسمُ أغطِيَةِ العُيُونِ جُفُونُها مِنْ أنّها عَمَلَ السّيُوفِ عَوامِلُ كم وقْفَةٍ سَجَرَتكَ شوْقاً بَعدَما غَرِيَ الرّقيبُ بنا ولَجّ العاذِلُ دونَ التّعانُقِ ناحِلَينِ كشَكْلَتيْ نَصْبٍ أدَقَّهُمَا وضَمَّ الشّاكِلُ إنْعَمْ ولَذّ فَلِلأمورِ أواخِرٌ أبَداً إذا كانَتْ لَهُنّ أوائِلُ ما دُمْتَ مِنْ أرَبِ الحِسانِ فإنّما رَوْقُ الشّبابِ علَيكَ ظِلٌّ زائِلُ للّهْوِ آوِنَةٌ تَمُرّ كأنّهَا قُبَلٌ يُزَوَّدُهَا حَبيبٌ راحِلُ جَمَحَ الزّمانُ فَلا لَذيذٌ خالِصٌ ممّا يَشُوبُ ولا سُرُورٌ كامِلُ حتى أبو الفَضْلِ ابنُ عَبْدِالله رُؤ يَتُهُ المُنى وهيَ المَقامُ الهَائلُ مَمْطُورَةٌ طُرُقي إلَيهَا دونَهَا مِنْ جُودِهِ في كلّ فَجٍّ وابِلُ مَحْجُوبَةٌ بسُرادِقٍ مِنْ هَيْبَةٍ تَثْني الأزِمّةَ والمَطيُّ ذَوامِلُ للشّمسِ فيهِ وللسّحابِ وللبِحَا رِ وللأسُودِ وللرّياحِ شَمَائِلُ ولَدَيْهِ مِلْعِقْيَانِ والأدَبِ المُفَا دِ ومِلْحيَاةِ ومِلْمَماتِ مَنَاهِلُ لَوْ لم يَهَبْ لجَبَ الوُفُودِ حَوَالَهُ لَسَرَى إلَيْهِ قَطَا الفَلاةِ النّاهِلُ يَدْري بمَا بِكَ قَبْلَ تُظْهِرُهُ لَهُ مِن ذِهْنِهِ ويُجيبُ قَبْلَ تُسائِلُ وتَراهُ مُعْتَرِضاً لَهَا ومُوَلّياً أحْداقُنا وتَحارُ حينَ يُقابِلُ كَلِماتُهُ قُضُبٌ وهُنّ فَوَاصِلٌ كلُّ الضّرائبِ تَحتَهُنّ مَفاصِلُ هَزَمَتْ مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلّهَا حتى كأنّ المَكْرُماتِ قَنَابِلُ وقَتَلْنَ دَفْراً والدُّهَيْمَ فَما تَرَى أُمُّ الدُّهَيْمِ وأُمُّ دَفْرٍ ثَاكِلُ عَلاّمَةُ العُلَمَاءِ واللُّجُّ الّذي لا يَنْتَهي ولِكُلّ لُجٍّ ساحِلُ لَوْ طابَ مَوْلِدُ كُلّ حَيٍّ مِثْلِهِ وَلَدَ النّساءُ وما لَهنّ قَوابِلُ لَوْ بانَ بالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ لَدَرَتْ بهِ ذَكَرٌ أمْ أنثى الحامِلُ ليَزِدْ بَنُو الحَسَنِ الشِّرافُ تَواضُعاً هَيهاتِ تُكْتَمُ في الظّلامِ مشاعلُ جَفَختْ وهم لا يجفَخونَ بها بهِمْ شِيَمٌ على الحَسَبِ الأغَرّ دَلائِلُ مُتَشابِهُو وَرَعِ النّفُوسِ كَبيرُهم وصَغيرُهمْ عَفُّ الإزارِ حُلاحِلُ يا کفخَرْ فإنّ النّاسَ فيكَ ثَلاثَةٌ مُسْتَعْظِمٌ أو حاسِدٌ أو جاهِلُ ولَقَدْ عَلَوْتَ فَما تُبالي بَعدَمَا عَرَفُوا أيَحْمَدُ أمْ يَذُمُّ القائِلُ أُثْني عَلَيْكَ ولَوْ تَشاءُ لقُلتَ لي قَصّرْتَ فالإمْساكُ عنّي نائِلُ لا تَجْسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ ههُنا بَيْتاً ولكِنّي الهِزَبْرُ البَاسِلُ ما نالَ أهْلُ الجاهِلِيّةِ كُلُّهُمْ شِعْرِي ولا سمعتْ بسحري بابِلُ وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ مَنْ لي بفَهْمِ أُهَيْلِ عَصْرٍ يَدّعي أنْ يَحْسُبَ الهِنديَّ فيهِمْ باقِلُ وأمَا وحَقّكَ وهْوَ غايَةُ مُقْسِمٍ لَلْحَقُّ أنتَ وما سِواكَ الباطِلُ ألطِّيبُ أنْتَ إذا أصابَكَ طِيبُهُ والماءُ أنتَ إذا اغتَسَلْتَ الغاسِلُ ما دارَ في الحَنَكِ اللّسانُ وقَلّبَتْ قَلَماً بأحْسَنَ مِنْ ثَنَاكَ أنَامِلُ
أماتَكُمُ من قَبلِ مَوْتِكُمُ الجَهْلُ وجَرّكُمُ من خِفّةٍ بكُمُ النّمْلُ وُلَيْدَ أُبيِّ الطّيّبِ الكَلْبِ ما لَكُم فطَنتُمْ إلى الدعوَى وما لكُمُ عَقلُ ولوْ ضرَبَتْكُم مَنجَنيقي وأصْلُكُمْ قَوِيٌّ لهَدّتكُمْ فكَيفَ ولا أصْلُ ولوْ كُنْتُمُ ممّنْ يُدَبِّرُ أمْرَهُ لمَا صِرْتُمُ نَسلَ الذي ما لهُ نَسْلُ
يا أكرَمَ النّاسِ في الفَعالِ وأفْصَحَ النّاسِ في المَقَالِ إنْ قُلتَ في ذا البَخُورِ سَوْقاً فهَكَذا قُلتَ في النّوالِ
أتاني كلامُ الجاهِلِ ابنِ كَيَغْلَغٍ يَجُوبُ حُزُوناً بَيْنَنا وسُهولا ولوْ لم يكُنْ بينَ ابنِ صَفراءَ حائِلٌ وبَيْني سِوى رُمْحي لكانَ طَوِيلا وإسْح?قُ مأمُونٌ على مَنْ أهانَهُ ولَكِنْ تَسَلّى بالبُكاءِ قَلِيلا ولَيسَ جَميلاً عِرْضُهُ فيَصُونَهُ ولَيسَ جَميلاً أن يكونَ جَميلا ويَكْذِبُ ما أذْلَلْتُهُ بهِجائِهِ لقَدْ كانَ منْ قَبلِ الهِجاءِ ذَليلا
لا تَحْسَبوا رَبعَكُمْ ولا طَلَلَهْ أوّلَ حَيٍّ فِراقُكُمْ قَتَلَهْ قَد تَلِفَتْ قَبْلَهُ النّفوسُ بكُمْ وأكثرَتْ في هَواكُمُ العَذَلَهْ خَلا وفيهِ أهْلٌ وأوْحَشَنَا وفيهِ صِرْمٌ مُرَوِّحٌ إبِلَهْ لوْ سارَ ذاكَ الحَبيبُ عن فَلَكٍ ما رضيَ الشّمسَ بُرْجُهُ بَدَلَهْ أُحِبّهُ والهَوَى وأدْؤرَهُ وكُلُّ حُبٍّ صَبابَةٌ ووَلَهْ يَنصُرُها الغَيثُ وهيَ ظامِئَةٌ إلى سِواهُ وسُحْبُها هَطِلَهْ واحَرَبَا مِنكِ يا جَدايَتَهَا مُقيمَةً، فاعلَمي، ومُرْتَحِلَهْ لَوْ خُلِطَ المِسْكُ والعَبيرُ بهَا ولَستِ فيها لَخِلْتُها تَفِلَهْ أنا ابنُ مَن بعضُهُ يَفُوقُ أبَا الـ ـباحِثِ والنَّجلُ بعضُ من نَجَلَهْ وإنّما يَذْكُرُ الجُدودَ لَهُمْ مَنْ نَفَرُوهُ وأنْفَدوا حِيَلَهْ فَخْراً لعَضْبٍ أرُوحُ مُشْتَمِلَهْ وسَمْهَرِيٍّ أرُوحُ مُعْتَقِلَهْ وليَفْخَرِ الفَخْرُ إذْ غدَوْتُ بهِ مُرْتَدِياً خَيْرَهُ ومُنْتَعِلَهْ أنا الذي بَيّنَ الإل?هُ بِهِ الـ ـأقْدارَ والمَرْءُ حَيْثُما جَعَلَهْ جَوْهَرَةٌ تَفْرَحُ الشِّرافُ بهَا وغُصّةٌ لا تُسِيغُها السّفِلَهْ إنّ الكِذابَ الذي أُكَادُ بِهِ أهْوَنُ عِنْدي مِنَ الذي نَقَلَهْ فَلا مُبَالٍ ولا مُداجٍ ولا وانٍ ولا عاجِزٌ ولا تُكَلَهْ ودارِعٍ سِفْتُهُ فَخَرَّ لَقًى في المُلْتَقَى والعَجاجِ والعَجَلَهْ وسامِعٍ رُعْتُهُ بقافِيَةٍ يَحارُ فيها المُنَقِّحُ القُوَلَهْ ورُبّما أُشْهِدُ الطّعامَ مَعي مَن لا يُساوي الخبزَ الذي أكَلَهْ ويُظْهِرُ الجَهْلَ بي وأعْرِفُهُ والدُّرُّ دُرٌّ برَغْمِ مَنْ جَهِلَهْ مُسْتَحْيِياً من أبي العَشائِرِ أنْ أسْحَبَ في غَيرِ أرْضِهِ حُلَلَهْ أسْحَبُها عِنْدَهُ لَدَى مَلِكٍ ثِيابُهُ مِنْ جَليسِهِ وَجِلَهْ وبِيضُ غِلْمانِهِ كَنائِلِهِ أوّلُ مَحْمُولِ سَيْبِهِ الحَمَلَهْ ما ليَ لا أمْدَحُ الحُسَينَ ولا أبْذُلُ مِثْلَ الوُدِّ الذي بَذَلَهْ أأخْفَتِ العَينُ عندَهُ أثَراً أمْ بَلَغَ الكَيْذُبانُ ما أمَلَهْ أمْ لَيسَ ضَرّابَ كلّ جُمجمَةٍ مَنْخُوّةٍ ساعةَ الوَغَى زَعِلَهْ وصاحِبَ الجُودِ ما يُفارِقُهُ لَوْ كانَ للجُودِ مَنْطِقٌ عَذَلَهْ وراكِبَ الهَوْلِ لا يُفَتِّرُهُ لَوْ كانَ للهَوْلِ مَحْزِمٌ هَزَلَهْ وفارِسَ الأحْمَرِ المُكَلِّلَ في طَيِّءٍ المُشْرَعَ القَنَا قِبَلَهْ لمّا رأتْ وَجهَهُ خُيُولُهُمُ أقْسَمَ بالله لا رأتْ كَفَلَهْ فأكْبَرُوا فِعْلَهُ وأصْغَرَهُ؛ أكبَرُ مِنْ فِعْلِهِ الذي فَعَلَهْ القاطِعُ الواصِلُ الكَميلُ فَلا بَعضُ جَميلٍ عن بَعضِهِ شَغَلَهْ فَواهِبٌ والرّماحُ تَشْجُرُهُ وطاعِنٌ والهِباتُ مُتّصِلَهْ وكُلّما أمّنَ البِلادَ سَرَى وكلّما خِيفَ مَنْزِلٌ نَزَلَهْ وكُلّما جاهَرَ العَدُوَّ ضُحًى أمكَنَ حتى كأنّهُ خَتَلَهْ يَحْتَقِرُ البِيضَ واللِّدانَ إذا سَنّ علَيهِ الدِّلاصَ أوْ نَثَلَهْ قد هَذَبَتْ فَهْمَهُ الفَقاهَةُ لي وهَذّبَتْ شِعريَ الفَصاحَةُ لَهْ فصِرْتُ كالسّيفِ حامِداً يَدَهُ لا يحمدُ السّيفُ كلَّ من حَمَلَهْ
أتَحْلِفُ لا تُكَلّفُني مَسِيراً إلى بَلَدٍ أُحَاوِلُ فيهِ مَالا وَأنْتَ مُكَلِّفي أنْبَى مَكَاناً وَأبْعَدَ شُقّةً وَأشَدّ حَالا إذا سِرْنَا عَنِ الفُسْطاطِ يَوْماً فَلَقّنيَ الفَوَارِسَ وَالرّجَالا لتَعْلَمَ قَدْرَ مَنْ فارَقْتَ منّي وَأنّكَ رُمْتَ من ضَيمي مُحَالا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 3:22 pm | |
| لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ وَاجْزِ الأميرَ الذي نُعْمَاهُ فَاجِئَةٌ بغَيرِ قَوْلٍ وَنُعْمَى النّاسِ أقْوَالُ فَرُبّمَا جَزَتِ الإحْسَانَ مُولِيَهُ خَريدَةٌ مِنْ عَذارَى الحَيّ مِكسالُ وَإنْ تكُنْ مُحْكَماتُ الشّكلِ تمنَعُني ظُهُورَ جَرْيٍ فلي فيهِنّ تَصْهالُ وَمَا شكَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني سِيّانِ عِنْديَ إكْثَارٌ وَإقْلالُ لَكِنْ رَأيْتُ قَبيحاً أنْ يُجَادَ لَنَا وَأنّنَا بِقَضَاءِ الحَقّ بُخّالُ فكُنْتُ مَنبِتَ رَوْضِ الحَزْنِ باكرَهُ غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأرْضِ هَطّالُ غَيْثٌ يُبَيِّنُ للنُّظّارِ مَوْقِعُهُ أنّ الغُيُوثَ بِمَا تَأتيهِ جُهّالُ لا يُدرِكُ المَجدَ إلاّ سَيّدٌ فَطِنٌ لِمَا يَشُقُّ عَلى السّاداتِ فَعّالُ لا وَارِثٌ جَهِلَتْ يُمْنَاهُ ما وَهَبَتْ وَلا كَسُوبٌ بغَيرِ السّيفِ سَأْآلُ قالَ الزّمانُ لَهُ قَوْلاً فَأفْهَمَهُ، إنّ الزّمَانَ على الإمْساكِ عَذّالُ تَدرِي القَنَاةُ إذا اهْتَزّتْ برَاحَتِهِ أنّ الشقيَّ بهَا خَيْلٌ وَأبْطَالُ كَفَاتِكٍ وَدُخُولُ الكَافِ مَنقَصَةٌ كالشمسِ قُلتُ وَما للشمسِ أمثَالُ ألقائِدِ الأُسْدَ غَذّتْهَا بَرَاثِنُهُ بمِثْلِهَا مِنْ عِداهُ وَهْيَ أشْبَالُ ألقاتِلِ السّيفَ في جِسْمِ القَتيلِ بِهِ وَللسّيُوفِ كمَا للنّاسِ آجَالُ تُغِيرُ عَنْهُ على الغارَاتِ هَيْبَتُهُ وَمَالُهُ بأقَاصِي الأرْضِ أهْمَالُ لَهُ منَ الوَحشِ ما اختارَتْ أسِنّتُهُ عَيرٌ وَهَيْقٌ وَخَنْسَاءٌ وَذَيّالُ تُمْسِي الضّيُوفُ مُشَهّاةً بِعَقْوَتِهِ كأنّ أوْقاتَهَا في الطّيبِ آصَالُ لَوِ اشْتَهَتْ لَحْمَ قارِيهَا لَبَادَرَهَا خَرَادِلٌ مِنهُ في الشِّيزَى وَأوْصَالُ لا يَعْرِفُ الرُّزْءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ إلاّ إذا حَفَزَ الضِّيفَانَ تَرْحَالُ يُروي صَدى الأرض من فَضْلات ما شربوا محْضُ اللّقاحِ وَصَافي اللّوْنِ سلسالُ تَقرِي صَوَارِمُهُ السّاعاتِ عَبْطَ دَمٍ كَأنّمَا السّاعُ نُزّالٌ وَقُفّالُ تَجْرِي النّفُوسُ حَوَالَيْهِ مُخَلَّطَةً مِنهَا عُداةٌ وَأغْنَامٌ وَآبَالُ لا يَحْرِمُ البُعْدُ أهْلَ البُعْدِ نائِلَهُ وغَيرُ عاجِزَةٍ عَنْهُ الأُطَيْفَالُ أمضَى الفَرِيقَينِ في أقْرَانِهِ ظُبَةً وَالبِيضُ هَادِيَةٌ وَالسُّمْرُ ضُلاّلُ يُرِيكَ مَخْبَرُهُ أضْعَافَ مَنظَرِهِ بَينَ الرّجالِ وَفيها المَاءُ وَالآلُ وَقَدْ يُلَقّبُهُ المَجْنُونَ حَاسِدُهُ إذا اختَلَطْنَ وَبَعضُ العقلِ عُقّالُ يَرْمي بهَا الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَهَا من شَقّهِ وَلوَ کنّ الجَيشَ أجبَالُ إذا العِدَى نَشِبَتْ فيهِمْ مَخالِبُهُ لم يَجْتَمِع لهُمُ حِلْمٌ وَرِئْبَالُ يَرُوعُهُمْ مِنْهُ دَهْرٌ صَرْفُهُ أبَداً مُجاهِرٌ وَصُرُوفُ الدّهرِ تَغتالُ أنَالَهُ الشّرَفَ الأعْلى تَقَدُّمُهُ فَمَا الذي بتَوَقّي مَا أتَى نَالُوا إذا المُلُوكُ تَحَلّتْ كانَ حِلْيَتَهُ مُهَنَّدٌ وَأصَمُّ الكَعْبِ عَسّالُ أبُو شُجاعٍ أبو الشّجعانِ قاطِبَةً هَوْلٌ نَمَتْهُ مِنَ الهَيجاءِ أهوَالُ تَمَلّكَ الحَمْدَ حتى ما لِمُفْتَخِرٍ في الحَمْدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ عَلَيْهِ مِنْهُ سَرَابيلٌ مُضَاعَفَةٌ وَقَدْ كَفَاهُ مِنَ الماذِيِّ سِرْبَالُ وَكَيْفَ أسْتُرُ ما أوْلَيْتَ من حَسَنٍ وَقَدْ غَمَرْتَ نَوَالاً أيّهَا النّالُ لَطّفْتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكْرِمَتي إنّ الكَريمَ على العَلْياءِ يَحْتَالُ حتى غَدَوْتَ وَللأخْبَارِ تَجْوَالٌ وَللكَوَاكِبِ في كَفّيْكَ آمَالُ وَقَدْ أطَالَ ثَنَائي طُولُ لابِسِهِ... إنّ الثّنَاءَ عَلى التِّنْبَالِ تِنْبَالُ إنْ كنتَ تكبُرُ أنْ تَخْتَالَ في بَشَرٍ فإنّ قَدْرَكَ في الأقْدارِ يَخْتَالُ كأنّ نَفْسَكَ لا تَرْضَاكَ صَاحِبَهَا إلاّ وَأنْتَ على المِفضَالِ مِفضَالُ وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لمُهْجَتِهَا إلاّ وَأنْتَ لهَا في الرّوْعِ بَذّالُ لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ؛ ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ وَإنّمَا يَبْلُغُ الإنْسانُ طَاقَتَهُ مَا كُلّ ماشِيَةٍ بالرّحْلِ شِمْلالُ إنّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ بهِ من أكثرِ النّاسِ إحْسانٌ وَإجْمالُ ذِكْرُ الفتى عُمْرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ مَا قَاتَهُ وَفُضُولُ العَيشِ أشغَالُ
كدَعْواكِ كُلٌّ يَدّعي صِحّةَ العقلِ وَمَن ذا الذي يدري بما فيه من جَهْلِ لَهِنّكِ أوْلَى لائِمٍ بِمَلامَةٍ وَأحْوَجُ ممّنْ تَعذُلِينَ إلى العَذلِ تَقُولِينَ ما في النّاسِ مِثلَكَ عاشِقٌ جِدي مثلَ مَن أحبَبْتُهُ تجدي مِثلي مُحِبٌّ كَنى بالبِيضِ عن مُرْهَفَاتِهِ وَبالحُسنِ في أجسامِهِنّ عن الصّقلِ وَبالسُّمْرِ عن سُمرِ القَنَا غَيرَ أنّني جَنَاهَا أحِبّائي وَأطْرَافُها رُسْلي عَدِمْتُ فُؤاداً لم تَبِتْ فيهِ فَضْلَةٌ لغَيرِ الثّنَايَا الغُرّ وَالحَدَقِ النُّجلِ فَمَا حَرَمَتْ حَسْناءُ بالهَجرِ غِبْطةً وَلا بَلّغَتْها مَن شكا الهَجرَ بالوَصْلِ ذَرِيني أنَلْ ما لا يُنَالُ مِنَ العُلَى فصَعْبُ العلى في الصّعب وَالسهلُ في السهلِ تُريدينَ لُقيانَ المَعَالي رَخيصَةً وَلا بُدّ دونَ الشّهدِ من إبَرِ النّحلِ حَذِرْتِ عَلَينَا المَوْتَ وَالخَيلُ تدَّعي وَلم تَعلَمي عن أيّ عاقِبَةٍ تُجْلي وَلَسْتُ غَبِيناً لَوْ شَرِبْتُ مَنِيّتي بإكْرَامِ دِلّيرَ بنِ لَشْكَرَوَزٍّ لي تَمَرُّ الأنَابِيبُ الخَوَاطِرُ بَيْنَنَا وَنَذْكُرُ إقْبالَ الأمِيرِ فَتَحْلَوْلي وَلَوْ كُنتُ أدرِي أنّهَا سَبَبٌ لَهُ لَزَادَ سُرُوري بالزّيادَةِ في القَتْلِ فَلا عَدِمَتْ أرْضُ العِراقَينِ فِتْنَةً دعَتكَ إليها كاشفَ البأس وَالمَحلِ ظَلِلْنَا إذا أنْبَى الحَديدُ نِصَالَنَا نجرّدُ ذكراً منك أمضَى من النّصْلِ وَنَرْمي نَوَاصِيها منِ اسمكَ في الوَغى بأنْفَذَ مِن نُشّابِنا وَمِنَ النَّبْلِ فإنْ تَكُ منْ بَعدِ القِتالِ أتَيْتَنَا فَقَدْ هَزَمَ الأعْداءَ ذِكرُك من قَبلِ وَما زِلْتُ أطوي القلبَ قبل اجتِماعِنا على حاجَةٍ بَينَ السّنابِكِ وَالسُّبْلِ وَلَوْ لم تَسِرْ سِرْنَا إلَيكَ بأنْفُسٍ غَرَائِبَ يُؤثِرْنَ الجِيادَ على الأهلِ وَخَيْلٍ إذا مَرّتْ بوَحْشٍ وَرَوْضَةٍ أبَتْ رَعْيَها إلاّ وَمِرْجَلُنَا يَغلي وَلكنْ رأيتَ القَصْدَ في الفضْلِ شِركةً فكانَ لكَ الفضْلانِ بالقصْدِ وَالفضْلِ وَلَيسَ الذي يَتّبَّعُ الوَبْلَ رَائِداً كمَنْ جاءَهُ في دارِهِ رَائِدُ الوَبْلِ وَمَا أنَا مِمّنْ يَدّعي الشّوْقَ قَلبُهُ وَيَحْتَجّ في تَرْكِ الزّيارَةِ بالشّغلِ أرَادَتْ كِلابٌ أنْ تَفُوزَ بدَوْلَةٍ لمن ترَكتْ رَعْيَ الشُّوَيهاتِ وَالإبْلِ أبَى رَبُّها أنْ يترُكَ الوَحشَ وَحْدَها وَأن يُؤمِنَ الضّبَّ الخبيثَ من الأكلِ وَقَادَ لهَا دِلّيرُ كُلَّ طِمِرّةٍ تُنيفُ بخَدّيهَا سَحُوقٌ من النّخلِ وَكلَّ جَوَادٍ تَلْطِمُ الأرْضَ كَفُّهُ بأغنى عنِ النّعْلِ الحَديد من النّعلِ فَوَلّتْ تُريغُ الغَيثَ والغَيْثَ خَلّفَتْ وَتَطلُبُ ما قَد كانَ في اليَدِ بِالرِّجْلِ تُحاذِرُ هُزْلَ المَالِ وَهْيَ ذَليلَةٌ وَأشْهَدُ أنّ الذّلّ شرٌّ من الهُزْلِ وَأهْدَتْ إلَيْنَا غَيرَ قاصِدَةٍ بِهِ كَريمَ السّجايَا يَسبِقُ القوْلَ بالفعلِ تَتَبَّعَ آثَارَ الرّزَايَا بجُودِهِ تَتَبُّعَ آثَارِ الأسِنّةِ بالفُتْلِ شَفَى كُلَّ شَاكٍ سَيْفُهُ وَنَوَالُهُ منَ الدّاءِ حتى الثّاكِلاتِ من الثكلِ عفيفٌ تَروقُ الشمسَ صُورَةُ وَجهِه فَلَوْ نَزَلَتْ شَوْقاً لحَادَ إلى الظّلِّ شُجاعٌ كأنّ الحَرْبَ عاشِقَةٌ لَهُ إذا زَارَهَا فَدّتْهُ بالخَيْلِ وَالرَّجْلِ وَرَيّانُ لا تَصْدَى إلى الخمرِ نَفْسُهُ وَصَدْيانُ لا تَرْوَي يَداهُ من البَذلِ فتَمْليكُ دِلّيرٍ وَتَعْظيمُ قَدْرِهِ شَهيدٌ بوَحْدانِيّةِ الله وَالعَدْلِ وَمَا دامَ دِلّيرٌ يَهُزّ حُسَامَهُ فَلا نَابَ في الدّنْيَا للَيثٍ وَلا شِبلِ وَمَا دامَ دِلّيرٌ يُقَلّبُ كَفَّهُ فَلا خلقَ من دعوَى المكارِم في حِلِّ فَتًى لا يُرَجّي أنْ تَتِمّ طَهَارَةٌ لمَنْ لم يُطَهّرْ رَاحَتَيْهِ من البُخلِ فَلا قَطَعَ الرّحْم?نُ أصْلاً أتَى بهِ فإنّي رَأيتُ الطّيّبَ الطّيّبَ الأصْلِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 3:24 pm | |
| مَا أجْدَرَ الأيّامَ وَاللّيَالي بأنْ تَقُولَ مَا لَهُ وَمَا لي لا أنْ يكونَ هكَذا مَقَالي فَتىً بنِيرانِ الحُروبِ صَالِ مِنْهَا شَرَابي وَبهَا اغْتِسَالي لا تَخطُرُ الفَحشاءُ لي ببَالِ لَوْ جَذَبَ الزّرّادُ مِنْ أذْيَالي مُخَيِّراً لي صَنْعَتَيْ سِرْبَالِ مَا سُمْتُهُ زَرْدَ سِوَى سِرْوَالِ وَكَيفَ لا وَإنّمَا إدْلالي بِفارِسِ المَجْرُوحِ وَالشَّمَالِ أبي شُجاعٍ قاتِلِ الأبطالِ سَاقي كُؤوسِ المَوْتِ وَالجِرْيالِ لمّا أصَارَ القُفْصَ أمْسِ الخالي وَقَتّلَ الكُرْدَ عَنِ القِتالِ حتى اتّقَتْ بالفَرِّ وَالإجْفَالِ فَهَالِكٌ وَطائِعٌ وَجَالِ وَاقْتَنَصَ الفُرْسانَ بالعَوَالي وَالعُتُقِ المُحْدَثَةِ الصّقالِ سَارَ لصَيدِ الوَحشِ في الجِبالِ وَفي رَقَاقِ الأرْضِ وَالرّمَالِ على دِمَاءِ الإنْسِ وَالأوْصَالِ مُنْفَرِدَ المُهْرِ عَنِ الرّعَالِ مِنْ عِظَمِ الهِمّةِ لا المَلالِ وَشِدّةِ الضِّنّ لا الاسْتِبْدالِ ما يَتَحرَّكْنَ سِوَى انْسِلالِ فَهُنّ يُضرَبنَ على التَّصْهَالِ كُلُّ عَليلٍ فَوْقَهَا مُخْتَالِ يُمْسِكُ فَاهُ خَشْيَةَ السُّعَالِ من مَطلِعِ الشّمسِ إلى الزّوالِ فَلَمْ يَئِلْ ما طارَ غَيرَ آلِ وَمَا عَدا فانغَلّ في الأدْغالِ وَمَا احتَمَى بالماءِ وَالدِّحَالِ مِنَ الحَرَامِ اللّحْمِ وَالحَلالِ إنّ النّفُوسَ عَدَدُ الآجَالِ سَقْياً لدَشْتِ الأرْزَنِ الطُّوَالِ بَينَ المُرُوجِ الفِيحِ وَالأغْيَالِ مُجاوِرِ الخِنْزِيرِ للرّئْبَالِ داني الخَنانيصِ مِنَ الأشْبَالِ مُشْتَرِفِ الدّبّ عَلى الغَزَالِ مُجتمِعِ الأضْدادِ وَالأشكالِ كَأنّ فَنّاخُسْرَ ذا الإفْضَالِ خَافَ عَلَيْهَا عَوَزَ الكَمَالِ فَجَاءَهَا بالفِيلِ وَالفَيّالِ فَقِيدَتِ الأيّلُ في الحِبَالِ طَوْعَ وُهُوقِ الخَيلِ وَالرّجالِ تَسيرُ سَيرَ النَّعَمِ الأرْسَالِ مُعْتَمّةً بيَبِسِ الأجْذالِ وُلِدْنَ تحتَ أثْقَلِ الأحْمَالِ قَدْ مَنَعَتْهُنّ مِنَ التّفَالي لا تَشْرَكُ الأجْسامَ في الهُزالِ إذا تَلَفّتنَ إلى الأظْلالِ أرَيْنَهُنّ أشْنَعَ الأمْثَالِ كَأنّمَا خُلِقْنَ لِلإذْلالِ زِيادَةً في سُبّةِ الجُهّالِ وَالعُضْوُ لَيسَ نافِعاً في حَالِ لِسَائِرِ الجِسْمِ مِنَ الخَبَالِ وَأوْفَتِ الفُدْرُ مِنَ الأوْعَالِ مُرْتَدِياتٍ بِقِسِيِّ الضّالِ نَوَاخِسَ الأطْرَافِ لِلأكفَالِ يَكَدْنَ يَنْفُذْنَ منَ الآطالِ لهَا لِحىً سُودٌ بِلا سِبَالِ يَصْلُحنَ للإضْحاكِ لا الإجْلالِ كُلُّ أثِيثٍ نَبْتُهَا مِتْفَالِ لم تُغْذَ بالمِسْكِ وَلا الغَوَالي تَرْضَى من الأدْهانِ بالأبْوَالِ وَمِنْ ذَكيّ الطّيبِ بالدَّمَالِ لَوْ سُرّحَتْ في عارِضَيْ مُحتالِ لَعَدّهَا مِنْ شبكاتِ المَالِ بَينَ قُضَاةِ السّوْءِ وَالأطفَالِ شَبيهَةِ الإدْبَارِ بالإقْبَالِ لا تُؤثِرُ الوَجهَ على القَذَالِ فاخْتَلَفَتْ في وَابِلَيْ نِبَالِ مِنْ أسْفَلِ الطّوْدِ وَمن مُعَالِ قَدْ أوْدَعَتْهَا عَتَلُ الرّجَالِ في كلّ كِبْدٍ كَبِدَيْ نِصَالِ فَهُنّ يَهْوِينَ مِنَ القِلالِ مَقْلُوبَةَ الأظْلافِ وَالإرْقالِ يُرْقِلْنَ في الجَوّ على المَحَالِ في طُرُقٍ سَرِيعَةِ الإيصالِ يَنَمْنَ فيهَا نِيمَةَ المِكسَالِ على القُفِيّ أعْجَلَ العِجالِ لا يَتَشَكّينَ مِنَ الكَلالِ وَلا يُحاذِرْنَ مِنَ الضّلالِ فكانَ عَنهَا سَبَبَ التّرْحالِ تَشْوِيقُ إكْثَارٍ إلى إقْلالِ فَوَحْشُ نَجْدٍ منْهُ في بَلْبَالِ يَخَفْنَ في سَلمى وَفي قِيَالِ نَوَافِرَ الضِّبَابِ وَالأوْرَالِ، وَالخاضِبَاتِ الرُّبْدِ وَالرِّئَالِ وَالظّبيِ وَالخَنْسَاءِ وَالذَّيّالِ يَسْمَعْنَ من أخبارِهِ الأزْوَالِ ما يَبعَثُ الخُرْسَ على السّؤالِ فَحُولُهَا وَالعُوذُ وَالمَتَالي تَوَدّ لَوْ يُتْحِفُهَا بِوَالِ يَرْكَبُهَا بالخُطْمِ وَالرّحالِ يُؤمِنُهَا مِنْ هَذِهِ الأهْوَالِ وَيَخْمُسُ العُشْبَ وَلا تُبَالي وَمَاءَ كُلِّ مُسْبِلٍ هَطّالِ يا أقْدَرَ السُّفّارِ وَالقُفّالِ لوْ شِئتَ صِدتَ الأُسدَ بالثّعالي أوْ شِئتَ غرّقتَ العِدَى بالآلِ وَلَوْ جَعَلْتَ مَوْضِعَ الإلالِ لآلِئاً قَتَلْتَ بِاللآّلي لم يَبْقَ إلاّ طَرَدُ السّعَالي في الظُّلَمِ الغَائِبَةِ الهِلالِ على ظُهُورِ الإبِلِ الأُبّالِ فَقَدْ بَلَغْتَ غايَةَ الآمَالِ فلَمْ تَدَعْ منها سِوَى المُحالِ في لا مَكانٍ عِندَ لا مَنَالِ يا عَضُدَ الدّوْلَةِ وَالمَعَالي ألنّسَبُ الحَلْيُ وأنْتَ الحالي بالأبِ لا بالشَّنْفِ وَالخَلْخالِ حَلْياً تَحَلّى مِنْكَ بالجَمَالِ وَرُبّ قُبْحٍ وَحِلًى ثِقَالِ أحسَنُ منها الحُسنُ في المِعطالِ فَخْرُ الفَتى بالنّفسِ وَالأفْعَالِ مِنْ قَبْلِهِ بالعَمّ وَالأخْوَالِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 3:27 pm | |
| إثْلِثْ! فإنّا أيّهَا الطّلَلُ نبْكي وَتُرْزِمُ تَحْتَنَا الإبِلُ أوْ لا فَلا عَتْبٌ عَلى طَلَلٍ إنّ الطّلُولَ لمِثْلِهَا فُعُلُ لَوْ كُنْتَ تَنْطِقُ قُلتَ مُعتَذِراً بي غَيرُ ما بكَ أيّهَا الرّجُلُ أبكاكَ أنّكَ بَعضُ مَن شَغَفُوا لم أبكِ أنّي بَعضُ مَن قَتَلُوا إنّ الذينَ أقَمْتَ وَارْتَحَلُوا أيّامُهُمْ لِدِيَارِهِمْ دُوَلُ الحُسْنُ يَرْحَلُ كُلّمَا رَحلوا مَعَهُمْ وَيَنْزِلُ حَيثُمَا نَزَلُوا في مُقْلَتيْ رَشَإٍ تُديرُهُمَا بَدَوِيّةٌ فُتِنَتْ بهَا الحِلَلُ تَشكُو المَطاعِمُ طولَ هِجرَتِها وَصُدودَها وَمَنِ الذي تَصِلُ ما أسْأرَتْ في القَعْبِ مِن لَبَنٍ تَرَكَتهُ وَهوَ المِسكُ وَالعَسَلُ قالَتْ ألا تَصْحُو فَقُلتُ لَهَا أعْلَمْتِني أنّ الهَوَى ثَمَلُ لَوْ أنّ فَنّاخُسْرَ صَبّحَكُمْ وَبَرَزْتِ وَحْدَكِ عاقَهُ الغَزَلُ وَتَفَرّقَتْ عَنكُمْ كَتَائِبُهُ إنّ المِلاحَ خَوَادِعٌ قُتُلُ مَا كُنتِ فَاعِلَةً وَضَيْفُكُمُ مَلِكُ المُلُوكِ وَشأنُكِ البَخَلُ أتُمَنّعِينَ قِرىً فتَفْتَضِحي أمْ تَبْذِلينَ لَهُ الذي يَسَلُ بَلْ لا يَحِلّ بحَيْثُ حَلّ بِهِ بُخْلٌ وَلا خَوَرٌ وَلا وَجَلُ مَلِكٌ إذا مَا الرُّمحُ أدرَكَهُ طَنَبٌ ذَكَرْنَاهُ فَيَعْتَدِلُ إنْ لم يَكُنْ مَن قَبلَهُ عَجَزُوا عَمّا يَسُوسُ بهِ فَقد غَفَلُوا حتى أتَى الدّنْيَا ابنُ بَجدَتِهَا فَشكَا إلَيْه السّهلُ وَالجَبَلُ شكوَى العَليلِ إلى الكَفيلِ لَهُ أنْ لا تَمُرَّ بجِسْمِهِ العِلَلُ قالَتْ فَلا كَذَبَتْ شَجاعَتُهُ أقْدِمْ فنَفْسُكَ مَا لهَا أجَلُ فَهُوَ النّهَايَةُ إنْ جَرَى مَثَلٌ أوْ قيلَ يَوْمَ وَغىً منِ البَطَلُ عُدَدُ الوُفُودِ العَامِدينَ لَهُ دونَ السّلاحِ الشُّكلُ وَالعُقُلُ فَلِشُكْلِهِمْ في خَيْلِهِ عَمَلٌ وَلِعُقْلِهِمْ في بُخْتِهِ شُغُلُ تُمْسِي على أيْدي مَوَاهِبِهِ هِيَ أوْ بَقِيّتُهَا أوِ البَدَلُ يُشْتَاقُ مِنْ يَدِهِ إلى سَبَلٍ شَوْقاً إلَيْهِ يَنْبُتُ الأسَلُ سَبَلٌ تَطُولُ المَكْرُماتُ بِهِ وَالمَجْدُ لا الحَوْذانُ وَالنَّفَلُ وَإلى حَصَى أرْضٍ أقَامَ بهَا بالنّاسِ مِنْ تَقبيلِهِ يَلَلُ إنْ لم تُخَالِطْهُ ضَوَاحِكُهُمْ فَلِمَنْ تُصَانُ وَتُذخَرُ القُبَلُ في وَجْهِهِ مِنْ نُورِ خَالِقِهِ غُرَرٌ هيَ الآيَاتُ وَالرّسُلُ فإذا الخَميسُ أبَى السّجودَ لهُ سَجَدَتْ لَهُ فيهِ القَنَا الذُّبُلُ وَإذا القُلُوبُ أبَتْ حُكُومَتَهُ رَضِيَتْ بحُكمِ سُيُوفِهِ القُلَلُ أرَضِيتَ وَهشُوذانُ ما حكَمَتْ أمْ تَسْتَزِيدَ لاُِمّكَ الهَبَلُ وَرَدَتْ بِلادَكَ غيرَ مُغْمَدَةٍ وَكَأنّهَا بَينَ القَنَا شُعَلُ وَالقَوْمُ في أعيانِهِمْ خَزَرٌ وَالخَيْلُ في أعيانِهَا قَبَلُ فأتَوْكَ لَيسَ بمَنْ أتَوْا قِبَلٌ بهِمِ وَلَيسَ بمَنْ نَأوْا خَلَلُ لم يَدْرِ مَنْ بالرّيّ أنّهُمُ فَصَلُوا وَلا يَدري إذا قَفَلُوا وَأتَيْتَ مُعْتَزِماً وَلا أسَدٌ وَمَضَيْتَ مُنهَزِماً وَلا وَعِلُ تُعْطي سِلاحَهُمُ وَرَاحَهُمُ مَا لمْ تَكُنْ لِتَنَالَهُ المُقَلُ أسخَى المُلُوكِ بِنَقْلِ مَملَكَةٍ مَنْ كادَ عَنْهُ الرّأسُ يَنتَقِلُ لَوْلا الجَهَالَةُ مَا دَلَفْتَ إلى قَوْمٍ غَرِقْتَ وَإنّمَا تَفَلُوا لا أقْبَلُوا سِرّاً وَلا ظَفِرُوا غَدْراً وَلا نَصَرَتْهُمُ الغِيَلُ لا تَلْقَ أفرَسَ منكَ تَعْرِفُهُ إلاّ إذا ما ضاقَتِ الحِيَلُ لا يَسْتَحي أحَدٌ يُقَالُ لَهُ نَضَلُوكَ آلُ بُوَيْهِ أوْ فَضَلُوا قَدَرُوا عَفَوْا وَعدوا وَفَوْا سُئلوا أغنَوْا عَلَوْا أعْلَوْا وَلُوا عَدَلوا فَوْقَ السّمَاءِ وَفَوْقَ ما طلَبوا فإذا أرادوا غايَةً نَزَلُوا قَطَعَتْ مكارِمُهُمْ صَوَارِمَهمْ فإذا تَعَذّرَ كاذِبٌ قَبِلُوا لا يَشْهَرُونَ عَلى مُخالِفِهِمْ سَيْفاً يَقُومُ مَقَامَهُ العَذَلُ فأبُو عَليٍّ مَنْ بهِ قَهَرُوا أبُو شُجَاعٍ مَنْ بِهِ كمَلُوا حَلَفَتْ لِذا بَرَكاتُ غُرّةِ ذا في المَهْدِ أنْ لا فَاتَهُ أمَلُ
وَفاؤكُما كالرَّبْع أشْجاهُ طاسمه بأنْ تُسعِدا والدّمْعُ أشفاهُ ساجِمُهْ وما أنَا إلاّ عاشِقٌ كلُّ عَاشِقٍ أعَقُّ خَليلَيْهِ الصّفِيّينِ لائِمُهْ وقَدْ يَتَزَيّا بالهَوَى غَيرُ أهْلِهِ ويَستَصحِبُ الإنسانُ مَن لا يُلائمُهْ بَليتُ بِلى الأطْلالِ إنْ لم أقِفْ بها وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التُّرْبِ خاتمُهْ كَئيباً تَوَقّاني العَواذِلُ في الهَوَى كمَا يَتَوَقّى رَيّضَ الخَيلِ حازِمُهْ قِفي تَغرَمِ الأولى من اللّحظِ مُهجتي بثانِيَةٍ والمُتْلِفُ الشّيْءَ غارِمُهْ سَقاكِ وحَيّانَا بكِ الله إنّمَا على العِيسِ نَوْرٌ والخدورُ كمائِمُهْ وما حاجةُ الأظعانِ حَوْلَكِ في الدّجى إلى قَمَرٍ ما واجدٌ لكِ عادِمُهْ إذا ظَفِرَتْ منكِ العُيونُ بنَظرَةٍ أثابَ بها مُعيي المَطيّ ورازِمُهْ حَبيبٌ كأنّ الحُسنَ كانَ يُحِبّهُ فآثَرَهُ أوْ جارَ في الحُسنِ قاسِمُهْ تَحُولُ رِماحُ الخَطّ دونَ سِبائِهِ وتُسبَى لَهُ منْ كلّ حَيٍّ كرائِمُهْ وَيُضْحي غُبارُ الخَيلِ أدنَى سُتُورِهِ وآخِرُها نَشْرُ الكِباءِ المُلازِمُهْ وما اسْتَغْرَبَتْ عَيني فِراقاً رأيْتُهُ ولا عَلّمَتْني غَيرَ ما القلبُ عالمُهْ فَلا يَتَّهِمْني الكاشِحونَ فإنّني رَعَيتُ الرّدى حتى حَلَتْ لي علاقمُهْ مُشِبُّ الذي يَبكي الشّبابَ مُشيبُهُ فكَيفَ تَوَقّيهِ وبانِيهِ هادِمُهْ وتَكْمِلَةُ العَيشِ الصِّبا وعَقيبُهُ وغائِبُ لَوْنِ العارِضَينِ وقادِمُهْ وما خَضَبَ النّاسُ البَياضَ لأنّهُ قَبيحٌ ولكِنْ أحْسَنُ الشَّعرِ فاحِمُهْ وأحسَنُ مِنْ ماءِ الشّبيبَةِ كُلّهِ حَيَا بارِقٍ في فازَةٍ أنا شائِمُهْ عَلَيها رِياضٌ لم تَحُكْها سَحابَةٌ وأغصانُ دَوْحٍ لمْ تُغَنِّ حَمَائِمُهْ وفَوْقَ حَواشي كلّ ثَوْبٍ مُوَجَّهٍ من الدُّرّ سِمْطٌ لم يُثَقّبْهُ ناظِمُهْ تَرَى حَيَوانَ البَرّ مُصْطَلِحاً بِهِ يُحارِبُ ضِدٌّ ضِدَّهُ ويُسالِمُهْ إذا ضَرَبَتْهُ الرّيحُ ماجَ كَأنّهُ تجولُ مَذاكيه وتَدأى ضَراغِمُهْ وفي صورةِ الرّوميّ ذي التّاجِ ذِلّةٌ لأبْلَجَ لا تيجانَ إلاّ عَمائِمُهْ تُقَبّلُ أفْواهُ المُلُوكِ بِساطَهُ ويَكْبُرُ عَنها كُمُّهُ وبَراجِمُهْ قِياماً لمَنْ يَشفي مِنَ الدّاءِ كَيُّهُ ومَن بَينَ أُذْنَيْ كلّ قَرْمٍ مَواسمُهْ قَبائِعُها تَحْتَ المَرافِقِ هَيْبَةً وأنْفَذُ ممّا في الجُفُونِ عَزائِمُهْ لَهُ عَسكَرَا خَيْلٍ وطَيرٍ إذا رَمَى بها عَسكَراً لم يَبقَ إلاّ جَماجمُهْ أجِلّتُها مِنْ كلّ طاغٍ ثِيابُهُ ومَوْطِئُها مِن كلّ باعٍ مَلاغمُهْ فَقَدْ مَلّ ضَوْءُ الصّبْحِ ممّا تُغيرُهُ ومَلّ سَوادُ اللّيلِ ممّا تُزاحِمُهْ ومَلّ القَنَا ممّا تَدُقّ صُدورَهُ ومَلّ حَديدُ الهِنْدِ ممّا تُلاطِمُهْ سَحابٌ مِنَ العِقبانِ يزْحَفُ تحتَها سحابٌ إذا استَسقتْ سقتها صَوارِمُهْ سلَكتُ صُروفَ الدّهرِ حتى لقيتُهُ على ظَهرِ عَزْمٍ مُؤيَداتٍ قَوائِمُهْ مَهالِكَ لم تَصْحَبْ بها الذئبَ نَفسُه ولا حَمَلَتْ فيها الغُرابَ قَوادِمُهْ فأبصَرْتُ بَدراً لا يَرَى البدرُ مِثْلَهُ وخاطَبْتُ بحْراً لا يرى العِبرَ عائِمُهْ غَضِبْتُ لَهُ لمّا رَأيْتُ صِفاتِهِ بلا واصِفٍ والشِّعرُ تهذي طَماطِمُهْ وكنتُ إذا يَمّمْتُ أرضاً بَعيدَةً سرَيتُ فكنْتُ السرّ واللّيلُ كاتمُهْ لقد سَلّ سيفَ الدّولَةِ المَجدُ مُعلَماً فلا المَجدُ مخفيه ولا الضّرْبُ ثالمُهْ على عاتِقِ المَلْكِ الأغَرِّ نِجادُهُ وفي يَدِ جَبّارِ السّماواتِ قائِمُهْ تُحارِبُهُ الأعداءُ وهْيَ عَبيدُهُ وتَدّخِرُ الأمْوالَ وهْيَ غَنائِمُهْ ويَستَكبرُونَ الدّهرَ والدّهْرُ دونَهُ ويَستَعظِمونَ المَوتَ والموْتُ خادمُهْ وإنّ الذي سَمّى عَلِيّاً لَمُنْصِفٌ وإنّ الذي سَمّاهُ سَيفاً لَظالمُهْ وما كلُّ سَيفٍ يَقْطَعُ الهَامَ حَدُّهُ وتَقْطَعُ لَزْباتِ الزّمانِ مَكارِمُهْ
أيْنَ أزْمَعْتَ أيّهذا الهُمامُ؟ نَحْنُ نَبْتُ الرُّبَى وأنتَ الغَمامُ نَحْنُ مَن ضايَقَ الزّمانُ له فيـ ـكَ وخانَتْهُ قُرْبَكَ الأيّامُ في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ والسّلْـ ـمُ وهذا المُقامُ والإجْذامُ لَيتَ أنّا إذا ارْتَحَلْتَ لكَ الخَيْـ ـلُ وأنّا إذا نَزَلْتَ الخِيامُ كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالٌ جَديدٌ ومَسيرٌ للمَجْدِ فيهِ مُقامُ وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ وكَذا تَطْلُعُ البُدورُ عَلَيْنَا وكَذا تَقْلَقُ البُحورُ العِظامُ ولَنَا عادَةُ الجَميلِ منَ الصّبْـ ـرِ لَوَ انّا سِوَى نَوَاكَ نُسامُ كُلُّ عَيْشٍ ما لم تُطِبْهُ حِمامٌ كلُّ شَمسٍ ما لم تكُنْها ظَلامُ أزِلِ الوَحْشَةَ التي عِندَنَا يا مَن بِهِ يأنَسُ الخَميسُ اللُّهامُ والذي يَشهَدُ الوَغَى ساكِنَ القَلـ ـبِ كَأنّ القِتالَ فيها ذِمَامُ والذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حتى تَتَلاقَى الفِهاقُ والأقدامُ وإذا حَلّ ساعَةً بمَكانٍ فأذاهُ عَلى الزّمانِ حَرامُ والذي تُنْبِتُ البِلادُ سُرُورٌ والذي تَمْطُرُ السّحابُ مُدامُ كُلّما قيلَ قَد تَناهَى أرانَا كَرَماً ما اهتَدَتْ إليهِ الكِرامُ وكِفاحاً تَكِعُّ عَنْهُ الأعادي وارْتِياحاً تَحارُ فيهِ الأنامُ إنّما هَيْبَةُ المُؤمَّلِ سَيْفِ الـ ـدوْلَةِ المَلْكِ في القلوبِ حُسامُ فكَثيرٌ مِنَ الشّجاعِ التّوَقّي وكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السّلامُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 3:31 pm | |
| أنَا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمِ وَمِنِ ارْتِياحِكَ في غَمامٍ دائِ ]وَمِنِ احتِقارِكَ كُلَّ مَا تَحْبُو بِهِ فيما أُلاحِظُهُ بعَيْنَيْ حَالِمِ إنّ الخَليفَةَ لم يُسَمِّكَ سَيْفَهَا حَتى بَلاكَ فكُنْتَ عَينَ الصّارِمِ فإذا تَتَوّجَ كُنتَ دُرّةَ تاجِهِ وَإذا تَخَتّمَ كنتَ فَصّ الخاتِمِ وإذا انتَضاكَ على العِدى في مَعَركٍ هَلَكُوا وضاقَتْ كَفُّهُ بالقائِمِ أبدَى سَخاؤكَ عَجزَ كلّ مُشَمِّرٍ في وَصْفِهِ وأضاقَ ذَرْعَ الكاتِمِ
إذا كانَ مَدحٌ فالنّسيبُ المُقَدَّمُ أكُلُّ فَصِيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ لَحُبّ ابنِ عَبدِالله أولى فإنّهُ بهِ يُبدَأُ الذّكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ أطَعْتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظري إلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعْظُمُ تَعَرّضَ سَيْفُ الدّولَةِ الدّهرَ كلّهُ يُطَبِّقُ في أوصالِهِ وَيُصَمِّمُ فَجازَ لَهُ حتى على الشّمسِ حكمُهُ وَبَانَ لَهُ حتى على البَدرِ مِيسَمُ كأنّ العِدَى في أرضِهِم خُلَفاؤهُ فإن شاءَ حازُوها وإن شاءَ سلّمُوا وَلا كُتْبَ إلاّ المَشرَفيّةُ عِنْدَهُ وَلا رُسُلٌ إلاّ الخَميسُ العَرَمْرَمُ فَلَم يَخْلُ من نصرٍ لَهُ مَن لهُ يَدٌ وَلم يَخْلُ مِن شكرٍ لَهُ من له فَمُ ولم يَخْلُ من أسمائِهِ عُودُ مِنْبَرٍ وَلم يَخْلُ دينارٌ وَلم يَخلُ دِرهَمُ ضَرُوبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيّقٌ بَصِيرٌ وَما بَينَ الشّجاعَينِ مُظلِمُ تُباري نُجُومَ القَذفِ في كلّ لَيلَةٍ نُجُومٌ لَهُ مِنْهُنّ وَردٌ وَأدْهَمُ يَطَأنَ مِنَ الأبْطالِ مَن لا حَملنَهُ وَمِن قِصَدِ المُرّانِ مَا لا يُقَوَّمُ فَهُنّ مَعَ السِّيدانِ في البَرّ عُسَّلٌ وَهُنّ مَعَ النّينَانِ في المَاءِ عُوَّمُ وَهُنّ مَعَ الغِزلانِ في الوَادِ كُمَّنٌ وَهُنّ مَعَ العِقبانِ في النِّيقِ حُوَّمُ إذا جَلَبَ النّاسُ الوَشيجَ فإنّهُ بِهِنّ وَفي لَبّاتِهِنّ يُحَطَّمُ بغُرّتِهِ في الحَربِ والسّلْمِ والحِجَى وَبَذلِ اللُّهَى وَالحمدِ وَالمجدِ مُعلِمُ يُقِرُّ لَهُ بالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ وَيَقضِي لَهُ بالسّعدِ مَن لا يُنَجِّمُ أجَارَ على الأيّامِ حتى ظَنَنْتُهُ يُطالِبُهُ بالرّدّ عَادٌ وَجُرهُمُ ضَلالاً لهذِي الرّيحِ ماذا تُرِيدُهُ وَهَدياً لهذا السّيلِ ماذا يُؤمِّمُ ألم يَسألِ الوَبْلُ الذي رامَ ثَنْيَنَا فَيُخبرَهُ عَنْكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ وَلمّا تَلَقّاكَ السّحابُ بصَوبِهِ تَلَقَّاهُ أعلى منهُ كَعْباً وَأكْرَمُ فَبَاشَرَ وَجْهاً طالَمَا بَاشَرَ القَنَا وَبَلّ ثِياباً طالَمَا بَلّهَا الدّمُ تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ مِنَ الشّأمِ يَتْلُو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ فزارَ التي زارَت بكَ الخَيلُ قَبرَها وَجَشّمَهُ الشّوقُ الذي تَتَجَشّمُ وَلمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهَاؤهُ على الفَارِسِ المُرخى الذؤابةِ منهُمُ حَوَالَيْهِ بَحْرٌ للتّجافيفِ مَائِجٌ يَسيرُ بهِ طَودٌ مِنَ الخَيلِ أيْهَمُ تَسَاوَت بهِ الأقْطارُ حتى كأنّهُ يُجَمِّعُ أشْتاتَ الجِبالِ ويَنْظِمُ وكُلُّ فَتًى للحَربِ فَوقَ جَبينِهِ منَ الضّربِ سَطْرٌ بالأسنّةِ مُعجَمُ يَمُدُّ يَدَيْهِ في المُفاضَةِ ضَيْغَمٌ وَعَيْنَيْهِ من تَحتِ التّريكةِ أرقَمُ كَأجْنَاسِهَا راياتُهَا وَشِعارُهَا وَمَا لَبِسَتْهُ وَالسّلاحُ المُسَمَّمُ وَأدّبَهَا طُولُ القِتالِ فَطَرفُهُ يُشيرُ إلَيْهَا مِن بَعيدٍ فَتَفْهَمُ تُجاوِبُهُ فِعْلاً وَما تَسْمَعُ الوَحَى وَيُسْمِعُها لَحْظاً وما يَتَكَلّمُ تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كأنّهَا تَرِقّ لِمَيّافَارَقينَ وَتَرحَمُ وَلَو زَحَمَتْهَا بالمَناكِبِ زَحْمَةً دَرَت أيُّ سورَيها الضّعيفُ المُهَدَّمُ على كُلّ طاوٍ تَحْتَ طاوٍ كَأنّهُ من الدّمِ يُسقى أو من اللّحم يُطعَمُ لها في الوَغَى زِيّ الفَوارِسِ فَوقَهَا فكُلّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثّمُ وما ذاكَ بُخْلاً بالنّفُوسِ على القَنَا وَلَكِنّ صَدْمَ الشّرّ بالشّرّ أحزَمُ أتَحْسَبُ بِيضُ الهِندِ أصلَكَ أصلَها وَأنّكَ منها؟ سَاءَ ما تَتَوَهّمُ إذا نَحْنُ سَمّيْناكَ خِلْنَا سُيُوفَنَا منَ التّيهِ في أغْمادِها تَتَبَسّمُ وَلم نَرَ مَلْكاً قَطّ يُدْعَى بدُونِهِ فيَرضَى وَلكِنْ يَجْهَلُونَ وتَحلُمُ أخَذْتَ على الأرواحِ كُلّ ثَنِيّةٍ من العيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتحرِمُ فَلا مَوتَ إلاّ مِن سِنانِكَ يُتّقَى وَلا رِزقَ إلاّ مِن يَمينِكَ يُقْسَمُ
وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ
[/b] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 3:35 pm | |
| ألمَجْدُ عُوفيَ إذْ عُوفيتَ وَالكَرَمُ وَزَالَ عَنكَ إلى أعدائِكَ الألَمُ صَحّتْ بصِحّتكَ الغاراتُ وَابتَهَجتْ بها المكارِمُ وَانهَلّتْ بها الدّيَمُ وَرَاجَعَ الشّمسَ نُورٌ كانَ فارَقَهَا كأنّمَا فَقْدُهُ في جِسْمِهَا سَقَمُ وَلاحَ بَرْقُكَ لي من عارِضَيْ مَلِكٍ ما يَسقُطُ الغَيثُ إلاّ حينَ يَبتَسِمُ يُسْمَى الحُسامَ ولَيستْ من مُشابَهَةٍ وَكيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ تَفَرّدَ العُرْبُ في الدّنْيا بمَحْتِدِهِ وَشارَكَ العُرْبَ في إحسانِهِ العَجَمُ وَأخْلَصَ الله للإسْلامِ نُصْرَتَهُ وَإنْ تَقَلّبَ في آلائِهِ الأُمَمُ وَمَا أخُصّكَ في بُرْءٍ بتَهْنِئَةٍ، إذا سَلِمْتَ فكُلّ النّاسِ قد سَلِموا
قد سَمِعْنَا ما قُلْتَ في الأحْلامِ وَأنَلْنَاكَ بَدْرَةً في المَنَامِ وَانْتَبَهْنَا كمَا انْتَبَهْتَ بلا شَيْ ءٍ فكانَ النّوَالُ قَدْرَ الكَلامِ كُنتَ فيما كَتَبْتَهُ نَائِمَ العَيْـ ـنِ فَهَلْ كنتَ نائِمَ الأقْلامِ أيّهَا المُشْتَكي إذا رَقَدَ الإعْـ ـدامَ هَلْ رَقْدَةٌ مَعَ الإعْدامِ إفتَحِ الجفنَ وَاترُكِ القوْلَ في النّوْ مِ وَمَيّزْ خِطابَ سَيْفِ الأنَامِ ألّذي لَيسَ عَنْهُ مُغْنٍ وَلا مِنْـ ـهُ بَديلٌ وَلا لِمَا رامَ حَامِ كُلُّ آبَائِهِ كِرامُ بَني الدّنْـ ـيَا وَلَكِنّهُ كَريمُ الكِرامِ
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ يُفَدّي أتَمُّ الطّيرِ عُمْراً سِلاحَهُ نُسُورُ الفَلا أحداثُها وَالقَشاعِمُ وَما ضَرّها خَلْقٌ بغَيرِ مَخالِبٍ وَقَدْ خُلِقَتْ أسيافُهُ وَالقَوائِمُ هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ طَريدَةُ دَهْرٍ ساقَها فَرَدَدْتَهَا على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْرُ رَاغِمُ تُفيتُ کللّيالي كُلَّ شيءٍ أخَذْتَهُ وَهُنّ لِمَا يأخُذْنَ منكَ غَوَارِمُ إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعاً مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ وَقَد حاكَمُوهَا وَالمَنَايَا حَوَاكِمٌ فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأنّمَا سَرَوْا إليك بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُهُ وَفي أُذُنِ الجَوْزَاءِ منهُ زَمَازِمُ تَجَمّعَ فيهِ كلُّ لِسْنٍ وَأُمّةٍ فَمَا يُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ الترَاجِمُ فَلِلّهِ وَقْتٌ ذَوّبَ الغِشَّ نَارُهُ فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صَارِمٌ أوْ ضُبارِمُ تَقَطّعَ ما لا يَقْطَعُ الدّرْعَ وَالقَنَا وَفَرّ منَ الفُرْسانِ مَنْ لا يُصادِمُ وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِبٌ وَصَارَ إلى اللّبّاتِ وَالنّصرُ قَادِمُ حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّاتِ حتى طَرَحتَها وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمحِ شاتِمُ وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّراهمُ تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكورِ المَطاعِمُ تَظُنّ فِراخُ الفُتْخِ أنّكَ زُرْتَهَا بأُمّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصّلادِمُ إذا زَلِقَتْ مَشّيْتَها ببُطونِهَا كمَا تَتَمَشّى في الصّعيدِ الأراقِمُ أفي كُلّ يَوْمٍ ذا الدُّمُسْتُقُ مُقدِمٌ قَفَاهُ على الإقْدامِ للوَجْهِ لائِمُ أيُنكِرُ رِيحَ اللّيثِ حتى يَذُوقَهُ وَقد عَرَفتْ ريحَ اللّيوثِ البَهَائِمُ وَقد فَجَعَتْهُ بابْنِهِ وَابنِ صِهْرِهِ وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميرِ الغَوَاشِمُ مضَى يَشكُرُ الأصْحَابَ في فوْته الظُّبَى لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ وَيَفْهَمُ صَوْتَ المَشرَفِيّةِ فيهِمِ على أنّ أصْواتَ السّيوفِ أعَاجِمُ يُسَرّ بمَا أعْطاكَ لا عَنْ جَهَالَةٍ وَلكِنّ مَغْنُوماً نَجَا منكَ غانِمُ وَلَسْتَ مَليكاً هازِماً لِنَظِيرِهِ وَلَكِنّكَ التّوْحيدُ للشّرْكِ هَازِمُ تَشَرّفُ عَدْنانٌ بهِ لا رَبيعَةٌ وَتَفْتَخِرُ الدّنْيا بهِ لا العَوَاصِمُ لَكَ الحَمدُ في الدُّرّ الذي ليَ لَفظُهُ فإنّكَ مُعْطيهِ وَإنّيَ نَاظِمُ وَإنّي لَتَعْدو بي عَطَايَاكَ في الوَغَى فَلا أنَا مَذْمُومٌ وَلا أنْتَ نَادِمُ عَلى كُلّ طَيّارٍ إلَيْهَا برِجْلِهِ إذا وَقَعَتْ في مِسْمَعَيْهِ الغَمَاغِمُ ألا أيّها السّيفُ الذي لَيسَ مُغمَداً وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ وَلِمْ لا يَقي الرّحم?نُ حدّيك ما وَقى وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ
وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ
أرَاعَ كَذا كُلَّ الأنَامِ هُمَامُ وَسَحَّ لَهُ رُسْلَ المُلُوكِ غَمَامُ وَدانَتْ لَهُ الدّنْيا فأصْبَحَ جالِساً وَأيّامُهَا فِيمَا يُريدُ قِيَامُ إذا زَارَ سَيْفُ الدّوْلَةِ الرّومَ غازِياً كَفَاهَا لِمَامٌ لَوْ كَفَاهُ لِمَامُ فَتًى تَتْبَعُ الأزْمانُ في النّاسِ خَطوَهُ لكُلّ زَمانٍ في يَدَيْهِ زِمَامُ تَنَامُ لَدَيْكَ الرّسْلُ أمْناً وغِبطةً وَأجفانُ رَبّ الرّسْلِ ليسَ تَنَامُ حِذاراً لمُعْرَوْري الجِيادِ فُجَاءَةً إلى الطّعْنِ قُبْلاً مَا لَهُنّ لِجَامُ تَعَطَّفُ فيهِ وَالأعِنّةُ شَعْرُهَا وَتُضْرَبُ فيهِ وَالسّياطُ كَلامُ وَما تَنْفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنَا إذا لم يكُنْ فوْقَ الكِرامِ كِرامُ إلى كَمْ تَرُدُّ الرُّسْلَ عَمّا أتَوْا لَهُ كأنّهُمُ فيما وَهَبْتَ مَلامُ فإنْ كنتَ لا تُعْطي الذّمامَ طَواعَةً فَعَوْذُ الأعادي بالكَريمِ ذِمَامُ وَإنّ نُفُوساً أمّمَتْكَ مَنيعَةٌ وَإنّ دِمَاءً أمّلَتْكَ حَرَامُ إذا خَافَ مَلْكٌ من مَليكٍ أجَرْتَهُ وَسَيْفَكَ خافُوا وَالجِوارَ تُسَامُ لهُمْ عنكَ بالبِيضِ الخِفافِ تَفَرّقٌ وَحَوْلَكَ بالكُتْبِ اللِّطَافِ زِحَامُ تَغُرُّ حَلاواتُ النّفُوسِ قُلُوبَهَا فتَختارُ بَعضَ العَيشِ وَهْوَ حِمامُ وَشَرُّ الحِمَامَينِ الزّؤامَينِ عِيشَةٌ يَذِلُّ الذي يَختَارُها وَيُضامُ فَلَوْ كانَ صُلْحاً لم يَكُنْ بشَفاعَةٍ وَلَكِنّهُ ذُلٌّ لَهُمْ وَغَرَامُ وَمَنٌّ لفُرْسانِ الثّغُورِ عَلَيْهِمِ بتَبْليغِهِمْ ما لا يَكادُ يُرامُ كَتائِبُ جَاؤوا خاضِعِينَ فأقْدَمُوا وَلَوْ لم يكونوا خاضِعينَ لخَامُوا وَعَزّتْ قَديماً في ذَرَاكَ خُيُولُهُمْ وَعَزُّوا وَعامَتْ في نَداكَ وَعَامُوا على وَجْهِكَ المَيمونِ في كلّ غارَةٍ صَلاةٌ تَوَالى مِنْهُمُ وَسَلامُ وَكُلُّ أُنَاسٍ يَتْبَعُونَ إمَامَهُمْ وَأنتَ لأهْلِ المَكْرُماتِ إمَامُ وَرُبّ جَوَابٍ عَن كتابٍ بَعَثْتَهُ وَعُنْوَانُهُ للنّاظِرِينَ قَتَامُ تَضِيقُ بهِ البَيداءُ من قَبْلِ نَشرِهِ وَمَا فُضّ بالبَيْداءِ عَنهُ خِتَامُ حُرُوفُ هِجاءِ النّاسِ فيهِ ثَلاثَةٌ: جَوَادٌ وَرُمْحٌ ذابِلٌ وَحُسَامُ أخا الحَرْبِ قد أتْعَبْتَها فَالْهَ ساعَةً ليُغْمَدَ نَصْلٌ أوْ يُحَلَّ حِزامُ وَإنْ طالَ أعمَارُ الرّماحِ بهُدْنَةٍ فإنّ الذي يَعْمُرْنَ عِندَكَ عَامُ وَمَا زِلْتَ تُفني السُّمْرَ وَهْيَ كَثيرَةٌ وَتُفْني بهِنّ الجَيْشَ وَهوَ لُهَامُ متى عاوَدَ الجَالُونَ عاوَدْتَ أرْضَهُمْ وَفيهَا رِقَابٌ للسّيُوفِ وَهَامُ وَرَبّوْا لكَ الأوْلادَ حتى تُصِيبَهَا وَقَدْ كَعَبَتْ بِنْتٌ وَشَبّ غُلامُ جَرَى مَعَكَ الجارونَ حتى إذا انتَهوا إلى الغايَةِ القُصْوَى جرَيتَ وَقَامُوا فَلَيْسَ لشَمسٍ مُذْ أنَرْتَ إنَارَةٌ وَلَيسَ لبَدْرٍ مُذْ تَمَمْتَ تَمَامُ
أيَا رَامِياً يُصْمي فُؤادَ مَرَامِهِ تُرَبّي عِداهُ رِيشَهَا لسِهامِهِ أسِيرُ إلى إقْطَاعِهِ في ثِيَابِهِ على طِرْفِهِ مِنْ دارِهِ بحُسامِهِ وَمَا مَطَرَتْنِيهِ مِنَ البِيضِ وَالقَنَا وَرُومِ العِبِدّى هَاطِلاتُ غَمَامِهِ فَتًى يَهَبُ الإقْليمَ بالمالِ وَالقُرَى وَمَنْ فيهِ مِنْ فُرْسانِهِ وَكِرَامِهِ وَيَجْعَلُ مَا خُوّلْتُهُ مِنْ نَوَالِهِ جَزَاءً لِمَا خُوّلْتُهُ من كَلامِهِ فَلا زَالَتِ الشّمسُ التي في سَمَائِهِ مُطالِعَةَ الشّمسِ التي في لِثَامِهِ وَلا زَالَ تَجتازُ البُدُورُ بوَجْهِهِ فَتَعْجَبُ مِن نُقْصانِها وَتَمَامِهِ
رَأيْتُكَ تُوسِعُ الشّعرَاءَ نَيْلاً حَديثَهُمُ المُوَلَّدَ وَالقَدِيمَا فتُعْطي مَنْ بَقَى مالاً جَسيماً وَتُعْطي مَن مضَى شرَفاً عَظيمَا سَمِعْتُكَ مُنشِداً بَيْتَيْ زِيادٍ نَشِيداً مِثْلَ مُنْشِدِهِ كَرِيمَا فَمَا أنكَرْتُ مَوْضِعَهُ وَلَكِنْ غَبَطْتُ بذاكَ أعْظُمَهُ الرّميمَا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 7:20 pm | |
| ذِكَرُ الصّبَي وَمَرَاتِعِ الآرَامِ جَلَبَتْ حِمامي قَبلَ وَقْتِ حِمامي دِمَنٌ تَكاثَرَتِ الهُمُومُ عَليّ في عَرَصَاتِها كَتَكاثُرِ اللُّوّامِ وَكَأنّ كُلّ سَحَابَةٍ وَقَفَتْ بهَا تَبكي بعَيْنيْ عُرْوَةَ بنِ حِزَامِ وَلَطَالَمَا أفْنَيْتُ رِيقَ كَعَابِهَا فِيهَا وَأفْنَتْ بالعِتابِ كَلامي قَد كُنْتَ تَهْزَأُ بالفِراقِ مَجَانَةً وَتَجُرّ ذَيْلَيْ شِرّةٍ وَعُرَامِ لَيسَ القِبابُ على الرّكَابِ وَإنّمَا هُنّ الحَيَاةُ تَرَحّلَتْ بسَلامِ ليتَ الذي فَلَقَ النّوَى جعَل الحَصَى لخِفافِهِنّ مَفَاصِلي وَعِظامي مُتَلاحِظَينِ نَسُحُّ مَاءَ شُؤونِنَا حَذَراً مِنَ الرُّقَبَاءِ في الأكْمَامِ أرْوَاحُنَا انهَمَلَتْ وَعِشْنَا بَعدَهَا من بَعدِ ما قَطَرَتْ على الأقدامِ لَوْ كُنّ يَوْمَ جرَينَ كُنّ كصَبرِنَا عندَ الرّحيلِ لَكُنّ غَيرَ سِجَامِ لم يَتْرُكُوا لي صاحِباً إلاّ الأسَى وَذَمِيلَ ذِعْلِبَةٍ كَفَحْلِ نَعَامِ وَتَعَذُّرُ الأحْرارِ صَيّرَ ظَهْرَهَا إلاّ إلَيْكَ عَليَّ ظَهْرَ حَرَامِ أنتَ الغَريبَةُ في زَمَانٍ أهْلُهُ وُلِدَتْ مَكارِمُهُمْ لغَيرِ تَمَامِ أكْثَرْتَ من بَذْلِ النّوَالِ وَلم تزَلْ عَلَماً على الإفْضالِ وَالإنْعَامِ صَغّرْتَ كلّ كَبيرَةٍ وَكَبُرْتَ عَنْ لَكَأنّهُ وَعَدَدْتَ سِنّ غُلامِ وَرَفَلْتَ في حُلَلِ الثّنَاءِ وَإنّمَا عَدَمُ الثّنَاءِ نِهَايَةُ الإعْدامِ عَيْبٌ عَلَيكَ تُرَى بسَيفٍ في الوَغى مَا يَصْنَعُ الصّمْصَامُ بالصّمصَامِ إنْ كانَ مِثْلُكَ كانَ أوْ هُوَ كائِنٌ فَبَرِئْتُ حِينَئِذٍ مِنَ الإسْلامِ مَلِكٌ زُهَتْ بِمَكَانِهِ أيّامُهُ حتى افتَخَرْنَ بهِ على الأيّامِ وَتَخالُهُ سَلَبَ الوَرَى مِن حِلْمِهِ أحْلامَهُمْ فَهُمُ بِلا أحْلامِ وَإذا امتَحَنْتَ تَكَشّفَتْ عَزَمَاتُهُ عَن أوْحَدِيّ النّقْضِ وَالإبْرامِ وَإذا سَألْتَ بَنَانَهُ عَنْ نَيْلِهِ لم يَرْضَ بالدّنْيَا قَضاءَ ذِمَامِ مَهْلاً ألا لِلّهِ ما صَنَعَ القَنَا في عَمْرِو حَابِ وَضَبّةَ الأغْتَامِ لمّا تَحَكّمَتِ الأسِنّةُ فِيهِمِ جَارَتْ وَهُنّ يَجُرْنَ في الأحكامِ فَتَرَكْتَهُمْ خَلَلَ البُيُوتِ كأنّما غَضِبَتْ رُؤوسُهُمُ على الأجْسامِ أحجارُ ناسٍ فَوْقَ أرْضٍ مِنْ دَمٍ وَنُجُومُ بَيْضٍ في سَمَاءِ قَتَامِ وَذِراعُ كُلّ أبي فُلانٍ كُنْيَةً حَالَتْ فَصَاحِبُها أبُو الأيْتَامِ عَهْدي بمَعْرَكَةِ الأميرِ وَخَيْلُهُ في النّقْعِ مُحْجِمَةٌ عنِ الإحجامِ صَلّى الإل?هُ عَلَيْكَ غَيرَ مُوَدَّعٍ وَسَقَى ثَرَى أبَوَيْكَ صَوْبَ غَمَامِ وَكَسَاكَ ثَوْبَ مَهَابَةٍ مِنْ عِنْدِهِ وَأرَاكَ وَجهَ شَقيقِكَ القَمْقَامِ فَلَقَدْ رَمَى بَلَدَ العَدُوّ بنَفْسِهِ في رَوْقِ أرْعَنَ كالغِطَمّ لُهَامِ قَوْمٌ تَفَرّسَتِ المَنَايَا فِيكُمُ فرَأتْ لكُمْ في الحرْبِ صَبرَ كِرَامِ تَالله مَا عَلِمَ امرُؤٌ لَوْلاكُمُ كَيفَ السّخاءُ وَكَيفَ ضرْبُ الهَامِ
عُقْبَى اليَمينِ على عُقبَى الوَغَى ندمُ ماذا يزيدُكَ في إقدامِكَ القَسَمُ وَفي اليَمينِ عَلى ما أنْتَ وَاعِدُهُ مَا دَلّ أنّكَ في الميعادِ مُتّهَمُ آلى الفَتى ابنُ شُمُشْقيقٍ فأحنَثَهُ فتًى منَ الضّرْبِ تُنسَى عندَه الكَلِمُ وَفاعِلٌ ما اشتَهَى يُغنيهِ عن حَلِفٍ على الفِعْلِ حُضُورُ الفعل وَالكَرَمُ كلُّ السّيوفِ إذا طالَ الضّرَابُ بهَا يَمَسُّهَا غَيرَ سَيفِ الدّوْلَةِ السّأمُ لَوْ كَلّتِ الخَيْلُ حتى لا تَحَمَّلُهُ تَحَمّلَتْهُ إلى أعْدائِهِ الهِمَمُ أينَ البَطارِيقُ وَالحَلْفُ الذي حَلَفوا بمَفرِقِ المَلْكِ وَالزّعمُ الذي زَعَموا وَلّى صَوَارِمَهُ إكْذابَ قَوْلِهِمِ فَهُنّ ألْسِنَةٌ أفْوَاهُها القِمَمُ نَوَاطِقٌ مُخْبِرَاتٌ في جَمَاجِمِهِمْ عَنهُ بما جَهِلُوا مِنْهُ وَما عَلِمُوا ألرّاجعُ الخَيلَ مُحْفَاةً مُقَوَّدَةً من كُلّ مثلِ وَبَارٍ أهْلُهَا إرَمُ كَتَلّ بِطْرِيقٍ المَغرُورِ سَاكِنُهَا بأنّ دَارَكَ قِنِّسْرِينُ وَالأجَمُ وَظَنّهِمْ أنّكَ المِصْباحُ في حَلَبٍ إذا قَصَدْتَ سِوَاها عادَها الظُّلَمُ وَالشّمسَ يَعنُونَ إلاّ أنّهم جَهِلُوا وَالمَوْتَ يَدْعُونَ إلاّ أنّهُم وَهَموا فَلَمْ تُتِمّ سَرُوجٌ فَتحَ نَاظِرِهَا إلاّ وَجَيشُكَ في جَفْنَيْهِ مُزْدَحِمُ وَالنّقْعُ يأخُذُ حَرّاناً وَبَقْعتَهَا وَالشّمسُ تَسفِرُ أحياناً وَتَلْتَثِمُ سُحْبٌ تَمُرّ بحصْنِ الرّانِ مُمسِكةً وَمَا بها البُخلُ لَوْلا أنّها نِقَمُ جَيْشٌ كأنّكَ في أرْضٍ تُطاوِلُهُ فالأرْضُ لا أَمَمٌ وَالجَيشُ لا أمَمُ إذا مَضَى عَلَمٌ منها بَدا عَلَمٌ وَإنْ مَضَى عَلَمٌ مِنْهُ بَدَا عَلَمُ وَشُزَّبٌ أحمَتِ الشّعرَى شكائِمَهَا وَوَسّمَتْها على آنَافِها الحَكَمُ حتى وَرَدْنَ بِسِمْنِينٍ بُحَيرَتَهَا تَنِشُّ بالمَاءِ في أشْداقِهَا اللُّجُمُ وَأصْبَحَتْ بقُرَى هِنريطَ جَائِلَةً تَرْعَى الظُّبَى في خصِيبٍ نَبتُه فَمَا تَرَكنَ بها خُلْداً لَهُ بَصَرٌ تَحْتَ التّرَابِ وَلا بازاً لَهُ قَدَمُ وَلا هِزَبْراً لَهُ مِنْ دِرْعِهِ لِبَد وَلا مَهَاةً لهَا مِنْ شِبْهِهَا حَشَمُ تَرْمي على شَفَراتِ البَاتِراتِ بهِمْ مكامنُ الأرْضِ وَالغيطانُ وَالأكَمُ وَجاوَزُوا أرْسَنَاساً مُعصِمِينَ بِهِ وكيفَ يَعصِمُهُمْ ما ليسَ يَنعَصِمُ وَما يَصُدُّكَ عَنْ بَحرٍ لهمْ سَعَةٌ وَمَا يَرُدُّكَ عن طَوْدٍ لهُمْ شَمَمُ ضرَبْتَهُ بصُدورِ الخَيْلِ حامِلَةً قَوْماً إذا تَلِفوا قُدماً فقد سَلِمُوا تَجَفَّلُ المَوْجُ عن لَبّاتِ خَيلِهِمِ كمَا تَجَفَّلُ تحتَ الغارَةِ النَّعَمُ عَبَرْتَ تَقْدُمُهُمْ فيهِ وَفي بَلَدٍ سُكّانُهُ رِمَمٌ مَسكُونُها حُمَمُ وَفي أكُفّهِمِ النّارُ التي عُبِدَتْ قبل المَجوس إلى ذا اليوْم تَضْطَرِمُ هِنْدِيّةٌ إنْ تُصَغّرْ مَعشَراً صَغُرُوا بحَدّها أوْ تُعَظّمْ مَعشراً عَظُمُوا قَاسَمْتَها تَلّ بِطْرِيقٍ فكانَ لَهَا أبطالُهَا وَلَكَ الأطْفالُ وَالحُرَمُ تَلْقَى بهِمْ زَبَدَ التّيّارِ مُقْرَبَةٌ على جَحافِلِها من نَضْحِهِ رَثَمُ دُهْمٌ فَوَارِسُهَا رُكّابُ أبْطُنِها مَكْدودَةٌ وَبِقَوْمٍ لا بها الألَمُ منَ الجِيادِ التي كِدْتَ العَدُوّ بهَا وَمَا لهَا خِلَقٌ مِنها وَلا شِيَمُ نِتَاجُ رَأيِكَ في وَقْتٍ عَلى عَجَلٍ كَلَفْظِ حَرْفٍ وَعَاهُ سامعٌ فَهِمُ وَقَدْ تَمَنّوْا غَداةَ الدّرْبِ في لجَبٍ أنْ يُبصِرُوكَ فَلَمّا أبصرُوكَ عَمُوا صَدَمْتَهُمْ بخَميسٍ أنْتَ غُرّتُهُ وَسَمْهَرِيّتُهُ في وَجْهِهِ غَمَمُ فكانَ أثْبَتُ ما فيهِمْ جُسُومَهُمُ يَسقُطْنَ حَوْلَكَ وَالأرْواحُ تَنهَزِمُ وَالأعوَجيّةُ مِلءُ الطُّرْقِ خَلفَهُمُ وَالمَشرَفِيّةُ مِلءُ اليوْمِ فَوْقَهُمُ إذا تَوَافَقَتِ الضّرْباتُ صَاعِدَةً تَوَافَقَتْ قُلَلٌ في الجَوّ تَصْطدِمُ وَأسْلَمَ ابنُ شُمُشْقيقٍ ألِيّتَهُ ألاّ انثنى فَهْوَ يَنْأى وَهيَ تَبتَسِمُ لا يأمُلُ النّفَسَ الأقصَى لمُهجَتِهِ فيَسْرِقُ النّفَسَ الأدنَى وَيَغتَنِمُ تَرُدّ عَنْهُ قَنَا الفُرْسان سابِغَةٌ صَوْبُ الأسِنّةِ في أثْنائِها دِيَمُ تَخُطّ فيها العَوَالي لَيسَ تَنفُذُهَا كأنّ كلّ سِنَانٍ فَوْقَهَا قَلَمُ فَلا سَقَى الغَيثُ ما وَاراهُ من شجَرٍ لَوْ زَلّ عَنهُ لوَارَتْ شخصَهُ الرّخَمُ ألهَى المَمَالِكَ عن فَخرٍ قَفَلْتَ بهِ شُرْبُ المُدامةِ وَالأوْتارُ وَالنَّغَمُ مُقَلَّداً فَوْقَ شكرِ الله ذا شُطَبٍ لا تُستَدامُ بأمضَى منهُما النِّعَمُ ألقَتْ إلَيكَ دِماءُ الرّومِ طاعَتَهَا فَلَوْ دعَوْتَ بلا ضَرْبٍ أجابَ دَمُ يُسابِقُ القَتلُ فيهِمْ كلَّ حَادِثَةٍ فَمَا يُصِيبُهُمُ مَوْتٌ وَلا هَرَمُ نَفَتْ رُقادَ عَليٍّ عَنْ مَحاجِرِهِ نَفْسٌ يُفَرّحُ نَفساً غَيرَها الحُلُمُ ألقائِمُ المَلِكُ الهادي الذي شَهِدَتْ قِيَامَهُ وَهُداهُ العُرْبُ وَالعَجَمُ ابنُ المُعَفِّرِ في نَجْدٍ فَوَارِسَهَا بسَيْفِهِ وَلَهُ كُوفانُ وَالحَرَمُ لا تَطْلُبَنّ كَريماً بَعْدَ رُؤيَتِهِ إنّ الكِرامَ بأسخاهُمْ يَداً خُتِمُوا وَلا تُبَالِ بِشِعْرٍ بَعْدَ شاعِرِهِ قد أُفْسِدَ القوْلُ حتى أُحمِدَ الصّممُ
فكُفّي! أرَاني، وَيْكِ، لَوْمَكِ ألوَما هَمٌّ أقَامَ عَلى فُؤادٍ أنْجَمَا وَخيَالُ جِسْمٍ لم يُخَلّ له الهَوَى لَحْماً فَيُنْحِلَهُ السّقامُ وَلا دَمَا وَخُفوقُ قَلْبٍ لَوْ رَأيتِ لَهِيبَهُ يا جَنّتي لَظَنَنْتِ فيهِ جَهَنّمَا وَإذا سَحابَةُ صَدّ حِبٍّ أبْرَقَتْ تَرَكَتْ حَلاوَةَ كُلّ حُبٍّ عَلقَمَا يَا وَجْهَ داهِيَةَ الّذي لَوْلاكَ مَا أكلَ الضّنى جسدي وَرَضّ الأعظُمَا إنْ كَانَ أغْنَاهَا السُّلُوُّ فإنّني أمْسَيتُ مِنْ كَبِدي وَمنها مُعْدِمَا غُصْنٌ عَلى نَقَوَيْ فَلاةٍ نَابِتٌ شمسُ النّهارِ تُقِلُّ لَيلاً مُظْلِمَا لمْ تُجْمَعِ الأضدادُ في مُتَشَابِهٍ إلاّ لتَجْعَلَني لغُرْمي مَغْنَمَا كَصِفاتِ أوْحَدِنَا أبي الفَضْلِ التي بَهَرَتْ فأنْطَقَ وَاصِفِيهِ وَأفْحَمَا يُعْطيكَ مُبْتَدِراً فإنْ أعْجَلْتَهُ أعطاكَ مُعْتَذِراً كَمَنْ قد أجرَمَا وَيَرَى التّعَظّمَ أن يُرَى مُتَواضِعاً وَيَرَى التّواضُعَ أنْ يُرَى مُتَعَظِّمَا نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كأنّمَا خَالَ السّؤالَ عَلى النّوالِ مُحَرَّمَا يا أيّهَا المَلَكُ المُصَفّى جَوْهَراً من ذاتِ ذي المَلكوتِ أسمى من سَمَا نُورٌ تَظاهَرَ فِيكَ لاهُوتِيُّهُ فتَكادُ تَعْلَمُ عِلْمَ ما لَنْ يُعْلَمَا وَيَهِمُّ فيكَ إذا نَطَقْتَ فَصاحَةً من كُلّ عُضوٍ مِنكَ أنْ يَتَكَلّمَا أنَا مُبْصِرٌ وَأظُنّ أنّي نَائِمٌ مَنْ كانَ يَحْلُمُ بالإلَهِ فأحْلُمَا كَبُرَ العِيَانُ عَليّ حتى إنّهُ صارَ اليَقِينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّمَا يَا مَنْ لجُودِ يَدَيْهِ في أمْوالِهِ نِقَمٌ تَعُودُ على اليَتَامَى أنْعُمَا حتى يَقُولُ النّاسُ مَا ذا عَاقِلاً وَيَقولُ بَيْتُ المالِ مَا ذا مُسْلِمَا إذكارُ مِثْلِكَ تَرْكُ إذكاري لَهُ إذْ لا تُرِيدُ لِمَا أُريدُ مُتَرْجِمَا
إلى أيّ حينٍ أنْتَ في زِيّ مُحْرِم وَحتى مَتى في شِقْوَةٍ وَإلى كَمِ وَإلاّ تَمُتْ تَحْتَ السّيوفِ مكرَّماً تَمُتْ وَتُقاسي الذّلّ غَيرَ مُكَرَّمِ فَثِبْ وَاثِقاً بالله وِثْبَةَ مَاجِدٍ يرى الموتَ في الهيجا جنى النحل في الفَمِ
ضَيْفٌ ألَمّ برَأسِي غيرَ مُحْتَشِمِ ألسّيفُ أحْسَنُ فِعْلاً منهُ باللِّمَمِ إبْعَدْ بَعِدْتَ بَياضاً لا بَياضَ لَهُ لأنْتَ أسْوَدُ في عَيني مِنَ الظُّلَمِ بحُبّ قاتِلَتي وَالشّيْبِ تَغْذِيَتي هَوَايَ طِفْلاً وَشَيبي بالغَ الحُلُمِ فَمَا أمُرّ برَسْمٍ لا أُسَائِلُهُ وَلا بذاتِ خِمارٍ لا تُريقُ دَمي تَنَفّسَتْ عَن وَفاءٍ غيرِ مُنصَدِعٍ يَوْمَ الرّحيلِ وشَعْبٍ غَيرِ مُلْتَئِمِ قَبّلْتُها وَدُمُوعي مَزْجُ أدْمُعِهَا وَقَبّلَتْني على خَوْفٍ فَماً لفَمِ قد ذُقْتُ ماءَ حَياةٍ مِنْ مُقَبَّلِها لَوْ صَابَ تُرْباً لأحيا سالِفَ الأُمَمِ تَرنو إليّ بعَينِ الظّبيِ مُجْهِشَةً وتَمْسَحُ الطّلَّ فَوْقَ الوَرْدِ بِالعَنَمِ رُوَيْدَ حُكمِكِ فينا غيرَ مُنصِفَةٍ بالنّاسِ كُلِّهِمِ أفديكِ من حكَمِ أبدَيتِ مثلَ الذي أبدَيتُ من جَزعٍ وَلَمْ تُجِنّي الذي أجنَيتُ من ألَمِ إذاً لَبَزَّكِ ثَوْبَ الحُسنِ أصغَرُهُ وَصِرْتِ مثليَ في ثَوْبَينِ من سَقَمِ لَيسَ التّعَلّلُ بالآمَالِ مِن أرَبي وَلا القَناعَةُ بالإقْلالِ من شِيَمي وَلا أظُنّ بَناتِ الدّهْرِ تَتْرُكُني حتى تَسُدّ علَيها طُرْقَها هِمَمي لُمِ اللّيالي التي أخْنَتْ على جِدَتي بِرِقّةِ الحالِ وَاعذِرْني وَلا تَلُمِ أرَى أُناساً ومَحصُولي على غَنَمٍ وَذِكْرَ جُودٍ ومحْصُولي على الكَلِمِ وَرَبَّ مالٍ فَقِيراً مِنْ مُرُوءَتِهِ لم يُثْرِ منها كما أثْرَى منَ العُدُمِ سيَصحَبُ النّصلُ مني مثلَ مَضرِبِه وَيَنجَلي خَبري عن صِمّةِ الصَّمَمِ لقد تَصَبّرْتُ حتى لاتَ مُصْطَبَرٍ فالآنَ أقْحَمُ حتى لاتَ مُقْتَحَمِ لأترُكَنّ وُجوهَ الخَيْلِ ساهِمَةً وَالحرْبُ أقوَمُ مِن ساقٍ على قَدَمِ والطّعْنُ يُحرِقُها وَالزّجرُ يُقلِقُها حتى كأنّ بها ضَرْباً مِنَ اللَّمَمِ قَد كَلّمَتْها العَوالي فَهْيَ كالحَةٌ كأنّما الصّابُ مَذرُورٌ على اللُّجُمِ بكُلّ مُنصَلَتٍ ما زالَ مُنْتَظري حتى أدَلْتُ لَهُ مِنْ دَولَةِ الخَدمِ شَيخٌ يَرَى الصّلواتِ الخَمسَ نافلةً ويَستَحِلّ دَمَ الحُجّاجِ في الحرَمِ وكُلّما نُطِحَتْ تحْتَ العَجاجِ بهِ أُسْدُ الكتائبِ رامَتْهُ ولم يَرِمِ تُنسِي البِلادَ بُرُوقَ الجَوّ بارِقَتي وتَكتَفي بالدّمِ الجاري عَنِ الدِّيَمِ رِدِي حِياضَ الرّدى يا نفسِ وَاتّركي حياضَ خوْفِ الرّدى للشّاء والنَّعَمِ إنْ لم أذَرْكِ على الأرماحِ سائِلَةً فلا دُعيتُ ابنَ أُمّ المَجدِ والكَرَمِ أيَمْلِكُ المُلْكَ وَالأسيافُ ظامئَةٌ وَالطّيرُ جائِعَةٌ لَحْمٌ على وَضَمِ مَنْ لَوْ رَآنيَ ماءً ماتَ مِنْ ظَمَإٍ وَلَوْ عَرَضْتُ لهُ في النّوْم لم يَنمِ ميعادُ كلّ رَقيقِ الشّفرَتينِ غَداً ومَن عصَى من ملوكِ العُرْبِ والعجمِ فإنْ أجابُوا فَما قَصدي بهَا لَهُمُ وَإنْ تَوَلّوْا فَمَا أرْضَى لَها بهمِ
أبَا عَبْدِ الإل?هِ مُعاذُ: إنّي خَفيٌّ عَنْكَ في الهَيْجا مَقامي ذكَرْتُ جَسيمَ ما طَلَبي وإنّا نُخاطِرُ فيهِ بالمُهَجِ الجِسامِ أمِثْلي تأخُذُ النّكَباتُ مِنْهُ وَيَجزَعُ مِنْ مُلاقاةِ الحِمامِ ولو بَرَزَ الزّمانُ إليّ شَخصاً لخَضّبَ شعرَ مَفرِقِهِ حُسامي وما بَلَغَتْ مَشيئَتَها اللّيالي ولا سَارَتْ وفي يَدِها زِمَامي إذا امتَلأتْ عُيُونُ الخَيْلِ مني فَوَيْلٌ في التّيَقّظِ والمَنَامِ
إذا ما شرِبْتَ الخَمرَ صِرْفاً مُهَنّأً شرِبْنا الذي من مثلهِ شرِبَ الكَرْمُ ألا حَبّذا قَوْمٌ نُداماهُمُ القَنَا يُسَقّونَها رِيّاً وساقيهِمِ العَزْمُ
وَأخٍ لَنَا بَعَثَ الطّلاقَ ألِيّةً لأُعَلَّلَنّ بِهَذِهِ الخُرْطُومِ فَجَعَلْتُ رَدّي عِرْسَهُ كَفّارَةً مِنْ شُرْبِها وَشَرِبْتُ غيرَ أثيمِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 7:23 pm | |
| ملامي النّوى في ظُلْمِها غايةُ الظّلمِ لَعَلّ بها مِثْلَ الذي بي من السُّقْمِ فَلَوْ لم تَغَرْ لم تَزْوِ عني لِقاءَكُم ولَوْ لم تُرِدكم لم تكن فيكمُ خصْمي أمُنْعِمَةٌ بالعَوْدَةِ الظّبْيَةُ التي بغَيرِ وَليٍّ كانَ نائِلُها الوَسمي تَرَشّفْتُ فاهَا سُحْرَةً فكأنّني تَرَشّفْتُ حرّ الوَجدِ من بارِدِ الظَّلمِ فَتاةٌ تَساوَى عقدُها وكَلامُها ومَبسِمُها الدُّرّيُّ في الحسنِ والنّظمِ ونَكْهَتُها والمَنْدَليُّ وقَرْقَفٌ مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ في الرّيحِ والطّعمِ جَفَتْني كأنّي لَستُ أنْطَقَ قَوْمِها وأطعنَهم والشُّهبُ في صورةِ الدُّهمِ يُحاذِرُني حَتْفي كأنّيَ حَتْفُهُ وتَنْكُزُني الأفعَى فيَقتُلُها سُمّي طِوالُ الرُّدَيْنِيّاتِ يَقْصِفُها دَمي وبِيضُ السُّرَيجيّاتِ يَقطَعُها لحمي برَتْني السُّرَى برْيَ المُدى فرَدَدْنَني أخَفَّ على المركوبِ من نَفَسي جِرْمي وأبصرَ من زرقاءِ جَوٍّ لأنّني متى نَظَرَتْ عَينايَ ساواهما عِلمي كأنّي دحوْتُ الأرضَ من خبرتي بها كأنّي بَنى الإسكَندرُ السدّ من عزْمي لألقَى ابنَ إسحقَ الذي دَقّ فَهْمُهُ فأبْدَعَ حتى جَلّ عن دِقّةِ الفَهْمِ وأسْمَعَ مِنْ ألفاظِهِ اللّغَةَ التي يَلَذّ بها سمعي ولَوْ ضُمّنتْ شَتمي يَمينُ بني قَحْطانَ رأسُ قُضاعَةٍ وعِرْنينُها بدرُ النّجُومِ بَني فَهْمِ إذا بَيّتَ الأعداءَ كانَ سَمَاعُهُمْ صَريرَ العَوَالي قَبلَ قَعقَعَةِ اللُّجمِ مُذِلُّ الأعزّاءِ المُعِزُّ وإنْ يَئِنْ بهِ يُتْمُهُمْ فالمُوتِمُ الجابرُ اليُتْمِ وإنْ تُمْسِ داءً في القُلُوبِ قَنَاتُهُ فمُمْسِكُها منْهُ الشّفاءُ منَ العُدمِ مُقَلَّدُ طاغي الشّفرَتَينِ مُحَكَّمٍ على الهامِ إلاّ أنّهُ جائرُ الحُكْمِ تَحَرّجَ عن حَقْنِ الدّماءِ كأنّهُ يرَى قتل نفس ترْكَ رَأسٍ على جسْمِ وَجَدْنا ابنَ إسحقَ الحُسينَ كحَدّهِ على كَثْرَةِ القَتلى بَريئاً من الإثْمِ مَعَ الحَزْمِ حتى لوْ تَعَمّدَ تَرْكَهُ لألحَقَهُ تَضييعُهُ الحَزْمَ بالحَزْمِ وفي الحَرْبِ حتى لوْ أرادَ تأخّراً لأخّرَهُ الطّبْعُ الكَريمُ إلى القُدْمِ لَهُ رَحمَةٌ تُحيي العِظامَ وغَضْبَةٌ بها فَضلَةٌ للجُرْمِ عن صاحبِ الجُرْمِ ورِقّةُ وجْهٍ لوْ خَتَمْتَ بنَظرَةٍ على وَجْنَتَيْهِ ما انمَحَى أثرُ الخَتمِ أذاقَ الغَواني حُسنُهُ ما أذَقْنَني وعَفّ فجازاهنّ عني على الصَّرْمِ فِدًى مَنْ على الغَبراءِ أوّلُهُمْ أنَا لهذا الأبيّ المَاجِدِ الجائِدِ القَرْمِ لقد حالَ بينَ الجِنّ والأمنِ سَيفُهُ فما الظنّ بعد الجنّ بالعُرْبِ والعُجمِ وأرْهَبَ حتى لوْ تَأمّلَ دِرْعَهُ جَرَتْ جَزَعاً من غَيرِ نارٍ ولا فَحمِ وجَادَ فَلَوْلا جُودُهُ غيرَ شارِبٍ لَقُلْنا كَريمٌ هَيّجَتْهُ ابنَةُ الكرْمِ أطَعْناكَ طوْعَ الدّهرِ يابنَ ابنِ يوسُفٍ بشَهْوَتِنا والحاسِدُو لكَ بالرّغْمِ وَثِقْنا بأنْ تُعْطي فَلَوْ لم تَجُدْ لَنا لخلناكَ قد أعطَيتَ من قوّةِ الوَهْمِ دُعيتُ بتَقْرِيظيكَ في كلّ مَجلِسٍ فَظَنّ الذي يَدعو ثَنائي عليكَ اسمي وأطْمَعْتَني في نَيْلِ ما لا أنالُهُ بما نِلْتُ حتى صِرْتُ أطمَعُ في النجمِ إذا ما ضَرَبْتَ القِرْنَ ثمّ أجَزْتَني فَكِلْ ذَهَباً لي مَرّةً منهُ بالكَلْمِ أبَتْ لكَ ذَمّي نَخْوَةٌ يَمَنِيّةٌ ونَفسٌ بها في مأزِقٍ أبَداً تَرْمي فكَمْ قائِلٍ لو كانَ ذا الشخصُ نفسه لكانَ قَراهُ مكمَنَ العسكرِ الدَّهْمِ وقائِلَةٍ والأرْضَ أعْني تَعَجّباً عليّ امرُؤ يمشي بوَقري من الحلْمِ عَظُمْتَ فَلَمّا لم تُكَلَّمْ مَهابَةً تواضَعتَ وهوَ العُظمُ عُظماً من العُظمِ
أحَقُّ عافٍ بدَمْعِكَ الهِمَمُ أحدَثُ شيءٍ عَهداً بها القِدَمُ وإنّما النّاسُ بالمُلُوكِ ومَا تُفْلِحُ عُرْبٌ مُلُوكُها عَجَمُ لا أدَبٌ عِندَهُمْ ولا حَسَبٌ ولا عُهُودٌ لهُمْ ولا ذِمَمُ بكُلّ أرْضٍ وطِئْتُها أُمَمٌ تُرْعَى بعَبْدٍ كأنّها غَنَمُ يَسْتَخشِنُ الخَزّ حينَ يَلْمُسُهُ وكانَ يُبْرَى بظُفْرِهِ القَلَمُ إنّي وإنْ لُمْتُ حاسدِيّ فَمَا أُنْكِرُ أنّي عُقُوبَةٌ لَهُمُ وكَيفَ لا يُحْسَدُ امْرُؤٌ عَلَمٌ لَهُ على كلّ هامَةٍ قَدَمُ يَهابُهُ أبْسأُ الرّجالِ بِهِ وتَتّقي حَدّ سَيْفِهِ البُهَمُ كَفانيَ الذّمَّ أنّني رَجُلٌ أكْرَمُ مالٍ مَلَكْتُهُ الكَرَمُ يَجْني الغِنى لِلِّئَامِ لَوْ عَقَلُوا ما لَيس يَجني عَلَيهِمِ العُدُمُ هُمُ لأمْوالهِمْ ولَسْنَ لَهُمْ والعارُ يَبقَى والجُرْحُ يَلْتَئِمُ مَن طَلَبَ المجدَ فَليَكُنْ كعَلِـ ـيّ يَهَبُ الألْفَ وهوَ يَبْتَسِمُ ويَطْعَنُ الخَيْلَ كُلَّ نافِذَةٍ لَيسَ لهَا مِنْ وَحائِهَا ألَمُ ويَعْرِفُ الأمْرَ قَبْلَ مَوْقِعِهِ فَما لَهُ بعدَ فِعْلِهِ نَدَمُ والأمْرُ والنّهْيُ والسّلاهبُ والـ ـبيضُ لَهُ والعَبيدُ والحَشَمُ والسّطَواتُ التي سَمِعْتَ بها تكادُ منها الجِبالُ تَنقَصِمُ يُرْعيكَ سَمعاً فيهِ استِماعٌ إلى الـ ـدّاعي وفيهِ عنِ الخَنى صَمَمُ يُريكَ مِنْ خَلْقِهِ غَرائِبَهُ في مَجْدِهِ كيفَ تُخلَقُ النّسَمُ مِلْتُ إلى مَنْ يَكادُ بَيْنَكُما إنْ كُنتُما السّائِلَينِ يَنْقَسِمُ مِنْ بَعدِ ما صِيغَ من مَواهِبِهِ لمَنْ أُحبُّ الشُّنُوفُ والخَدَمُ ما بَذَلَتْ ما بهِ يَجُودُ يَدٌ ولا تَهَدّى لِمَا يَقُولُ فَمُ بَنُو العَفَرْنَى مَحَطّةَ الأسَدِ الـ أُسْدُ ولكِنْ رِماحُها الأجَمُ قَوْمٌ بُلُوغُ الغُلامِ عِنْدَهُمُ طَعنُ نُحورِ الكُماةِ لا الحُلُمُ كأنّما يُولَدُ النّدَى مَعَهُمْ لا صِغَرٌ عاذِرٌ ولا هَرَمُ إذا تَوَلّوا عَداوَةً كَشَفُوا وإنْ تَوَلوا صَنيعَةً كَتَمُوا تَظُنّ من فَقْدِكَ اعْتِدادَهُمُ أنّهُمُ أنْعَمُوا ومَا عَلِمُوا إنْ بَرَقُوا فالحُتُوفُ حاضِرَةٌ أو نَطَقُوا فالصّوابُ والحِكَمُ أو حَلَفُوا بالغَمُوسِ واجتَهَدوا فَقَوْلُهُمْ خابَ سائِلي القَسَمُ أو رَكِبُوا الخَيْلَ غَيرَ مُسرَجَةٍ فإنّ أفْخاذَهُمْ لهَا حُزُمُ أوْ شَهِدوا الحَرْبَ لاقِحاً أخَذوا من مُهَجِ الدّارِعينَ ما احتكموا تُشرِقُ أعْرَاضُهُمْ وأوْجُهُهُمْ كأنّها في نُفوسِهِمْ شِيَمُ لَوْلاكَ لم أترُكِ البُحَيرَةَ والـ ـغَوْرُ دَفيءٌ وماؤها شَبِمُ والمَوْجُ مِثْلُ الفُحولِ مُزْبدَةً تَهْدِرُ فيها وما بِها قَطَمُ والطّيرُ فَوْقَ الحَبابِ تَحسَبُها فُرْسانَ بُلْقٍ تَخُونُهَا اللُّجُمُ كأنّها والرّياحُ تَضْرِبُهَا جَيْشا وَغًى هازِمٌ ومُنْهَزِمُ كأنّها في نَهارِهَا قَمَرٌ حَفّ بهِ مِنْ جِنانِها ظُلَمُ تَغَنّتِ الطّيرُ في جَوانِبِها وجادَتِ الأرْض حَوْلَها الدّيَمُ فَهْيَ كَمَاوِيّةٍ مُطَوَّقَةٍ جُرّدَ عَنها غِشاؤها الأدَمُ يَشينُها جَرْيُها عَلى بَلَدٍ تَشينُهُ الأدْعِياءُ والقَزَمُ أبا الحُسَينِ اسْتَمعْ فمَدْحُكُمُ بالفِعْلِ قَبلَ الكَلامِ مُنْتَظِمُ وقَد تَوالى العِهادُ مِنْهُ لكُم وجادَتِ المَطْرَةُ التي تَسِمُ أُعيذُكمْ من صُرُوفِ دَهْرِكُمُ فإنّهُ في الكِرامِ مُتّهَمُ
فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ وعُمْرٌ مثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ ودَهْرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ وإنْ كانتْ لهمْ جُثَثٌ ضِخامُ وما أنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهم ولكنْ مَعدِنُ الذّهَبِ الرَّغامُ أرانِبُ غَيرَ أنّهُمُ مُلُوكٌ مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَامُ بأجْسامٍ يَحَرّ القَتْلُ فيها وما أقْرانُها إلاّ الطّعامُ وخَيْلٍ ما يَخِرّ لها طَعِينٌ كأنّ قَنَا فَوارِسِها ثُمَامُ خَليلُكَ أنتَ لا مَن قُلتَ خِلّي وإنْ كَثُرَ التّجَمّلُ والكَلامُ ولو حِيزَ الحِفاظُ بغَيرِ عَقْلٍ تَجَنّبَ عُنقَ صَيقَلِهِ الحُسامُ وشِبْهُ الشيءِ مُنجَذِبٌ إلَيْهِ وأشْبَهُنَا بدُنْيانا الطَّغامُ ولَوْ لم يَعْلُ إلاّ ذو مَحَلٍّ تَعالى الجَيْشُ وانحَطّ القَتَامُ ولَوْ لم يَرْعَ إلاّ مُسْتَحِقٌّ لرُتْبَتِهِ أسامَهُمُ المُسَامُ ومَنْ خَبِرَ الغَواني فالغَواني ضِياءٌ في بَواطِنِهِ ظَلامُ إذا كانَ الشّبابُ السُّكرَ والشّيْـ ـبُ هَمّاً فالحَياةُ هيَ الحِمامُ وما كُلٌّ بمَعذورٍ بِبُخْلٍ ولا كُلٌّ على بُخْلٍ يُلامُ ولم أرَ مِثْلَ جيراني ومِثْلي لمِثْلي عِندَ مِثْلِهِمُ مُقامُ بأرْضٍ ما اشْتَهَيْتَ رأيتَ فيها فلَيسَ يَفُوتُها إلاّ الكِرامُ فهَلاّ كانَ نَقْصُ الأهْلِ فيها وكانَ لأهْلِها مِنها التّمامُ بها الجَبَلانِ مِنْ صَخْرٍ وفَخْرٍ أنَافَا ذا المُغيثُ وذا اللُّكامُ ولَيْسَتْ مِنْ مَواطِنِهِ ولكِنْ يَمُرّ بها كَما مَرّ الغَمامُ سَقَى الله ابنَ مُنْجِيةٍ سَقَاني بدَرٍّ ما لراضِعِهِ فِطامُ ومَنْ إحْدى فَوائِدِهِ العَطَايا ومَن إحدى عَطاياهُ الذّمامُ وقد خَفيَ الزّمانُ بهِ عَلَينَا كسِلْكِ الدُّرّ يُخْفيهِ النّظامُ تَلَذّ لهُ المُروءَةُ وهيَ تُؤذي ومَنْ يَعشَقْ يَلَذّ لهُ الغَرامُ تَعَلّقَها هَوَى قَيسٍ للَيْلى وواصَلَها فَلَيسَ بهِ سَقَامُ يَروعُ رَكانَةً ويَذوبُ ظَرْفاً فَما يُدرَى أشَيْخٌ أمْ غُلامُ وتَمْلِكُهُ المَسائِلُ في نَداهُ وأمّا في الجِدالِ فلا يُرامُ وقَبضُ نَوالِهِ شَرَفٌ وعِزٌّ وقبضُ نَوالِ بعضِ القومِ ذامُ أقامتْ في الرّقابِ لَهُ أيَادٍ هيَ الأطواقُ والنّاسُ الحَمامُ إذا عُدّ الكِرامُ فتِلْكَ عِجْلٌ كمَا الأنْواءُ حينَ تُعَدّ عامُ تَقي جَبَهاتُهُمْ ما في ذَرَاهُمْ إذا بشِفارِها حَمِيَ اللِّطامُ ولو يَمّمْتَهُمْ في الحَشْرِ تجدو لأعطَوْكَ الذي صَلّوا وصامُوا فإنْ حَلُمُوا فإنّ الخَيلَ فيهِمْ خِفافٌ والرّماحَ بها عُرامُ وعِندَهُمُ الجِفانُ مُكَلَّلاتٌ وشَزْرُ الطّعْنِ والضّرْبُ التُّؤامُ نُصَرّعُهُمْ بأعْيُنِنا حَيَاءً وتَنْبُو عَن وُجوهِهِمُ السّهامُ قَبيلٌ يَحْمِلُونَ منَ المَعالي كما حَمَلَتْ من الجسدالعِظامُ قَبيلٌ أنتَ أنتَ وأنتَ منهُمْ وجَدُّكَ بِشْرٌ المَلِكُ الهُمَامُ لِمَنْ مالٌ تُمَزّقُهُ العَطَايا ويُشْرَكُ في رَغائِبِهِ الأنامُ ولا نَدْعُوكَ صاحبَهُ فترْضَى لأنّ بصُحبَةٍ يَجِبُ الذّمَامُ تُحايدُهُ كأنّكَ سامِرِيٌّ تُصافِحُهُ يَدٌ فيها جُذامُ إذا ما العالِمُونَ عَرَوْكَ قالُوا أفِدْنا أيّها الحِبْرُ الإمامُ إذا ما المُعْلِمُونَ رأوْكَ قالوا بهَذا يُعْلَمُ الجيشُ اللُّهامُ لقد حَسُنتْ بكَ الأوقاتُ حتى كأنّكَ في فَمِ الزّمَنِ ابتِسامُ وأُعطيتَ الذي لم يُعْطَ خَلْقٌ عَلَيكَ صَلاةُ رَبّكَ والسلامُ
نَرَى عِظَماً بالبَينِ والصّدُّ أعظَمُ ونَتّهِمُ الواشِينَ والدّمْعُ مِنْهُمُ ومَنْ لُبُّهُ مَع غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ ومَنْ سِرّهُ في جَفْنِهِ كيفَ يُكتَمُ ولمّا التَقَيْنا والنّوَى ورَقيبُنا غَفُولانِ عَنّا ظِلْتُ أبكي وتَبسِمُ فلَمْ أرَ بَدراً ضاحِكاً قبلَ وجْهِها ولم تَرَ قَبْلي مَيّتاً يَتَكَلّمُ ظَلومٌ كمَتنَيْها لِصَبٍّ كَخَصْرِها ضَعِيفِ القُوَى مِن فِعلِها يَتَظلَّمُ بفَرْعٍ يُعيدُ اللّيْلَ والصّبْحُ نَيّرٌ ووَجهٍ يُعيدُ الصّبحَ واللّيلُ مُظلِمُ فلَوْ كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِياً ولكنّ جَيشَ الشّوْقِ فيهِ عرَمرَمُ أثَافٍ بها ما بالفُؤادِ مِنَ الصَّلَى ورَسْمٌ كَجسمي ناحِلٌ مُتَهَدّمُ بَلَلْتُ بها رُدْنَيَّ والغَيمُ مُسْعِدي وعَبْرَتُهُ صِرْفٌ وفي عَبرَتي دَمُ ولَوْ لم يكُنْ ما انهَلّ في الخدّ من دمي لمَا كانَ مُحْمَرّاً يَسيلُ فأسْقَمُ بنَفْسِي الخَيَالُ الزّائري بعد هجعَةٍ وقوْلَتُهُ لي بعدَنا الغُمضَ تَطعَمُ سَلامُ فلَوْلا الخَوْفُ والبُخلُ عندَهُ لقُلتُ أبو حَفْصٍ عَلَينا المُسَلّمُ مُحِبُّ النّدَى الصّابي إلى بَذْلِ ماله صُبُوّاً كمَا يَصْبُو المُحبُّ المُتَيَّمُ وأُقْسِمُ لَوْلا أنّ في كلّ شَعْرَةٍ لَهُ ضَيغَماً قُلنا لهُ أنتَ ضَيغَمُ أنَنْقُصُهُ من حَظّهِ وهْوَ زائِدٌ ونَبْخَسُهُ والبَخْسُ شيءٌ مُحَرَّمُ يَجِلُّ عنِ التّشبيهِ لا الكَفُّ لُجّةٌ ولا هوَ ضِرْغامٌ ولا الرّأيُ مِخذَمُ ولا جُرْحُهُ يُؤسَى ولا غَوْرُهُ يُرَى ولا حَدُّهُ يَنْبُو ولا يَتَثَلّمُ ولا يُبْرَمُ الأمْرُ الذي هوَ حالِلٌ ولا يُحْلَلُ الأمْرُ الذي هوَ مُبْرِمُ ولا يَرْمَحُ الأذْيالَ مِنْ جَبَرِيّةٍ ولا يَخْدُمُ الدّنْيَا وإيّاهُ تَخدُمُ ولا يَشْتَهي يَبْقَى وتَفْنى هِبَاتُهُ ولا تَسْلَمُ الأعداءُ منْهُ ويَسْلَمُ ألَذُّ مِنَ الصّهْبَاءِ بالماءِ ذِكْرُهُ وأحْسَنُ مِنْ يُسرٍ تَلَقّاهُ مُعدِمُ وأغْرَبُ من عَنقاءَ في الطّيرِ شكلُهُ وأعْوَزُ مِنْ مُسْتَرْفِدٍ منه يُحرَمُ وأكثرُ من بَعدِ الأيادي أيادِياً من القَطرِ بعد القَطْرِ والوَبلُ مُثجِمُ سَنيُّ العَطايا لوْ رَأى نَوْمَ عَيْنِهِ منَ اللّؤمِ آلى أنّهُ لا يُهَوِّمُ ولو قالَ هاتُوا دِرْهَماً لم أجُدْ بهِ على سائِلٍ أعْيا على النّاسِ دِرْهَمُ ولَوْ ضَرّ مَرْأً قَبْلَهُ ما يَسُرّهُ لأثَّرَ فيهِ بأسُهُ والتّكَرّمُ يُرَوّي بكالفِرْصادِ في كلّ غارَةٍ يَتامَى منَ الأغمادِ تُنضَى فتُوتِمُ إلى اليَوْمِ ما حَطّ الفِداءُ سُرُوجَهُ مُذُ الغَزْوِ سارٍ مُسرَجُ الخيل مُلجَمُ يَشُقّ بلادَ الرّومِ والنّقْعُ أبْلَقٌ بأسْيافِهِ والجَوُّ بالنّقْعِ أدْهَمُ إلى المَلِكِ الطّاغي فكَمْ من كَتيبَةٍ تُسايِرُ منهُ حَتْفَها وهيَ تَعْلَمُ ومِنْ عاتِقٍ نَصرانَةٍ بَرَزَتْ لَهُ أسيلَةِ خَدٍّ عَنْ قَليلٍ سيُلْطَمُ صُفُوفاً للَيْثٍ في لُيُوثٍ حُصُونُها مُتُونُ المَذاكي والوَشيجُ المُقَوَّمُ تَغيبُ المَنَايا عَنْهُمُ وهْوَ غائِبٌ وتَقْدَمُ في ساحاتِهِمْ حينَ يَقدَمُ أجدَّكَ ما تَنفَكّ عانٍ تَفُكّهُ عُمَ بنَ سُلَيْمانٍ ومالٌ تُقَسِّمُ مُكافيكَ مَنْ أولَيْتَ دينَ رَسولِهِ يداً لا تُؤدّي شُكرَها اليَدُ والفَمُ على مَهَلٍ إنْ كنتَ لَستَ براحِمٍ لنَفْسِكَ مِنْ جُودٍ فإنّكَ تُرْحَمُ مَحَلُّكَ مَقْصُودٌ وشانيكَ مُفحَمٌ ومِثْلُكَ مَفقودٌ ونَيلُكَ خِضرِمُ وزارَكَ بي دونَ المُلوكِ تَحَرُّجٌ إذا عَنّ بَحْرٌ لم يَجُزْ لي التّيَمّمُ فعِشْ لوْ فدى المَملوكُ رَبّاً بنفسِهِ من الموْتِ لم تُفقَدْ وفي الأرض مُسلمُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 7:25 pm | |
| أجارُكِ يا أُسْدَ الفَراديسِ مُكْرَمُ فتَسكُنَ نَفسي أمْ مُهانٌ فمُسلَمُ ورائي وقُدّامي عُداةٌ كَثيرَةٌ أُحاذِرُ مِنْ لِصٍّ ومنكِ ومِنْهُمُ فهَلْ لكِ في حِلفي على ما أُريدُهُ فإنّي بأسْبابِ المَعيشَةِ أعْلَمُ إذاً لأتاكِ الرّزْقُ مِنْ كلّ وِجْهَةٍ وأثْرَيْتِ مِمّا تَغْنَمِينَ وأغْنَمُ
ما نَقَلَتْ عِندَ مَشيَةٍ قَدَمَا ولا اشتَكَتْ مِنْ دُوارِها ألَمَا لم أرَ شَخْصاً مِنْ قَبلِ رُؤيَتِها يَفْعَلُ أفْعالَها ومَا عَزَمَا فَلا تَلُمْهَا على تَواقُعِهَا أطْرَبَها أنْ رأتْكَ مُبْتَسِمَا
لا افْتِخارٌ إلاّ لمَنْ لا يُضامُ مُدْرِكٍ أوْ مُحارِبٍ لا يَنَامُ لَيسَ عَزْماً مَا مَرّضَ المَرْءُ فيهِ لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عنهُ الظّلامُ واحتِمالُ الأذَى ورُؤيَةُ جانِيـ ـهِ غِذاءٌ تَضْوَى بهِ الأجسامُ ذَلّ مَنْ يَغْبِطُ الذّليل بعَيشٍ رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ ضاقَ ذَرْعاً بأنْ أضيقَ بهِ ذَرْ عاً زَماني واستَكرَمَتْنِي الكِرامُ واقِفاً تحتَ أخمَصَيْ قَدْرِ نَفسي واقِفاً تحتَ أخْمَصَيّ الأنَامُ أقَراراً ألَذُّ فَوْقَ شَرارٍ ومَراماً أبْغي وظُلْمي يُرامُ دونَ أنْ يَشرَقَ الحِجازُ ونَجْدٌ والعِراقانِ بالقَنَا والشّامُ شَرَقَ الجَوِّ بالغُبَارِ إذا سَا رَ عَليُّ بنُ أحْمَدَ القَمْقامُ الأديبُ المُهَذَّبُ الأصْيَدُ الضّرْ بُ الذّكيُّ الجَعدُ السّرِيُّ الهُمامُ والذي رَيْبُ دَهْرِهِ مِنْ أسَارَا هُ ومِنْ حاسدي يَدَيْهِ الغَمامُ يَتَداوَى مِنْ كَثْرَةِ المَالِ بالإقْـ ـلالِ جُوداً كأنّ مَالاً سَقَامُ حَسَنٌ في عُيُونِ أعْدائِهِ أقْـ ـبَحُ من ضيْفِهِ رأتْهُ السَّوامُ لوْ حَمَى سَيّداً منَ المَوتِ حامٍ لَحَماهُ الإجْلالُ والإعْظامُ وعَوارٍ لَوامِعٌ دِينُهَا الحِـ ـلُّ ولَكِنّ زِيَّها الإحْرامُ كُتبَتْ في صَحائِفِ المَجْدِ: بِسْمٌ ثمَّ قَيسٌ وبعدَ قَيسَ السّلامُ إنّما مُرّةُ بنُ عَوْفِ بنِ سَعْدٍ جَمَراتٌ لا تَشْتَهيها النَّعامُ لَيلُها صُبْحُها مِنَ النّارِ والإصْـ ـبَاحُ لَيْلٌ منَ الدّخانِ تِمامُ هِمَمٌ بَلّغَتْكُمُ رُتَبَاتٍ قَصُرَتْ عَنْ بُلُوغِها الأوْهامُ ونُفُوسٌ إذا انْبَرَتْ لِقِتَالٍ نَفِدَتْ قَبْلَ يَنْفَدُ الإقْدامُ وقُلُوبٌ مُوَطَّناتٌ على الرّوْ عِ كأنّ اقْتِحامَهَا استِسْلامُ قائِدو كُلّ شَطْبَةٍ وحِصانٍ قَدْ بَراها الإسْراجُ والإلجامُ يَتَعَثّرْنَ بالرّؤوسِ كَما مَرّ بتاءاتِ نُطْقِهِ التَّمتَامُ طالَ غشْيانُكَ الكَريهَةَ حتى قالَ فيكَ الذي أقُولُ الحُسَامُ وكَفَتْكَ الصّفائِحُ النّاسَ حتى قد كَفَتْكَ الصّفائحَ الأقْلامُ وكَفَتْكَ التّجارِبُ الفِكْرَ حتى قَدْ كَفاكَ التّجارِبَ الإلْهَامُ فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ للفَخْـ ـرِ بقَتْلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ نائِلٌ منكَ نَظْرَةً ساقَهُ الفَقْـ ـرُ عَلَيْهِ لفَقْرِهِ إنْعَامُ خَيْرُ أعضائِنا الرّؤوسُ ولَكِنْ فَضَلَتْها بقَصْدِكَ الأقْدامُ قَد لَعَمري أقْصَرْتُ عَنكَ وللوَفـ ـدِ ازْدِحامٌ وللعَطايا ازْدِحامُ خِفْتُ إن صرْتُ في يَمينِكَ أن تأ خُذَني في هِباتِكَ الأقوامُ ومنَ الرُّشْدِ لم أزُرْكَ على القُرْ بِ، على البُعدِ يُعرَفُ الإلمامُ ومِنَ الخَيرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عني أسرَعُ السُّحْبِ في المَسيرِ الجَهامُ قُلْ فَكَمْ مِنْ جَواهرٍ بنِظامٍ وُدُّها أنّها بفيكَ كَلامُ هابَكَ اللّيْلُ والنّهارُ فَلَوْ تَنْـ ـهاهُما لم تَجُزْ بكَ الأيّامُ حَسْبُكَ الله ما تَضِلّ عَنِ الحَـ ـقّ ولا يَهْتَدي إلَيكَ أثَامُ لِمَ لا تَحْذَرُ العَواقِبَ في غَيْـ ـرِ الدّنَايا، أمَا عَلَيْكَ حَرامُ كَمْ حَبيبٍ لا عُذْرَ لِلّوْمِ فيهِ لَكَ فيهِ مِنَ التُّقَى لُوّامُ رَفَعَتْ قَدْرَكَ النّزاهَةُ عَنْهُ وثَنَتْ قَلْبَكَ المَساعي الجِسامُ إنّ بَعضاً مِنَ القَرِيضِ هُذاءٌ لَيسَ شَيئاً وبَعضَهُ أحْكامُ مِنْهُ ما يَجْلُبُ البَراعَةُ والفَضْـ ـلُ ومِنْهُ ما يَجْلُبُ البِرْسامُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 7:29 pm | |
| ألا لا أُري الأحداثَ مَدحاً ولا ذَمّا فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا إلى مثلِ ما كانَ الفتى مرْجعُ الفتى يَعُودُ كمَا أُبْدي ويُكرِي كما أرْمَى لَكِ الله مِنْ مَفْجُوعَةٍ بحَبيبِها قَتيلَةِ شَوْقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصْمَا أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا ولوْ قَتَلَ الهَجْرُ المُحبّينَ كُلَّهُمْ مضَى بَلَدٌ باقٍ أجَدّتْ لَهُ صَرْمَا عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا حَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّا تَعَجَّبُ مِنْ لَفْظي وخَطّي كأنّما ترَى بحُرُوفِ السّطرِ أغرِبةً عُصْمَا وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى كأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي جَلُوبٌ إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَا وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا ولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَا وجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَا إذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَا وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا
أنا لائمي إنْ كنتُ وقتَ اللّوائِمِ عَلِمتُ بما بي بَينَ تلكَ المَعالِمِ ولَكِنّني مِمّا شُدِهْتُ مُتَيَّمٌ كَسالٍ وقَلبي بائحٌ مثلُ كاتِمِ وقَفْنا كأنّا كُلُّ وَجْدِ قُلُوبِنَا تَمَكّنَ مِن أذْوادنا في القَوائِمِ ودُسْنا بأخْفافِ المَطي تُرابَهَا فَما زِلْتُ أستَشفي بلَثْمِ المَناسِمِ دِيارُ اللّواتي دارُهُنّ عَزيزَةٌ بِطُولَى القَنا يُحفَظنَ لا بالتّمائِمِ حِسانُ التّثَنَّي يَنقُشُ الوَشْيُ مثلَهُ إذا مِسْنَ في أجسامِهِنّ النّواعِمِ ويَبسِمْنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدْنَ مثلَهُ كأنّ التّراقي وُشّحَتْ بالمَباسِمِ فما لي وللدّنْيا! طِلابي نُجومُها ومَسعايَ منها في شُدوقِ الأراقِمِ من الحِلمِ أنْ تَستَعمِلَ الجهلَ دونَه إذا اتّسعتْ في الحِلمِ طُرْقُ المظالِمِ وأنْ تَرِدَ الماءَ الذي شَطْرُهُ دَمٌ فتُسقَى إذا لم يُسْقَ مَن لم يُزاحِمِ ومَنْ عَرَفَ الأيّامَ مَعرِفتي بها وبالنّاسِ رَوّى رُمحَهُ غيرَ راحِمِ فَلَيسَ بمَرْحُومٍ إذا ظَفِروا بهِ ولا في الرّدى الجاري عَلَيهم بآثِمِ إذا صُلْتُ لم أترُكْ مَصالاً لفاتِكٍ وإنْ قُلتُ لم أترُكْ مَقالاً لعالِمِ وإلاّ فخانَتْني القَوافي وعاقَني عنِ ابنِ عُبيدِالله ضُعْفُ العَزائِمِ عَنِ المُقْتَني بَذْلَ التِّلادِ تِلادَهُ ومُجْتَنِبِ البُخلِ اجتِنابَ المَحارِمِ تَمَنّى أعاديهِ مَحَلَّ عُفاتِهِ وتَحْسُدُ كَفّيْهِ ثِقالُ الغَمائِمِ ولا يَتَلَقّى الحرْبَ إلاّ بمُهْجَةٍ مُعَظَّمَةٍ مَذْخُورَةٍ للعَظائِمِ وذي لجَبٍ لا ذو الجَناحِ أمَامَهُ بنَاجٍ ولا الوَحشُ المُثارُ بسالِمِ تَمُرّ عَلَيْهِ الشّمسُ وهْيَ ضَعيفَةٌ تُطالِعُهُ من بَينِ رِيش القَشاعِمِ إذا ضَوْؤُها لاقَى منَ الطّيرِ فُرْجَةً تَدَوّرَ فَوْقَ البَيضِ مثلَ الدراهِمِ ويَخْفى عَلَيكَ الرّعدُ والبرْقُ فوْقَهُ منَ اللّمعِ في حافاتِهِ والهَماهِمِ أرَى دونَ ما بَينَ الفُراتِ وبَرْقَةٍ ضِراباً يُمِشّي الخَيلَ فوْقَ الجماجمِ وطَعنَ غَطارِيفٍ كأنّ أكُفّهُمْ عَرَفنَ الرُّدَيْنِيّاتِ قبلَ المَعاصِمِ حَمَتْهُ على الأعداءِ من كلّ جانبٍ سُيوفُ بني طُغجَ بن جُفّ القَماقِمِ هُمُ المُحسنونَ الكرَّ في حومةِ الوَغى وأحْسَنُ منهُ كَرُّهُمْ في المَكارِمِ وهم يحسنُونَ العَفْوَ عن كلّ مُذنبٍ ويحتَمِلونَ الغُرْمَ عن كلّ غارِمِ حَيِيّونَ إلاّ أنّهُمْ في نِزالِهِمْ أقَلُّ حَيَاءً مِنْ شِفارِ الصّوارِمِ ولَوْلا احتِقارُ الأُسدِ شَبّهتُهمْ بها ولكِنّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ سرَى النّوْمُ عني في سُرايَ إلى الذي صَنائِعُهُ تَسرِي إلى كلّ نائِمِ إلى مُطلِقِ الأسرَى ومُختَرِمِ العِدى ومُشكي ذوي الشّكوَى ورَغمِ المُراغمِ كريمٌ لَفَظتُ النّاسَ لمّا بَلَغْتُهُ كأنّهُمُ ما جَفّ مِنْ زادِ قادِمِ وكادَ سروري لا يَفي بنَدامَتي على تَرْكِهِ في عُمْرِيَ المُتَقَادِمِ وفارَقْتُ شرّ الأرْضِ أهْلاً وتُرْبَةً بها عَلَوِيٌّ جَدُّهُ غيرُ هاشِمِ بَلا الله حُسّادَ الأميرِ بحِلْمِهِ وأجْلَسَهُ مِنهُمْ مكانَ العَمائِمِ فإنّ لهمْ في سُرْعَةِ المَوْتِ راحَةً وإنّ لهُمْ في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ كأنّكَ ما جاوَدْتَ مَن بانَ جودُهُ عَلَيكَ ولا قاوَمْتَ مَنْ لم تُقاوِمِ
حُيّيتَ مِنْ قَسَمٍ وأفْدي مُقْسِمَا أمْسَى الأنَامُ لَهُ مُجِلاًّ مُعْظِمَا وإذا طَلَبْتُ رِضَى الأميرِ بشُرْبِهَا وأخَذْتُها فلَقَدْ تَرَكتُ الأحرَمَا
غَيرُ مُسْتَنكَرٍ لَكَ الإقدامُ فَلِمَنْ ذا الحَديثُ والإعْلامُ قد عَلِمنا من قَبلُ أنّكَ مَن لا يَمْنَعُ اللّيلُ هَمَّهُ والغَمامُ
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
لهَوَى النّفُوسِ سَرِيرَةٌ لا تُعْلَمُ عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أني أسْلَمُ يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى لأخوكِ ثَمّ أرَقُّ منكِ وَأرْحَمُ رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَياضِ بمَفْرِقي وَلَوَ انّهَا الأولى لَرَاعَ الأسْحَمُ لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى فالشّيبُ مِنْ قَبلِ الأوَانِ تَلَثُّمُ وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثاتِ فَلا أرَى يَقَقاً يُمِيتُ وَلا سَوَاداً يَعصِمُ وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْعِهِ مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْؤمُ وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ وَجُفُونُهُ مَا تَسْتَقِرّ كَأنّهَا مَطْرُوفَةٌ أوْ فُتّ فيها حِصرِمُ وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفّ قَذالُهُ حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمّمُ وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً، وَيكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِمُ وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّةً وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ أرْسَلْتَ تَسألُني المَديحَ سَفَاهَةً صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ ماذا أزْعَمُ فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَاعِداً وَلَشَدّ ما قَرُبَتْ عَلَيكَ الأنجُمُ وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصاً إنّ الثّنَاءَ لِمَنْ يُزَارُ فيُنْعِمُ وَلمَنْ أقَمْتَ على الهَوَانِ بِبَابِهِ تَدْنُو فيُوجأُ أخْدَعاكَ وَتُنْهَمُ وَلمَنْ يُهِينُ المَالَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْوَ عَرَمْرَمُ وَلمَنْ إذا التَقَتِ الكُماةُ بمَأزِقٍ فَنَصِيبُهُ مِنْهَا الكَميُّ المُعْلِمُ وَلَرُبّمَا أطَرَ القَنَاةَ بفَارِسٍ، وَثَنى فَقَوّمَهَا بِآخَرَ مِنْهُمُ وَالوَجْهُ أزْهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسامُ مُصَمِّمُ أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ وَفَعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجمُ
رَوِينَا يا ابنَ عَسْكَرٍ الهُمَامَا ولم يَتْرُكْ نَداكَ لَنَا هُيَامَا وصارَ أحَبُّ ما تُهْدي إلَينَا لغَيرِ قِلًى وَداعَكَ والسّلامَا ولم نَمْلَلْ تَفَقُّدَكَ المَوالي ولم نَذْمُمْ أياديكَ الجِسامَا ولَكِنّ الغُيُوثَ إذا تَوالَتْ بأرْضِ مُسافِرٍ كَرِهَ الغَمامَا
أعَنْ إذني تَمُرّ الرّيحُ رَهْواً ويَسري كُلّما شِئتُ الغَمامُ ولَكِنّ الغَمَامَ لَهُ طِباعٌ تَبَجُّسُهُ بها وَكَذا الكِرامُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الإثنين مارس 17, 2014 7:33 pm | |
| فِراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ وَأَمٌّ وَمَنْ يَمّمْتُ خيرُ مُيَمَّمِ وَمَا مَنزِلُ اللّذّاتِ عِندي بمَنْزِلٍ إذا لم أُبَجَّلْ عِنْدَهُ وَأُكَرَّمِ سَجِيّةُ نَفْسٍ مَا تَزَالُ مُليحَةً منَ الضّيمِ مَرْمِيّاً بها كلّ مَخْرِمِ رَحَلْتُ فكَمْ باكٍ بأجْفانِ شَادِنٍ عَلَيّ وَكَمْ بَاكٍ بأجْفانِ ضَيْغَمِ وَمَا رَبّةُ القُرْطِ المَليحِ مَكانُهُ بأجزَعَ مِنْ رَبّ الحُسَامِ المُصَمِّمِ فَلَوْ كانَ ما بي مِنْ حَبيبٍ مُقَنَّعٍ عَذَرْتُ وَلكنْ من حَبيبٍ مُعَمَّمِ رَمَى وَاتّقى رَميي وَمن دونِ ما اتّقى هوًى كاسرٌ كفّي وقوْسي وَأسهُمي إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي وَأعْلَمُ أنّهُ متى أجزِهِ حِلْماً على الجَهْلِ يَندَمِ وَإنْ بَذَلَ الإنْسانُ لي جودَ عابِسٍ جَزَيْتُ بجُودِ التّارِكِ المُتَبَسِّمِ وَأهْوَى مِنَ الفِتيانِ كلّ سَمَيذَعٍ نَجيبٍ كصَدْرِ السّمْهَريّ المُقَوَّمِ خطتْ تحتَهُ العيسُ الفلاةَ وَخالَطَتْ بهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخميسِ العرَمرَمِ وَلا عِفّةٌ في سَيْفِهِ وَسِنَانِهِ وَلَكِنّهَا في الكَفّ وَالطَّرْفِ وَالفَمِ وَمَا كُلّ هَاوٍ للجَميلِ بفاعِلٍ وَلا كُلّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ فِدىً لأبي المِسْكِ الكِرامُ فإنّهَا سَوَابِقُ خَيْلٍ يَهْتَدينَ بأدْهَمِ أغَرَّ بمَجْدٍ قَدْ شَخَصْنَ وَرَاءَهُ إلى خُلُقٍ رَحْبٍ وَخَلْقٍ مُطَهَّمِ إذا مَنَعَتْ منكَ السّياسةُ نَفْسَها فَقِفْ وَقْفَةً قُدّامَهُ تَتَعَلّمِ يَضِيقُ على مَن راءَهُ العُذْرُ أن يُرَى ضَعيفَ المَساعي أوْ قَليلَ التّكَرّمِ وَمَن مثلُ كافورٍ إذا الخيلُ أحجَمَتْ وَكانَ قَليلاً مَنْ يَقُولُ لها اقدِمِي شَديدُ ثَباتِ الطِّرْفِ والنقعُ وَاصِلٌ إلى لهَوَاتِ الفَارِسِ المُتَلَثِّمِ أبا المسكِ أرْجو منك نصراً على العِدى وآمُلُ عِزّاً يخضِبُ البِيضَ بالدّمِ وَيَوْماً يَغيظُ الحاسِدينَ وَحَالَةً أُقيمُ الشّقَا فِيها مَقامَ التّنَعّمِ وَلم أرْجُ إلاّ أهْلَ ذاكَ وَمَنْ يُرِدْ مَوَاطِرَ من غَيرِ السّحائِبِ يَظلِمِ فَلَوْ لم تكنْ في مصرَ ما سرْتُ نحوَها بقَلْبِ المَشُوقِ المُستَهامِ المُتَيَّمِ وَلا نَبَحَتْ خَيلي كِلابُ قَبَائِلٍ كأنّ بها في اللّيلِ حَمْلاتِ دَيْلَمِ وَلا اتّبَعَتْ آثَارَنَا عَينُ قَائِفٍ فَلَمْ تَرَ إلاّ حافِراً فَوْقَ مَنْسِمِ وَسَمْنَا بها البَيْدَاءَ حتى تَغَمّرَتْ من النّيلِ وَاستَذرَتْ بظلّ المُقَطَّمِ وَأبْلَجَ يَعصِي باختِصاصي مُشِيرَهُ عَصَيْتُ بقَصْدِيهِ مُشيرِي وَلُوَّمي فَسَاقَ إليّ العُرْفَ غَيرَ مُكَدَّرٍ وَسُقْتُ إلَيْهِ الشكرَ غيرَ مُجَمجَمِ قدِ اخترْتُكَ الأملاكَ فاخترْ لهمْ بنا حَديثاً وَقد حكّمتُ رَأيَكَ فاحكُمِ فأحْسَنُ وَجهٍ في الوَرَى وَجهُ مُحْسِنٍ وَأيْمَنُ كَفٍّ فيهِمِ كَفُّ مُنعِمِ وَأشرَفُهُمْ مَن كانَ أشرَفَ هِمّةً وَأكثرَ إقداماً على كلّ مُعْظَمِ لمَنْ تَطْلُبُ الدّنْيا إذا لم تُرِدْ بها سُرُورَ مُحِبٍّ أوْ مَساءَةَ مُجرِمِ وَقَدْ وَصَلَ المُهْرُ الذي فوْقَ فَخْذِهِ منِ اسمِكَ ما في كلّ عنقٍ وَمِعصَمِ لكَ الحَيَوَانُ الرّاكبُ الخَيلَ كلُّهُ وَإنْ كانَ بالنّيرانِ غيرَ موَسَّمِ وَلَوْ كنتُ أدرِي كم حَياتي قَسَمتُها وَصَيّرْتُ ثُلثَيها انتِظارَكَ فاعْلَمِ وَلَكِنّ ما يَمضِي منَ الدّهرِ فائِتٌ فَجُدْ لي بخَطّ البادِرِ المُتَغَنِّمِ رَضِيتُ بمَا تَرْضَى بهِ لي مَحَبّةً وَقُدْتُ إلَيكَ النّفسَ قَوْدَ المُسَلِّمِ وَمِثْلُكَ مَن كانَ الوَسيطَ فُؤادُهُ فَكَلّمَهُ عَنّي وَلَمْ أتَكَلّمِ
مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عَنِ المَلامِ وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ ذَرَاني وَالفَلاةَ بِلا دَليلٍ ......وَوَجْهي وَالهَجِيرَ بِلا لِثَامِ فإنّي أسْتَرِيحُ بذي وَهَذا وَأتْعَبُ بالإنَاخَةِ وَالمُقَامِ عُيُونُ رَوَاحِلي إنْ حِرْتُ عَيني وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغامي فَقَدْ أرِدُ المِيَاهَ بِغَيرِ هَادٍ سِوَى عَدّي لهَا بَرْقَ الغَمَامِ يُذِمّ لِمُهْجَتي رَبّي وَسَيْفي إذا احْتَاجَ الوَحيدُ إلى الذّمَامِ وَلا أُمْسِي لأهْلِ البُخْلِ ضَيْفاً وَلَيسَ قِرًى سوَى مُخّ النّعامِ وَلمّا صَارَ وُدّ النّاسِ خِبّاً جَزَيْتُ على ابْتِسامٍ بابْتِسَامِ وَصِرْتُ أشُكُّ فيمَنْ أصْطَفيهِ (لعِلْمي أنّهُ بَعْضُ الأنَامِ يُحِبّ العَاقِلُونَ على التّصَافي وَحُبّ الجَاهِلِينَ على الوَسَامِ وَآنَفُ مِنْ أخي لأبي وَأُمّي إذا مَا لم أجِدْهُ مِنَ الكِرامِ أرَى الأجْدادَ تَغْلِبُهَا كَثِيراً على الأوْلادِ أخْلاقُ اللّئَامِ وَلَسْتُ بقانِعٍ مِن كلّ فَضْلٍ بأنْ أُعْزَى إلى جَدٍّ هُمَامِ عَجِبْتُ لمَنْ لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ وَيَنْبُو نَبْوَةَ القَضِمِ الكَهَامِ وَمَنْ يَجِدُ الطّرِيقَ إلى المَعَالي فَلا يَذَرُ المَطيَّ بِلا سَنَامِ وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ أقَمْتُ بأرْضِ مِصرَ فَلا وَرَائي تَخُبُّ بيَ الرّكابُ وَلا أمَامي وَمَلّنيَ الفِرَاشُ وَكانَ جَنبي يَمَلُّ لِقَاءَهُ في كُلّ عامِ قَليلٌ عَائِدي سَقِمٌ فُؤادي كَثِيرٌ حَاسِدي صَعْبٌ مَرَامي عَليلُ الجِسْمِ مُمْتَنِعُ القِيَامِ شَديدُ السُّكْرِ مِنْ غَيرِ المُدامِ وَزَائِرَتي كَأنّ بهَا حَيَاءً فَلَيسَ تَزُورُ إلاّ في الظّلامِ بَذَلْتُ لهَا المَطَارِفَ وَالحَشَايَا فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظامي يَضِيقُ الجِلْدُ عَنْ نَفَسي وَعَنها فَتُوسِعُهُ بِأنْوَاعِ السّقَامِ إِذا ما فارَقَتني غَسَّلَتني كَأَنّا عاكِفانِ عَلى حَرامِ كأنّ الصّبْحَ يَطرُدُها فتَجرِي مَدامِعُهَا بأرْبَعَةٍ سِجَامِ أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِنْ غَيرِ شَوْقٍ ...مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ وَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصّدْقُ شرٌّ إذا ألْقَاكَ في الكُرَبِ العِظامِ أبِنْتَ الدّهْرِ عِندي كُلُّ بِنْتٍ فكَيفَ وَصَلْتِ أنتِ منَ الزّحامِ جَرَحْتِ مُجَرَّحاً لم يَبقَ فيهِ مَكانٌ للسّيُوفِ وَلا السّهَامِ ألا يا لَيتَ شِعرَ يَدي أتُمْسِي تَصَرَّفُ في عِنَانٍ أوْ زِمَامِ وَهَلْ أرْمي هَوَايَ بِرَاقِصَاتٍ مُحَلاّةِ المَقَاوِدِ باللُّغَامِ فَرُبَّتمَا شَفَيْتُ غَليلَ صَدْرِي بسَيرٍ أوْ قَنَاةٍ أوْ حُسَامِ وَضَاقَت خُطّةٌ فَخَلَصْتُ مِنها خَلاصَ الخَمرِ من نَسجِ الفِدامِ وَفَارقْتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ وَوَدّعْتُ البِلادَ بِلا سَلامِ يَقُولُ ليَ الطّبيبُ أكَلْتَ شَيئاً وَداؤكَ في شَرَابِكَ وَالطّعامِ وَمَا في طِبّهِ أنّي جَوَادٌ أضَرَّ بجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ تَعَوّدَ أنْ يُغَبِّرَ في السّرَايَا وَيَدْخُلَ مِنْ قَتَامٍ في قَتَامِ فأُمْسِكَ لا يُطالُ لَهُ فيَرْعَى وَلا هُوَ في العَليقِ وَلا اللّجَامِ فإنْ أمرَضْ فما مرِضَ اصْطِباري وَإنْ أُحْمَمْ فَمَا حُمَّ اعتزَامي وَإنْ أسْلَمْ فَمَا أبْقَى وَلَكِنْ سَلِمْتُ مِنَ الحِمامِ إلى الحِمامِ تَمَتّعْ مِنْ سُهَادٍ أوْ رُقَادٍ وَلا تَأمُلْ كرًى تحتَ الرِّجَامِ فإنّ لِثَالِثِ الحَالَينِ مَعْنًى سِوَى مَعنَى انتِباهِكَ وَالمَنَامِ
من أيّةِ الطُّرْقِ يأتي مثلَكَ الكَرَمُ أينَ المَحاجِمُ يا كافُورُ وَالجَلَمُ جازَ الأُلى مَلكَتْ كَفّاكَ قَدْرَهُمُ فعُرّفُوا بكَ أنّ الكَلْبَ فوْقَهُمُ ساداتُ كلّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمِ وَسادَةُ المُسلِمينَ الأعْبُدُ القَزَمُ أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ ألا فَتًى يُورِدُ الهِنْدِيَّ هَامَتَهُ كَيما تزولَ شكوكُ النّاسِ وَالتُّهمُ فإنّهُ حُجّةٌ يُؤذي القُلُوبَ بهَا مَنْ دينُهُ الدّهرُ وَالتّعطيلُ وَالقِدمُ ما أقدَرَ الله أنْ يُخْزِي خَليقَتَهُ وَلا يُصَدِّقَ قَوْماً في الذي زَعَمُوا
أمَا في هَذِهِ الدّنْيَا كَرِيمُ تَزُولُ بِهِ عنِ القَلبِ الهُمومُ أمَا في هَذِهِ الدّنْيَا مَكَانٌ يُسَرّ بأهْلِهِ الجارُ المُقيمُ تَشَابَهَتِ البَهَائِمُ وَالعِبِدّى عَلَيْنَا وَالمَوَالي وَالصّميمُ وَمَا أدري إذَا داءٌ حَديثٌ أصَابَ النّاسَ أمْ داءٌ قَديمُ حَصَلتُ بأرْضِ مِصرَ على عَبيدٍ كَأنّ الحُرّ بَينَهُمُ يَتيمُ كَأنّ الأسْوَدَ اللابيّ فيهِمْ غُرَابٌ حَوْلَهُ رَخَمٌ وَبُومُ أخَذْتُ بمَدْحِهِ فَرَأيْتُ لَهْواً مَقَالي لِلأُحَيْمِقِ يا حَليمُ وَلمّا أنْ هَجَوْتُ رَأيْتُ عِيّاً مَقَاليَ لابنِ آوَى يا لَئِيمُ فَهَلْ مِنْ عاذِرٍ في ذا وَفي ذا فَمَدْفُوعٌ إلى السّقَمِ السّقيمُ إذا أتَتِ الإسَاءَةُ مِنْ وَضِيعٍ وَلم ألُمِ المُسِيءَ فَمَنْ ألُومُ
يُذكّرُني فاتِكاً حِلْمُهُ وَشَيْءٌ مِنَ النّدّ فيهِ اسمُهُ وَلَسْتُ بِنَاسٍ وَلَكِنّني يُجَدّدُ لي رِيحَهُ شَمُّهُ وَأيَّ فَتىً سَلَبَتْني المَنُو نُ لم تَدْرِ ما وَلَدَتْ أُمُّهُ وَلا مَا تَضُمّ إلى صَدْرِهَا وَلَوْ عَلِمَتْ هالَهَا ضَمُّهُ بمِصْرَ مُلُوكٌ لَهُمْ مَالُهُ وَلَكِنّهُمْ مَا لَهُمْ هَمُّهُ فأجْوَدُ منْ جُودِهِمْ بُخلُهُ وَأحْمَدُ مِنْ حَمْدِهِمْ ذَمُّهُ وَأشرَفُ مِنْ عَيْشِهِمْ مَوْتُهُ وَأنْفَعُ مِنْ وَجْدِهِمْ عُدْمُهُ وَإنّ مَنِيّتَهُ عِنْدَهُ لَكالخَمْرِ سُقّيَهُ كَرْمُهُ فذاكَ الذي عَبَّهُ مَاؤهُ وَذاكَ الذي ذاقَهُ طَعْمُهُ وَمَن ضاقَتِ الأرْضُ عَنْ نَفسه حَرًى أن يَضِيقَ بها جِسمُهُ
حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ ومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ وَلا يُحِسّ بأجْفانٍ يُحِسّ بهَا فقْدَ الرّقادِ غَريبٌ باتَ لم يَنَمِ تُسَوِّدُ الشّمسُ منّا بيضَ أوْجُهِنَا ولا تُسَوِّدُ بِيضَ العُذرِ وَاللِّمَمِ وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةً لوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ وَنَترُكُ المَاءَ لا يَنْفَكّ من سَفَرٍ ما سارَ في الغَيمِ منهُ سارَ في الأدَمِ لا أُبْغِضُ العِيسَ لكِني وَقَيْتُ بهَا قلبي من الحزْنِ أوْ جسمي من السّقمِ طَرَدتُ من مصرَ أيديهَا بأرْجُلِهَا حتى مَرَقْنَ بهَا من جَوْشَ وَالعَلَمِ تَبرِي لَهُنّ نَعَامُ الدّوّ مُسْرَجَةً تعارِضُ الجُدُلَ المُرْخاةَ باللُّجُمِ في غِلْمَةٍ أخطَرُوا أرْوَاحَهُم وَرَضُوا بمَا لَقِينَ رِضَى الأيسارِ بالزَّلَمِ تَبدو لَنَا كُلّمَا ألْقَوْا عَمَائِمَهمْ عَمَائِمٌ خُلِقَتْ سُوداً بلا لُثُمِ بِيضُ العَوَارِضِ طَعّانُونَ من لحقوا مِنَ الفَوَارِسِ شَلاّلُونَ للنَّعَمِ قد بَلَغُوا بقَنَاهُمْ فَوْقَ طاقَتِهِ وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِمْ منَ الهِمَمِ في الجاهِلِيّةِ إلاّ أنّ أنْفُسَهُمْ من طيبِهِنّ به في الأشْهُرِ الحُرُمِ نَاشُوا الرّماحَ وَكانتْ غيرَ ناطِقَةٍ فَعَلّمُوها صِياحَ الطّيرِ في البُهَمِ تَخدي الرّكابُ بنَا بِيضاً مَشافِرُهَا خُضراً فَرَاسِنُهَا في الرُّغلِ وَاليَنمِ مَكْعُومَةً بسِياطِ القَوْمِ نَضْرِبُها عن منبِتِ العشبِ نبغي منبتَ الكرَمِ وَأينَ مَنْبِتُهُ مِنْ بَعدِ مَنْبِتِهِ أبي شُجاعٍ قريعِ العُرْبِ وَالعَجَمِ لا فَاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقْصِدُهُ وَلا لَهُ خَلَفٌ في النّاسِ كُلّهِمِ مَنْ لا تُشابِهُهَ الأحيْاءُ في شِيَمٍ أمسَى تُشابِهُهُ الأمواتُ في الرِّمَمِ عَدِمْتُهُ وَكَأنّي سِرْتُ أطْلُبُهُ فَمَا تَزِيدُني الدّنيا على العَدَمِ ما زِلْتُ أُضْحِكُ إبْلي كُلّمَا نظرَتْ إلى مَنِ اختَضَبَتْ أخفافُها بدَمِ أُسيرُهَا بَينَ أصْنامٍ أُشَاهِدُهَا وَلا أُشَاهِدُ فيها عِفّةَ الصّنَمِ حتى رَجَعْتُ وَأقْلامي قَوَائِلُ لي ألمَجْدُ للسّيفِ لَيسَ المَجدُ للقَلَمِ أُكْتُبْ بِنَا أبَداً بَعدَ الكِتابِ بِهِ فإنّمَا نحنُ للأسْيَافِ كالخَدَمِ أسْمَعْتِني وَدَوَائي ما أشَرْتِ بِهِ فإنْ غَفَلْتُ فَدائي قِلّةُ الفَهَمِ مَنِ اقتَضَى بسِوَى الهِنديّ حاجَتَهُ أجابَ كلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بلَمِ تَوَهّمَ القَوْمُ أنّ العَجزَ قَرّبَنَا وَفي التّقَرّبِ ما يَدْعُو إلى التُّهَمِ وَلمْ تَزَلْ قِلّةُ الإنصَافِ قاطِعَةً بَين الرّجالِ وَلَوْ كانوا ذوي رَحِمِ فَلا زِيارَةَ إلاّ أنْ تَزُورَهُمُ أيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصْقُولَةِ الخُذُمِ من كُلّ قاضِيَةٍ بالمَوْتِ شَفْرَتُهُ مَا بَينَ مُنْتَقَمٍ مِنْهُ وَمُنْتَقِمِ صُنّا قَوَائِمَهَا عَنهُمْ فَما وَقَعَتْ مَوَاقِعَ اللّؤمِ في الأيْدي وَلا الكَزَمِ هَوّنْ عَلى بَصَرٍ ما شَقّ مَنظَرُهُ فإنّمَا يَقَظَاتُ العَينِ كالحُلُمِ وَلا تَشَكَّ إلى خَلْقٍ فَتُشْمِتَهُ شكوَى الجريحِ إلى الغِرْبانِ وَالرَّخَمِ وَكُنْ عَلى حَذَرٍ للنّاسِ تَسْتُرُهُ وَلا يَغُرَّكَ مِنهُمْ ثَغْرُ مُبتَسِمِ غَاضَ الوَفَاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ وَأعوَزَ الصّدْقُ في الإخْبارِ وَالقَسَمِ سُبحانَ خالِقِ نَفسي كيفَ لذّتُها فيما النّفُوسُ تَراهُ غايَةَ الألَمِ ألدّهْرُ يَعْجَبُ من حَمْلي نَوَائِبَهُ وَصَبرِ نَفْسِي على أحْداثِهِ الحُطُمِ وَقْتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدّتَهُ في غَيرِ أُمّتِهِ مِنْ سالِفِ الأُمَمِ أتَى الزّمَانَ بَنُوهُ في شَبيبَتِهِ فَسَرّهُمْ وَأتَينَاهُ عَلى الهَرَمِ
قَد صَدَقَ الوَرْدُ في الذي زَعَمَا أنّكَ صَيّرْتَ نَثْرَهُ دِيَمَا كأنّمَا مائِجُ الهَوَاءِ بِهِ بَحْرٌ حَوَى مِثلَ مائِهِ عَنَمَا نَاثِرُهُ النّاثِرُ السّيُوفَ دَمَا وَكُلَّ قَوْلٍ يَقُولُهُ حِكَمَا وَالخَيْلَ قَد فَصّلَ الضّياعَ بهَا وَالنِّعَمَ السّابِغاتِ وَالنِّقَمَا فَلْيُرِنَا الوَرْدُ إنْ شَكَا يَدَهُ أحسَنَ منهُ من جُودِها سَلِمَا فَقُلْ لهُ لَستَ خَيرَ ما نَثَرَتْ وَإنّمَا عَوّذَتْ بكَ الكَرَمَا خَوْفاً منَ العَينِ أنْ يُصَابَ بهَا أصَابَ عَيْناً بها يُصَابُ عَمَى
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الثلاثاء مارس 18, 2014 3:49 pm | |
| نَزُورُ دِياراً ما نُحِبّ لهَا مَغْنى وَنَسْألُ فيها غَيرَ ساكِنِهَا الإذْنَا نَقُودُ إلَيْهَا الآخِذاتِ لَنَا المَدَى عَلَيْهَا الكُماةُ المُحْسِنونَ بها ظَنّا وَنُصْفي الذي يُكنى أبا الحسنِ الهَوَى وَنُرْضِي الذي يُسمى الإل?هَ وَلا يُكنى وَقَدْ عَلِمَ الرّومُ الشّقِيّونَ أنّنَا إذا ما تَرَكْنا أرْضَهُمْ خلفَنا عُدْنَا وَأنّا إذا ما المَوْتُ صَرّحَ في الوَغَى لبِسنا إلى حاجاتِنا الضّرْبَ والطّعْنَا قَصَدْنَا لَهُ قَصْدَ الحَبيبِ لِقاؤهُ إلَيْنَا وَقُلْنَا للسّيُوفِ هَلُمّنَّا وَخَيْلٍ حَشَوْنَاهَا الأسِنّةَ بَعدَمَا تكَدّسنَ من هَنّا عَلَيْنَا وَمن هَنّا ضُرِبنَ إلَيْنَا بالسّياطِ جَهَالَةً فَلَمّا تَعَارَفْنَا ضُرِبنَ بهَا عَنّا تَعَدَّ القُرَى وَالْمُسْ بنا الجيشَ لمسةً نُبَارِ إلى ما تَشتَهي يَدَكَ اليُمْنى فَقَدْ بَرَدَتْ فَوْقَ اللُّقَانِ دِماؤهمْ وَنحنُ أُنَاسٌ نُتْبِعُ البارِدَ السُّخنَا وَإنْ كنتَ سَيفَ الدوْلَةِ العَضْبَ فيهمِ فدَعنا نكنْ قبل الضّرابِ القنا اللُّدنَا فنَحنُ الأُلى لا نَأتَلي لكَ نُصرَةً وَأنْتَ الذي لَوْ أنّهُ وَحْدَهُ أغنى يَقيكَ الرّدَى مَن يَبْتَغي عندك العُلى وَمَن قال لا أرْضَى من العيش بالأدنَى فلَوْلاكَ لم تَجرِ الدّماءُ وَلا اللُّهَى وَلم يَكُ للدّنْيا وَلا أهلِها مَعْنى وَمَا الخَوْفُ إلاّ مَا تَخَوّفَهُ الفَتى وَمَا الأمْنُ إلاّ ما رآهُ الفَتى أمْنَا
ثيَابُ كَرِيمٍ ما يَصُونُ حِسَانَهَا إذا نُشِرَتْ كانَ الهِباتُ صِوَانَهَا تُرِينَا صَنَاعُ الرّومِ فيهَا مُلُوكَهَا وَتَجْلُو عَلَيْنَا نَفْسَها وَقِيانَهَا وَلم يَكفِهَا تَصْوِيرُها الخَيْلَ وَحدَها فَصَوّرَتِ الأشْيَاءَ إلاّ زَمانَهَا وَمَا ادّخَرَتْهَا قُدْرَةً في مُصَوِّرٍ سِوَى أنّهَا مَا أنْطَقَتْ حَيَوَانَهَا وَسَمْرَاءُ يَسْتَغْوي الفَوَارِسَ قدُّها وَيُذْكِرُهَا كَرّاتِهَا وَطِعَانَهَا رُدَيْنِيّةٌ تَمّتْ وَكادَ نَبَاتُهَا يُرَكِّبُ فِيهَا زُجَّهَا وَسِنَانَهَا وَأُمُّ عَتِيقٍ خالُهُ دُونَ عَمّهِ رَأى خَلْقَهَا مَنْ أعْجَبَتْهُ فعانَهَا إذا سَايَرَتْهُ بَايَنَتْهُ وَبَانَهَا وَشانَتْهُ في عَينِ البَصِيرِ وَزانَهَا فأينَ التي لا تأمَنُ الخَيلُ شَرَّهَا وَشَرّيَ لا تُعطي سِوايَ أمَانَهَا وَأينَ التي لا تَرْجعُ الرّمْحَ خائِباً إذا خَفَضَتْ يُسرَى يَدَيّ عِنانَهَا وَمَا لي ثَنَاءٌ لا أرَاكَ مَكَانَهُ فهَلْ لكَ نُعْمَى لا تَراني مكانَهَا
حَجّبَ ذا البَحرَ بحارٌ دونَهُ يَذُمّهَا النّاسُ وَيَحْمَدونَهُ يا مَاءُ هَلْ حَسَدْتَنَا مَعِينَه أمِ اشْتَهيتَ أنْ تُرَى قَرِينَهُ أمِ انْتَجَعْتَ للغِنى يَمينَهُ أمْ زُرْتَهُ مُكَثّراً قَطينَهُ أمْ جِئْتَهُ مُخَنْدِقاً حُصونَهُ إنّ الجِيادَ وَالقَنَا يَكْفينَهُ يا رُبّ لُجٍّ جُعِلَتْ سَفينَهُ وَعازِبِ الرّوْضِ تَوَفّتْ عُونَهُ وَذي جُنُونٍ أذْهَبَتْ جُنُونَهُ وَشَرْبِ كأسٍ أكثرَتْ رَنينَهُ وَأبْدَلَتْ غِنَاءَهُ أنِينَهُ وَضَيْغَمٍ أوْلَجَهَا عَرِينَهُ وَمَلِكٍ أوْطَأهَا جَبينَهُ يَقُودُهَا مُسَهِّداً جُفُونَهُ مُباشِراً بِنَفْسِهِ شُؤونَهُ مُشَرِّفاً بطَعْنِهِ طَعينَهُ بَحْرٌ يكونُ كلُّ بَحْرٍ نُونَهُ شمسٌ تَمَنّى الشّمسُ أن تكونَهُ إنْ تَدْعُ يا سَيفُ لتَسْتَعينَهُ يُجِبْكَ قَبْلَ أنْ تُتِمّ سِينَهُ أدامَ مِنْ أعدائِهِ تَمكينَهُ مَنْ صَانَ منهُمْ نَفْسَهُ ودِينَهُ
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ وَلما تَفَاضَلَتِ النّفُوسُ وَدَبّرَتْ أيدي الكُماةِ عَوَاليَ المُرّانِ لَوْلا سَميُّ سُيُوفِهِ وَمَضَاؤهُ لمّا سُلِلْنَ لَكُنّ كالأجْفانِ خاضَ الحِمَامَ بهنّ حتى ما دُرَى? أمِنِ احتِقارٍ ذاكَ أمْ نِسْيَانِ وَسَعَى فَقَصّرَ عن مَداهُ في العُلى أهْلُ الزّمانِ وَأهْلُ كلّ زَمَانِ تَخِذُوا المَجالِسَ في البُيُوتِ وَعندَه أنّ السّرُوجَ مَجالِسُ الفِتيانِ وَتَوَهّموا اللعِبَ الوَغى والطعنُ في الـ ـهَيجاءِ غَيرُ الطّعْنِ في الميدانِ قادَ الجِيَادَ إلى الطّعانِ وَلم يَقُدْ إلاّ إلى العاداتِ وَالأوْطانِ كُلَّ ابنِ سَابقَةٍ يُغيرُ بحُسْنِهِ في قَلْبِ صاحِبِهِ عَلى الأحزانِ إنْ خُلِّيَتْ رُبِطَتْ بآدابِ الوَغَى فدُعاؤها يُغني عنِ الأرْسانِ في جَحْفَلٍ سَتَرَ العُيُونَ غبارُهُ فكأنّمَا يُبْصِرْنَ بالآذانِ يَرْمي بهَا البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَرِيبٌ دانِ فكأنّ أرْجُلَهَا بتُرْبَةِ مَنْبِجٍ يَطرَحنَ أيديَها بحِصْنِ الرّانِ حتى عَبرْنَ بأرْسَنَاسَ سَوَابحاً يَنْشُرْنَ فيهِ عَمَائِمَ الفُرْسانِ يَقْمُصْنَ في مثلِ المُدَى من بارِدٍ يَذَرُ الفُحُولَ وَهنّ كالخصْيانِ وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ تَتَفَرّقانِ بِهِ وَتَلْتَقِيَانِ رَكَضَ الأميرُ وَكاللُّجَينِ حَبَابُهُ وَثَنى الأعِنّةَ وَهْوَ كالعِقيانِ فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فوْقَهُ وَبَنى السّفينَ لَهُ منَ الصّلْبانِ وَحَشاهُ عادِيَةً بغَيرِ قَوَائِمٍ عُقُمَ البطونِ حَوَالِكَ الألوَانِ تأتي بما سَبَتِ الخُيُولُ كأنّهَا تحتَ الحِسانِ مَرَابضُ الغِزْلانِ بَحْرٌ تَعَوّدَ أنْ يُذِمّ لأهْلِهِ من دَهْرِهِ وَطَوَارِقِ الحِدْثَانِ فتَرَكْتَهُ وَإذا أذَمّ مِنَ الوَرَى رَاعَاكَ وَاستَثنى بَني حَمدانِ ألمُخْفِرِينَ بكُلّ أبيَضَ صَارِمٍ ذِممَ الدّرُوعِ على ذوي التّيجانِ مُتَصَعْلِكينَ على كَثَافَةِ مُلكِهم مُتَوَاضِعِينَ على عَظيمِ الشّانِ يَتَقَيّلُونَ ظِلالَ كُلّ مُطَهَّمٍ أجَلِ الظّليمِ وَرِبْقَةِ السِّرْحانِ خَضَعتْ لمُنصُلكَ المَناصِلُ عَنوَةً وَأذَلّ دِينُكَ سَائِرَ الأدْيانِ وَعلى الدّروبِ وَفي الرّجوعِ غضَاضَةٌ وَالسّيرُ مُمْتَنِعٌ مِنَ الإمْكانِ وَالطّرْقُ ضَيّقَةُ المَسَالِكِ بالقَنَا وَالكُفْرُ مُجتَمعٌ على الإيمَانِ نَظَرُوا إلى زُبَرِ الحَديدِ كأنّمَا يَصْعَدْنَ بَينَ مَناكِبِ العِقْبانِ وَفَوَارِسٍ يُحيي الحِمامُ نُفوسَها فكأنّهَا لَيستْ مِنَ الحَيَوَانِ مَا زِلتَ تَضرِبهُم دِرَاكاً في الذُّرَى ضَرْباً كأنّ السّيفَ فيهِ اثْنانِ خصّ الجَماجمَ وَالوُجوهَ كأنّمَا جاءتْ إليكَ جُسُومُهمْ بأمانِ فرَمَوْا بما يَرْمونَ عَنْهُ وَأدْبَرُوا يَطَأونَ كُلّ حَنِيّةٍ مِرْنَانِ يَغشاهُمُ مَطَرُ السّحاب مُفَصَّلاً بمُهَنّدٍ وَمُثَقَّفٍ وَسِنَانِ حُرِموا الذي أمَلُوا وَأدرَكَ منهُمُ آمَالَهُ مَنْ عادَ بالحِرْمانِ وَإذا الرّماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ شَغَلَتْهُ مُهْجَتُهُ عَنِ الإخْوَانِ هَيهاتِ عاقَ عنِ العِوادِ قَوَاضِبٌ كَثُرَ القَتيلُ بها وَقَلّ العَاني وَمُهَذَّبٌ أمَرَ المَنَايَا فِيهِمِ فأطَعْنَهُ في طاعَةِ الرّحْمانِ قد سَوّدتْ شجرَ الجبالِ شُعُورُهم فكأنّ فيهِ مُسِفّةَ الغِرْبانِ وَجَرَى على الوَرَقِ النّجيعُ القَاني فكأنّهُ النّارَنْجُ في الأغصانِ إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ تَلْقَى الحُسامَ على جَرَاءَةِ حدّهِ مثلَ الجَبانِ بكَفّ كلّ جَبَانِ رَفعتْ بكَ العرَبُ العِمادَ وَصَيّرَتْ قِمَمَ المُلُوكِ مَوَاقِدَ النّيرانِ أنسابُ فَخرِهِمِ إلَيْكَ وَإنّمَا أنْسَابُ أصْلِهِمِ إلى عَدْنَانِ يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ فإذا رَأيتُكَ حارَ دونَكَ نَاظرِي وَإذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني
أبْلى الهَوَى أسَفاً يَوْمَ النّوَى بَدَني وَفَرّقَ الهَجْرُ بَيْنَ الجَفنِ وَالوَسَنِ رُوحٌ تَرَدّدَ في مثلِ الخِلالِ إذا أطَارَتِ الرّيحُ عنهُ الثّوْبَ لم يَبنِ كَفَى بجِسْمي نُحُولاً أنّني رَجلٌ لَوْلا مُخاطَبَتي إيّاكَ لمْ تَرَني
قُضاعَةُ تَعْلَمُ أنّي الفَتى الّـ ـذي ادّخَرَتْ لصُروفِ الزّمَانِ وَمَجْدي يَدُلّ بَني خِنْدِفٍ عَلى أنّ كُلّ كَريمٍ يَمَانِ أنَا ابنُ اللّقاءِ أنَا ابنُ السَّخاءِ أنا ابنُ الضِّرابِ أنا ابنُ الطِّعانِ أنَا ابنُ الفَيافي أنَا ابنُ القَوافي أنَا ابنُ السُّروجِ أنَا ابنُ الرِّعانِ طَويلُ النِّجادِ طَوِيلُ العِمادِ طَويلُ القَناةِ طَويلُ السِّنانِ حَديدُ اللّحاظِ حَديدُ الحِفاظِ حَديدُ الحُسامِ حَديدُ الجَنَانِ يُسابِقُ سَيْفي مَنَايَا العِبادِ إلَيْهِمْ كأنّهُمَا في رِهَانِ يَرَى حَدُّهُ غامِضاتِ القُلُوبِ إذا كنتُ في هَبْوَةٍ لا أرَاني سَأجْعَلُهُ حَكَماً في النّفُوسِ وَلَوْ نَابَ عَنْهُ لِساني كَفاني
وَلَوْ نَابَ عَنْهُ لِساني كَفاني
كَتَمْتُ حُبّكِ حتى منكِ تكرمَةً ثمّ اسْتَوَى فيهِ إسراري وإعْلاني كأنّهُ زادَ حتى فَاضَ عَن جَسَدي فصارَ سُقْمي بهِ في جِسْمِ كِتماني
إذا ما الكأسُ أرْعشَتِ اليَدَينِ صَحَوْتُ فلم تَحُلْ بَيْني وبَيني هجَرْتُ الخَمرَ كالذّهبِ المُصَفّى فخَمري ماءُ مُزْن كاللُّجَينِ أغارُ مِنَ الزّجاجَةِ وهْيَ تَجري على شَفَةِ الأميرِ أبي الحُسَينِ كأنّ بَياضَها والرّاحُ فيها بَياضٌ مُحْدِقٌ بسَوادِ عَيْنِ أتَيْناهُ نُطالِبُهُ بِرِفْدٍ فَطالَبَ نَفْسَهُ منهُ بدَينِ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الثلاثاء مارس 18, 2014 3:53 pm | |
| الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا لمْ تَدْرِ مَا ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ تَلَوُّنَا وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا حتى لَقَدْ أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنَا أفْدي المُوَدِّعَةَ التي أتْبَعْتُهَا نَظَراً فُرادَى بَينَ زَفْراتٍ ثُنَا أنْكَرْتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرّةً ثُمّ اعْتَرَفتُ بها فصارَتْ دَيْدَنَا وقَطَعْتُ في الدّنْيا الفَلا ورَكائِبي فيها وَوَقْتيّ الضّحَى والمَوْهِنَا فوَقَفْتُ منها حيثُ أوْقَفَني النّدَى وبَلَغْتُ من بَدْرِ بنِ عَمّارَ المُنى لأبي الحُسَينِ جَداً يَضيقُ وِعاؤهُ عَنْهُ ولَوْ كانَ الوِعاءُ الأزْمُنَا وشَجاعَةٌ أغْناهُ عَنْها ذِكْرُها ونَهَى الجَبَانَ حَديثُها أن يجُبنَا نِيطَتْ حَمائِلُهُ بعاتِقِ مِحْرَبٍ ما كَرّ قَطُّ وهَلْ يكُرُّ وما کنْثَنَى فكأنّهُ والطّعْنُ منْ قُدّامِهِ مُتَخَوِّفٌ مِنْ خَلفِهِ أنْ يُطْعَنَا نَفَتِ التّوَهُّمَ عَنْهُ حِدّةُ ذِهْنِهِ فقَضَى على غَيبِ الأمورِ تَيَقُّنَا يَتَفَزّعُ الجَبّارُ مِنْ بَغَتاتِهِ فَيَظَلّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنَا أمْضَى إرادَتَهُ فَسَوْفَ لَهُ قَدٌ واستَقرَبَ الأقصَى فَثَمّ لهُ هُنَا يَجِدُ الحَديدَ على بَضاضةِ جِلْدِهِ ثَوْباً أخَفَّ مِنَ الحَريرِ وألْيَنا وأمَرُّ مِنْ فَقْدِ الأحِبّةِ عِندَهُ فَقْدُ السّيُوفِ الفاقِداتِ الأجْفُنَا لا يَستَكِنّ الرّعبُ بَينَ ضُلُوعِهِ يَوْماً ولا الإحسانُ أنْ لا يُحْسِنَا مُسْتَنْبِطٌ من عِلْمِهِ ما في غَدٍ فكأنّ ما سيَكونُ فيهِ دُوِّنَا تَتَقاصَرُ الأفهامُ عَنْ إدْراكِهِ مِثْلَ الذي الأفْلاكُ فيهِ والدُّنَى مَنْ لَيسَ مِنْ قَتْلاهُ من طُلَقائِهِ مَنْ لَيسَ ممّنْ دانَ ممّنْ حُيِّنَا لمّا قَفَلْتَ مِنَ السّواحِلِ نَحْوَنَا قَفَلَتْ إلَيْها وَحْشَةٌ من عِندِنا أرِجَ الطّريقُ فَما مَرَرْتَ بمَوْضِعٍ إلاّ أقامَ بهِ الشّذا مُسْتَوْطِنَا لَوْ تَعْقِلُ الشّجَرُ التي قابَلْتَها مَدّتْ مُحَيّيَةً إلَيكَ الأغْصُنَا سَلَكَتْ تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ من شَوْقٍ بها فأدَرْنَ فيكَ الأعْيُنَا طَرِبَتْ مَراكِبُنَا فَخِلْنا أنّها لَوْلا حَيَاءٌ عاقَها رَقَصَتْ بنا أقْبَلْتَ تَبْسِمُ والجِيادُ عَوَابِسٌ يَخْبُبْنَ بالحَلَقِ المُضاعَفِ والقَنَا عَقَدَتْ سَنابِكُها عَلَيْها عِثْيَراً لوْ تَبتَغي عَنَقاً عَلَيْهِ لأمْكَنَا والأمْرُ أمرُكَ والقُلُوبُ خوافِقٌ في مَوْقِفٍ بَينَ المَنيّةِ والمُنى فعَجِبْتُ حتى ما عَجبتُ من الظُّبَى ورأيْتُ حتى ما رأيْتُ منَ السّنى إنّي أراكَ منَ المَكارِمِ عَسكَراً في عَسكَرٍ ومنَ المَعالي مَعْدِنَا فَطَنَ الفُؤادُ لِما أتَيْتُ على النّوَى ولِمَا تَرَكْتُ مَخافَةً أنْ تَفْطُنَا أضحَى فِراقُكَ لي عَلَيْهِ عُقُوبَةً لَيسَ الذي قاسَيْتُ منْهُ هَيّنَا فاغْفِرْ فِدًى لكَ واحبُني مِنْ بعدها لِتَخُصّني بِعَطِيّةٍ مِنْها أنَا وَانْهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيّ بِضِلّةٍ فالحُرُّ مُمْتَحَنٌ بأوْلادِ الزّنَى وإذا الفتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ اللَّذْ عَنى ومَكايِدُ السّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ وعَداوَةُ الشّعَراءِ بِئْسَ المُقْتَنى لُعِنَتْ مُقارَنَةُ اللّئيمِ فإنّهَا ضَيْفٌ يَجرُّ منَ النّدامةِ ضَيْفَنَا غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً رُزْءٌ أخَفُّ عليّ مِنْ أنْ يُوزَنَا أمسَى الذي أمْسَى برَبّكَ كافِراً مِنْ غَيرِنا مَعَنا بفَضْلِكَ مُؤمِنَا خَلَتِ البِلادُ منَ الغَزالَةِ لَيْلَها فأعاضَهاكَ الله كَيْ لا تَحْزَنَا
يا بَدْرُ إنّكَ والحَديثُ شُجُونُ مَنْ لمْ يَكُنْ لِمثَالِهِ تَكْوِينُ لَعَظُمْتَ حتى لوْ تَكُونُ أمَانَةً ما كانَ مُؤتَمَناً بها جِبْرِينُ بَعْضُ البريّةِ فَوْقَ بَعْضٍ خالِياً فإذا حضَرْتَ فكُلُّ فَوْقٍ دُونُ
أفاضِلُ النّاسِ أغراضٌ لَدى الزّمَنِ يَخلُو مِنَ الهَمّ أخلاهم من الفِطَنِ وإنّما نَحْنُ في جيلٍ سَواسِيَةٍ شَرٍّ على الحُرّ من سُقْمٍ على بدَنِ حَوْلي بكُلّ مكانٍ مِنهُمُ خِلَقٌ تُخطي إذا جِئتَ في استِفهامِها بمَنِ لا أقْتَري بَلَداً إلاّ على غَرَرٍ ولا أمُرّ بخَلْقٍ غيرِ مُضْطَغِنِ ولا أُعاشِرُ من أملاكِهِمْ مَلِكاً إلاّ أحَقَّ بضَرْبِ الرّأسِ من وَثَنِ إنّي لأعْذِرُهُمْ مِمّا أُعَنّفُهُمْ حتى أُعَنّفُ نَفْسِي فيهِمِ وأني فَقْرُ الجَهُولِ بِلا قَلْبٍ إلى أدَبٍ فَقْرُ الحِمارِ بلا رَأسٍ إلى رَسَنِ ومُدْقِعِينَ بسُبْرُوتٍ صَحِبْتُهُمُ عارِينَ من حُلَلٍ كاسينَ من دَرَنِ خُرّابِ بادِيَةٍ غَرْثَى بُطُونُهُمُ مَكْنُ الضِّبابِ لهمْ زادٌ بلا ثَمَنِ يَسْتَخْبِرُون فَلا أُعْطيهِمِ خَبَري وما يَطيشُ لَهُمْ سَهْمٌ منَ الظِّنَنِ وخَلّةٍ في جَليسٍ ألْتَقيهِ بهَا كَيما يرَى أنّنا مِثْلانِ في الوَهَنِ وكِلْمَةٍ في طَريقٍ خِفْتُ أُعْرِبُها فيُهْتَدَى لي فلَمْ أقدِرْ على اللَّحَنِ قد هَوّنَ الصّبرُ عِندي كلَّ نازِلَةٍ ولَيّنَ العَزْمُ حَدَّ المَركَبِ الخشنِ كم مَخلَصٍ وعُلًى في خوضِ مَهْلَكَةٍ وقَتْلَةٍ قُرِنَتْ بالذّمّ في الجُبُنِ لا يُعْجِبَنّ مَضيماً حُسْنُ بِزّتِهِ وهَلْ تَرُوقُ دَفيناً جُودَةُ الكفَنِ لله حَالٌ أُرَجّيها وتُخْلِفُني وأقْتَضِي كَوْنَها دَهْري ويَمطُلني مَدَحْتُ قَوْماً وإنْ عِشنا نَظَمتُ لهم قَصائِداً مِنْ إناثِ الخَيلِ والحُصُنِ تَحْتَ العَجاجِ قَوافيها مُضَمَّرَةٌ إذا تُنُوشِدْنَ لم يَدْخُلْنَ في أُذُنِ فلا أُحارِبُ مَدْفُوعاً إلى جُدُرٍ ولا أُصالِحُ مَغروراً على دَخَنِ مُخَيِّمُ الجَمْعِ بالبَيداءِ يَصْهَرُهُ حَرُّ الهَواجِرِ في صُمٍّ من الفِتَنِ ألقَى الكِرامُ الأُلى بادوا مكارِمَهُمْ على الخَصيبيّ عندَ الفَرْضِ والسُّننِ فَهُنّ في الحَجْرِ منهُ كلّما عرَضَتْ لَهُ اليَتَامَى بَدا بالمَجْدِ والمِنَنِ قاضٍ إذا التَبَسَ الأمرانِ عَنّ لَهُ رأيٌ يُخَلِّصُ بَينَ الماءِ واللّبَنِ غَضُّ الشّبابِ بَعيدٌ فَجْرُ لَيْلَتِهِ مُجانِبُ العَينِ للفَحْشاءِ والوَسَنِ شَرابُهُ النَّشْحُ لا للرّيّ يَطْلُبُهُ وطُعْمُهُ لِقَوامِ الجِسْمِ لا السِّمَنِ ألقائِلُ الصّدْقَ فيهِ ما يُضِرّ بهِ والواحِدُ الحالَتَينِ السّرِّ والعَلَنِ ألفاصِلُ الحُكْمَ عَيَّ الأوَّلونَ بهِ والمُظْهِرُ الحَقَّ للسّاهي على الذَّهِنِ أفْعالُهُ نَسَبٌ لَوْ لم يَقُلْ مَعَها جَدّي الخَصيبُ عرَفنا العِرْقَ بالغُصُنِ العارِضُ الهَتِنُ ابنُ العارِضِ الهتنِ ابـ ـنِ العارِضِ الهَتنِ ابنِ العارِضِ الهتنِ قد صَيّرَتْ أوّلَ الدّنْيا وآخِرَها آباؤهُ مِنْ مُغارِ العِلْمِ في قَرَنِ كأنّهُمْ وُلدوا مِنْ قبلِ أنْ وُلِدوا أو كانَ فَهْمُهُمُ أيّامَ لم يَكُنِ الخاطِرِينَ على أعْدائِهِمْ أبداً منَ المَحامِدِ في أوقَى من الجُنَنِ للنّاظِرِينَ إلى إقْبالِهِ فَرَحٌ يُزيلُ ما بِجباهِ القَوْمِ مِنْ غَضَنِ كأنّ مالَ ابنِ عبدِالله مُغْتَرَفٌ من راحَتَيْهِ بأرْضِ الرّومِ واليَمَنِ لم نَفْتَقِدْ بكَ من مُزْنٍ سوَى لَثَقٍ ولا منَ البَحرِ غيرَ الرّيحِ والسُّفُنِ ولا مِنَ اللّيثِ إلاّ قُبحَ مَنْظَرِهِ ومِنْ سِواهُ سوَى ما لَيسَ بالحَسَنِ مُنذُ احْتَبَيْتَ بإنْطاكِيّةَ اعتَدَلَتْ حتى كأنّ ذَوي الأوْتارِ في هُدَنِ ومُذْ مَرَرْتَ على أطْوَادِها قُرِعَتْ منَ السّجودِ فلا نَبْتٌ على القُنَنِ أخلَتْ مَواهبُكَ الأسواقَ من صَنَعٍ أغنى نَداكَ عنِ الأعمالِ والمِهَنِ ذا جُودُ مَن لَيسَ مِنْ دَهرٍ على ثقةٍ وزُهْدُ مَنْ ليسَ من دُنياهُ في وَطنِ وهَذِهِ هِمّةٌ لم يُؤتَهَا بَشَرٌ وذا اقْتِدارُ لِسانٍ لَيسَ في المُنَنِ فمُرْ وأومىء تُطَعْ قُدّستَ من جبلٍ تَبارَكَ الله مُجْرِي الرّوحِ في حَضَنِ
قَدْ عَلّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أجْفانَا تَدْمَى وألّفَ في ذا القَلبِ أحزانَا أمّلْتُ ساعةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها ليَلْبَثَ الحَيُّ دونَ السّيرِ حَيرانَا ولوْ بَدَتْ لأتاهَتْهُمْ فَحَجّبَهَا صَوْنٌ عُقُولَهُمُ من لحظِها صانَا بالواخِداتِ وحاديها وبي قَمَرٌ يَظَلُّ من وَخْدِها في الخِدرِ خَشيانَا أمّا الثّيابُ فَتَعْرَى مِنْ مَحاسِنِهِ إذا نَضاها ويَكسَى الحُسنَ عُرْيانَا يَضُمّهُ المِسكُ ضَمَّ المُسْتَهامِ بهِ حتى يَصيرَ على الأعكانِ أعكانَا قد كنتُ أُشفِقُ من دَمعي على بصري فاليَوْمَ كلُّ عزيزٍ بَعدَكمْ هَانَا تُهدي البَوارِقُ أخلافَ المِياهِ لكُمْ وللمُحِبّ مِنَ التّذكارِ نِيرانَا إذا قَدِمْتُ على الأهوالِ شَيّعَني قَلْبٌ إذا شِئْتُ أنْ أسلاكمُ خانَا أبدو فيَسجُدُ مَنْ بالسّوءِ يذكُرُني فَلا أُعاتِبُهُ صَفْحاً وإهْوَانَا وهكَذا كُنتُ في أهْلي وفي وَطَني إنّ النّفِيسَ غَريبٌ حَيثُمَا كَانَا مُحَسَّدُ الفَضْلِ مكذوبٌ على أثَري ألقَى الكَميَّ ويَلقاني إذا حَانَا لا أشرَئِبّ إلى ما لم يَفُتْ طَمَعاً ولا أبيتُ على ما فاتَ حَسرَانَا ولا أُسَرّ بمَا غَيري الحَميدُ بهِ ولَوْ حَمَلْتَ إليّ الدّهْرَ مَلآنَا لا يَجْذِبَنّ رِكَابي نَحْوَهُ أحَدٌ ما دُمتُ حَيّاً وما قَلقَلنَ كِيرانَا لوِ استَطَعْتُ رَكبتُ النّاسَ كلّهمُ إلى سَعيدِ بنِ عَبْدِالله بُعْرَانَا فالعِيسُ أعْقَلُ مِنْ قَوْمٍ رَأيْتُهُمُ عَمّا يَراهُ منَ الإحسانِ عُمْيانَا ذاكَ الجَوادُ وإنْ قَلّ الجَوادُ لَهُ ذاكَ الشّجاعُ وإنْ لم يرْضَ أقرانَا ذاكَ المُعِدّ الذي تَقْنُو يَداهُ لَنَا فَلَوْ أُصِيبَ بشيءٍ منهُ عَزّانَا خَفّ الزّمانُ على أطْرافِ أُنْمُلِهِ حتى تُوُهِّمنَ للأزْمانِ أزْمانَا يَلْقَى الوَغَى والقَنَا والنّازِلاتِ بهِ والسّيفَ والضّيفَ رَحبَ البال جذلانَا تَخالُهُ من ذكاءِ القَلْبِ مُحْتَمِياً ومن تَكَرّمِهِ والبِشْرِ نَشْوانَا وتَسْحَبُ الحِبَرَ القَيْناتُ رافِلَةً من جُودِهِ وتَجُرّ الخَيلُ أرْسَانَا يُعْطي المُبَشِّرَ بالقُصّادِ قَبْلَهُمُ كَمَنْ يُبَشّرُهُ بالمَاءِ عَطْشانَا جَزَتْ بني الحَسَنِ الحُسنى فإنّهُمُ في قَوْمِهِمْ مثلُهُمْ في الغُرّ عَدْنانَا ما شَيّدَ الله مِنْ مَجْدٍ لسالِفِهِمْ إلاّ ونَحْنُ نَراهُ فيهِمِ الآنَا إنْ كوتبوا أوْ لُقوا أو حورِبوا وُجدوا في الخَطّ واللّفظِ والهَيجاءِ فُرْسانَا كأنّ ألسُنَهُمْ في النّطقِ قد جُعلَتْ على رِماحِهِمِ في الطّعنِ خِرْصانَا كأنّهُمْ يَرِدونَ المَوْتَ مِنْ ظَمَإٍ أو يَنْشَقُونَ منَ الخطّيّ رَيحَانَا الكائِنِينَ لِمَنْ أبْغي عَداوَتَهُ أعدَى العِدى ولمن آخيتُ إخوانَا خَلائِقٌ لوْ حَواها الزِّنْجُ لانْقَلَبوا ظُمْيَ الشّفاهِ جِعادَ الشَّعرِ غُرّانَا وأنْفُسٌ يَلْمَعِيّاتٌ تُحِبّهُمُ لها اضطِراراً ولَوْ أقْصَوْكَ شَنآنَا ألواضِحينَ أُبُوّاتٍ وأجْبِنَةً ووالداتٍ وألْباباً وأذْهانَا يا صائِدَ الجَحْفَلِ المَرْهوبِ جانِبُهُ إنّ اللّيوثَ تَصيدُ النّاسَ أُحْدانَا وواهِباً، كلُّ وَقْتٍ وقْتُ نَائِلِهِ وإنّما يَهَبُ الوُهّابُ أحْيَانَا أنتَ الذي سَبَكَ الأموالَ مَكْرُمَةً ثمّ اتّخَذْتَ لها السُّؤَّالَ خُزّانَا عَلَيْكَ منكَ إذا أُخليتَ مُرْتَقِبٌ لم تأتِ في السّرّ ما لم تأتِ إعْلانَا لا أسْتَزيدُكَ فيما فيكَ من كَرَمٍ أنا الذي نامَ إنْ نَبّهْتُ يَقْظَانَا فإنّ مِثْلَكَ باهَيْتُ الكِرامَ بِهِ ورَدّ سُخْطاً على الأيّامِ رِضْوانَا وأنْتَ أبعَدُهُمْ ذِكراً وأكْبَرُهُمْ قَدْراً وأرْفَعُهُمْ في المَجدِ بُنْيَانَا قد شَرّفَ الله أرْضاً أنْتَ ساكِنُها وشَرّفَ النّاسَ إذْ سَوّاكَ إنْسانَا
زالَ النّهارُ ونورٌ مِنْكَ يُوهِمُنا أنْ لم يزُل ولجِنْحِ اللّيلِ إجْنَانُ فإنْ يكُنْ طَلَبُ البُسْتانِ يُمسِكُنا فَرُحْ فكُلُّ مَكانٍ مِنْكَ بُسْتانُ
ما أنا والخَمرَ وبِطّيخَةً سَوْداءَ في قِشرٍ منَ الخَيْزُرانْ يَشغَلُني عَنها وعَنْ غَيْرِهَا تَوْطينيَ النّفسَ ليَوْمِ الطِّعانْ وكُلِّ نَجْلاءَ لهَا صائِكٌ َخضِبُ ما بينَ يَدي والسِّنانْ
بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي عِوَضٌ إنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي غرِقَتْ في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الثلاثاء مارس 18, 2014 3:57 pm | |
| صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ ـهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا رُبّمَا تُحسِنُ الصّنيعَ لَيَالِيـ ـهِ وَلَكِنْ تُكَدّرُ الإحْسَانَا وَكَأنّا لم يَرْضَ فينَا برَيْبِ الـ ـدّهْرِ حتى أعَانَهُ مَنْ أعَانَا كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا
عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلّ لِسَانِ وَلَوْ كانَ مِنْ أعدائِكَ القَمَرَانِ وَلله سِرٌّ في عُلاكَ وَإنّمَا كَلامُ العِدَى ضَرْبٌ منَ الهَذَيَانِ أتَلْتَمِسُ الأعداءُ بَعدَ الذي رَأتْ قِيَامَ دَليلٍ أوْ وُضُوحَ بَيَانِ رَأتْ كلَّ مَنْ يَنْوِي لكَ الغدرَ يُبتلى بغَدْرِ حَيَاةٍ أوْ بغَدْرِ زَمَانِ برَغْمِ شَبيبٍ فَارَقَ السّيفُ كَفَّهُ وَكانَا على العِلاّتِ يَصْطَحِبانِ كأنّ رِقَابَ النّاسِ قالَتْ لسَيْفِهِ رَفيقُكَ قَيْسِيٌّ وَأنْتَ يَمَانِ فإنْ يَكُ إنْساناً مَضَى لسَبيلِهِ فإنّ المَنَايَا غَايَةُ الحَيَوَانِ وَمَا كانَ إلاّ النّارَ في كُلّ مَوْضعٍ تُثِيرُ غُباراً في مكانِ دُخَانِ فَنَالَ حَيَاةً يَشْتَهيها عَدُوُّهُ وَمَوْتاً يُشَهّي المَوْتَ كلَّ جَبَانِ نَفَى وَقْعَ أطْرَافِ الرّمَاحِ برُمْحِهِ وَلم يَخْشَ وَقْعَ النّجمِ وَالدَّبَرَانِ وَلم يَدْرِ أنّ المَوْتَ فَوْقَ شَوَاتِهِ مُعَارَ جَنَاحٍ مُحسِنَ الطّيَرَانِ وَقَدْ قَتَلَ الأقرانَ حتى قَتَلْتَهُ بأضْعَفِ قِرْنٍ في أذَلّ مَكانِ أتَتْهُ المَنَايَا في طَرِيقٍ خَفِيّةٍ عَلى كلّ سَمْعٍ حَوْلَهُ وَعِيَانِ وَلَوْ سَلَكَتْ طُرْقَ السّلاحِ لرَدّها بطُولِ يَمِينٍ وَاتّسَاعِ جَنَانِ تَقَصّدَهُ المِقْدارُ بَينَ صِحابِهِ على ثِقَةٍ مِنْ دَهْرِهِ وَأمَانِ وَهَلْ يَنفَعُ الجَيشُ الكَثيرُ الْتِفَافُهُ على غَيرِ مَنصُورٍ وَغَيرِ مُعَانِ وَدَى ما جَنى قَبلَ المَبيتِ بنَفْسِهِ وَلم يَدِهِ بالجَامِلِ العَكَنَانِ أتُمْسِكُ ما أوْلَيْتَهُ يَدُ عَاقِلٍ وَتُمْسِكُ في كُفْرَانِهِ بِعِنَانِ وَيَرْكَبُ ما أرْكَبْتَهُ مِنْ كَرَامَةٍ وَيَرْكَبُ للعِصْيانِ ظَهرَ حِصانِ ثَنى يَدَهُ الإحسانُ حتى كأنّهَا وَقَدْ قُبِضَتْ كانَتْ بغَيرِ بَنَانِ وَعِنْدَ مَنِ اليَوْمَ الوَفَاءُ لصَاحِبٍ شَبيبٌ وَأوْفَى مَنْ تَرَى أخَوَانِ قَضَى الله يا كافُورُ أنّكَ أوّلٌ وَلَيسَ بقَاضٍ أنْ يُرَى لكَ ثَانِ فَمَا لكَ تَخْتَارُ القِسِيَّ وَإنّمَا عَنِ السّعْدِ يُرْمَى دونَكَ الثّقَلانِ وَمَا لكَ تُعْنى بالأسِنّةِ وَالقَنَا وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنَانِ وَلِمْ تَحْمِلُ السّيفَ الطّوِيلَ نجادُه وَأنْتَ غَنيٌّ عَنْهُ بالحَدَثَانِ أرِدْ لي جَميلاً جُدْتَ أوْ لمْ تَجُدْ به فإنّكَ ما أحبَبْتَ فيَّ أتَاني لَوِ الفَلَكَ الدّوّارَ أبغَضْتَ سَعْيَهُ لَعَوّقَهُ شَيْءٌ عَنِ الدّوَرَانِ
لَوْ كانَ ذا الآكِلُ أزْوَادَنَا ضَيْفاً لأوْسَعْنَاهُ إحْسَانَا لَكِنّنَا في العَينِ أضْيَافُهُ يُوسِعُنَا زُوراً وَبُهْتَانَا فَلَيْتَهُ خَلّى لَنَا طُرْقَنَا أعَانَهُ الله وَإيّانَا
جَزَى عَرَباً أمْسَتْ بِبُلْبَيْسَ رَبُّهَا بمَسْعاتِهَا تَقرِرْ بذاكَ عُيُونُهَا كَرَاكِرَ من قَيسِ بنِ عَيلانَ ساهراً جُفُونُ ظُبَاها للعُلَى وَجُفُونُهَا وَخَصّ بهِ عَبدَ العَزيزِ بنَ يُوسُفٍ فَمَا هُوَ إلاّ غَيْثُهَا وَمَعِينُها فَتًى زَانَ في عَيْنيَّ أقْصَى قَبِيلِهِ وَكَمْ سَيّدٍ في حِلّةٍ لا يَزِينُهَا
مَغَاني الشِّعْبِ طِيباً في المَغَاني بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيّ فِيهَا غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ طَبَتْ فُرْسَانَنَا وَالخَيلَ حتى خَشِيتُ وَإنْ كَرُمنَ من الحِرَانِ غَدَوْنَا تَنْفُضُ الأغْصَانُ فيهَا على أعْرافِهَا مِثْلَ الجُمَانِ فسِرْتُ وَقَدْ حَجَبنَ الحَرّ عني وَجِئْنَ منَ الضّيَاءِ بمَا كَفَاني وَألْقَى الشّرْقُ مِنْهَا في ثِيَابي دَنَانِيراً تَفِرّ مِنَ البَنَانِ لهَا ثَمَرٌ تُشِيرُ إلَيْكَ مِنْهُ بأشْرِبَةٍ وَقَفْنَ بِلا أوَانِ وَأمْوَاهٌ تَصِلّ بهَا حَصَاهَا صَليلَ الحَلْيِ في أيدي الغَوَاني وَلَوْ كانَتْ دِمَشْقَ ثَنى عِنَاني لَبِيقُ الثّرْدِ صِينيُّ الجِفَانِ يَلَنْجُوجيُّ ما رُفِعَتْ لضَيْفٍ بهِ النّيرانُ نَدّيُّ الدّخَانِ تَحِلُّ بهِ عَلى قَلْبٍ شُجاعٍ وَتَرْحَلُ منهُ عَن قَلبٍ جَبَانِ مَنَازِلُ لمْ يَزَلْ منْهَا خَيَالٌ يُشَيّعُني إلى النَّوْبَنْذَجَانِ إذا غَنّى الحَمَامُ الوُرْقُ فيهَا أجَابَتْهُ أغَانيُّ القِيانِ وَمَنْ بالشِّعْبِ أحْوَجُ مِنْ حَمامٍ إذا غَنّى وَنَاحَ إلى البَيَانِ وَقَدْ يَتَقَارَبُ الوَصْفانِ جِدّاً وَمَوْصُوفَاهُمَا مُتَبَاعِدانِ يَقُولُ بشِعْبِ بَوّانٍ حِصَاني: أعَنْ هَذا يُسَارُ إلى الطّعَانِ أبُوكُمْ آدَمٌ سَنّ المَعَاصِي وَعَلّمَكُمْ مُفَارَقَةَ الجِنَانِ فَقُلتُ: إذا رَأيْتُ أبَا شُجاعٍ سَلَوْتُ عَنِ العِبادِ وَذا المَكانِ فَإنّ النّاسَ وَالدّنْيَا طَرِيقٌ إلى مَنْ مَا لَهُ في النّاسِ ثَانِ لَقد عَلّمتُ نَفسِي القَوْلَ فيهِمْ كَتَعْليمِ الطّرَادِ بِلا سِنَانِ بعَضْدِ الدّوْلَةِ امتَنَعَتْ وَعَزّتْ وَلَيسَ لغَيرِ ذي عَضُدٍ يَدانِ وَلا قَبضٌ على البِيضِ المَوَاضِي وَلا حَطٌّ منَ السُّمْرِ اللّدَانِ دَعَتْهُ بمَفْزَعِ الأعْضَاءِ مِنْهَا لِيَوْمِ الحَرْبِ بِكْرٍ أوْ عَوَانِ فَمَا يُسْمي كَفَنّاخُسْرَ مُسْمٍ وَلا يَكْني كَفَنّاخُسرَ كَانِ وَلا تُحْصَى فَضَائِلُهُ بظَنٍّ وَلا الإخْبَارِ عَنْهُ وَلا العِيانِ أُرُوضُ النّاسِ مِنْ تُرْبٍ وَخَوْفٍ وَأرْضُ أبي شُجَاعٍ مِنْ أمَانِ يُذِمّ على اللّصُوصِ لكُلّ تَجْرٍ وَيَضْمَنُ للصّوَارِمِ كلَّ جَانِ إذا طَلَبَتْ وَدائِعُهُمْ ثِقَاتٍ دُفِعْنَ إلى المَحَاني وَالرِّعَانِ فَبَاتَتْ فَوْقَهُنّ بِلا صِحابٍ تَصِيحُ بمَنْ يَمُرُّ: ألا تَرَاني رُقَاهُ كلُّ أبيَضَ مَشْرَفيٍّ لِكُلّ أصَمَّ صِلٍّ أُفْعُوَانِ وَمَا تُرْقَى لُهَاهُ مِنْ نَدَاهُ وَلا المَالُ الكَريمُ مِنَ الهَوَانِ حَمَى أطْرَافَ فارِسَ شَمّرِيٌّ يَحُضّ على التّبَاقي بالتّفاني بضَرْبٍ هَاجَ أطْرَابَ المَنَايَا سِوَى ضَرْبِ المَثَالِثِ وَالمَثَاني كأنّ دَمَ الجَماجِمِ في العَناصِي كَسَا البُلدانَ رِيشَ الحَيقُطانِ فَلَوْ طُرِحَتْ قُلُوبُ العِشْقِ فيها لمَا خافَتْ مِنَ الحَدَقِ الحِسانِ وَلم أرَ قَبْلَهُ شِبْلَيْ هِزَبْرٍ كَشِبْلَيْهِ وَلا مُهْرَيْ رِهَانِ أشَدَّ تَنَازُعاً لكَرِيمِ أصْلٍ وَأشْبَهَ مَنظَراً بأبٍ هِجَانِ وَأكثرَ في مَجَالِسِهِ استِمَاعاً فُلانٌ دَقّ رُمْحاً في فُلانِ وَأوّلُ رَأيَةٍ رَأيَا المَعَالي فَقَدْ عَلِقَا بهَا قَبلَ الأوَانِ وَأوّلُ لَفْظَةٍ فَهِمَا وَقَالا: إغَاثَةُ صَارِخٍ أوْ فَكُّ عَانِ وَكنْتَ الشّمسَ تَبهَرُ كلّ عَينٍ فكَيفَ وَقَدْ بَدَتْ معَها اثنَتَانِ فَعَاشَا عيشةَ القَمَرَينِ يُحْيَا بضَوْئِهِمَا وَلا يَتَحَاسَدَانِ وَلا مَلَكَا سِوَى مُلْكِ الأعَادي وَلا وَرِثَا سِوَى مَنْ يَقْتُلانِ وَكَانَ ابْنا عَدُوٍّ كَاثَرَاهُ لَهُ يَاءَيْ حُرُوفِ أُنَيْسِيَانِ دُعَاءٌ كالثّنَاءِ بِلا رِئَاءٍ يُؤدّيهِ الجَنَانُ إلى الجَنَانِ فَقد أصْبَحتَ منهُ في فِرِنْدٍ وَأصْبَحَ منكَ في عَضْبٍ يَمَانِ وَلَوْلا كَوْنُكُمْ في النّاسِ كانوا هُرَاءً كالكَلامِ بِلا مَعَانِ
أغلَبُ الحَيّزَيْنِ ما كنتَ فِيهِ وَوَليُّ النَّمَاءِ مَنْ تَنْمِيهِ ذا الذي أنْتَ جَدُّهُ وَأبُوهُ دِنْيَةً دونَ جَدّهِ وَأبيهِ
ألنّاسُ ما لم يَرَوْكَ أشْباهُ والدّهْرُ لَفْظٌ وأنتَ مَعْناهُ والجُودُ عَينٌ وأنْتَ ناظِرُها والبأسُ باعٌ وأنتَ يُمْناهُ أفْدي الذي كلُّ مَأزِقٍ حَرِجٍ أغْبَرَ فُرْسانُهُ تَحَاماهُ أعْلى قَنَاةِ الحُسَينِ أوْسَطُها فيهِ وأعْلى الكَميّ رِجْلاهُ تُنْشِدُ أثُوابُنا مَدائِحَهُ بِألْسُنٍ ما لَهُنّ أفْواهُ إذا مَرَرْنا على الأصَمّ بهَا أغْنَتْهُ عَنْ مِسْمَعَيْهِ عَيْناهُ سُبحانَ مَن خارَ للكَواكِبِ بالـ ـبُعْدِ ولَوْ نُلْنَ كُنّ جَدواهُ لَوْ كانَ ضَوْءُ الشّموسِ في يَده لَصاعَهُ جُودُهُ وأفْنَاهُ يا راحِلاً كُلُّ مَنْ يُوَدّعُهُ مُوَدِّعٌ دينَهُ ودُنْيَاهُ إنْ كانَ فيما نَراهُ مِنْ كَرَمٍ فيكَ مَزيدٌ فَزادَكَ الله
قالوا ألَمْ تَكْنِهِ فقُلتُ لَهُمْ: ذلِكَ عِيٌّ إذا وَصَفْنَاهُ لا يَتَوَقّى أبُو العَشائِرِ مِنْ لَبْسِ مَعاني الوَرَى بمَعْناهُ أفْرَسُ مَنْ تَسْبَحُ الجِيادُ بِهِ ولَيسَ إلاّ الحَديدَ أمْواهُ
أحَقُّ دارٍ بأنْ تُدْعَى مُبَارَكَةً دارٌ مُبارَكَةُ المَلْكِ الذي فِيهَا وَأجْدَرُ الدُّورِ أنْ تُسْقَى بسَاكِنِها دارٌ غَدا النّاسُ يَستَسقُونَ أهليهَا هَذِه مَنازِلُكَ الأُخْرَى نُهَنّئُهَا فَمَنْ يَمُرّ على الأولى يُسَلّيهَا إذا حَلَلْتَ مَكاناً بَعدَ صاحِبِهِ جَعَلْتَ فيهِ على ما قَبْلَهُ تِيهَا لا يُنكَرُ الحِسُّ مِنْ دارٍ تكونُ بها فإنّ رِيحَكَ رُوحٌ في مَغانِيهَا أتَمَّ سَعْدَكَ مَنْ أعطاكَ أوّلَهُ وَلا اسْتَرَدّ حَيَاةً مِنكَ مُعطيهَا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الثلاثاء مارس 18, 2014 4:00 pm | |
| لَئِنْ تَكُ طَيّءٌ كَانَتْ لِئَاماً فألأمُهَا رَبِيعَةُ أوْ بَنُوهُ وَإنْ تَكُ طَيّءٌ كانَتْ كِراماً فَوَرْدانٌ لِغَيرِهِمِ أبُوهُ مَرَرْنَا مِنْهُ في حِسْمَى بعَبْدٍ يَمُجّ اللّؤمَ مَنْخِرُهُ وَفُوهُ أشَذَّ بعِرْسِهِ عَنّي عَبيدي فأتْلَفَهُمْ وَمَالي أتْلَفُوهُ فإنْ شَقِيَتْ بأيديهِمْ جِيادي لَقد شَقِيَتْ بمُنصُليَ الوُجُوهُ فُدِيتَ بمَاذا يُسَرُّ وَأنتَ الصّحيحُ بذا لا العَليلُ عَوَاقِبُ هَذا تَسُوءُ العَدُوَّ وَتَثْبُتُ فيهِمْ وَهذا يَزُولُ رَأى خَلّتي من حَيثُ يخفَى مكانُهَا فكانَتْ قَذَى عَينَيهِ حتى تجَلّتِ أتُنْكِرُ يا ابنَ إسْحَقٍ إخائي وتَحْسَبُ ماءَ غَيرِي من إنائي؟ أأنْطِقُ فيكَ هُجْراً بعدَ عِلْمي بأنّكَ خَيرُ مَن تَحْتَ السّماءِ وأكْرَهُ مِن ذُبابِ السّيفِ طَعْماً وأمْضَى في الأمورِ منَ القَضاءِ ومَا أرْبَتْ على العِشْرينَ سِنّي فكَيفَ مَلِلْتُ منْ طولِ البَقاءِ؟ وما استَغرقتُ وَصْفَكَ في مَديحي فأنْقُصَ مِنْهُ شَيئاً بالهِجَاءِ وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ؟ تُطيعُ الحاسِدينَ وأنْتَ مَرْءٌ جُعِلْتُ فِداءَهُ وهُمُ فِدائي وهاجي نَفْسِهِ مَنْ لم يُمَيّزْ كَلامي مِنْ كَلامِهِمِ الهُراءِ وإنّ مِنَ العَجائِبِ أنْ تَراني فَتَعْدِلَ بي أقَلّ مِنَ الهَبَاءِ وتُنْكِرَ مَوْتَهُمْ وأنا سُهَيْلٌ طَلَعْتُ بمَوْتِ أوْلادِ الزّناءِ أنَا عاتِبٌ لتَعَتّبِكْ مُتَعَجّبٌ لتَعَجّبِكْ إذ كُنتُ حينَ لَقيتَني مُتَوَجّعاً لتَغَيُّبِكْ فَشُغِلْتُ عَنْ رَدّ السّلا مِ وكانَ شُغلي عنكَ بكْ وَلا عَيبَ فيهم غيرَ أنّ سُيوفَهمْ بهِنّ فُلُولٌ مِن قِرَاعِ الكتائِبِ تُخُيِّرْنَ من أزمانِ يوْمِ حَليمَةٍ إلى اليوْم قد جُرِّبْنَ كلّ التّجارِبِ
أوْهِ بَدِيلٌ مِنْ قَوْلَتي وَاهَا لمَنْ نَأتْ وَالبَديلُ ذِكْراهَا أوْهِ لِمَنْ لا أرَى مَحَاسِنَها وَأصْلُ وَاهاً وَأوْهِ مَرْآهَا شَامِيّةٌ طَالَمَا خَلَوْتُ بهَا تُبْصِرُ في ناظِري مُحَيّاهَا فَقَبّلَتْ نَاظِري تُغالِطُني وَإنّمَا قَبّلَتْ بهِ فَاهَا فَلَيْتَهَا لا تَزَالُ آوِيَةً وَلَيْتَهُ لا يَزَالُ مَأوَاهَا كُلُّ جَرِيحٍ تُرْجَى سَلامَتُهُ إلاّ فُؤاداً رَمَتْهُ عَيْنَاهَا تَبُلُّ خَدّيّ كُلّمَا ابتَسَمَتْ مِنْ مَطَرٍ بَرْقُهُ ثَنَايَاهَا مَا نَفَضَتْ في يدي غَدائِرُهَا جَعَلْتُهُ في المُدامِ أفْوَاهَا في بَلَدٍ تُضْرَبُ الحِجالُ بهِ عَلى حِسَانٍ وَلَسْنَ أشْبَاهَا لَقِينَنَا وَالحُمُولُ سَائِرَةٌ وَهُنّ دُرٌّ فَذُبنَ أمْوَاهَا كُلُّ مَهَاةٍ كأنّ مُقْلَتَهَا تَقُولُ إيّاكُمُ وَإيّاهَا فيهِنّ مَنْ تَقْطُرُ السّيُوفُ دَماً إذا لِسَانُ المُحِبّ سَمّاهَا أُحِبّ حِمْصاً إلى خُناصِرَةٍ وَكُلُّ نَفْسٍ تُحبّ مَحْيَاهَا حَيثُ التَقَى خَدُّها وَتُفّاحُ لُبْـ ـنَانَ وَثَغْري عَلى حُمَيّاهَا وَصِفْتُ فِيها مَصِيفَ بَادِيَةٍ شَتَوْتُ بالصّحصَحانِ مَشتاهَا إنْ أعشَبَتْ رَوْضَةٌ رَعَيْنَاهَا أوْ ذُكِرَتْ حِلّةٌ غَزَوْنَاهَا أوْ عَرَضَتْ عَانَةٌ مُقَزَّعَةٌ صِدْنَا بأُخْرَى الجِيادِ أُولاهَا أوْ عَبَرَتْ هَجْمَةٌ بنا تُرِكَتْ تَكُوسُ بَينَ الشُّرُوبِ عَقرَاهَا وَالخَيْلُ مَطْرُودَةٌ وَطارِدَةٌ تَجُرّ طُولى القَنَا وَقُصْرَاهَا يُعْجِبُهَا قَتْلُهَا الكُماةَ وَلا يُنظِرُهَا الدّهْرُ بعدَ قَتْلاهَا وَقَدْ رَأيْتُ المُلُوكَ قاطِبَةً وَسِرْتُ حتى رَأيْتُ مَوْلاهَا وَمَنْ مَنَايَاهُمْ بِرَاحَتِهِ يأمُرُهَا فيهِمِ وَيَنْهَاهَا أبَا شُجاعٍ بِفارِسٍ عَضُدَ الدّوْ لَةِ فَنّاخُسْرُواً شَهَنْشَاهَا أسَامِياً لم تَزِدْهُ مَعْرِفَةً وَإنّمَا لَذّةً ذَكَرْنَاهَا تَقُودُ مُسْتَحْسَنَ الكَلامِ لَنَا كما تَقُودُ السّحابَ عُظْمَاهَا هُوَ النّفِيسُ الذي مَوَاهِبُهُ أنْفَسُ أمْوَالِهِ وَأسْنَاهَا لَوْ فَطِنَتْ خَيْلُهُ لِنَائِلِهِ لم يُرْضِهَا أنْ تَرَاهُ يَرْضَاهَا لا تَجِدُ الخَمْرُ في مَكارِمِهِ إذا انْتَشَى خَلّةً تَلافَاهَا تُصَاحِبُ الرّاحُ أرْيَحِيّتَهُ فَتَسْقُطُ الرّاحُ دونَ أدْنَاهَا تَسُرُّ طَرْبَاتُهُ كَرَائِنَهُ ثمّ تُزِيلُ السّرُورَ عُقْبَاهَا بكُلّ مَوْهُوبَةٍ مُوَلْوِلَةٍ قَاطِعَةٍ زِيرَهَا وَمَثْنَاهَا تَعُومُ عَوْمَ القَذاةِ في زَبَدٍ مِن جُودِ كَفّ الأميرِ يَغشَاهَا تُشْرِقُ تِيجَانُهُ بِغُرّتِهِ إشْرَاقَ ألْفاظِهِ بمَعْنَاهَا دانَ لَهُ شَرْقُهَا وَمَغْرِبُهَا وَنَفْسُهُ تَسْتَقِلّ دُنْيَاهَا تَجَمّعَتْ في فُؤادِهِ هِمَمٌ مِلْءُ فُؤادِ الزّمَانِ إحْداهَا فإنْ أتَى حَظُّهَا بأزْمِنَةٍ أوْسَعَ مِنْ ذا الزّمانِ أبْداهَا وَصَارَتِ الفَيْلَقَانِ وَاحِدَةً تَعْثُرُ أحْيَاؤهَا بمَوْتَاهَا وَدارَتِ النّيّرَاتُ في فَلَكٍ تَسْجُدُ أقْمَارُهَا لأبْهَاهَا ألفَارِسُ المُتّقَى السّلاحُ بِهِ الـ ـمُثْني عَلَيْهِ الوَغَى وَخَيْلاهَا لَوْ أنْكَرَتْ منْ حَيَائِهَا يَدُهُ في الحَرْبِ آثَارَهَا عَرَفْنَاهَا وَكَيفَ تَخْفَى التي زِيادَتُهَا وَنَاقِعُ المَوْتِ بَعضُ سِيمَاها ألوَاسعُ العُذْرِ أنْ يَتِيهَ على الـ ـدّنْيَا وَأبْنَائِهَا وَمَا تَاهَا لَوْ كَفَرَ العالَمُونَ نِعْمَتَهُ لمَا عَدَتْ نَفْسُهُ سَجَايَاهَا كالشَمسِ لا تَبتَغي بما صَنَعَتْ مَعْرِفَةً عِنْدَهُمْ وَلا جَاهَا وَلِّ السّلاطِينَ مَنْ تَوَلاّهَا وَالجَأْ إلَيْهِ تَكُنْ حُدَيّاهَا وَلا تَغُرّنّكَ الإمَارَةُ في غَيرِ أمِيرٍ وَإنْ بهَا بَاهَى فإنّمَا المَلْكُ رَبّ مَمْلَكَةٍ قَدْ أفْعَمَ الخافِقَينِ رَيّاهَا مُبْتَسِمٌ وَالوُجُوهُ عَابِسَةٌ سِلْمُ العِدى عِندَهُ كَهَيْجاهَا ألنّاسُ كالعَابِدِينَ آلِهَةً وَعَبْدُهُ كالمُوَحِّدِ اللّهَ
كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْراً أزَرْتُهُ حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى وَالقَوَافِيَا وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا فَبِتْنَ خِفَافاً يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً كأنّ على الأعناقِ منْهَا أفَاعِيَا بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكباً بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيَا قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي نَرَى عِندَهُمْ إحسانَهُ وَالأيادِيَا فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ إلاّ عَذارِيَا يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ وَجُبْتُ هَجيراً يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه وَكلَّ سَحابٍ لا أخُصّ الغَوَادِيَا يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ وَقد جَمَعَ الرّحْم?نُ فيكَ المَعَانِيَا إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ فَيَرْجعَ مَلْكاً للعِرَاقَينِ وَالِيَا فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ يَرَى كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا تَرَى غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ صَافِيَا وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ يؤدّيكَ غَضْبَاناً وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً وَيَعصِي إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ سَنَابِكُها هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ثَانِيَا إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ فِدَى ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ وَإنْ كانَ يُدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِيَا
أُرِيكَ الرّضَى لوْ أخفَتِ النفسُ خافِيا وَمَا أنَا عنْ نَفسي وَلا عنكَ رَاضِيَا أمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَخِسّةً وَجُبْناً، أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِيا تَظُنّ ابتِسَاماتي رَجاءً وَغِبْطَةً وَمَا أنَا إلاّ ضاحِكٌ مِنْ رَجَائِيَا وَتُعجِبُني رِجْلاكَ في النّعلِ، إنّني رَأيتُكَ ذا نَعْلٍ إذا كنتَ حَافِيَا وَإنّكَ لا تَدْري ألَوْنُكَ أسْوَدٌ من الجهلِ أمْ قد صارَ أبيضَ صافِيَا وَيُذْكِرُني تَخييطُ كَعبِكَ شَقَّهُ وَمَشيَكَ في ثَوْبٍ منَ الزّيتِ عارِيَا وَلَوْلا فُضُولُ النّاسِ جِئْتُكَ مادحاً بما كنتُ في سرّي بهِ لكَ هاجِيَا فأصْبَحْتَ مَسرُوراً بمَا أنَا مُنشِدٌ وَإنْ كانَ بالإنْشادِ هَجوُكَ غَالِيَا فإنْ كُنتَ لا خَيراً أفَدْتَ فإنّني أفَدْتُ بلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيَا وَمِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ بِلادٍ بَعيدَةٍ ليُضْحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَوَاكِيَا
أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا وَردٌ إِذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً وَرَدَ الفُراتَ زَئيرُهُ وَالنيلا مُتَخَضِّبٌ بِدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ في غيلِهِ مِن لِبدَتَيهِ غيلا ما قوبِلَت عَيناهُ إِلّا ظُنَّتا تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلولا في وَحدَةِ الرُهبانِ إِلّا أَنَّهُ لا يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليلا يَطَءُ الثَرى مُتَرَفِّقاً مِن تيهِهِ فَكَأَنَّهُ آسٍ يَجُسُّ عَليلا وَيَرُدُّ عُفرَتَهُ إِلى يافوخِهِ حَتّى تَصيرَ لِرَأسِهِ إِكليلا وَتَظُنُّهُ مِمّا يُزَمجِرُ نَفسُهُ عَنها لِشِدَّةِ غَيظِهِ مَشغولا قَصَرَت مَخافَتُهُ الخُطى فَكَأَنَّما رَكِبَ الكَمِيُّ جَوادَهُ مَشكولا أَلقى فَريسَتَهُ وَبَربَرَ دونَها وَقَرُبتَ قُرباً خالَهُ تَطفيلا فَتَشابَهُ الخُلُقانِ في إِقدامِهِ وَتَخالَفا في بَذلِكَ المَأكولا أَسَدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما مَتناً أَزَلَّ وَساعِداً مَفتولا في سَرجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرَّةٍ يَأبى تَفَرُّدُها لَها التَمثيلا نَيّالَةِ الطَلَباتِ لَولا أَنَّها تُعطي مَكانَ لِجامِها ما نيلا تَندى سَوالِفُها إِذا اِستَحضَرتَها وَيُظَنَّ عَقدُ عِنانِها مَحلولا ما زالَ يَجمَعُ نَفسَهُ في زَورِهِ حَتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطولا وَيَدُقُّ بِالصَدرِ الحِجارَ كَأَنَّهُ يَبغي إِلى ما في الحَضيضِ سَبيلا وَكَأَنَّهُ غَرَّتهُ عَينٌ فَاِدَّنى لا يُبصِرُ الخَطبَ الجَليلَ جَليلا أَنَفُ الكَريمِ مِنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ في عَينِهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا سَبَقَ اِلتِقاءَكَهُ بِوَثبَةِ هاجِمٍ لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميلا خَذَلَتهُ قُوَّتُهُ وَقَد كافَحتَهُ فَاِستَنصَرَ التَسليمَ وَالتَجديلا قَبَضَت مَنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ فَكَأَنَّما صادَفتَهُ مَغلولا سَمِعَ اِبنُ عَمَّتِهي بِهِ وَبِحالِهِ فَنَجا يُهَروِلُ مِنكَ أَمسِ مَهولا وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ وَكَقَتلِهِ أَن لا يَموتَ قَتيلا تَلَفُ الَّذي اِتَّخَذَ الجَراءَةَ خُلَّةً وَعَظَ الَّذي اِتَّخَذَ الفِرارَ خَليلا لَو كانَ عِلمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّماً في الناسِ ما بَعَثَ الإِلَهُ رَسولا لَو كانَ لَفظُكَ فيهِمِ ما أَنزَلَ ال قُرآنَ وَالتَوراةَ وَالإِنجيلا لَو كانَ ما تُعطِيهِمِ مِن قَبلِ أَن تُعطِيهِمِ لَم يَعرِفوا التَأميلا فَلَقَد عُرِفتَ وَما عُرِفتَ حَقيقَةً وَلَقَد جُهِلتَ وَما جُهِلتَ خُمولا نَطَقَت بِسُؤدُدِكَ الحَمامُ تَغَنِّياً وَبِما تُجَشِّمُها الجِيادُ صَهيلا ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذاً فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 الثلاثاء مارس 18, 2014 4:02 pm | |
| انتهي الجزء الاول من ديوان الشاعر ابو الطيب المتنبي.........................
| |
|
| |
| نبذة عن الشاعر المتنبي - مع ديوانه -1 | |
|