كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 8:39 am | |
| " يا زمن وقف شوية " ولدت بعد قصة حب استمرت 8 سنوات عبر الهاتف
الشاعر ابراهيم الرشيد في بوح خاص لـ "كفر ووتر"
التقاه : عبد المنعم هلال / الواثق عبد الرحمن
جلسنا اليه واهدانا ( لحظات هنية ) وفي حضرته لم يتوقف ( الزمن ) كما طلب منه قبل اكثر من نصف قرن انما مر سريعاً وهو يحكي لنا تفاصيل ولادة قصيدة ( يا زمن وقف شوية ) ..!! الشاعر ابراهيم الرشيد في إفادات تنشر لاول مرة .
- استاذ ابراهيم الرشيد ما هي قصة اغنية يا زمن وهي اغنية تاريخية ومحطة مهمة في الغنا، السوداني ؟
: يا زمن هي محصلة ثماني سنوات لعلاقة حب ربطتني باحدي الفتيات لم ارها طوال هذه السنوات وكان يربطنا ( التلفون ) وفي هذه المكالمات لم تصدر منا كلمة احبك او أريدك او ما شابه ذلك انما كان إحساس ومشاعر وفقط عبارات.. صباح الخير .. مسا الخير ..!! وفي ذلك الزمن التلفونات كانت نادرة جداً ولكن بحكم عملي بالبوستة توفرت لي وسيلة الاتصال وفتاتي كانت من اسرة ميسورة وهي طالبة بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وكانت تسكن بداخلية الجامعة وتشاركها الغرفة زميلة لها تعلم بقصتنا وقد طلبت من صديقاتها ان تتصل بي لمقابلتها وفعلاً اتصلت بي واتفقنا علي اللقا، بمكتبة العلوم بالجامعة وان تكون كلمة السر بيننا ( روزماري ) لأننا لا نعرف بعضنا وهذه الكلمة مستوحاة من قصة ليالي الحب في فيينا وفي الموعد المحدد وصلت الجامعة ودخلت مكتبة علوم وكانت مكتظة بالطلبة والطالبات ولكي لا احدث جلبة وازعاج كنت اقترب من كل مجموعة وأقول ( روزماري ) وعندما سمعت الكلمة شهقت وهبت واقفة وتقابلنا وتعارفنا وعلمت منها ان والدها شخصية كبيرة بالدولة وطلبت ان نتقابل مرة اخري فرفضت وقلت لها لو زرتك بالجامعة سوف ادخلك في مشكلة وان مجتمعنا المحافظ لا يرحم وزعلت وعلمت ان لديها امتحان بعد يومين ودخلت الامتحان ورسبت واتصلت بي وقالت انني سبب رسوبها وتألمت جدا لهذا الموقف وبعدها علمت انها قد جلست للملحق ونجحت وذهبت لها بالجامعة وقابلتها وبغضب قالت لي :داير شنو ؟ فقلت لها : اريد ان اعتذر لك عن عدم زيارتي السابقة ، وطلبت منها ان نخرج فاشترطت ان ترافقنا صديقتها واستقلينا عربتي الاوستن واتجهنا نحو وشارع النيل ووقفنا قبالة نادي الزوارق ولم ننزل من العربة وفتحنا الأبواب وأخذنا نتأمل في المناظر الخلابة .. النيل وجزيرة توتي واصوات السابلة وفي تلك الليلة كان القمر( قمر 14 ) ..!! وخيم الصمت علينا والكلام غلبنا عديل والواحد ما قادر يقول شنو ويبتدي من وين ..؟؟!! والقصة كلها خيط مربوط مع بعض ولم نجد اي تعبير غير اننا نعاين لبعض ومن الساعة 7 لحدي الساعة 11 ما في واحد قال بغم وفجأة صديقاتها قالت ( الزمن سرقنا ) وارجعتهن الي الجامعة وفي نفس المكان صليت ركعتين لله وحاولت اكتب لكن لم استطع وصليت العشا، برضو ربنا ما فتح علي بكلمة قدت العربة واتجهت نحو كافتيريا اتني عند تقاطع شارع القصر مع الجمهورية وطلبت ساندوتش وزجاجة بيبسي وفرشت المصلاية في الشارع وقعدت اشحد في ربنا عشان يفتح علي بكلمة ورنت في بالي حكاية ( الزمن سرقنا ) وحتى أذان الفجر كنت اردد في كلمة وبعد ان أديت صلاة الفجر انطلقت الأفكار وقلت ( يا زمن وقف شوية ) وبدأت اكتب دون توقف واكملت كل القصيدة في تلك اللحظة ورجعت البيت وبعد ان شربت شاي الصباح توجهت نحو جامعة الخرطوم وانا احمل القصيدة الوليدة وقابلت الخفير وقلت له ارجو ان تسلم هذه الورقة للطالبة فلانة .. وهذه القصيدة فتقت فيني جروح وفتقت فيني الألم وأعطتني آفاق بعدية لان الشاعر او المبدع زي الشايل كاميرا فوتغرافية اي منظر جميل بيصوره بأحاسيسه ومشاعره يعني ليعرف الأبعاد والمسافات وبيعرف العنوان وأغنية يازمن وقف شوية كانت مفتاح شهرة ومفتاح معرفة لسر الغنا وقد غني الفنانابراهيم عوض اغنية يا زمن لاول مرة سنة 1960 في حفل عام قبل ان يسجلها للإذاعة
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 8:47 am | |
| ]size=24]قالوا، الشعراء اربعة: واحد يجري ولا يجرى معه وواحد يخوض وسط المعمعة وواحد لاتشتهي إن تسمعه وواحد لاتستحي إن تصفعه ونضيف من عندنا: وإبراهيم الرشيد يجب أن تسمعه..! (1) إبراهيم الرشيد، شاعر يمكن تسكينه في البند الثاني من الشعراء الاربعة، لأنه (يخوض وسط المعمعة).. معمعة المعايش الجبّارة، رافق شعره الفنان إبراهيم عوض منذ العام 1948م ليرفد الأذن السودانية بأروع الأغنيات: لو داير تسيبنا جرب وانت سيبنا لو داير تحب حب وانساهو ريدنا يوم ترجع تصافي بسامحك ياحبيبنا يا عايش في دنيا من اوهام خيالك يا تاعب ضميرك ما رضيان بحالك ماتودر شبابك روّق وهدئ بالك رفقاً بي قلوبنا ورفقاً بي شبابك (2) ورفقاً بشيخوخة الرجل الذي ركب العشاق (لساتك أغنياته) يتوسلون بها لمحبوبة عصية النوال لايلين قلبها إلاّ بعد أن (يقطع) فيها (مشروخ الحشا)، بيتين تلاتة من نظم الرشيد: يازمن وقف شوية وأهدي لي لحظات هنية وبعدها.. شيل باقي عمري شيل شبابي شيل عينيّا (3) وحتى لا (يشيل) الفقر باقي عمر الشاعر الفنان، تعالوا نسمع حكايته: هبط من الطيران المدني بمظلة المعاش غير الآمنة في العام 1992م قبل أن تكمل سنابك ثورة الانقاذ الوطنى من (فتح) السودان في طبعته الحضارية الجديدة المنقحة.. فجمع (قريشات) المعاش لــ (يفتح) بها دكاناً صغيراً.. بالله عليكم شوفوا الناس بتفتح في شنو وشاعرنا بيفتح شنو..! ماعلينا.. لم (يفتح) الله له رزقاً (فأغلق) الدكان ليترك باب الديون (مفتوح) العينين.. ليسهر الرجل جراها ويختصم..! قلت له مداعباً: ــ يعني طلعت من الدكان بكرامة البليلة؟ قال ساخراً: ــ أبداً..بالكرامة بس.. بليلة مافي..! (4) تراكم على الرجل هم وغم كبيرين، حتى صرعه المرض وكاد يلزمه طريحاً لسرير الثرى الابدي بــ (مستشفى) أحمد شرفى، لولا رحمة الله، ثم عناية صديق المنكوبين سبدرات والفريق عبد الرحيم محمد حسين والشاعر كامل عبد الماجد واللواء عبد الجليل المشرف وآخرين.. فخرج من وعكته ممتلئاً باليقين مؤمناً بتداول الفقر والغنى والليل والنهار والجنيه والدينار معاً.. جمع شاعرنا مالاً (زي دم الحجامة) ليشتري به (رقشة)، ــ غاية العبقرية الهندية لأماني الفقراء السودانيين ــ ولأن الرقشة مصابة بالطاعون في عرف السلطات، بالتالي لايحق لها دخول البلدة الآمنة أهلها، سحبها (الجوكي) ليلقط بها (حبة) الدراهم المتناثرة في أطراف أركويت. (5) في أول مشوار للرقشة، تقابل مع وحش ياباني كاسر من ذوات الأربع في زقاق ضيق، فإحتضن الرقشة في عناق (جسيم) فرتقتها حتة .. حتة..! (6) هل سمعتم بكلب الباشا الذي عض الفلاح؟ الباشا أوكل محامين اقنعوا القاضي بأن الفلاح هو الذي عض الكلب..! والفلاح هنا هو (الرقشة) التي لو عضاها (قندران إبن كلب) لطلعت ستين غلطانة..! ما علينا.. نعود لرقشة إبراهيم الرشيد الغلطانة، كانت مثل القطة أدخلت صاحبها النار، فدخل إبراهيم الرشيد الى الحراسة لأنه لم يستطع سداد 450 ألفاً من جنيهات السودان القديم جداً..ما قبل ميلاد السيد قرنق وآرثر أكوين وآخرين..! مكث الشاعر ابراهيم الرشيد في الحبس ثلاثة أيام يندب الحظوظ السود والليل الضرير حتى تصادف ان شاهده المحسن د. عبد المحسن البدوي وسدد عنه الغرامة.. (7) حين حكى لي إبراهيم الرشيد ملهاة البؤس به، مستنكراً سماح السلطات للرقشات بأن تقطع البحر الاحمر والابيض والاصفر والميت حتى تصل الديوم الشرقية ثم تحرم عليها ان تقطع بحر أبيض ونيل غردون وخور ابو عنجة، قلت له لماذا لاتخاطب المتعافي شعراً، لعله يعطيك رخصة، ضحك الرجل وقال: ــ الرخصة في شنو؟ ــ للرقشة. لم تعد هناك رقشة اصلا حتى يسأل لها رخصة.. فلماذا لا يقتطع المتعافي من قوت ولايته الشبعانة (حق رقشة) إكراماً للرجل الذي يقول متعففاً حيث لارقشة: ما قلت داير بص لا حافلة لا أمجاد او قطعة في الطايف أو رخصة استيراد انا لي طلب هايف بس رخصة للرقشة لي عيشه الاولاد ما عندي يا دكتور غير الشعر مهنة القلتوا ما بشفع تمنحني استثنا؟ ( وسام شرف يا والي وما كان خطر بي بالي ادخل حراسة الحركة واعزف هناك موالي واقعد مع الشماسة فوق البريش البالي ويسألني زول مسطول يا (فردة) شن سويت؟ ونحنا في الزنزانة ناقصانا بس (فردة) جابونا ناس الحركة في كشه في جردة دا الوالي صغرنا وقرارو حيرنا خلانا في لحظات، كم تهنا، كم ودرنا من عهد (روبرت هاو) ما حدّ حقرنا يا حليلهم اولاد (جون) الفاتو بندرنا انا ماني داير بيت او عزبة في المنشية او فيلا في كافوري اغشاها ليل وعشية داير لي رخصة رقشه نتاري في الدغشيه تجيب عشا الاولاد وتتقرش العصرية وكتبنا للريس ما جانا منو جواب حردلوا قال يا ناس منعول ابوها بلد ما بتنصف المبدع معاها كتب وسرد واخر المطاف يا ناس تلقوه غاب وشرد (9) انه الشاعر إبراهيم الرشيد الذي غنى له الفنان الذري إبراهيم عوض، أجمل عشرة من أغنياته، كما غنى له محمد وردي (سليم الذوق) ومحمد الأمين (صورتك تذكار) وعثمان مصطفى (ما بعاتبك ما بلومك) و(بعد الرحيل) و(عدّ فات) ، وعثمان حسين (مشوار غرام) ومجذوب اونسة (آخر خبر كتبو في جواب) وأبو عبيدة حسن (ياعقد الجواهر) وسيد خليفة (الزحام والشارع) و.... وياترى ماذا سيكتب المعتصم بالله المتعافي في مذكرته اليوم عن شاعرنا الرشيد؟ * حاشية: خمسة عشر رجلاً الذين عنيتهم في المقدمة، هم الذين كانوا (يعتاشون) من الرقشة المكلومة.
[/size] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 9:03 am | |
| مع شاعرنا التجاني حاج موسي : ....................................
لقاء صحفى أجراه خليفة حسن بلة
قلت للتيجاني انا جــاي وعارفك وزير خارجية .
* سألني : كيف يعني ؟
- قلت : اقصد انك دبلوماسي جدا في اجاباتك عشان كده بطلب منك تتنازل عنها في هذا الحوار وتسمح لي بالالحاح لتتنازل .
في قصيدة اتمنيت لو كتبتها واغنية حقتي اتمنيت لو ما كتبتها
* قال : اقول ليك شئ .. انا جاهز يلا . .. وبدأنا قلت له اختار المدخل براك .. وقد فعل هكذا .. التجاني : حينما وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها في مدينة صغيرة نائية بالنيل الابيض تدعي دويم شاد ولد العبد الضعيف لله التجاني ود دار السلام بت عبد الله ود اب زيد ابن الشريف موسى حاج موسي حامد عثمان وكان الابن الوحيد لوالديه .
* بتتذكر اليوم بالضبط ؟
- انا اتولدت يوم الاثنين 22/12/1949م .
* ما بتدس عمرك ؟
- لا .. انا ما بدس عمري لسبب واحد لانها مغالطة لانه مهما بلغ الانسان من عمر طويلا او قصيرا فهو لا محالة راحل من هذه الدنيا .
* وعمرك الفني ؟
- استطيع ان اؤرخ له منذ العام 1970م ميلاد اول عمل لي اغنية قصر الشوق لحنها عمر الشاعر وغناها زيدان ابراهيم.
* يعني حوالي 30 سنة شعر .
طيب وعمرك بالقصائد كم ؟
- يعني اكثر من 300 نص ..
* شنو حكاية الدويم دي يجي منها سر الختم الخليفة ويحكم السودان ويجي منها المتعافي يحكم الخرطوم وتجي منها انت تحكم ذوق الناس بشعرك وبوظيفتك في المصنفات ده سر تفتكر ام صدفة ساكت كده ؟
- لا ما صدفه .. السر في المدينة دي انها مدينة علم ونور فبخت الرضا ليها دور في الامر ده وثانيا هي مدينة صغيرة جدا جداً العلاقات بين اهلها علاقات اولية ونستطيع ان نقول انها قبل ما تتسع كانت مدينة قرية راقية وانا دائما بشير ليها وبشبهها بي اكسفورد .. يعني مدينة قامت عشان تخدم معهد بخت الرضا وده كان المعهد الوحيد في المنطقة الافريقية والعربية في وضع مناهج التربية والتعليم .
* عشت فيها لغاية ما طلعت للجامعة ..
هل كان ده اول عهدك بالخرطوم ؟
- لا كنت بجي مع حبوبتي لامي وهي تاجرة عندها محل في سوق الدويم .
* اسمها منو ؟
- اسمها فاطمة بت الفكي محمد (ربنا يرحمها ويغفر ليها) شيخ سوق ام درمان اسماعيل محمد الله يرحمه ويغفره ليه يبقي اخوها كان عندو زوجتين فبنمشي العباسية ونمشي حي البوستة .
* ..................؟
- بجي معاها وبكون سعيد جدا جدا رغم جيتنا سريعة كلها 5 ايام وبنقعد مع اولاد خيلانا بنبسط بكوني اقليمي لقى ليه كم سينما دورين وحديقة الحيوان ومحل الداندرمة والمكتبة العامة .
* ودي في الدويم مافي ؟
- تقريبا في لكن الوسط هنا انك جاي مدينة متسعة تتلفت في الشوارع وعلى فكرة ركبنا الترماي في آخر ايامه والبصات البلوبيرد وكان الجنيه بتشتري بيه كمية من الدولارات وكان اجمل سوق في افريقيا والعالم العربي للاحذية والقماش والحاجات هو السوق الافرنجي بالخرطوم.
* واضح من علاقتك بي امك المعروفة للناس وموثقة بقصايدك وعلاقتك مع حبوبتك انك عندك علاقة متميزة مع المرأة وليها مكانة جواك ؟
- اى زول اذا انا لقيتو في الشارع بشاكل في امرأة وايا كانت هذه المرأة ومهما كان سبب المشكلة فأنا ضدو طوالي .. انا مع المرأة مخطئة ام مصيبة .
* يعني جندر عديل كده ؟
- المرأة تستحق التقدير والاحترام .
* لكن ثقافتنا الشعبية لو قالوا ليك ده ودامو ده معناه خصما منو !! انت ود امك ؟
- ايوه انا ود امي وبعتز واتحدي اى زول اذا قال انا ما مؤدب اقولها بكل الغرور انا امي ادبتني وبقتني زول .
* كيف ؟
- مثلا دفعت بي للناس وانا عمري ست سنوات مشيت اشتغل في سوق الخضار ابيع الاكياس واجي شايل الملاح والحاجات كلها ومع ده كله ودتني الخلوة ومشيت براي بخت الرضا وتعهدتني بالرعاية ولا اعتقد لو الوالد الله يرحمه ويغفر ليه موجود كان حيربيني احسن من كده وانا راضي تماما اني ود امي دار السلام وكثير من خالاتي واهلي ناس الدويم بقولوا لي التجاني ود دار السلام.
* جيت الجامعة سنة كم ؟
- اواخر 1969م .
* ما قريت آداب ؟
- لقيت جماعة اصحابي ماشين قانون مشيت معاهم قانون .
* دار السلام كانت دايراك تبقي شنو ؟
- غرضها بس اقرأ الجامعة .
* وعجبها القانون ؟
- عجبتها قراية الجامعة لكن بعدما عرفت اني حاشتغل قاضي او محامي رفضت ومنعتني اشتغلها وقالت لي دي شغلة فيها 9 في النار وواحد في الجنة من كل عشرة .
* ووافقتها ؟
- اصلا انا ما احتجت اشتغل قانوني لاني وانا في الجامعة اشتغلت في الضرائب واترقيت فيها يعني لو اشتغلت بشهادة الجامعة ما كان حتديني مرتب زي الكنت باخدو من الضرائب .
* شاعر رقيق زيك كده يقرأ قانون ويشتغل في الضرائب ويجي تاني يشتغل في وظيفة اقرب للشرطي فيها ما بتتفق معاي انو تناقض ؟
- لا مافي تناقض لاني استطيع ان اجزم بانو الوظيفة ليست لها علاقة بشكل مباشر ، بمكونات النفس البشرية .. يعني ممكن ان يكون هنالك عشماوي يشنق الناس ويكون زول رقيق وحساس .
* ممكن يكون التجاني حاج موسي هذا العشماوي ؟
- لا .. التجاني لا يمكن ان يكون هذا العشماوي .
* نرجع بيك للمرأة ومكانتها جواك وتقديرك ليها لكنك في شعرك بتدينها هي ذاتها ويكفي كمثال قصيدتك لي امك بتقول فيها (وزولتي الحتا حبيبتها لقيتها براي تحب زولين) * دي واحدة من افرازات المدينة .. يعني القيمة دي عندنا في الدويم مافي .
* يعني بنات الدويم بحبن زول واحد ؟
- لا تستطيع ان تفصح عن هذا الحب .. المجتمع هناك قابض .. مثلا الاغنية (ان طلعت القمرة اخير يا عشانا تودينا لي اهلنا بسألوك مننا) كويسا او زي ما قال حسن السر لي بت الجيران : (بخاف اسأل عليك الناس وسر الريدة بينا يذيع واخاف اكتر كمان يا غالي من ايديا انت تضيع واعيش بعدك حياتي جفاف مواسم بينها ما في ربيع) .
* لكن عندك زميلك شاعر قال ما جارتنا بت حارتنا وبنريدا .. ده عكس امثلتك دي ؟
- ده زول خرطوم ساكت .. نحنا ناس الاقاليم ديل حبنا عفيف وصموت .
* منو القال حبيبتك الفي الجامعة وبتحب زولين ما من الاقاليم ؟
- تكون تمردت على اعراف وتقاليد الاقاليم والقرية .
* اتشوكشت كثير في حياتك ؟
- نسبيا ممكن نقول شواكيش خفيفة .
* اول شاكوش بتتذكروا ؟
- من بت الجيران واحنا بنقرأ سوا ونذاكر سوا ونعمل الشاي فيجي واحد مغترب من الخليج يعرسها فكان شاكوش قدري .. لاني ما ممكن وانا تلميذ في الوسطي ما بقدر افصح واقول بريدها ودايرها لاهلها وهم اهلي .
* طلع في قصيدة ؟
- ايوه وما بوريك ليها شنو .
* اى شاكوش مؤلم لكن عند الشاعر عندو قـيمة لانو ممكن يطلع في قصيدة تتباع بثمن جيد ؟ - القصيدة لا تباع ولكن يؤذن بها .. ارجو ان تصحح هذا .
* يعني ممكن نقول يؤذن بها بأجر ؟
- يؤذن بها بمقابل مادي وليس اجر .
* ماشي يا استاذ نقول عندك تجربة عاطفية طلعت في قصيدة واذنت بها بمقابل مادي وثانية اذنت بها لكن بدون مقابل مادي بتعتبر الثانية خسرانة معاك ؟
- اذا ما طلعت بمقابل مادي يكون انا اذنت بها بدون مقابل مادي ويكتفي بالمقابل المعنوي وبالتالي ما بتكون خسرانة معاى.
* بصراحة كده هل المقابل المعنوي يرضي الشاعر ؟
- لا ما برضي الشاعر ولا من انصار انو الشاعر يتنازل عن حقو لاننا في عصر صناعة الثقافة لانو طالما المصنف ده بمشي السوق بمقابل بالتالي صاحب الجلد والرأس اللي هو الشاعر يجب ان يأخذ مقابلا ماديا .
* المقابل المادي بتحسب على حسب الشاعر واسمو ام للقصيدة ؟
- للابداع ذاتو .
* يعني اول قصيدة لشاعر تأخذ اجر اقصد مقابل مادي اكثر من شاعر معتق ؟
- نعم .
* انت رياد .. حبيب (بالتشديد) ؟
- الآن وانت معاي في الحوار ده انا في حالة حب لاني احبك لانك اخ اصغر وصديق وما كان حاقعد معاك الجلسة دي اذا انا ما بحبك .
* (نضحك) لكن يا استاذ ده حب ما بجيب قصيدة تجيب مقابل مادي ؟
- (نضحك مرة اخرى) بطلع قصيدة والقصيدة ما مكون لموقف مباشر لكن ممكن تكون تراكمات لمواقف متداخلة .. مثلا احب شرحبيل احمد وخليفة ومنظر الغروب ودي كلها تكون لينا قصيدة .
* اكيد آخر حب ومتواصل كمان هو حبك لزوجتك قبلها حبيت كتير ؟
- اولا مرتي ما علاقة حب بس يعني ربع قرن من الزمان علاقة زوجية اذن السيدة دي بتصبح حبيبتك واختك وامك وصديقتك .. علاقات متداخلة ديدنها المودة والرحمة .
* قاعدة تغير من علاقتك بي امك ؟
- بالعكس انا امي ما عندها بت بتعتبرها بتها وكتير من الاحيان بتقول لي امي انا ما جاياك انت انا جاية لي بتي اللي هي زوجتي .
* مرتك بتغير من قصايدك ؟
- هي اتجاوزت الامر ده خلاص عرفت انو قدرها زوجة شاعر يعبر عن الناس ووجدانهم وبالتالي ما بتقيف فيها كثير .
* يعني ما قاعدة تعمل عليك مجلس مصنفات في البيت ؟
- كتير جدا القاها بتحفظ قصايد وهي عارفة انها اتكتبت في غيرها .
* كتبت فيها شنو ؟
- رفيقة الدرب الطويل من قلبي ديمة بقدرك وابدا مؤكد مستحيل في يوم اسيبك ابدلك ودي غناها الراحـــل المقيم محـــــــمد احمد عوض .
* وتاني ؟
- (انت رايق وفايق وانا بالي مشغول) . وفي القصيدة دي ظهر اسمها :
* وين بالضبط كده ؟
- يا ندي الازهار يا مثال الغيد مهما تهجرني حبي ليك شديد نوم غرير وسعيد وانا بالي مشغول ودي بغنيها ترباس .
* ..................؟
- الشاعر لامن يبقي محترف ممكن يعبر عن اى موقف دون ان يكون حقو هو شخصيا .
* في ناس عرفو اني جاي احاورك فحملوني سؤال اتكرر ليك كتير . * ـ يقاطعني ـ قالوا ليك اسألني شنو الحاجات تانية حامياني مش ؟
* صحي والله . قول ليهم قال ليكم الحاجات التانية الحامية التجاني تخص التجاني انتو حاجاتكم التانية الحامياكم شنو ؟
* ممكن زي الترزي تقوم بتفصيل قصيدة ؟* جدا ... ـ مثال ـ ؟
(حبايبنا وقرابينا وتخاصمونا) بغنوها البلابل و (واحشني يا الخليت ملامحك في حياتي) ابو عركي الاثنين ديل مثلا ما تجارب شخصية لي .. ناس اصدقاء دي تجربتهم طلبوا مني اكتبها ليهم واصيغ مشاعرهم واعتقد القصيدتين الناس بحبوهما .
* وممكن تكون سمكري تسمكر قصايد شعراء ؟
- ايوه .. وكتيرة جدا لكن الآن اقلعت عن هذه العادة .
* ليه ؟
- كنت وانا بصلح القصائد دي للشباب يعتقد اني بوريهم يعملوا شنو لكن اكتشفت قصايدهم السمكرتها ليهم بودوها تجاز وتتغني وبي كده ده يضر بتجربة الشاعر وانا بقيت اميل لي انو الشاعر يتعلم يصطاد قصايدو افضل من اننا نصطادها له .
* الشعر بتعلموه ؟
- لا يمكن والدليل دكاترة في كليات الآداب معظمهم ما شعراء .
* الفضل لمنو في الاغنية .. للشاعر ام الصوت ام الملحن ؟
- قانون المصنفات حدد صاحب الحق الاصيل هو المؤلف للقصيدة وللموسيقي وصاحب الحق المجاور هو المغني يعتقد انو الفضل للمؤلف البشحذ ذهنو وموهبتو عشان يخلق عملا ابداعيا نصا او لحنا ويأتي دور الصوت الجميل في مرحلة تالية .
* التجاني يرتاح لصوت منو ؟
- على المستوي العربي عبد الحليم حافظ وام كلثوم لا نمل سماعهما .
* وعلى مستوانا هنا ؟
- ده سؤال انا ما حاجيب عليه لكن 90% من الفنانين السودانيين والفنانات الاتغنوا باغنياتي احب اصواتهم .
* آخـر شريط بتسمع فيه في عربيتك هسة ؟
- شريط لعمار السنوسي .. صوتو جميل جدا جدا واعيب عليه انو الشريط ضم اغنية للجابري (مانسيناك) ولسيد خليفة (على الجمال) فحقو كان يغني انتاجو بس .
* اجمل لحن لواحدة من قصايدك ؟
- دنيتنا الجميلة للملحن يوسف حسن الصديق ده لحن جميل .
* قصيدة اتمنيت تكون حقتك ؟
- ضنين الوعد لصديق مدثر .
* قصيدة حقت شاعر تاني حاسي انها بتشبهك .
- (حنيني اليك وليل الغربة اضناني) نسبوها لي وهي حقت السر قدور .
* انت حاسي انها بتشبهك ؟
- ايوه بتشبهني .. انت ما حاسي انها بتشبهني
* انا قايلها حقتك لغاية ماقلت انت انها حقت قدور
طيب صوت اتمنيت يغني ليك ؟
محمد وردي الصوت العظيم ده والحمد لله حيغني لي اغنية للسلام اسمها طيور السلام .
* اول مقابل مادي عن اغنية ؟
- كان تسعة جنيهات وخمسة وعشرين قرشا كان المقابل المادي لاغنية قصر الشوق من الاذاعة سنة 1970م .
* .............؟
- آخر مقابل مادي كان عن البوم للفنان شرحبيل احمد وبلغ المقابل للنص اربعمائة الف جنيه .
* في شاعر مظلوم ؟
- كل شعراء السودان مظلومين ادبيا وماديا والآن نحن نحاول ان نعيد الامر الي نصابه وبدأت تنفذ قوانين الملكية الفكرية .
* شاعر بتحب تسمعوا ؟
- اطـرب لقراءة سيف الدين الدسوقي لشعره .
* شاعرات سودانيات ؟
- روضة الحاج وسعادة عبد الرحمن وسعدية عبد السلام .
* ما يعجبك في المرأة السودانية ؟
- الحياء والخجل.
* طيب لو شاعرة امرأة كتبت عن احاسيسها ومشاعرها بتعتقد انو حينتفي عندها الحياء ؟ - المسألة نسبية تستطيع الشاعرة ان تعبر عن احاسيسها بدون ان تكون مبتذلة الحرف ولا ضير ان تصفح الانثي عن مشاعرها لكن السفور واختيار المفردة البتصفح عن كنه مشاعر سالبة ده الخطأ .
* يزعجك شنو في المرأة ؟
- في كثير من الاحيان بناتنا بقوا يقتفوا اثار كثير من البشاهدوه في القنوات وبالتحديد في مسألة اللبس .
* في حالة أو موقف ما قدرت تكتبه وتصوروا ؟
- نعم .. حتي الآن عجزت اكتب نص في رثاء الشاعر العظيم استاذي محمد بشير عتيق برغم علاقتي اللصيقة به لمدة عشرة اعوام كنا ما بنفترق وما جاني حرف يعبر عن حزني عليه ما عارف ليه رغم اني كتبت مراثي في من هم اقل درجة عندي منه .
* طيب لو دخلنا معاك مجلس المصنفات الادبية والفنية ؟
- اتفضلوا ..
* انت الامين العام بتاعو ما حاسي انها وظيفة زي العسكري كده محتاجة لشخص رسمي جدا وجاد وكده ؟
- اولاً .. انا ما بشبه العسكري في الوظيفة دي عندنا في المجلس شرطة مصنفات ودي ادارة بتقوم بالضبط والمصادرة والتفتيش وفتح البلاغات للمحاكم .. انا شرطي من نوع اخر معني بالملكية الفكرية وما عندي علاقة بقضايا جنائىة ثقافة الملكية الفكرية ثقافة جديدة في السودان .
* ...................؟
- عملنا نظام وافقتنا عليه محكمة الملكية الفكرية وهو ان ننهي نزاعات الخصوم خارج قاعات المحاكم
* جل البتعاملوا معاكم مبدعين ما بتتفق معاي انو بطبعنا السوداني ما بنحب القوانين والسلطة ومتمردين عليها .. المبدع اكثرهم تمردا.. ما بتعانوا في المجلس من هذا التمرد ؟ - السؤال بهذا الشكل مرفوض انا اكره ان تطرح الاحكام في المسألة خلينا نقول ان البعض متمرد ولو كان السؤال كده نقول نعم لكن في ميزه عند السوداني في مرحلة محددة من المفاوضات لو جنح الطرف الثاني للسلم واتعامل بالحسني بتنازل الثاني عن حقو وبرضاه ويعفو .
* بتجامل في القانون ؟
- لا اجامل ابدا في القانون .
* بتتعامل بنظام باركوها يا اخوانا ؟
- بتعامل مع نظام المباركة السميتو انت اذا نفذ القرار الي جوهر القانون لكن ما بجامل ابدا اني اخرج عن اطار الحق والعدالة .
* هل بالضرورة تجاز كل الاغاني البنسمعها دي من المجلس بتاعكم ده ؟
- كثير من البتسمعوه ده لا دخل للمجلس به .
* منو البجيزها ؟
- المجتمع في كثيرمن الاحيان خاصة الاغنيات الركيكة والما بتمر عبر لجاننا المختصة عشان كده في اطار ادارة الرقابة بالمجلس نصادر بعض الاشرطة البتنتج خارج مظلة المجلس .
* قصايدك كلها مجازة ؟
- كل القدمتو للجان النصوص اجيزت الا القليل .
* يعني عندك قصايد رفضوها ؟
- عدد منها رفضوه واعدت النظر فيها مرة اخري واجيزت .
* يعني ما زعلت مرة وانفعلت وقلت انا التجاني كيف ترفضوا لي قصيدة ؟
- انا صادق في القول اني رغم اني لي تلاتين سنة بكتب الشعر لم اكتب القصيدة الفي خاطري حتي الآن وانا احاول واجرب حتي الان كتابة الشعر .
* في قصيدة حقتك بعد ما سمعتها غنوها اتمنيتها لو عدلتها ؟
- ايوه .. وما بوريك ليها .. وبالمناسبة اكثر من اغنية اتمنيت لو اتعدلت في كذا حاجة .
* في قصيدة اتمنيت لو سحبو منها اسمك ؟ - ايوه .. واتمنيت لو ما كتبتها اصلا .
* ممكن نعرفها ؟
- جدا بس يكون سر
* بيني وبينك والقراء بس. * موافق .. دي اغنية جاي تفتش الماضي بغنيها ترباس .
* ليه يا استاذ دي اغنية جميلة جداً ؟
- اتمنيت لو ما كتبتها و اسحبها لاسباب خاصة .
* بتكتب متين ؟
- مافي وقت محدد لكن كلما اتيح لي هدوء بكتب .
* اثناء الدوام ممكن تكتب ؟
- كثير من الغنا كتبتو اثناء الدوام .
* بتعيد كتابتها ؟
- مرات بتجي مكتملة من اول مرة ومرات نقرأها مع الاصدقاء والشعراء وبنعمل فيها تعديلات في بعض عباراتها .
* منو اول زول بتقرأ ليهو قصيدة جديدة عملتها ؟
- احيانا اقرأ لصديقي الشاعر حسين خوجلي قصائدي الجديدة لانو هو نفسه بتصل بي ويقول لي اقرأ لي مقطع جديد .
* بتتدخل في الحان قصايدك ؟
- قالوا الالحان العلمتها انا لي قصايدي جميلة .
* اجمل لحن عملتو انت شنو ؟
- من بعد ما فات الاوان الليلة جاي تعتذر ودي من كلماتي والحاني وسجلت للاذاعة بصوت الفنان عبد الوهاب الصادق شفاه الله .
* ما بتتدخل في الحان ملحني اغنياتك ؟
- الا اذا دعوني في البروفات بهمس بملاحظاتي للملحن .
* بتحب حقيبة الفن ؟
- جدا لو ماهم ما كنا كتبنا نحنا البعدهم .. انا بحتفي جدا بقصايد عتيق وابو صلاح وكل الكوكبة دي .
* هل في تطور في الساحة الغنائىة ؟
- هناك اصوات شعرية شابة قوية وعميقة وبتكتب الشعر افضل مننا نحنا .
* ابرزهم منو ؟
- كمثال وليس حصر .. اسماعيل الاعيسر وسعادة عبدالرحمن وعدد من الشباب .
* والاصوات الغنائىة ؟
- ولا زال محمود عبد العزيز على قمة الاصوات الشابة الجميلة والمطربة وممكن نقول ياسر ابراهيم ووليد زاكي الدين وعادل مسلم ومها عبد العزيز وديل برضو على سبيل المثال .
* في التلحين ممكن يجينا برعي تاني ؟
- ما بجي برعي لكن ممكن يجي احسن .. في ملحنين شباب لكنهم قبيلة قليلة .
* وبعد سادتي هذا هو التجاني ود دار السلام المسامح والمسالم والرومانسي والدبلوماسي الانيق زيا وعبارة واحساسا .. قال : يا قصر الشوق لو هداك حبيبك مرة ليك صدا .
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 9:07 am | |
| حكايات.. وأغنيات.. وأسرار صحيفة المجهر التجاني حاج موسى 07/11/2012 م *****
الغناء، من منا لا يدندن بأغنية في الحمام أو وهو سارح يقود عربته أو يرخي سمعه لأغنية تبثها إذاعة أو هو راكب في حافلة، أو يقتني تسجيلاً لفنانه المفضل، وأهل السودان يعشقون الغناء كبارهم وصغارهم، ترى ما السر في هذا العشق؟ هل لرهافة أحاسيسهم ورقة مشاعرهم؟ أم لأنهم عشاق طرب ودندنات؟ أم لأن الغناء يعبر عن ذواتهم ويخاطب قلوبهم ومشاعرهم ويحكي قصصاً عاشوها في حياتهم؟ الشاهد أن كل تلك الافتراضات واردة لأن وظيفة الشعر تخدم كل تلك الأغراض، فالشاعر كما عرفه "الخليل بن أحمد الفراهيدي"، لسان حال أمته والمعبر عن أشواقها وآمالها وتطلعاتها، والمبشر بقيم الجمال المطلق، والمحرض للجماعة للذود عن حياض القبيلة والأمة، وحامل مشاعل النور ليضيء لها دياجير وظلمات الحياة، والشعر في كل الأحوال هو ضرب من ضروب الفنون لا يتأتى إلا بالموهبة التي يهبها الله للمبدع الشاعر، فتنداح القصيدة لتعبر عن موقف ومشهد حياتي جمالي، وما يميز الشعر عن النثر أنه يأتي مموسقاً منظوماً في بحر وإطار من الإيقاع الموسيقي بحسب البحر الذي اختاره الشاعر لدفقة مشاعره التي تبلورت في مخيلته الشعر، فقد تأتي القصيدة في بحر الطويل أو البسيط أو الرمل، والبحر الأخير رشيق ويتسم بالإيقاع السريع، وقديماً أُستغل في غناء الموشحات الأندلسية المعروفــة، وظلت القصيدة الكلاسيكية شكــلاً ومضموناً هي السائدة بتفعيلاتهــا الكلاسيكية القديمة منذ عهود الشعر الجاهلي إلى أن جاءت خمسينيات القرن الماضي، حيث تمردت الشاعرة العراقية (نازك الملائكة) و(بدر شاكر السياب) وكلاهما من العراق الشقيق، تمردا على عمود الشعر وذهبا ناحية حديثة بأن كسرا عمود الشعر واحتفا بالتفعيلات الداخلية للقصيدة، واحتفظا بموسيقى الشعر الداخلية المنداحة من الإيقاع العام للقصيدة، وذلك لتأثرهما بالثقافة الأوروبية في محاولة لانتهاج نفس النهج الشعري الذي ساد في عصور النهضة. وعندنا في السودان، سار شاعرنا العبقري العظيم (التيجاني يوسف بشير) في نفس طريق مدرسة عمود الشعر مع الفارق في اتخاذ (التيجاني) نهجاً ما زال موضوع بحوث أدبية تفند عبقرية شاعرنا الفذ نسيج نفسه (يرحمه الله)، فقد غادر الدنيا ولم يبلغ عقده الثالث من العمر مخلفاً لعوالم الشعر ديوانه العظيم (إشراقة)، وانتهج (المجذوب) نهجاً في الشعر هو مزيج بين الحداثة والكلاسيكية، واحتفى بموسيقى الشعر الداخلية ودونكم ديوانه العظيم (نار المجاذيب)، تلك التحفة الشعرية الحافلة بالجمال والأخيلة والتهويمات الصوفية الوجدانية الرائعة والتي لا تخلو من رؤى فلسفية عميقة تأخذ بشغاف قلوب محبي الشعر، انظر لتلك اللوحات الرائعة التي رسمها ببراعة المبدع في قصيدته الرائعة (المُولد): (وهنا حلقة شيخ يرجحن يضرب النوبة ضرباً.. فتئن..) الخ.. القصيدة الرائعة والتي تحولت إلى أغنية مطولة لحنها الرائع الفنان العبقري (د. الكابلي)، والتي ألف لها لحناً موسيقياً حولها بأدائه إلى لوحات جمالية خلدت ذكرى احتفالنا بالحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم). وهناك فناننا الخالد العبقري (عثمان حسين) الذي أخذ من ديوان (التيجاني يوسف بشير) (إشراقة) فشدا بـ(محراب النيل) (أنت يا نيل يا سليل الفراديس). وانتقى الراحل المقيم سفير الثقافة والأغنية السودانية (سيد خليفة) أغنية (أنشودة الجن) (قم يا طرير الشباب.. غني لنا غني.. يا حلو يا مستطاب أنشودة الجن). وهكذا حفلت حديقة الغناء السوداني بباقات من العطر والورود من أشعار خَلُدت حينما تحولت إلى أغنيات حفظتها الملايين من عشاق الشعر الرصين، وإن كان شعراء تلك الأغنيات لم يؤلفوها ابتداءً لتغنى. وها هو (د. حمد الريح) الفنان الجميل انتقى من حديقة شاعرنا الفخيم الراحل (صلاح أحمد إبراهيم) (ليت لي أزميل فدياس وروحاً عبقرية يا مريا)، والأمثلة كثيرة للغناء السوداني الجميل، فها هو (د. كابلي) ينشد للعبقري (إدريس جماع) – يرحمه الله - (ما له أيقظ الشجون فقاست وحشة الليل واستثار الخيال.. ما له في مواكب الليل يمشي يناجي أشباحه والظلالا.. هين تستخفه بسمة الطفل.. قوي يصارع الأجيال.. حاسرُ الرأس.. مستشف من كل شيء جمال)، وانتقى أيضاً من (أبي فراس الحمداني) (أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمُر؟!). ومن قصائد أستاذنا الراحل المقيم الذي رحل عنا بالرياض الأسابيع القليلة الماضية – له الرحمة – (صديق مدثر) رائعته (ضنين الوعد). وذهب الراحل (زيدان إبراهيم) إلى الشقيقة (مصر) لشاعر (الأطلال) التي شدت بها سيدة الغناء العربي (أم كلثوم) واختار أبياتاً من قصيدة (الوداع) : (داوي ناري والتياعي وتمهل في وداعي يا حبيب الروح هب لي بضع لحظات سراع)، صاغ لها من تأليفه لحناً سكب فيه عصارة موهبته في تأليف الألحان. أما نسيج نفسه من عبقريات الغناء السوداني المرحوم (عبد العزيز محمد داود)، فدونكم عشرات القصائد الدينية والفصيحة شدت بها عقيرته الذهبية من إنشاد ديني وغناء عاطفي (عربدت بي هاجسات الشوق إذ طال النوى). وذاك الفنان الشفيف الراحل (العاقب محمد حسن) يرحمه الله – أيضاً احتفى بفصيح الغناء، فاختار من ديوان الأمير الشاعر – الراحل – (عبد الله الفيصل) (هذه الصخرة.. يا حبيبي ظمئت روحي وحنت للتلاقي.. وهفا قلبي إلى الماضي وناداني اشتياقي). واشرئب الراحل الصداح (صلاح محمد عيسى) إلى بلاد الشام ليختار قصيدة لشاعرهم (الياس فرحات) (يا عروس الروض يا ذات الجناح يا حمامة.. سافري مصحوبة عند الصباح بالسلامة). ومن أشعار أستاذي الجميل (مهدي محمد سعيد) متعه الله بالصحة والعافية، اختار صديقي المرحوم (زيدان) (جميل ما سألناهو.. ولكنَّا هويناه.. بديع في تثنيه.. جميل حين تلقاه).. ولـ(مهدي) أيضاً من ألحان موسيقارنا العظيم (خالي برعي محمد دفع الله) – يرحمه الله - وأداء الراحل (أبو داود) (إذا حييته بسم). إذا تأملنا هذه النماذج وأمعنا النظر وأصغنا السمع، نجد أننا أمام عبقريات مدهشة توفرت لها كل عناصر الدهشة والجمال، وإن حفظت تلك الأغنيات قطعاً ستعطر وجدانك بأريجها الفواح وتخضر يباب لحظاتك المحزنة بساتين من الأزهار والورد، يفوح أريجها فيعطر أرجاء نفسك الحزينة، ولا يقف الأمر عند الإمتاع الحسي، بل يذهب بك إلى التذوق والإمتاع الروحي، فيرق قلبك ويتزين بقيم الخير والجمال المطلق من حب وإحسان ورحمة ووهج من نور روحاني أخاذ. ولو طوفنا في عوالم العامية الغنائية السودانية نقف على آثار شعرائها الذين رحلوا إلى رحمة المولى عز وجل، والذين هم على قيد الحياة أطال الله أعمارهم، ويأتي أميرنا (صالح عبد السيد)– يرحمه الله – الذي لا يكتفِ بالنظم الجميل، بل يدخل في استعراض قدراته الخارقة في النظر فليتزم لزوم ما لا يلزم في النظم، هاكم رائعته (بدور القلعة) (العيون النوركن بجهرا.. غير جمالكن مين السهرا.. يا بدور القلعة وجوهرا)، أنظر التزامه بالثلاثة أحرف في عجز أي بيت من أبيات القصيدة.. الهاء و الراء و الألف (بجهرا وسهرا وجوهرا)، ستجد (أبو صلاح) تفوق على معظم أقرانه من شعراء مرحلة غناء الحقيبة، وكأني به يتحداهم أن يأتي أحدهم بنهج في النظم الشعري كالذي التزم به، فالشاهد أن من سبقوه من أساتذتنا في بداياته الشعرية كـ(العبادي) قد أنكروا عليه تميزه وقللوا من قدراته الشعرية، فعكف هو والمطرب المؤلف الغنائي رائد الغناء السوداني (كرومة) فملا الدنيا غناء عذباً رقيقاً يذهب بالألباب. و(بدور القلعة) لها قصة يعرفها المنشغلون بأمر الغناء، أحكيها لكم كما سمعتها من أستاذنا الشاعر العظيم (محمد بشير عتيق): (عزمونا في حي القلعة يا التيجاني.. الحفلة كانت بالرتاين الكهربا مافي.. البنات بقعدن في السباتة البروش وبيقبلن على الحيطة.. الشعرا والفنانين والكورس بيقعدوا في العناقريب.. بدور دي.. قالت وروني أبو صلاح.. لمن شافتو.. قالت: مستهجنة.. الأحوص ده؟! بس!! والخبر وصل لي أبو صلاح وفي نفس اللحظة نظم بدور القلعة..) انتهت رواية عتيق.. انبرى (كرومة) في نفس الحفل ولحن الأغنية وقامت بدور ورقصت فيها.. يا للروعة. و(عتيق) أيضاً له حكايات مع أغنياته، أغنية (هل تدري يا نعسان أنا طرفي ساهر؟! جسمي اضمحل بي غرامك وأنت ساهي.. ليلي ونهاري أنا لي حيك بهاجر.. آخذني نورك يا ساحر المحاجر.. ما بخشى لوم في هواك.. ما بخشى زاجر..).. الخ النص الغنائي الجميل الذي لحنه وغناه (كرومة)، حدثني (عتيق): (تعرف يا تيجاني أنا أخدت علقة سخنه بي سبب الأغنية دي.. في العشرينيات طبعاً.. الأغنية عجبت الناس واشتهرت والملهمة حسناء من بنات الموردة – شاهدتها قبيل وفاتها وهي في خريف عمرها يرحمها الله – والعلقة من أخوانها وأولاد الحلة لأنو عيب في الزمن داك تنظم أغنية في بت معروفة.. بختكم تنظموا هسه على عينك يا تاجر.. ما بخشى لوم في هواك ما بخشى زاجر!!) لله درك يا (عتيق) يرحمك الله أشهد لك وقد عاشرتك سنين عديدة أنك كنت عذري الهوى عاشقاً للجمال وممجداً لخالق الجمال سبحانه وتعالى، وكنت حافظاً للقرآن لم تقارع خمراً ولم تدخن سيجارة وصلواتك في أوقاتها، وعلمتني الكثير. من تلاميذ (عتيق) الفضلى الفنانة (عابدة الشيخ) وهي مطربة ملتزمة بالغناء الجميل، كانت تزورني بالمكتب حينما كنت أعمل موظفاً بضرائب أم درمان بعد نهاية يومها الدراسي، فقد كانت طالبة بالمرحلة الثانوية تحمل كراستها الشعرية، وكان يزورني أستاذي (عتيق)، كنا نجتمع عقب ساعات العمل ونتخذ من ظل شجرة الجميز مكاناً نعقد فيه منتدانا الذي تؤمه كوكبة من نجوم الغناء والشعر تحت ظل هذه الشجرة.. وأحمد لأستاذنا (أحمد خضر الجزولي) مدير المكتب وقتها أنه كان يسمح لنا بعقد المنتدى بل أحياناً يكون أحد الحضور. استمع عتيق لـ(عابدة) غناء وشعراً، فأجازها شاعرة ومغنية، وأعجب بصوتها لا سيما حينما تغني أغنيات الحقيبة التي تحفظها وتجيدها لاسيما أغنيات (عتيق)، فامتلأ شيخنا طرباً وأحياناً تأخذه هزة الطرب فتنهمر الدموع من عينيه: (يا بتي!! أنت لازم تدخلي معهد الموسيقى بعد ما تكملي الثانوي، والشاعر الشين أب دق ده (يقصدني) وأنا بنوديكي المعهد عشان تكوني فنانة كبيرة!). وبعد إنهائها مرحلة الثانوي ذهبنا معها إلى سلاح الموسيقى لأن معهد الموسيقى كان مغلقاً، وهناك تعرفت (عابدة الشيخ) على الأستاذة الملحنة (أسماء حمزة)، وكانت تلك الثنائية بين (أسماء) و(عابدة)، وفي أول زيارة لهما لـ(عتيق) كتب أغنية لحنتها (أسماء حمزة) وغناها شقيق (عابدة الشيخ) أسامة الشيخ (زيارتك " أسمى" غاياتنا و" همزة" وصل بيناتنا).. إلخ الأغنية – أنظر إلى الكلمتين بين الأقواس وهذا ما يعرف بالتضمين، فقد ضمن (عتيق) اسم (أسماءحمزة) دون خلل في سياق معنى أن من أسمى غاياته زيارة المحبوبة والتي تعتبر همزة للوصل بين الأحبة،.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 9:09 am | |
| جاي تفتش الماضي و الحق المادي
******** بدا ما يفعله الشاعر التيجاني حاج موسى مؤخراً مثيراً للجدل بسماحه لأكثر من فنان بالتغني بالقصيدة الواحدة.. ولم ينفض غبار معركته مع صديقه محمد ميرغني في أغنية «حلو العيون» حتى قامت الدنيا ولم تقعد- حتى الآن - مع الفنان كمال ترباس في أغنية (جاي تفتش الماضي) ورغم غرابة التصرف الذي راه الكثيرون مخالفاً للأعراف والتقاليد. إلا أن للتيجاني رأياً آخر أكثر إثارة حيث أوضح في حواره مع «الرأي العام» أنه ينشد حقه المادي من كل الذين تغنوا له وبالتالي فإن معركته مع ترباس بالضرورة لن تكون الاخيرة والعديد من الآراء الجريئة في نص الحوار التالي: .......................................
? ما الجديد في قضية ترباس..؟ - سمعت أنه ينوي الذهاب إلى المحكمة ويعد العدة لذلك ولا أدري ما الذي منعه.. ? له تصريح بأنه صاحب حق وسوف يكسب القضية..؟ -لو كان صاحب حق ومعه أوراق تثبت حقه لما تردد لحظة واحدة لكنه لا يملك شيئاً ضدي وليس هناك عقد بيني وبينه يخول له ذلك وليرني وثيقته في المحكمة.. ? هل لديك فكرة معينة من ثورتك..؟ - أريد للجيل القادم من المؤلفين أن يطالبوا بحقهم.. ترباس مثلاً.. له منزل جميل وعربة فخمة ومظهر أنيق وشهرة وهذا من ثمرات إبداعنا ويتقاضى عن الامسية ما يقارب الـ «16» مليون جنيه ذلك دون أن يعطيني ولا مليماً.. ? أيعقل ألا يعطيك حقك في أعمالك..؟ - وما الذي أوصلنا الى هذا الطريق إذن. ? من من الفنانين يحفظ لك حقك..؟ -عبد القادر سالم في كل مرة تبث له أعمال في إذاعة خارجية يأتيني بـ «400-500» دولار ويقول لي هذا حقك.. ? هناك إستغراب .. ليه التيجاني بعمل كدا..؟ -أنا بعمل كدا عشان نبرم عقداً.. وهذا ما يحصل في كل الدنيا أريد أن أوجد أدبيات للتعامل ليعطي كل ذي حق حقه.. وتساءل.. ليه هاشم صديق أوقف ابوعركي وود الامين.. وليه كسب الدعوة.. لأنه صاحب حق.. وأنا كذلك صاحب حق أصيل.. ? هناك مقولة سائدة بأن التيجاني أصبح يركض تجاه المال فقط..؟ -اعمال مرغوبة وإلا «ما كان الناس جوها» لذلك مفروض أن اتقاضى مقابلاً مادياً.. ومن يريد أن يحتكر عليه أن يعطيني مقابلاً. ? إذن أنت تقر بالامر..؟ - ومن الممكن أن آذن لشركة أو فنان آخر ليؤدي أياً من أغنياتي وبالتالي المقولة بأنني أصبحت أسعى وراء المادة اقولها صراحة ما العيب في ذلك.. إذا قسنا أن من يؤدون اعمالي واعمال إخوتي في الحفلات والاذاعات يستأثرون بالحقوق المادية وحدهم ولا يعطوننا مليماً واحداً.. ولنناقش الامر بالمنطق.. فإذا إفترضنا أن لي عدداً من الاعمال الغنائية أعطيتها لفنان ما.. ولم يعطني مليماً واحداً بل ذهب بها إلى الجمهور يغنيها لسنوات عديدة بمقابل مادي يقتسمه هو والموسيقيون وحتى صاحب مكبر الصوت في حين ان من ألف هذه الاعمال وقدح ذهنه وسخر موهبته لم يتقاضى مليماً واحداً.. كيف يستقيم الامر ومنطق الاشياء. ? ما هي الحيثيات التي دفعتك إلى ثورتك تلك..؟ - للمؤلف إلتزاماته المادية مثل ما للمؤدي وكون المؤدي قد أشهر أعمالي لا يعد هذا مبرراً له بإحتكار تلك الاعمال وفي هذا السياق أذكرقصيدة للشاعر محمد بشير عتيق حينما كان يستمع الى فنان معروف يؤدي أغنياته في حفل عرس بالقرب من منزل عتيق ليلتها كان شاعرنا العظيم لا يملك ثمن وجبة العشاء في حين أن ذلك المغني الذي كان يصدح قد تقاضى أجراً يفوق الملايين روى لي ذلك في صبيحة اليوم التالي وقال قولته الشهيرة (عايشين وغيرنا وارث) أ ي نحن على قيد الحياة والناس تأكل حقوقنا فلماذا ينكر الناس على المؤلف تقاضي مقابل مادي في حين أنه يبارك هذا المقابل المادي للمؤدي.. ? إذن معاييرك مادية وليست جمالية..؟ - إنفعل وقال.. أصلاً ما تكلميني عن جماليات أداء.. إذا ترباس بيغني مجاناً إذن لا يحق لي بالمطالبة وإلا أكون «زول بطال». ? لكنك وقتها أعطيته لها وفق الاعراف القديمة.. «مقاطعة» - وقتها كنت أستمتع وامارس هواية والآن نحن نعيش في عصر الملكية الفكرية.. والسبب الرئيسي أنه ليس بيننا عقد ولم نرتب أوضاعنا.. ? هل يعني هذا أن الوضع ممكن أن يتكرر إذا طلب أحدهم أغنيةأخرى مسموعة عند فنان آخر..؟ - رد بسرعة.. أي زول يحترم حقي بديهو يغني.. ? صمت وقال.. -الناس بتتخيل إني بركب عربيتي وأسترزق.. أنا ما بمشي لي زول اقول ليه غني لي الناس بجيوني وأنا بوافق. ? يقال أنك لا تراعي الصداقة ولا الاعراف القديمة في الامر..؟ - طيب هو ما صاحبي (30 ) سنة ليه ما يديني حقي..؟! ? يرى الكثيرون أن اغنية «حلو العيون» بصوت فرفور لم تضف له ولم يضف لها..؟ -لان ثقافة الملكية الفكرية لم يستوعبها العديد من الناس وحتى بين المثقفين هناك خلط بين حق المؤلف ومزاج المستمع.. وحينما ثارت بعض الاقلام في قضية أغنية «حلو العيون» والتي هي من كلماتي والحاني عندما أذنت للفنان الشاب جمال فرفور بتسجيلها في ألبومه الشهير بالكروان.. انكروا على هذا التصرف واولهم صديقي الفنان محمد ميرغني الذي أدى هذه الاغنية أداء جميلاً لاكثر من عقدين من الزمان.. ومحمد ميرغني يرى أن تصرفي هذا مخالف لمنطق الاشياء إذ حسب أنه بغنائه لحلو العيون قد أصبح مالكاً لها ولا يجوز لأي مؤدٍ آخر ان يؤديها.. ? بعد هذا العمر قد يبدو دفعه موضوعياً ويجد تعاطفاً..؟ -حجته التي ساقها أنه أشهر هذه الاغنية وإرتبطت باسمه لذا لا يجوز لمؤلفها وملحنها أن يأذن لأي شخص آخر بادائها وقد يبدو هذا الدفع موضوعياً في شكله غير أنه يخالف قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة مخالفة صريحة.. لان المشرع قد أعطى المؤلف الحق في الاستئثار والتمتع بحقه المادي طوال حياته وبعد وفاته ينتقل هذا الحق الى ورثته لمدة خمسين عاماً وبعد إنقضاء المدة - يصبح المؤلف حقاً مشاعاً للجميع، ويظل حق المؤلف الادبي قائماً مدى الحياة ولعل فلسفة التشريع قصدت أن يستثمر المؤلف ثمرات إبداعه مادياً وادبياً.. ? لم تجبني ما الاضافة..؟ -اما القول بقداسة هذا الحق لدى المتلقى بإعتبار أن المؤدي الاول قد أدى هذا العمل كما ينبغي ولم يضف فرفور شيئاً يذكر بأدائه أغنية «حلو العيون» فهذه مسألة نسبية ولن نستطيع أن نجزم أن فرفور قد شوه الاغنية لأن لديه العديد من المعجبين كما أن لمحمد ميرغني العديد من المعجبين.. إذن ليس هناك معيار مادي يتوافق عليه الناس بأن اداء محمد ميرغني لحلو العيون أجمل من أداء فرفور والعكس صحيح.. نحن هنا لسنا بصدد معيار جمالي بقدر ما نحن بصدد إعمال قاعدة قانونية تقضي بأن يتمتع المؤلف بحقه المادي الذي ذكرنا. ? ملاحقتك للماضي ألا يتسبب في منعك من التجديد؟؟ - إطلاقاً.. ? ربما تؤثر وربما هي سبب عدم الانتاج الجيد وإنتشار الهابط من الشعر..؟ -هذا يرجع إلى فساد المجتمع.. الذي يجيز للبنات ان تغني (راجل المرا) ولو أنا عريس بقول على الطلاق ما تتغنى . . | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 9:16 am | |
| [b]قصتي مع "الكابلي".. في عز الليل تجاني حاج موسي صحيفة المجهر الأربعاء 03 يوليو 2013م
******
في الستينيات كانت معرفتي به، قبلها كنت من المعجبين بصوته وأغنياته، وكنت تلميذاً بالمرحلة المتوسطة بمدرسة الدويم الأهلية.. وكنت أشكل ثنائياً غنائياً مع صديق الطفولة سعادة المستشار القانوني الأستاذ "عبد الحي حاج صالح" الذي يعمل بدولة البحرين – رد الله غربته – وكثيراً ما كنا نعتلي مسرح المدرسة في الجمعيات الأدبية يوم (الاثنين).. نغني (أين من عينيَّ هاتيك الليالي يا عروسَ البحرِ يا حلمَ الخيالِ) للشاعر المصري المهندس "علي محمود طه" ونغني (شذى زهرٍ ولا زهرُ فأين الظلُّ والنهرُ) للشاعر الأديب المفكر المصري "عباس محمود العقاد" وأغنيات أخرى "للكابلي" بالطبع من بينها (ضنين الوعد) لأستاذنا الراحل المقيم الشاعر العظيم "صديق مدثر" له الرحمة والمغفرة، اجتمعنا مجموعة من التلاميذ محبي الغناء الجميل أعضاء الجمعية الأدبية وجمعية الموسيقى.. كنا نتصيد أخباره عبر مجلة (هنا أم درمان) المتخصصة في أخبار الإذاعة والفنانين والشعراء، شأننا شأن المعجب والفنان وكان يشاركه هذه المزية الراحل المقيم صديقي "زيدان إبراهيم" العندليب الأسمر له الرحمة والمغفرة والذي لم يكن له إنتاج كثير في ذلك الحين لحداثة دخوله عالم الغناء، و"زيدان" نفسه كان معجباً بـ"كابلي" و"وردي" و"إبراهيم عوض" الرحمة والمغفرة للذين رحلوا عن دنيانا، وخلفوا لنا أغنيات من ذهب.. فيا سبحان الله.. اشتركنا في قواسم مشتركة دون اتفاق أو ترتيب، وكنا نطرب حتى الثمالة لـ (داوي ناري والتياعي قفْ تمهَّل في وداعي.. يا حبيبَ الروحِ هب لي بضع لحظاتٍ سِراع) والأغنية من بواكير وألحان "زيدان" الرائعة، ومن كلمات الشاعر الطبيب المصري "إبراهيم ناجي" تخيلوا اهتمامتنا ونحن صغار.. الشعر والفن والأدب والرسم والرياضة بأنواعها! ترى هل اهتمامات صغارنا ترقى لتلك الاهتمامات التي كنا ننشغل بها؟ وهل صدقت مقولة (إن لكل زمان رجاله وأبطاله)؟ المهم.. نحن كنا أسعد حظاً من أبنائنا الآن.. تخيلوا في ذلك الزمان يكتب كاتب مقالاً ينتقد فيه "الكابلي" نقداً هداماً وصل حد السباب الشخصي، وينشر المقال في صحيفة (الصباح الجديد) التي كانت واسعة الانتشار، ورئيس تحريرها الأستاذ الشاعر "حسين عثمان منصور" والصحيفة كانت تفرد حيزاً مقدراً للفنون بشكل عام لاسيما فن الغناء والموسيقى، وكان أستاذنا الشاعر "النعمان على الله" محرراً لصفحة الفن في تلك الجريدة يومها غضب غضباً عارماً على ما كتبه كاتب المقال في حق "الكابلي" الذي نكن له إعجاباً ومحبة.. عقدنا اجتماعاً والصحيفة بين أيدينا وأصدرنا قراراً بضرورة الرد بمقال في نفس الصحيفة، وكلفني الأصدقاء بكتابة المقال، وفي اليوم التالي عصراً بعد الدراسة اجتمعنا لنجيز المقال توطئة لإرساله للصحيفة للنشر، واقترح أحدهم أن نرفق صورتي بالمقال، وذلك ما فعلنا بعد أن وضعنا طابع البريد وأودعنا الخطاب صندوق البوستة، وبالمناسبة أيضاً كان الشاعر العظيم "مصطفى سند" له الرحمة – أحد موظفي البوستة بمدينة الدويم، وكنا أيضاً نلتف حوله حينما أدركنا أنه شاعر لعدد من أغنيات الصديق الباشمهندس الفنان الملحن الأستاذ "صلاح مصطفى" والذي كان يعمل أيضاً مهندساً للبريد والبرق.. بعد أسبوع تحلقنا بالقرب من مكتبة عمي المرحوم "غانم محمد أفندي" الذي كنت أعمل معه بالمكتبة أوزع الجرائد والمجلات والكتب للمشتركين من أساتذة معهد التربية ببخت الرضا ذلك المعهد العريق بمدينة الدويم والذي درسنا فيه المرحلة الأولية ولن ننسى أياماً مضت مرحاً قضيناها! وكانت المفاجأة أن ينشر أستاذنا "النعمان علي الله" المقال كاملاً، وقد كان المادة الرئيسية في جريدة (الصباح الجديد)، الواسعة الانتشار! يومها كان حدثاً لمجموعتنا ولأساتذتنا ولمدينة الدويم إذ قرظ الكثيرون وأعجبوا بالمقال لاسيما المعجبين "بالكابلي" إذ شفيت غليلهم بردي.. والمدهش حقاً أن الأستاذ "كابلي" أرسل لي رداً رقيقاً بعنوان المدرسة بخطاب مسجل بعلم الوصول كان أيضاً حدثاً لمجموعتنا، والحادثة تلك كانت طريقاً لمشاركة معظمنا بمراسلة الصحيفة، ونحن في معية الصبا.. يومها كانت الساحة الأدبية بمدينة الدويم تعج بالنشاط الإبداعي والمسرحي، والساحة الثقافية بعاصمة البلاد الوطنية أم درمان تمور بالمنتديات الثقافية التي كنا نقتفي آثارها عبر الصحف، وكان "كابلي" عضواً في ندوة الأديب المرحوم "عبد الله حامد البشير" بحي البوستة بأم درمان.. وكنا نتابع باهتمام شديد ما يجري في أروقة الثقافة بالخرطوم.. وكنا ننتهز فرصة مجيئ الفنانين لسينما الدويم لنستمتع بغنائهم، ويومها السينما قد تخصص حفلين في ليلة واحدة، وكنا نحضر الحفلين ومن نجوم تلك الحفلات كان الراحل الدكتور "وردي" والعبقري الراحل "عثمان حسين" والراحل الفنان "أبو داؤود" والراحل "عثمان الشفيع" والرحل "محمد أحمد عوض" والراحلين المسرحيين "عثمان حميدة" (تور الجر) والراحل "محمود سراج" (ود أب قبورة) والراحل "إسماعيل"، وبالطبع المسرحي العظيم الراحل "الفاضل سعيد" وقد كان ينفرد بعرض مسرحية من مسرحياته والمدينة عن بكرة أبيها تحتفي بتلك العروض لاسيما وهي مدينة علم ونور وثقافة، وكان من إخواننا الكبار مولانا "عبد المحمود صالح" الذي حبب لنا كرة السلة ودراسة القانون. وبالمناسبة كانت هنالك ستة مسارح بمعهد التربية ببخت الرضا شهدنا من على خشبتها الراحل رائد المسرح الأستاذ "الفكي عبد الرحمن" والأستاذ "الحوري" والموسيقار "الماحي إسماعيل" متعه الله بالصحة والموسيقي المرحوم "علي ميرغني" وكوكبة من الأساتذة الأجلاء وقفوا على تثقيفنا وتربيتنا وتعليمنا على رأسهم البروفيسور "أحمد الطيب زين العابدين" العالم الجليل ابن الدويم، وثلة من أساتذة كرام عشنا معهم ورأيناهم عن قرب منهم الأساتذة "مندور المهدي" – يرحمه الله – وما ذكرتهم على سبيل المثال. ومكاتب الدولة كانت تستوعب من تخرجوا في المرحلة المتوسطة من بينهم كان الفنان "الكابلي" الذي دخل الوسط الفني ملحناً وعرفته الإذاعة عبر عدد من فناني ونجوم الستينيات في الغناء من بينهم الرائع الراحل "أبو داؤود" والراحل الفنان "عمر الشريف" وآخرون، لكنه كان يقدم أغنياته في الصوالين الأدبية والجلسات الخاصة ومن تلك الصوالين بدأ في تثقيف نفسه فقرأ كل كتب الثقافة ودواوين الشعر، وفي فترة من فترات نشاطه انصب اهتمامه في الأدب الشعبي الغنائي وبدأ ينقب في هذا الضرب من فن، وتعرف على عدد من الرواة وحفظة تلك الأغنيات، وبدأ يكتب مقالاته وينتقي عدداً مقدراً من أغنيات التراث ليغنيها بصوته، وكان يقدم محاضراته في هذا الضرب من الفنون مشفوعاً بنماذج وشرح للمفردات الغريبة في دارجيتنا السودانية، ووثق تلك الأعمال بتقديمه برامج بالإذاعة القومية تصلح مرجعاً للدارسين في الموروث الشعبي، هذا إلى جانب تسجيله لأغنيات من تأليفه وألحانه وأدائه، وظل هاوياً عاشقاً لفن الغناء محافظاً على وظيفته في القضائية حتى تقاعد للمعاش ليصبح محترفاً للفن حتى أنشأ شركة تحمل اسمه لإنتاج ألبومات "الكاست" التي وجدت رواجاً من محبي فنه، كما أسهمت محاضراته في العديد من المنابر والجامعات خارج حدود الوطن باللغة الإنجليزية، ليصبح لاحقاً سفيراً للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة، وأفرد للشعر الفصيح حيزاً مقدراً في إنتاجه الغزير منتقياً قصائد فصحى لشعراء من القدامى والمحدثين، ووثق بذلك للمتنبئ" و"أبي فراس الحمداني" ومن شعراء السودان العظماء غنى للمرحوم "محمد المهدي المجذوب" وللمرحوم "الحَسِين الحسن" والمرحوم "تاج السر الحسن" والمرحوم "صديق مدثر" وآخرين، ونال أكثر من دكتوراة فخرية من بعض الجامعات تقديراً وعرفاناً له في مساهمته في الثقافة السودانية.. تجاوزت شهرته حدود الوطن وحفظت بعض الشعوب العربية أغنياته، فالرجل يستحق هذه الحروف العجلى، بل يستحق سفراً كاملاً نقدمه للأجيال اللاحقة التي لم تعاصره.. والآن الدكتور "عبد الكريم الكابلي" بأمريكا في معية أسرته، وجاءت الأخبار تحمل أنه في كامل صحته والحمد لله، والمتوقع حضوره إلى أرض الوطن يحمل معه مفاجآت سارة لمعجبيه، فأهلاً بمقدمكم الجميل أيها الصديق، لكننا في شوق إليك وعلمنا أنك ستقدم قصيدتي القديمة الجديدة (عاشق بيحكي) والتي يتلهف صديقك محلن القصيدة وزميلك الأستاذ الموسيقار "محمد سراج الدين" يتلهف لسماعها تغنيها بالأوركسترا خاصة، بعد أن استمع وأنت تؤديها في بروفة تمت قبل سنوات في منزلك، فعوداً حميداً مستطاب أيها الفنان الرائع . (وتلقى الزمن غيَّر ملامِحْنا وأنا الصابر على المِحْنَة). ::::::::::
[/b]
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأربعاء مارس 19, 2014 9:20 am | |
| بعض قصائد التجاني حاج موسي ........................................
التيجاني حاج موسى «والله أيام يا زمان» 2.التيجاني حاج موسى «رسالة لبلدى/أمى الله يسلمك» 3.التيجاني حاج موسى «فات الأوان» 4.التيجاني حاج موسى «أمي» 5.التيجاني حاج موسى «قصر الشوق» 6.التيجاني حاج موسى «تباريح الهوى» 7.التيجاني حاج موسى «واحشني» 8.التيجاني حاج موسى «أظلم من ظلم» 9.التيجاني حاج موسى «الحب الكبير» 10.التيجاني حاج موسى «السودان الجديد» 11.التيجاني حاج موسى «دنيتنا الجميلة» 12.التيجاني حاج موسى «قول صباح الخير» 13.التيجاني حاج موسى «ليه كل العذاب» 14.التيجاني حاج موسى «الماضي» 15.التيجاني حاج موسى «بلادي» 16.التيجاني حاج موسى «طلع الصباح» 17.التيجاني حاج موسى «حبايبنا» 18.التيجاني حاج موسى «شقا الايام» 19.التجاني حاج موسي «موت شاعر» 20.التجاني حاج موسي «بعد الرحيل - يا دار السلام» 21.التجاني حاج موسي «في عز الليل» 22.التجاني حاج موسي «القمر صاحي» 23.التجاني حاج موسي «لو حبايب» 24.التجاني حاج موسي «طيور السلام»
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 21, 2014 10:00 am | |
| والله أيام يا زمان … ببكي وأتحسر عليك ومابيقولو العشناه كان … وأرمي حبت لومي فيك والله أيام يا زمان .. لسه راجيك يازمان … بحبة الذكرى المعاي عايشه في وجداني جوة … ولسة بتدغدغ حشاي ويمكن الحبيتو مرة … ألقاه في كلمات غناي أصلو بتصحي المشاعر … ويمكن الطول سهاي
تغشى ليلاتو البشاير .. ويمكن الفرح الزمان .. لسة أصداه بترن .. غنوة حاضناها الضفاير والله أيام يا زمان ..
جايز الأيام تحن … وتصحي فيك نبل المشاعر ويمكن المجروح يئن … وتغشى ليلاتو البشاير ويمكن الفرح الزمان ... لسة أصداه بترن ...
...........................................................................................................................................
من ضل الضحى الرامى وشمس شتويه دفايه وريحة البن لما يفوح في قلايه وفروة جدى وصورة جدى لمن جيت امد يدى جدي يدينى تعريفه بتقرأ الحمدو يالمبروك وبقراها عشان تعريفة اللقاها واجود في القرايه كمان وايييك يايمه والله زمان وسبحة بت الفكى والطوريه والواسوق وسعف حبوبه والكوريه والحنقوق وصوت سعديه بت جيرانا تشحد ليها في طايوق وصوت عرفه لما تخمج الدلوكه غنايه وحبة فريك لموهو لرمضان مصرور في مخلايا صور محفوره جواي ومن يوم داك والليله ولى باكر عشان الزمن غدار ومامعروف زمانا كلو خوف في خوف وايييك يايمه والله زمان مشتاق يمه لملاح النعميه وريحه صاجك المحروق لما تسوى طعميه وغباشة روب وعن زحلوق بدور ارحل واجيك هناك ضاقت بي يمه هنا بدور اتمسي بعيونك واصافحك ياحبيبتى انا وصباح الخير علي عيونك اتارى الدنيا من غيرك شينه وما بتندار ودى مره مراره وحاره زى النار ولو بتدورى تعرفي احوالى في البندر من وين عايزه ابدالك من وين ابدى بس من وين موشيتن غريب وعجيب وشيتن كلو شين في شين هنا الزول العديل ونصيح بعيش حياتو يوماتى بوشين وزولتى الحتى حبيتها لقيتها براي بتحب زولين وايييييك يايمه والله زمان وانا والحزن متواعدين شرابنا المر وطعامنا المر وبنفرش من رصيف الزل فراش وغطى وقرايتى الجيت عشانا مرات بمش تمامة عد او قولى سد خانه محاضر داخل ومدرس مارق وكلام في الحق وفي القانون وكان بكون عبارات جافه جبخانه مخنوق يمه ناس تاكل في بعضيها وناس اشباها زى الحوت بدور ارجع اجيك يمه هنااااك ضاقت بي يمه هنا هموم وعزاب وعيشه ضنا كفانى اتمسي بعيونك واصافحك ياحبيبتى انا وصباح الخير علي عيونك دي قشت عينى من النوم معاى بشيل هموم باكر قبل ما اشيل هموم اليوم واختها خطواتى الاولى لحدى الباب وتبدا تدق طبول الباب وخوطر تذهل الالباب واقابلك ياشوارع الجن وفي جواي حاجه تئن واشد وتر الحزن والخوف وتموت غنواتى يايمه ويخنقنى الغنى وتنتر في العروق حمى وخيال بيتنا القديم يرجف وصور تنزاح وتتلم وتانى وتالت يايمه واشوف بخيال حالم تشاور وترقص السبحه وملامح العابد الصايم تشع فوق جبهتك سمحه وشيبك بحاكى ضى النور مذدان يمه في الطرحه وتبسمى لي امد ايدى واقول اتلافاك يا السمحه ويتلاشى الحلم واصحي واتقطر عرق مالح ويسكن فينى كل الهم واشم ريحة ندم جارح وارفس زى بخارج الروح وزى عصفوره منجرحه فارقت الفضاء البارح وتانى وتالت يايمه وهم وكل المدائن وهم غرقانه في زخم الحضاره الغم حضاره بتحصد الانسان وتزرع في مكانه لغموقصر القول شايل اللوم ويوما جابنى للبندر وحتك يمه دا يوما شووم لابسنى الخجل من راسي لى كرعى شايلو واحوم وادى الحاله في الخرطوم بس عايش شقي ومهموم ******************** وانتى الله يسلمك ويديك لي طول العمر في الدنيا يوم ما يألمك يا امى يادار السلام ياحسنى لوجار الزمان ختيتى في قلبي اليقين يامطمنانى بطمنك خيرك علي بالخير كتير يامرضعانى طيبه بالصبر الجميل ياسعد ايامى وهناى لو درتى قلبي اسلمك انا مهما افصح عن مشاعري برضو بخونى الكلام وقولة بحبك ما بتكفى وكل كلمات الغرام يامنتهى الريد مبتدأ يا اللى الله يسلمك ويديك لي طول العمر في الدنيا يوم ما يألمك ......................................................................................................................................
فات الأوان من بعد ما فات الأوان ،
الليلة جاى بتعتذر ...
بترجع أيامنا الزمان ،
من وين نجيب ليك العمر ؟؟
**
وفرحت بيك .. مديت دروب الريد سماح
وغزلت ليك ، طيبة مشاعرى غطا ووشاح ..
لكنى وآضيعة رجاى
رديتنى مكسور الجناح ..
وسقيتني بعد الحلوة مر
من وين أجيب ليك العمر؟؟
يا البى غرورك كم قسيت
كان ظنى فيك تكون حنين ..
غالبت أحزاني ومشيت ..
فى سكة الشوق بالسنين
وبراى بالنار انكويت
وصليتني بعد الفرقة بين
لحد ما كمل الصبر
من وين أجيب ليك العمر؟؟ | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 21, 2014 10:06 am | |
| أمي
أمى .. الله يسلمك
ويديكى لى طول العمر..
وفى الدنيا يوم ما يألمك ..
امى .. الله يسلمك ..
* * *
أمى يا دار السلام
يا حصنى لو جار الزمان ،
ختيتى فى قلبى اليقين
يا مطمنانى .. بطمنك
أمى .. الله يسلمك
***
خيرك على بالحيل كتير ،
يا مرضعانى الطيبة بالصبر الجميل ،
سا سعد أيامى وهناى
لو درتى قلبى ، أسلمك.
أمى .. الله يسلمك
***
أنا مهما أفصح عن مشاعرى
برضو بيخونى الكلام
وقولة ( بحبك )
ما بتكفى وكل كلمات الغرام
يا منتهى الريد ومبتداه ..
يا الليا .. الله يسلمك ..
ويديكى لى طول العمر
وفى الدنيا يوم ما يألمك ..
أمى .. الله يسلمك .. .....................................................................................................................
قصر الشوق
أقول أصبر على الهجران أقول أنساك لا بد أشوف بس طرفك النعسان تخوني القوة والشدة تصبر قلبي على الهجران يثور ماضينا ويتحدى يا قصر الشوق لو هداك حبيبك ومر ليك صدا بأبنيك بغلاوة الريد محال أنا قصري يتهدا أهي الأيام بتتعدى ونرجع تاني لا بد وحات عمراً قضيتوا معاك محال عن ريدك ارتد وراجي العين تلاقي العين وأحضن إيدك البضة وأهي الأيام بتتعدى ونرجع تاني لابد باب الريده وإنسد نقول ياربي إيه جد؟ تمر أيام وتتعدى ونقعد نحسب في المدة مهما أجرب النسيان ألأقي الشوق يمتد ما باب الريدة وإنسد ..............................................................................................................................
ده الجانى منك ومن تباريح الهوى ،
وصفو بصعب يا جميل
وبعدت عنك ، ولما طال بى النوى ،
بقى لى أسيبك مستحيل ،
تبقى سيرتك هى الكلام
وتبقى صورتك هى الرؤى الحلوة البعيشها
فى صحوتى ، او حتى فى عز المنام
ويبقى اسمك هو الغنا
هو البجفف لى عذابات الضنى
ما الشفتو منك يا منى الروح يا أنا ،
وصفو بصعب يا جميل ....
وبعدت عنك .... ولما طال بى النوى
بقى لى أسيبك مستحيل
***
بشكى ليكم يا مظاليم الهوى
أصلى مجروح مرتين ،
يمكن القى الزيى فيكم
ضاق جراح الحب ومتعذب سنين
ويمكن القى وصفة تنفع ..
ولا يمكن القى حاجة تخفف الجرح القديم ..
حاجة تشفع ..
**
ده الجاني منك ومن تباريح الهوى
وصفو بصعب يا جميل
وبعدت عنك ، ولما طال بي النوى
بقى لى أسيبك مستحيل ........................................................................................................................
أظلم من ظلم
كم شفت من مجهول مصير
وشفت ياما شفت كم
انا شفت ناس ظالمين كثير بس أنت أظلم من ظلم
انا تانى ما بندم عليك
اصلو الندم بيفيد شنو ؟!
ولمتين انا اترجى فيك
الزيى كان رادك منو ؟!
لكن طباعك يا ضنين
لكن طباعك ما بتلين
جفوة ونفور وعذاب وسنين
وعمرو قلبك ما رحم
انا شفت ناس ظالمين كثير
بس انت اظلم من ظلم
**
يا دنيا ياما فيك ناس
بتقابل الريد بالجفا
يا دنيا ياما فيكى ناس
اتعلمت قل الوفا
ويا دنيا ياما فيكى ياما
وياما فيكى وبس كفى
آه من جفاك .. خليت شنو
انا شان رضاك
يا العمرو قلبك ما رحم
انا شفت ناس ظالمين كثير
بس انت اظلم من ظلم ...............................................................................................................
يا بلادى الطيبة جيتك
عندى ليك كلام كتير
أصلى من بدرى أحتويتك
أنتى يا حبى الكبير
***
كنت قبل سنين طويلة
كنت زول هانى وغرير
وكانت الأيام جميلة
والبلاد مليانه خير
والوطن كلو القبيلة
غيرو ما بنرضى البديل
والنفوس كانت نبيلة
عامره بالحب الكبير
***
السنين لفت ودارت
وعجلة الدنيا بتدور
السنين كتبت وقالت
نحنا شعب صحيح جسور
ولو خطوب الدهر نالت
من صفاك لازم نثور
والبدور يزرع ويحصد
ما بيزع بالقشور
***
ما بلادنا الطيبة جنة
عامرة بالخيرات سخية
وأنتو طيبين يا أهلنا
بى خصال راسخة وقوية
لو قبيل كنا أنشغلنا
عن حبيبتنا الوفية
ليكى جابتنا المحنة
والعرق مهرك هدية ....................................................................................................
شوفو دنيتنا الجميلة
بوديانها وصحاريها ونخيلها
بأنهارها وباشجارها الظليلة
ماهى دنيتنا الجميلة
الشمس كل يوم بتطلع
أصلو ما اتاخر شروقها
فى العشية تسيبنا تغرب
روعة سبحانو البسوقها
ماهى دنيتنا الجميلة
أربعة فصول فى السنة
بمرو عبر الأزمنة
الشتا والصيف ، وربيع وخريف
وده بيحصل كيف ؟
ماهى دنيتنا الجميلة
أى واحد فينا لو فكر وقدر
عظمة الخالق بتظهر
يبقى واجبنا العلينا
نبتهل نرفع أيدينا
ونعمل المفروض علينا
الله بقبل... ...................................................................
قول صباح الخير
وابدأ يومك بالتحية
هش وأبسم ..
وأطر الهم والأسية
وأحضن الناس بى عيون ضاحكة ونديه
ياما بالكلمة الحنينة
ينفتح ليك الف باب
باب محنة وباب سعادة
باب أحبة وباب صحاب
تقضى يوم كلو فرحة
لا ملامة ولا أكتئاب
جرب أغفر للبخونك
تلقى أعدائك قلال
لقمة العيش النضيفة
تحلى بي كسب الحلال
إمتحان اجتازو وأصبر
مافى شىء عندك محال | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 21, 2014 10:12 am | |
| [b]ليه كل العذاب
ليه كــــــــــــل العذاب ليه كل الألم بزرع في المحبة وحصادي العشم ليه كل العذاب ليه كل الألــــــــــــم لسه الفرقة حاصلة وبقاسي الألم
الدرب المشيتو مشيتو عشانــــــك عذب وزيد عذابك يا سلطان زمانك عذب وزيد عذابك يا جبــــار زمانك كل ما أجيك داني كايس لــي حنانك
تبعد مني تقسى وتزيد الألم ألــــــم
لو تعرف يا ظالــــــــ بحبك قدر إيه بحبك والله عالم ده حب احترت فيه بحبك زي عــيوني ولو سألوني ليه
لأنك في عـــــيوني في عيوني الألم
عذب فيني بالغ وزيد مــــــنو الكتير لو يرضيك آذاي عــــــــــذب يا أمير قالو البهوا دايماً يـــاما يشوف كتير
وشفــت غلاوتي عندك وحبيت الألم ليه كل العــــــــــــــذاب ليه كل الألم بزرع في المحبة وحصادي العشــم ليه كل العــــــــــــــذاب ليه كل الألم لســـه الفرقة حاصلة وبقاسي الألم ..............................................................................................
الماضي
وجايى تفتش الماضى ؟
خلاص الماضى ولىَّ زمان ،
وجفت مقلتى الباكية ..
ونامت من سنين أحزان ،
وجاى تفتش الماضى ؟
**
أرجع بالزمن مرة وأتذكر حكايتى معاك ..
تلاقى القصة – جد – مره
هل راعيت شعور مضناك؟!
كلما تزيدنى فى هجرك
أقول ليك زيدنى ما أحلاك
لا شفع التوسل فيك .. ولا حرمانى يوم هماك
وجاى تفتش الماضى ؟
وجيت تترجى بالدمعات...
أسامحك أنسى أغفر ليك ؟
جفف دمعك الغالى ..
مسامحك وما عشان عينيك..
عشان تتعلم الغفران..
وتصفح لو زمن جار بيك
وحاول لو قدرت كمان
تقدر رقة الحابيك
وجاى تفتش الماضى ؟
وعزة نفسى مابيه على
أسلم قلبى ليك تانى..
سنين الهجر بيناتنا
وحاجات تانية حاميانى
ولو رجع الحنين وعاود
وليك من تانى ودانى
ولو مكتوب ليَّا تانى أحب
بحب إنسان يكون تانى ..................................................................................................................
طلع الصباح أطرد النوم من عيونك
ما خلاص طلع الصباح
خلى بالك للبخونك
يلاحى على الفلاح
***
وابدأ أول خطوة أمشى
الطريق لسه طويل
لسه قدامك مسافة
الف فرسخ والف ميل
وانت يا سودان قيافة
فيك تراب راويهو نيل
وانت يا سودان ثقافة
من زمن دقنه وخليل
نادى أولادك وأصرخ
غربتم طالت سنين
وأفتح أحضانك وأفرح
وضمهم بس بى حنين
واوعى تطلع كلمة تجرح
وتانى نرجع للانين
والزمن يسرقنا يسرح
وتانى يسلبنا اليقين
***
خلى بالك للمدارس
خلى بالك حصة حصة
وللكراريس أبقى دارس
والدرس نقراهو هسة
للفصول خليك حارص
ما تضيع فيها قشة
وللتلاميذ أبقى حارس
همه طينة ولسه هشه
الصبر هد الجبال
وانت صبرك ما اعتيادى
وخلى ضراعتك طوال
توصل القرى والبوادى
لمهم لمة رجال وطوف بلاد الدنيا نادى
وعلمهم كيف النضال
وافتخر قول ديل ولادى ..............................................................................................................
حبايبنا
قرايبنا .. وتخاصمونا
وخصامكم لما زاد طول
ولمن أنتو فى الأول جرحتونا
قلنا أقلو نتلاقى
تعاتبونا...
تلومونا....
وفى الأخر تصالحونا .. حبايبنا
تغلطوا انتو ونسامح
ما بنقدر نخاصمكم
ما اصلو الهوى الجامح
بينسينا الخصام كلو
ويهون ظلم الهوى وذلو
والضقناهو من مرو
لما عيونك الحلوين تصابحنا
نرجع نحن مجبورين
نسامحكم ..... حبايبنا
ولمن زاد خصامكم لينا فات حدو
والقايلنو ببقى هظار
أسفر لينا عن جدو
بحر ريدكم وانتو بعاد
يوماتى بيزيد حدو
ولما عيونك الحلوين تصابحنا
نرجع نحن مجبورين ،
نسامحكم .... حبايبنا
وقرايبنا ،
وتخاصونا ...............................................................................................
موت شاعر التجاني حاج موسي ******
أنعي لكم سادتي موت شاعر.. عرفته مذ كنا صغاراً.. نطارد الفراشات الملونة ونرشف رحيق الورد في الحقول.. لم يكن مثلنا يمارس السباحة أو يلعب كرة الشراب.. بل كان يرمقنا بعين الرفض والقبول.. وكان دائم التأمل لحظة الغروب ويحبس شهقة يحدثها كالمذهول بحمرة الشفق!! كبرنا.. كبُرت أشياؤه وصغرت أشياؤنا.. وذات يوم فجأة فجر مخزون البوح كأنما اختزنه للحظة ميلاد القصيد!! وانسابت جداول من الغناء والحداء.. لم نندهش لأننا كنا نعلم أنه قد خبأ النجمات والزهرات والورد منذ ذلك الزمان.. وباركت المدينة ميلاد شاعرنا الجميل.. بالأمس أخبروني أنه مريض كنا افترقنا منذ سنوات بعيدة.. أخباره يأتي بها المذياع وأحياناً نقرأها عبر أخبار الصحف.. بالأمس كنت معه في غرفة الإنعاش.. سمحوا لي شريطة أن لا أتحدث!! نظرت إلى وجهه إلى عروقه.. أحسب أنفاسه ونبض قلبه.. قالوا لي هكذا ظل على هذا الحال منذ أشهر خلت.. غائباً عن كل مشهدٍ مسجى على السرير يغط في نومه العميق.. أخاله يجتر ذكريات الصبا والشروق والغروب.. ألمح بسمة تحبو وتستبين.. والمشجب المنصوب قربه يتدلى منه أنبوب الدواء ينساب عبر عروقه يبلها من اليباس والذبول.. أحسب أن رعشة أو ومضة قد اعترته كما انسياب الضوء خافتة!! ملاءة السرير تنبئ عن انسيابها (الأعمار بيد الله) وقلبه ينبض بانتظام ألحظة انتظار؟! أم لحظة احتضار؟! قبل رقدته هذه.. قد كان دفقة من النشاط والشعور يسبر غور كل شاردة وواردة.. احتفى بكل طائر يمر من أمامه.. يشهد ميلاد كل زهرة وزنبقة.. يغوص في النضار والألوان ويسرج الخيال يردد النشيد: (كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة؟! ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة!!) تمور في أعماقه أغنيات العشق والغرام.. وصوته ينساب خافتاً ممعناً في لجة الحياة والزحام.. ممعناً يلح في السؤال: كيف السبيل للوصول؟! وتسقط الأيام والفصول وخطوه في لجة الحياة ونجمه ينبئ بالأفول!! ومقطع من قصيدة آتية يأبى البوح والكلام قصائد الشعر ماتت عنده وألجم السكون صدره لا زفرة لا شهقة تنم عن عوالم القصيد.. عواصف الحياة تكالبت عليه أعماقه خواء تحجرت حواسه لم يعد يميز الأشياء!! وأطبق الجنون ناحيةً لديه جثمت على صدره الهموم سيان عنده الأحزان والأفراح سيان عنده الليل والصباح يا أيها المسجى في السرير: ما المصير؟! متى تحين ساعة الرحيل؟! وما المتاع أيها المسكين؟! متى تحين ساعة السفر؟! حسبك رشفة صدقٍ شربتها في لحظة النقاء والطهور وبغتةً تودع الرفاق والأهل لقادر وخالق ومقتدر هناك تنشد الأمان والسلام
********[/b] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 21, 2014 10:15 am | |
| ]color=#000033]بعد الرحيل - يادار السلام
التيجاني حاج موسي ***** يا قريبتي..
ويا حبيبتي.. مين يآسيني في مُصابك؟! ومين يعزيني في مصيبتي؟! {{ إفتقدتك وقبل أشهر من رحيلك.. صدفة فاجأك المرض.. غيبك.. وانهدّ حيلك.. يا حليك يمّه.. بالجد.. يا حليلك.. وقفت الغصة في حلوقنا.. والخلوق ندبت رحيلك.. يُمة.. بالجد.. يا حليلك.. {{ من شهور كان قلتي لينا.. يا وليداتي.. استعدوا!! نترقب الحيجينا فجأة واحترنا عاد كيفن نصدّو؟! وقعدت أحسب في الشهور والأهل أيضاً بعدو!! والخبر ما جانا ردّو.. {{ ومرت الأشهر سريع.. ونحن جالسين جنب سريرك.. الله أكبر.. الله أكبر أذن آذان الصباح.. وده الميعاد ساعة رحيلك وفتي مننا يا حليلك يا قريبتي.. يا حبيبتي.. ويا حليلك.. يا حليلك.. {{ والمصاب.. بالحيل.. أذانا يا حامانا ويا ضرانا.. وللأمان إنسدّ بابنا!! {{ كنت يا أمي الحبيبة مبتدانا.. ومنتهانا.. وكل دنيتنا العريضة.. أمنا الناس كان تريدها وكان تردّد في القصيدة (أمّي يا دار السلام) ونحن والأهل المعانا كم حزنا وضقنا من مرّ المهانة وما بحس حجم المصيبة.. إلا زولاً فارق أمّو بترخص الدنيا وتهون وما بهمّو بعد ذلك أي شيء ما بهمّو! ومين يموت ومين يفوت ما بهمّو!! المهم جات المنيّة والرحيل أثر عليّا.. أغلى زول بالنسبة ليّا أغلى زول في الدنيا ديّه شال معاهو فرحنا كلو شال يقيني وضي عنيّا وحنضل اللقمة الهنيّة {{ فتي يا "دار السلام" وصُمنا عن كل الكلام!! وشوقنا لي طلة عيونك.. تسوي إيه الدنيا دونك؟! وديمة سرحان في خيالي وإنت دايماً جوّه بالي وكيف بتدّي الناس سلام وكل سنواتنا الجميلة تترى لي عند المنام والشريط يدور ويدور أستعيد مرات حديثك: (أوعى تمشي الليل ظلام.. وما تمد يا ولدي إيديك تأكل اللقمة الحرام! وأي زول تلقاهو بادر إنت أديهو السلام).. إيه يا دار السلام!! إيه يا دار السلام!! جبتي من وين ده الكلام؟! فطرة أداكي الكريم وميّزك بين الأنام تدي للناس المعاني السامية جوّه في نص الكلام يا حبيبتي.. ويا قريبتي.. تاني وين ألقى السلام؟! والمعاني الفي الكلام!! وألقى كيف الانسجام؟! {{ وهسه!! كيف حالك هناك؟! إنت والناس المعاك؟! وكيف بنحمل يوم براك؟! {{ مرة في ساعة السحور حلمت بيك.. كنت بتسوّي الفطور!! وحلمت بيك مبخرك فايح عطور ولو بإيدي كنت أسكن جنب قبرك لما تأتيني المنيّة! وألتقيك يا نور عينيّا وأحلى زول بالنسبة ليّا وجنبك الناس الكتار النساوين والرجال والكبار وبرضو الصغار من أهلنا وفي الجوار وداك "سليمان" ود حشاكي شايفو فرحان يوم لقاكي وخالتي "زينب" وخالتي "عرفة" وديك كمان حبوبتي جارتك وفي الرجال.. جدي وأخوكي وناس كتار.. {{ وبكره حتماً يوم بجيكي أمي يا "دار السلام" أصلي منك.. إنت فيني.. وكلي ليك.. وكلي فيكي.. وهسه مشتاق ومشتهيكي وبكرة حتماً.. يوم.. أجيكي بلقى في حضنك أمان وجنة في قربك ضمان إنت ينبوع الحنان أمي يا "دار السلام"!! {{ واعفي كان قصّرت فيكي عفوك المأمول بعرفو.. من طفولتي ومن صبايا وفي رجولتي في تفاصيل خاصة بيّا وخاصة بيكي جارية في شريان دماي ونبض قلبي في رويحتي.. يا حبيبتي ويا قريبتي أسأل المولى الكريم يتوصّى بيك ويسكنك في الجنة ديكي وأي زول عزاني فيكي نحن نديهو السلام ويستحق الاحترام والحقيقة الباقية إنو الموت مقدر للأنام وأعفي لي ساعة أجيكي ..............................................................
لو حبايب زي ما بتقول كنت طيبت الخواطر وكان ظلام الهم يزول *** وأتحير ألاقيك كيف .. ؟؟ وأتسائل .. مشاعرك لى ..؟؟ واللاشعور فى لحظة زيف وأسأل كل زول عرفك وياما بقيت أناجى الطيف وتعرف .. مهما هجرك طال بحبك .. وحبى ما معقول وأقول يمكن فى يوم ألقاك وأبنى من الخيال أحلام وأسرح فى التمنى وأقول أبعدى عنى يا أوهام يسرقنى الزمن وأضحى سراق الزمن أحيان وتعرف مهما طال هجرك .. بحبك وحبى شرحو يطـــــــــــــــول ........................................................................... طيور السلام
التيجاني حــاج موسى
طيور السلم قد نادى المنادي فعم البشر أرجاء البلاد فغني لحنك الصداح غني يردد رجعه خفق الفؤاد
وغني يا طيور السلم غني لأرض فجرت خيراً وفيرا كنوزاً مترعات بالعطايا نقي جنانها ثمراً نضيرا وتسقيها روافد من مياه وتهطل سحبها عذباَ نميرا وذاك النيل بالخيرات يحنو ويغدق من مكارمه الكثيرا
وتلك سفينة السودان سارت ترتد المجد في البحر الخضم وتمضي أينما حلت حثيثاً تروم مرافئ العز الأثيم وتضع للحياة غداً جديداً ملامحه تجسد كل حلم قوام عطائها ألق مضيئ محي ظلمات ليل مدلهم
طيور السلم فلتمضي جنوباً محملة بحبي للكرام وطوفي عبر دار الغرب طوفي وعودي بالمحبة والوئام ورفي فوق أرض الشرق رفي بأجنحة تصفق للسلام هناك شمالنا يلقاك حباً تمازجه البشاشة في الكلام
وعن أنسابنا أنبيك أمراً أفارقة تمازجهم عروبة وعن أحسابنا أهديك عقداً نضيراً من هدندوة ونوبة ودينكا ثم برقو تم داجو تؤكد مجد سنار وسوبه ونعلم من كتاب الله علماً يحيل حياة أمتنا عذوبة[/color] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 21, 2014 10:17 am | |
| كانت تلك لمحات من شاعرنا التجاني حاج موسي... | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 28, 2014 1:25 pm | |
| الان ندلف ابواب شاعرنا : الحسين الحسن
................................. اللواء/ الحسين الحسن ..الشاعر والقاضي والأديب الأريب
فريق ركن/ ابراهيم الرشيدعلي صحيفة الانتباهة الأربعاء 20-07-2011م *******
السيرة الذاتية: ٭ الميلاد: مدينة عبري بالولاية الشمالية ٭ تلقى تعليمه الأولي في بلدته ثم التحق بجامعة الخرطوم كلية الحقوق وتخرّج في 1960م. ٭ حصل على الماجستير في القانون من جامعة لندن 1974م. ٭ عمل بالقضاء والمحاماة حتى 1968م. ٭ عمل مستشاراً قانونياً بوزارة العدل. ٭ التحق بالقوات المسلحة (فرع القضاء العسكري) في عام 1962م. ٭ تدرّج في الرتب وشغل العديد من المناصب. ٭ صار مديراً للقضاء العسكري حتى تاريخ تقاعده في عام 1981م. ٭ عمل مستشاراً قانونياً لغرفة التجارة والصناعة بسلطنة عمان. ٭ رأس تحرير مجلة الوادي السودانية المصرية. ٭ شارك في إعداد وتقديم عدد من البرامج التلفزيونية من أشهرها برنامج (فرسان في الميدان). ٭ له العديد من القصائد التي تغنّى بها عدد من كبار مطربي السودان. ٭ صدر له ديوان (حبيبة عمري) «مطبعة جامعة الخرطوم». ٭ توفي عام 2003م. شاعر مطبوع، صال وجال في مضمار الشعر المقفّى والعمودي والحديث، تميّزت مفرداته بالسلاسة والرصانة مع الصدق في التعبير، وقد سكب فيها من روحه الشفيفة وفنه البديع وتجلَّت فيها شتى صور البلاغة وتعددت من قصيدة لأخرى، ومرد ذلك لما يتمتّع به الشاعر من ثقافة عالية ولغة بديعة أتقنها فأخرجت الروائع والدرر وشنَّفت الآذان وسلبت العقول والوجدان، وهوّم الشاعر في وادي عبقر فكانت التجليات والدرر المنظومة في عقد فريد نضيد تنطق عن مكنونات نفس ملؤها الحب والجمال تصطلي بناره وتنير بنوره وكانت البداية (إني أعتذر) أو (حبيبة قلبي تفشى الخبر، وذاع وعمّ القرى والحضر) التي شدا بها الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي وأضفى عليها ألقًا وجاذبية فخلدت في ستينيات القرن الماضي. تقولين ماذا؟ تقولين ويحي وهل كنت أفهم حرفاً يمر وصوتك كان يهدهد روحي ويحملني بجناحٍ أغر يحلِّق من حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر ولقد هوّم الشاعر بمفرداته المتميّزة في عوالم من الجمال والفن، وعانى ما عانى من رهافة إحساس حملته بعيداً عن دنيا البشر وكادت تورده موارد الهلاك، فالنفس الشفيفة تكون على درجة من الحساسية المفرطة التي لا تتوفر في كثير من الناس وعندما يعبِّر عن ذلك تكون الكلمات صادقة وبليغة وهومت حتى تبدّى أمامي ظلام رهيب كثيف الستر وقفت عليه أدقُّ الجدار فما لان هونًا ولم ينشطر وعُدت تذكرت أن هواك حرام على قلبي المنكسر وما كنت أنوي أقول الكثير ولكن برغمي تفشى الخبر كانت هنالك علاقة وثيقة تجمع اللواء الحسين الحسن مع لفيف من الأدباء والشعراء والكُتاب والنقاد في منتدى أدبي أسبوعي بمدينة أم درمان (الندوة الأدبية) التي تُقام بدار الشاعر الدبلوماسي عبيد حاج الأمين، يتداعون إليها ويتبادلون الإلقاء الشعري والنقد الأدبي في شتى ضروب الأدب، كما كان يرتادها عددٌ من الصفوة المثقفة من كبار المطربين من بينهم الفنان الكبير الأستاذ عبد الكريم الكابلي الذي حاز على أجمل قصائد شاعرنا فتغنى له أيضاً برائعته (أكاد لا أصدق) أكاد لا أصدق يا أنت.. يا أنت إنني أكاد لا أصدق أهذه الحروف؟... كل هذه الحروف خطّها بنانك المنمّق بنانك المنغم المموسق لا غرو إنها تأتلق وإنها تموج بالعبير تعبق وإنها تجعلني أحترق كذلك حاز الكابلي على قصيدته الرائعة (طائر الهوى) التي حوت ما حوت من مفردات بليغة وصور منمّقة بديعة فكانت لوحة زاهية تمازجت ألوانها في تناسقٍ وتناغم طائر الهوى جناحه مال غاشه النوى أم الجوى مسكين طائر الهوى فؤاده نفحة صويدح غيداق قد ماج واضطرم وضج بالأشواق وهام بالقمم محلقاً خفّاق كم عاش في حلم يا ويحه أفاق ضرّجه الألم ولوعة الفراق مسكين طائر الهوى ولقد كانت أنشودة من نسيج الخلود ذات رنة حنونة، سرى فيها الشاعر مرفرفاً كما الغمام كالأحلام كالسكينة. الشاعر اللواء الحسين الحسن بما يتمتع به من مرجعية في مجال التحكيم الشعري كان له مكان خاص في البرامج الإذاعية والتلفزيونية خاصة في البرنامج الذائع الصيت آنذاك (فرسان في الميدان) الذي يقوم بإعداده وتقديمه الأستاذ (حمدي بدر الدين) في فقرة الإلقاء الشعري الذي يتنافس فيه المتسابقون من الشباب في مجال الإلقاء الشعري، ويقوم بالتحكيم فيه اللواء الحسين الحسن إلى جانب البروفيسور (علي المك) والفريق أول (إبراهيم أحمد عبد الكريم) طيب الله ثراهم جميعًا، فكانت مجالسات رائعة ونقداً هادفًا بنّاء وموسوعة أدبية كبيرة طالما استمتع بها مشاهدو ذلك البرنامج الرائع. فارق اللواء الحسين الحسن هذه الدينا قبل أن يرى باكورة إنتاجه الشعري التي جمعها في ديوانه (حبيبة عمري) الذي صدر بعد وفاته بمتابعة شقيقه الأصغر الشاعر (تاج السر الحسين) عن دار الخرطوم للنشر. ألا رحم الله الشاعر الكبير اللواء الحسين الحسن فقد أثرى الحياة الأدبية في السودان ورفدها بأجمل وأعذب القصائد الشعرية المتميِّزة. :::::::::
.............. | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 28, 2014 1:27 pm | |
| سيرة الشاعر: الحَسين الحسن الحسين. ولد في بلدة عَبري (شمالي السودان) وتوفي في مدينة أم درمان. شقيق الشاعر السوداني تاج السر الحسن.
عاش في السودان، وبريطانيا، وسلطنة عمان. تلقى تعليمه الأولي في بلدته، والتحق بعدها بكلية الحقوق جامعة الخرطوم وتخرج فيها (1960)، وحصل على الماجستير في القانون من جامعة لندن (1974).
عمل بالقضاء والمحاماة حتى (1968)، وعمل مستشارًا قانونيًا بوزارة العدل، ثم ضابطًا بالقضاء العسكري، ثم مديرًا للقضاء العسكري حتى تقاعده.
عمل مستشارًا قانونيًا لغرفة التجارة والصناعة بسلطنة عمان (1984 - 1986).
ترأس تحرير مجلة الوادي السودانية المصرية وشارك في إعداد وتقديم عدد من البرامج التلفزيونية من أشهرها «فرسان في الميدان».
الإنتاج الشعري:
- له ديوان "حبيبة عمري" - مطبعة جامعة الخرطوم - الخرطوم 2004، وله قصائد تغنى بها عدد من مطربي السودان.
جمعت تجربته بين التعبير الصادق عن العاطفة الحارة، والتغني بالنفس بوصفها مدارًا للكون والوجود كما تجلى في قصيدته «الشاعر ودنيا البشر» حيث الشاعر مركز معادل للكون بوصفه كيانا متفردًا وقوة فاعلة، اتسمت قصائده بلغتها المنتقاة وقوة صورها وإحكام أسلوبها. في قصيدة «قريبًا سأرجع» محاولة لتشكيل نسق أدائي خاص.
..................... المصدر سودانيز أون لاين
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 28, 2014 1:31 pm | |
| ورحل شاعر الحب والجمال .. مولانا الحسين الحسن
رحل شاعرنا وتركنا نردد مع الكابلي وقد كنت أعلمُ أن العيونَ ... تقول الكثيرَ .. المثير الخطر _____________________________________________________________
نعم ... رحل مساء الأربعاء 26فبراير 2003 بالخرطوم شاعرنا ومفخرتنا الذي أحببنا أشعاره كثيراً مولانا الحسين الحسن .. الشاعر والقاضي والأديب الأريب الذي كانت له صولات وجولات في ميدان الشعر الفصيح المقفي والعمودي والحديث رحل الشاعر القاضي الذي كان أداؤه الفني في محاكم السودان يفيض عدلاً جارياً .. بمثلما كان أداؤه كرئيس لفرع القضاء العسكري في فترات السبعينيات من القرن الماضي متميزاً وراقياً .. ولم يبخل بخبراته القانونية علي أهلنا بالخليج .. فكان أداؤه مشرفاً وراقياً في سلطنة عمان ، إلي أن داهمه المرض وعاد إلي وطنه قبل سنوات قيليلة ليفارق الدنيا وسط أبناء شعبه بالسودان كنا ونحن لازلنا في مرحلة الطلب الوسيط بالمدارس في ستينيات القرن الماضي نعجب ونردد وبكل نشوي مع مبدعنا الأستاذ عبدالكريم الكابلي بتلك الرائعة : (( حبيبة عمري تفشي الخبر ... وذاع وعمّ القري والحضر.. وكنتً أقمت عليه الحصونَ .. وخبأته من فضول البشر .. ولكن برغمي .. تفشي الخبر )) التي تمددت وإنتشرت محليا وعربياً بذلك اللحن الهاديء الشجي الذي أخرجه خيال الكابلي ، تقديراً لكاتب النص مولانا الراحل الحسين الحسن حين كانت تجمعه أمسيات الأنس الأدبي والفكري مع الكابلي والشاعر الدبلوماسي الأستاذ عبدالمجيد حاج الأمين وآخرين ، كانت صياغة القصيدة وتداول الشعر بينهم يعطر أمسياتهم عند لقاءاتهم الإسبوعية- الندوة الأدبية - التي تنعقد في دار كل منهم من وقت لآخر .. وقد كانت ( إني أعتذر ) أو حبيبة عمري ..هذه الأغنية الخالدة .. هي نتاج لتلك الجلسات الأنيقة حين كانت أزمنة السودان ولياليه كلها أناقة وأدب وفكر وإبداع متجدد قبل أن تغشي البلاد غاشيات الزمان الرديء كما كتب الراحل الحسين الحسن للكابلي فيما بعد تلك الرائعة ألخري أخري : أكاد لا أصدق .. يا أنت .. يا أنت.. إنني .. أهذه الحروف .. كل هذه الحروفِ .. خطها .. بنانك المنمقً.. بنانك المموسق ً . وكيف لنا أن ننسي مرجعية الحسين الحسن القوية في مجال التحكيم الشعري حين كان يستضيفه الأستاذ ( حمدي بدر الدين ) في سنوات مجد التلفزيون عندما كان يقدم برنامج : فرسان في الميدان .. فقد كان ميداناً للشعر والأدب وحسن الألقاء .. وكان الراحل مع الراحلين الآخرين الذين سبقوه إلي الدار الآخرة هم لجنة التحكيم في ذلك البرنامج .. نعم رحل من قبله الأديب الأريب البروفيسور ( علي المك ) .. ثم في مارس من عام 2002م لحقه الفريق أول المبدع الكبير ( إبراهيم أحمد عبدالكريم ) عليها رحمة الله وهكذا الدنيا .. ورحم الله الشاعر القاضي مولانا الحسين الحسن الذي ظل ديوان شعره الوحيد والذي لم يطبع بعد ينتقل من يد إلي يد ومن دار نشر إلي آخري .. تارة يضيع وسط الزحام وتارات أًخر يصادر من ضمن مصادرات لدار النشر العربي بالقاهرة ولاذنب له فيها .. ثم يعمل شقيقه الأصغر الأديب الشاعر( دكتور تاج السر الحسن ) علي جمعه بتكليف إدارة دار الوثائق المركزية بتصوير القصائد من شتات الصحف السودانية القديمه .. ليضيع من دار نشر سودانية تهتم بنشر التراث .. وأخيرا يتم جمعه مرة أخري من دار الوثائق ... وقد إلتزمت دار النشر بجامعة الخرطوم بطبعه قريباً بجهد من تاج السر السحن.. غير أن الشاعر قد فارق الحياة قبل أن يري ديوان شعره النور والدوام لله ولا حول ولاقوة إلا بالله
صلاح الباشا salahelbasha@hotmail.com
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 28, 2014 1:37 pm | |
| من قصائده
قريبًا سأرجع
::::::::::
إليها إلى من يذوب الظلامُ المموَّج في خُصْلتَيْهَا وينسكب الشفق العسْجديُّ على وجنتيها إلى الكرمتيْنِ اللتينِ تشعّان من مبسميها إلى النبع نبع الضّياء الحبِيس على مقلتيه أقدّم أنشودةً من دمائي وروحي عليها إليها خجولة ونظرتُها البكرُ عذراءُ مثلَ أماني الطفولهْ وأهدابُها واحةٌ للظّماءِ الحيارَى ظليله أقدّس فيها العيونَ عيون الظباءِ الكحيله وأعشقُ فيهَا البراءةَ والقسماتِ النبيله ولكنّها رغم وصف الوجود لها بالجميله خجولة صغيرة كزغرودةٍ نغَّمَتْهَا طيور الخريفِ الحبوره كقَطْرِ الندى في الهزيعِ كبسمة طفلٍ غريره كصفصافةٍ غضّةٍ عند شطِّ الغدير نضيره كسحرِ النعاس يرفرفُ حول الجفون الكسيره تظلّ تهوّم تنسج في الوهم دنيا مثيره وتحلم بالحب باللعب في الضَّحَواتِ المطيره صغيره ولكن جيوشُ الدخيلِ الجبانِ تهدُّ علينا المساكنْ وتنشر في جَوّنا في سَمانا الغيوم الدواكن وتقتل أطفالنا وتروِّع في أرضنا كلَّ آمن وأنتِ أخاف عليكِ على كل هذي المحاسن فصدرك فاتنْ، وشعرك فاتنْ، وثغرك فاتن أحبُّكِ رغم الرّصاص ورغم الغيوم الدواكن ولكن سأذهب برغم هوايَ وحبِّي العظيم سأذهبْ أحبُّكِ لكنَّ حبَّ بلادي أجلُّ وأوجب وحبك يلهمني بالحماسِ الذي ليس ينضب | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 28, 2014 1:38 pm | |
| حبيبة قلبي - الكابلي
حبيبة قلبـي تفشـى الخبـر وذاع وعم القـرى والحضـر وكنت أقمت عليه الحصـون وخبأته مـن فضـول البشـر صنعت له من فؤادي المهـاد ووسدتـه كبـدي المنفطـر ومن نور عيني نسجت الدثار ووشجتـه بنفيـس الـدرر ومن حوله كم شددت الضلوع فنام غريـرا شديـد الخفـر ولكن برغمي تفشـى الخبـر وذاع وعم القـرى والحضـر
* * حبيبة قلبي وهل كـان ذنبـي إذا كنت يوما نسيت الحـذر وفي ذات يوم شحيح النسيـم كثير الغيوم طويـل الضجـر ذكرت حديثك ذاك الخجـول وصوتك ينساب منـه الخفـر تقولين مـاذا تقوليـن ويحـي وهل كنت أفهم حرفـا يمـر فصوتك كان يهدهد روحـي ويحملنـي بجـنـاح أغــر يحلق بـي حيـث لا أمنيـات تخيـب ولا كائنـات تـمـر
* * وهومت حتى تبـدي أمامـي ظلام رهيب كثيـف الستـر وقفـت عليـه أدق الجـدار فما لان هونـا ولـم ينشطـر وعدت تذكـرت أن هـواك حرام علـي قلبـي المنكسـر وما كنت انوي اقول الكثيـر ولكن برغمي تفشـي الخبـر وعم القصيدة ما كنت أخفـي وضمحهـا بشـذاك العطـر حبيبة قلبي وهل كـان ذنبـي اذا كنت يوما نسيت الحذر | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الجمعة مارس 28, 2014 1:39 pm | |
| أكاد لا أصدق
أكاد لا أصدق يا أنت .. يا أنت إننى أكاد لا أصدق أهذه الحروف؟ … كلّ هذه الحروف خطّها بنانك المنمّق بنانك المنّغم المموسق لا غرو .. إنها تأتلق و إنها تموج بالعبير تعبق و إنها تجعلنى أحترق أسطرها .. بحر إشتياق موجه يصطفق فى لجّه .. أضيع راضيا وأغرق وأعينى تغرورق وينمحى الوجود عنها غير صورة تحدّق ترمقنى .. تبسم لى ..تهمس لى .. فاطرق ثم تطوف بالخيال صور تشوّق لحبّنا .. لبيتنا .. لأمسياتنا وهى تكاد بالحنان تورق وأطرق ولا أصدق لأننى من فرحى أطير فى الهواء أحلّق مجلسى فوق السحاب والبروق تبرق ضياؤها .. من أجل فرحتى منمنم مذوّق مزيّن بكل لون فى الوجود فيه رونق وأطرق وأرسل الأمطار كالسهام عندما أحدّق فى صورة رائعة تكاد تنطق وأرفع الأكفّ فى ضراعة تمزّق أسأل عن أمنية أواه لو تحقّق لو أننا فى الحياة يا حياتى لا نفترق | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 10:39 am | |
| مع شاعرنا : توفيق صالح جبريل ..................................
توفيق صالح جبريل ( 1315 - 1386 هـ) ( 1897 - 1966 م)
سيرة الشاعر: توفيق صالح جبريل. ولد في مقاصر (دنقلة - شمالي السودان) وتوفي في أم درمان. قضى عمره في السودان. تلقى تعليمه في خلوة (كتّاب) أبيه، ثم التحق بمدرسة العرفاء (المعلمين) بكلية غردون التذكارية، فتخرج معلمًا (1916). ثم التحق بمدرسة المآمير بكلية غردون (1923) فتخرج فيها نائب مأمور. عمل معلمًا في مدينة الأبيض بغربي السودان، ثم التحق بوظيفته في مدينة الدامر بشمالي السودان، ثم عمل نائب مأمور في السلك الإداري فكان عداؤه للإنجليز سبباً في طرده من الخدمة عام 1951 . اتخذ من بيته بأم درمان منتدى أدبيًا، وكان يرسل منه شعره وينسبه إلى «الدهليز» الذي يعتكف فيه في منزله.
الإنتاج الشعري: - صدر له ديوان «أفق وشفق» في أربعة أجزاء، (تحقيق الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، ومحمد صالح حسن) - دار النشر بجامعة الخرطوم 1972 . كان الشعر حياته ووجوده، به يستأنس الناس ويضيف الكثير إلى حياتهم، وينقلهم إلى دنيا الحب. يقول الشعر دون تكلف ولا تزويق، ومعظم شعره في علاقاته الإنسانية بالآخرين، جيد السبك، ناصع اللفظ، مرهف الحس، يصل شعره إلى القلوب دون كبير جهد، لتمكن الشاعر من أدوات فنه السهل الممتنع.
مصادر الدراسة: 1- عون الشريف قاسم: موسوعة القبائل والأنساب في السودان - مطبعة آفروقراف - الخرطوم 1996 . 2- محجوب عمر باشري: رواد الفكر السوداني - دار الجيل - بيروت 1991. 3 - محمد إبراهيم أبو سليم: مقدمة ديوان أفق وشفق- جامعة الخرطوم 1972. 4 - محمد إبراهيم الشوش: الشعر الحديث في السودان- جامعة الخرطوم 1971.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 10:42 am | |
| في الذكرى الـ 45 لرحيل شاعر الدهليز د. آمال مادبو ـــكندا : الصحافة الثلاثاء 20 ديسمبر 2011م ****
الشاعر توفيق صالح جبريل تغنى للوطن والثورة و الإنسانية والفن والجمال والأهل والأصدقاء. والده البكباشى صالح جبريل ووالدته شريفه سليم واشقائه محمد وعلى وابراهيم وشقيقتيه ام كلثوم وفاطمة. ولد الشاعر بجزيرة مقاصر بدنقلا فى 29 سبتمبر 1897م ونشأ بحى قلعة صالح جبريل بامدرمان. تلقى تعليمه اولاً بخلوة والده التى انشأها فى منزله ثم تلقى الدرس على يد أساتذة خصوصيين، ثم التحق بقسم العرفاء بكلية غردون التى تخرج منها عام 1916م. بعد تخرجه عمل مدرسا بمدرسة الابيض الاوليه وبعد ذلك التحق بمدرسة نواب المأمير فى 1923م وتخرج نائب مأمور وتنقل ضمن عمله كنائب مأمور بين المديريات والمراكز ككسلا وهيبان ودلامى ومدنى وبورتسودان ورشاد وطوكر وابودليق والدامر التى احيل فيها للمعاش فى عام 1951م. ** الشاعرتوفيق من مؤسسى جمعية الاتحاد السودانى السريه التى قامت قبيل جمعية اللواء الابيض عام 1921موقد أسسها مع محى الدين جمال ابوسيف، سليمان كشه ، الحاج الامين البدرى ومحمد صالح الشنقيطى وآخرين. شارك الشاعر فى أحداث ثورة اللواء الابيض التي كان شقيقيه محمد وعلى من ثوارها. بعد احالته للمعاش استقر الشاعر فى حى قلعة صالح جبريل واطلق على الجزء منزله الذى ظل ينشر منه شعره وأتخذه منتديا ادبياً اسم «الدهليز». فى اواخر عمره اشتد عليه مرض النقرس الذى ادى الى وفاته فى 24 ابريل 1966م. نشرت بعض اشعاره فى عدة صحف كجريدة الثوره والسودان الجديد والفجر ومجلة النهضة السودانيه، وبعد وفاته نشرت جزء من شعرة فى ديوان «افق و شفق» الذى يتكون من اربعه اجزاء. تطرقت دراسات أدبيه ونقديه لشعر توفيق صالح جبريل قام بها هنري رياض ود. عباس محجوب وآخرون، ودراسات أكاديميه عليا قدمتها د. الرضيه آدم محمد، عبد الله حسن وأنوار إبراهيم. يتضمن شعر توفيق عدة مواضيع كالوطنيه والذكريات والمدح والرثاء. ** وقد اسعدتنى الأيام بأن أنشأ فى منزل جدى الشاعر توفيق مع بنتيه والدتى سكينه وخالتى صفيه وإبنه خالى عاصم توفيق صالح جبريل وبقية الأهل. إحتفائاً بالذكره ال45 لرحيل شاعرنا أهدى له كلمات متواضعه وأقدم مقتطفات من أشعاره التى مجد فيها اماكن عديده من ربوع الوطن. إهداء للشاعر توفيق فى ذكراه الــ 45 عندما يلقي فجر 24 ابريل بضوئه عل مشارف أم درمان ، نتهيأ للإحتفال بذكراك الــ 45 نضع رمزا على الشمس نفتتح كرنفالا ومسيرة نراجع اتفاقيات سلامنا نطلب العفو عن سجناء الرأى ونكتب صفحة جديدة في التاريخ. نضع تاجا على مدخل الدهليز. نغسل حيطان الديوان ، نزيل الغبارعن فناء دارك ، نطلق العنان لحصانك و نلمع جدران القلعة. نمدد الدعوة إلى الدولة والأمة، لسلاح الفرسان والمدرسين ، لأعضاء المجتمع المدني والإدارة الأهلية، للثوار والمفكرين والكتاب جنبا إلى جنب مع أناس من جميع مناحى الحياة. ننشر تفاصيل افتتاح الاحتفال في وسائل الإعلام المحليه وداخل المساحات الافتراضيه. ندق الأجراس ونعيد ترتيب تقلص الزمان. ويتجمع الناس من البعيد و من القريب ومن العديد من المدن، من كسلا والدامر ودلامى والابيض وابودليق وطوكر. نتخيل زهرة شباب الجيل، الدكتورعقيل أحمد عقيل، يدعو الجماهير الى التزام دقيقة صمت تكريماً لذاكرك. وتلك اللحظة ستربط روحنا بتربة أرضنا الأم. سيكررالدكتورعقيل جوهرة شعرك: شعارات ثورة 1924 والوطنية وحقوق الإنسان وإعادة الوحدة والمواطنة والمشاركة. ندقق بعد ذلك فى عمق كلماتك وإعادة تفسير معانيها. أنها تلقى صدى لدى مختلف الأجيال. هي الجمالية، لا يعفى عليها الزمن، أكبر من الحياة. أنها تجسد التغيير والاستمرارية وتوفق بين التراث و الحداثة. سنفتتح يومك بمدح جوقة بشوشه و دق طبول وزغاريد ومعرض كتاب ولوحات. ستناقش الحشود قضايانا الأكثر إلحاحا، ولا سيما العلاج لاضطراباتنا الاجتماعيه و السياسيه، وسنضع خطة عمل للمستقبل القريب مستوحاه من كلماتك. عند غروب الشمس على شاطئ النيل نختتم الحفل و نلتقي أمام الدهليز مرة أخرى . لنحى ذكراك ننقش اسمك على القلوب، ونزرع زهرة متفتحة. قبل أن تغفو نبتسم مرة أخيرة . سيصبح يومك يوم فى حياتنا وسوف يقربنا من هدفنا الجماعي، لأن الفجر الذي سيبزغ في غضون ساعات قليله هو .. فجر الحرية. ::: ***:::
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 10:46 am | |
|
قصائد توفيق جبريل نطقت بآمال السودانيين وتطلعاتهم
د. أحمد عكاشة أحمد فضل الله – لاهاي
في حقبة متأخرة من الجزء الأول من القرن العشرين (أربعينات ذاك القرن) استطاع الشاعر محمد أحمد محجوب في مؤلفه نحو الغد أن يوجز ضرورات التطورات الثقافية في السودان تحت الحكم البريطاني "... المثل الأعلى الذي يجب أن يتجه نحو الحركة الفكرية في هذه البلاد هو أن تكون لها ثقافة إسلامية عربية تسندها ثقافة غربية مكتسبة وأن تتنازر جميعها لتحقق أدب قومي صحيح..."، يشكل هذا الزعم القناعات التي سادت حينما واجهت مشكلات عصرية الفكر والشعر وكذلك يخبر عن ولادة الفكر والشعر المعاصرين وعن مصادر عصر نيتهما.
وتعود بدايات جهود عصرنة الشعر الى بدايات القرن العشرين والتي كانت زمن وقوع البلاد تحت نير الإستعمار، وأثر الثقافة الغربية وخلال فترات متقطعة إبان النصف الأول من القرن العشرين دار نقاش حول كيفية التطور اللاحق للشعر والأدب العصريين في السودان المستعمر آنذاك، وإبان تلك الفترة فقد أحس شعراء سودانيون كثيرين ومن بينهم توفيق صالح جبريل بضرورة أن يكون للشعر إحساساً أوسع بالأمة السودانية وبآمالها، وكذلك أن يكون هنالك شعراً سودانياً مستقلاً (عن شعر الشرق العربي الناهض وعن الشعر الغربي كذلك)، وكان لهؤلاء الثقة الفائقة تملكهم ناحية نظم الشعر وسعة معرفتهم بلغة وأدب بلدان العرب والغرب الصناعي وبجانب هؤلاء كان لدى البعض الآخر من الشعراء بأن الشعر السوداني لم يشب عن الطوق، من بعد ولابد له من الإستمرار في إستلهام الشعر العربي أو ذاك الغربي على السواء.
وفي تلك الفترة الباكرة من التاريخ الأدبي للشعر السوداني المعاصر كانت هنالك الخيارات الرئيسية الآتية: - الإلتزام بالعروض الخليلي وإستلهام تجربة الشعر العرا إسلامي التاريخي والشعر العربي الأحيائي والمعاصر. - محاكاة أساليب الكلاسيكية الجديدة في بلدان الغرب الصناعي. - محاكاة شعر الرومانسيين الأوربين على النحو الذي أنتجه خليل مطران وشعراء المهجر وجماعة أبوللو...الخ، مثال محاكاة الشاعر الإنكليزية world worth. - الأخذ بما جنبه العقاد من الشعر الإنكليزي وجماليات وسبل نظمه.
وإفترض الشعراء بألا يكون الشعر المعاصر نسخة في الشكل والأفكار من الشعر العرا إسلامي التاريخي أو المعاصر أو الشعر النيو كلاسيكي أو الرومانسي الغربي.
وفي هذه الفترة أضحى كثير من الشعراء بمثابة شعراء من الطراز الأول classic poets ومن بينهم توفيق صالح جبريل وأساتذته في دراسات الشعر أو أقرانه من بين أهم منجزاتهم ما يلي: - فتح إمكانيات جديدة أمام الشعر السوداني. - أدخلوا على الشعر السوداني عمقاً وحصافة جديدين رنات حلوة. - أدخلوا موضوعات شعرية جديدة فلسفية وإجتماعية وسياسية في الشعر. - جعلوا الشعر السوداني يمتلئ بالدعابة والحقائق والتفاصيل الحياتية
والأوصاف الطازجة، وبهذا أضحى للشعر السوداني رنينه وطلاوته ومحتواه العصري. وأغلب شعراء القرن العشرين في السودان هم نتاج التعليم الإستعماري التي تعود بداياته إلى عام 1902م وكان هذا التعليم مصدراً للتعرف على العلم الحديث والثقافة الغربية وترك أبعد الأثر على الثقافة والفكر في السودان، إلا أنه لم تنشأ لأغراض تربوية إنما لحاجة المستعمر لأدوات التحكم في العلاقات المجتمعية في السودان المستعمر. وقد أوليت أهمية العمالة والضرائب والأراضي والأمن والتجارة والزراعة والأدارة القبلية والمحلية، ولم يعني بالأدب والثقافة وكانت كل هذه المجالات في حاجة لعمالة ماهرة والمهارات والمعارف والتدريب والكفاءة.
وكذلك مما دعى إلى إنشاء نظام تعليمي حديث هو العداء المبدئي للبريطانيين إزاء الحكم المهدوي الذي عدوه بربرياً ويحكمة الجهل والخرافة والتعصب الديني كذلك كانت للبريطانيين رغبتهم في النهوض بمهمة تحديث الحياة والمجتمع في السودان والذي سيطروا عليه (ما يعرف بـ civilizing mission) وكان المطلوب من التعليم العصري المحدود هو المساعدة في النهوض بهده المهمة وإعتبر إنشاء المدارس العصرية نجاحاً للمستعمر.
وفي بدايات الحكم الثنائي (بريطانيا ومصر) إستخدمت الإدارة الإستعمارية موظفين غير سودانيين "بريطانيين، مصريين شوام، أو من المستعمرات البريطانيين مثال الهند ومن بعد قررت إستخدام أبناء الزعامات الدينية والقبلية نسبة لإمكانية إستخدامهم كوسطاء للحكم الإستعماري والمجتمع السوداني.
وقد كان التعليم الإستعماري محدوداً (مستويات تعليم إبتدائي ثانوي أو إعدادي) وكانت لمحدوديته أسباب رئيسية ومنها إرتفاع التكلفة المالية لإنشاء مؤسسات تعليمية عالية المستوى وترتقي درجة التعليم فيها وكانت هنالك الحرص الإستعماري على تقليل تكلفة حكم المستعمرات مالياً – وكانت الإدارة الإستعمارية شحيحة عند الإنفاق على إدارة المستعمرات ولهذه الأسباب عمد البريطانيين الى إنشاء مؤسسات تعليمية محدودة العدد وإقتصرت على برامج تعليمية أدنى على برامج تدريبية وإقتصرت على تخريج عرفاء (معلمين) ومساحين ومهندسين مدنيين ومعاوني إدارة وحقوقيين وأطباء وبياطرة ...الخ، وكل هذه من إحتياجات الإدارة الإستعمارية والمشروعات الزراعية المروية والخدمات الحديثة من صحة وتعليم. وإلى جانب مقابلة هذه الإحتياجات كان هنالك هدف تحقيق قدر من الإستقرار في صفوف المحكومين.
وشكل التعليم الإستعماري المحدود أساساً رئيسياً لبروز الثقافة والأدب العصريين في السودان المستعمر وكان أغلب الأدباء والشعراء ومن بينهم توفيق صالح جبريل قد تلقوا تعليمهم في مؤسسات ذاك التعليم، وترك ذاك التعليم عليهم أبلغ الآثار ومن بينها:
- جعلهم التعليم الإستعماري مترفعين عن ordinariness (عامية) أهلهم السودانيين الذين هم من البسطاء في أغلبيتهم الساحقة. - مدهم بالمقدرة على تذوق وإستحسان الثقافة الغربية وسبل الغرب الصناعي. - حاكوا إلى تقليد الحكام البريطاني في سلوكهم الإجتماعي والثقافي وأزواقهم في الإستهلاك المادي والإستماع (الموسيقى، المسرح، الشعر، والأدب الحديث والفكر والأيدولوجيات). - ولد التعليم الإستعماري الميل للإطلاع على الموروث الثقافي الأدبي للغرب الصناعي، الأدب واللغات الكلاسيكية والفلسفة والفكر والأدب في العصور الحديثة. - يعد التعليم الإستعماري المسئول الأول في الإستماع بأدب شكسبير وإدراك تلميحاته وإشاراته الضمنية.
وكان التعليم الإستعماري الذي نهل منه توفيق صالح جبريل إذ تخرج في عام 1916م من مدرسة العرفاء وفي زمن لاحق إلتحق بمدرسة مساعدي المامير، وكان للتعليم الإستعماري ذاك دوره البالغ في ترقية لغة الشعر السوداني إذ أضحت فسيحة وبليغة وأكثر خلقاً وإبداعاً، وبفضل ذاك التعليم "على الرغم من محدوديته" ظهر أدباء وشعراء منهم توفيق صالح جبريل ونقاد " عبد الله عشري الصديق مثالاً، وجمهور أدبي "متابع وشغوف بالشعر".
وقبيل التيقن من ظلم وقسوة الحكم الإستعماري وجدت الموالاة للبريطانيين وتجنيد ثقافتهم وأدبهم شعراً ونثراً كانت هنالك anglophile class وكانت المراجع البريطانية هي المراجع الثقافية والتعليمية، وكانت الحياة الثقاية والإجتماعية socialization process عملية إكتساب القيم الإجتماعية تؤكد نهل السودانيين من المستويات والقيم التي غرسها في نفوس وعقولهم التعليم الإستعماري. وكما دلت تجربة الشاعر توفيق صالح جبريل لم تدم ممالاة المتعلمين السودانيين للحكم الإستعماري إذ سرعان ما إنتفضوا ضده في منتصف العشرينات من القرن، وعمد الشعر بالمشاعر المناهضة كحكم الإنجليز.
بجانب غلبة الأثر الثقافي للإستعمار الغربي كانت هنالك التعقيدات الناجمة عن التباين في الهويات (الإنتماءات الثقافية والعرقية) فيما بين السودانيين وفيما بين الأجزاء السودانية. ففي شمال السودان غلبت الثقافة العربية، نهضة الشرق العربي، وعصرت اللغة والشعر والأدب، ولما لم يتم النجاح في البناء القومي أضحى هنالك الحديث الدائم عن هيمنة سياسية وثقافية في إطار السوداني المستعمر وخاصة بعد نيله الإستقلال الوطني.
وإلى جانب الهيمنة كان هنالك وجود أقليات وثقافات وآداب خاضعة، أهملت لغاتها وفلكلورها وما قد جد من إبداعها حينما غشتها الحداثة، وعلى الرغم من وجود ما شاع الإعتقاد به من تهميش وتفرقة وإستعلاء ثقافي إنقمس الشعراء السودانيين بما فيهم توفيق صالح جبريل في صنع خرافات وأوهام ورموز ظنوها تعود لقومية وثقافة توحد، وهي ثقافة السودان بكامله.
لابد من العودة الى العهود التي كانت فيها الشعر المعاصر يافعاً (بدايات القرن الماضي وفجر الحكم الإستعماري) وشكلت تلك الفترة بدايات شاعرية توفيق صالح جبريل، ومن التطور الباكر لشاعريته يمكننا الوقوف على بعض حقائق تطور الشعر السوداني آنذاك.
- إبان الربع الأول من القرن الماضي حينما بدأ الشاعر في القريض وفي توسيع مداركه حول طبيعة وقواعد نظم الشعر وكذلك بالشعراء الأقدميين والمعاصرين، كان لديه الإدراك بحقيقة أن الشعر الفصيح بدأ يعرف خارج دائرة المتعلمين وأنه يجد قبولاً واسعاً لدى عامة السودانيين وعليه يمكن لشاعر أن ينال مجداً أدبياً، ولم يتسع نطاق زيوع الشعر المعاصر نسبة لجودته، (إذ لم يزل ناشئاً) بل لأنه شكل نوعاً من novelty أي أن من المستجدات ولهذا وجب القبول الواسع وذاع حيث الشعراء المحدثين.
- درج الشعراء المحدثون ومن بينهم – وعلى نحو زائد – توفيق صالح جبريل في الإفصاح عن دواخلهم ووجهات نظرهم حول الحياة ومشكلاتها وكذلك فيما يتعلق بالحياة العامة وشئونها وشكل هذا أيضاً novelty "مستجدات" أخرى.
- كما يدل شعر توفيق صالح جبريل الباكر – وينطبق هذا على الشعر المبكر لأي شاعر آخر – فإن السؤال دائماً يبقى: ترى أي إمكانية تتوفر له – في بواكير عهده – حتى يكون original "غير مسبوقاً ومبتكراً" أو حقيقياً بمعنى الصدق authentic ؟؟؟
- كانت روعة الشعر وصدقه يتطلب الكثير، وكانت هنالك ضرورات تطوير اللغة الشعرية وحسن إختيار موضوعات الشعر وترقية إهتماماته هذا إلى جانب ضرورة البحث عن idioms عبارات إصطلاحية وأساليب نظم مميزة تمكن من تركيب أو توليف محتويات الإشعار ولهذه المحتويات أهميتها لجودة الشعر غير أنه في تلك المراحل الباكرة من تطور الشعر شاب محتوياته نوع من الـ mystification الغموض والتبعية والإرتباك. وأيضاً عمد الشعر السوداني المعاصر في بدايات تطوره بما يلي: • بالعاطفية المباشرة والصريحة emotional directness • عدم التركيز على ما يتم التطرق بين شئون وموضوعات. • كان الشعراء في مقتبل عمرهم أو بدايات نظمهم للشعر وكذلك كان شعرهم نفسه على أقل درجة من القدرة على التأمل أي أنهم كانوا less meditative . • كانت الأشكال الشعرية في البداية متقطعة وغير منظمة casual forms.
وآخيراً في تلك الفترة الباكرة من القرن العشرين حينما تسلط المستعمرون على مصائر السودانيين عمر الشعر بالقلق البالغ والتملك وخيبة الأمل – حاله حال شعب دخل في حقبة من الحكم الإستعماري ومهره، وإنعدمت البهجة في أمزجة أفراد الشعب ومتعلميه وأدبائه، ومن بينهم الشعراء، وعندما يشار إلى الشعر المعاصر فإن تطوره قد أعيق أيضاً بتقليدية الفكر والقيم وكانت المحافظة الفكرية والثقافية على مستوى من الشك وإنعدام التسامح، قد حالت جميع هذه العوامل نظم شعر طليق وأنيق ورقيق في تلك الفترة الباكرة من تاريخ الشعر السوداني.
يجدر بناء هنا أن نشير الى حقيقة رئيسية وهامة وهي تتمثل في أنه عند بدايات القرن العشرين لم تكن هنالك في السودان تجربة سابقة أنظم شعر عربي معاصر، ولهذا كان على الشعراء السودانيين النظر لأمثلة في نظم شعر العصر خارج الحدود (شرق الأدنى العربي) أو الشعر الأوربي، وكذلك لزمتهم المتابعة الدقيقة لكل ما يجد في المجالات الأدبية والفكرية المعاصرة، وأسعف الشعراء السودانيين المحدثين، التعليم العصري الذي تلقوه (كلية غردون التذكارية والإبتعاث الى الخارج) إلى جانب إجتهادات الشخصية في دراسة الأدب والشعر أسعفهم كل هذا في الوقوف على نماذج جديدة ومغايرة في نظم الشعر، خاصة الأشعار التي تحتوي على حوارات ما أشعار الخاطب، وعلى أشعار التندر والأمتاع وعلى ما يعرف بـ poetic games .
كذلك تدرب الشعراء السودانيين المعاصرون على سبل نظم المقاطع اللفظية الصغري وعلى نظم المقاطع التي تلفظ مجزئة لمقاطع الى جانب نظم الرباعيات والخماسيات، ومكنتهم هذه المقدرات الجديدة على نظم القصائد odes والتي أضحت أكثر أشكال نظمهم رواجاً وإستخدموا إمكانياتها الواسعة للقيام بمختلف أشكال النظم.
وبالعودة الى توفيق صالح جبريل فإنه قد صور ذاته في أشعاره كشاعر يحيا حياة تفرد وإجتهاد (الدراسة على يد أحمد محمد صالح للعروض الخليلي ودراسة الشعر العرا إسلامي التاريخي، والشعر المعاصرللشرق العربي الأدنى) ومن سيرته أمكننا الوقوف على حقيقة أن نظم الشعر "وفقاً للعروض الخليلي مع تحلل محدود من صرامة القواعد والعروضيات". كان أحد جوانب الحياة الإجتماعية في سودان الربع الأول من القرن العشرين وهي الحياة التي إرتكزت آنذاك على وجود متعلمين سودانيين – هم من عرفوا لاحقاً بالخريجين – وقام منهم لديه موهبة قرض الشعر ينظم أشعار أنيقة ومعقولة وهذا ما ميز تلك الفترة الباكرة من تاريخ الشعر السوداني في القرن العشرين. وكان الشعراء ومنهم توفيق صالح جبريل مبالغين للمشاركة في تلك الحياة الإجتماعية العابثة، وكانت بعض جوانب تلك الحياة الإجتماعية مصدر إلهام القصائد الشعرية (المناسبات والصداقات والأحداث ...الخ) وهنالك الكثير من الخريجين من تعلق بالأشعار هذه ومنهم من أشارت إليه تلك الأشعار أو غنونت إليهم.
ولم تكن هنالك دلائل ما قد تشير إلى إهتمام الإدارة الإستعمارية أو القيادات الدينية والقبلية بالشعر أو بالشعراء، وعلى الرغم من عظهم نفوذها وثرواتهم لم يعرفوا بالإحسان للشعر أو إحتضانهم وقد شك الشعراء إذا ما كان حكام البلاد وأعيانها قد إهتموا بالشعر أو إستحسنوه أو شجعوه، ولهذا في تلك الفترة الباكرة إعتمد الشعراء على مقدراتهم في نظم الشعر وتنظيم النقاشات بشأن على نحو غير رسمي ويطارحوا الشعر وخاطبوا عامة الناس الذين إستحسنوا ما نظم من شعر على الرغم من عصريته، وعلى الرغم من كثرة المؤثرات الخارجية (شعر أورباء والشرق الأدنى العربي) فإن الشعر السوداني نجح في عكس التقاليد الشعرية العربية وإلتزم بالعروض الخليلي رغم تحرر سبل النظم والنتغفية وظرف وحلاوه الشعر والتألق ونقاوة ما نظموه، وهذه الآخيرة هي أسباب حسن وقع الشعر السوداني المعاصر على محبي الشعر من عامة السودانيين.
وأدى النجاح الذي لقيه الجديد من الشعر السوداني الى توفير مخارج للشعراء من أحزانهم وشعورهم بالوحشة أو بوطأة التوحد، وأمكنهم من الإفصاح عن الضنى والألم والذين يلقونهما في خضم الحياة ويرجح أن الشعراء السودانيين إستمعوا كثيراً بحقيقة أن لديهم مقدرات كبيرة على نظم شعر جديد ومؤثر وإستخدام لغة شعرية ترتقى على مر الأيام وإستخدام مفردات وألفاظ وصور أمكن لهم صياغها في قوالب شعرية تتطلب الجهد والمقدرة.
وقد تجلت مقدراتهم على النظم (من بينهم توفيق صالح جبريل) في ما عرف بالشعر السياسي، وهو الشعر الذي أفصحوا فيهم عن ميولهم الوطنية وعدائهم للحكم الأجنبي وخصوا به القطاعات الإجتماعية التي تشاركهم نفس الإحساس (أي أنهم الجزء من المجتمع المتمتع بالحس الوطني والإدراك) وكانت المقطوعات الهجائية (satire) موجهة بصورة رئيسية على الإستعماريين وعلى حلفائهم الداخليين وكان الهجاء هادفاً كسب التأييد الشعبي وتصنيف أدائهم طرباً، وتميزه الأغراض كما تدل تجربة أحمد محمد صالح وتوفيق صالح جبريل يستخدم في صياغة مثل هذه الأشعار القوافي التي هي بمثابة internal rhyme الإيقاع الداخلي والإيقاع بين لفظية في بيت شعر ولفظة أخرى في نهاية ذلك البيت أو في بيت آخر، ويفيض الإيقاع بدون تغفية متصلبة ونسيج غير مرن للقوافي وبدون هجوم بالفاظ قاسية أو نابية. ودلت تجربة الشاعرين كذلك أن هنالك فوارق فيما بين الأشعار السياسية فمنها الساخر وكذلك القوي العاطفة وما يجمع بين السخرية وقوة العاطفة، ومما يقوي العاطفة في الشعر الإفصاح عن أسرار الذات وخبايا القلب والثورة والسخط outrage.
وحتى يحقق الشعر السياسي أغراضه لابد له أن يلقى على المسامع من المنابر كذلك يتطلب نظمه إستخدام الأوصاف والصور images والمجاز والإستعارات metaphors وعناصر الإنطباع الناجم عن ما هو مسموع أو مقروء، أمثال الإيقاع والتقفية وفقاً لمحتوى الأشعار يمكن أن يشار الى ما يلي: - القصيدة الداعية الى التحرر أو طلباً لدعم جهد سياسي exhortation poem. - القصيدة المتحرية بشأن المشكلات العامة والظروف السياسية والإجتماعية investigative poem وهدفها كان فضح طبيعة الظلم الإستعماري. - poem of ideology شعر الأيدولوجية في حالة السودان هو شعر الثورة ضد الإستعمار وطلب نيل السيادة الوطنية. - visionary poetic poem الشعر الهادف الى تخيل التحولات الروحية والثقافية الكبرى في حياة السودانيين.
هذه هي بعض الخصائص التي تعلق بالأذهان إذا ما تم الإطلاع على شعر أحمد محمد صالح وشعر توفيق صالح جبريل، وقد كان شعر كل منهما يثير العواطف ويأجج الشعور الوطني، وقد نجح كلاهما في تحريك المشاعر الوطنية في نفوس السودانيين وكانت جودة الأشعار تعتمد على الأثر الذي تحدثه الـ poetic devices (الأدوات الشعرية) التي إستخدمت في نظمها وكذلك تعتمد على عمق المشاعر التي قد تثيرها الأشعار، وكان إنتشار "شيوع" القصيدة هو مقياس النجاح.
• هذه المقالة جزء من دراسة موسعة عن الشاعر توفيق صالح جبريل ستنشر في كتاب اقوم باعداده مع الصديق عادل عثمان عوض جبريل.
المصدر: صحيفة حراس
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:04 pm | |
| شاعر الدهليز: توفيق صالح جبريل .. بقلم: د. احمد عكاشة - لاهاي سودانايل الخميس 04 أغسطس 2011م
شاعر الدهليز (توفيق صالح جبريل 1897 – 1966 ) الجزء الاول حظ توفيق صالح جبريل هو في تمتعه إبان حياته بصحبة خيرة أدباء وشعراء سودان النصف الأول من القرن العشرين ( أحمد محمد صالح ، خليل فرح ، محمد سعيد العباسي ) وهم شُعراء مجيدون. وكذلك عرف الكثيرين من خيرة مثقفي السودان أمثال محمد عثمان يس. وكذلك أسف الحظ الشاعر في بقاء جُل نتاجه الشعري في ( حين أندثر أو هدَّد الاندثار شعر الكثير من الشعراء السودانيين ) ووجدت أشعار توفيق صالح جبريل طريقها للتحقيق والإيداع من بعد في دار الوثائق السودانية. ونالت حظَّاً من النقد والإهتمام. وتم نشر أربعة أجزاء حوت جُل أشعاره ( ديوان أفق وشفق ). ولقيت أشعاره حظَّاً وافراً من النقد الأكاديمي. أمَّا حظه في متاع الدنيا فقد كان ضئيلاً غالبه الداء ومات مدقعاً. لقد عرفت الحياة الأدبية الكثير من الشعراء الموهوبين ويشار إلى بعض نظمهم، ونسبة لأنهم لم يحظوا بامكانية طبع أعمالهم الشعرية ولا يمكن الوقوف على أهمية شاعريتهم ولا تمكن دراسة شعرهم ولا يتيسَّر الوقوف على إسهامهم في التاريخ الأدبي للشعر السوداني المعاصر. لقد أمكن جمع وإصدار أغلب ما نظمه توفيق صالح جبريل من شعر ( إذ طُبع ديوان شعره – أفق وشفق – في عام 1972 بأجزائه الأربعة التي حوت زهاء ثلاثمائة وثمانين نصَّاً شعرياً ) مكَّن هذا الوقوف على تجربته الشعرية. وتُشكِّل هذه الأشعار مادة غنية للوقوف على مختلف مسائل التاريخ الأدبي السوداني. وفيما يختص بشعر توفيق صالح جبريل فإن هنالك ثلاث مسائل هامة وتضم : تحقيق وتوثيق ونشر أشعاره، والدراسات النقدية بشأنه والدراسة الثقافية بشأنه. 1- تحقيق وتوثيق أشعاره : قام بهذه المهمة مؤرخ سوداني بارز وهو المرحوم د. محمد إبراهيم سليم وشاعر سوداني بارز وهو المرحوم محمد صالح حسن. وجُمِعت مُسودَّات أشعاره في دار الوثائق المركزية في عام 1968، وحملت الطبعة الأولى لديوان شعره تاريخاً يعود إلى عام 1972. وتعدى المحققان مهمة التدقيق وتناولوا شخصية الشاعر وطبيعة شعره ( أشاروا إلى نمطين من شعره: الشعر التقليدي- ما يماثل شعر شوقي وحافظ ويتميز بالصناعة ونمط آخر من الشعر الوجداني الذاتي ويمتد إلى المشكلات الوطنية والصداقات والذكريات والخمر والمرض والمدن الجميلة كسلا مثالاً ). وعرج المحققان إلى موضوعات شعره، وهذه مسائل نقدية لا تندرج تخت التحقيق. ومما لا شك فيه أن د. أبي سليم (رحمه الله) والشاعر محمد صالح حسن قد أدَّيا دورهما كموثقين ومحققين. وبجمعهما لهذه الثروة الشعرية فانهما قد حفظا مصدراً هاماً للتاريخ الأدبي للشعر السوداني في بدايات القرن العشرين. غير أن النظرة الفاحصة لتلك الحقائق تكشف عما هو أعمق ويشمل ذلك:- - إن ما جُمِع من حقائق حول حياة الشاعر ( أصوله، تعليمه، عمله بالتعليم والإدارة والتجارة .... الخ ) وما نُشِر من أشعاره خاصة ما عالجته من شئون السياسة والحياة والأدب، تسمح جميعها بدراسة قضايا وتطوّر الشعر في بدايات القرن العشرين. - ما جُمِع حول التعليم الأصيل ( التعليم الديني ) والتعليم الإستعماري الذي اقتصر على المعارف الحديثة اللازمة لخلق كادر محلِّي يساعد الإدارة الاستعمارية، يبين كل هذا ما يلي: - التحديث المحدود والأثر الثقافي الضئيل كفكر وثقافة الغرب الصناعي على السودانيين وشعرهم. - الصراع بين ما هو تقليدي وما هو حديث وما هو محلِّي وما هو كوني من المؤثرات الفكرية والثقافية. - ضُعف الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية في بدايات القرن العشرين. وعبر ما جُمِع من شعر توفيق صالح جبريل يمكن الوقوف على بعض عوامل وجوانب عصرنة الشعر السوداني.
وكذلك يمكن تتبُّع وتمايز أنواع الشعر السوداني بعضها عن البعض الآخر ( بروز وتطور الشعر الفصيح، واستخدام صور وجماليات متطورة، وتميز الشعر الفصيح عن ما هو تراثي وشعبي وتباينه عن شعر المدائح والشعر الغنائي والعاطفي والدوبيت وسائر أشكال النظم في سودان نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ).
لقد انتهى شعر توفيق صالح جبريل إلى عهد بدايات القرن الماضي وتعاظم أبانه أثر الإستعمار الغربي والثقافة الغربية. كذلك تأثر الشعراء والشعر بالتطورات التقنية والعلمية والثقافية والإعلامية - وهي التطورات التي تلاحقت بسرعة هائلة إبان القرن العشرين وتركت معظم الأثر على حياة وثقافة وأدب وشعر السودانيين. وهكذا فإن حياة وشعر توفيق صالح جبريل يرويان بعض أوجه الالتحام بين السودان والعصر الحديث. وفي تلك الظروف قدر الشاعر أن ينظم شعراً جديداً ومن أهم خصائصه ما يلي: - أثر ثقافة وشعر العصر ( ثقافة وشعر المستعمِر والمعاصر من ثقافة وشعر الشرق الأدنى ) - نتيجة لهذين التأثيرين الثقافيين أضحى الشعر السوداني يُبنى على قاعدة أشد إحكاماً ألا وهي المجاز والإستعارات يُضاف إليها شكل القصيدة. - يُلمس في أشعار توفيق صالح جبريل محاولات التوصُّل إلى معنى وإحساس ب بهوية وطنية سودانية ). وكانت هذه المحاولات تركز على موضوع التعارض فيما (asense ) بين التقدُّم والتخلف في مجال الثقافة والأدب والشعر. - اختلف شعر توفيق صالح جبريل عن ما يُعد ب ( ثقافة العوام والأدب الشعبي أو الفلكلوري ) mass culture and popular literature وهي الآداب المعروفة في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. - عكس الشعر الجديد (الشعر الفصيح) بدايات وأثر التطور الحضري وأثر الاتجاهات الثقافية للغرب الصناعي والشرق العربي الحديث. urbanization - لقد ضمن التقدم الأدبي في إطار محاولات المتعلمين أدباء أم شعراء، ضمن ذاك التقدم خلق وعي سياسي وإجتماعي وفضح ظلم المُستعمِرين وأجَّج من بعد المشاعر الوطنية (كما دلَّت عليه أحداث عام 1924 المرتبطة بحركة اللواء الأبيض وغيرها ). - بعد التعرُّف على الآداب الغربية والأدب العربي المعاصر، استطاع الأدباء والشعراء السودانيين ومن بينهم توفيق صالح جبريل، استطاعوا سودنة الشعر العربي الحديث .indigenized modern Arab poetry تضمَّن شعر توفيق صالح جبريل مثل الشعر المنظوم في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، تضمَّن التمعُّن في الواقع الإجتماعي وفي المشكلات التي واجهت السودان تحت السيطرة الاستعمارية. وفي فحص ذاك الواقع الخاضع للاستعمار نهج هؤلاء الشعراء نهجاً معاصراً وخلصوا إلى أبعاد مستحدثة في أشعارهم، وعبرها جعلوا العقول السودانية تدرك الطبيعة الفظَّة للاحتلال الاستعماري. وأوجد شعرهم إمكانية مقارنة الخير والعاطفة والكرامة الكامنة في شعبنا السوداني مقارنة بالفظائع والشرور الاستعمارية. هذه هي بعض خصائص الشعر الفصيح في تلك الفترات الباكرة من دخول السودان العصر الحديث. وهي أيضاً المسؤولة عن التقدير الكبير الذي يُكن في السودان لأبكار الشعراء ومنهم توفيق صالح جبريل. 2- الدراسات الأدبية والنقديَّة: لقد تمَّ التعرُّض لسيرة وشعر توفيق صالح جبريل في دراسات أدبية ونقديَّة قام بها سودانيون ( محجوب عمر باشري، صلاح الدين الملك، هنري رياض، محمد محمد علي، ود. عباس محجوب ) وأخرى أنجزها نقاد عرب ( د. مصطفى هدارة وعبده بدوي). كذلك وجدت دراسات أكاديمية إحداها لنيل إجازة جامعية أولى وأخرى لنيل إجازة الدراسات العليا (ماستر). وتناولت هذه الدراسات مشكلات التجديد الشعري وما هو سياسي من الشعر الفصيح، وقد أجمعت هذه الدراسات على ما يلي:- - إن شعر توفيق صالح جبريل حوى بعض الاستنتاجات فيما يتعلق بالسياسة والمجتمع في سودان أوائل القرن العشرين. - وإن شعره فيه الجديد ( المغاير لما عُرف من نظم إبان القرن التاسع عشر ) – المرحلة السابقة لاحتلال البلاد من قِبل الاستعمار. وأن هذا الشعر يحمل تأثير العصر الحديث ( ثقافة الغرب الصناعي والشرق العربي الناهض ) وكذلك فيه نقد الحياة وله جماليات جديدة وفيه إمتاع. بل أن هذه الدراسات لاحظت أن الشعر السوداني كان قد انتعش في ظروف وجود شعراء مثل التجاني يوسف بشير، محمد عبد الوهاب القاضي، إبراهيم أنيس وأحمد محمد صالح إلى جانب توفيق صالح جبريل. لقد جمعت هذه الدراسات حقائق جمَّة حول حياة الشاعر ( أصوله، تعليمه وحياته العملية ( التعليم، الإدارة والتجارة ) ووقفت على جُلَّ شعره. إلا أنه فاتها الوقوف على حقائق هامة حول تطور الشعر السوداني ( الشعر الفصيح ) الذي أضحى المحبَّذ لدى الصفوة السودانية بل أضحى أهم آدابها طوال القرن العشرين ). - لما كان التعليم الاستعماري محدوداً ( إقتصاره على المعارف الحديثة الضرورية لخلق كادر محلِّي يساعد الإدارة الاستعمارية ) فإن التحديث كان محدوداً وبالتالي قل الأثر الثقافي لفكر وثقافة الغرب الصناعي على السودانيين. وبالتالي قلت معرفتهم بالشعر الغربي ( الإنكليزي مثالاً ) واستعاضوا بشعر الشرق العربي الناهض والمتأثر بالرومانسية الإنكليزية والفرنسية، ( عُرف الشعر الغربي عبر تراجم وأشعار أدباء الشرق العربي ). - كانت المعرفة الحديثة القليلة التي اكتسبت من التعليم الاستعماري – الذي هو حديث ، كانت كفيلة بعصرنة شعر العشرينيات والثلاثينيات. - بعصرنته بدأ الشعر المنظوم بالعربية الفصحى وبجماليات وفكر عصريين، بدأ في التمايز من أنواع الشعر السوداني الأخرى – التراثي والمنظوم بالدارجة السودانية ( المدائح والدوبيت والأغاني والترانيم الخاصة بثقافات وأقاليم السودان. كان هنالك ميل كافة هذه الدراسات إلى التوصل إلى مفهوم شاعر أو شعراء من السودان يمكن . وضُمِّن توفيق صالح جبريل في قائمة Sudanese classic poet عدهم كشعراء من الطراز الأول لمثل هؤلاء الشعراء قد تطول أو تقصر. غير أن ما فات هذه الدراسات الوقوف على أسباب النجاح الواسع الذي أحرزه شعر توفيق صالح جبريل، من بين هذه:- وسلاسة أبياته الشعرية واحتواء أشعاره على charm of hisverses سحر وظرف نظمه الكثير من الرؤى حول وقوع البلاد تخت تأثير الاستعمار وعلى الكثير من التوترات التي تسبب فيها القهر الاستعماري. وأن أشعاره كانت تحتوي على عناصر وقائع من سيرته الذاتية ( individual وما هو فردي ) (Historical وإشارات تاريخية ( ما هو (autobiographical) ( وكذلك كان هنالك الكثير مما يجوز النظر إليه ك communal وما هو مجتمعي ضيق) ( المواقف السياسية الذاتية )( المواقف السياسية الذاتية ). ولهذه الأسباب في جملتها شغل شعر توفيق صالح personal political. ولهذه الأسباب في جملتها شغل شعر توفيق صالح جبريل معاصريه وكل مهتم من بعد بالشعر السوداني الفصيح.
3- دراسة مجازيات واستعارات شعر توفيق صالح جبريل: بين كل الدراسات هنالك الدراسة التي قام بها المرحوم محمد عثمان يس ( وقد كان مثقفاً مهتماً بالفن والشعر والتشكيل ) وحملت تلك الدراسة أراء ونقد وذكريات الشاعر توفيق صالح جبريل ذكريات وأحاديث بيروت دار الثقافة بيروت 1971 ). ومن بين هذه الذكريات وجود الشاعر في مدن ساحرة عديدة في السودان ( وعلى رأسها كسلا ) الجنات الأرضية الصغيرة little…towns - little…paradises وأكثر ما أثار اهتمام محمد عثمان يس في أشعار توفيق صالح جبريل هذه ما يلي: .personal political - إن فيها من الوصف ما يثير مناظر بصرية - مرئيات. .for – reaching suggestiveness - والإيحائية البالغة لهذه الأشعار - وأن هذه الأشعار كانت تسمح بالتركيز والاستيعاب ضمن التجربة الشعرية المفصح عنها أو المقروءة تلك. وكان هنالك محتوى هذه الأشعار والذي يشتمل على ما يلي: - تصوير المدينة المعنية كتجسيد للجمال الذي يحس به في الطبيعة المحسوسة في أرجاء السودان. - الانبهار إزاء أو التعاطف مع كل ما يحيط بالشاعر من مشاعر ومناظر في تلك المدن – شبيهة بالجنان. - وإذا ما تلاشت أو تسارعت عناصر تلك الطبيعة في وعي وفي خيال الشاعر فإن ذلك يجعله أسيراً لجمال تلك البقعة في السودان ويزيد من إرتباطه بها وشحن ذاكرته بذكريات وشجون. - هنالك دائماً الشعور بهيبة ( عظمة ) الطبيعة وجمالها البديع إلى جانب إدراك عظمة الخالق. وبالقراءة المتأنية للأشعار حول الجهات / التي تشابه الجنان يتضح أن تجربة الشاعر مع الطبيعة هي مفعمة بالحيوية عاطفياً وأن لتجربته هذه أهميتها إذ تنتج الذكريات. وكذلك تضمنت تجربة الشاعر مع الطبيعة مجاز واستعارة لشاعر يرغب في الخلاص من وحدته ويسعى حثيثاً للراحة في العديد من وهي حوارات تتجدد كثيراً، ولعل الشاعر قد وجد السلوى في monologues الحوارات الشخصية مشاركة الأصدقاء والشعراء في ما أكتشفه من طبيعة مختلف أنحاء السودان: أكانت كسلا، أم رشاد وحتى دامر المجذوب. كل هذا الإهتمام بالشاعر وشعره وكذلك شيوع بعض نظمه يسمح بإضافة توفيق صالح جبريل إلى قائمة الشعراء السودانيين من الطراز الأول وبالطبع لم يكن أعظمهم إلا أن شعره فيه الكثير مما يعين الوقوف على الحياة الأدبية والتاريخ الأدبي للشعر في السودان عند بدايات القرن الماضي : وقد أكتسب شعره قيمة حقيقية إن نم عن قيمة كبيرة للغاية في التاريخ الأدبي للشعر الفصيح في السودان. وقد أكتسب شعره قيمة عالية على الرغم من أنه لم يصنف ضمن أكثر النظم مجداً وجمالاً . وقد عكس ذاك الشعر حقيقية أن توفيق صالح جبريل كان طليق الفكر وتميز بالذكاء والدهاء في تناول قضايا الشعر والعيش على السواء.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:06 pm | |
| شاعر الدهليز: توفيق صالح جبريل
الجزء الثاني مصادر شاعرية وشعر توفيق صالح جبريل د. أحمد عكاشة أحمد فضل الله – لاهاي *****
يختص هذا الفصل الثاني بالبحث عن مصادر الإلهام الشعري لتوفيق صالح جبريل للشعراء السودانيين إبان المراحل الباكرة من القرن العشرين (يجرى الحديث عن Sources Of Sudanese Poetics ) مصادر الإلهام الشعري ونقترح كمصادر رئيسية Sudanese Poetics
ما يلي:
- الرقة واللطف والمرح والإبتهاج
Mellowness
- راجحة العقل (التعقل)
Sanity
- البساطة وكذلك بعض السزاجة
Simplicity
- حب الطبيعة
Love of nature
- الصبر والجلد
Patience
- عدم المبالاة (خاصة خيال الجوانب العملية)
Old rogue
- الخبث واللؤم والتشرد في الماضي (الهمبتة مثالاً)
Fecundity
- وفرة الإنتاج (إنجاباً) وكذلك في الإبداع - الإقتصاد في الإنفاق وليس الشح
Frugality
- حب الحياة الأسرية
Love of family
- الجنوح للسلم
pacifism
- القناعة (الرضى بقضاء الله أو بالنصيب...الخ)
contentment
- المرح (الفكاهة)
Humor
- المحافظة إجتماعياً وسياسياً والتزمت فكرياً وعقائدياً
conservatism
- بعض الحسية (حب الشهوات)
Sensuality
هذه هي بعض القيم التي رصدناها في ما توفر من إشعار توفيق صالح جبريل ومعاصريه من الشعراء ولابد من القول بأنها في حجمها قيم عظيمة إلا بعضها يبدو نوعاً من الخطايا عوضاً عن الفضيلة وكذلك أن بعض هذه القيم يبدو حيادياً أي أنها قد تكون منبع قوة أو مظهر ضعف، مثال قد يسفر التعقل عن تقييد للخيال الشعري ويمنع جنوحه أي ذهابه بعيداً في الآفاق كذلك قد يفسر الميل للسلم على أنه نوع من الجبن أو الوهن وكذلك قد يسفر الصبر عن تحمل على نحو غير سوي للشرور والظلم. وكذلك فإن المحافظة الفكرية تولد الكسل والتردي وكذلك كثرة التوالد تكون في صالح الأمة بكاملها وقد تؤدي إلى إحقار الأسر والأفراد.
فيما يخص الإبداع فان الرقة واللطف والمرح والإبتهاج فإنها أفرزت قوته وحيويته وحالميته
romance
نظم الشعر العربي
Arab Poetics :
وتعني فرض الشعر على النحو الذي توارد إلى أصحاب القريحة من اللغة والنحو والعروضيات والقيم خاصة الـ
ReligiousImperative وما تضمنته الدراسات اللغوية والنحوية لدى العرب والمسلمين ومن أهم المعارف والمعتقدات حول نظم الشعر أصول العروض الخليلي وتناسب الإيقاع وضرورات الإنشاء، وتشير الدراسات الأدبية "مثال هنري رياض توفيق صالح جبريل شاعراً وثائراً" يتعلم توفيق صالح جبريل مبادئ العروض وقراءة دواوين الشعراء على يد أحمد محمد صالح "شاعر سوداني بارز 1897 – 1973م" وعشق شعر المتنبي وإستظهر عيون الشعر العربي وأدمن مراجعة الحماسيين وأفتتن بشوقي وبشاره الخوري...".
ولا تعني معرفة الـ ArabPoetics أنها القواعد سوف تتغلب على الشعر السوداني الفصيح الوليد، ففي حالة أهم شاعر سوداني معاصر ألا وهو أحمد حمد صالح (ديوان الأحرار) وكذلك في حالة توفيق صالح جبريل "أفق وشفق" فإن منحى ما في جماليات شعرها وهو أنه لا يمكن للشعر أن يلجم بالقواعد العروضية وليدة روحه ورشاقته ولهذا يلزم درجة طفيفة من التحلل عن القيود العروضية، كانت هنالك الحاجة عند ولادة الشعر السوداني الفصيح للإبداع وليس لتطبيق القواعد ، وكان النحو الأكبر الذي قابل شعراء سودانيين كثيرين في المراحل الباكرة للقرن العشرين (التجاني يوسف بشير ، محمد عبد الوهاب القاضي، أحمد محمد صالح وتوفيق صالح جبريل)، هو إيجاد سبل لتقوية النظم الشعري والإرتقاء بالشعر بحيث يعظم أثره على الوعي الوطني وعلى الحياة الأدبية في سودان العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين.
عموماً كان هنالك التحول بعض الشيء عن قواعد النظم وهي التي استخدمت بصورة رئيسية في نظم القصيدة الشعرية التاريخية إلا أن أهم تطور حدث في الشعر السوداني (الفصيح) الوليد هو التغيرات التي أدخلت عليه نتيجة جهود أحمد محمد صالح "الشاعر وعالم العروضيات والمطلع على الشعر خاصة الإنكليزي" وتلميذه توفيق صالح جبريل وشملت هذه التغيرات: • نظم الشعر "السوداني الفصيح" على نحو يسهل فهمه.
• الإبتعاد عن أسلوب المنطق Ornate Style نسبة التعقيد فيه وعدم سهولة فهمه.
• التسهيل لأغراض وضوح المعنى خاصة عند استخدام البيان.
كانت هذه بعض خيارات كل من قام بنظم الشعر في سودان بدايات القرن العشرين. وقد سبق نهج هذه الخيارات قرارات هامة كان قد إتخذها الشاعر الهام للغاية أحمد محمد صالح (1898 – 1973) بشأن Poetic Forms الأشكال الشعرية وشمل هذا الحفاظ على الـ ode القصيدة كأهم شكل مسيطر في عالم الشعر السوداني المعاصر – وهو الشعر الناشئ آنذاك ، وجعل أحمد محمد صالح ومن بعد توفيق صالح جبريل القصيدة إطاراً لـContextualizing أي جعلها قرينة على أو سياق عاقد سرد في أشعارهم، وإكتسب هذه الخاصية "جعل القصيدة قرينة أو سياقاً عاقد ضمنوه أشعارهم – إكتسبت هذه الخاصية أهمية كبيرة خاصة في حالة الشعر الوطني، أي الشعر السياسي المعادي للإستعمار البريطاني". وكذلك لها أهميتها حينما نبحث العلاقة بين الشعر والمجتمع والسياسة والثقافة في سودان بدايات القرن العشرين.
ففي حالة أحمد محمد صالح كانت هنالك معرفته الواسعة بتقاليد وقواع د وجماليات الشعر العرا إسلامي التاريخي وبجهود إحياء الشعر (البارودي، أحمد شوقي، بشارة الخوري) وآخيراً كانت هنالك معرفته الوثيقة بحكم تعليمه الحديث ومعرفته باللغة الإنجليزية – بالشعر الإنجليزي وهنالك حقيقة تلقى توفيق صالح جبريل للمعارف الشعرية على يدي ذلك الشاعر السوداني المعاصر وإلهام ومعاً أقرا بقواعد العروض الخليلي ومعاً قاما بتطوير الخيال الشعري والتحرر بعض الشيء من صرامة تلك العروضيات. في كل من أحمد محمد صالح وتوفيق صالح جبريل عثرنا على ما يعرف بـ
Modern Poet شاعر العصر الحديث – من بدايات الى ما بعد النصف الأول من القرن العشرين، وأن كل من الشاعرين كان المفتاح للإستلهام الروحي بواسطة من تبعهم من الشعراء لمعجزات وتطورات القرن العشرين، بل أن شعر أحمد محمد صالح وتوفيق صالح جبريل قد فتح ما يمكن الإشارة إليه بـ Aestheticized Landscape روضة إبداع صمدت في وجه الهوان والظلم الإستعماري وفي وجه الصعوبات التي واجهت مقتضى وأدباء السودان تحت ظروف القهر الإستعماري والتخلف الإجتماعي والثقافي . وأوجد شعر كل واحد من الشاعرين وعياً ثقافياً وسياسياً بمشكلات التحرر الوطني ، والتقدم الإجتماعي. وكان لقصائدهما المقدرة على فضح على نحو فريد ومرير ومفزع ما هو من طبيعة القهر الإستعماري وخصائص ذاك العصر في السودان المعاصر.
ونتيجة لجهد الشاعرين طرأت على الشعر السوداني – الذي أضحى فصيحاً في بدايات القرن العشرين طرأت عليه متغيرت منها: - - توسع أغراض قرض الشعر: إذ أضيف السياسي والإجتماعي منها الى المجال الأدبي والوجداني. - أضحت أفكاراً – الشعر أكثر نسقاً وأضحى أكثر إمتاعاً وجدانياً. - تسللت إليه الرومانسية من الشعر الغربي والرومانسية العربية (خليل مطران إيليا أبو ماضي ، وعمر أبو ريشة) فأضحى محباً للطبيعة، وذا فلسفة وعمق وجداني وإمتد الخيال عند نظم الشعر وتم التوسع في تعابير العاطفة والوجدان وإحتوى على الصور الشعرية الممتدة وإزدادت الوحدة العضوية للإشعار السودانية "وحدة المقاطع لا وحدة البيت الشعري". 3- الأثر الثقافي للغرب الصناعي على الشعر السوداني المعاصر: كان كل من توفيق صالح جبريل وأستاذه أحمد محمد صالح ومعاصريهم وشعراءهم من أدباء وشعراءهم نتاج التعليم الذي أنشاءه الحكم الإستعماري (كلية غردون التذكارية، مدرسة العرفاء او مدرسة الإدارة ...إلخ) قد أوقد ذاك التعليم في نفوسهم كطلاب ومتعلمين من بعد الميل الى الأدب الغربي ودائماً كانت هنالك الروابط بين ذاك التعليم وتكافؤ الأضداد الذي ينسحب على جهودهم فما تبقى من حياتهم وفي عملهم كموظفين حكوميين وكأدباء وكسياسيين.
كذلك يوطن ذاك التعليم في وعي الطلاب والمتعلمين ومن بعد صفوه البلاد سمو الثقافة الغربية والتي يدرس الطلاب على ضوئها، ولعل أهم أثر تركته الثقافة على الوعي الثقافي والجمهور الإبداعية نثراً وشعراً هم Alienating Hybridity الهجينية المفضية للإغتراب في كل ما سطر أو نظم من الأدب السوداني المعاصر وكذلك إستقر ذاك الأثر كثقافة وأدب الغرب الى التباين في الأشكال الأدبية. فقد عرف الشعر السياسي "شعر الوطنية السودانية المعاصرة" الذي صاحب وجوده البيانات والسير الذاتية والمقالات والقصة ومن بعد الرواية السودانية، فأضحى بعضها يكتب وكذلك يقرض الشعر على نحو إبداعي مطلق أو لأغراض إبداعية محددة مثل الدراما والإنشاء والغناء والنثر الشعري.
كانت هنالك المترتبات الأخلاقية والجمالية والإبداعية لأثر الشعر الغربي (في الحالة السودانية – الشعر الإنكليزي) على الشعر السوداني الفصيح "لغوياً بالعربي". • إنشغلت الساحة الشعرية بجدال عما إذا كان للشعر دوراً إجتماعياً ولم يرسى ذاك الجدال على إتفاق حول مثل ذاك الدور.
• تفاوت درجات ذاك الدور الإجتماعي للشعر فيما بين أي شاعر سوداني وشاعر سوداني آخر، فقد تطرق بعض منهم الى أحداث إجتماعية وتناول شق آخر منهم مسائل إجتماعية وكثيراً خاصة حينما إتضح الظلم والطغيان الإستعماريان – أضحى الشعراء كارهين للعدوان والتفرقة وبث الكراهية بين المواطنين...الخ. وكنتيجة لذلك أضحت الأشعار التي نظمت قبيل نيل الإستعمار الوطني عامرة بالملاحظات والإنتقادات السياسية والروحية والإجتماعية ...الخ. أي أن الشعر أضحى يؤدي دور Metaphor ofSocial Criticism (مجاز للنقد الإجتماعي) وإنطبع الشعر السوداني ببعض طابع الرمزية في الشعر الغربي Symbolism وفي شعر أحمد محمد صالح وكذلك في شعر توفيق صالح جبريل كانت هذه الـ Symbolism تخلط صورا ً بلاغية حازمة وثائرة (الجمع ما بين ما هو ديني وما هو سياسي إلى جانب الآراء والمواقف السياسية) في نظم شعري يستلهم الماضي السوداني وعراقة التاريخ، كذلك كان ذاك الـ Symbolism عبارة عن تحديد (لا طائل ورائه ولا جدوى منه) من خيبة الأمل والتي لا تقتصر على عالم السياسة والمقاومة ضد المستعمر أو على الحياة الإجتماعية التي تتميز بالتدني والحرمان بل تتعداه الى سائر أوجه الحياة المعاصرة . لقد جمعت القصائد الشعرية لأحمد محمد صالح (ديوان مع الأحرار) ولتوفيق صالح جبريل جوانب عضوية وإجتماعية وكذلك الجمع بين إستعارات أو مجازيات تاريخية وعضوية وسياسية ودينية وإجتماعية وصوراً بلاغية شخصية يجمع بينهما بغرض التعبير عن فقدان الأمل في الحياة السودانية التي عصف بها الحكم الإستعماري وبطشه والتي قهرت عسكرياً وسياسياً خاصة إبان حركة عام 1924م، ونشوء الحركة الوطنية السودانية وعمدت أغلب أشعارهم الى التعبير عن السخط Articulation of Dismay وإكتشاف التردى في شتى أوجه الحياة في العقود الباكرة من القرن العشرين.
التجرية الحياتية:
يدخل توفيق صالح جبريل ضمن أبكار الشعراء السودانين المحدثين – وهو بصفته هذه يعد شخصية أدبية سودانية هامة، إذ قرض الشعر على نحو معاصر في زمان بدأ فيه السودان الإحتكاك المباشر بعالم القرن العشرين عصر تنامى الإقتصاديات وتسارعت وعظمت التطورات العلمية والثقافية وقد إرتقى شعره على الرغم من عدم تلقيه تعليماً عالياً وعلى الرغم من أنه لم يلق سعه في الرزق أو حظاً في إعتلاء المراتب وضعف صحته وشظف العيش عند كبر سنه ورغم هذه الصعاب إستطاع أن يلقي الإعتبار وأن يعد شاعراً من الطراز الأول، ومن أهم جوانب تجربته الشعرية أنه ترك زهاء 388 نصاً شعرياً تشكل سجلاً لحياته الداخلية Inner Life ولجهاده السياسي والحياتي الذي يشكل طريقاً طويلاً يشتمل على الكثير من التعليم الذاتي: الدراية بالعروض الخليلي والشعر العرا إسلامي التاريخي (المتنبي والحماسة ...الخ) وشعر الأحياء والنهضة العربية المعاصرة، وكان توفيق قد بدأ نظم الشعر المعاصر في وقت ندر فيه وجود أمثلة تحتذى في داخل السودان إبان بدايات القرن العشرين، وعلى الرغم من هذا فقد جاء شعره فاحصاً لأفكاره ودوافعه ومشاعره Introspective Poetry وقد تمكن من توفير سيرة ذاتية وهامة Remarkable Self Portrait وكذلك ترك شعره فرصة واسعة للأجيال التي تلت وسوف تلي للخوض في أشعاره وسيرته وعصره وأدب السودان إبان حياته لعهود قد تطول كثيراً. ::::
تنويه:
هذه المقالة جزء من دراسة موسعة عن الشاعر توفيق صالح جبريل ستنشر في كتاب اقوم باعداده مع الصديق عادل عثمان عوض جبريل . للتعليق او الرغبة في مدنا باي مادة ارشيفية عن الشاعر توفيق صالح جبريل الرجاءالاتصال بنا عبر البريد الالكتروني:
a_fadlalla@yahoo.com adilosman564@gmail.com
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:08 pm | |
| توفيق صالح جبريل - فارس الشعر القديم صلاح الدين عبدالحفيظ مالك صحيفة الرائد 02/08/2010م
من خلف الأستار الباطنية لمدهشات العقول حين الاستماع للنظم الشعري وجد الشعر السوداني عبر مراحل مختلفة.. وعبر أصوات شاهقة أحدهم الشاعر توفيق صالح جبريل.. في العام 1897م وُلد الشاعر بجزيرة مقاصر التي شب فيها كأحد أطفال البيئة المتشربة بالطبيعة والخضرة والجمال... والتحق مبكراً بخلوة والده الشيخ فكان من حظه أن والده قد جمع في تلك الفترة ما بين العلم الديني والحديث من أساليب التدريس في سن العاشرة وصل مرحلة الوصول لاستظهار عدد من الشواهد الدالة على نبوغه وهي حفظه لعدد من قصائد كبار شعراء العربية في مختلف عصورها وبالأخص العصر العباسي.. بدأ كذلك القراءة الحرة في عدد من صنوف الآداب وان كان جانب الطرائف والنوادر لقدامى العرب ومشاهيرهم هو شغله الشاغل فبدأ الكتابة الإنشائية قبل دخوله كلية غردون التذكارية التي كانت حينها إحدى أدوات المستعمر لخلق جيل مرتبط بالإدارة الاستعمارية فكان ذو نظرة لكل ما يحدث بالكلية من مواقف سجلتها ذاكرته ساعده على ذلك عمله كمعلم بالأبيض التي بقي بها فترة من حياته فظهرت عليه امارات التروي المترائي من شخصيته المحبة للانطلاق والحرية.
حين تخرجه من مدرسة الأمير عمل في عدد من مدن البلاد ومناطقها المختلفة فكتب شعراً واضح المقصد - قوي الجرس فكان واحداً من أكثر مصوري الحياة بتلك الأصقاع. لقب بشاعر المناصير وكان قد كره هذا اللقب لما فيه من حصر له في قالب واحد من النظم الشعري وفي هذا دأب على إعطاء من أطلقوا عليه هذا اللقب من خاصته الإشارات الدالة على مقدرته على نظم الشعر في مختلف المجالات – فكتب في الهجاء المر والرثاء والإخوانيات ووصف الطبيعة. احتفت به صحيفة حضارة السودان كشاعر من أكثر شعراء عصره من الذين كتبوا فيها شعراً في مختلف ضروبه. لدراسته مبادئ علم العروض على يد الأستاذ أحمد محمد صالح السبب في وصول شعره لمرحلة الألق الذي كان يقابل به حين ظهوره على صفحات الصحف كناشر للوعي وجميل الأشعار التي كان يلقيها على مجموعته الخاصة التي ضمت كل من عابدين الخانجي وعبدالرحمن شوقي ومكاوي يعقوب وخليل فرح ومن عجب أن هذه المجموعة كانت تخص أشعار المتنبئ – البحتري بحب جارف وهو السبب الذي جعل هذه الأشعار تشبه في مضامينها ما عناه البحتري والمتنبئ في شعريهما له عدداً من القصائد الإخوانية التي نظمها في عدد من المناسبات ولعدد من أصدقائه منهم الشاعر عبد الرحمن الفكي وعبدالرحمن علي طه.
استفاد كثيراً من كتابات كتاب التراث العربي الذين كان لهم القدح المعلى في وصوله لمرحلة ابتداع قاموس خاص به في تسطير القصائد ونظمها. ارتبط وهو مأمور بتنظيم جمعية اللواء الأبيض التي تأسست في ظرف بالغ التعقيد فاقسم لأصدقائه بعدم تقديم أي وطني لمحاكمة حتى وإن كان الجزاء فصله من عمله. بأم روابة ساعد الوطنيين من أعضاء اللواء الأبيض بحرق أعلام الحكومة وهو الأمر الذي جعل منه أحد المقربين من أولئك الثوار فصدر قراراً بنقله إلى الدامر فكان العمل الوطني في مظهر التخفي فلقي حالة عدم اهتمامه بأحد وهو الأمر الذي فسره المستعمر بأنه حالة من الخوف الواضح من مغبة الاتصال بأولئك الوطنيين ولكن في باطن الأمر كان الشاعر أحد العناصر الوطنية التي تشارك بالتخطيط لكل ما هو وطني. رثى أبطال ثورة 1924م بدمع باك ومازالت تلك القصائد تذكر حين تأتي أدبيات تلك الثورة العظيمة بتخليده لأولئك الأبطال من الذين أعدموا في ديسمبر 1925م يكون شاعرنا قد وضع اسمه كأول من كتب مخلداً تلك الثورة العظيمة. في 1951م ضاقت به السلطات الاستعمارية ذرعاً فقامت بفصله من خدمة الحكومة فانفتح جانب أخر من شعره فكتب هاجئاً الاستعمار – كاشفاً مساوئه وموضحاً للشباب الناشئ حينها جانباً من تاريخ المستعمر في السودان. حين فصله من العمل الحكومي انقطع للقراءة وكتابة الشعر فسمى مجلسه الدهليز فضم الأدباء من هم في سنه والشباب كذلك فكان منهم الطيب زروق – عبدالله رجب – عابدين الخانجي – عثمان حسين منصور.
أقل ما يمكن وصفه به فهو شاعر منطلق إلى آفاق الإبداع الشعري الرصين والتقلب ما بين الجد والهزل وفي ذلك أشعاره المتنوعة التي كتبها بكل من الدامر وأم روابة وكادوقلي ففي أم روابة تظهر أشعاره الدالة على حبه للطبيعة والانطلاق، أما التي كتبها بكادوقلي فتظهر عليها الهداوة النفسية مع وصفه لحال أبناء بلده.. ويختلف الحال عن القصائد التي كتبها بالدامر فهي تصريح مباشر بوطنيته.
بعد فصله من عمله الحكومي توالت عليه الأمراض فأصيب بداء النقرس فعانى منه كثيراً حتى لاقى ربه في منتصف العام 1966م.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:13 pm | |
| قصائده
توفيق صالح جبريل «وداع البائس» 2.توفيق صالح جبريل «زفرة ضجر» 3.توفيق صالح جبريل «شم النسيم» 4.توفيق صالح جبريل «بلبل البطانة» 5.توفيق صالح جبريل «كسلا» 6.توفيق صالح جبريل «قصيدة لرشاد» 7.توفيق صالح جبريل «أيا دامر المجذوب
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:15 pm | |
| [b]وداع البائس
أين المدائن في النيلين مشرقة من هائم دنف يهدى تحاياه *** الي الرواق الي ذات النطاق إلى اوفى الرفاق الي جنات محياه *** وأين من اثلاث القاش متخذا بين الجبال وسيف البحر مأواه *** في المنحنى حيث يجرى القاش منزلهم وفي حلائب ذات النخل مثواه *** إن أومض البرق من تلقاء داراهم وهنا يظن سناه من ثناياه *** لعلها ومضة الذكرى تمازجها ذكرى يحركها قلبى فتغشاه *** يا من تثبت بي والدمع منهمر يوم الفراق وقد اخفى محياه *** حسبى ولاؤك أرجوه وأرقبه وحسب حسنك أن الله يرعاه *** الي اللقاء وداع اليأس يا أملى ولا لقاء الي أن يعطف الله *** فاين ناد ميادين الرياض به كالسندس النضر ما أزهى وأنداه *** ومنزل حافل بالذكريات ثوى خلف الندي بندي الذكر أهواه *** وحبذا جبل جسنا مسالكه يمشى السحاب برفق في حناياه *** وزاخر جاش كالبركان ثوى لا يستقر أضل الغيث مسعاه *** يغشى المراعى فتندى كل ناضرة جفت وتكتنف البستان أمواه *** وذو ظلال يحى اللائذين به زهر يضوع اذا الوسمى حياه *** وشادن من ظلال الروض مطلعه مستأنس قضب الريحان مرعاه *** وذلك البدر ما أبهى تنقله من "قلوسيت" الي مكرام سراه *** فإن أطل انطلقنا للسماء له وإن تعالى فان الصحب اسراه *** نخفى له قرار النفس كل منى فما الذي صده عنا واخفاه *** تحية كسجاياه مضخمة بالعطر والذكر والأخلاق نغشاه[/b] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:16 pm | |
| زفرة ضجر
مذ مضى عهدُ الشبابِ مضتْ إثرَه الآمالُ تستبقُ فلحاني مَنْ سلوتُهُمُ وألحَّ الهمُّ والقلق ما لصدري ضيّق حَرِجٌ وفؤادي فيه مُنطلِق وأماني النفسِ خامدةٌ وحياتي حُكمها فَرَق ورفاقي بعد جمعِهُمُ قد تناسوا العهدَ وافترقوا **** كنتُ والآمالُ زاهيةٌ وزماني زاهرٌ عَبِق ضاحكاً مستبشراً مَرِحاً آمناً والعيشُ مُتّفِق أفلا تهتزّ عاطفتي إنْ بدا كالعسجد الشفق أو كفيضٍ جاش من لهبٍ زاخرٍ والشاطىءُ الأُفُق منظرٌ أهواه يخلبني بسناه والهوى طُرُق والليالي تنقضي سَمَراً بين صحبٍ ما بهم قلق فتيةٌ غُرٌّ، يَزينهُمُ في ليالي أُنسِنا الخُلُق نُجُبٌ، جَمٌّ معارفُهم يخلبون اللبَّ إنْ نطقوا إنهم كالشِّيب تجربةً ما سرى في طبعهم نَزَق **** وتُدير الراحَ غانيةٌ حسنُها كالبدر مُتَّسِق حَلْيُها نفسٌ مُهذَّبةٌ وشبابٌ شيّقٌ لَبِق فإذا ما أسفرتْ سبحتْ نحوها الأرواحُ تستبق أو تغنّتْ بيننا خشعتْ حولها الآذانُ والحَدَق وجمالُ البدرِ يغمرنا بضياءٍ منه مُنبثِق ونجومُ الليلِ ذاهلةٌ كجفونٍ هدّها الأَرَق **** فيردُّ الراحَ شاربُها حين يُخفي ضوءَنا الفَلَق هكذا نجمُ السعودِ بدا ثُمَّ ولّى وَهْو يأتلق يقظةٌ نفسيّةٌ خمدتْ هل سيحيا ذلك الرمق؟ | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:17 pm | |
| شم النسيم ________
لما ذهبنا وركب الصحب متجه لدار؟ كيلة غرب القاش نصطبح تفتق الافق الوانا ولاح لنا روض أنيق ونجم الصبح متضح وما أن تلاشى ضياء الفجر متئدا حتى طوانا الهوى واللهو والمرح وأقبلت سحب من ههنا وهنا وغرد الطير لما صحبتى صدحوا وأرسل المزن أنداء الرزاز لنا فأحمر وأخضر نور الورد والبلح يهيجنا من يغنينا وتطربنا عنادل وتدار الراح.. والملح فلم نزل وبساط الانس متصل بين الكروم نناجيها ونقترح حتى دنا النجم يحدونا الى كسلا اذ الكؤوس دهاقا فيه والقدح واحسرتا قيد المقدور لى قدمى ساروا وإنى أسير الداء مطرح كل النسائم إن شم النسيم مضى عندى سواء إذا ما هزنى الفرح يا منزلا بضفاف القاش معتزلا وصحبة فى فؤادى قط.. ما برحوا ذكراكمو عذبة تحيا النفوس بها وفى جمال تجلى تطرب المدح والصبح فى حيكم يا حسن طلعته مثلما ببقايا الليل متشح والضوء فى بيت من أهواء منبثق من ثغره وهو ضافى الزيل منسرح وأروع الشعر ما وافاك ريقة والروح صاغية والقلب منشرح هذا ابتهالى فهب ما شئت من منح تترى فعند التجلى..تكثر المنح | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:19 pm | |
| [b]بلبل البطانة
يا شاعراً تخذ القضارف مصيفا
لصحابه ورفاعة مشتاه
بلد لقيت به (الأبوة) وانبرى
"اخوان" صدق ما عتوا أو تاهوا
فرحابك الفيحاء منها اشرق الـ
أمراء والشعراء فيك تباهوا
فيك ارتديت من الكهولة معطفا
وخلعت برد شبيبتى –ويلاه
حتى التقينا مولعين بجنة
عذراء حفت دورها الأمواه
"كسلا" وماردها الأشم معلق
لا يبلغ الوهم الملم ذراه
يهدى الى "القاش" العنيد ظلاله
فيلوح درعا ساكنا مرآة
ويظل فى الوديان يدفق هادرا
حتى "أرومة" لا يلوح مداه
متدفقا خيرا ويهمى رحمة
أرجاؤه تندى لمن ناداه
وهناك خلف الجسر من لاقيته
وشكوت ما ألقى وما يلقاه
ثم أفترقنا يا لقلب خافق
لا يستقر فأين لى رؤياه
أأخى ابن ابراهيم كن بردا على
قلب تحرق وأضمحل قواه
إن البطانة للبطانة مرتع
والوحى حيا ربعها واتاه
إن جئت ام درمان فأقصد صيدحا
ضلت عنادله وتاه فتاه
جمع الصحاب لجمع نظم ظنه الـ
شادى قريضا هزه وسباه
فأبعث بشعرك لى فشعرى ويحه
ولى وأنت رياضة ورباه
حبى ووجدك والدوافع والمنى
ودمي وروحك كلها أشباه!!
البلبل المقصود: هو الاديب عبدالاله ابراهيم ابوسن
17/11/1962
--------------------------------------------------------------------------------[/b]
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:21 pm | |
| نضّر اللهُ وجهَ ذاك الساقي إنه بالرحيق حلَّ وثاقي فتراءى الجمالُ مُزدوجَ الإشراق يَسبي مُعدّدَ الآفاق كان صبحاً طلقَ المحيّا نديّاً إذ حلَلْنا حديقةَ العشّاق نغمُ الساقياتِ حرّك أَشْجَاني وهاج الأسى أنينُ السواقي بين صبٍّ في حبّه متلاشٍ ومُحِبٍّ مستغرقٍ في عناق وتلاقتْ في حلبة الرقصِ أيدٍ وخدودٌ والتفّ ساقٌ بساق فظللنا والظلُّ والطلُّ هامٍ في انسجام وبهجة واتّساق وفتاةٌ تختال تختار كَرْماً وغريرٌ لمخدعٍ مُنْساق والغواني الحسانُ بين يدينا تتثنّى في القَيْد والإطلاق أقبل الصبحُ والشهودُ نُهودٌ مسفراتٌ، أَمَا لها من واق؟ ظلّتِ الغيدُ والقواريرُ صرعى والأباريقُ بِتْنَ في إطراق اِئتِني بالصبوح يا بهجةَ الرُّوْح تُرحْني إنْ كان في الكأس باق يا بنةَ «القاشِ» إن سرى الطيفُ وَهْناً واعتلى هائماً، فكيف لحاقي؟ والمنى بين خَصرها ويديها والسنى في ابتسامها البرّاق «كَسَلا» أشرقتْ بها كأسُ وَجْدي فَهْيَ في الحقّ جنّةُ الإشراق
تغني بهذه القصيدة الاستاذ الفنان الكابلي | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:22 pm | |
| قصيدة لرشاد **** هذى جبال رشاد الشم قد عقدت على مناكبها الخضر الأكاليل فالسحب واهيه ليست بممسكة إلا كما يمسك الماء الغرابيل والمزن كالعهن إن لاح السنى نسجت على حواشيه من نور سرابيل ضوء يرف على الأمواه صيبة كأنما طاف بالآفاق جبريل والزهر زاه وماء المنحنى سرب والبدر غاف وللقمرى ترتيل مسبحات بحمد الله سابحة من فوقها أنجم زهر بهاليل يا صبغة الله لونت السماء لنا ما هذه البيد ما تلك التهاويل فيك الملائك والأرواح هائمة وفيك من عالم الدنيا تماثيل | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:23 pm | |
| أيا دامر المجذوب *** أيا دامر المجذوب لا أنت قرية بداوتها تبدو ولا أنت بندر
خرجنا قبيل الصبح منك وأنت فى غلالة ظلماء فهل فيك من دروا؟
الى جنة فى شاطئ النيل برة تطالعنا الأمواه أيان ننظر
أزاهيرها الحمراء مسدلة على عناقيدها والنخل فيها مزنر
أقمنا بها حتى الضحى في خميلة يطوف علينا بالقوارير موثر
وغنت لنا هيفاء تختال كيفما يحركها "ناي وعود ومزهر"
وصحبي فيهم باقر وقلندر وما العيش الاباقر وقلندر
فما راعنا الا مناد الا أركبوا لنلهو: وانسابت بنا الفلك تمخر
شراعك يا ملاح دعه تسر به إلى الملتقى ريح الصبا والتحدر
وغن على وجه المجازيف إنها مع الموج عن شوق قديم تعبر
ودعها تناجينا بماء رذاذه حصا برد يهمي أو الدر ينثر
وطف حول هاتيك الجزيرة وانحدر إلى الشاطئ الساجى الى حيث نشعر
بأنا تعالينا تسامت نفوسنا ورقت فلا نأسى ولا نتكدر
أحقاً بدا الفردوس خلفك مشرقاً وفاض به وادى النبيين عبقر
ألا أيها الكون البهيج إحمراره بربك ما هذا الجمال المبعثر
أفق قد تجلى الكون وافتر ضاحكاً وأحيا روابيه النسيم المعطر
وفجرت الأنوار من كل مشرق فسبحت الأطيار الله أكبر | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:26 pm | |
| اللطائف والصيف
لطـائفُ رقَّتْ كـالنَّسـيـــــــــــم إذا سَرَى يـطـوف عـلى السُمَّار مِنهـنَّ طــــــــــائفُ يـمتِّعُنـا فـيـهـا الجـديـدُ وتــــــــارةً يعـود لنـا مـنهـا مـن العهد ســـــــالف بـيـانٌ كلُطْف السِّحـرِ يحـلـو مـــــــــنغَّمٌ يَزِيـنُ عقـودَ الشِّعـر فـيـهـا الــــــتآلف فبـدّد أطـيـافَ الـتأمّلِ عـــــــــــــابسٌ مـن الريح أو عـاتٍ مـن الـحَرِّ عـاصــــــف ألـم تــــــــــــرَ أنَّ الصَّيف يُزهق أنفسً كـمـا يـوهـنُ العقـدَ النظيـمَ الـمخـــالفُ مَعـانٍ تبنَّاهـا «هـرِيٌّ» وحـاطهـــــــــــا «أبو الفضل» فانثالـتْ عـلـيـنـا الـمعـارف أتبـدو تبـاشـيرُ «الرســـــــــالة» غدوةً ويـخـفـي معـانـيـهـا الـدقـاقَ الزخــارف يـقـي الـمـرءَ مـن شـرِّ الـــــبرودة بُردةٌ فكـيف نردُّ الـحـرَّ، والـيـومَ صــــــــائف فلا شـاطئٌ فـي الـمـلـتقى متـمــــــــوجٌ ولا الغصن مــــــــــيّادٌ، ولا الظلُّ وارف أيَخْفَى الخـيـال الطَّلق مـن كلِّ شـــــــائقٍ ويـنسـيك هـذا الضِّيْقُ مـا أنـت عــــــارف تـرى كلَّ عقـلٍ بـيـن طـــــــــــافٍ وراسبٍ ـــــــــــــــــــوكل فؤادٍ مطمئنٌّ ويرتدُّ معتلٌّ مـن الرِّيح طـــــــــــــــيّبٌ ويذبـل مخضلٌّ مـن الروض طـــــــــــــارف وكـان يـزِفُّ العطرَ مـنهـا نســــــــــائمٌ ويَغْشَى ندامـاهـا النَّدى والعـــــــــوارف حـرورٌ يذوب الصخرُ فـيـه وتقفر الـــــــسَرائر لا تـوحـي، وتقسـو العـــــــواطف فـمـا اسطَعْتُ تـرحـالاً «للـبنـــان» أودعتْ رفـيـقَ الصِّبـا فـي «أركـويـت» الـمشــارف ولا أومضَ الـبرقُ الـمبَشِّرُ مـوهـــــــــنًا وأحـيـا وحـيَّانـا مـــــــــن السُّحْب واكف نـودّ اتّســــــــــــــاقًا واتِّلاقًا ووثبةً لـتُبعـدَ عـنَّا مـا نُلاقـي اللطــــــــائف
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:28 pm | |
| شفق وأفق
هـذه الربـوةُ مـا أبـهجَهـــــــــــــــا
حَوْلهـاالزَّهـرُ نمـا مختلفـــــــــــــــا جَمعَ «الشـاعـرُ» مـن نضْرتهــــــــــــــا زاهـرَ الـورد لنـا مُقْتطفـــــــــــــــا لـيـته حـيَّاه حـيّا بـــــــــــــــالندى نـاعسًا ثـمَّ رعـاه إن غفــــــــــــــــا رَقَدَ «الـيـنـبـوعُ» فـي جـانـبـهــــــــا كلَّمـا رقَّ له الجـوُّ صَفــــــــــــــــــا حَوْله هـامَ مـلـيّاً وانــــــــــــــــتشى وارتـمـى سـربُ القطـا مغتـرفـــــــــــا والهـواءُ الطَّلق سـارٍ كـالـمـــــــــــنى وبـه ظلَّ الهـوى معتكفــــــــــــــــــا صـفحةُ الـمـاء بـه سـاجـــــــــــــــيةٌ صَوَّرتْ نَوْرَ الرُّبـا مُنعطفـــــــــــــــــا وسـرى الـبـدرُ عـلـيـهـــــــــــا زورقًا سـاطع النُّور فأبـدى مـا خـفــــــــــــا نـاصعَ الـوجه وَضـــــــــــــــيئًا واضحًا أَتُرى الـمـاءُ أزال الكلفـــــــــــــــا وإذا مـرَّ النَّسـيـم الْتـــــــــــــــمعتْ فـي اضطرابٍ وأرَتْنـا طَرَفــــــــــــــــا فـيرفُّ الـمـــــــــــــــــاءُ والظلُّ معًا ويلـي الطَّير إذا الغصن هَفــــــــــــــا إنْ يثرْ يـطغَى فـيـطــــــــــــــوي طرفًا يُغرق الظلَّ ويُزجـي طرفــــــــــــــــــا واستدار الـبـانُ فـــــــــــــــي شطآنه سـامقًا مطِّردًا مـنعطفـــــــــــــــــــا وارفَ الظل بعـيـد الـمـجتـــــــــــــنَى لـيّنَ الأعطـاف يبـدو صَلِفـــــــــــــــا والأصـيلُ الـبرُّ مــــــــــــــــا أروعَهُ فـاضَ ضـوءًا وتجلَّى تَرَفــــــــــــــــــا شفقٌ متَّسقٌ تحسبـــــــــــــــــــــــــه رَفْرَفُ الـدِّيبـاج زانَ الغُرَفــــــــــــــا ـــــــــــــــــــوكأنَّ الشمسَ ألقت فتـوارى، أَمِنَ اللــــــــــــــيل اختفى؟ فأعـاد النـورُ مـن ألـــــــــــــــوانه صـورًا شـتّى وحُسْنًا سلفــــــــــــــــــا فـانــــــــــــــــــتحى أفْقٌ، وولَّى شفق ثـم هِمْنـا برُبَانـا شغفـــــــــــــــــا هـا هـنـا الـبـلـبـــــــــــلُ غنَّى طربًا وهـنـا القُمْريُّ شـوقًا هتفـــــــــــــــا وهـنـاك الـبـدر يرنـو مـصغـــــــــــيًا كـاد أن يُسمِعـنـا مـا عَرَفــــــــــــــا خشعتْ أبصـارُنـا نـــــــــــــــــــاظرةً _ طـيفَ سحـرِ الـبـدر فـي الـمـاء طفــــــا طُفْتُ فـي أجــــــــــــــــــوائه مبتهلاً مستطـار اللــــــــــــــــــب صَبّاً كَلِفَا سُحُبٌ مـرّت تَراءى سفــــــــــــــــــــنًا وتـمـاثـيلُ استقـلّت شُرُفــــــــــــــــا وهضـابًا سـابحـاتٍ هـزّنـــــــــــــــــا لـونُهـا مـنسجـمًا مؤتلفــــــــــــــــا يـا له حسنٌ بــــــــــــــــــدا مبتهجًا مُشـرقَ الجـانـبِ يـندى فجفــــــــــــــا صـبـغةُ الله ننـاجـيـهـــــــــــــا ومَن غـيرُه يُحْسن مـــــــــــــــا الله اصطفى مـوكب النـور رويـدًا يـختفـــــــــــــي يـا لقـلـبٍ مستهـامٍ وجفــــــــــــــــا مـا لهـذا الرَّعـد قـد روَّعـنــــــــــــا قـاصـفًا غضبـانَ يـدْوي أسفــــــــــــــا والأعـاصـيرُ بـدتْ مظلـــــــــــــــــمةً كجـبـالٍ مــــــــــــــــــــرسلاتٍ كِسَفَا أُسدِل السِّرُّ عـلـيـنـا عـاتـــــــــــــيًا ومضى اللّيلُ فأرخى السُّجُفــــــــــــــــا جـرَّدَ الـبستـانَ مـن أفـنـــــــــــــانه جـامحًا «ريحٌ رهـيبٌ» عصـفـــــــــــــــا فـامّحى الـحسنُ ومـا حـيَّ الـحـيـــــــــا جَنَّتَيـنـا واختفى مـا وكفـــــــــــــــا كلّ هـذا الـحسن أوفى وانطـــــــــــــوى فَذَوى ثـم هـوى، ثـم عفـــــــــــــــــا سَعِدَ الشّاعـرُ فـيـهـا ســـــــــــــــاعةً قـال مـا أبـغـيـه هـــــــــــــذا وكفى
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية السبت مارس 29, 2014 12:30 pm | |
| انتهي ما وددت كتابته عن الشاعر الفذ / توفيق صالح جبريل | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:42 am | |
| مع شاعرنا المخضرم : السر احمد قدور
السر أحمد قدور ولد بالجباراب منطقة أمبوري جنوب الدامر. والوالدة زينب بابكر شخيب ملقبة ببت البركة، وجده من ناحية أمه بابكر شخيب شاعر، ومن أشعاره مخاطبا حماره وذلك لعدم سرعته: امانة الاخضر مو فارس فراسه مشيتو القدلة يا ناس بالحناسه الحمار قنع ما بنبقى راسه طولت الروح اخير من الجراسه ووالد السر أحمد قدور شاعر شهير وكان مغني المنطقة في الثلاثينات، وجده من ناحية أبوه شاعر كبير، وقد قال عن منطقته امبوري: امبوري بلدا قاعه شبعو القاعدين في اوجاعه جميع الفارقوه بغير بضاعه جونا معلقين الساعه ووالد السر قدور يمدح دائما: يا منير المحيا لا من البلاد فلتحيا يا ابو يحيى والسر عماته التومات «أم الحسين و«أم الحسين» مادحات ومغنيات وشاعرات، وقد نظمتا أغنية في زواج والد السر احمد قدور. يا المحلق ميسك بعيد تعصي إنت ويطيع الحديد وقد غنت من قبل اغنية: الليلة وين لي وين يا عيني والتي يصنفها بعض الباحثين على انها تراث شعبي.. انما هي وحسب شهود عيان من المنطقة، من نظم التومات وابناء عماته هساي وود عمارة شعراء وفنانون، حتى ان هساي يطلق عليه فنان الجعليين، وود عمارة اصدر ديوان بعنوان «النغم الاصيل» واخوته عبد المنعم قدور من الشعراء الكبار، وله ديوان تحت الطبع بعنوان «عودة» ومحمد أحمد قدور شاعر وله غناء. ابكى طمبور الشمال وسفر العيون والدكتور الفريق «م» عمر قدور شاعر وله ديوان «عيون الآخرين وصوت من السماء» وغنى له الكحلاوي «ليل الزمان يا حليلو عاد». وقد تلقي السر قدور تعليمه بخلاوى القرشاب بالجباراب، وقد ارتحلت أسرته من الجباراب للشعديناب بعد فيضان 1946م، وتلقى السر قدور تعاليم القرآن وحفظه بالروايات السبع بخلاوى الشيخ المجذوب جلال الدين. ومنذ صغره اولع بالقراءات والاطلاع، وله ذاكرة تنسخ كل المعلومات، ولا يفوته في ذلك الا البروفيسور عبد الله الطيب والفريق ابراهيم أحمد عبد الكريم. وكان عندما يطلب منه والده الذهاب للجباراب ليطرد الطير من العيش وهو صغير، كان يطلب من والده ان يشتري له جرائد ومجلات حتى يحرس الطير. وكان في الجباراب بعد ان تعلم القراءة يطلع على كتب جده الملقب بالبركة محمد الحافظ رحمة الله شخيب وقد كان من قضاة التركية. ونجد أن الأرضية التي انطلق منها السر قدور نحو الشعر والغناء ارضية كلها معارف، وفي الشعديناب بين شاعر وشاعر تجد شاعراً ان كان من اهله او جيرانه من بوزيد عبد الكريم وعمر العوض واولاد قسم الله والدرديري علي محمود ومبارك رضوان. والسر أحمد قدور أسهم في تشكيل مكتبة الغناء السوداني، وهو مدير مؤسسة اشراقة للطباعة والنشر بالقاهرة، ويعمل بإذاعة ركن السودان، وعمل باذاعة وادي النيل، وهو ممثل بارع وكاتب مسرحي، وكتب مسرحية «المسمار» وألف «الرجل الذي ضحك اخيرا»، ومسرحية «شهر العسل الرابع» ومسرحية «يحلها الشربكا» وكل هذه كتب مطبوعة وتعتبر مرجعا لدارسي الدراما، وله كتب في مجال الغناء والدراما، وله كتاب «الحقيبة شعراء وفنانون» و«احمد المصطفى فنان العصر» وكتاب «الكاشف ابو الفن»، ولم يغفل الجانب الرياضي، وكتب كتابا عما سجله التاريخ في امجاد المريخ، وله مساجلات مع شعراء الهلال أبو آمنة حامد وكيشو، وقد شكل مع القبطان حاج حسن عثمان حائط صد لدفاع المريخ الثقافي، وله كتاب بعنوان الفن السوداني في خمسين عاما 1908 ـ 1958م، وقد قدم فنه وكتبه في عدد من الجامعات البريطانية، وتقديم السر احمد قدور لبرنامج «أغاني وأغاني» لم يأت من فراغ انما من خلفية معرفية في مجال الفنون والغناء. وحقيقة السر قدور سفير للاغنية السودانية وعنوان مشرق في مكتبة الاغنية، وقد غنى الفنان ابراهيم الكاشف «الشوق والريد» «انا افريقي انا سوداني» بعنوان «أرض الخير» وقد كان التعاون بينه والكاشف كبيرا، وقد غنى له ايضا «يا صغير» و «أسمر جميل»، والفنان المتفرد العاقب محمد حسن تغنى بالعديد من أغنيات السر قدور منها «غني يا قمري، ادللي، وظلموني الحبايب.. وحبيبي نحنا اتلاقينا مرة».. وامتد التعاون بين كمال ترباس والسر قدور في اغنيات عديدة منها «يا ريت ـ الريد يجمع ويفرق بحر ـ سايق دلالو علي ـ بان القمر ـ يا نسيم شبال». وقدم السر قدور أغنيات رائعة لصلاح بن البادية «تاجر عطور» و «ست البنات» و «القبلي شال» و «أنا عمري ما غنيت قصيد»، وغنى للسر قدور محمد ميرغني «حنيني اليك» وغنى له نجم الدين الفاضل «يا حليلك يا أسمر». وقدم له صلاح محمد عيسى عدداً من الاغنيات «الناسيك يا قلبي أنساه» و «إنت حبيبي وأنا بهواك» وغنى له القلع عبد الحفيظ «لاموني فيك الناس و «عناقيد العنب» وغنى له ايمن دقلة «فرح الليالي». ومن أشعار السر أحمد قدور غنت وردة الجزائرية «اسألوا الورد»، والسرد أحمد قدور ملحن، وقد لحن كثيراً من أعماله. وآل قدور غير السر يمتد عطاؤهم الشعري والفني على امتداد الوطن، فاحفادهم شعراء وتشكيليون ومغنون أمثال بشرى عبد المنعم قدور.. فليغنِ السر أحمد قدور في أغنيات من مخزونه.. ولقد ظل ينتظره الناس من رمضان الى رمضان لبساطة التقديم والعفوية وعدم التكلف والاندياح، فللسر قدور التحية ولأهل الشعديناب ولأسرته بالقاهرة زوجته باتعة وبناته ثريا وزينب ونبيلة وكريمة عاطر التحايا.
محمد سليمان دخيل الله: الصحافة
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:44 am | |
| صلاح الباشا يكتب عن الاديب السر قدور
كان حفلا غنائيا جميلاً مع بداية ستينيات القرن الماضي ، والمدينة هي الخرطوم بحري ، والحي هو حلة خوجلي بجوار بيوت السادة المراغنة ،وقد ظهر وقتها الأستاذ الفنان صلاح بن البادية علي الساحة الفنية حيث كانت الأوصفوك تتسيد الساحة وقد أداها صلاح بصوته الطروب ذاك ( يبرق سناك في غيهب الليل الحلوك ..أغرب شمائل زاملوك .. وهم أكملوك .. وأدبك هبة .. وحسن الظباء .. وفيك موهبة .. وطبع الملوك ) ورحم الله عتيق.
كان في ذلك الحفل عميد الفن يشرف علي الإعداد للفرح ، كانت له علاقة دم أو صداقة مع أصحاب الفرح ، وقد شارك أيضا بالغناء ، نعم إن الراحل أحمد المصطفي قد كان زعيما للمجاملات الإجتماعية ، فقد حكي لي ذات مرة الأستاذ والصديق السني السيد إبن ودمدني والإداري حاليا في إحدي الشركات الخاصة بالعاصمة القطرية الدوحة ، بأنهم ذات مرة أتوا من ودمدني إلي أم درمان في ( سيرة عرس ) لأحد أبناء اهلهم ، غير أن الفنان قد تأخر ولم يحضر من ودمدني ، فظلوا في الشارع ينتظرون ويتطلعون لرؤيته ، وفجأة بينما هم كذلك يظهر الأستاذ الراحل أحمد المصطفي بعربته ويتوقف ليسألهم ، فحكوا له الحاصل وأنهم في موقف حرج في بيت الفرح ، فقال لهم إنتظروني نصف ساعة وسوف أقوم بحل المشكلة ، وقد كان .. حيث رجع إلي نادي الفنانين وأتي بمجموعة عازفين وأحيا لهم الحفل حتي الساعات الأولي من فجر اليوم التالي وبلا مقابل .. رحمك الله يا أحمد المصطفي.
تعبت القى حروف ما سمعوا بيها الناس !!!
المهم ... كان السر قدور حضورا في ذلك الفرح بحلة خوجلي للمشاركة بإسكتش فكاهي تمثيلي مع الراحل أحمد حميدة ( تور الجر ) ، حيث كان من الطبيعي في ذلك الزمان أن تجد الفكاهة خلال فقرات حفل الزواج ، أو تجد منلوجيست يشارك في الفواصل بمنلوج فكاهي . وفي أثناء الحفل أتت فتاة وقد كانت بازخة الجمال ، وهي تعرف أن السر قدور قد تسيد ساحة الشعر الغنائي في ذلك الزمان مع الكاشف والعاقب محمد حسن بجميل أشعاره الطروبة حيث اطلت وقتها ( الشوق والريد .. ياصغيـّر يامحيرني ومتحير .. وإتلاقينا مرة .. وتدللي) إلي آخر الأغنيات الحسان للسر قدور . فقد طلبت تلك الحسناء من السر قدور أن يؤلف فيها قصيدة تـُغني ، غير الأستاذ قدور لم يعر للأمر إهتماماً .. إلي أن إنتهي الحفل ، وقد كان العميد يشرف علي توفير الترحيل للفنانين والموسيقيين المشاركين في حفل الفرح ذاك .. و كان السر قدور واقفاً خارج المنزل ، وإذا بتلك الفتاة – وهي تمتلك جرأة عالية - توجه عتاباً له عن طريق أحمد المصطفي قائلة له : تصدق يا أستاذ أحمد لقد طلبت من الأستاذ قدور أن يعمل لي قصيدة ويعطيها للفنان الجديد هذا ( تقصد إبن البادية ) ، ( لكنه طنشن طلبي ) ، وهنا ضحك أحمد المصطفي موجهاً اللوم للسر قدور : شنو ياقدور .. يعني بنـتـنا دي ماعجبتك وللا شنو ؟ فأجب السر قدور ، كيف لم تعجبني ، ثم أردف قائلاً : أدوني ورقة وقلم ، فلم تصدق الفتاة وأحضرتها علي وجه السرعة من داخل المنزل .. وهنا قال السر قدور لأحمد المصطفي كيف تقول يا بوحميد أن البنت دي ماعجبتني .. مضيفاً ( دي زي القمر والله )
وقد إنهمك في كتابة النص فوراً :
دي زي القمر ... واللهِ أحلي من القمر
ياحلوة يا ست البنات .. يامتعة للحب والنظر
طولتي بتخبي الغرام .. الليلة في عيونك ظهر
في بسمتك .. في رقصتك .. في خدودك الحلوين زهر
خلاك أحلي من البنات ... واللهِ أحلي من القمر
ثم قام بتسليمها للفنان إبن البادية ، ولم يمض إسبوعا واحدا حتي كانت تبث من الإذاعة كأجمل أغنيات صلاح الخفيفة .... وشكرا للسر قدور وإبن البادية وأطال الله في عمريهما .. وربما أصبحت تلك الفتاة الحسناء الآن ( حبوبة ) ... من يدري !!!! والرواية أعلاه حكاها لي صديقنا الأستاذ الشاعر الضخم السر قدور شخصيا بمكتبه بالقاهرة قبل عدة سنوات .
(((يااا حلوة بس خجلانه ليه
ايه الغريب و الحب حلاااال
فى نظرتك اجمل كلااام
دايما تقول للحب تعااال
بقيتى زى زهر الربيع
جميلة احلى من الجمااال
علمتى عينى السهر
ساااهرتى بالمحبوب شهر
الليلة حبك باان عليك
خلااااك احلى من القمر )))
السر قدور... ما سمعوا بيه الناس
عرف السر قدور طريقه إلى حوش الإذاعة في وقت مبكر من حياته، عمل مع مجموعة من الممثلين في إعداد وتقديم الاسكتشات القصيرة من خلال البرامج الإذاعية. عمل مع عثمان حميدة «تور الجر» وعبد الوهاب الجعفري، عثمان اللورد، الفاضل سعيد، أحمد عاطف واسماعيل خورشيد. كانوا يقدمون تمثيليات إذاعية قصيرة و يشاركون باسكتشات في برامج الأسرة والمرأة والطفل والتعاون والإرشاد الزراعي والصحي.
وعندما بدأ الإرسال التلفزيوني في بداية الستينيات شاركوا بتقديم تمثيليات قصيرة على الهواء، حيث لم تكن تقنيات التسجيل قد توفرت بعد. وكانت معظم الأعمال تعتمد على الارتجال والتلقائية، أكثر من النصوص المكتوبة. يتم تحديد الموضوع وتقسيم الأدوار ثم يدخل الممثلون للمشهد ويتبادلون الارتجال. وعمل السر قدور في المسرح أيضا مع أحمد عاطف والفاضل سعيد وعثمان حميدة تور الجر، وكتب عددا من النصوص المسرحية، لعل آخرها كان مسرحية «المسمار» التي مثلها علي مهدي في الثمانينيات.
وانتشرت في الخمسينيات والستينيات ظاهرة سفر الفرق الفنية للأقاليم، وكانت عادة ما تضم مجموعة من الفنانين المغنين والموسيقيين والممثلين. وقد وفرت هذه الرحلات الفنية التي كانت تستمر أسابيع خبرة وتجربة ثرية للسر قدور وزملائه، كما وفرت له مادة دسمة لعمله الصحفي. عمل السر قدور، بحكم انتمائه لحزب الأمة وكيان الأنصار، في عدد من الصحف الاستقلالية التي كانت تؤيد خط حزب الأمة. إلا أن أكثر الصحف التي يتحدث عنها السر قدور كثيرا وتمتلئ ذاكرته بقصص وحكاوي كثيرة عنها هي صحيفة «الناس» التي كان يملكها ويرأس تحريرها الصحافي الشهير محمد مكي، والذي مات أو اختفى في ظروف مريبة بعد انقلاب مايو بفترة قصيرة. وقد عمل السر قدور في الصحافة الفنية والرياضية والمنوعات وسكرتارية التحرير، وله قصائد ومجادعات شعرية كثيرة في حب المريخ كان يوقعها باسم «المريخابي العجوز».
كما وفر له وجوده في المركز العام لحزب الأمة وفي دور الصحف الاستقلالية الاحتكاك بكثير من القيادات والأحداث السياسية. ولا تزال ذاكرته تحتفظ بتفاصيل كثيرة من عالم السياسة. وبحكم القراءات الواسعة والمتعددة، والنظر الثاقب للأحداث والوقائع، فإن السر قدور ليس مجرد مؤرخ للفن الغنائي والمسرحي والصحافة والسياسة في السودان، لكنه صاحب رؤى ونظرات عميقة. وأذكر أننا قدمناه مرة في دار نقابة الصحافيين السودانيين بالقاهرة في ندوة عن «ايقاعات المدائح في السودان» قدم فيها معلومات ونماذج أذهلت عددا من الموسيقيين الذين درسوا بمعهد الموسيقى والمسرح. هذه شذرات عن السر أحمد قدور صاحب السبع صنائع: الشاعر، الملحن، المغني، المادح، الفنان المسرحي، الكاتب والمؤرخ الصحافي والسياسي، لكن قبل وبعد كل هذا الإنسان ذو الأفق الواسع والبصيرة الثاقبة...يطول عمره. ما تبقى كثير وما تزال في النفس شئ من حتى، لكنه أكبر من سعة هذه الزاوية التي ربما تكون مدخلا لمشروع توثيق أكبر وأضخم للسر قدور.
الشوق و الريد و الحب البان في لمسة إيد وأغاني نقولا أغاني نقولا نقول و نعيد والدنيا زهور الدنيا زهور في عينينا تصبح كل يوم زي طفل وليد
*** كل الأشواق آهة بتجرح قلب المشتاق ديل يا هاجر ليك رسالة لو روحك يوم تنسى دلالا تشوفنا قريب ما تتعالى تسألنا و نسأل عن حالا و نعيد الكان *** نعيد الكان حليل الكان نخلي الحب يسرح بينا يبقى جناحين و يطير بينا نشوف الدنيا ربيع و زهور نسكت و تتكلم عينينا و نعيد الكان *** ليك رسالة لو روحك يوم تنسى دلالها نعود أحباب زي ما كنا في دنيا الحب نلقى الجنه يا حبيب الروح يا أغلى غرام أسأل قلبك برضو يقولك لو كان حنّ
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:47 am | |
| السر قدور: أنا لو غنيت بضيّع الشباب ديل حاوره من القاهرة - عزمي عبد الرازق صحيفة اليوم التالي السبت 11 يناير 2014م *****
في وسط القاهرة الفاطميّة، ثمّة شقّة عتيقة يحتمى بها سوداني على قدر من الأهميّة، يجلس كالطاؤوس في كرسي دوار ويمسك بعصا من العاج، يقلب أوراق العمرويتطلع في الوجوه بفراسة، هو ابن العصر الذهبي بلا منازع، ابن الوطن ذي المساحة الأسطوريّة والخبز الأسمر، حكاء بارع، ويمتاز عن سواه بالحضور والتسامى والبداهة. ينطلق منه الكلام عذباً دفاقاً، وبين فينة وأخراها يطلق ضحكة مجلجلة. السر قدور تاريخ يمشي على قدمين وذاكرة، طلبته في التلفون، كان ذلك قبل أشهر واعتليت (الميترو) للهبوط في ميدان (لازوغلي)، كانت الدولة ساعتئذٍ لا تزال في قبضة الإخوان واللحى مشرئبة ناحية السماء، صوت أم كلثوم يتصاعد آهة إثر آهة من وراء المقهى المجاور، العمارات الشاهقة تحجب ذؤابات الضوء. صراخ الباعة وضجيج المحروسة في الأصيل والنساء ببناطلين الجينز والضفائر المحجوبة؛ هو سمت لا يتغير. المكتب تعلوه لافتة صحيفة (الخرطوم) وزوار من مختلف الجنسيات. السكرتارية سودانية سمراء وكذا النكات والقهوة. بنات السر قدور تبدو لمساتهن بارزة في المكان. كان الحوار عبارة عن دردشة سياسية، فقدت أجزاء منها بسبب رداءة التسجيل، والمروحة التي تماهت مع صوته، فإلى ما تبقى من الونسة. * عم السر كيف الأمور والصحة؟ - الحمد لله في نعمة ومبسوطين. * أخبار الدواخل شنو؟ - الدواخل دعها لرب الدواخل، والقلب لسّة بدق. * الصورة التي تعلوك مباشرة للإمام الصادق المهدي، الظاهر عليك أنصاري؟ - أنا أنصاري بالميلاد، والإمام المهدي قال كلّنا مسلمين؛ لا طوائف. سودانيّون لا قبائل.. أمرنا شورى بيننا. * الرئيس البشير أعلن في غير ما سانحة أنه يتابع برنامج أغاني وأغاني.. هل سرّ كذلك؟ - الرئيس البشير سوداني وزول بسيط، وهو بيتفاعل مع الأغاني كأي سوداني، وفي مرات كثيرة لمن تهزه أغنية بقوم بعرض، وقد أعجبتني العرضة. * تعني العرضة في أغاني الحماسة وأمام الجماهير؟ - طبعاً طبعاً، ونحن بالمناسبة عندنا حيّ كامل في أمدرمان إسمه (حي العرضة)، والخليفة عبد الله كان مخصّصه لجيوشه، لتعرض فيه على إيقاع النحاس والنقّارة. * إنت طلعت بدري من السودان؟ - بدري جداً. * هل صحيح إنّك كنت على خلاف سياسي مع النظام، ولذلك فضلت البقاء خارج السودان؟ - لا.. أنا هنا عندي مكتب، وعندي زوجة مصريّة لديّ منها عدد من البنات. * يعني الأسباب ليست سياسيّة؟ - الأسباب في الغالب هى عائليّة. * هنالك من يعتقد أنّ الإنقاذ عندما جاءت بمشروعها الحضاري حاربت التراث الفنّي، ولهذا السبب تركت لهم السودان؟ - (ضحك وأجاب).. دا كلام ساي. * أيّام احتلال هجليج ارتدى فريق (أغاني وأغاني) لأمة الحرب، وأعلن عن استعداده للجهاد، فهل أسعدك ذلك الموقف؟ - أنا بفتكر أنّ الفن السوداني منذ القدم بدأ يعي دوره الوطني، لأنّه عندنا منذ عشرينيات القرن المنصرم كان السودان دولة يسيطر عليها الغناء الوطني، وحتى الغناء العاطفي هو في النهاية غناء وطني، باعتباره موجها للجميع.. * كيف يعني؟ - سواء كانت الأغنية عاطفية أو حماسية، فهي قد نجحت في استمالة ناس كسلا، وناس دارفور، وناس كادوقلي؛ أصبحوا كلهم بيستمعوا إلى أغنية واحدة، ودي رسالة عظيمة جداً. * الفن يبدو مرتبطاً بالسلام والمحبّة أكثر من (الدشمان)؟ - إذا حدثت حرب مع دولة أخرى فالفنّ يتصدّر، ونحن حريصون على أنّ الفن السوداني يؤدّي دوره في الحفاظ على وحدة السودان، لأنّ هنالك أيادي كثيرة، وعوامل كثيرة تحاول النيل من وحدة وهوية السودان. * إذن.. - طبعاً أنا سعدت بموقف شباب (أغاني وأغاني)، وسعيد حتى بذهابهم لأرض المعركة، وبالتالي نحن ما كنّا بالأساس نشعر بأنّنا نقدم برنامجا للتسلية والترفيه، وإنّما كان عملاً وطنياً، ترك آثاره لدى المشاهد السوداني والعربي. * يؤخذ على (أغاني وأغاني) التركيز على الثقافة الغالبة في الأغنية وتجاوزاللهجات المحلية. - زمان نحن عملنا برنامج سمّيناه ربوع السودان، اللهجة العاميّة في دارفور، هي اللهجة العاميّة في كردفان.. التنوّع هو الأصل، لكن المنبع واحد، تشجيع الغناء القومي أفضل من الغناء باللهجات المختلفة، ولكننا في الواقع نتعامل معه كتراث ثقافي. * ولكنها محاولة لتكريس أغنية الوسط وإقصاء الهامش؟ - ما مكن مثلا نتجاوز تراث النوبة، التنوع ليس في كلمات الأغاني، وإنما في النغم والإيقاع المعبّر عن حركة الإنسان، ويحمد لعثمان حسين أنه غنى لكل الناس بالرغم من أنه من مناطق الشايقية. * البرنامج في العام السابق تعرّض لهجوم كاسح من قبل بعض الشيوخ باعتباره ملهاة في شهر العبادة؟ - طبعا انت ما ممكن تلقى إجماعا من الناس كلّهم؛ هنالك أشخاص لديهم وجهات نظر في الأداء والظهور وجائز في بعض كلمات الأغاني، وهذا قديم طوال تاريخ الغناء. * يعني ممكن ترد عليهم تقول شنو؟ - إذا كان هنالك ما يستحق النقد والتقويم فهذا يفيد الفن وأهل المغنى أكثر. * الاعتراض لم يكن على الأداء، وإنما كان على البرنامج نفسه، حتى من قبل البرلمان؟ - اليوم في خمسمائة محطة في العالم العربي، وليس باستطاعتك أن توجّه مزاج الناس في القنوات التي يشاهدونها، المهم أن لا تقدم على ما فيه خروج عن التقاليد والأخلاق، وما يكون جارح للذوق، وهذا ما نفعله بالأصح. * أنت تتعامل مع خصومك بتسامح غريب، مع أنهم هاجموك بضراوة في المنابر؟ - في المجال العام من الطبيعي أن لا ترضي كل الناس، وبالتالي عليك أن تتوقّع مايصدر عن الذين يكرهونك تجاه ما تقوم به. * ألم تشعر بخطورة على الفن السوداني؟ - دائما الهجوم ما بكون على الغناء كلّه، وإنّما على نوعية معيّنة من الغناء، وهى وجهة نظر متوقّعة. * ولكن هنالك بعض المجموعات تحرم الغناء من الأساس؟ - ما أفتكر. * هل حزنت على انفصال الجنوب؟ - حزنت جداً، ولكنني أعتقد أن الجنوبيين سيعودون ليتوحدوا مرة أخرى مع الشمال. * متى ذلك؟ - هذا سيحدث؛ طال الزمن أو قصر. * المطلوب منّنا شنو؟ - علينا نحن أن نساعدهم على ذلك، هنالك مجموعة متشدّدة هى التي تتحكم في مصائرهم، ولكن غالب الجنوبيين ليسوا سعداء بما حدث. * ولو لم يعودوا؟ - حتى لو ما عادت الوحدة بصورة كاملة، يمكن أن يكون هنالك شكل فدرالي، أوكونفدرالي، يضبط العلاقة بيننا، وبالمناسبة حتى عندما يتقاتلون مع بعضهم البعض، يلجأ الكثيرون منهم إلى الشمال، لأن الشمال دار أمان بالنسبة لهم. * ألا تخشى من عودة الحرب؟ - الإنسان طول عمره في حالة دفع، والحرب لم تتوقف في تاريخ البشرية، ولن تتوقف في السودان. * مسألة الهوية حتّى الآن لم تُحسم، والجدل مستمر وسط ا لمثقفين والسياسيين؛ هلتعتقد أنها قضية تستحق النقاش؟ - ما هي الهوية؟ أنا سوداني.. المشكلة وين؟ * ...... - أنا عربي عايش في أفريقيا، في كلام تاني؟! وما بفتكر في نقاء عرقي بالصورة دي. لا تكاد تكون هنالك قبيلة لم تتداخل وتتزاوج مع الآخرين. * هل صحيح أن أوباما جذوره سودانية؟ - جائز يكون سوداني طالما أسرته من القبائل الحدوديّة المتداخلة والمخالطة للسودانيين، بعدين حسين أوباما يعني حسين أبو عمامة، الرجل صاحب العمامة. * لاحظت أن صوتك جميل وفيه تطريب لمّن تقدّم نموذجا للغناء؟ - أنا أصلا كنت بغنّي، وقد تربّيت على أنغام المديح، وأجزت صوتي، وخايف أرجع للغناء أهدّد سوق الشباب ديل وأضيّعهم. * عايز أسألك عن بعض الشخصيات السياسية؟ - وما المانع؟ اتفضل أسأل. - ما رأيك في دكتور الترابي؟ - الترابي رجل علم، ممكن تختلف معاه في السياسة، لكن لا تختلف على علمه. * مولانا محمد عثمان الميرغني؟ - رجل سياسي مكرب. الصوفية علمته الصبر وبعد النظر. * الراحل الشريف زين العابدين؟ - لو إنت عايز توصف الشخصية السودانية باختصار أشّر على الشريف، يكفي إنه مثقف ضخم ورجل شهم وشجاع ويمتاز بالتواضع والذوق الرفيع. * ماذا تبقى في الخرطوم من ذاكرتك؟ - الخرطوم كانت مدينة تغلب عليها العمارة الإنجليزية، والآن فقدت ملامحها القديمة. * لمن تشتاق؟ - أنا أصحابي كتار، وفيهم ناس غابوا؛ زي العاقب محمد الحسن، وصلاح محمد عيسى وخورشيد، وآخرين، وكثير الواحد تستبدّ به الذاكرة فيعود للماضي، ويبكي من شدة الحنين. * ما الذي يعجبك في المرأة السودانية؟ - المرأة السودانية حتى عيوبها حسنات، يكفي أنها سودانية. * هل صحيح أنّ هنالك أغاني هابطة؟ - دا موضوع الكلام فيه يطول، ولكن باختصار؛ قد تكون هنالك كلمات هابطة، أما الألحان فلا تهبط. ::::::::
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:49 am | |
| السر قدور - وردي الاحترام .. والالتزام
--------------------------------------------------------------------------------
وردي .. الاحترام .. والالتزام
مجلة نخبة السودان الالكترونية السر قدور
أعود أحيانا للحديث عن الماضي ليس حنينا إليه وإنما للاستفادة من دروسه في الحاضر والمستقبل .. وبلا شك إن « القراءة الثانية « لما جرى أمس يفيدنا في فهم ما يجري اليوم .. وصور الأمس العديدة عن فقيد الوطن محمد وردي تدافعت إلى الذاكرة وفيها ما يدل على شخصيته الفنية ومواقفه الإنسانية. ومنها ما حدث في مدينة « واو « عندما ذهبنا إليها في بعثة فنية كبيرة للاحتفال بوصول خط السكة الحديد الى المدينة .. وكان محمد وردي الذي اعتلى قمة الفن في تلك الفترة من ستينيات القرن الماضي على رأس نجوم الغناء ، وقد وصل معظمهم للمشاركة في المناسبة قبل يوم واحد من وصول الرئيس عبود وكبار رجال الدولة. وبعد ساعة واحدة من الوصول الى مدينة « واو « حدثت المواجهة بين محمد وردي وكبار المسئولين لأن وردي رفض الاقامة مع كبار الفنانين في المنازل الفاخرة التي خصصت لإقامتهم عندما اكتشف ان اعضاء البعثة من العازفين ونجوم الفكاهة تم اسكانهم في إحدى المدارس المتواضعة بدون خدمات او وسائل للراحة واحتجاجا على هذا التصرف قرر ان يقيم مع صديقه الشاعر محمد عثمان كجراي الذي كان يعمل حينذاك في مدينة واو ، بل ان وردي صعد الأمر الى أكثر من ذلك عندما رفض حضور حفل العشاء الذي اقامه الحاكم العسكري اللواء الطاهر عبد الرحمن المقبول ، وقال لمندوب اللواء الطاهر انا هنا من اجل الحفل الرسمي ولن احضر هذا الحفل وكان رد الفعل من جانب اللواء الطاهر غاضبا جدا وامتد هذا الغضب الى رئيس بعثة الإذاعة المرحوم محمد العبيد الذي قرر منع محمد وردي من المشاركة في الحفل الرسمي .. وشاع خبر هذا القرار في مدينة واو واصبح حديث اعضاء البعثة من الفنانين الذين ابدوا جميعا اعتراضهم الا ان البعض كان مرتاحا لهذا القرار .. وكان الكاشف أكثر الفنانين ضيقا واعتراضا .. وعندما وصل الرئيس عبود وكبار رجال الدولة ذهب الكاشف الى وزير الخارجية أحمد خير وحكى له تفاصيل مشكلة محمد وردي مع اللواء الطاهر وقرار منعه.. فقال له أحمد خير جملة قصيرة وحازمة « محمد وردي سيغني في الحفل « وقبل بداية الحفل بساعة واحدة كانت سيارة الاذاعة تسرع الى منزل الشاعر كجراي لإحضار محمد وردي ليقدم الفاصل الاول في افتتاح الحفل .. لقد أوفى أحمد خير بوعده .. وعرفنا التفاصيل بعد ذلك. أرسل الوزير أحمد خير الى محمد العبيد رسالة عن ترتيبات الحفل وقال له ان الرئيس سيبقى في الحفل لساعة واحدة ثم يذهب لحضور حفل العشاء الرسمي ، وأضافت الرسالة ان الرئيس لديه طلب واحد هو ان يستمع الى اغنية « القمر بوبا « من الفنان وردي. وبعد مرور أكثر من نصف قرن على هذه القصة فهي لا تزال حية وترسم لنا صورة ناطقة عن شخصية الفنان محمد وردي التي تتميز بصفتين الاحترام .. والالتزام.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:50 am | |
| مهرجان الخرطوم للفن الإفريقي 04-17-2012 08:06 AM مجلة نخبة السودان الالكترونية - السر قدور
شهد العام ( 1961 ) خروج أول فرقة ( فنون شعبية سودانية ) لتقديم عروضها خارج الوطن ،ذلك عندما سافرت فرقة ( شعلة إفريقيا ) بدعم من السيد القاضي عبد الرحمن النور وزير الإعلام في حكومة السيد الصادق المهدي الأولى إلى إثيوبيا لتقدم ثلاثة عروض على مسرح ( هيلاسلاسى ) في العاصمة ( أديس أبابا ). ونسبة للنجاح الكبير فقد تم الاتفاق مع منظمي الرحلة على تقديم ثلاثة عروض في ثلاث مدن إثيوبية كبيرة هي دريداو .. ونزاريت .. وهرر ، والعودة إلى أديس أبابا قبل تقديم العرض الأخير في أسمرا عاصمة اريتريا قبل العودة برا إلى السودان. وعند الوصول إلى مدينة ( نزاريت ) وجدنا صفا طويلا من الناس يقف أمام احد المحلات المشهورة في سوق المدينة وعند السؤال عرفنا إن هذا الصف والتزاحم هو من اجل وصول اسطوانة سودانية للفنان حسن عطية، وهي اسطوانة الأغنية الخفيفة ( حنن مجافي عنيد ). وبعد ذلك لاحظنا هذا الإقبال الشديد على الاسطوانات السودانية في سوق ( الماركاتو ) في أديس أبابا وفي أحد المحلات الشهيرة في اسمرا عاصمة اريتريا .. ذكرت هذا بعد عودتنا لعميد الفنانين احمد المصطفى الذي فكر جديا في تأسيس شركة لإنتاج وتوزيع الغناء السوداني في إفريقيا، وكان من بين الذين وافقوا على قيام الشركة الفنان محمد وردي والعازف علي ميرغني. ومرت هذه الصور والأحداث بخاطري وأنا في طريقي إلى مقر الجمعية الإفريقية بحي الزمالك بالقاهرة لإلقاء محاضرة بعنوان ( أثر الغناء السوداني في إفريقيا ) .وذكرت فيها إن نجوم الغناء في الدول الإفريقية المجاورة قد تأثروا بالأغنية السودانية من ناحيتي الشكل والمضمون، وان هذا التأثير بدأ مبكرا منذ الأربعينات ومع رحلات عميد الفن الراحل محمد احمد سرور إلى شرق إفريقيا، ثم بعد ذلك عبد العزيز محمد داود في دول غرب إفريقيا، وبعده محمد وردي وسيد خليفة في العديد من البلدان الإفريقية .. وقدم المطرب التشادي خالد عثمان الدليل على قوة هذا التأثير عندما قدم مجموعة من أغنيات الفنان محمد وردي وجدت تجاوبا واضحا من الحاضرين،وكان من بينهم مجموعة من الدبلوماسيين الأفارقة منهم سفير الجزائر وسفير جمهورية تشاد. وفي صالون دار الجمعية الإفريقية بعد المحاضرة كانت هناك جلسة قصيرة تحدث خلالها السفير محمد حبيب دوتم سفير دولة تشاد والسفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الإفريقية والأستاذ محمد أبو العيون رئيس أسرة وادي النيل وأتفق الجميع على انه لابد من قيام مهرجان للغناء الإفريقي، وان يكون مهرجانا سنويا يجمع كل فناني إفريقيا، وان تتم نقل فعاليات المهرجان خلال شاشات التلفزيون إلى كل شعوب القارة الإفريقية .. واقترح السفير محمد نصر الدين أن تكون الخرطوم هي المقر السنوي لهذا المهرجان باعتبار أن السودان يمثل همزة الوصل بين دول الشمال الإفريقي ودول الجنوب الإفريقي. وأنا هنا احمل ما دار في تلك الجلسة وذات الاقتراح إلى المسئولين في مقدمتهم وزير الثقافة السيد السموأل خلف الله وفي اعتقادي إن الاقتراح يستحق الدراسة والعناية ولأن قيام هذا المهرجان الفني الكبير سيحقق فوائد كبيرة لا للفنون الإفريقية أو العلاقات بين السودان وأشقائه الأفارقة، بل انه سيعمق دور السودان القيادي والمؤثر في مجال الفنون والثقافة الإفريقية ،كما انه سيكون مناسبة للتعريف بالسودان ودعما ودعاية وتشجيعا للسياحة الإفريقية في بلادنا .. إن مثل هذا المهرجان يحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة لا يجب أن تتحملها الدولة وحدها ،بل يجب أن تجد الدعم والمساندة من كل مؤسسات القطاع الخاص وكذلك الدعم من المنظمات الثقافية الدولية .. إن مهرجان الخرطوم للغناء الإفريقي سيكون خطوة فنية وثقافية واقتصادية كبيرة أتمنى أن نعمل على تحقيقها. وقد قال فيلسوف الهند طاغور: إذا أردت معرفة امة فعليك أن تستمع إليها كيف تغني.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:58 am | |
| استاذ بيننا والكل تلاميذ مدرستك الفنية ياقدور .....قومنا على مهلنا .قومنا على مهلنا . ماشين لى اهلنا ...
غادر السر قدور السودان في بداية السبعينات ، وعاش بالشقيقة مصر 26 عاماكاملة لم يعد خلالها للسودان، حتى عاد للمرة الأولى في معية الصادق المهدي عام 2000، ثم تكررت زياراته وسفراته بين الخرطوم والقاهرة منذ ذلك الوقت.ورغم سنوات الغياب الطويلة فإن من يجالس السر قدور ويستمع لحكاويه وغناويه ومدائحه لا يحس بأنه قد غادر السودان ليوم واحد، فهو مسكون بالسودان وتفاصيل طقسه وتاريخه وفنه وأدبه وأوضاعه السياسية. وظل مكتبه بالقاهرة نقطة تلاقي دائمةمع القادمين من السودان شعراء وفنانين وسياسيين.ينطبق على السر قدور القول بأنه صاحب السبع صنائع، فهو ممثل وفنان وكاتب مسرحي صاحب اسهامات كبيرة في الدراما السودانية، خاصة مع بدايات التليفزيون في مطلع الستينات. كما إنه شاعر وفنان وملحن ومادح من طراز فريد ومتميز، وهو أيضا صحفي عمل في مجالات السياسة والفنون والمنوعات والرياضة. وهو إلى جانب كل ذلك انصاري "قاطع" ومريخي متعصب للنجمة وله فيها أشعار وغناوي وحكاوي مع شاعر المريخ مرسي صالح سراج. لكن الأهم من كل ذلك أنه حكاء من طراز فريد، ولديه منجم حكاوي عن الفن والدراما والغناء والموسيقى والسياسة والصحافة والرياضة لا ينضب.وإذا كانت الأجيال القديمة تعرف السر قدور من خلال بصماته القوية في الشعر والفن الغنائي والمسرحي، فإن الأجيال الجديدة لم تكن تعرفه إلا من خلال الحوارات التي أجراها مع نجوم الفن في مصر من خلال التليفزيون السوداني خلال الأعوام السابقة.لكن التقديم الحقيقي للسر قدور يتم الآن من خلال برنامج "أغاني وأغاني" اليومي على شاشة قناة النيل الأزرق الذي فتح ذاكرة السر قدور على نهر من الإبداع وشلالات من الطرب والفرح الدفاق. فتح السرقدور مدرسة مجانية على الهواء لكل محبي الغناء والطرب يعلمهم فيها أصول الغناء والطرب السوداني من خلال نماذج متعددة تبدأ مع كرومة وسرور وتمر بالكاشف وعثمان حسين وأبو داود وسيد خليفة والتاج مصطفى وعبد الحميد يوسف...وغيرهم من أساطين الغناء السودانيوهي مسيرة لاتتوقف.ولا أظن أن الفنانين المشاركين في الحلقات، بتفاوت اسهاماتهم وتجاربهم، سيخرجون منها كما دخلوها. فهم الأكثر استفادة منها ومن ذاكرة السر قدور وخبرته، واكاد أجزم أن كثيرا منهم يتعرف على قواعد واسس الميلودية السودانية للمرة الأولى. أمس الأول مثلا احسست أن نادر خضر يمر بتجربة انسانية وعاطفية وموسيقية جديدة وهو يغني رائعة محمد يوسف موسى وصلاح ابن البادية "كلمة" ويختبر مناطق جديدة في صوته وطريقة واسلوبا في الأداء لم يكن معتادا عليهما.وما زلنا نحكي عن السر قدور ساكن المعادي الذي يسلك طريقه اليومي بالمترو من حدائق المعادي حتى محطة سعد زغلول، ثم يتجه منها سيرا على الأقدام لمكتبه بمنطقة لاظوغلي..وفي فمه نغم وعلى لسانه كلمات جديدة يترنم بها.
منقوله من كلمــــــات الأغــــاني الســـودانية - كلمــــــات من ذهـــــب
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 10:59 am | |
| ولا يقل السر قدور شانا وعبقرية عن أهرامات ثقافية وإبداعية كبيرة في العالم العربي وهو المتمسك بثقافته وخبرته السودانية عرفه المبدعون في القاهرة ، المسرحيون والإعلاميون والفنانون والقصاصون والمطربون والشعراء والصحفيون والكتاب ورواد الطباعة والنشر وعشقته أزقة القاهرة ومقاهيها وشوارعها يطلق سخريته على الأشياء والأحياء ويدندن بكلمات أغنياته الجديدة في وسط البلد غير آبه للمندهشين من حوله من الأشقاء المصريين . غزير الطرفة عميق المعنى حاضر البديهة ساخر في تعليقاته ومختصراته . شخصية بهذه الخصوصية الإبداعية لو أنها ولدت على تراب بلد آخر لكانت محل أضواء كثيرة وكتابات متواترة وشيقة ورغم الجهد الذي يبذله بعض المهتمين السودانيين من زملاءنا الصحفيين والكتاب ، ككتابات الأخ فيصل محمد صالح الذي كان على مقربة من السر قدور في رحاب جريدة الخرطوم يوم كانت تصدر من القاهرة إلا أن هناك الكثير من الجهد الذي ينتظر المهتمين لاسيما مراكز الدراسات ودور النشر السودانية لإصدار سلسلة من تاريخ حياة الشخصيات السودانية من المبدعين في شتى المجالات لإنعاش ذاكرة الأجيال عبر إنعاش جماعي لذاكرة الوطن . عاصر السر قدور شخصيات سياسية تاريخية في الحركة السياسية السودانية لاسيما الديمقراطيتين الأولى والثانية و في ساحات حزب الأمة الصحفية والثقافية نال حظه من رعاية أفذاذ القادة وفي رحاب دار الصحف الاستقلالية خاصة صحيفة الأمة أمثال عبد الله بك خليل و حسن محجوب مصطفي ، زين العابدين حسين شريف محمد آدم بن الخياط – شخصيات تولته بالرعاية وتعهدته بالتوجيه فوسع ذلك من مداركه وضاعف من نهمه للقراءة والتثقيف الذاتي وفجر في دواخله ينابيع الإبداع فازدهت به الحركة الفنية والمسرحية والغنائية والإذاعية في السودان حتى علا نجمه وسطع في سماء الإبداع . عرف السر قدور طريقه إلى ما كان يعرف بحوش الإذاعة فانضم إلى كوكبة المسرحيين الرواد والممثلين ككاتب ومؤدي في وقت مبكر. عمل مع عثمان حميدة «تور الجر» وعبد الوهاب الجعفري، عثمان اللورد، الفاضل سعيد، أحمد عاطف وإسماعيل خورشيد ومع دخول التليفزيون السوداني في الستينات دائرة البث ضاعف من نشاطه التمثيلي ومن كتاباته المسرحية وكتب عددا من النصوص المسرحية، منها مسرحية «المسمار» التي مثلها علي مهدي في الثمانينيات. يعتبر السر قدور من أبرز شعراء الأغنية وله أغنيات معروفة من التي رددها كبار المطربين السودانيين ومثالا لا حصرا من أشهر أغنياته الخالدة : الشوق والريد يا صغير أرض الخير التي يؤديها الكاشف ياريت قمر باين نسيم شبال عيونك فيها شي يحير الريد يجمع يفرق لكمال ترباس
حبيبي نحنا اتلاقينا مرة للعاقب محمد حسن وغيرها من الأغنيات التي تعلق بلسان من يسمعها كلما ولحنا. ويروي السر قدور في احدى مقالاته قصة أغنية الشوق والريد يقول السر من أغنياتي التي قدمها الفنان الكاشف ثلاث أغنيات ارتبطت بمواقف طريفة الأولى كانت أغنية ( الشوق والريد ) وكان ذلك في بداية الستينات .. وكان الشعر الحديث قد أصبح موضة بين شباب الجيل الجديد وقد ظن أولئك أننا نحن الذين نكتب بالأسلوب التقليدي نعجز عن مجاراتهم في هذا الميدان ... فكتبت أنا عدداً من القصائد المرسلة بعضها بالفصحى وبعضها بالعامية .. وذات صباح كنت أجلس مع الفنان الكاشف في المحل المجاور لجريدة " صوت السودان " حضر إلينا المرحوم أحمد سنجر وهو يحمل صحيفة يومية ولوح بالجريدة في وجهي ثم شن علي هجوماً عنيفاً واتهمني بالعجز والتقليد الأعمى واستنكر أن أساهم في إفساد الشعر بهذه البدع .. ولكي يشارك الكاشف في النقاش طلب أن نقرأ له القصيدة وعندما قرأتها له دافع عنها دفاعاً مجيداً وقال أنها شيء جديد في شعر العامية . وهنا صرخ فيه العم سنجر .. طيب يا إبراهيم روح غنيها لو فالح وانتهى الجدل بهذا التحدي ومن الطريق إلى أم درمان ونحن في العربة طلب مني الكاشف أن أقرأ عليه القصيدة مرة أخرى .. وقرأتها ثم قرأتها مرتين وعندما وصلنا إلى جوار سينما أم درمان حيث أسكن أوقف العربة . وقبل أن أنزل قرأت له القصيدة للمرة الرابعة .. ثم وضع رأسه على عجلة القيادة وأسمعني القصيدة كاملة .. وقال لي مع السلامة وفي اليوم الرابع من هذا الموقف كان الكاشف يغني في حفلة ساهرة في المسرح القومي الأغنية الجديدة ( الشوق والريد ) إستجابة لتحدي صديقه الشاعر أحمد سنجر رحمهما الله . يضيف السر قدور إلى كل مجلس يشارك فيه طعما ومذاقا خاصا ولا يتواني في إطلاق تعليقاته الساخرة ، أذكر يوما انني قدمت مساءا إلى مقر جريدة الخرطوم أحمل أحد الموضوعات ووجدت مشادة ساخرة بين بين الأخ الباقر احمد عبدالله حول إعلان تهنئة بعيد الاستقلال فكان الباقر يقول للسر قدور إن الحزب الاتحادي الديمقراطي بعث لنا بإعلان تهنئة الاستقلال ولم نتلقى إعلانا مماثلا من مكتب حزب الأمة حتى الآن وكان السر أحد المشرفين على مكتب إعلام حزب الأمة فرد على الباقر قائلا بسخريته المحببة ولماذا نحن نعلن فنحن الذين صنعنا الاستقلال وأنتم كاتحاديين تهنوننا به فضجت صالة التحرير بالضحك . وللسر قدور طرائف كثيرة منها أنه كان يسير يوما مع صديق عمره المرحوم الشريف زين العابدين وبكري النعيم عبر شارع سليمان باشا وهما في طريقهما إلى شقة بكري في شارع أبوبكر خيرت وكان السر يتقدمهما وهو يدندن بإحدى أغنياته بطريقتة الخاصة التي يعتبرها البعض ضربا من العشوائية فنظر إليه أحد الأشقاء المصريين وهو يظن أن السر في طريقه برفقة الرجلين إلى إحدى عيادات الطب النفسي في ذلك الشارع فقال للأخ بكري ( ربنا يشفيه خدو بالكو منه ) فانفجر الجميع بالضحك من تعليق الأخ المصري وماتواتر من تعليقات السر بعد ذلك . كان السر كثيرا ما يحتفي بمقدم المرحوم الدكتور عمر نور الدائم إلى القاهرة وكانا كليهما يحتفيان بمقدم المرحوم الشاعر الزين الجريفاوي إلى القاهرة من الخرطوم وهو الاتحادي الفذ رفيق الشريف حسين الهندي منذ معارضة نظام نميري في مطلع السبعينات وقد اشتهر بقصائده وملاحمه النارية وهو من مدرسة الشريف زين العابدين الهندي في الشعر القومي . فكنا نتردد معا على الشاعر الجريفاوي في غرفته بوسط البلد في فندق عتيق ( سكرابيه ) حيث يلح الدكتور نور الدائم على الجريفاوي للاستماع إلى آخر قصائده المعارضة التي ينتقد فيها نظام الانقاذ في سنين بطشه الأولى . ورغم تواصل السر قدور مع الخرطوم بعد اتساع هوامش الحرية إلا أنه يظل معلما وهرما سودانيا شامخا في سماء القاهرة بين أهلها وحواريها يزينها بابداعته واشرقاته وسخريته وهو يجسد تواصلا عمليا مع الأشقاء في مصر من المبدعين المصريين الذين تعلقوا بالسودان من خلال نوافذ السر قدور المشرعة كالشاعر المناضل أحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي والمطرب المميز محمد منير وغيرهم من الفنانين و المبدعين والإعلاميين من الرواد في شتى المجالات .
بقلم / حسن احمد
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:01 am | |
| الشوق والريد كلمات السر قدور
الشوق والريد والحب البان في لمسة ايد اغاني نقولا ونقول ونعيد والدنيا زهور في عينينا تصبح كل يوم زي طفل وليد وكل الاشواق اهه بتجرح قلب المشتاق كل الشواق ديل ياهاجر ليك في رسالة لو روحك يوم تنسي دلالة نشوفنا قريب وماتتعالي تسالنا ونسال عن حاله ونعيد الكان نعيدالكان حليل الكان نخلي الحب يسرح بينا يبقي جناحينو يطير بينا نشوف الدنيا ربيع وزهور نسكت وتتكلم عينينا ونعيد الكان ليك رساله لو روحك يوم تنسي دلاله ليك رساله ونعود احباب زي ماكنا في دنيا الحب نلقي الجنة ياحبيب الروح يااغلي غرام اسال قلبك برضو يقول لك لوكان حنا
المهرجان
كلمات / السر قدور
رف قلبى لى جناح النسايم راح وشافك وشاف جمالك شاف جمالك وانت نايم شافك لقاك...اجمل ملاك وردة ربيع ...قطاك نداك يا وردة أحلى من الزهور مالوا القمر يا خلاهو الظهور رسلت قلبى ليك هناك جانى ورجع محتار معااك احتار انا ...احتار انا انا حبى وين ....انا عمرى وين عمر المعذب كم سنة ؟؟؟ احترت فى عمرك سنين يوم الهناك ولا الهنا!! اضحت حياتى مقسمة نص فى الأرض نص فى السما انت القمر وانا كلما زح السحاب ألقاك تميل فييك الدلال وأصلو الدلال حق الشباب وانت السحاب حجبك كتير وانا فى الأرض يا روحى حارقنى الهجير بتنسى ليه وأنا قلبى بيتذكر كتير يوم لقيتك ......وهويتك وانت وريتنى الحنان الحنان الفى أحلى نظرة .....وابتسامة فى خيالى احلى ذكرى بالأشارة ....نظرة عابرة شفت حبك كنت قايل ...كنت فاكر الجميع عارفين محبك والعيون راصدانى لمن ابقى جمبك وتبقى ذكرى فيها انت وفيها قلبى وفيها قلبك وفيها يوم المهرجان أحلى من عمر الزمان
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:03 am | |
| ]size=24]كان السر قدور حضورا في فرح بحلة خوجلي للمشاركة بإسكتش فكاهي تمثيلي مع الراحل أحمد حميدة ( تور الجر ) ، حيث كان من الطبيعي في ذلك الزمان أن تجد الفكاهة خلال فقرات حفل الزواج ، أو تجد منلوجيست يشارك في الفواصل بمنلوج فكاهي . وفي أثناء الحفل أتت فتاة وقد كانت بازخة الجمال ، وهي تعرف أن السر قدور قد تسيد ساحة الشعر الغنائي في ذلك الزمان مع الكاشف والعاقب محمد حسن بجميل أشعاره الطروبة حيث اطلت وقتها ( الشوق والريد .. ياصغيـّر يامحيرني ومتحير .. وإتلاقينا مرة .. وتدللي) إلي آخر الأغنيات الحسان للسر قدور . فقد طلبت تلك الحسناء من السر قدور أن يؤلف فيها قصيدة تـُغني ، غير الأستاذ قدور لم يعر للأمر إهتماماً .. إلي أن إنتهي الحفل ، وقد كان العميد يشرف علي توفير الترحيل للفنانين والموسيقيين المشاركين في حفل الفرح ذاك .. و كان السر قدور واقفاً خارج المنزل ، وإذا بتلك الفتاة – وهي تمتلك جرأة عالية - توجه عتاباً له عن طريق أحمد المصطفي قائلة له : تصدق يا أستاذ أحمد لقد طلبت من الأستاذ قدور أن يعمل لي قصيدة ويعطيها للفنان الجديد هذا ( تقصد إبن البادية ) ، ( لكنه طنشن طلبي ) ، وهنا ضحك أحمد المصطفي موجهاً اللوم للسر قدور : شنو ياقدور .. يعني بنـتـنا دي ماعجبتك وللا شنو ؟ فأجب السر قدور ، كيف لم تعجبني ، ثم أردف قائلاً : أدوني ورقة وقلم ، فلم تصدق الفتاة وأحضرتها علي وجه السرعة من داخل المنزل .. وهنا قال السر قدور لأحمد المصطفي كيف تقول يا بوحميد أن البنت دي ماعجبتني .. مضيفاً ( دي زي القمر والله ) وقد إنهمك في كتابة النص فوراً : دي زي القمر ... واللهِ أحلي من القمر يا يا ست البنات .. يامتعة للحب والنظر طولتي بتخبي الغرام .. الليلة في عيونك ظهر في بسمتك .. في رقصتك .. في خدودك الحلوين زهر خلاك أحلي من البنات ... واللهِ أحلي من القمر ثم قام بتسليمها للفنان إبن البادية ، ولم يمض إسبوعا واحدا حتي كانت تبث من الإذاعة كأجمل أغنيات صلاح الخفيفة .... و للسر قدور وإبن البادية وأطال الله في عمريهما .. وربما أصبحت تلك الفتاة الحسناء الآن ( حبوبة ) ... من يدري !!!! (((يااا بس خجلانه ليه ايه الغريب و الحب حلاااال فى نظرتك اجمل كلااام دايما تقول للحب تعااال بقيتى زى زهر الربيع جميلة احلى من الجمااال علمتى عينى السهر ساااهرتى بالمحبوب شهر الليلة حبك باان عليك خلااااك احلى من القمر )))
[/size] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:04 am | |
| ]size=24]السر قدور يتمتع بذاكرة حاضرة تحفظ معظم الأغاني التي اشتهرت خلال نصف قرن من الزمان: الشعراء الذين كتبوها والملحنين الذين لحنوها والمطربين الذين تغنوا بها ومناسباتها ونوادر بعضها، مثل اغنيته التي يقول مطلعها- (يا حبيبي نحن اتلاقينا مرة.. في خيالي وفي شعوري ألف مرة.. داير أشوفك تاني.. ألف مرة). وقام مطرب الفنانين الراحل المقيم العاقب محمد حسن - كما كان الفنانون يسمونه - بتحلينها وأعطاها قدور للفلاتية (يرحمهما الله)، غير أن بعض الفنانين تآمروا عليها بقولهم (كيف تغنين «دايرة أشوفك ألف مرة») (ما بتخجلي!) وطلب السر من العاقب أن يغنيها بنفسه وأحدثت ضجة بلحنها وأداء العاقب لها بصوته الجميل (رحمه الله) فغضبت عائشة الفلاتية، وحين التقت بالسر قدور (صرخت في وجهه: (داهية تاخدك ومعاك عوض جبريل!)، فرد عليها السر (طيب أنا عارف ذنبي.. عوض جبريل ذنبه شنو)؟! فردت الفلاتية عليه (عشان شين زيك!!)
[/size] | |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:06 am | |
| السر قدور .. زى النجوم والمااااس
مقال للاستاذ الفاضل حسن عوض الله (سودانايل )
ظللت أتابع ومعي مئات الآلاف من المشاهدين داخل السودان وخارجه، وللسنة الثالثة على التوالي برنامج (أغاني وأغاني) الذي يعده ويقدمه بنجاح منقطع النظير الأستاذ/ السر أحمد قدور. جاذبية وعبقرية السر قدور لا تكمن في كونه مسرحي قدير أو شاعر أغنية فذ.. أو صحفي ونجم إعلامي، أو حتى ملحن ومؤدي ومادح، كل هذه المواهب الإبداعية المذهلة تتوارى أمام موهبته الأساسية والتي تتمثل في أنه واحد من أكبر (أسطوات الكلام) في السودان، فالرجل من أعذب (الكلمنجية) أو الحكائين في بلادنا.
ظاهرة (أسطوات الكلام) هذه تجدها في كل قرية أو حي من أحياء مدن السودان، فلكل قرية حكاؤها وراويتها الذي يتحلّق الناس حول مجلسه في الأفراح أو الأتراح وغيرها من المناسبات، يشيع البهجة أينما حلَّ وينتزع الإبتسامة والضحكة المجلجلة عنوةً واقتداراً. والسر قدور هو عمدة هؤلاء الأسطوات في سائر عموم السودان، فهو قد وظف رشاقة شعره ومعاصرته للأحداث والناس وقدراته الدرامية والإعلامية حتى أصبح أعذب (كلمنجية) السودان.
عرفت السر منذ بواكير طفولتي، فقد وُلدت في حي البوستة بأمدرمان وتعلق بصري في حواري ذاك الحي على السر، إذ كان يرتاد نادي حي البوستة الثقافي بل يكاد يقيم فيه، وكان ينام بكل بساطة على طاولة (البنج بونج) في النادي. عن هذه الفترة كتب السر في تواضع يقول (كنت مقابل إقامتي في ذاك النادي مسؤولاً عن حراسة ونظافة النادي، وفي الأمسيات كنت معاوناً للمرحوم محمود إبراهيم الذي كان يتولى إدارة بوفيه النادي). في تلك الحقبة وفي أجواء ذاك النادي العريق، كان السر يصادق الأستاذ موسى إبراهيم فني التسجيلات القدير بإذاعة أمدرمان ويجالس نخبة من مثقفي أمدرمان وعلى رأسهم الراحل الأستاذ/ محمود حاج الشيخ عمر والأديب الراحل عبد الله حامد الأمين والأساتذة علي المك وعمر حاج الشيخ والطيب زروق وعبد اللطيف زروق وأبوبكر خالد من رواد النادي مما أكسبه الكثير من الوعي والثقافة، إلى جانب غيرهم من المبدعين الذين إتخذوا من حي البوستة سكناً لهم أمثال العاقب محمد حسن وزنقار وخواض وإسماعيل خورشيد ومحمود سراج والصحفي الراحل التجاني محمد أحمد.
إلتقيت السر أكثر من مرة في التسعينات بالقاهرة فوجدته يحتفظ ببساطته الآسرة وزهد ملبسه ومسكنه وروحه الشابة وموهبته التي ازدادت نضاراً وتألقاً. حكاية (زهد ملبسه) هذه أضحكتني يوم أن أستضاف السر في برامجه التلفزيونية صديقه الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، يومها لاحظ الأبنودي تأنق السر في بدلة فخيمة باذخة فحبكت النكتة المصرية الحراقة عند الأبنودي وهو يخاطب السر عبر البرنامج قائلاً ( إيه ده يا أستاذ سر.. إنت النهار ده جاي متنكر ولا إيه؟!).
أذكر عندما إلتقيته في تلك الأيام بالقاهرة وكان العهد قد طال به عن أمدرمان والسودان، ورحنا نجتر ذكريات حي البوستة الأمدرمانية فبادرني ضاحكاً (شوف الزمن مشى كيف؟ تركت حي البوستة ومختار دفع الله شافع (أرسّله) دكان اليماني يجيب لي سيجارة ... دي الوقت مختار دفع الله شاعر غنائي كبير وأخوانا اليمانية طفشوا خلو لينا البلد!).
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:08 am | |
| ونوااااااصل مع الكاتب
حول اضااءاته وذكرياته عن السر قدور
قبل بضعة أيام وعبر برنامجه الرمضاني الناجح (أغاني وأغاني) إستضاف السر قدور الفنان الكبير زيدان إبراهيم إلى جانب كوكبة الأصوات الشابة الندية والتي لعبت دوراً كبيراً في إنجاح البرنامج. وعبر محاورته الشيقة للفنان زيدان تطرق إلى سيرة الأستاذ الراحل التجاني محمد أحمد (أحد أعمدة صحافة المجتمع عبر صحيفة (السودان الجديد) منذ فترة ما قبل الإستقلال). تحدث السر عن دور الأستاذ التجاني في لفت النظر لموهبة زيدان وهو من أطلق عليه لقب (العندليب الأسمر)، ومضى يقول أن الأستاذ التجاني كان مفتوناً بثلاثة أشخاص هم الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري ووالدي المرحوم حسن عوض الله إلى جانب الفنان زيدان إبراهيم.
حديث الأستاذ السر فيه الكثير من الصحة وبعض من عدم الدقة، فالأستاذ التجاني كان لصيقاً بالرئيس الأزهري وبوالدي حيث أصبحت علاقته بنا أسرية محضة، فقد جاء من ربوع كردفان ومن بوادي حمر ومنطقة الخوي بالتحديد مطلع الأربعينات ليلتحق بمعهد أمدرمان العلمي وأقام بين أهلنا (الغنادير) وبين أسرتنا منذ لحظة قدومه إلى وفاته في ثمانينات القرن الماضي، إلا أن التجاني كان أيضاً وثيق الصلة بكافة رموز الحركة الوطنية ومن جاء بعدهم، فقد كان صديقاً لمبارك زروق ويحي الفضلي وعبد الماجد أبو حسبو وصالح محمد إسماعيل وأحمد خير وطلعت فريد والشريف حسين والشريف زين العابدين وإبراهيم جبريل وغيرهم.. كذلك كان من أقرب الناس للمرحوم الرشيد الطاهر بكر والسيد إبراهيم منعم منصور (ود الناظر) كما كان يسميه، ومولانا دفع الله الحاج يوسف وغيرهم. وفي الجانب الفني كان صديقاً عزيزاً لمعظم الفنانين وعلى رأسهم فنان السودان الأول سيد خليفة.
والأستاذ التجاني محمد أحمد كان في شخصيته يماثل السر قدور في كونه (كلمنجياً) فذاً وحكّاء من الطراز الرفيع، وواحداً من ظرفاء مدينة أمدرمان، ونوادره مع الساسة ومع أستاذه (أبي الصحف) أحمد يوسف هاشم لا تعد أو تحصى، سبق وأن تعرضنا لبعضها وقد نعرض لها في المستقبل إنشاء الله. ولا ننسى أن نقول أن التجاني هو ناظم الهتاف الشهير الذي ارتبط بالرئيس أزهري (حررت الناس.. يا أسماعيل.. الكانو عبيد.. يا إسماعيل.. والكل بقى سيد.. يا إسماعيل.. أعلامنا ترفرف... يا إسماعيل..في الجو خفاقة... يا إسماعيل.. والناس ما بتعبد.. يا إسماعيل.. غير خلاقا... يا إسماعيل).
وبالعودة إلى أستاذنا السر قدور، أذكر أنني عندما تزوجت في القاهرة مطلع التسعينات أصر صهري ووالد زوجتي العم على عبد الكريم صديق أن يقيم لنا فرحاً باذخاً بقاعة ألف ليلة وليلة بهيلتون النيل، وأتفقت بصفتي (العريس) مع المبدع أحمد الفرجوني على إحياء الحفل، إلا أن مشكلة واجهتني تتمثل في أن أقوم بسداد أكثر من ألف دولار لنقابة المهن الموسيقية المصرية نظير سماحهم للأخ الفرجوني بإحياء الحفل وفقاً للوائح النقابة بإعتباره فناناً أجنبياً.
إتصلت بالأخ السر قدور وشرحت له الأمر فخاطبني ببساطته الآسرة عبر التيلفون (يا ود أخوى مافي مشكلة...الموضوع كلو بحلو ليك بعشرة جنيه مصري.. خلي الموضوع عليّ!). وبالفعل إستطاع السر الحصول على التصديق المطلوب في أقل من 24 ساعة.. هذه الواقعة سقتها لأدلل بها أن السر كان ومازال سفيراً فوق العادة للسودان في بلاط الثقافة والفن المصري.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:12 am | |
| السر قدور وجماليات الأغنية السودانية في رمضان الكريم
بروفيسور/د/ عباس سليمان حامد السباعي: الصحافة
ان القيمة الشخصية والأدبية والفنية للفنان أو مقدم برنامج فنون الموسيقى سواء كان مبتكراً في الموسيقى والغناء أو دارساً أو موهوباً يبتكر بالسليقة فهو يختار معالم الأصوات وحداثة تنظيمها في اشكال لحنية تروق للمستمع والمشاهد لأجهزة الاعلام المرئية والمسموعة، وذلك تصور من منبع شعوري له صلة وثيقة بأحداث الماضي وتاريخه في حياتنا اليومية في أرض السودان ومجتمعه الحبيب. لقد كان ومازال الأخ الأستاذ المبدع الفنان السر قدور واضحاً في تعبيره المشرق من خلال شاشة التلفاز في ليالي رمضان الكريم، وقادراً على عرض تصور الماضي ومعالجته بالمعلومات الفنية الجديدة المختلفة عن تاريخ الأغنية السودانية من شعر ولحن وايقاع. فقد قام بعرض الرؤيا الواضحة في برنامجه المعروف بعنوان «أغاني وأغاني» والذي ينقل فيه رسالة حية تصل الى المشاهد والمستمع، وهو أمر كان ومازال يحتوى على التعمق العميق فيما يقدمه، وفتح فيه فرصة سانحة للنقد البناء المفيد، موضحاً فيه تنظيم العبارات في مواقعها بصورة واضحة متقنة. فالأخ الأستاذ السر قدور قد اكتسب القدرة فيه واصبح المتمكن الحقيقي في هذا المجال، الذي قدم ويقدم فيه العرض الفني المكتمل، وأصبحت له القدرة في معالجة الفنون الموسيقية وصلتها بالمجتمع في السودان. كما شارك في برنامجه بعض المطربين المتمكنين الأكفاء وهم ود البنا وابننا عصام محمد نور ونادر خضر وجمال فرفور بأداء تقليد بعض نماذج الأغاني الأصيلة القديمة للراحلين من أبناء الساحة الفنية بصورة صادقة. فالفن والغناء القديم هو تراث فني لابد من تكراره فهو الأسهل والأحسن للمجتمع، والذي يظهر فيه عادة المقارنة بين الماضي والحاضر. فكلما كان العمل الموسيقى أصيلاً في متقن صناعته ولا تعقيد فيه يكون قابلاً للاستماع، ويحافظ المجتمع عليه من الاندثار والزوال، ويشعر بالترويح عن نفسه وتجديد حيويته. ولا يكفي أن تكون الأغنية كلمات ولحنا فقط، وانما هي لوحة صوتية احتوت على عدد من الخطوط والألوان، وان الصوت البشري فيها أحد تلك الخطوط المتشابكة، ويفضل دائماً أغلب المستمعين الأغاني التي تنطبق كلماتها مع الخط اللحني الموسيقي بعيداً عن الكلمات المبتذلة. ولا شئ يدل على حضارة الناس قدر حرصهم على الكلمات الجادة والخط الموسيقي الذي تزحف عليه الكلمات الصادقة، فالصدق في التعبير هو تسجيل للواقع الذي يعيشه المستمع بقوة وحياء تحمل رسالة الفن السامي الذي تتفجر فيه طاقات وملكات الانسان. ومن هنا نستطيع ان نقول ان الموسيقى الآلية والغناء مطلب لا يجب أن ننسى دوره الهام الذي يقوم به المؤدي سواء كان فرداً أو جماعة فهو مفسر النص الشعري الذي ينتقل منه مضمون العمل وتعابير مؤلفه فتتحقق بذلك الصلة القوية بينه وبين المشاهد والمستمع. وبمشاهدتي المتكرر لبرنامج أغاني أغاني الذي يقدمه الأستاذ الجليل السر قدور كان هو المحرك وصاحب الحركة الكاملة في البرنامج، فالحركة هي سمة هامة من سمات الحياة وان لم تكن هي الحياة فلا تقدم ولا تطور بدونها ولو لم تكن الحياة هي الحركة لما صارت المدنية الى ما هي عليه من تقدم. ولم ينل كثير من مقدمي برامج الفنون الشهرة التي يستحقونها وهم على قيد الحياة مثل الذي يقدمه الأستاذ الفنان السر قدور في ليالي رمضان الكريم. فقد أخذت عروضه للبرنامج شهرة اذاعة صيته وخلدته وتخلده كأستاذ له تجربة عالية في الموسيقى والغناء السوداني الأصيل، واعتبره الشخص الرائد الاول في شرح وتوضيح الحقائق والمعلومات الكاملة في تاريخ الأغنية السودانية بألوانها الشعبية والحضرية. وهو الرجل الفذ الذي أخذ على عاتقه ارساء دعائم مدارس فن الغناء والموسيقى الأصيلة في ربوع السودان والذي جمع فيه بين الماضي والحاضر. وأود أن أوضح في رأيي عن مفهوم الاستاذ السر قدور والذي قام بتجربته الناجحة في فن الغناء السوداني المتقن ودوره في الحياة المعاصرة في مجال الموسيقى والابداع البشرى. فقد كانت في برنامجه وما تزال هنالك ابداعات غنائية لم يلتفت إليها التاريخ، وهي تلك الانجازات الموسيقية التي بدأت في السودان وتطورت من حضارات الممالك الاثيوبية والفرعونية وهي حضارات كشف عنصرها التعبير الموسيقى. وكان دوره الهام في البرنامج قائما على عرض أغاني ذكريات القرن الماضي التي كادت ان تكون مجهولة المعنى والتعبير. وفي اعتقادي ان تجربته كانت ناجحة وعلمية متعلقة بخامة من الابداع وان كنا نعيش في نهاية القرن الماضي عصر جمع تراث الثقافات في مؤتمرات الموسيقى العربية في الدول العربية فإن هذا العصر هو عصر تحليل تلك الثقافات. ومن هنا جاءت أهمية البرنامج الذي يقدمه الأستاذ المبدع السر قدور في أمسيات في شهر رمضان الكريم.
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:14 am | |
| (جلسة ما منظور مثيلا) في حضرة السر قدور..أنا طباخ ماهر و(مريخابي على الحرير)
حوار اجري معه عن طريق صحيفة الراي العام
عرفه الناس كفنان وشاعر واديب وتتبعوا تاريخه الفني جيداً.. حتى ان البعض كاد يحفظه عن ظهر قلب.. لكن للظاهرة الفنية والموسوعة التاريخية الاستاذ السر أحمد قدور.. وجهاً آخر.. بعيداً عن ذلك الوجه الذي كان يتابعه المشاهدون في رمضان طوال ثلاثين يوماً.. وجه إجتماعي يعكس حياة ذلك الرجل الخاصة.. في بيته ووسط بناته.. ويرسم صورة نادرة للسر قدور وهو داخل المطبخ.. «الرأي العام» غاصت دواخل المرهف السر قدور.. وكشفت عن الجانب الإجتماعي في حياته فماذا قال:- -- * بداية.. نريد ان نتعرف على البيئة التي شكلت ملامح السر قدور؟ - انا نشأت في بيئة (صوفية) كان للمديح الصوت الاعلى فيها.. فبالرغم من عمل والدي بالتجارة.. مع صديقه (قسم الله العوض) إلاّ انهما كانا مغرمين جداً بمدح الرسول (صلى الله عليه وسلم).. والمديح في حد ذاته به معلومات غزيرة موضوعة في اطار من الجمال وفي اعتقادي الشخصي ان السواد الاعظم من السودانيين وبالتحديد في وسط السودان يعرف التاريخ الاسلامي من خلال المديح. * اذن هل يمكن القول بأن (قدور) دخل لعالم الفن من خلال المديح؟ - طبعاً.. المديح هو البحر للفنون النغمية في السودان.. فالامم تكون نغماتها من خلال الحركة اليومية.. وحركة المعيشة هي التي تصنع النغم.. مثلاً الترزي تختلف حركة مكنته عن المزارع وعن المراكبي ومجدافه.. لذلك تختلف الاوطان في انغامها.. وانا تأثرت بالمديح جداً واذكر ان البيئة الصوفية جعلت والدي (قدور) و(صديقه قسم الله) يدخلان لاجواء المديح كمبدعين في (التنغيم)، لكن لم يكونا بمعزل عن الغناء.. ومازلت اتذكر ونحن صغار زيارات بعض المادحين لمنطقتنا (الشعديناب).. وفي هذا تستحضرني خاطرة وهي ان المداح كانوا ايضاً انواعاً.. فهنالك المادح المجيد.. والمادح الذي يتخذ المديح (مهنة) للكسب وهذا الاخير لم يكن مرغوباً كالمجيد مما يؤكد ان والدي واصدقاءه كانوا يهتمون كثيراً بالادائية.. لذلك نشأت وانا اعرف كيف اؤدي. * أم درمان.. محطة مهمة في مسيرة قدور؟ - شوف.. انا عرفت أم درمان دي قبل ما اجيها.. لذلك كانت كلها في راسي.. وانا حضرت لام درمان في العام 1954م.. والسبب الجابني انو جاي اشترك في مظاهرة لكن شاءت الظروف ان تتفرق المظاهرة لاسباب غير مفهومة.. واذكر انه في مساء المظاهرة رفض باعة الصحف التي كانت تصدر في المساء في تلك الايام على ورق (تابلويت) ان يوزعوا (الجريدة) لخوفهم من السلطات ولكنني كنت (غراً) في ذلك الوقت ولا أقدر الأمور حق تقديرها تبرعت ان اوزع الصحيفة.. وطفت بها في سوق أم درمان وقمت ببيع (400) عدد.. اذكر كان الثمن (تعريفة).. فحملت الايراد وعدت للصحيفة فمنحوني المبلغ ربما عرفاناً بشجاعتي.. وايضاً تلك (المجازفة) فتحت لي الباب لتعاون مثمر مع الصحيفة. * البعض يردد ان (السر قدور) ملك خالص للوطن.. ألم تؤثر تلك الاحتكارية (المحببة) على حياتك الشخصية؟ - نعم، انا ملك للوطن.. لكن هذا لم يمنعني من الزواج وممارسة حياتي الطبيعية وانا تزوجت في السودان مرتين.. لكن طبعاً وكما تعلمون الفنان لدينا (مهمل) في مشاعره في البيت بالرغم من انه يغني ويكتب في الحب.. وانا كنت اسافر كثيراً.. فتارة تجدني في كوستي واخرى في النهود وسنار وهكذا.. فلم يعجب هذا الكلام (النسوان ديل).. اللائي نشأن على فهم الزوج ووجوده بالمنزل وقعدة العصرية اللذيذة.. وربما كن يرددن.. (ايه الصعلوك الحايم كل يوم في بلد دا).. وبعد ان سافرت للقاهرة تزوجت من مواطنة مصرية بعد ان نصحني الاخ مهدي كزام بذلك.. والحمد لله هي انسانة متفهمة للفنان وعمل الفنان فلا تسألني لماذا تأخرت او اي شيء من هذا القبيل، وأنا افتكر انو هذا نوع من التربية الحضارية لديهم. * السر قدور.. ابو البنات؟ نعم.. عندي اربع بنات (حلوات).. (يضحك).. بتذكر احد اصدقائي قال لي يا السر عندك بنات حيدخلنك الجنة.. رديت وقلت ليهوك (لازم يدخلني الجنة.. مدام دخلني النار في الدنيا دي). * طيب.. أول اغنية عبرت بيها عن الريدة؟ - هي اغنية (إتدللي).. * قدور مهموم جداً بالحفاظ على تاريخ الاغنية السودانية.. لكن لماذا اختار (البعاد)؟ - كلما بعدت، كلما رأيت الاشياء بمنظور افضل.. هنا في السودان يزدحم وقتي.. أما في (القاهرة) فانا أقرأ وأتأمل لان الانسان الذي لا يتأمل لن يكون قادراً على التجديد.. لدى مكتبي في القاهرة. ادخل إليه في تمام الساعة الثانية.. وابقى بداخله الى العاشرة مساء.. وبداخل هذا المكتب كتبت العديد من المسرحيات والاغنيات.. * استفدت من الاستقرار بالقاهرة؟ - طبعاً.. استفدت كثيراً من وجودي مع المصريين واستفدت كذلك في مجال العمل في الاذاعة المصرية والبرامج الاذاعية. * شريكة حياتك (مصرية).. هل تتذوق القصائد والاغاني السودانية؟ - إطلاقاً. وما عندها اي علاقة بالفن السوداني.. واحياناً تقول لابنائي: (هو ابوكم دا بيقول ايه).. * السر (قدور).. هل أنت مُجامل؟ - ليس دائماً.. وعندي (حمقة) احياناً.. وأسير على العبارة الشهيرة (اتقي غضب الحليم). * طيب ما هي الاغنية التي تمنيت ان تكون انت صاحبها؟ (صبابة) للفنان سيد خليفة. * (قدور) صاحب لونية حمراء صريحة.. ما سر الشائعة التي ترددت بأنك غيرت وجهتك صوب نادي الهلال؟ - (يتعجب). ابداً انا مازلت مريخابياً. * مريخابي على السكين؟ - لا.. مريخابي على الحرير (يضحك).. * يتردد ان (السر قدور) طباخ ماهر. ما صحة ذلك الحديث؟ - انا امير الحلل.. اعمل ليك (حلة) فنانة ما حصلت.. وربما تكون دي واحدة من فوائد العزوبية.. ولعلمك ان اعظم الطهاة هم من الرجال.. واحب جداً الكسرة بالخدرة والكمونية والرغيف (التنقل).. * بتغني في البيت؟ - طبعاً.. انا اصلاً بعمل في (غناء) ما في شعر.. وكتير تلقاني بغني في البيت لحدي ما المدام ذاتا تستغرب الراجل دا مالو؟ * أغنية «ياريت» .. في من كتبها السر قدور؟؟ - شوف.. انا اغلب الاغاني الكتبتها كنت ماشي في الشارع.. واغنية «ياريت» عندها قصة غريبة شوية.. ففي احدى المرات ذهبت لمطار القاهرة لوداع انسان عزيز عليَّ جداً.. وبعد أن ودعته صادفت شخصاً لا أعرفه.. فدعاني لكي أتناول معه طعام الغداء.. المهم ذهبت معه وانا اضع في إعتباري انه احد «المعجبين» لتتكرر العزومة لثلاثة ايام متواصلة.. وأذكر في المرة الاخيرة عدت من تلك «العزومة» لمنزلي واثناء سيري هبط علىَّ وحي الاغنية.. وبدأت أدندنها حتى وصلت المنزل حوالي الرابعة صباحاً.. فسألتني زوجتي ام البنات.. «ياراجل كنت فين لحدي دلوقتي».. فقلت ليها: كنت بألف في اغنية.. نظرت الىَّ وقالت: يعني انت كل ما تألف اغنية حتبيت برة؟؟ (يضحك).. * (السر قدور) متى يبكي؟؟ - انا ببكي بي «جوة» فقط.. وابلغ اجابة يمكن ان ارد بها على هذا السؤال هو ما قاله الحلنقي (خليت الدموع يرتاحوا).. فخلي دموعي دي مرتاحة!! * بعد تجربتك في الزواج من المرأة السودانية.. هل تعتقد أنها (خانقة) للابداع؟؟ -والله المرأة السودانية بدت في الفترة الاخيرة تتفهم معنى أن تكون فناناً.. لكن ليس بالدرجة الكاملة.. * (قدور).. العصاية الشايلا دي.. ما هو سرها؟؟ - (يتطلع للعصاة قبل أن (يضحك) ويقول: كيف دي عصاية على إيقاع (واحد ونص)..
| |
|
| |
عادل عثمان مصطفي كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 6481 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 67 الموقع : كانبرا - استراليا
| موضوع: رد: شعراء الاغاني السودانية الأحد مارس 30, 2014 11:16 am | |
|
حنيني اليك : كلمات السر قدور
حنيني اليك وليل الغربة اضناني
وطيف ذكراك بدمع القلب ابكاني
واقول ياريت زماني الفات يعود تاني
والقاك حبيب عمري وتلقاني
وتلقي الريد معايا لحظة مانسيتك ولانساني
لابنساك ولابقدر ولاعارف بعد حبك احب تاني
واهرب من خيال طيفك في عينيا بلاقيهو
اعيش ايامي بالذكري الم وافراح
الليل اليل يصافيني ونعود تاني من تاني
| |
|
| |
| شعراء الاغاني السودانية | |
|