| شرح قصيدة البردة .بانت سعاد | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:27 pm | |
| --------------------------------------------------------------------------------
مناسبة القصيده
عندما ظهر الإسلام وصل خبر ظهوره إلى قبيلة (مزينة) في وسط الجزيرة العربية فاتفق (كعب) مع أخيه (بُجير) على أن يذهب أحدهما إلى المدينة المنورة لاستطلاع الأمر فذهب (بجُير) وشرح الله صدره للإسلام فأسلم ولم يعد. فاغتاظ أخوه (كعب) وهجاه بالشعر وهجا الإسلام والرسول فأهدر النبي دمه. وبعد فتح مكة ودخول القبائل كلها في الإسلام فزع (كعب القتل فأشار عليهولجأ إلى كبار الصحابة لحمايته من ويبايعه ويعتذر غليه ففعل وألقى بعضهم أن يذهب إلى مسجد الرسول هذه القصيدة اللاًمية فعفا عنه وخلع عليه بُرْدته (2) وصار من شعراء الرسول . ومطلعها غزلٌ على طريقة الجاهليين :
شرح معاني المفردات : 1-بانت سعاد : أي فارقت أو تناءت وربما بالرأي أو بالفراق أو الاثنان معا فهجرته. متيم : مشغوف بحبها وأصبح منكودا بهواها. مكبول : أي مقيد بهذا الوجد والهيام لا يستطع نسيانها. 2- وما سعاد غداة البين .. : أي رحيل سعاد في بكرة ذلك اليوم المشئوم. غن : من الغنة أي بحة الصوت وتتصف الغزلان بهذه الصفة , وغضيض الطرف : من يغض بطرف عينه , و مكحول صفة للعينان : كأنه يريد وصف عينيها بعين أنثى الغزال المتسعة فهي تتصف بالسواد التام كناية عن أتساع حدقتها. 3- هيفاء : جميلة ورشيقة القوام لا تكرهه العين بل تسر به .. ولا هي بالطويلة كما وصفها ولا بالقصيرة. 4- تجلو العوارض: أي عندما تضحك تكشف عن جمال ضواحكها من الأسنان وعن رائحة فمها الزكية وكأنها معلولة بالخمرة أي معالجة لمرتين والمعلول من المعاودة . 5- شجت أي مُزجَتْ الخمرةُ مع ذو شبم وهو الماء البارد , وبالأبطح أي مسيل الوادي إذ تتجمع وتركد فيه مياه الأمطار الصافية. ومشمول أي هبت عليه ريح الشمال. 6- تنفي الرياح القذى ...الخ .. أي أن الرياح تجلي عنه قذاذة النوم لأن العين من كثرة النوم تقذي أي يصيبها القذى لذا فهي أي الريح تبقيه يقظا , ( بيض يعاليل ) أي سحب بيضاء , وسارية ربما هي الريح إذ تسري وربما الفتاة التي تسري إلى ذلك المنهل من الماء الابطح الخصب فهو يشبه بياض السحابة ببياض بشرة الصبية , والافرط فيها معنيان أما أن يكون المكان مفرطا بالماء أو قربة مفرطة أي مملوءة أو ترد الماء في أول القوم كقول الرسول أنا أفرطكم إلى الماء أي سابقكم وهكذا.. وطالما قال أفرطه فهو يقصد الابطح الذي ذكره في البيت السابق فأن هذه المزن البيضاء التي تسوقها الريح إلى جهته تبقيه يقظا تتموج مياهه وكلما قدمت تلك السارية ملئت القرب فشملها بياض تلك السحائب كما مر بمسيل الماء أيضا. 7- أكرم بها خلة أي صاحبة وخليلة أي ما أجملها لو صدقت العهد ..... 8- 9 ..10, 11, 12, 13 ... معناه مفهوم( تنويل) مطلب أو منال أو رجاء أو أمل. 1
14- العتاق النجيبات المراسيل : النوق السريعة الجري كريمة المحتد أي أصيلة 15- الأين أي في كل حين وكذلك التعب أو الإعياء, غذافرة : أي الناقة العظيمة والهائلة الحجم , ( المرقال ) السريع أو الكثير الإرقال يقال جمل مرقال وناقة مرقال ويقال هو مرقال في النوازل والحروب وغيرهما أو إليها ( ج ) مراقيل وأبو المرقال كنية الغراب , والتبغيل جاءت من البغل أي سرعتها بين سرعة هذا الحيوان وسرعة الإرقال ,و الإرقال هي سرعة أسرع من التبغيل. 16- الذفرى ) من الحيوان والإنسان العظم الشاخص خلف الأذن ( ج ) ذفارى وهما ذفريان والعرضة ربما هي ما تحمله من متاع أو أتساع ما بين أضلعها أي دفتها أو ما يعترضها من وعورة المسلك. 17 - تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ أي بعين حذرة جافلة واللهق هو الأبيض أي تبيض عيناه وتتسع , واللهاق هو الثور الأبيض أي تكون جاهزة لتصدي المخاطر ومواجهتها .وإذا اشتدت الحزاز والميل هذه أيضا تتحمل تفسيران أما طبيعة ألأرض بميلانها وكثرة التسننات فيها أي منحدرة ووعرة أو عندما تشتد الأمور ويحمي الوطيس. والغيوب ما غاب من الأمر لذا فهي تستعد لمواجهة التحدي المجهول كما الثور الوحشي الأبيض. 18- ضخمة المقلد أي طويلة الأعناق والمقلد هو موضع وضع القلادة 19- غلباء أي سبّاقة ووجناء عريضة الوجنتين أو الخدين,( علكوم) صفة للتذكير والتأنيث وهي العنيفة أو الشديدة المراس وقد ترجمتها إلى ( wild ) والدفة المقدمة وميل التي بعدها أي انحسار قليل أو تضيق قليل.( العلكة ) الأرض القريبة الماء وشقشقة البعير عند الهدير, ( المذكار ) أو مذكرة :من الإناث والذكور من اعتاد ولادة الذكور ويقال أرض مذكار تنبت ذكور العشب وفلاة مذكار ذات أهوال لا يسلكها إلا الذكور من الرجال 2- مذكرة بمعنى اتصفت بصفة المذكر من ناحية القوة اعتمادا على الكلمة التي سبقتها وهي علكوم لذا الصائب هو هذا المعنى ولو أني درجت بادئ الأمر المعنى الأول إلا أني رجعت إلى الثاني.
الثاني. 20 – وجلدها من أطوم :يشبه جلدها بالترس الواقي المنيع والذي شبهته أنا في ترجمتي جعلته كشبيه ترس السلحفاة يقول أن نباتات الصحراء الشوكيّة لا تؤثر فيه بمعنى ( قوي ) 21- أي احتوت أو توارثت صفات آباءها, أخوها أبوها ( هو أبوها فعلا فهي حيوان ) شمليل = الخفة والسرعة, (الأقود ,قوداء ) من الناس من إذا أقبل بوجهه على شيء لم يكد ينصرف عنه والذلول المنقاد من الخيل والطويل( العنق والظهر) فهو أقود وقوداء أي طويلة الظهر والعنق . 22- لا يستطيع القراد الالتصاق بجسمها لأنه أملس ويفرز عصارة ينزلق عنها القراد. وهو ما يعني زهاليل 23- 24 عيرا وعيرانا ذهب وجاء مترددا: ولكنه يقصد هنا أنها تمايزت عن رفيقاتها بخواص أخرى مثلا لحمها المكتنز وعضلاتها المفتولة .. الخ والزور هو منطقة الصدر والأزور هو معوج الصدر. ( الشملال أو الشمليل ) السريع الخفيف ( زهل ) زهلا ابيض وأملس فهو زهل ( الزهلول ) الأملس من كل شيء والحية لها عرف ( ج ) زهاليل ( اللبان ) نبات من الفصيلة البخورية يفرز صمغا ويسمى الكندر ( اللبان ) ما جرى عليه اللبب من الصدر ( اللبان ) الرضاع ويقال هو أخوه بلبان ( نحض ) لحمه نحوضا نقص ويقال نحض فلان هزل والشيء نحضا قشره يقال نحض ما على العظم من اللحم ويقال نحض فلانا ألح عليه في السؤال ونحض السنان رققه وأحده ونحضه الدهر أضر به ( نحض ) نحاضة اكتنز لحمه فهو نحيض وهي نحيضة ( الزور ) مصدر زاره ويوصف به على لفظه فيقال هو زور وهي زور وهن زور والطيف وملتقى أطراف عظام الصدر حيث اجتمعت وما ارتفع من الصدر إلى الكتفين ويقال ألقى زوره أقام والقوة وقوة العزيمة والعقل ( ج ) أزوار ( زور ) زورا اعوج صدره وأشرف أحد جانبي صدره على الآخر فهو أزور وهي زوراء ( ج ) زور ( البرطيل ) حديدة طويلة أو حجر طويل صلب خلقة تنقر بهما الرحى وحجر عظيم مستطيل بقدر الذراع يبنى به 25- عسيب النخل جريده وهو هنا يشبه ذيلها بجريدة النخل الكثيف الأوراق. والغارز يراد به الثدي الذي تدر به اللبن ولا تخونه الأحاليل أي أنه حلمات الثدي سليمة وتواصل أعطاء الحليب (لا تخون ) 26-( القنواء اللون الأسمر الضارب إلى الحمرة وأما حرتيها فالمقصود أذنيها كما أخبر الرسول عندما سأل الصحابة عن معنى الكلمة بعد مغادرة الشاعر. 2-حرتا أكله قضما وقطعه قطعا مستديرا ودلكه دلكا شديدا. ( الحرتة ) صفة وتعني : الأكول. ولكن هنا لا ينطبق المعنى فالظاهر أن المتكلم أحضر من هو خبير بهيئة الإبل ليستشهد بقوله. لذا المعنى الأول هو الأرجح. 27- اليسيرات وهي قوائم الدابة الخفاف الطيعة وسمة في الفخذين وأسرار الكف وخطوطها إذا كانت غير ملصقة أو ملتزقة وهي تستحب ( ج ) أيسار ويقصد هنا أن تلك القوائم التي مارست الجري كثيرا فأصبحت كالرماح في قوتها تكاد لا تطأ الأرض لخفة ورشاقة حركتها وهو ما يعنيه بالذوابل. 28- أي يفرقن الحصى بأرجلهن وزيما كما مشروحة تحت تعني مجاميع صغيرة . والاكم أي الروابي والهضاب. ( تزيمت ) الإبل والدواب تفرقت فصارت زيما واللحم اشتد اكتنازه وامتلأ وانضم بعضه إلى بعض ( الزيمة ) القطعة من الإبل أقلها اثنان أو ثلاثة وأكثرها خمسة عشر ونحوها ( ج ) زيم يقال ماشية زيم متفرقة وغارة زيم منتشرة تتايع ) الجمل في مشيته حرك ألواحه أي تهافت 29 العسقول:ضرب من الكمأة أبيض اللون ( ج ) عساقل وعساقيل و( في علم الزراعة ) جزء من ساق نباتية أو من جذر نباتي يكون جاسيا مكتنزا منتفخا محتويا على مواد غذائية مختزنة كالبطاطس ( مج ) ( تأوب ) رجع أو رجع أول الليل والشيء جاءه ليلا يقال تأوبت بني فلان والشيء فلانا عاوده يقال تأوبه المرض ( الأوب ) السرعة والريح والسحاب وجماعة النحل والقصد والاستقامة والطريقة والعادة يقال ما زال هذا أوبة والجهة والناحية يقال جاؤوا من كل أوب ( الكور ) الجماعة الكثيرة من الإبل أو البقر والزيادة يقال نعوذ بالله من الحور بعد الكور من النقص بعد الزيادة وكفعل معناه يجمع (( قوله تعالى يكور الليل على النهار)) 30- ( ضحا ) ضحوا وضحوا وضحيا برز للشمس والطريق بدا وظهر ويقال ضحا ظل فلان مات ( ضحا ) ضحوا وضحوا وضحيا أصابه حر الشمس 31- ( الجندب ) نوع من الجراد يصر ويقفز ويطير ( ج ) جنادب
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأربعاء أبريل 23, 2014 5:01 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:29 pm | |
| ملاحظات مهمة:
وهنا لابد أن أشرح وأوضح للأمانة العلمية ولما قرأته عن تفسير صاحب العلم المشهور الشيخ أبي محمد جمال الدين عبدا لله بن هشام الأنصاري تغمه الله برحمته وأسكنه فسيح جناته وشرح كتابه الموسوم بحاشية الإمام الشيخ إبراهيم الباجوري إذ يفسر في صفحة ( 61 ) العساقيل بالسراب ويقول أن الجوهري لم يسمع بواحدة وكذلك أنا رغم أنني فتشت واجتهدت لم أعثر ألا أنها (نوع من الكمأة) ونحن نعرفها ولا نقربها لكوننا نعرف إنها نوع من الفطر السام غير الصالح للأكل وربما أن تلك المادة نقلها الحيوان عندما أحتك بها في مرعاه ثم عبقت رائحتها بجسمه وعندما تعب وعرقت أقدامه ( اليسيرات) فاحت تلك الرائحة التي أضجرت وروعت الحرباء والجنادب و كما قالها الشاعر( أصبح الحرباء مصطخدا ) , وثانيا: أنه جعل الحر الشديد سببا رئيسيا لجعل الناقة وهذه الحيوانات تذهل الحر ( شد النهار ذراعا عيطل نصف) ولكن كيف الحر فالبعير حيوان صحراوي معتاد على تحمل البيئة القاسية. وفي تفسير( قال حاديهم وقد جعلت ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا) أن حادي الإبل أشار أن يقيلوا رأفة بحيواناتهم, ولكن لا أن هذه الجنادب عندما وهنت وفشلت في الحصول على قوتها حتى ضنت أن الحصى قوتا فصارت تلاحقه حتى يئست وهي التي ذهبت إلى القيلولة وليس أصحاب الإبل , ولو افترضنا انه طلب منهم المقيل رأفة بحيواناتهم كما يقول, فأين سيذهبون يا ترى؟ والمحيط كله صحراوي وأن هذه الحيوانات خلقها الله للعيش في هذه البيئة القاحلة وتحمل المشاق والأسفار البعيدة , بعد ذلك أدخل كلمة( القور) بدلا من الكور ليقول إن السراب الذي يطوف أو يسري رويدا فوق تلك الهضاب كما هو أرجل هذه الناقة الذي شدها الحر والهجير إلى الفتور لتصبح نصف معطلة حتى أنه ليستشهد بالمرأة طويلة الباع أو القصيرة ليناقش الموضوع على هذه الشاكلة ( بين امرأة ثكلى وناقة ثكلى ) ويصر على موضوع السراب ولكن السراب هو ظاهرة طبيعية في الصحراء وتكاد تكرر في كل يوم لذا فلا أعتقد أن تفسيره صحيحا والله أعلم مني ومنه وعلى أية حال هذا اجتهادي لم أكسبه من أحد وإنما وفقني الله إليه وأعتذر للشيخ المرحوم أن أسأت أو قصْرّت وأسأل الله تعالى له الرحمة والغفران .. ولكني أعتقد أنه أخطأ فحادث الشؤم هو من كسر ظهرها وشل حركة أرجلها وليس الحر أو السراب ورائحة الفطر السام الذي ترجمته ( wild poisoned mushroom ) هو الذي أضجر الحرباء والجنادب إلى أن جعلها تقيل وليس الإبل. 32- ( العيطل ) الطويل العنق يقال امرأة عيطل طويلة العنق في حسن منظر وسمن 33-( الضبع ) ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاها وهما ضبعان الترقوة ) عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان ( ج ) تراق وبلغت الروح التراقي كناية عن مشارفة الموت 34-( الرعبولة ) القطعة من الشيء المرعبل أو الخرقة المتمزقة ( ج ) رعابيل ويقال ثوب رعابيل أي ممزق 35- توعده الوشاة بالقتل أو قالوا له أنك مقتول لا محالة. 36- 43 معانيها سهلة أما ما لا يسمع الفيل فقد يكون الفيل الذي هجم في عام الفيل ولكن المعروف عن القيل أن سمعه قوي فيقال ( أسمع من فيل ) 44- تنويل : من تنأ وتناءة أقام به ويقال تنأ على الأمر وفيه ثبت عليه ورسخ فيه لذا يكون له أمل بما يطلب.
45 – حلفت أن لا أعود إلى هجاءك يا رسول الله. 46- منسوب ومسئول : يعني منسوب إلى قوم كرام أولا وكذلك منسوب إلى هذا الدين فهو يتكلم عن الوحي ومسئول عن هذه الأمة أمام رب العالمين ومسئول عما يقول من كلام( لا ينطق عن الهوى أنما هو وحي يوحى)) 47-( خدر ) خدرا استتر يقال خدرت المرأة وخدر الأسد لزم عرينه وأقام به وبالمكان أقام وتحير وتخلف عن القطيع والشيء ستره يقال خدر الهودج ألقى عليه الستر وخدر المرأة ألزمها خدرها وصانها عن الخدمة لقضاء الحوائج فهو خادر وهو وهي خدور 57 – مشي الجمال الزهر أي البيضاء كناية عن بياض دينهم وشجاعتهم فهم لا يتراجعون وفي الجانب الأخر يشبه عدوهم بالسود التنانيل ( الأسود مقابل الأبيض ) أي قصار القامة وقليلي البأس صغار النفوس تفرقهم العداوة أو كالعبيد ,,, وهناك أيضا شرح عام في المقدمة يحيط بما لم يرد . والحمد لله رب العالمين.
منقول
عدل سابقا من قبل عادل عثمان مصطفي في الأربعاء أبريل 23, 2014 4:33 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:32 pm | |
| هو كعب أبن الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى المزني أسلم أخوه بجير قبله وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فتح مكة ، فأرسل إليه كعب ينهاه عن الإسلام فبلغ ذلك النبي فتواعده فبعث إليه بجير فحذره فقدم على رسول الله وقام بعد صلاة الفجر فسلم على رسول الله وبدً قصيدته فكساه النبي بردته .
بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ
مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا
إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً
لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ
صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ
مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّها صَدَقَتْ
مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها
فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها
كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ
إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا
ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها
ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لا يُـبَلِّغُها
إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاَّ غُـذافِـرَةٌ
لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ
عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ
إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْمٌ مُـقَيَّدُها
فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكومٌ مُـذَكَّرْةٌ
فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ
طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ
مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْها ومَـذْبَحَها
مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها
عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ
ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً
لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ
وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً
كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ
وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ
قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها
لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها
مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ
إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ
لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ
فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني
والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً
والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ
الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةِ iiولَـمْ
أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه
أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ
الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ
فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ
وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ
مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما
لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ
أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّ ضامِزَةً
ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثـقَةٍ
مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ
مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ
بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ
عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ
مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ
كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ
ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ
قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ
ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:44 pm | |
| تعريف بالشاعر:
كعب بن زهير(؟؟؟- 26 هـ = 646م) هو كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب . شاعر مخضرم من أشهر قصائده اللامية التي مطلعها بانت سعاد
حياته:
شاعر مخضرم عاش عصرين مختلفين هما عصر ما قبل الإسلام وعصر صدر الإسلام. عالي الطبقة، كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته. وهو من أعرق الناس في الشعر: فأبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.
تلقن كعب الشعر عن أبيه مثله مثل أخيه بجير، وكان زهير يحفظهم الشعر منه شعره ويقولون عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الصحراء فيلقي عليه بيتاً أو سطراً ويطلب أن يجيزه تمريناُ ودرّبه، كما أن كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحطيئة. حاول زهير أن ينظم الشعر منذ حداثته فردعه أبوه، مخافة أن يتسفّل ويأتي بالضعيف فيشوّه مجد الأسرة، وما زال يهذّب لسانه ويجهّز شاعريته برواية الشعر حتى استقام له النظم
نسبه:
هو كعب بن زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رياح بن العوام بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة، ? - 13 ق. هـ / ? - 609 م
أمه امرأة من بني عبد الله بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم، وهي أم كل ولد زهير
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:45 pm | |
| سنة ولادته ووفاته[عدل]
تاريخ مولد شاعر الإسلام كعب بن زهير مجهول تقريباً. إلا أن كثيراً من مراجع التاريخ والأدب أكدت أن كعب بن زهير بن أبي سلمى توفي نحو سنة 662م / 24 هـ.
شعره[عدل]
كعب بن زهير بن أبي سلمى أحد الفحول المخضرمين، وكان كعب قد بلغ من الشعر والشهرة حظاً مرموقاً حين دعا النبيَّ إلى الإسلام، وإذا اسلم أخوه بجير وبّخه واستحثه على الرجوع عن دينٍ لم يكن عليه أحد من أبائه، فهجاه كعب ثم هجا النبي، فسمع شعره فتوعده وأهدر دمه، فهام كعب يترامى على القبائل أن تجيره فلم يجره أحد، فنصحه أخوه بالمجيء إلى النبي مسلماً تائباً، فرجع بعد أن ضاقت الأرض في وجهه، وأتى المدينة وبدأ بأبي بكر ودخل المسجد وتوسل به إلى الرسول فأقبل به عليه وآمن وأنشد قصيدته المشهورة (بانت سعاد)، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته فسميت قصيدته بـ (البردة)[بحاجة لمصدر]. ثم حسن إسلامه وأخذ يصدر شعره عن مواعظ وحكم متأثراً بحكم القرآن وظهرت المعاني الإسلامية في شعره من أن الله هو رازق لعباده وغير ذلك.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:47 pm | |
| قال الفاخوري حول البردة:
كعب بن زهير ما زالت البردة في أهله حتى اشتراها معاوية منهم، وتوارثها الخلفاء الأمويون فالعباسيون حتى آلت مع الخلافة إلى بني عثمان كعب بن زهير
. قال الهاشمي أيضاً حول ما آلت إليه بردة النبي :
كعب بن زهير بقيت في أهل بيته حتى باعوها لمعاوية بعشرين ألف درهم، ثم بيعت للمنصور العباسي بأربعين ألفاً كعب بن زهير
.
ورث موهبة الشعر عن والده الشاعر الذي اجمع النقاد والأدباء على انه من اعظم شعراء عصره، وكان عمر بن الخطاب لا يقدم شاعرا على زهير، وكان يقول: اشعر الناس الذي يقول: ومن ومن ومن، مشيرا بذلك إلى مجموعة من الحكم في معلقة زهير المشهورة بدأ كلا منها بكلمة “من” مثل قوله:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلم ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:48 pm | |
| ونشأ كعب في أحضان والده الشاعر ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، سببا في أن ينظم الشعر وهو صغير، كما أثرت هذه النشأة في أخيه “بجير” الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه.
قال حماد الرواية: تحرك كعبٌ وهو يتكلم بالشعر فكان زهير ينهاه مخافة أن يكون لم يستحكم شعره، فيروى له ما لا خيرٌ فيه، فكان يَضرِبه في ذلك.فكلما ضربه تزيد فيه، فطال عليه ذلك فأخذه فحبسه فقال: والذي أحلف به، لا تتكلم ببيت شعرٍ إلا ضربتك ضرباً ينكّلك عن ذلك. فمكث محبوساً عدّة أيام. ثم أخبر أنه يتكلم به. فدعاه فضربه ضربا شديداً ثم أطلقه وسرّحه في بهمه وهو غلَيِّم صغير. فانطلق فرعى، ثم راح عشية وهو يرتجز:
كأنما أحدو ببهمي عيرا من القرى موقرة شعيرا
فخرج إليه زهير وهو غضبان. فدعا بناقته فكفلها بكسائه، ثم قعد عليها حتى انتهى إلى ابنه كعب. فأخذ بيده فأردفه خلفه. فقال زهير حين برز إلى الحي:
إني لتعديني على الهمِّ جَسرةٌ تَخُبُّ بوصَّالٍ صرُومٍ وتُعنِقُ
ثم ضرب كعباً وقال له: أجز يا لُكَعُ. فقال كعب:
كبُنيانَةِ القَرئِيِّ موضِعُ رَحلها وآثارُ نِسعيها من الدَفِّ أبلَقُ
فأخذ زهير بيد ابنه كعب ثم قال له: قد أذنت لك في الشعر يا بني.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:50 pm | |
| إسلامه[
إسلام كعب قصة ترويها بعض كتب التاريخ العربي وتراجم الأدباء العرب فعندما جاء الإسلام اسلم بجير، وبقي كعب على دينه الأصلي، ووقف في الجبهة المعادية للرسول وللمؤمنين به، ولم ينج بجير بسبب إسلامه من لسان كعب، فهجاه لخروجه على دين آبائه وأجداده فرد عليه بجير وطالبه باتباع الدين الإسلامي لينجو بنفسه من نار جهنم، لكنه ظل على دينه إلى أن فتحت مكة فكتب إليه بجير يخبره بأن الرسول قد أهدر دمه، وقال له: “إن النبي قتل كل من آذاه من شعراء المشركين وإن ابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربا، وما أحسبك ناجيا، فإن كان لك في نفسك حاجة فأقدم على رسول الله فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا”، وعندما قرأ كعب كتاب أخيه ضاقت به الدنيا،، فلجأ إلى قبيلته مزينة لتجيره من النبي فأبت عليه ذلك، وعندئذ استبد به الخوف وأيقن انه مقتول.
لما قدم الرسول من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن الرسول قتل رجالاً بمكة، ممن كان يهجوه ويؤذيه، وأن من بقي من شعراء قريش، قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة، فطِر إلى رسول الله، فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، وإن أنت لم تفعل فانجُ إلى نجائك من الأرض؛ وكان كعب قد قال:
ألا أبلغا عني بجيراً رسالةً فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا؟ فبيّن لنا إن كنت لست بفاعلِ على أيّ شيء غير ذلك دَلَّكا على خُلُقٍ لم أُلفِ يوما أبا له عليه وما تُلفِى علَيهِ أبا لَكا فإن أنتَ لم تفعل فلستُ بآسفٍ ولا قائل إمَّا عَثرتَ: لعَاً لكا سقاكَ بِها المَأمونُ كأسا روِيَّةً فأنهَلكَ المأمونُ منها وعَلَّكا
وبعث بها إلى بُجير، فلما أتت بُجيراً كره أن يكتمها على الرسول، فأنشده إياها، فقال الرسول لما سمع (سقاك بها المأمون): صدق وإنه لكذوب، أنا المأمون. ثم قال بجير لكعب:
مَن مُبلِغ كعبا فهل لكَ في التي تلوم عليها باطلا وهيَ أحزَمُ إلى الله لا العُزَّى ولا اللاتِ وحده فتنجو إذا كان النَّجاء وتَسلمُ لَدَى يَومِ لا ينجُو وليس بمُفلِتٍ من النَّاس إلا طاهرُ القَلب مُسلِم فدينُ زُهير وهو لا شيءَ دينُه ودين أبي سُلمى عليَّ مُحرَّمُ
وفي رواية أخرى انه لما بلغ كعبا كتاب أخيه ضاقت به الأرض، وأشفق على نفسه، وأرجف به من كان في حاضره من عدُوَه، فقالوا: هو مقتول. فلما يجد من شيء بُدّا، خرج حتى قَدِم المدينة، فنزل على رجل كانت بينَهُ وبينه معرفة، فغدا به إلى الرسول الصبح، فصلى معه، ثم أشار له إليه فقال: "هذا رسول الله، فقم إليه فاستأمِنهُ". فقام كعب إلى الرسول، حتى جلس إليه، فوضع يده في يده، وكان الرسول يعرفه، فقال:" يا رسول الله، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمِنَ منك تائباً مسلماً، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟" قال الرسول: نعم؛ قال: "أنا يا رسول الله كعب بن زهير". ويروى: أنه وثب عليه رجل من الأنصار، فقال، "يا رسول الله، دعني وعدوَّ الله أضرِب عنقه"؛ فقال: دعه عنك، فإنه قد جاء تائباً، نازعاً عما كان عليه. فاستأذن كعب النبي وقال قصيدته المشهورة بـ(البردة).
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شرح قصيدة البردة .بانت سعاد الأربعاء أبريل 23, 2014 4:53 pm | |
|
قصائده:
إلى جانب قصيدته التي حققت له شهرة كبيرة "بانت سعاد" فإن لكعب بن زهير إنتاجا شعريا متنوعا جمع بعضه أو معظمه في ديوان يحمل اسمه، أما موضوعات شعره فهي كغيرها من موضوعات الشعر الجاهلي، تتراوح بين الفخر والمدح والهجاء والرثاء والغزل والوصف وبعض الحكم، لكن النقاد يفرقون في شعره بين اتجاهين متباينين لأن إسلام كعب قد غير في نهج شعره وأمده بكثير من الصور، ورقق ألفاظه ومعانيه حيث كان كعب في الجاهلية يميل إلى الشدة والتقعر وخاصة في وصف الصحراء وحيوانها، بينما بعد الإسلام نراه كما يقول النقاد يميل إلى إرسال الحكمة والى الابتعاد عن الموضوعات الجاهلية[من صاحب هذا الرأي؟].
يقول محمد علي الصباح في كتابه “كعب بن زهير: حياته وشعره”[بحاجة لمصدر]: «الحكمة في شعر كعب ليست أمرا طارئا عليه أو هي مستبعدة من أن تصدر عن مثله، فهو ابن زهير بن أبي سلمى الشاعر الذي زخرت معلقته بكثير من المواعظ والحكم، فليس غريبا أن يشتمل ديوان كعب على حكم كثيرة مبثوثة هنا وهناك في ثناياه، وأكثرها يمثل مقطوعات صغيرة مستقلة يبدو عليها اثر الإسلام واضحا، إذ استفاد كعب من تعاليم دينه ولذلك فإن إنتاجه بعد إسلامه كان مشبعا بتعاليم المدرسة الإسلامية» فحين يقول كعب:
لو كنت اعجب من شيء لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر يسعى الفتى لأمور ليس يدركها والنفس واحدة والهم منتشر والمرء ما عاش ممدود له أمل لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
فالتعاليم الإسلامية في هذا الشعر واضحة كل حيث يسلم كعب بقضاء الله وقدره، كما تري مدى تغلغل الإسلام في نفس كعب ونفسه.
فَمَن لِلقَوافي شانَها مَن يَحوكُهـا إِذا ما ثَوى كَعبٌ وَفَوَّزَ جَـروَلُ يَقولُ فَلا يَعيا بِشَــيءٍ يَقولُــهُ وَمِن قائِليها مَن يُسيءُ وَيَعمَلُ يُقَوِّمُها حَتّى تَقـومَ مُتونُهـا فَيَقصُرُ عَنهــا كُلُّ ما يُتَـمَثَّلُ كَفَيتُكَ لا تَلقى مِنَ الناسِ شاعِراً تَنَخَّلَ مِنها مِثلَ ما أَتَنَخَّلُ
فتستمد أشعاره زادها من الإسلام حيث يوكل أمره ويقترب كعب من أن يكون واحدا من زهاد المسلمين الذين كانوا يكرهون أن يفكر الشخص منهم في رزق غد:
أعلم أني متى ما يأتني قدري فليس يحسبه شح ولا شفق بينا الفتى معجب بالعيش مغتبط إذ الفتى للمنايا مسكم غلق والمرء والمال ينمي ثم يذهبه مر الدهور ويفنيه فينسحق فلا تخافي علينا الفقر وانتظري فضل الذي بالغنى من عنده نثق إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا ومن سوانا ولسنا نحن نرتزق
| |
|
| |
| شرح قصيدة البردة .بانت سعاد | |
|